المشاركة الأصلية بواسطة حكيم عباس
مشاهدة المشاركة
أستاذنا الجليل / حكيم عباس
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أولا : أنتهز هذه الفرصة لأهنىء أستاذنا وعالمنا الجليل منذر أبو هواش بشهر رمضان المبارك أعاده الله علينا وعليه وعلى الجميع باليمن والبركات .
ثانيا: أتعجب وأندهش بالفعل من عدم التفريق بين العالم كمصطلح وضعي والعاقل كمصطلح إجتماعي وقرآني .. ليس في القرآن فحسب بل حتى عند علماء النفس وعلم الإجتماع الذين قسموا العقل إلى غريزي ومكتسب واتفقت كلمتهم مع المفاهيم القرآنية وقد سبق أن تناولت هذا الموضوع بالتفصيل على هذا الرابط
http://www.almolltaqa.com/vb/showthread.php?t=5579
واختصار للوقت أنقل بعض ما كتبته في هذا المعنى :
توقفت كثيرا عند قوله تعالى :
( وقالوا لو كنا نسمع أو نعقل ماكنا في أصحاب السعير )
رغم أن فيهم علماء في شتى صنوف العلم .. ومفكرين في شتي صنوف المعرفة .. فيهم علماء ذرة وأطباء ومهندسين وكتاب وعلماء دين وووو ... ومع كل ذلك سيصرخون يوم القيامة ندما .. قائلين
لو كنا نسمع أو نعقل
فهل هؤلاء رغم ماحصلوه من صنوف العلم والمعرفة .. ليسوا عقلاء ؟؟؟
كيف لنا أن نفهم ذلك ؟؟؟؟
والنساء يصفهن النبي المعصوم صلى الله عليه وسلم بأنهن ناقصات عقل ودين
رغم أن فيهن عالمات ومفكرات وكاتبات وأديبات .. في شتى صنوف العلم .. والمعرفة
ومع ذلك يصفهن الصادق المصدوق بأنهن ناقصات عقل ؟؟
أعتقد أن الإجابة على هذه الإشكالية أصبحت بعد ماقدمناه هنــا واضحة تماما .
فهؤلاء رجالا ونساء.. قد حصلوا العلوم وصنوف المعرفة بعقولهم الغريزية .. والتي يتفاوت فيها الناس حسب الخلقة وحسب ما هم ميسرون له .. وفاقد هذا العقل مجنون أو غبي أو معتوه .
لكن كم واحد من هؤلاء الذين استخدموا عقلهم الغريزي في تحصيل العلوم .. قد عقل عقله ومنعه من الهوى ومن الغواية ومن اتخاذ القرار السليم ؟؟
كم من هؤلاء العلماءوالمفكرين قد نظروا إلى الحياة الدنيا على حقيقتها وسبروا أغوارها وتشكلت لديهم صورة كامله حول البدهيات الكونية من البداية إلى النهاية ؟؟
كم من هؤلاء علم أن لهذا الكون خالق .. وأن هذا الخالق سبحانه وتعالى رحمن رحيم ملك قدروس قوي متين عالم الغيب والشهادة سميع بصير إلى آخر أسماء الله الحسنى وصفاته جل في علاه ؟
وكم من هؤلاء الذين علموا عن خالقهم كل هذا .. قد عقل عقله ومنعه من الغواية والفتنة والضلال والكفر والظلم بشتى أنواعه والهبوط إلى مدارك الحيوانية والبهيمية والفرعونية والقارونية وكل الصفات الذميمة ؟؟
كم من النساء اللائي وصلن إلى أعلى الدرجات الوظيفية والعلمية والإجتماعية .. قد عقلن عقلهن ومنعهن من الغواية والقتنة ومخاطبة الغرائز واتباع الهوى وأحاديث الغيبة والنميمة والأيقاع بين الناس وووو إلى آخره .
