[align=center][table1="width:95%;"][cell="filter:;"][align=right]
الأستاذ الدكتور وسام البكري
تحياتي الطيّبة
هذا شرف عظيم لي ، و إغداق منكم لا أدري إن كنت أستحقه.
على بركة الله يا دكتور، فقط لو تكرّمت بأن تبقى نسخة عن الموضوع هنا على صفحات موضوع الأخت الطيبة ماجي ،
[/align][/cell][/table1][/align]
يا مفكري الملتقى إليكم أسئلة تبحث عن إجابات؛ فهل من مجيب ؟!/ ماجي
تقليص
X
-
المشاركة الأصلية بواسطة ماجى نور الدين مشاهدة المشاركة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأفاضل الأعزاء ،،،
كنت أبحث عن قضية جديدة أطرحها للنقاش ..
ولكن ..!
وجدتني أسأل نفسي : وماقيمة طرح القضايا ثم تتعرض
لما تتعرض له ، سواء من إعراض البعض وعزوفهم
أو الإقبال بشكل إيجابي يفتح شهية الحوار
لأهمية الموضوع ولوجود صدى له لديهم ،،،،
ثم أجد المشاركات والمداخلات تفرقت بها السبل ، ولم تعد
تسير وفق محاور الموضوع أو المبتغى منه ..
ويمكن أن يتفرع إلى الأشخاص وكل مشارك يرى أن
رأيه هو الأصوب فيدافع عنه بكل السبل ونجد الحوار
إقتصر على كل شخصين أو ثلاثة معا ...
حتى يصل إلى حلقات ودوائر مفرغة ،،،
وفي النهاية لا نصل إلى أية نتائج بل مجرد موضوع
حواري ومداخلات ولا نتائج تذكر رغم أن الملتقى يزخر
بكوكبة لامعة من المفكرين والمبدعين الكبار ..
فمن سيقود الفكر غيركم ..؟!
ومن سيحقق القيمة الفكرية المنشودة من الحوار ؟؟!
ومن سيطرح رؤاه في قضايانا الفكرية
ويبحث لها عن حلول لتستقيم الحياة ..غيركم ؟!
ترى لماذا دائما ما تبدأ المواضيع الحوارية
بالتحمس للفكرة ..
وبعد قليل وبسبب ماذكرت أعلاه ــ تصاب بالخمول والكسل
ولا ينفع لها تعاطي أي منشطات أو جرعات هرمونية مصرح
بها دوليا ...؟؟!
طاف بفكري هذا ..
عذرا إن كان الموضوع لا يجد لديكم ترحيبا أو مساحة ..
ولكني أعمد إلى عقولكم المستنيرة فربما فهمت
واستوعبت ما أريد ..
فهل سأجد منكم ردودا شافية لهذه التساؤلات ؟؟
أتمنى ..!!
كل الشكر لكم ،،،
و
طاب المساء
/
/
/
ماجي
الأخت الأستاذة ماجي نور الدين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وتالله لهو الحديث المطلوب؛اقتربتُ من كلماتك ووجدت أن التشخيص السليم والذي ينبغي أن ننأى عنه ؛هو ما نسمّيه في عالمنا سواء في الأدب خاصّة والفكر بوجه عامّ "الحذلقة"؛والحذلقة هى التعالي والتعالم وقتل المحاور بحجة عدم علمه؛وبحجة أنه ينأى عن الموضوع...إلخ حجج من يتهربون ؛أو من يتصايحون في معمعان ذاتهم وتضخمها..
//
ومن وجهة نظري ؛فالمحاورة يجب بين المتحاورين دون الحساسية المفرطة لدى البعض؛وإحساسه دوماً أن كل كلامٍ وراءه مغزى؛وأن تلك الأقلام معدة مسبقاً؛وأن تلك الأقلام لأناسٍ لم يقرأوا مداخلاته جيداً؛فهو إذا شخّص أضحك الببغاء!ّ؛وإذا أعرض ؛تضايق لتهميشه،وهو يريد أن يستعلي ويظن الظنون؛وأنه محارب؛وأن هناك محارب العلم؛وأن الموضوعات تُغلق من قبلهم؛وإن قلنا له أننا لم نسمع بسيادته من قبل؛أكد أن هذا تجاهلاً لشخصه؛وهذا جهل شنيع لا يقبله؛ولا يتدنى لهكذا حوار!!..
ثم الأدهى يدلل دوماً على خروجك من الموضوع بعدم مناقشتك بل هو يرميها هكذا"أنت خرجتَ عن الموضوع"أو"أنت لم تدرس هذا وأنا دارس ومعي الشهادات"!!؛وإذا قلتُ له أريد تصويبي فيما قلتُ اشمئز ونأى وقال"أنت مخطئ واقرأ في الكتب التالية!!"..
عدو أيّ حديث هو الحذلقة؛ووالله إن البسطاء ليملكون لغة حوار حكيمة في أغلب الأحايين؛وأما أهل السفسطة فيدورون ويدورون؛ويريدون أن يطلع لهم طالعٌ قائلاً لهم :راجعوا أنفسكم؛فساعتها تحدث لهم نشوةٌ،ووقتها فقط يجذبون الأنظار نحوهم؛ويصرخون:هؤلاء الظلاميون يريدون أن تتخلف الأمة وتنمحي بطفأنا؛فنحن قناديلها المجلبو شمعها من غيرها؛المبدلو الدنيا والموهمو النشأ أن يتسابق في دونما سباق؛نريد أن ننهض ونطلع من شرنقتنا!!..
وإذا قلتَ لعم:أيّ شرنقة؟
أنفوا منك؛وربما رموك بالجهل؛وإذا خاطبتهم وضعوا أصابعهم في آذانهم وأصروا واستكبروا استكبارا..
//
إن سبيل أيّ حوار لكي ينهض؛يلزمه من أناس ذوي مصداقية؛وليسوا من المدعين؛الذين يتعالون بما يحملون من شهادات؛وليس ما يحملون من قيمة؛وتالله لقد سقط من نظري أناس ظنوا بأنفسهم الظنون..
والحوار الجيد يتم إذا تعلمنا التواضع؛أن نناقش بدل استجلاب العداوة طمعاً في تشويه صور من نحاورهم؛والزج بهم في خانات سخيفة؛وفاعلو ذلك هم مطية جهلٍ وخسار..
//
إنا في مكانٍ ثقافيّ يبتغي الإفادة؛وقد تحدث اختلافات؛وليس"تشنجات!"كما لمز وغمز بعضهم؛إذ كل متشنّج يظن أن الجميع مثله!!؛ولقد نرى أن محاولة الزج بمن نختلف معهم؛ثم محاولة إقصائهم؛ثم محاولة تلويث سمعتهم بأوصافٍ لا تنطبق إلا على كل متحذلق يشرح ويفيض؛ولكن ضحكاً يملأ القلب من هكذا مزحة!..
الأخت الكريمة،
للحوار في حد ذاته غاية لتقارب وجهات النظر؛ووسيلة في بسط الحجة وإقامة الدليل؛فما بالنا وأن مدعي العلم يهربون من وجه كل حقيقة؛ويبدأون في تصديق أنهم مالئوا الأرض ضجيجاً على وهمٍ ودنكشوتية عجيبة؛والأدهى هو وصفهم لدائهم بحذلقة وكبر مضحك؛ثم أنهم لا يضعون حداً ولا يفهمون أحداً؛ويظنون أن القارئ لهم لن يفهمهم أبداً!؛فهم فوق الفهم بمراحل!!..
//
يجب من الحوار الهادف؛وحبذا لو لم تكن هناك حذلقة وادعاء؛بمعنى التعامل بشفافية بين الجميع؛وعلى كل مقارب أن يعي مع من يتحاور؛فإنما مع وإما ضد ولا حول ولا قوة إلا بالله..
ونحن هنا؛ورغم الرغم سنجتهد في إعلاء قيمة؛هذا لو كان كل متحاور على وعي بأهمية الحوار؛وسنفتح أبواب النهضة؛وكلنا أمل؛ولن يغلق باب إلا باب حذلقة؛والفكر السليم الموصل لغاية هو الفكر المحمود؛أما افتعال ما يشوّه فسخفُ ووهم يحسه أصحابه وحدهم؛والقافلة تسير..
وبالله التوفيق..
جزيل امتناني لهذا الحوار أيتها الأخت الراقية
أخوكم
اترك تعليق:
-
-
قبل أن تتواصل الأستاذة الكريمة ماجي في موضوعها القيّم، أرجو أن تسمح لنا أستاذنا الفاضل د. حكيم عباس بنسخ مشاركاتك الخَمس هذه (وليس نقلاً)؛ لتكون موضوعاً مستقلاً في الصالون الأدبي، لأهميته.
فما رأيك الكريم ؟
مع خالص تقديري.
