جلست شهرزاد ساهمة
فترة ليست بالقصيرة أمام شاشتها
لديها الرغبة باستقبال الضيوف
وفي نفس الوقت تشعر بالرغبة
لو تظل بين أفكارها
تجول في عالم صنعته لها
جنيات الليل ونجيمات هاربه
ولكن كان لا بد من النقر
على "سطح المكتب"
فهي على يقين أن هناك
من يتوق لسهرتها ويترقب
والصحبة هي غايتها وما ترغب
حضر الأصدقاء
بين متسائل وحائر ومتعجب
ولسان حالهم يخبر عن أفكارهم
ما الذي أخر إجتماعنا الليلة ؟
ـــ كنت أتجول بين الزهور
عندما استدعيتنا
سيدة القصور
ففي عبيرها شفاء للنفس
وراحة للصدور
أحضرت لك هذة الريحانة
علها تبعث في قلبك السرور
قالت (أليس )
وقد زهت بثوبها الأزرق
وتقدمت من سيدة المكان وانحنت
وعلى مكتبها تركت زهورها وذهبت .
ـــــــ ما أجملك أيتها الصغيرة
وما أروعها من هدية أثيره
كيف ترين عالمنا بعد رحلتك
في عالم العجائب المثيرة
ـــ ليست العجائب هناك سيدتي
بل في عالمكم تكمن الغرائب .
ضحك الحضور اندهاشاً من كلامها
وارتفع صوت الاستهجان
من الكبار والصغار
وعلت همهمات
وتمتمات تتسائل بتعجب
كيف يكون عالمنا هو الصعب
سألتها شهرزاد :ـ
ـــــــ وكيف ذلك" أليس "
أفصحي عن رأيك
وارفعي من صوتك
دعينا من الهمس.
قالت تلك الأميرة بصوت واضح
وأعلنت عن سبب حكمها الفاضح:ـ
ـــ في عالمكم يقتتل الأخوة بلا سبب
ويسرق ذو المال والجاه والمنصب
ويخادع الصغير والكبير
يلبس ثوب النساك الحقير
أبناء لا يرعون لابائهم قدرا
وأمهات يرمين في بيوت قذرة
بعد أن أمضين عمرهن قهرا....
انخفض صوت "أليس"
وقوطع استرسالها
صوت من قريب يشبه العويل
وارتفع في المكان النحيب بعد قليل
التفتت العيون لمصدر الآهات
وقد ظنوا أن يروا بكاء فتاة
فكان رجلٌ علا فونيه الشيب
بللت دموعه لحيته والجيب
بادرته شهرزاد مستفسره
وبيدها قدمت له منديلا معطره
ـــــ مابالك سيدي قد أدميت عيونك
وأشعت بيننا الحزن من شجونك .
مسح الرجل عيونه وعدل من جلسته
وحاول التقاط أنفاسه ورواية قصته :ـ
ـــ كنت ضمن عائلة من ابناء وبنات
وكانت زوجتي سيدة نادرة الصفات
عشنا في بيتنا ك دوح ملؤه الضحكات
ونمت زهورنا بيننا وأصبحت شجرات
وحين اختارها المرض
أصبحت حياتنا بلا غرض
اختلفت صباحاتنا والمساءات
وباتت أفكارنا تدور من غير ثبات
الأولاد مع زوجاتهم في تبات ونبات
ومع أزواجهن كن فرحات البنات
وأنا
ضعت بين واجبي نحوهم جميعاً
وبين حاجاتي الطبيعية في الحياة
فكان أن وضعتها "سيدة عمري"
في بيت للعجزة وأدرت ظهري
ونسيت أو تناسيت
ماذا كانت لحياتي وحياتهم تعني
وبعد وقت قصير
كان الخبر العسير
وفاة غير متوقعة
بجلطة مفجعة
لم يحتمل قلبها الصغير
وجع النكران وحر الهجير
فاختارت النوم في أحلامها
وتركتني أعاني الامها
ووجع البقاء وحدي مع الضمير ....
..................
ساد الصمت مجمل الحضور
واختارت شهرزاد إنهاء الأمور
بنقرة على المفاتيح
لتريح وتستريح ...
