أخلعُ قبعةُ صمتي هذا المساء ......
لا مانع من البكاء قليلا ..
من قال أن الرجال لا يبكون ؟ أن عليهم الاختناق بحزنهم، بربطة العنق المكابرة ؟
والبزة العنيدة ؟
يكاد يكون الظلام كحضن امرأة .. كأمي !
وأين أمي .. ؟ رحلت لتتركني طفلا وحيدا.. نعم أنا طفل رغم الشيب، رغم الوجه المجعد ..!
وأحتاج أمي ؟؟
كم كان العمر قاسيا، باردا .. موجات صقيع متتالية .. رحلت الطيور ، كفّت الروح عن الغناء ..
أين صوتها يدندن ..يلا ينام ..يلا نام ..لأنني حقا أحتاج أن أنام !
رغم أنني فقدتها منذ زمن بعيد ..إلا أنها تحاصرني هذه الأيام ، أجد وجهها كيفما استدرت ..
أتعثر بخصلات شعرها .. ويعزف الحنين على أوتار مشطها العاجي !
أرى ثوبها، تلبسه الظلال، تختال به ..عبثا أحاول الإمساك بذيله .. كلما اقتربت لألمسه هرب بعيدا
كفراشة تخاف على ألوانها، على بهجتها .. تحط على زهرة النور .. تارة تنطفئ ..تارة تضيء!
كنت كثير السفر والزمن خيل ريح لا يهدأ .. أمس كنت صغيرا ،نحيل الجسد ،قصير القامة، أحمل جعبة من الأمنيات
أكبر مني ، تطير منها مع كل خطوة عصفورة ..إلى أن صارت جعبة من هواء وقصاصات الذكريات ..
من الطفولة إلى بوابة الفصول... تارة مزهرا .. تارة مصفر الأوراق ..أو عاريا ..
ماذا بعد خريف العمر .. ؟
-موت؟
وماذا بعد الموت ؟ ..
ليتنتي أعود جنينا .. وتنسيني الأيام في رحم أمي ..!
صديقي الجميل رحلت منذ يومين ..! لم أعد أبكي على الرفاق الراحلين ..
ابتسمت .. وتحدثت إليك في ورقة النعاء معاتبا .. لم لم تنتظرني .. لنذهب معا؟!
تشاركنا كل شيء .. فلم انفردت بالكأس الأخير ؟
وهل أنت في حضن أمك الآن ؟
لم أكن أغار منك قبلا ..كنا متساوين في كل شيء .. الظروف ..الحظ .. الخيبات ..!
لأول مرة أجدك أوفر حظا مني ..
إسألها هل التقت بها هناك؟ هل تحدثتا في وصفة ما .. عن الحلويات ..عن الحنان ..عن الحب!
وأنت هل تتنصت إلى حديثهما كما كنا نفعل عندما كنا صغارا ..لاسيما في فترة ما قبل العيد ..
لنعرف ماذا ستحيكان لنا من ثياب ودفء ..!
ياااااه يا "توفيق" رحيلك فتح كل أبواب الذكرى والحنين ..!
أتذكر حين خدمنا في الجيش معا .. لم رحلت لتتركني وسط ..بندقيتين!
وسط عاصفتين .. تمزقني الوحدة يا توفيق ..
الحنين أعادني طفلا كثير التذمر .. أنتظرك لتعود وتأخذني ..لا تتأخر يا توفيق ...
أشعر برعشة .. ببعض الحمى .. شيء يأكل جسدي .. يخيم ضباب هنا ..
صوت أمي يعود ..يقترب أكثر .. كأنها تهمس في أذني حقا ..
ماذا يجري ؟ قل شيئا يا توفيق ؟ لا تتركني أهذي وحدي ...
آااه ..ها أنت ..ها أنت ..يا توفيق ..يا رفيق العمر .....كنت أعرف أنك لن تخذلني!!!!
لا مانع من البكاء قليلا ..
من قال أن الرجال لا يبكون ؟ أن عليهم الاختناق بحزنهم، بربطة العنق المكابرة ؟
والبزة العنيدة ؟
يكاد يكون الظلام كحضن امرأة .. كأمي !
وأين أمي .. ؟ رحلت لتتركني طفلا وحيدا.. نعم أنا طفل رغم الشيب، رغم الوجه المجعد ..!
وأحتاج أمي ؟؟
كم كان العمر قاسيا، باردا .. موجات صقيع متتالية .. رحلت الطيور ، كفّت الروح عن الغناء ..
أين صوتها يدندن ..يلا ينام ..يلا نام ..لأنني حقا أحتاج أن أنام !
رغم أنني فقدتها منذ زمن بعيد ..إلا أنها تحاصرني هذه الأيام ، أجد وجهها كيفما استدرت ..
أتعثر بخصلات شعرها .. ويعزف الحنين على أوتار مشطها العاجي !
أرى ثوبها، تلبسه الظلال، تختال به ..عبثا أحاول الإمساك بذيله .. كلما اقتربت لألمسه هرب بعيدا
كفراشة تخاف على ألوانها، على بهجتها .. تحط على زهرة النور .. تارة تنطفئ ..تارة تضيء!
كنت كثير السفر والزمن خيل ريح لا يهدأ .. أمس كنت صغيرا ،نحيل الجسد ،قصير القامة، أحمل جعبة من الأمنيات
أكبر مني ، تطير منها مع كل خطوة عصفورة ..إلى أن صارت جعبة من هواء وقصاصات الذكريات ..
من الطفولة إلى بوابة الفصول... تارة مزهرا .. تارة مصفر الأوراق ..أو عاريا ..
ماذا بعد خريف العمر .. ؟
-موت؟
وماذا بعد الموت ؟ ..
ليتنتي أعود جنينا .. وتنسيني الأيام في رحم أمي ..!
صديقي الجميل رحلت منذ يومين ..! لم أعد أبكي على الرفاق الراحلين ..
ابتسمت .. وتحدثت إليك في ورقة النعاء معاتبا .. لم لم تنتظرني .. لنذهب معا؟!
تشاركنا كل شيء .. فلم انفردت بالكأس الأخير ؟
وهل أنت في حضن أمك الآن ؟
لم أكن أغار منك قبلا ..كنا متساوين في كل شيء .. الظروف ..الحظ .. الخيبات ..!
لأول مرة أجدك أوفر حظا مني ..
إسألها هل التقت بها هناك؟ هل تحدثتا في وصفة ما .. عن الحلويات ..عن الحنان ..عن الحب!
وأنت هل تتنصت إلى حديثهما كما كنا نفعل عندما كنا صغارا ..لاسيما في فترة ما قبل العيد ..
لنعرف ماذا ستحيكان لنا من ثياب ودفء ..!
ياااااه يا "توفيق" رحيلك فتح كل أبواب الذكرى والحنين ..!
أتذكر حين خدمنا في الجيش معا .. لم رحلت لتتركني وسط ..بندقيتين!
وسط عاصفتين .. تمزقني الوحدة يا توفيق ..
الحنين أعادني طفلا كثير التذمر .. أنتظرك لتعود وتأخذني ..لا تتأخر يا توفيق ...
أشعر برعشة .. ببعض الحمى .. شيء يأكل جسدي .. يخيم ضباب هنا ..
صوت أمي يعود ..يقترب أكثر .. كأنها تهمس في أذني حقا ..
ماذا يجري ؟ قل شيئا يا توفيق ؟ لا تتركني أهذي وحدي ...
آااه ..ها أنت ..ها أنت ..يا توفيق ..يا رفيق العمر .....كنت أعرف أنك لن تخذلني!!!!
تعليق