اترك تعليق:
-
-
الخلاصة
[align=center][table1="width:95%;"][cell="filter:;"][align=right]
يقوم هذا الموضوع على أربعة أسئلة هي :
1. ما هي الأسباب التي تؤدّي لفشل حواراتنا فتنقلب شجارات فتغلق و تهجر؟
2. لماذا هذه الأسباب موجودة فينا ؟
3. كيف نقضي على هذه الأسباب؟
4. كيف نحل المشاكل الناجمة عن هذه الأسباب لتنجح حواراتنا ؟
أجبنا عليها على النحو التالي :
1. ما هي الأسباب التي تؤدّي لفشل حواراتنا فتنقلب شجارات فتغلق و تهجر؟
* سيطرة أنماط الذّهنيات التالية :
--- الذّهنية الريفية : البساطة و السطحية
--- ذهنية الموظّف : التوفيقية و التحفّظ
--- الذّهنية التجارية : الشخصنة (الربح و الخسارة) ، التّحايل و المنافسة في غير مكانها و تدمير الآخر.
--- ذهنية المثقفين و المتعلّمين : الوعظ و التّعالي من ناحية و العنف و السخط من ناحية ثانية
--- ذهنية الاستهلاك : الأنانية و التباهي و الاستعراض المختلط بالشهية التدميرية على أساس الغيرة و الحسد.
* التصرّف تحت الضغط ما ينتج :
--- العصبية و النّزق
--- ضيق الصدر
--- عدم تحمّل الآخر و تقديره و احترامه
* قصور مفهوم العمل الجماعي
* قصور مفهوم الحرية
* قصور مفهوم "حريّة الراي"
2. لماذا هذه الأسباب موجودة فينا ؟
حلّلنا هذه السلوكيات فرصدنا الأسباب التالية:
* النّمط الاقتصادي السائد في مجتمعاتنا (الاستهلاك)
* التقسيم الاجتماعي الناتج عن النمط الاقتصادي (ريف ـــ تجار ـــ موظّفين ــــ مغتربين)
* الأنظمة السياسية القمعية المستبدة التي تؤدي لإنكسار الذات و تجريدها ، فتفقد معظم هوامشها التي تظهر فيها على طبيعتها
* القضايا الوجودية الكبرى المتعلقة بالقومية و العقيدة و الوطن و ما يحصل لها عالميا و محليا ، يزيد من انكسار الذات و اضمحلالها فتلجأ للتعويض و الصراخ.
3. كيف نقضي على هذه الأسباب؟
نلاحظ أن الأسباب كلّها قضايا الأمة الكبرى ، و إصلاحها خارج إمكانيّات الفرد و الجماعات و الملتقى برمّته بل الدّول أيضا.
نحن لا نتوهّم ، و لسنا طوباويين ، و لا حالمين بحلّ سحري ، ندرك تماما عمق المشكلة و ندرك تماما بعدنا الهائل عن حلّ قريب ، لكّننا نؤمن أنّنا قادرون على إشعال فتيل نهضة ثقافية و فكرية و قومية و عقائدية على جميع الأصعدة ، و سيتحشّد الكثيرون المهمّون ، ربّما مَن لم يكن في حسبان أحد ، سيتحشّدون حول هذا "الفتيل المشتعل" ، كلّ ما نحتاجه الثقة بأنفسنا ، و القرار ، و قبول "الجنون" للحظة واحدة فقط ، بالإقدام فعلا على البدأ بإطلاق الشرارة الأولى.
طبعا هذا يجب أن يسبقه إجراءات جذرية و مهمّة على صعيد الملتقى عموما ، قوانينه و ضوابطه ، توجّهاته و معايير العضويّة فيه ، لأن الفتيل إن أشعله محترف قد يقوده حيث يريد ، و لكن إن أشعله غير محترف (حتى لا أقول شيئا آخر) حتما سيحرق ثيابه و يحرقنا معاه .
الفكرة العبقرية التي تفتّق عنها الأستاذ محمد الموجي في إنشاء الصالون كانت في هذا الإتّجاه ، هنا لا أملك إلا أن أتمنى بل أرجو الأستاذ الموجي و عموم أركان الإدارة ، أخذ هذا الموضوع على محمل الجد ، و أن يتأملوا هذه الدراسة البسيطة التي لن تأخذ أكثر من نصف ساعة من الوقت ، و لنبدأ هذا "الجنون" الهادف.
4. كيف نحل المشاكل الناجمة عن هذه الأسباب لتنجح حواراتنا ؟
هنا نريد حلاّ موضعيا ، بمعنى حلاّ لحواراتنا هنا في الملتقلى ، و ليس معالجة للأسباب.
هذا الحل لا يمكنه أن يكون فعّالا إلا إذا انطلق بشكل رئيسي على أساس "القاعدة الأولى لفهم المشكلة" التي جاءت في بداية الموضوع – الجزء الأول ، و على "القاعدة الثانية لفهم المشكلة" التي جاءت في الجزء الثاني من الموضوع .
ما أودّ لفت الإنتباه له في البداية ، العودة للقاعدة الأولى في الجزء الأول ، لنرى كيف أن وجود القانون أو سلطة الضبط ملازمة لزوما حتميا للجماعة .
الذات لوحدها في غرفة مغلقة ، حرّة ، لكنّها مجرّد خروجها وجودها في أسرة ، يستدعي سلطة ضبط ، سلطة النّاموس ، سلطة القانون ... لا شيء بشري ، إنساني يسير دون ضبط وقانون قائم على الردع و العقوبة ، الذي يتطلب أحيانا أن يكون صارما و قاسيا بل فظّا من أجل تطبيق النّظام القيمي ، لا من أجل ممارسة السلطة ، فهذا مفهوم خاطئ ، و لا من أجل التّحكم برقاب الآخرين ، فهذا أيضا مفهوم خاطئ ، بل من أجل فرض الإنصاف و العدل ، للوصول إلى التفاهم و المحبة ، الغاية القصوى للبشرية جمعاء ، هذا هدف الأديان و التي تربط المحبة و التفاهم بطاعة الله و محبته ، و هدف كل الفلسفات و هدف كلّ القوانين الوضعية ، فأي تجمع بشري عبر الأثير ، في العالم الافتراضي أم في الواقع يحتاج لناموس، فالافتراض هو وهم و هو حقيقة أيضا ، و الحقيقة هي حقيقة و افتراض و وهم أيضا.
سأقدّم اقتراحا بهذا الخصوص ، لكنّني تراجعت في اللّحظة الأخيرة ، و السبب أن أفسح مجالا للنقاش ، و مشاركة عريضة من الأخوات و الأخوة ، متأكدا أنهم سيغنون الموضوع و من ثم سأطرحه للنقاش .
تحياتي للجميع و أرجو المعذرة على هذه الإطالة الثقيلة جدّا ، لكن الموضوع بمنتهى الحساسية و علينا مجابهته و فهمه و مناقشته و هذا يستعصى من خلال الاقتضاب.
حكيم
انتهى[/align][/cell][/table1][/align]التعديل الأخير تم بواسطة حكيم عباس; الساعة 16-01-2010, 18:33.
اترك تعليق:
-
-
4
[align=center][table1="width:95%;"][cell="filter:;"][align=right]
تحية طيّبة
الحوار هو فعل يقوم به أكثر من فاعل ، هذا يعني ببساطة أن لا حوار بدون الآخر أو الأخرين ، ما يعني أن هذا الفعل لن يقوم إلا بجهود جميع المشاركين فيه ، ما يعني أن هؤلاء المشاركون جميعا على نفس المستوى من الأهمية في انجاز الفعل . ... اليس كذلك؟[/align][/cell][/table1][/align]
من هذه الحقيقة الساطعة البسيطة تُفرض القواعد الأساسية ، بالغة الأهمية للحوار و التي غالبا ما نقفز عنها و لا ننتبه لها و هي الأساس. كي تتوضّح الصورة (و الغريب أنّها في منتهى الوضوح) نعطي مثلا: كان في بيتك مجموعة من الأصدقاء ، و جدّ عليكم ما يستدعي نقل الأريكة الضخمة الثقيلة من مكانها في صدر صالة الاستقبال إلى مكان آخر، الطبيعي أن تتعاونوا على ذلك ، عرضت الأمر عليهم فوافقوا ، الآن كل منكم يمسك بطرف الأريكة ، معا و بجهد مشترك ترفعونها عن الأرض ، تحملونها و تنقلونها إلى حيث ينبغي .
