شهرزاديات ...متجدد

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • أمنية نعيم
    عضو أساسي
    • 03-03-2011
    • 5791

    جلست شهرزاد ساهمة
    فترة ليست بالقصيرة أمام شاشتها
    لديها الرغبة باستقبال الضيوف
    وفي نفس الوقت تشعر بالرغبة
    لو تظل بين أفكارها
    تجول في عالم صنعته لها
    جنيات الليل ونجيمات هاربه
    ولكن كان لا بد من النقر
    على "سطح المكتب"
    فهي على يقين أن هناك
    من يتوق لسهرتها ويترقب
    والصحبة هي غايتها وما ترغب
    حضر الأصدقاء
    بين متسائل وحائر ومتعجب
    ولسان حالهم يخبر عن أفكارهم
    ما الذي أخر إجتماعنا الليلة ؟
    ـــ كنت أتجول بين الزهور
    عندما استدعيتنا
    سيدة القصور
    ففي عبيرها شفاء للنفس
    وراحة للصدور
    أحضرت لك هذة الريحانة
    علها تبعث في قلبك السرور
    قالت (أليس )
    وقد زهت بثوبها الأزرق
    وتقدمت من سيدة المكان وانحنت
    وعلى مكتبها تركت زهورها وذهبت .
    ـــــــ ما أجملك أيتها الصغيرة
    وما أروعها من هدية أثيره
    كيف ترين عالمنا بعد رحلتك
    في عالم العجائب المثيرة
    ـــ ليست العجائب هناك سيدتي
    بل في عالمكم تكمن الغرائب .
    ضحك الحضور اندهاشاً من كلامها
    وارتفع صوت الاستهجان
    من الكبار والصغار
    وعلت همهمات
    وتمتمات تتسائل بتعجب
    كيف يكون عالمنا هو الصعب
    سألتها شهرزاد :ـ
    ـــــــ وكيف ذلك" أليس "
    أفصحي عن رأيك
    وارفعي من صوتك
    دعينا من الهمس.
    قالت تلك الأميرة بصوت واضح
    وأعلنت عن سبب حكمها الفاضح:ـ
    ـــ في عالمكم يقتتل الأخوة بلا سبب
    ويسرق ذو المال والجاه والمنصب
    ويخادع الصغير والكبير
    يلبس ثوب النساك الحقير
    أبناء لا يرعون لابائهم قدرا
    وأمهات يرمين في بيوت قذرة
    بعد أن أمضين عمرهن قهرا....
    انخفض صوت "أليس"
    وقوطع استرسالها
    صوت من قريب يشبه العويل
    وارتفع في المكان النحيب بعد قليل
    التفتت العيون لمصدر الآهات
    وقد ظنوا أن يروا بكاء فتاة
    فكان رجلٌ علا فونيه الشيب
    بللت دموعه لحيته والجيب
    بادرته شهرزاد مستفسره
    وبيدها قدمت له منديلا معطره
    ـــــ مابالك سيدي قد أدميت عيونك
    وأشعت بيننا الحزن من شجونك .
    مسح الرجل عيونه وعدل من جلسته
    وحاول التقاط أنفاسه ورواية قصته :ـ
    ـــ كنت ضمن عائلة من ابناء وبنات
    وكانت زوجتي سيدة نادرة الصفات
    عشنا في بيتنا ك دوح ملؤه الضحكات
    ونمت زهورنا بيننا وأصبحت شجرات
    وحين اختارها المرض
    أصبحت حياتنا بلا غرض
    اختلفت صباحاتنا والمساءات
    وباتت أفكارنا تدور من غير ثبات
    الأولاد مع زوجاتهم في تبات ونبات
    ومع أزواجهن كن فرحات البنات
    وأنا
    ضعت بين واجبي نحوهم جميعاً
    وبين حاجاتي الطبيعية في الحياة
    فكان أن وضعتها "سيدة عمري"
    في بيت للعجزة وأدرت ظهري
    ونسيت أو تناسيت
    ماذا كانت لحياتي وحياتهم تعني
    وبعد وقت قصير
    كان الخبر العسير
    وفاة غير متوقعة
    بجلطة مفجعة
    لم يحتمل قلبها الصغير
    وجع النكران وحر الهجير
    فاختارت النوم في أحلامها
    وتركتني أعاني الامها
    ووجع البقاء وحدي مع الضمير ....
    ..................
    ساد الصمت مجمل الحضور
    واختارت شهرزاد إنهاء الأمور
    بنقرة على المفاتيح
    لتريح وتستريح ...
    .....................................5
    [SIGPIC][/SIGPIC]

