المدن التي لم أزرها و ليس في ذهني سوى موقعها المشوّش على الخريطة العواصم الكبيرة التي لم أتسكع في شوارعها مساءً تحت المطر أو صباحا ..أتأبّط ضحكة الشمس الشواطئ البعيدة التي لم تطأ رملها الدافئ قدماي
المتاحف التي لم أدخلها لأنبهر أمام لوحة و أطلب من صاحبها اوتوجرافا المسارح التي لم أجلس فيها على مقعد أماميّ أتابع مسرحية مثيرة و أصفّق بحرارة في نهاية العرض الحدائق المعشوشبة بحكايا العاشقين و التي لم أجالس فيها وحدتي الفاتنة على مرأى من الفضوليين
الشوارع الأنيقة النظيفة التي تسطع أنوارها ليلا فيستحي الليل أن يبين وجهه البنايات الشاهقة بواجهاتها الزجاجية الملمّعة حلمٌ في ذهن الأكواخ المنتزهات العامرة برجال أنيقين و نساء جميلات يضوع منهن العطر كأنّهن خرجن للتوّ من صالون تجميل المكتبات العريقة بكتبها الأنيقة على الرفوف تمد لي أيديها لأصافحها فأهرع إليها و آخذها في حضني المطارات الشهيرة القطارات السريعة الفنادق ذات النجوم ضباب لندن أناقة باريس رومانسية فينّا عيون النيل الساحرة الموانئ العابقة برائحة الغياب السفن قمة جبل غابة خضراء في جزيرة بعيدة جسر مستلقٍ على زند نهر ... كلّها ..كلّها ألبوم صور في خيالي .
يظن الناس بي خيرا و إنّي
لشرّ الناس إن لم تعف عنّي
وجهك قيمتي المطلقة
حين بت ُ تركة عوز
نطرز الرتابة و خضوع القصائد
نعانق رقعة بذيئة
لا تتقن تنقيح المطر
الليل اوكسير الرماد
يحسن ضخ الحنين
لغة ً فاشية
على وردة ٍ من لحظات
نحن نواة الضمور
فلا ضير إن سلفتك قلقي
و طابة ً من شحوب.
و تستمر الحياة
كم روضت لوعدها الربما
كلما شروقٌ بخدها ارتمى
كم أحلت المساء لكحلها
و أقمت بشامتها للبين مأتما
كم كفرت بفجرٍ لا يستهلها
و تقاسمنا سوياً ذات العمى
أعشق اللغة أحب القهوة و الشكولاته و الورود لا أحب القطط لا أكرهها أيضا أحب الطبيعة أكره الكذب أحب رائحة الورق في الكتب القديمة لا أحب الأماكن المزدحمة الصاخبة أحب اللون الأبيض أعشقني حين أستولد من زمني الشاغر قصةً محبوكة النسج أكرهني حين أجدُني /كما في هذه اللحظة/ أستذكر رائحة حبك .
يظن الناس بي خيرا و إنّي
لشرّ الناس إن لم تعف عنّي
الحب الهادئ الطيّب
كالطفل الــطيّع جدا
الذي ترضيه من الحلوى قطعة صغيرة
لا يثير الشغب في رؤوس العذّال لا يحرّك ألسنتهم بالنميمة علينا أن نتشاجر أحيانا و نفترق أحيانا
و نتعاتب
و نبكي
نتراشق بالدمع و القصائد لكي نضمن لقصّتنا
الخلود
يظن الناس بي خيرا و إنّي
لشرّ الناس إن لم تعف عنّي
ابتعد ... و انتشر في المدى و لتحملك ظلال الطريق إلى حدود الصدى و إن حدث والتقينا... بعد أن ارتفعت ما بيننا حصون الصمت والفراغ لا تحدّق في وجهي و لا تبحث عنك تحت غضون عيوني فإنّي لا أضمن سكون سواحلي حين تمر عيناك بمرآة قلبي .
يظن الناس بي خيرا و إنّي
لشرّ الناس إن لم تعف عنّي
تعليق