نقل الأريكة جعلك مع أصدقائك تشتركون في أداء فعل واحد ، و كي يتم ، كل منكم رفع جزءا منها لكن مع بقاء الأريكة متماسكة متحدة ، إذ لم يسحب كل منكم جزءه بإتجاهه ، لقطعت الأريكة إربا. لم يقم أحدكم بالدوس على رجل الآخر ، فلو فعل ، لهوت الأريكة على الأرض. لم يمسك احكم بطرفها موهما الآخرين بمشاركتهم و الحقيقة أنّه لا يبذل أي جهد ، لو فعل هذا لما تزحزحت الأريكة عن الأرض. بعد أن رفعتم الأريكة عن الأرض ، سرتم جميعا بإتجاه واحد نحو لامكان الجديد و إلا لسار كل منكم بإتجاه و لتعاكست الجهود و بقيتم واقفين ثابتين ، ترزحون تحت ثقلها دون أن تتقدموا ، دون جدوى... دون جدوى!
لو كان بينكم من يعاني من آلام بالظهر بسبب مرض في الغضاريف و نصحه الطبيب بعدم رفع الأثقال ، يجب عليه أن يكون صادقا مع نفسه أولا و يقول لكم أنّه لا يستطيع المشاركة دون أن يفصح ، فقط يتنحى جانبا و إلا إما أنه سيشترك بالرفع و سيؤذي نفسه و إما أن يشترك بالرّفع ظاهريا بوضع يديه على الأريكة دون أن يرفع و بهذا يعرقلكم .
إذن تعالوا نستنبط القواعد الأساسية لهذا الفعل ، الحوار و الذي يتطابق مع رفع الأريكة:
المشكلة : يجب أن يكون جميع المشاركين على استعداد للقيام بهذا الفعل ، و عليهم أن يكونوا صادقين مع أنفسهم ، هل لديهم خلفية كافية و قاعدة معرفية كافية للمشاركة في الحوار = في رفع الاريكة ؟؟ إن لم يكن صادقا مع نفسه ، أمامه احتمالين إما أن يؤذي نفسه و إمّا أن يؤذي الآخرين و في الحالتين لن يتم الحوار = الفعل = رفع الأريكة
اعتقد جازما أن أكثر من 80% من مشاكل الحوار تنبع من عدم الصدق مع النّفس في تحديد إن كان بإمكان أحدهم المشاركة بالحوار حول قضيّة معيّنة أم لا؟؟ هي مشكلة أمانة بالدّرجة الأولى .
الحل : حاولنا حلّ هذه المشكلة فيما مضى في حوار أطلقنا عليه "الحوار الأكاديمي" و طالبنا المشاركين بتقديم ورقة عمل عن الموضوع . المقصود بورقة عمل أن تضع قاعدتك المعرفية عن الموضوع أمام الآخرين ، الهدف أساسا من اختراع هذه الطريقة أولا كي لا يدخل الحوار = رفع الأريكة ، من هو ليس مؤهلا و لم يكن أمينا مع نفسه و لا مع الآخرين ليعترف بذلك و يتنحى ، لا يمدّ يده "للأريكة" لرفعها ، لأنّه بهذا العمل غير الأمين سيؤذي ظهره و سيمنع الآخرين من رفع الأريكة و لن يتم الفعل برمّته أي الحوار.
إذن من يملك الحل لجعل الناس أمينين مع انفسهم؟؟؟
فالإنسان إمّا أن يكون أمينا من ذات نفسه ، و تأتي عنده الأمانة محصّلة حاصل .
و إما أن يكون هناك ناموسا ، نظام ضبط يجبر المرء على الأمانة.
و إما سنلجأ للنّصيحة و الدعوة لها و الإلحاح و هذه عادة لا تأتي ثمارا عند الجميع و لا عند الأقليّة القليلة . هناك حلّ آخر أكثر صرامة (ربّما) يأتي بنتائج أفضل سنقترحه فيما بعد.
لاحظ أن هناك فرق بين أن تسأل : لماذا يفتقد المرء الأمانة كأحد مكوّنات سلوكه ؟
و بين كيف أحلّ مشكلة غياب الأمانة ؟
المشكلة : جميع الفاعلين أي المشاركين في رفع "الأريكة " ، و نقصد بها دائما الحوار ، هم على نفس الدرجة من الأهمية ، ما يعطيهم الحق بأن يكونوا متساوين في الحقوق ، و يعطي كلّ منهم الحق في أن يكون مقدّرا و محترما تماما من قبل الباقين .
لكن الذي يحصل عندما رفعتوا الأريكة عن الأرض ، بدأتم تتشاجرون ، أحدكم يصرخ : وضعت يدك في المكان الخاطئ ، إرفع من ناحية اليسار، فيردّ عليه الآخر ، أنت السبب لأنك رفعت بقوة فكدت أتعثر و أسقط ، فيرد ثالث ، إنكما مفلسان ، تعجزان حتى عن رفع أريكة؟ و يشتد التراشق ، فتضعون الأريكة على الأرض بعد أن بذلتم جهدا لرفعها و ضاع سدى ، و نسيتم الأريكة و تفرّغتم للصراخ على بعضكم بعضا. أليس هذا الذي يحصل في حواراتنا ؟ ننسى أننا في حوار نريد ايصاله لنقطة محدّدة ، نتركه و نتفرّغ للصراخ في وجوه بعضنا البعض.
الحل : حاولنا في الصالون القديم حلّ المشكلة بتحديد العضوية و قصرها على نخبة ، فلم تختلف النخبة عن العامة . حاولنا في الصالون الجديد من خلال ضوابط أكثر صرامة و وضوحا ، و يبذل الإخوان هناك الآن جهودا لا يُستهان بها ، سجلوا نجاحات كبيرة ، لكن بقي الأمر دون حلّ فعّال نهائي ، يجهد الأستاذ محمد الموجي نفسه على مدار اليوم بأكمله ، للسيطرة على هذه السلبية ، و أعجب منه متى ينام و كيف (!!!) و لكن دون نتائج مبهرة.
إذن من يملك الحل لجعل أحدهم يُقدّر و يحترم الآخر؟؟؟
الإنسان إمّا أن يقوم بتقدير و إحترام الآخر من ذات نفسه ، و إما أن يكون هناك ناموسا ، نظام ضبط يجبره على ذلك ، و إما سنلجأ للنّصيحة و الدعوة لها و الإلحاح و هذه عادة لا تأتي ثمارا عند الجميع و لا عند الأقليّة القليلة ، أو هناك حلّ آخر أكثر صرامة (ربّما) يأتي بنتائج أفضل سنقترحه فيما بعد.
لاحظ أن هناك فرق بين أن تسأل : لماذا لا يكون تقدير و احترام الآخر أحد مكوّنات سلوكنا ؟
و بين كيف نحلّ مشكلة غياب تقدير احترام الآخر ؟
المشكلة : عندما تشترك مع آخرين في عمل ما ، أصبحت من حيث لا تدري مرتبطا بإنجاز هذا الفعل ، و لم تعد حرّا طليقا كعصفور في الغابة . لاحظ كيف ترفع الأريكة مع الأصدقاء لنقلها لمكان محدّد ، لو كان كلّ واحد فيكم حرا باختيار الجهة التي يسير فيها ، أو حرّا بطريقة رفعه دون الأخذ بالاعتبارعرقلة الآخرين و منعهم من القيام بدورهم بالرفع ، لو حصل هذا ، لما استطعتم السير بالأريكة خطوة واحدة ، و لتمزقت و تقطّعت أشلاءا. إذن عمليا أثناء اندماجنا بفعل جماعي ، نفقد جزءا مهمّا من حريّتنا ، إذ تصبح مرتبطة بإنجاز الفعل و هدفه ، أقصد أن الفعل الجماعي قفص ندخله بمحض إرادتنا لننجز ما اتّفقنا عليه ، و ليس فضاءا رحبا تتمتّع الذات فيه بحريّتها كاملة غير منقوصة و وفق معاييرها.
أليس هذا الذي نسمع قرع طبوله أثناء الحوار كلّما اعترض أحد المشاركين على الآخر ، أو اعترض المشرف على الحوار؟ أليس هذا ما نقرأه في مئات التعليقات التي يكتبها الأعضاء على هامش حوار أو نقاش حاد ، بأنّه حر ، و أن ما يمارس ضده هو قمع و ضد الحرية و الديمقراطية؟؟ أليس الشتات و الشطحان أثناء الحوار يتسلّل تحت ستار الحريّة المزعومة؟؟
الحل: كل رؤساء الأقسام و المشرفين و ذوي الصلاحيات و الإدارة و المستشارين ، جميعهم يحاولون كبح جماح الشطط و الخروج عن الموضوع أثناء الحوار ، و يواجهون بتهمة قمع الحريات ، تليها نقاشات حادة على هذه الخلفية ، ثمّ نعود و نكرّر نفس الأخطاء ، لم ننجح حتى الآن بايجاد حل لهذا المفهوم الخاطئ عن الحرية ، الحريّة يجب ربطها بمسئولية إنجاز العمل ، أنت حر ضمن تحمّلك مسئولياتك في إنجاز العمل الجماعي الذي شاركت به بمحض إرادتك ، و لا توجد في العمل الجماعي حريّة خارج المسئولية هذه . منع أي تصرف يخلّ بغنجاز العمل لا ينطبق عليه مفهوم "قمع الحريات" ، و لا مفهوم "التسلّط" ، لذلك يجب أن لا تُحرج الإدارة و لا المشرفين عند قيامهم بشكل صحيح كبح جماح التصرف الذي يخرج على أو يهدّد إنجاز العمل الجماعي.