هذا هو العقل المكتسب .. الذي يستحق صاحبه لقب مفكر .. فالمفكر غير العالم وغير الكاتب وغير الأديب .. فليس كل عالم مفكر .. وليس كل كاتب مفكر .. وليس كل أديب مفكر .. بل المفكر هو من يستجمع الكون كله بين عينيه كلوحة فنية متكاملة الأركان والمعالم واضحة الألوان .. المفكر هو صاحب العقل المكتسب الذي لاينظر تحت قدميه فقط .. ولاينظر إلى جزء من الصورة الكونية ولا يعيش اللحظة الزمنية الآنية .. فيصدر أحكاما خآطئة على كل قضاء الله وقدره في الناس .. هو الذي لايفرح بما أتاه .. ولا يحزن على مافاته .. لآن الصورة الكونية كلها مكتملة أمامه .. فيعلم أن القصة لم تنتهي بعد .. وأن هناك فصولا تتلوها فصول إلى أن يشاء الله عزوجل ويقضي بين العباد يوم القيامة .
فلا الفقر يجب أن ينسينا
ولا الغنى يجب أن يطغينا
أو كما قال النبي صلى الله عليه وسلم
عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ..بادروا بالأعمال سبعًا، هل تنتظرون إلا فقرًا مُنسيًا، أو غنى مُطغيًا، أو مرضًا مُفسدًا، أو هرمًا مُفندًا، أو موتًا مُجهزًا، أو الدجال فشر غائب يُنتظر، أو الساعة فالساعة أدهى وأمر.. رواه الترمذي وقال حديث حسن
والعقل لم يرد في كتاب الله كاسم مصدر ابدا .. وانما كفعل .. يعقلون .. يعقل .. وما يعقلها .. لأنه ليس كل من له عقل عاقل .. فلذلك تحدث القرآن عن العقل كفعل وليس كآله والله أعلم بمراده .
هذا العقل المكتسب الذي به نعرف الله ونرى الصورة الكونية كامله .. فنتصرف بحكمة .. ونتخذ قرارنا عن فهم حقيقي واستيعاب .. هذا العقل ينمو ويضمر
يزيد وينقص
يزيد ان استعمل
وينقص إن اهمل
الآن تعالوا لنتعرف على كيفية تنمية العقل المكتسب الذي به نهاية المعرفة وصحة السياسة واصابة الفكرة .. العقل المكتسب الذي به نعرف الله حق المعرفة ونؤمن به على الوجه الذي يستحقه سبحانه وتعالى .. وندرك به رسالات الهداية والرشاد التي جاء بها الرسل .. العقل المكتسب الذي به ننهى أنفسنا عن الهوى والغواية واتباع الباطل ..العقل المكتسب الذي به نتخذ القرار السليم في شتى مناحي الحياة .. بما يحقق لنا خيري الدنيا والآخرة .
وأعداء العقل المكتسب التي تحول بينه وبين اكتماله في بني البشر
هي
( موانع الهوى واستيلاء الشهوة )
وموانع الهوى التي
تمنع من نمائه وزيادته .. وهي
استبداد الأنسان برأيه
واعجابه بمذهبه
وترك السؤال مخافة لحوق العار
وعدم الرغبة لمجالسة العلماء ونحو ذلك
ومما يزيد العقل في الإنسان ويجعله اكثر رشدا في سلوكه ودينه .. واكثر صوابا في اتخاذ قراره
التجارب .. تجارب العقلاء والتي تثمر عن الحكمة والعفة والعدالة والشجاعة .. ونتيجة ذلك كله .. صحة السياسة واصابة الفكرة .. وجزاؤه الذكر الجميل في دنياه وبعد مماته .
وكل ذلك إنما يأتي بالتخلق بآداب الشريعة كلها .. فبمقدار التمسك بها يكتمل عقل الإنسان رجلا كان أم امرأة .. وبمقدار الإبتعاد عنها والنفور منها ينقص عقل الأنسان .. رجلا كان أم امرأة .
تحياتي لك
[/ALIGN][/CELL][/TABLE1][/ALIGN]
تعليق