    تعليق

    • أمنية نعيم
      عضو أساسي
      • 03-03-2011
      • 5791


      • بعد التقاء أول الليل مع الشفق
        استعدت سيدة الحكايا للسهر
        في ليلة خريفية سطع فيها القمر
        وانتشر في الجو عبق الياسمين
        من شجيرة امتدت حول الساهرين
        ـــــــ ما أرق هذة الليلة وما أحيلاها
        بحضور من صحبتي ازدانت حناياها
        بكم تحلو الليالي وتتجمل الأخبار
        فمتعة الحكايا تكمُُل بحضرة السمار .
        قالت شهرزاد مرحبة مستبشرة
        طالبها الحضور بقصة عن الزهور
        فقد أتعبتهم تلك القصص الحزينة
        وتاقت أنفسهم لبعض الفرح والزينة.
        عدّلت شهرزاد من جلستها
        والتقطت زهرة ياسمين
        وفي عروة قميصها غرستها
        وقالت بعد أن بسملت
        وعلى نبيها صلت وسلمت
        ــــــ بلغني أيها الجمع الحبيب
        أنه في وادٍ قريب
        روضة من الأزهار والنبات
        قد أحاطت بنبعة ماء فرات
        اعتادت الفراشات على سكناها
        ومن رحيقها جنت العسل النحلات
        وعلى تلة غير بعيدة عن هذة الخميلة
        كوخ صغير تقطنه عائلة فقيرة
        أب قد اعتاد العمل الشاق
        وأم تعتني ببيتها وبنت جميلة
        كانت تشرق قبل الشمس بقليل
        لتقطف الورود وبعض الأزهار
        وتحملها جذلى مرحة بسلة صغيرة
        ماضية للسوق حتى تبيعها
        وتعود لأمها ببعض الجبن وفطيرة
        كانت متعتها تفوق الخيال
        وهي ترى نفسها أميرة التلال
        هكذا كانت تردد في سرها
        كلما داهمها أحد المارة بسؤال
        عن سر ردائها الممزق
        أو كونها تمشي بلا نعال
        لطالما عانت من نظرة ٍ خبيثة
        أو يد تطاولت بلمسها لمسة مخيفة
        فرغم ما عانى منه جسمهامن نحول
        وما ظهر على وجهها من ذبول
        إلا أنها تغنت بالحياة
        ورددت مع العصافير لحناً موصول
        وظلت ترى في غدها الشمس أقرب
        من حالك الظلمة وخوف المجهول
        تلك زاويتها المفضلة الحبيبة
        بجانب نافورة ماء في وسط ساحة المدينة
        لطالما راقبت زرافات من البشر
        وهي تسير مسرعة لأعمالها
        وكم انتظرت بفارغ الصبر
        خروجهم لاستراحة الظهيره
        الكثير من الشباب يهرعون اليها
        يشترون زهرة أو ثنتين
        تستغرب من فعلتهم وتظل تلاحقهم
        بنظرات مستفسره؟
        كل يوم على نفس الوتيرة
        يشترونها وقت الظهيرة ؟؟؟
        ترى لمن يبتاعونها؟
        وأكثر ما كان يثير استغرابها
        تلك الزهرة البيضاء
        التي اعتادت أن تجدها
        على حافة الطريق نحو البيت ...!
        هي على يقين أنها ليست من زهورها
        فلا وجود للـ "أوركيد" الأبيض في روضتها !
        ومع ذلك كانت تلتقطها سعيدة بها وبرفقتها
        تحدثها طوال طريق العودة عن يومها ...