إذن من يملك الحل لجعل أحدهم يشعر بالمسئولية حتى أثناء ممارسته للحرية؟؟؟
الإنسان إمّا أن يشعر بالمسئولية من ذات نفسه ، و إما أن يكون هناك ناموسا ، نظام ضبط يجبره على العمل بمسئولية لإنجاز العمل الجماعي ، و إما سنلجأ للنّصيحة و الدعوة لها و الإلحاح و هذه عادة لا تأتي ثمارا عند الجميع و لا عند الأقليّة القليلة ، أو هناك حلّ آخر أكثر صرامة (ربّما) يأتي بنتائج أفضل سنقترحه فيما بعد.
لاحظ أن هناك فرق بين أن تسأل : لماذا يفتقد المرء الشعور بالمسئولية كأحد مكوّنات سلوكه ؟
و بين كيف أحلّ مشكلة غياب الشعور بالمسئولية ؟
المشكلة : هناك مشكلة أخرى تنتج كإمتداد لمشكلة مفهوم الحريّة السابق ، تكمن في عبارة "حريّة الرأي" ، تجد العضو يحتد و يقول لك : لماذا تمنعني من قول رأيي ؟ هذا رأيي و أنا حر فيه ، أو : لماذا لا تحترم حريّة الرأي ؟ لماذا لا تحترم الرأي الآخر ؟ باعتبار أن ما قاله رأيا آخر ، فيشتعل الحوار حول الرأي و الرأي الآخر، و يُنسى الفعل الجماعي الذي تشاركوا لإنجازه ،أي الحوار.
هنا لا بدّ من توضح الأمر مما لا يدع مجالا لسوء الفهم ، حتى تتمتع بحريّة الرأي ، يجب أن يكون ما تقوله مستوفيا لشروط محدّدة بدقة و هي:
1. أن يكون ما تقوله في صلب الموضوع المطروح ، فإن لم يكن في صلب الموضوع لا حرية للرأي و لا يمكنك التمتّع بها و إلا أصبح تشتيت فوضى.
2. أن يكون ما تقوله فعلا رأي و ليس مجرّد كلام و ثرثرة لا تحتوي على فكرة تريد تقديمها ، فالكلام ليس رأيا ، بالتالي لا يحق لك المطالبة بالتمتع بحرية الرأي طالما ترغي و تثرثر بما ليس به فكرة.
3. أن تقول ما تريد قوله وفق القواعد العامة ، أي دون أن تنقص من تقدير و احترام الآخرين المشاركين ، و بدون لغة فجّة غليظة ، و دون غمز و لمز و بدون طعن بالأشخاص ، كلّ هذه اعتداءات على المشاركين معك بالحوار بالتالي ، حتى لو كان كلامك في صلب الموضوع و يحمل فكرا ، لا يمكنك التمتع بحرية الرأي.
إذن ثلاثة شروط يجب ان تتوفر جميعها (لا تكفي منقوصة) في القول كي يصبح رأيا ، فيتمكن صاحبه من التمتع بحرية الرأي ، غير ذلك ، لا حرية و لا حرية رأي ، و لا يُسمح بترداد هذه القيم الغالية و تفريغها من محتواها من كل ما ههب و دب ، و في أي مناسبة ، و الحقيقة هي مطالبة ملحة لشتيمة الآخر و إهانته و التشهير به تحت هذا الستار الذي انقلب لنوايا خبيثة عند الكثيرين بقصد أو بغير قصد.
الملاحظ أن الذين يقعون في هذه المشكلة ، عادة تكون إفرازات اشتراكهم بحوار لا يملكون عنه قاعدة معرفية صلبة ، تقدّموا للاشتراك دون أن يحدّدوا بأمانة بينهم و بين أنفسهم إن كانوا قادرين على خوض الحوار أم غير قادرين.
الحل: المحاولات جديّة و كثيفة من الجميع لضبط هذا النشاز ، لكن العقبات كبيرة إذ تصطدم بعدم وضوح مفهوم حرية الرأي عند الكثيرين ، أو تعمد عدم فهمه.
إذن من يملك الحل لجعل أحدهم قادرا على القول وفق الشروط الثلاث للرأي كي يتمتع بحرية الرأي؟؟؟
الإنسان إمّا أن يكون قادرا على قول الرأي وفق خلفية ثقافية و معرفية ، كثمرة لجهود سنين متراكمة من التعب و الكد ، و إما أن يكون هناك ناموسا ، نظام ضبط يبعده عن ساحة الحوار و يحفزه ليتعب على نفسه من أجل توسيع معارفه و ثقافته ، و إما سنلجأ للنّصيحة و الدعوة لها و الإلحاح و هذه عادة لا تأتي ثمارا عند الجميع و لا عند الأقليّة القليلة ، أو هناك حلّ آخر أكثر صرامة (ربّما) يأتي بنتائج أفضل سنقترحه فيما بعد.
لاحظ أن هناك فرق بين أن تسأل : لماذا يفتقد المرء القدرة على صياغة راي ، ليتمتع بحرية الرأي؟
و بين كيف أحلّ مشكلة غياب القدرة على صياغة الرأي و أثبت مفهوم حريّة الرأي ؟
......../ يتبعالتعديل الأخير تم بواسطة حكيم عباس; الساعة 16-01-2010, 17:32.
اترك تعليق:
-
-
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الأستاذة الكريمة ماجي نور الدين
1. وجود محاورين يمتلكون القدرة على الحوار.
2. الالتزام المنهجي بموضوع الحوار، وعدم تشتيت الأفكار أو الانحراف بالموضوع.
3. الالتزام الأدبي (الخُلُقي) في طريقة الحوار، وعدم الاستهزاء بالآخرين وعدم السخرية منهم أو تجريحهم.
أتفق تماما مع ما جاء في مداخلة د.وسام البكري و أضيف أننا لا يمكن أن نتفق مع كل الأفكار المطروحة في الملتقى و هذا بديهي نستطيع فقط أن نتعامل مع المواضيع بكل احترام و تقدير للكاتب و نستقي من المقال المعلومة التي نستفيد منها كل على حسب حاجته دون الدخول في متاهات نحن في غنى عنها مع ابداء الرأي بكل موضوعية و لباقة
أستاذة ماجي نور الدين شكرا على هذا الطرح و جزاك الله كل خير
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اترك تعليق:
-
-
أختي الفاضلة الأديبة الراقية الأستاذة ماجي نور الدين سالمك الله:
اسمح لي أن أضيف إلى ما قاله إخوتي الكرام:
عن أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ « إِنَّمَا الأَعْمَالُ بِالنِّيَّاتِ ، وَإِنَّمَا لِكُلِّ امْرِئٍ مَا نَوَى ، فَمَنْ كَانَتْ هِجْرَتُهُ إِلَى دُنْيَا يُصِيبُهَا أَوْ إِلَى امْرَأَةٍ يَنْكِحُهَا فَهِجْرَتُهُ إِلَى مَا هَاجَرَ إِلَيْهِ ».
في البداية يجب تصحيح النية؛ لماذا أتحاور وأناقش وأكتب...؟ نحن أمة الإسلام أمرنا بتبليغ رسالة الإسلام إلى الناس كافة.. أمرنا بنشر قيم الفضيلة والأخلاق الحميدة والمحبة... أمرنا بنشر العلم والمعرفة ...بشتى الطرق بالمقالات بالحوارات بالنقاشات بالشعر والنثر بالخواطر الأدبية...
فلا عذر لنا أمام الله تعالى، وسيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم حملنا مسؤولية التبليغ في حجة الوداع والبلاغ:
http://www.almolltaqa.com/vb/showthread.php?p=388995#post388995
فإذا كان كل واحد منا يكتب ويحاور ويناقش لا للدفاع عن فكر مستورد غريب عن أمتنا بل للدفاع عن فكر وقضية تخدم الأمة الإسلامية... عن فكر يراه حلا ناجعا يمكن أن يخدم الأمة في جانب من جوانب الحياة: العلمي أو الاجتماعي أو الفكري أو التربوي أو الاقتصادي أو السياسي... فلا شك أن نتائج هذا الحوار والنقاش تكون يانعة إن شاء الله..
