[align=CENTER][table1="width:70%;"][cell="filter:;"][align=justify]
هذا السؤال يجرنا إلى ضرورة التفريق بين الثابت والمتغير في الإسلام .. فمسائل الإيمان والعقيدة وكذلك مسائل السمعيات أي الأمور التي وردت في السنة الشريفة ووجب الإيمان بها .. مثل عذاب القبر والصراط والحوض وخروج أهل الإيمان من النار إلى آخره .. فهذه ثوابت لايتصور تغيرها أو تأثرها بالزمان أو المكان .
أما مسائل الفقه .. فيتعلق بعضها بالزمان والمكان .. كما يتعلق بعضها بالبيئة التي نشأ فيها الفقيه وبالمصادر التي أخذ عنها .. ولذلك انقسم الفقهاء إلى فقهاء الرأي وفقهاء الأثر وفقهاء أخذوا بالطريقين معا .. وفقا للمكان والزمان اللذين يشكلان عقلية الفقيه .. والأمر أيضا يختلف فيما يتعلق بالعبادات .. بخلاف ما يتعلق بالمعاملات فالإجتهاد فيه أوسع .. وكل هذه الأمور تحكمها مجموعة من المبادىء العامة .. لكن مساحة الإجتهاد فيها كبيرة .
وأما عن الأنشطة البشرية المختلفة .. سواء فيما يتعلق بالعلوم والمخترعات أو السياسة أو الإقتصاد أو المشاكل الإجتماعية .. فهذه كلها يحكمها ميزان القرآن الكريم الذي يأمر الناس بالإجتهاد والسعي والبحث عن حلول لمشاكل الحياة ولكن وفقا لميزان الخير والشر والمصلحة والمفسدة كما ورد في القرآن الكريم .. فالإسلام لاينزل بحلول سحرية لمشاكلنا ولكن نزل بالميزان والحق لنقيس عليه اجتهادتنا ومخترعاتنا وأفكارنا وآرائنا وسياستنا وتصرفاتنا .. ولذلك فقد أخطأ من رفع شعار الإسلام هو الحل .. لأن الحل إنما يأتي باجتهاداتنا وسعينا وعملنا وفقا لميزان القرآن الكريم .. فالفرق كبير وشاسع .
كل من يسلك طريق البحث المحايد في كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم .. ويحاول أن يتدبر الآيات والأحاديث .. فلابد وأن يصل لنتائج ايجابية متناسقة مع مقاصد الدين الأساسية .. وأود هنا أن أنوه إلى معنى جميل ورائع سمعته من الشيخ الشعراوي رحمه الله .. في معنى كلمة تدبر .. وهي من الدبر أو الخلف أو خلفية الشىء .. فتدبر الأمر أي عدم الخداع بظاهر القول والتسرع في فهمه .. بل يجب أن ينظر إلى خلفيته التي انطلق منها .. وهذا الطريق سلكه بعض المستشرقين المحايدين الذين لايبتغون إلا الوصول للحق .. فانتهى بهم بحثهم وتدبرهم إلى نتائج مذهلة ربما لم يصل لها بالفعل بعض أدعياء السلفية ممن لايتجاوز القرآن تراقيهم .. ولا تتجاوز عقولهم ظاهر الآيات .. وليس معنى ذلك أن للقرآن ظاهر يخالف الباطن .. ولكن للقرآن مرامي وغايات يقصر عن الوصول لها النصوصيون الذين أضروا بالإسلام وكانوا كالدبة التي قتلت صاحبها .. على سبيل المثال تمسك البعض برواية ارضاع الكبير رغم مخالفتها لصريح القرآن والسنة المطهرة .. لكن كان جل همهم البحث عن السند دون المتن .. ومادام السند صحيحا فلتذهب كل قيم وضوابط الإسلام ولنضرب بها عرض الحائط .. المهم أن السند صحيح ولا غبار عليه .. وهذا هو سر بلاء هذه الأمة الذي تحدث عنه الشيخ محمد الغزالي رحمه الله في احدى كتبه التي تناول فيها سلوك بعض رواة الأحاديث الذين لم يشغلهم انتهاك بعض الروايات لحقائق القرآن والسنة .. وكان جل همهم احترام السند .