        تثائب الحضور وبان على الوجوه الفتور
        فأمسكت شهرزاد عن الكلام
        ونقرت بسبابتها والإبهام
        فعاد الحضور الى سجلاتهم
        وأسلمت نفسها شهرزاد للنوم
        في حضرة الأحلام .
        ..............................6
      [SIGPIC][/SIGPIC]

      تعليق

      • أمينة اغتامي
        مشرفة ملتقى صيد الخاطر
        • 03-04-2013
        • 1950

        تقاطع ممتع بين حكايا شهرزاد وما ورد في التراث العالمي
        من أساطير وقصص عميقة الأثر
        لاأريد أن أعكر هذا الصفاء بمزيد من الثرثرة
        وأشكرك من كل قلبي على نفسك الطويل في السرد
        الممتع والهادف في نفس الآن
        تحيتي لك أخيتي أمنية وكل الحب

        تعليق

        • أمنية نعيم
          عضو أساسي
          • 03-03-2011
          • 5791

          المشاركة الأصلية بواسطة أمينة اغتامي مشاهدة المشاركة
          تقاطع ممتع بين حكايا شهرزاد وما ورد في التراث العالمي
          من أساطير وقصص عميقة الأثر
          لاأريد أن أعكر هذا الصفاء بمزيد من الثرثرة
          وأشكرك من كل قلبي على نفسك الطويل في السرد
          الممتع والهادف في نفس الآن
          تحيتي لك أخيتي أمنية وكل الحب

          بل الشكر كل الشكر لمرورك الرقيق أمينة
          فوجودك يعطي المكان صفة الكمال
          لك كل الود غاليتي ظلي بخير .
          [SIGPIC][/SIGPIC]

          تعليق

          • أمنية نعيم
            عضو أساسي
            • 03-03-2011
            • 5791

            أعدت متكئاً مريحاً
            ورصت أنواع الحلوى
            ما يشيع في النفس الحبور
            ونقرت سطح مكتبها ثلاثا
            فهلَّ من سجلاتهم الحضور
            التفوا حول مائدتها العامرة
            يتبادلون التحايا
            وعلى محياهم بان السرور
            تناولت شهرزاد طبقها
            وبدأت بسرد ما تبقى من قصتها:ـ
            ــــــــ كنا بالأمس أيها الأصدقاء
            قد توقفنا وتلك الجميلة
            تلتقط زهرتها
            وتسير تترنم
            ببعض الغناء
            تارة
            وتارة تهمس لوردتها
            عن تعجبها ممن يشترون الورود
            وممن يرمي هذة الـ "أوركيدة" على دربها
            تجمع لديها العديد منها
            وقد خصصت لها إناءاً بجانب مخدتها
            أربعة كانت وهذة الخامسة قد انتظمن
            برفق على شرفتها ...
            رنت بنظرها نحو الروض
            وراحت تسرح بفكرتها
            ترى من صاحب هذا الذوق
            ومن يهمه أمرها
            ليترك لها الوردة الغالية الثمن
            من غير حتى أن يسألها رفقتها؟
            وصممت في قرارة نفسها
            أن تتعمد في الغد تغيير جلستها
            علها تحظى برؤية من بالأزهار أسعدها
            أشرق الصبح قبل أوانه على جديلتها الذهبية
            "أو هكذا أرادت أن تستيقظ الصبية "
            تحممت بقطر الندى وارتشفت العبير
            وغادرت بصحبة سلتها تغذ المسير
            يممت نحو نافورة الماء المعتادة
            ظلت هناك لبعض الوقت
            ثم تسللت بعد أن أمعنت النظر حولها
            لزاوية مخفية من الباحة
            ركنت سلتها واستسلمت لحلم يقظتها
            رأت فيما يراه الناظر للبعيد
            شاب وسيم يحمل زهرة الـ"أوركيد"
            نظر نحوها بكل حنان
            وألقى في حجرها زهرته
            وغادرها من غير كلام
            للحظات ابتسمت للغيب
            ومدت يدها تتلمس وردتها
            وتكاد تجزم أنها أحستها
            غير أنها استفاقت من حلمها
            وقد قاربت الساعة على العصر
            وبعد ما باعت زهورها
            يا لغبائها ...استبدلت الواقع بالحلم
            لتظل الأسرة بلا طعام هذا اليوم
            أسرعت بالعودة نحو مكانها
            وحمدت الله أن باعت ما جلبت
            ولو بسعر أقل
            ولكنه يكفي لابتياع الأكل
            حملت سلتها وما ابتاعته لأسرتها
            ومضت الى الطريق نحو البيت
            لتجد على المفترق تلك البضاء
            كما اعتادتها كل مساء
            تنتظرها بفارغ الصبر
            ولكن لتزداد حيرتها لف غصنها
            وريقة صغيرة كتب فيها سطر
            " ما رأيتك اليوم ! لماذا الغياب ؟"
            ضمت الورقة في كفها بكل حذر
            تلفتت حولها ...ما من بشر
            مشت تدندن لنفسها
            " ياحبيبا زرت يوما أيكه
            طائر الشوق أغني آلمي
            لك أبطاء الدلال المنعم
            وتجني القادر المحتكم
            وحنيني لك يكوي أعظمي
            والثواني جمرات في دمي
            وأنا مرتقب في موضعي
            مرهف السمع لوقع القدم