ومسك الختام:
الإمام الشافعي رضي الله عنه: "رأيي صواب يحتمل الخطأ ورأي غير خطأ يحتمل الصواب".
الإمام الشهيد المجدد حسن البنا رحمه الله: أن نتعاون فيما اتفقنا عليه وليعذر بعضنا بعضا فيما اختلفنا فيه.
وفقك الله أختي الفاضلة.
شكري وتقديري
اترك تعليق:
-
-
الأخت الفاضلة ماجي
بصراحة رغم ما حوى هذا الموضوع على الكثير من مشاركات البعض التي بكل وضوح إن كان القصد منها هو انحراف الموضوع و إفشاله..لكن هناك أيضا الكثير من المشاركات الجميلة التي وضعت فيها أفضل الآراء لمشكلة الحوار في الملتقى و كيفية التعامل معه.. لكن صدقا كل هذا سيبقى في حيز النظري مالم يدرك و يعي العضو أن الغاية من الحوار هو الوصول إلى الاتفاق في الرأي أو حتى عدم اتفاق لكن مع احترام الرأي الأخر..
نحن لا نملك ثقافة احترام الآخر إذا خالفنا و الأنا هي التي تتصدر أفعالنا فلا تتيح لنفسه أن يرى الأخر كيف يعبر عن نفسه. فيضيع على نفسه فرصة الاتصال و التواصل و ربما الفائدة إن وجد رأي الأخر صوابا و رأيه كان خاطئا..
لقد طرحت قبلك موضوعين عن الحوار و قد كان أحد المواضيع للأسف ترجمة فعلية عن تمزق الحوار في الملتقى :
في الملتقى..إلى أين يصل حوارنا؟ / رنا خطيب
http://www.almolltaqa.com/vb/showthread.php?t=37300
ما هي النتائج المرجوة للموضوع على الصعيد الحواري ؟ / رنا خطيب
http://www.almolltaqa.com/vb/showthread.php?t=41261
لذلك في صفحتك بالذات وجدت من هو جاد في الحفاظ عن الحوار و من هو العابث به و من هنا تستطيعين التعامل مع ما يتناسب مع قدراتك و أفكارك و تستطيعين أن تقصي الأخر ليس لأن حواره لم يرق لك لكن لأنه يريد فقط العبث في الحوار..
أعتقد هذه قاعدة الحد الأدنى لمحاولة النهوض بالحوار مرة أخرى..ثم تأتي الخطوات الأخرى
دمت بود
رنا خطيب
اترك تعليق:
-
-
بسمه تعالىمن المثاليّ، بل من المنطقيّ أن تصل الحوارات إلى نتائج مثمرة، فهل هذا واجب الحصول دائماً ؟ !
وأين ؟ في الأنترنيت ؟ !.
أعتقد أننا في المرحلة الأولى .. عفواً في مرحلة (تحت الصفر)، لأننا نريد ـ الآن ـ تحقيق الآتي فقط:
1. وجود محاورين يمتلكون القدرة على الحوار.
2. الالتزام المنهجي بموضوع الحوار، وعدم تشتيت الأفكار أو الانحراف بالموضوع.
3. الالتزام الأدبي (الخُلُقي) في طريقة الحوار، وعدم الاستهزاء بالآخرين وعدم السخرية منهم أو تجريحهم.
أعتقد إذا توافر ما مضى، ـ وهو الذي يُنادي به الجميع، الملتزم فعلاً به، وغير الملتزم به على السواء ! ـ فسنخطو المرحلة الأولى نحو تحقيق نتائج ملموسة، بغض النظر عن الاتفاق أو الاختلاف.
وللحديث صلة بحسب سير الموضوع.
الأستاذة الكريمة ماجي ...
موضوع قيّم ومفيد .. وأتمنى لك التوفيق في معالجة هذه المعضلة.
ودمتِ موفّقة.
اترك تعليق:
-
-
الأستاذة العزيزة ماجي
بصراحة شديدة
وبدون أخذ ورد.. أو كثير من كلام..
وخير الكلام ما قل ودل كما يقال..
نحن كذلك.. وسوف نبقى كذلك.. لأننا:-
1- تنقصنا التربية.. بما تعنيه الكلمة من معنى
2- يلزمنا مناهج محدّثة..
3- إعادة تأهيل.. لتصحيح المسار..
4- أمن إجتماعي وسياسي..
5- وترشيد اقتصادي..
بعد هذه الشروط الخمسة
تتغير كل المفاهيم لدى الفرد
ومنها مفهوم الدخول والخروج في حوار بمقدمة وخاتمة ونتائج إيجابية معتمدة..
أرجو أن أكون قد تحدّثت في صلب الموضوع..
لأنّي لم أتمكّن من قراءة كل المداخلات لضيق الوقت..
إنما التقطت الفكرة العامة من الحوار المطروح..
تقديري ومحبّتي لك ولكل الأخوة المتداخلين
ركاد أبو الحسنالتعديل الأخير تم بواسطة ركاد حسن خليل; الساعة 16-01-2010, 09:46.
اترك تعليق:
-
-
المشاركة الأصلية بواسطة محمد جابري مشاهدة المشاركةالأستاذ حامد السحلي؛
أحيي فيك هذه الرغبة الجامحة، والتي تتوق إلى تدقيق الأمور والنظر فيما يعنّ للمسلم من ثوابته.
أتدري إلى أين سيصل الموضوع بهذا الشتات الفكري؟ هلا استفدت من المواضيع التي كثرت محاورها حتى شلت ولم تأت بجديد، ولا فائدة تذكر؟
فهذه النقاط ليست على شاكلة استمارة يمر عليها المار تاركا علامةالإيجاب أو النفي، وينتهي الأمر، بل كل نقطة من نقاطها تكتب فيه مجلدات.
أرجوك تعديل الموضوع واقتناص كل فكرة على حده؛ ليتبلور النقاش حولها،ويوفيها المتدخل حقها.أستاذي محمد الجابري
شكرا جزيلا لك على المرور والنصيحة
أختلف معك كثيرا فيما ذهبت إليه، فالكتابة الرزينة في الفكر ليست موضوعا هامشيا يفور فترة ويعرض فيه المهتمين آراءهم بسرعة في الفورة وكفى وهو الشائع للأسف في المنتديات وفي الغالبية الساحقة من المواضيع
في قوائم بريدية تقنية استمر الحوار في موضوع واحد thread زهاء سنتين
مجموع المواضيع التي شاركت بها أنا للآن 109 منها 14 موضوعا مهمة لي وقد تطلبت كتابة كل مداخلة فيها مني جهدا لا يستهان به وهي محفوظة في ذاكرتي كموضوع حوار فعال ولا مانع لدي أن يستمر الحوار بها سنوات وهذا أحدها
هذا الأمر للأسف ليس حكرا على المنتديات بل هو أسلوب تفكير في عالمنا الإسلامي.. أنظر إلى ويكيبيديا العربية معظم مواضيعها كتبت دفعة واحدة مع القليل من التعديلات بينما مقالات في ويكيبيديا الانكليزية بنيت من مئات التعديلات الأساسية والألاف من التعديلات الثانوية
وهذا أمر ذكرته مرارا وتكرارا أن المنتدى ليس آلية مناسبة لبناء فكر مبدع فعال فهو يصلح لعرض الفكر والتداول السريع حوله، بينما الأسلوب الفعال هو الويكي الذي يمثل آلية تقنية لحوار علمي جاد ومسؤول
ولكن إن كان صعبا دفع مفكري الفضاء الافتراضي العرب لفهم الويكي والتعامل معه دعونا نتعامل مع المنتدى بحس أعلى من الوعي والحوار والفكر الخلاق
لا بأس بحوار لطيف أو نكتة هنا وهناك ولكن بعض المواضيع تحتاج جدية ومسؤولية وأن نضع الرد بحيث يكون في مكانه الصحيح من موضوع هو جزء من بناء فكري كامل نسعى لتطويره وبناءه
ولا يمكن تطوير هذا البناء دون وعي شمولي للبناء كله ووعي عميق بما يساهم فيه الشخص وإدراك لآليات التعاون والتواصل مع الآخرين
كتبت هذا الرد بناءا على طلب الأخت ماجي في موضوعها يا مفكري الملتقى إليكم أسئلة تبحث عن إجابات؛ فهل من مجيب ؟!/ ماجي
وأنا حقيقة لم أقرأ كل الردود في ذلك الموضوع وإنما مررت عليها وقرأت ما لفت نظري منها وهي حوالي الربع فقط
كما أنني كتبت الرد موجها لأستاذي محمد الجابري بشأن تبسيط موضوعي تكون القناعة:: اليقين/الظن/الشك وضوابط عرضها وهو يدور حول مقالة قديمة لي تبلورت بعد حوار استمر عدة أشهر في قائمة بريدية ويتعلق بآليات القناعة والإدراك وكيفية الإثبات
وأرجو المعذرة على تكرار الرد في موضوعينالتعديل الأخير تم بواسطة حامد السحلي; الساعة 16-01-2010, 04:48.