.....................................5
فترة ليست بالقصيرة أمام شاشتها
لديها الرغبة باستقبال الضيوف
وفي نفس الوقت تشعر بالرغبة
لو تظل بين أفكارها
تجول في عالم صنعته لها
جنيات الليل ونجيمات هاربه
ولكن كان لا بد من النقر
على "سطح المكتب"
فهي على يقين أن هناك
من يتوق لسهرتها ويترقب
والصحبة هي غايتها وما ترغب
حضر الأصدقاء
بين متسائل وحائر ومتعجب
ولسان حالهم يخبر عن أفكارهم
ما الذي أخر إجتماعنا الليلة ؟
ـــ كنت أتجول بين الزهور
عندما استدعيتنا
سيدة القصور
ففي عبيرها شفاء للنفس
وراحة للصدور
أحضرت لك هذة الريحانة
علها تبعث في قلبك السرور
قالت (أليس )
وقد زهت بثوبها الأزرق
وتقدمت من سيدة المكان وانحنت
وعلى مكتبها تركت زهورها وذهبت .
ـــــــ ما أجملك أيتها الصغيرة
وما أروعها من هدية أثيره
كيف ترين عالمنا بعد رحلتك
في عالم العجائب المثيرة
ـــ ليست العجائب هناك سيدتي
بل في عالمكم تكمن الغرائب .
ضحك الحضور اندهاشاً من كلامها
وارتفع صوت الاستهجان
من الكبار والصغار
وعلت همهمات
وتمتمات تتسائل بتعجب
كيف يكون عالمنا هو الصعب
سألتها شهرزاد :ـ
ـــــــ وكيف ذلك" أليس "
أفصحي عن رأيك
وارفعي من صوتك
دعينا من الهمس.
قالت تلك الأميرة بصوت واضح
وأعلنت عن سبب حكمها الفاضح:ـ
ـــ في عالمكم يقتتل الأخوة بلا سبب
ويسرق ذو المال والجاه والمنصب
ويخادع الصغير والكبير
يلبس ثوب النساك الحقير
أبناء لا يرعون لابائهم قدرا
وأمهات يرمين في بيوت قذرة
بعد أن أمضين عمرهن قهرا....
انخفض صوت "أليس"
وقوطع استرسالها
صوت من قريب يشبه العويل
وارتفع في المكان النحيب بعد قليل
التفتت العيون لمصدر الآهات
وقد ظنوا أن يروا بكاء فتاة
فكان رجلٌ علا فونيه الشيب
بللت دموعه لحيته والجيب
بادرته شهرزاد مستفسره
وبيدها قدمت له منديلا معطره
ـــــ مابالك سيدي قد أدميت عيونك
وأشعت بيننا الحزن من شجونك .
مسح الرجل عيونه وعدل من جلسته
وحاول التقاط أنفاسه ورواية قصته :ـ
ـــ كنت ضمن عائلة من ابناء وبنات
وكانت زوجتي سيدة نادرة الصفات
عشنا في بيتنا ك دوح ملؤه الضحكات
ونمت زهورنا بيننا وأصبحت شجرات
وحين اختارها المرض
أصبحت حياتنا بلا غرض
اختلفت صباحاتنا والمساءات
وباتت أفكارنا تدور من غير ثبات
الأولاد مع زوجاتهم في تبات ونبات
ومع أزواجهن كن فرحات البنات
وأنا
ضعت بين واجبي نحوهم جميعاً
وبين حاجاتي الطبيعية في الحياة
فكان أن وضعتها "سيدة عمري"
في بيت للعجزة وأدرت ظهري
ونسيت أو تناسيت
ماذا كانت لحياتي وحياتهم تعني
وبعد وقت قصير
كان الخبر العسير
وفاة غير متوقعة
بجلطة مفجعة
لم يحتمل قلبها الصغير
وجع النكران وحر الهجير
فاختارت النوم في أحلامها
وتركتني أعاني الامها
ووجع البقاء وحدي مع الضمير ....
..................
ساد الصمت مجمل الحضور
واختارت شهرزاد إنهاء الأمور
بنقرة على المفاتيح
لتريح وتستريح ...
.....................................5
تعليق