            "
            سعيدة باللحن والكلمات
            قررت شهرزاد السكوت عن الكلام
            رجع الصحب للسجلات
            وغرقت سيدة الحكايا في عذب المنام.
            ................................7
            [SIGPIC][/SIGPIC]

            تعليق

            • أمنية نعيم
              عضو أساسي
              • 03-03-2011
              • 5791

              نثرت شهرزاد أخشاب العود
              على طول المائدة
              وبين سلال الورد
              أوقدت بعض الشموع
              جلست خلف شاشتها الصغيرة
              ونقرت بطرف أوسطها تنادي الجموع
              تعالت الأصوات من بين الكتب
              وظهرت شخصيات الحكايا
              متتابعة ترنو عن كثب
              علها يكون لها السبق
              في الجلوس بجانب سيدة المكان
              لتملأ العين من حسنها
              وبصوتها تشنف الأذان ...
              بدأت كما اعتادت شهرزاد قصتها
              بالبسملة والصلاة على نبيها وقالت:ـ
              كنا قد تركنا صاحبة الخميلة
              تترنم بشعر جال في نفسها
              وأبدلها أسمالها بحلة أميرة
              من قوس قزح ذو ألوان نضيرة

              كانت قد رسمت في خيالها
              صورة لذلك الغامض
              شاب ذو قامة فارهة
              وعيون سوداء واسعه
              وبشرة سمراء
              توحي بالجدية والقوة
              فاكتساب السمرة يعني
              في فكرها العمل
              كانت تمعن في إغماض عيونها
              وتستسلم للرقاد على غير عادتها
              ليكون هذا الطيف الجديد
              رفيق نومها وصحوتها
              رغم تقلبها الطويل وحيرتها
              إلا أنها كانت تستيقظ قبل الشمس
              متفتحة كما الوردة في رقتها
              تغشى خدودها حمرة لذيذة
              ربما أن الأحلام قد أينعتها
              صارت تهتم بإخفاء
              العيوب من سترتها
              وحاولت جهدها استصلاح
              ما تبقى من قديم نعلها
              حرصت بكل أناقة
              على رص الزهور الصغيرة
              على طول جديلتها
              ومشت تحاكي الطيور
              عن قصة الوردة البيضاء
              تلك التي فتحت للحياة
              نافذة مشرعة للأحلام التي
              لطالما في غمرة الحزن نسيتها
              بعد يومها الذي باتت تراه طويلا
              اشترت حاجات البيت على عجل
              وتعثرت بخطاها وهي تسابق الزمن
              تريد الوصول لتلك الأيقونة
              التي أصبحت سر نشوتها
              كم كانت فرحتها عظيمة
              حين وجدت بجانبها أيضاً
              علبة صغيرة
              فتحتها وكل ما فيها يرتقب
              يدٌ ترتجف كما غصن رطب
              قلبٌ تعالت ضرباته
              فمٌ ترتعش شفاته
              وحلقٌ جف واضطرب
              اتسعت حدقاتها يــــا للعجب
              درة حمراء كما الجلنار
              اعتلت خاتم من ذهب
              تموضعت على مخدة بيضاء
              تخالها حسناء قد نالها التعب
              من بعد ليلة قمرية ندية
              فمالت بجنبها وألقت برأسها
              على حافة الصندوق من الطرب
              همت بالسير غائبة عن المكان
              نسيت مسار البيت والزمان
              فإذا بصوت غــــــــــــاية في ال حنان
              يأتيها كما لو كان رجع ألحان:ـ
              ـــ هلا دللتني على بيتك أيتها الأميرة
              فلي عند والدك كلمات قليلة
              التفتت خلفها لترى حلمها صار حقيقة
              رمت بنظرها نحو الأرض وسارت
              وعلى وقع خطاه
              رأت فصولها قد اجتمعت في لحظة قصيرة .