اترك تعليق:
-
-
[align=right]
بسم الله الرحمن الرحيم
الأستاذة والأخت الفاضلة ماجى نور الدين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تحية طيبة
أود إكمال ما قلته سابقاً (مداخلة 30) و الإجابة على مداخلتك ( رقم 12) ، و لكن بخصوص مداخلتى الأولى ( رقم 3) سأنتظر حتى يُنهى الأستاذ د. حكيم ما بدأ به ، لأن ما تفضل به يتشابك بطريقة ما مع كتبته من اسئلة فى مداخلة رقم 3 و تم الاعتراض عليها فى بعض الردود.
أنت طرحت موضوعاً يدور حول الحوار و اختلاف الأراء ، و الملمح العام فى الملتقى هو عدم الوصول لنتائج و ثمرات فى الكثير من الحوارات. و هذا من أحد جوانبه له علاقة بعدم قبول الرأى المخالف و رفضه ، اعتمادا على رأى ذاتى شخصى للرافض ، فيبدأ المتداخل ( فى حوار ما ) بعدم قبول الآخر الذى لا ينتمى لمجموعته أو طريقة تفكيره أو غيرها من العوامل الذاتية الشخصية ،و تأتى بعد الرفض و النقد تعليلات و اتهامات و أحكام على صاحب الرأى تعتمد على رأى أيضا ... و لكنها فى أحيان كثيرة تتلفع بالدين و الرسول ، وهنا قضية مهمة للغاية...الإشارة للقرآن و الآيات و الأحاديث لتأييد الذات والرأى الشخصى ضد المخالف. و ينسى صاحب الدعوات الدينية و الإسلامية أهم الأسس الإسلامية ، مثلاً...
00- الدعوة بالحكمة والموعظة الحسنة
النحل (آية:125):ادع الى سبيل ربك بالحكمه والموعظه الحسنه وجادلهم بالتي هي احسن ان ربك هو اعلم بمن ضل عن سبيله وهو اعلم بالمهتدين
00- العدالة رغم الكراهية...
المائدة (آية:8):يا ايها الذين امنوا كونوا قوامين لله شهداء بالقسط ولا يجرمنكم شنان قوم على الا تعدلوا اعدلوا هو اقرب للتقوى واتقوا الله ان الله خبير بما تعملون
00- القول اللين الجميل
اذْهَبَا إِلَىٰ فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَىٰ (43)
فَقُولَا لَهُ قَوْلًا لَيِّنًا لَعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَىٰ ( طه 44 )
00- المسلم من سلم المسلمون من يده ولسانه ( حديث)
00- النصيحة فى العلن فضيحة ( الإمام الشافعى على ما أتذكر)
00- و غيرها كثير ( راجع كتاب خلق المسلم للشيخ محمد الغزالى)
و بالرغم من الإحتماء بالإسلام مع عدم تطبيقه ، يتكرر النقد الشخصى
رأى يُحاكم و ينتقد رأى الآخر و يحكم عليه حكما ذاتيا و شخصيا ، و يتشدق بالإسلام و لا يطبقه على نفسه
و هنا أحد أهم المشاكل الحوارية
يدخل البعض برأى ليُقّيم به رأى أخر ..لآخرينتقيه انتقاءً..من ضمن الأراء التى لا تعجبه أو لا يحبها أو يكره صاحبها ، فيمدح أو يذم و يقدح...
و ينسى الموضوع الأصلى
و سوف أوضح هذا بالاشارة إلى بعض الأمثلة ، إن شاء الله.
لذلك ففى ملتقى الحوار الفكري و الثقافي حاولنا وضع معايير للنشر و الالتزام بهدف للحوار بمحاور و البعد عن الإتهام والشخصنة و عدم القص و اللصق والتكرار الممل ، وقد...
فُتح المجال لكل الاتجاهات و الآراء دون تمييز بين صغير و كبير أو عضو قديم أو عضو جديد
و يمكن لأى منصف أن يذهب و يراجع الأسماء التى كتبت موضوعات هناك. ولم يُمنع من الكتابة أو يُحظر من يكتب فى أى موضوع طالما يلتزم ب....
الفكر و الثقافة بشكل عام
و ليس التهييج السياسى و الطائفى و غيره ، والذى هو من أسباب المشاكل التى تنقل الحوار الفكرى إلى عصيان و سكاكين و ضرب و مدافع و ألفاظ و اتهامات بين أناس لا يعلم الكثير منهم عن الآخر غير سطوره!!
وفى الحوار ايضا يُلاحظ أن الكثير من الأعضاء لا يساهم فى الحوارات ولا نعرف الأسباب ، فبعض الأسباب معروفة و أخرى غير معروفة ، و بالرغم من ذلك لا تكتمل الحوارات ، ولا نصل لنتائج فى الكثير منها. ومن الملاحظ أيضا أن صاحب الموضوع لا يتابع ما يكتبه فيكتب و يجرى ، ولا يلتزم بمحاوره إذا وضع محاور أصلاً ، و هذا هو عنصر أخر بالاضافة إلى اعتماد الرأى الشخصى لتفنيد أراء منتقاة لآخرين وهو...
عدم الالتزام بمعايير للحوار للوصول لنتائج وثمرات مرجوة...و السؤال...
لماذا لا يحب البعض الإلتزام بمعايير موضوعية و ليست شخصية و محاور للنقاش؟
أنها الحرية غير المنضبطة و لا الملتزمة...
سهولة الكلام والكتابة دون رقيب ذاتى و دون مراجعة لما يُكتب من رد و تعليق ، مادام لوحة المفاتيح متاحة و الحاسب الآلى موجود والنت مفتوحة.
لماذا كراهية المعايير؟....هذا يحتاج تفكير و بحث...
وطبعاً لن يُعجب البعض من التفكير و البحث والمنهج العلمى لأن كل ذلك قيود و أكاديميات بغيضة فى ملتقى للفكر والثقافة!!..لأننا فى ملتقى حر..كل شىء فيه متاح بلا معايير للجودة...بمعنى ... البعض يفضلون ملتقى الحوار الفكرى و الثقافى ...سوق...سوق خضار أو سوق سمك أو سوق ألفاظ و كلمات وعبارات انشائية تطلق بسهولة!!
ثم شىء ملحوظ أخر و هو
عدم المراجعة ، فمن المفترض فى مجال الفكر والثقافة ان يراجع الانسان فكره وثقافته من وقت لأخر ، ولكن كثيرة هى الحالات التى لايراجع الكاتب افكاره و يكرر ما كتبه و كأنه وحى من الله لا يأتيه الباطل ، و يعترض عندما يُسأل عن التوثيق للمعلوماته التى يبنى عليها رأيه!!
و شىء أخر و هو
عدم الاعتماد على قراءة الكتب والأعمال الفكرية المشهود لها ، فهى المراجع الاساسية للفكر والثقافة و يكتفى الكثير بمواقع يختارها من النت و لا يستطيع أحد أن يضمن صحة ما تكتبه هذه المواقع لأنها ايضا لا تُوّثق ما تنشر بالطرق المعروفة فى التوثيق المعلوماتى والعلمى، ومن هنا يستعمل بعض الكُتّاب معلومات و أراء من النت لمهاجمة أو الدفاع عن كاتب ما بسبب ما.
أنها الحرية التى يبحث عنها البعض.حرية فى الفكر و الثقافة والعلم.....حرية باسم الأدب و العلم والثقافة...حرية الإبداع ، وحرية النقد بلا معايير و لا قوانين ولا معايير ولا قيم...الحرية أولاً و أخيراً..!؟
وهذا هو الطريق عند البعض للرقى والنهضة الثقافية والفكرية ، وهذا هو مفهوم منتديات الأدب والفكر عند البعض ممن يكتب و يعقب !!
حتى الآن انا اكتب حول الحوار فى موضوعات فكرية و ثقافية و علمية ولا أتكلم عن الأدب فهذا له أهله
و كما تعلمين سيدتى الفاضلة ماجى
أن البحث فى هذه القضايا ( فكرية ، وعلمية ، وثقافية) لابد أن يستند إلى رصيد معلوماتى و معطيات و معارف موثقة، وهل هناك آراء لا تبنى على معلومات؟ وهل من يكتب هنا يُوحى إليه؟.... و هناك العديد من الحوارت التى تتشتت و تفرعت وبعدها تموت بالسكتة القلبية لهذا السبب..اخطاء فى الاستنتاج العقلى معتمد على معلومات غير موثقة.....أراء مبنية على تصورات و خيالات و استنتاجات لا تفرق بين استنباط ولا استقراء !