هناك فرق كبير جدا .. بين أن نقول أن السياسة هي عين الدين .. وأن الدين هو عين السياسة .. ونبدأ في تفسير كل أجزاء الدين تفسيرا سياسيا .. فالعقيدة هي القوة المعنوية للجنود والصلاة تدريب على الإصطفاف للجهاد .. والمسجد هو المعسكر التعبوي لجنود الله والصيام تدريب على تحمل الجوع والعطش في ساحة القتال وخطبة الجمعة هي لتناول أمور لمسلمين وأحوال السياسة والدولة .. وكل هذا صحيح تماما لكن باعتباره حيثية إضافية قد توجد إذا توافرت شروطها وقد لاتوجد وتنعدم .
وفرق بين أن نقول بأ السياسة واجب عظيم من واجبات الدين والذي يتوقف عليه الكثير من الواجبات الأخرى .. وفقا لقاعدة مالايتم الواجب إلا به فهو واجب .. فهذا هو الحق الذي نعتقده .
لكن قد لايستطيع المسلمون في كثير من الأحوال أن يمارسوا السياسة ولا أن يقيموا حكومة إسلامية أو دولة .. فهل معنى ذلك أن ايمانهم ناقص ولايكتمل إلا ببناء دولة .. بالطبع لا .. فالحكومة والدولة حيثية اضافية عندما تتوافر شروطها تصبح واجبة على كل قادر من الأمة مالم يقم بها غيره .
فالإسلام السياسي الذي تعبر عنه الحالة الأولى شىء .. والسياسة الإسلامية التي تعبر عنها الحالة الثانية شىء آخر
والخلط بينهما غير كثيرا من ملامح الدين الذي صار لدي البعض عنوانا على الدنيا ... وليس عنوانا على الآخرة .. اختفى الزهد في الحياة .. واختفت عناوين كثيرة هي أصل الدين .. اختفت الدعوة إلى إقامة الدين وحل محلها الدعوة إلى تطبيق الشريعة وإقامة الحكومة الإسلامية .. مع أن إقامة الدين وإحياء علوم الدين هو الحيثية الأساسية في هذا الدين والتي لايمكن أن تتأثر بالزمان والمكان .
تحياتي لك أستاذة ماجي
[/align][/cell][/table1][/align]
على الماشي
يستكمل التواصل والتحاور معكم
ليصل إلى عمق المضمون
ومعي ومعكم
وضيفي وضيفكم
السيد الفاضل محمد شعبان الموجي
فأهلا بالعميد وإطلالة أولى نعتز بها ونسعد بالتواصل معك
وأسألك :
الفكر الاسلامي هو ما أبدعته العقلية الإسلامية في محاولتها
ربط الإسلام بالواقع وتطبيقه، فهو بذلك محكوم
بالأطر الزمانية والمكانية.
ربط الإسلام بالواقع وتطبيقه، فهو بذلك محكوم
بالأطر الزمانية والمكانية.
هذا السؤال يجرنا إلى ضرورة التفريق بين الثابت والمتغير في الإسلام .. فمسائل الإيمان والعقيدة وكذلك مسائل السمعيات أي الأمور التي وردت في السنة الشريفة ووجب الإيمان بها .. مثل عذاب القبر والصراط والحوض وخروج أهل الإيمان من النار إلى آخره .. فهذه ثوابت لايتصور تغيرها أو تأثرها بالزمان أو المكان .
أما مسائل الفقه .. فيتعلق بعضها بالزمان والمكان .. كما يتعلق بعضها بالبيئة التي نشأ فيها الفقيه وبالمصادر التي أخذ عنها .. ولذلك انقسم الفقهاء إلى فقهاء الرأي وفقهاء الأثر وفقهاء أخذوا بالطريقين معا .. وفقا للمكان والزمان اللذين يشكلان عقلية الفقيه .. والأمر أيضا يختلف فيما يتعلق بالعبادات .. بخلاف ما يتعلق بالمعاملات فالإجتهاد فيه أوسع .. وكل هذه الأمور تحكمها مجموعة من المبادىء العامة .. لكن مساحة الإجتهاد فيها كبيرة .