              من جانب قصي علا صوت بهي
              كما تغريدة طيور الكناري
              يبعث في الحضور نشوة وحبور
              رقيقة كما النسائم الصيفية
              وقفت بآخر المائدة صبية
              ردائها أبيض كما الثلج
              يعلو جبينها ضياء مبهج
              راحت تغني بصوتها الملائكي
              بعض المقامات الأندلسية
              تمايلت الرؤوس طرباً وغبطة
              وحان رغم الأنس أوان الفرقة
              نقرت ساحرة المساء نقراتها
              وغابت الشخوص في سجلاتها
              وراحت شهرزاد في نومها
              على أمل اللقاء بهم في غدها ...
              ........................................8





              [SIGPIC][/SIGPIC]

              تعليق

              • أمنية نعيم
                عضو أساسي
                • 03-03-2011
                • 5791

                تسللت شهرزاد بهدوء
                كي لا توقظ الزهر الغافي على مخدتها
                مشت الهوينى نحو مكتبها
                واستعدت للقاء الأصدقاء
                نقرت على المفاتيح
                بذلك النداء الصامت
                فالتئم عقد الأصحاب حولها
                بدا على محياها التعب
                وتلك النظرة الساهمة صوب البعيد
                أخبرت عن هم ٍ يشغلها
                تسائل أحد القريبين منها:ـ
                ـــ ما بال الشمس علاها الغيم؟
                وبان على محياها وجع مريب!
                هل حل بك طائف حزن ؟
                أم حط على شطآنك طائر غريب؟
                ــــــ ليس حزناً ما بي يا صديقي
                ولكنها حيرة ألمت بكل الحواس
                لماذ نصطنع المآسي ونفضل الذبول
                ونرى القبيح في كل روض
                ولا تلتقط عيوننا بهجة الحقول!
                ـــ ربما هي طبيعة البشر
                حب الغموض والخطر
                ففي طابع الأحزان يقولون
                يكمن سر لا يعرفه سوى
                من قلبه في الحب انفطر
                ــــــ وكيف يكون الحب والحزن صنوان ؟
                وما ركن الفؤاد الى الهوى إلا لمتعة الأذهان
                فما حاجة النفس غير رفيق لها
                يشاركها السماء والغوص في الخلجان
                ويعرف كل تفاصيلها من دقيق البسمة
                حتى متعة الأبدان ؟
                ـــ وهل الحب إلا دمعة لفراق
                وصمت في حضرة الحذر؟
                هل الحب إلا حاجة مقضية
                ينعم فيها المحب على الحبيب
                متعة في القلب ورقة في النظر
                وكلها تودي الى رحاب الصبر
                وكما تعلمين في الصبر شوك الإبر
                ـــــ ما الغاية المرجوة إذن من التبتل
                في محراب الحبيب في الليل والسهر
                إن كان نتاجه ما تقول ؟ اين المفر!
                أليس غاية كل قلب لقلب كي يستقر!
                أليس منتهى الأرب
                بجانب الحبيب القرب؟
                كيف يكون الصمت هو أبجدية اللقاء
                وفي صوت الأحبة التغريد والنقاء
                همسة في حضرة الأشواق
                تهدي جسد الأحبة كل الرواء
                فلا حاجة للنوم أو للأكل أو للماء
                تناج ٍ يبعث الأرواح في أبهى ارتقاء
                لتسكن العيون في العيون ك أجمل لقاء
                وتُدفء القلوب ضم أكف ٍ
                لصدر طال به العناء
                ليبيت قريراً بما امتلك
                من رقة عذبة ك صوت حداء
                عبََر الصحاري ليطوي المسافات
                في لحظة ٍأثيريةٍ قدت من بهاء
                ـــ ما أعذب ما قلتِ سيدتي
                ولكن جل المحبين " مكاء" !
                ـــــــ ليتني هو ...
                إذن لاكتفيت بوحدتي ورفقتي
                وأعفيت نفسي والعيون من البكاء!