ومجرد ذكر ذلك يسبب حساسية للبعض فيستمر فى النقد والتجريح و السخرية......و التهمة هى:... التعالم... الأكاديمية... ، جهل اصحاب الألقاب. البرج العاجى...طبعا هناك عقليات قادرة على تبرير أى شىء وابتكار النقد المناسب للشخص المناسب... فالتبريرات و الأحكام و الأفكار النقدية جاهزة و متكررة و موجودة فى القواميس.
ونقطة أخرى..
يلاحظ أيضاً أن بعض الكتاب يريد ان يتكلم عن موضوعات بفهمه الضيق و الخاص به لها ، و لا يريد أى تصحيح لإخطاءه ، والإ فالهجوم على من يصحح له معلومة و ليس رأياً ...فهنا يتهم الآخر ب...
الحجر على الرأى و الحرية ، و الإتهام بالديكتاتورية ، والتعالم و...و..
مثال على ذلك كلمة " العلم" و"الموضوعات العلمية" ...
البعض ليس له خلفية فى العلم و يتكلم فى العلم و لا يقبل أى إعتراض على الأخطاء العلمية التى يرتكبها ، و لا يقبل ما هو معروف فى العلم من قواعد ومنهج تحقيق ، و تدريب على استعمال وتطبيق مبادىء و قوانين العلم، ولا يرضى إلا بما فى عقله و قرأه فى بعض الكتب و المقالات ، او سمعه فى محاضرة أو شريط أو خطبة !!
و شىء آخر...
هناك المُحاور صاحب الأسلوب الإنشائى ، كلام جميل ومنمق و يدور و يلف حول أشياء فى عقله و ليست فيما هو مكتوب ، و يعترض إذا قرأ رداً مخالفاً لما يتصوره تفسيراً للمكتوب ، و ليس موجوداً أصلاً فى السطور ...و ينتقل الحوار إلى انت قلت و أنا قلت!!
اصبح الحوار ... أنا و أنت.. وذهبت الموضوعية ..مع الإدعاء بالموضوعية و العلمية... وهنا يتوه الإنسان فى معانى العلمية والموضوعية
و نقطة أخرى...
عند البعض نوع من الإنتقائية ، ينتقى كلمة أو أثنتين أوعبارة و يخرجها من السياق ، و من ثم يتأمل معرفته بالكاتب..أين يسكن؟ جنسيته؟ خلفيته..إلخ ، ولا يقرأ كل ما كتب بل يختار و ينتقى ما يريده... و بعد ذلك يهرش رأسه ليخرج من ذاكرته ما يتناسب مع الموقف و تجهيز الاتهام....
جاهل!!...تغريبى!!...ديمقراطى!!!...عالمانى-علمانى!!...سلفى!!...شيعى ، ايرانى ، فارسى ، قطرى!!..قومى..أحمر..أخضر..اصفر......فى برج عاجى!!...كافر!!...تكفيرى...أسلاموى!! ...عميل!!.. شيوعى!!...أخوانى!! عبد للغربّ ، كاره للإسلام!!....إلخ
و شىء أخر...
وهو عدم الحرص على الرد السليم بعد قراءة الموضوع... هناك من لا يهتم بفهم المكتوب ، وعندما تستشكل عليه بعض الألفاظ و الجمل و العبارات فبدلاً من يسأل الكاتب، يكتب رداً يعتمد فيه على تفسير ما قرأ
و هناك امثلة أخرى سوف أذكرها إن شاء الله ، و ايضا نماذج كثيرة من عدة منتديات لتوضيح ما ذكرت.
و بخصوص الملتقى فهناك حصيلة معلوماتية...معلومات...مقالات وحوارات...ردود وتعليقات..كلها معطيات كثيرة فى الملتقى و متوفرة و يمكن الاعتماد عليها لمحاولة فهم بعض الأسباب من وراء عدم نضج الحوارات واليأس من وجود ثمرات لها.
و سأعود إن شاء الله
و تحياتى
[/align]التعديل الأخير تم بواسطة د. م. عبد الحميد مظهر; الساعة 16-01-2010, 03:51.
اترك تعليق:
-
-
الأستاذة ماجي نور الدين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
موضوع يحتاج إلى تحليل واقعي حول .. لماذا الحوار لا يجمعنا هنا في الملتقى .. لأن الملاحظ . إن النتائج بشكل عام تقريبا تنتهي كثيرا بالتمييز والعزل الذي يؤثر على دافعية بقية الأعضاء للمشاركة في الإدلاء بدلائهم في المواضيع المطروحة للنقاش ..
من وجهة نظري ، أرى بان الحوار لكي يكون حوارا حقيقيا يحتاج إلى :
* اختيار الموضوع المطروح .. بحيث يكون جادا في أهمية القضية ومحوريتها أحيانا .. أو أن الموضوع متابعة واستكمال لموضوع سبق طرحه للحوار ..
* يجب على المتحاور هنا أن يدخل على الموضوع بنية خالصة لله وحده .. بان يقدم الرأي والفكرة التي لديه وبادلتها عن احتاجت لذلك ..
* على المحاور أن يحترم الرأي الآخر الذي يطرحه محاور آخر لديه رؤية مختلفة وربما تتباين بالكامل مع صاحب الموضوع الأصلي ..
* يجب التأكيد على حماية القاعدة الحوارية : " رأيك خطأ يحتمل الصواب ، ورأيي صواب يحتمل الخطأ " والحجة هنا تقوم على الأدلة المقدمة .
الحوار سيدتي هو من الأساليب الإبداعية التي يُلْجأُ إليها للتقريب بين الناس جماعات وأفراد ، فإن كان الحوار يوجهنا على المزيد من الانشقاق والخلاف . .فهنا يجب إزاحته جانبا ولو مؤقتا .. حتى يتم البحث في أدوات وطرق جديد تؤدي إلى نجاح الحوار.. ولا اعني هنا ان يخرج المتحاورون متفقين فيما بينهم .. بل أعني انهم يصلون إلى نتائج ترضي الجميع حيث أنهم عند هذه اللحظة بالذات يكونون قد وصلوا إلى فهم مشترك حول الاحتياجات الخاصة لكل محاور .. ومدى مطابقتها للوقائع وللواقع الموجود أمام الجميع على الطاولة ..
وأعتقد أن من بعض الإشكاليات المعيقة للحوار ..
اختلاف طريقة المحاور في تقديم نفسه إلى الآخرين .. فواحد يكثر الحديث عن القواعد والنظريات والمبادئ .. وواحد يدخل في الموضوع مباشرة ويسهب في الشرح الطويل الممل .. وواحد يخترق الحجب ويقرر أن الأمر يجب أن يكون كذلك .. وواحد يعرف طريقه جيدا فيعرض رأيه بما قل ودل .. وواحد يخشى الوثائق وآخر يقدمها ، وآخر يزيفها وآخر يشكك فيها ..
إذن الإشكاليات التي تواجه الحوار وتضعه على المحك كثيرة ومتشعبة ، وفي هذا المجال أضع ملاحظة واحدة ( من عدة ملاحظات ) حول الحوار هنا في الملتقى :
حوار الكبار ( النخبة ) : ويتمثل بقيام ملتقى أو قسم خاص بأشخاص معينين بالاسم يسمح لهم بالمشاركة فيه ، ويمنع الآخرون من ذلك ..
ولا يخفى على احد الضرر المعنوي الذي يمثله هذا الجانب .. حيث يوحي للكثيرين بأنهم صغار وليسوا من أهل الفكر والفهم وتبادل الرأي .. حيث جاء تقسيمهم ضمن الفئة التي لا يمكنها المشاركة .. فقط يمكنها الرؤية والقراء ومراقبة المتحاورين ..
وهنا أيضا لا أريد أن أقسو أو أعين أحدا . .بل أتكلم عن حالة واقعة عامة ... لا يجوز تعميمها أبدا ولا التمسك بها ..
الحوار الجاد لا يحتاج فقط إلى عالم يحاور عالم .. بل يحتاج أيضا إلى العوام الذين يثيرون القضايا ويطرحونها بحثا عن أجوبة وحلول لها ..
والحوار الجاد أيضا كما يحتاج العالم الذي يمتلئ معرفة وعلما يحتاج إلى الإنسان الأخر الذي يمتلك خبرة وحكمة السنين .. فكل واحد من هذين يمتلك الكثير من الأسئلة والأجوبة معا .. وليس المطلوب البحث عن تمييز بل المطلوب البحث عن حلول وتوافق في الآراء وتقارب في الأفكار والمفاهيم ..