وأما عن الأنشطة البشرية المختلفة .. سواء فيما يتعلق بالعلوم والمخترعات أو السياسة أو الإقتصاد أو المشاكل الإجتماعية .. فهذه كلها يحكمها ميزان القرآن الكريم الذي يأمر الناس بالإجتهاد والسعي والبحث عن حلول لمشاكل الحياة ولكن وفقا لميزان الخير والشر والمصلحة والمفسدة كما ورد في القرآن الكريم .. فالإسلام لاينزل بحلول سحرية لمشاكلنا ولكن نزل بالميزان والحق لنقيس عليه اجتهادتنا ومخترعاتنا وأفكارنا وآرائنا وسياستنا وتصرفاتنا .. ولذلك فقد أخطأ من رفع شعار الإسلام هو الحل .. لأن الحل إنما يأتي باجتهاداتنا وسعينا وعملنا وفقا لميزان القرآن الكريم .. فالفرق كبير وشاسع .
ونرى بعض علماء الغرب ومن خلال أبحاثهم المستفيضة يقدمون
فى أغلب الاحيان تدعيما وتأكيدا علميا يوضح الآيات أويكشف
ماغمض منها ولم يعرف بعد ، بما يدعم ويقوي منهجية الاسلام..
رغم حملات الهجوم الشرسة على الدين الاسلامي ووصفه بصفات
ليست منه فى شىء مثل الإرهاب .. فرض الدين بقوة السلاح .... الخ
فى أغلب الاحيان تدعيما وتأكيدا علميا يوضح الآيات أويكشف
ماغمض منها ولم يعرف بعد ، بما يدعم ويقوي منهجية الاسلام..
رغم حملات الهجوم الشرسة على الدين الاسلامي ووصفه بصفات
ليست منه فى شىء مثل الإرهاب .. فرض الدين بقوة السلاح .... الخ
فى حين نجد من بعض رجال الدين المسلمين مايدفعنا إلى طرق
غير صحيحة وبعيدة كل البعد عن منهجية هذا الدين القويم مثل
الفتاوي الغريبة والدخيلة والتى من شأنها إضعاف الدين الاسلامي
أمام هذه الحملات المغرضة ضد الدين ورسولنا الكريم صلوات الله
عليه ورحمته وبركاته..
مثل إرضاع زميل العمل ، التدخين لايفطر ..... الخ
كيف ترصد هذا المحك وكيف تقيمه وترد عليه ...؟؟
غير صحيحة وبعيدة كل البعد عن منهجية هذا الدين القويم مثل
الفتاوي الغريبة والدخيلة والتى من شأنها إضعاف الدين الاسلامي
أمام هذه الحملات المغرضة ضد الدين ورسولنا الكريم صلوات الله
عليه ورحمته وبركاته..
مثل إرضاع زميل العمل ، التدخين لايفطر ..... الخ
كيف ترصد هذا المحك وكيف تقيمه وترد عليه ...؟؟
كل من يسلك طريق البحث المحايد في كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم .. ويحاول أن يتدبر الآيات والأحاديث .. فلابد وأن يصل لنتائج ايجابية متناسقة مع مقاصد الدين الأساسية .. وأود هنا أن أنوه إلى معنى جميل ورائع سمعته من الشيخ الشعراوي رحمه الله .. في معنى كلمة تدبر .. وهي من الدبر أو الخلف أو خلفية الشىء .. فتدبر الأمر أي عدم الخداع بظاهر القول والتسرع في فهمه .. بل يجب أن ينظر إلى خلفيته التي انطلق منها .. وهذا الطريق سلكه بعض المستشرقين المحايدين الذين لايبتغون إلا الوصول للحق .. فانتهى بهم بحثهم وتدبرهم إلى نتائج مذهلة ربما لم يصل لها بالفعل بعض أدعياء السلفية ممن لايتجاوز القرآن تراقيهم .. ولا تتجاوز عقولهم ظاهر الآيات .. وليس معنى ذلك أن للقرآن ظاهر يخالف الباطن .. ولكن للقرآن مرامي وغايات يقصر عن الوصول لها النصوصيون الذين أضروا بالإسلام وكانوا كالدبة التي قتلت صاحبها .. على سبيل المثال تمسك البعض برواية ارضاع الكبير رغم مخالفتها لصريح القرآن والسنة المطهرة .. لكن كان جل همهم البحث عن السند دون المتن .. ومادام السند صحيحا فلتذهب كل قيم وضوابط الإسلام ولنضرب بها عرض الحائط .. المهم أن السند صحيح ولا غبار عليه .. وهذا هو سر بلاء هذه الأمة الذي تحدث عنه الشيخ محمد الغزالي رحمه الله في احدى كتبه التي تناول فيها سلوك بعض رواة الأحاديث الذين لم يشغلهم انتهاك بعض الروايات لحقائق القرآن والسنة .. وكان جل همهم احترام السند .