                لملمت ذاك الجمان المتقطر سيدة المساء
                وعلى اللوحة بسبابتها نقرت
                فعاد الليل لمشكاته
                ورمى آخر ريشاته
                وغفت شهرزادنا على نفس الحيرة ....
                ...........................................9
                [SIGPIC][/SIGPIC]

                تعليق

                • أبوقصي الشافعي
                  رئيس ملتقى الخاطرة
                  • 13-06-2011
                  • 34905

                  كم تعتقلني أسماء الموصول..
                  و هاء الغائبة
                  رفاهية خطاب
                  من يرفعني بهمزة أو غمزة
                  مسورٌ أنا بروتينيتي
                  أشاكس لهاة الوسن المحلاة بالاستهتار
                  وسيمٌ هو الآخر
                  لولا تراجع معدل وجهي الاحتياطي
                  يوما ما سأنتعل الفراغ
                  و سدفة الخرافة
                  أمارس ملامحي الشرقية
                  و خرف الفحولة
                  كأنني هراوة أمانٍ وقحة
                  في ليلٍ عنتري
                  مع أنني أشتكي لزوجة لغتي
                  أتثاءب كشهريار
                  حين تقفل شهرزاد وعدهاا العقيقي
                  أستقيل من الحكايات
                  ليت فجري أريكة أمل
                  كلما قضم الوله قصيدتي
                  تمددت مثقال نغم
                  أثمل بمحض قلقي
                  أناغي شغب عينيكِ
                  بقرفصة حنين.

                  و يستمر الجمال مع شهرزاد الخاطرة
                  و رفيقة القمر..
                  دمت ِ بكل الشموخ..



                  كم روضت لوعدها الربما
                  كلما شروقٌ بخدها ارتمى
                  كم أحلت المساء لكحلها
                  و أقمت بشامتها للبين مأتما
                  كم كفرت بفجرٍ لا يستهلها
                  و تقاسمنا سوياً ذات العمى



                  https://www.facebook.com/mrmfq

                  تعليق

                  • أمنية نعيم
                    عضو أساسي
                    • 03-03-2011
                    • 5791


                    تستمر الطريق نحو الخيال
                    في واقع فرض نفسه
                    شهرزاد تحاول التفلت من القيود
                    والخروج حرة نحو قلبها
                    تصنع لها عالمها الخاص من الكتب

                    ومن نسيج زاوج بين الجد واللعب
                    أرادت لهذا المساء أن يكون اللقاء
                    في رحاب البحر على اتساعه وعمقه
                    كما أفكارها التي حاربت لانعتاقها
                    منذ كانت بعد على مدارج الصبا طفلة
                    وكما اعتدنا عليها نقرت ثلاثاً
                    فكان الحضور أقرب للفَراش انفلاتاً
                    إلى مجلس شهرزادنا وصلوا
                    زرافات بقرب البحر جلسوا
                    قالت هذة الرقيقة بصوتها الخفيض
                    ــــــــ الى متى سيظل بحثنا عن الحقيقة
                    في مسارات البشر
                    وكيف هي أنجى طريقة
                    للوصول بأمان بلا خطر
                    لقلب صدق وروح صديقة
                    في بحر لجي على ألواح ودسر
                    تظل أفكارنا تتسائل دائرة في فلك النفوس
                    هل يا ترى نضحك أم الاختيار الأسلم العبوس؟
                    هل طيبة القلب صارت تهمة لنا ؟
                    أو كان الأجدر أن نكون خبيثي الطوية كما المجوس؟
                    في عالم تكالبت فيه وعليه التناقضات
                    وضيع فيه الحق والعدل وكثر فيه الفتات
                    أفيدوني أيها الصحب الكريم ...ما الحل ما التدبير !
                    نهضت سيدة أتت من رواية "خاتم"*
                    وقالت بعد التحية والسلام:
                    ــــ سيدتي الجميلة
                    في عالمنا المقيد حد الاختناق
                    منع عنا كل شئ بحجة التقاليد
                    حتى الهواء نتنفسه بنهم ك الترياق
                    تهنا عندما فتحت لنا أبواب الفضاء
                    فصرنا " أو لنقل" معظمنا ننهل منه بلا رواء
                    لا نفرق لجهلنا بين الغث والسمين
                    كوننا فقط نبحث عن عن مفر أمين
                    ظننا أنه عالم سحري ملك لنا
                    نتجول في أروقته ولا نستكين
                    نضع هناك بصمة ملوثة بالضياع
                    فما أحسنوا إحصاننا من عالم الضباع
                    ظلوا يبنون بيننا السدود تلو السدود
                    حتى ظننا بأنّا سبة وهم القرود !
                    قاطعتها شهرزاد مستبينة فيها الغضب :ـ
                    ــــــــ رويدك عزيزتي هوني على نفسك
                    فما إثارة حنقك مرادنا ولا الطلب
                    هلا ابنتي سر توجعك والسبب؟
                    هدأت قليلاً نفسها وطابت
                    من حلو منطق شهرزاد وأجابت :ـ
                    ـــــبلينا في ديارنا بقسوة وتسلط
                    من عالم ذكوري بشكل مفرط
                    مُنعت فيه النساء من تقرير المصير
                    واستعبدت فتياته بحجة الـ قوارير
                    فكيف نبني أفكارنا بحرية وتدبير
                    وجل عالمنا المطابخ ومداعبة الصغير ؟
                    قالوا لنا " أصواتكن عورة "
                    وهم من أجل غانية يغذون المسير
                    يعيبون علينا صغر عقولنا
                    وتحت أقدام الفجور يبذلون الكثير
                    فكيف بالله سيدتي نستطيع التفكير؟
                    وهذا التناقض لفنا بحرب في دواخلنا
                    بين الحرام والحلال والمسموح والمحال
                    وهم في غيهم يتجاوزون أفق الخيال !!!

                    تنهدت شهرزاد تنهيدة بعمق البحر
                    وحاولت منع دمعة تحدرت من قهر
                    على حال نحتته هذي الجميلة
                    بأظافرها على صفحات الروح سطراً فسطر

                    وقبل أن تجيب ...ظهر من الأفق شعاع قريب
                    ينبئ عن قرب حلول الصبح ...فوجب المغيب
                    نقرت بأصبعها المفاتيح وأغلقت باب شاشتها
                    ومشت نحو مخدعها لتستريح ماسحة دمعتها ...
                    .................................................. ..10

                    خاتم رواية للكاتبة السعودية (رجاء عالم)
                    [SIGPIC][/SIGPIC]

                    تعليق

                    • احمد محمد النادي
                      مغرد علي حافة الأسلاك
                      • 22-03-2010
                      • 215

                      من عالم ذكوري بشكل مفرط
                      وبشكل مُقْنَط
                      وبشكل محبط
                      وكثير من أشكال التميز
                      لا تزال قبائل العرب تفتخر بالأنساب التي سرق منها المحتل الشرف
                      الله درك ودرنا
                      كلي تقدير
                      لروحك ِ السماء ضاحكة
                      ليس هناك من حقيقة سوي الله

                      الذئاب لا تخيف أكثر من الكلمات
                      ؛
                      أحمد النادي

                      سنديان الجنوب

                      © ®

                      تعليق

                      • أمنية نعيم
                        عضو أساسي
                        • 03-03-2011
                        • 5791

                        المشاركة الأصلية بواسطة احمد محمد النادي مشاهدة المشاركة
                        من عالم ذكوري بشكل مفرط
                        وبشكل مُقْنَط
                        وبشكل محبط
                        وكثير من أشكال التميز
                        لا تزال قبائل العرب تفتخر بالأنساب التي سرق منها المحتل الشرف
                        الله درك ودرنا
                        كلي تقدير
                        لروحك ِ السماء ضاحكة
                        أهلاً بك ومرحباً القدير أحمد في ال شهرزاديات
                        هي قصصنا التي لا تنتهي تظل تحملنا بداخلها ولكن تتغير الأسماء
                        بوركت وسلمت على روعة حضورك مساءك خير
                        [SIGPIC][/SIGPIC]

                        تعليق

                        • عائده محمد نادر
                          عضو الملتقى
                          • 18-10-2008
                          • 12843