* طرحت الكثير من الرؤى من قبل البعض ومفادها
إقحام السياسة فى كل النواحى الفكرية حتى وصلنا إلى
إقحام السياسة فى الدين أو تسييس الدين ، وهذا يجرنا
إلى إشكاليات عديدة وبطبيعة الحال هذا الإتجاه العلماني
الذى يريد ربط السلطة بالدين ويرى البعض أن هذا قد
يجرنا إلى مذهبية متعصبة مغلقة تخفي غياب الايمان
وإن تدثرت به ، وتنكر الفساد وهى التى تقتات عليه ..
إقحام السياسة فى كل النواحى الفكرية حتى وصلنا إلى
إقحام السياسة فى الدين أو تسييس الدين ، وهذا يجرنا
إلى إشكاليات عديدة وبطبيعة الحال هذا الإتجاه العلماني
الذى يريد ربط السلطة بالدين ويرى البعض أن هذا قد
يجرنا إلى مذهبية متعصبة مغلقة تخفي غياب الايمان
وإن تدثرت به ، وتنكر الفساد وهى التى تقتات عليه ..
مارأيك فى هذه الاشكالية وكيف يمكن تعديل المسار
حتى يضيف تأصيلا للفكر القويم الذى يقودنا إلى واجهة
دينية بعيدة عن مهاترات الفكر المعاصر ..؟؟
حتى يضيف تأصيلا للفكر القويم الذى يقودنا إلى واجهة
دينية بعيدة عن مهاترات الفكر المعاصر ..؟؟
هناك فرق كبير جدا .. بين أن نقول أن السياسة هي عين الدين .. وأن الدين هو عين السياسة .. ونبدأ في تفسير كل أجزاء الدين تفسيرا سياسيا .. فالعقيدة هي القوة المعنوية للجنود والصلاة تدريب على الإصطفاف للجهاد .. والمسجد هو المعسكر التعبوي لجنود الله والصيام تدريب على تحمل الجوع والعطش في ساحة القتال وخطبة الجمعة هي لتناول أمور لمسلمين وأحوال السياسة والدولة .. وكل هذا صحيح تماما لكن باعتباره حيثية إضافية قد توجد إذا توافرت شروطها وقد لاتوجد وتنعدم .
وفرق بين أن نقول بأ السياسة واجب عظيم من واجبات الدين والذي يتوقف عليه الكثير من الواجبات الأخرى .. وفقا لقاعدة مالايتم الواجب إلا به فهو واجب .. فهذا هو الحق الذي نعتقده .
لكن قد لايستطيع المسلمون في كثير من الأحوال أن يمارسوا السياسة ولا أن يقيموا حكومة إسلامية أو دولة .. فهل معنى ذلك أن ايمانهم ناقص ولايكتمل إلا ببناء دولة .. بالطبع لا .. فالحكومة والدولة حيثية اضافية عندما تتوافر شروطها تصبح واجبة على كل قادر من الأمة مالم يقم بها غيره .
فالإسلام السياسي الذي تعبر عنه الحالة الأولى شىء .. والسياسة الإسلامية التي تعبر عنها الحالة الثانية شىء آخر
والخلط بينهما غير كثيرا من ملامح الدين الذي صار لدي البعض عنوانا على الدنيا ... وليس عنوانا على الآخرة .. اختفى الزهد في الحياة .. واختفت عناوين كثيرة هي أصل الدين .. اختفت الدعوة إلى إقامة الدين وحل محلها الدعوة إلى تطبيق الشريعة وإقامة الحكومة الإسلامية .. مع أن إقامة الدين وإحياء علوم الدين هو الحيثية الأساسية في هذا الدين والتي لايمكن أن تتأثر بالزمان والمكان .
تحياتي لك أستاذة ماجي
[/align][/cell][/table1][/align]
تعليق