                          يحكى يامليكي شهريار
                          أن في تينك الديار
                          ملك ندر مثيله
                          عظيم ذو هيبة ووقار
                          بهي الطلعة وسيم يبهر الأنظار
                          أرض مملكته خضراء يانعة
                          تسورها الورد والأشجار
                          يبسط العدل بين رعيته
                          ويهب العطايا لكل زائر
                          ويهدي الأميرات الطيب والأعطار
                          مامن سائل إلا أجابه
                          ومامن زائر إلا سره
                          و............
                          استشاط شهريار وغار
                          وهم بالمغادرة والغضب يعلو أساريره
                          أمسكت شهرزاد بيده
                          وبالأخرى أحاطت فمه
                          وأكملت
                          ويقال يامليكي أنه يدعى.. ملك الملوك شهريار
                          .
                          الشمس شمسي والعراق عراقي ..ماغير الدخلاء من أخلاقي .. الشمس شمسي والعراق عراق

                          تعليق

                          • أمنية نعيم
                            عضو أساسي
                            • 03-03-2011
                            • 5791

                            المشاركة الأصلية بواسطة عائده محمد نادر مشاهدة المشاركة
                            يحكى يامليكي شهريار
                            أن في تينك الديار
                            ملك ندر مثيله
                            عظيم ذو هيبة ووقار
                            بهي الطلعة وسيم يبهر الأنظار
                            أرض مملكته خضراء يانعة
                            تسورها الورد والأشجار
                            يبسط العدل بين رعيته
                            ويهب العطايا لكل زائر
                            ويهدي الأميرات الطيب والأعطار
                            مامن سائل إلا أجابه
                            ومامن زائر إلا سره
                            و............
                            استشاط شهريار وغار
                            وهم بالمغادرة والغضب يعلو أساريره
                            أمسكت شهرزاد بيده
                            وبالأخرى أحاطت فمه
                            وأكملت
                            ويقال يامليكي أنه يدعى.. ملك الملوك شهريار
                            .
                            الله الله هو ذكاء الأنثى ومقدرتها العجيبة على امتصاص الصدمات
                            مرحباً وأهلاً بالأديبة القديرة والسيدة الرقيقة عائدة في بيتها الشهرزادي
                            كانت مداخلة تفتح القلب لها وسعدت بها جدا جدا
                            لا عدمت هذا البريق الماسي الذي زان متصفحي
                            شكراً من القلب وأتمنى عودتك مرات ومرات ...
                            مساءك خير .
                            [SIGPIC][/SIGPIC]

                            تعليق

                            • أمينة اغتامي
                              مشرفة ملتقى صيد الخاطر
                              • 03-04-2013
                              • 1950

                              بين جنون الحلم ورياح اليقظة
                              كان لابد لشهرزاد اليوم
                              أن تتحرر من سطوة شهريارالأمس
                              كنورسة في أعالي البحار
                              تفرد جناحيها نحو بر الأمان
                              بعيدا عن السيف والسياف
                              كان عليها أن ترسم طريق اللا عودة
                              بعد هجعة الفجر
                              لتمنح نفسها فرصة من ذهب
                              لترميم كل الشروخ
                              وتصلب قامتها الرقيقة
                              على عتبة الحياة


                              القراءة لك متعة لا تنتهي
                              أديبتنا الجميلة أمنية نعيم
                              دمت كما أنت
                              سحر متدفق وإبداع بلا حدود

                              تعليق

                              • حور العازمي
                                مشرفة ملتقى صيد الخاطر
                                • 29-09-2013
                                • 6329

                                جمال الروح ونقاء القلب
                                وصفاء النوايا رايتها هنا
                                قد جمعها الله في قلبٍ رقيق
                                ان قلبي في هيام
                                وعيناي بانسجام
                                لحروف من الماس
                                اتمنى لهذا المتصفح وصاحبته
                                خيرا كثيرا وعطاء من الله

                                استاذتي الرقيقه الجميله
                                امنيه نعيم

                                شهرزاد الحرف
                                مررت من هنا وسعدت بتواجدي
                                بين حرفك الماتع المتالق

                                دمتِ حبيبتي بخير دائم وصحه
                                ودمتِ كما أنتِ في ابداع والق مستمر

                                لروحك البيضاء كل الحب
                                لكِ ورود جورى حمراء لقلبك

                                حور

                                تعليق

                                يعمل...
                                X