وأقدم هذه القصة الحية كدليل : في مدينة خانيونس ممرض قديم عمل في التمريض لأكثر من سبعين عاما .. حتى قبل تقاعده قبل 20 سنة .. كان الأطباء ليس الجدد فقط بل والمتوسطي العهد يلجئون إليه في تنفيذ أعمال ومهام الأطباء أنفسهم ليس في العلاج فقط بل وفي التشخيص .. وكان الناس يلجئون إليه هو فقط دون الأطباء .. لا أريد أن أعمم . لأن هذا الممرض يعتبر حالة خاصة .. لكنه يؤكد أن المعرفة وحكمة الخبرة يجب أن تتجاورا دائما ولا يفصل بينهما أبدا ..
ودمت بود
التعديل الأخير تم بواسطة بهائي راغب شراب; الساعة 15-01-2010, 12:47.
اترك تعليق:
-
-
أخي حكيم..
أشكرك على المجهود الكبير الذي قمت به..
لكن أريد أن اسألك..
ما الفرق بين المحاضرة والحوار؟
تحياتي
سعاد
اترك تعليق:
-
-
[align=center][table1="width:95%;"][cell="filter:;"][align=right]
3. ذهنية التّاجر : القطاع الثالث في مجتمعاتنا هم التّجار: التّجار بمختلف أنواعهم و مستويات أعمالهم من بائع الخضار على "النّاصية" إلى مالكي أضخم الشركات ذات رأس المال بالمليارات ، لا فرق هنا.
هؤلا ماذا يفعلون ؟ يشترون السلع و يبيعونها ثانية (بعض الفئات تُدخل تعديلات على هذه السلع قبل البيع أو تشتريها قطع و تركّبها ثم تبيعها ، لا فرق أيضا هنا في موضوعنا و سأشرح كيف و لماذا )
لماذا يشتري التّاجرثمّ يبيع؟ ببساطة كي يُحدث فرق بين المبلغ الذي يدفعه عند الشراء و المبلغ الذي يقبضه عند البيع . لماذا يريد هذا الفرق؟ لأنّ هذا الفرق هو المكسب ، مكسبه ، ربحه ، منه سيعيش و يسدّ حاجاته و ما سيتبعها. إذن واضح دون أيّ لبس أن الهدف الرئيسي للتّاجر هو الرّبح و لا وجود لأيّ هدف عنده أهم.
السؤال : كيف يتمكّن من إحداث هذا الفرق ؟ ببساطة أيضا ، يشتري السلعة بأقلّ ما يستطيع من الأسعار و يبيعها بأعلى ما يستطيع من الأسعار. إذن هو يبحث عن السلعة الأقل سعرا ، عن فرصة يقتنصها في جعل سعرها أقل ما يكون و يدخل و يفاوض و يساوم و يلفّ و يدور و يتحايل على السعر. ثم يبحث عن فرصة أخرى يقتنصها كي يبيعها بأعلى سعر ممكن ، و يعود ليفاوض و يساوم و يلفّ و يدور و يتحايل و هكذا يحقّق أكبر هامش ربح ممكن.
إذن هو غير منتج ، و هو مقتنص للفرص (هذا بالأساس و ليس تعميما شاملا) ، هذا هوالعمود الرئيسي للسوق "الرّبح" و على هذا المبدأ يتكتّل التّجار و يتفقوا على أسعارهم ، و يتكتلوا و يتفقوا على الفلاح مثلا ، الذي يريد بيع منتوجات أرضه من خضار و فواكه ، يتكتلوا و يتعصّبوا فيما بينهم كي يفرضوا سعرا على بضاعة محدّدة في ظروف محدّدة ، يتكتلوا كي يخفوا بضاعة و يحتكروها و يبعدوها عن التّداول لفترة زمنية ، فتشحّ في السوق فيزيد الطلب عليها فيرتفع سعرها. للتّجار ملحقات من السماسرة و شاحنات النقل الذين يُحكموا الطوق . أبشع ما يرتكب من قبل التّجار و سماسرتهم و مالكي الشاحنات ما يفعلونها في المنتجات الرزراعيّة ، فهي جريمة مزدوجة ، يُظلم الفلاح و يبتز و يساوم و يتم التّحايل عليه و أخيرا إخضاعه و إذلاله و شراء تعبه و عرق جبينه هو و أسرته ، بأبخس الأثمان التي كثيرا من المرات لا تكاد تغطي التكاليف ، الجريمة الثانية عندما يطرحوا ما اشتروه من الفلاّح في السوق بأسعار تصل إلى ثلاثة و أربعة أضعاف قيمة الشراء ، فيبتزوا و ينهكوا و يُفرّغوا جيوب الموظف بشكل أساسي. كلّ ذلك بعيدا عن أعين الدّولة و بالتّحايل عليها أو بالتآمر معها أو برشوتها.
و هكذا تنتج ذهنيّة التّاجر ، هدفها في النهاية الرّبح ، تساوم و تتحايل و تفاوض و تلح ألحاحا شديدا و تقتنص الفرص و تبخّس من بضاعة الآخر لترفع من قيمة بضاعتها ، فهذه الذهنية فعلا دوامة ، عاصفة من النشاط و الحيوية و الحركة مثلها مثل السوق الذي يعجّ و يضجّ بالمتبضعين.
كم نرى في حواراتنا هذه الذهنية تتجلّى ، همّها أن يكون عدد مشاركاتها و مواضيعها الأكثر عددا (فهو ربح) و الأكثر زوّارا و تعليقا (فهو ربح) ، لا يهمها كيف و على حساب من ، المهم الرّبح ربحها هي ، و يقوم الملتقى ليقف على قدم واحدة بسبب مشاركة أو موضوع حذف أو أغلق يخصّ هذه الذهنية (فهذه خسارة تزلزل السوق) . كم نصطدم باللّف و الدّوران و التّحايل و المقارنات المستمرة بمبرّر أو بدون مبرّر بين ما نقوله و تقوله هذه الذهنية ، و دائما بضاعتنا ساقطة لا تستحق سعرها ، بينما بضاعتها الجيّدة عالية الثمن !! فنكتشف أنفسنا بعد حين ، أننا في فخ محكم من مضيعة الوقت في المقارنات و الدّفاع عن بضاعتنا (مشاركاتنا) و صحّتها أمام إلحاح لا نهاية له من تبخيسها و تشويهها و الكشف عن ما يسمّوه مخاطرها و سمومها ، بدلا من التّحاور عليها.. سوق عاصف مزدحم يعجّ و يضجّ.
و كما في أنماط الذهنيّات السابقة ، هذه الذهنية ليست محصورة بالتّجار و فئتهم و من انحدر عنهم ، بل هناك من الفلاّحين من يتحلّى بذهنيّة التّاجر ، هناك من المثقّفين و المتعلّمين و الصحفيين و الكتّاب و الأدباء...و كم من الأطباء يخضعون لهذه الذّهنية و إفرازاتها!!
4. الذهنية المثقفة و المتعلّمة: هؤلاء لا ينحصرون في فئة إجتماعيّة محدّدة ، فهم ينتشرون بين كلّ فئت المجتمع و هذا يثبت ما أردّده عن هذه الذهنيات بأنّها أنماط غير محصورة في فئات إجتماعية محدّدة.
تنقسم هذه الذهنية إلى نمطين رئيسيين:
الأول : ناتج عند من رحلوا عن مجتمعاتنا و تغرّبو في العالم بغض النّظر عن الأسباب التي لا يهمنا بحثها هنا ، لأنّها لا تتعلّق بموضوعنا "الحوار و مشاكله" . أقصد منهم الفئة الأوسع ، أؤلئك الذين ظلوا يتابعون أخبار بلادهم ، و ظلوا يشعرون بالإنتماء لها . لهذه الذهنيّة سمة عامة ، لعلّها هي سبب متاعبهم ، يقدرون على رؤية ما توصلت له المجتمعات الأخرى و يلمسونه و يعيشون وسطه ، و يرون حال مجتمعاتهم التي رحلوا عنها و أزماتها ، فيشعرون بكاهل الفرق الصاعق الهائل ، يستشعرون مدى خطورته كأنّه غير قابل للتعويض ، فتجدهم يُقبلون علينا بمرارة و إلحاح بخطاب تعتريه لهجة الشفقة علينا أحيانا و الأمر و الإرشاد أحيانا أخرى أو النصيحة و الموعظة ، فنواجههم بالصدّ و الرّفض و مختلف التّهم ، ييأسون و يبتعدون ، تحت وطأة الانتماء يعودون من جديد ليخوضوا غمار التّجربة ثانية ، أكثر إلحاحا و أحيانا بلهجة استفزازية متعالية و هكذا ..
ليس من الصعب كشف مثل هذه الذهنية في حواراتنا و مواضيع الملتقى ، الذهنيّة التي تتسم بهذا بمزيج لامتنوّع ، لكننا و لكوننا مستفزّين أصلا و متحسّسون ( سنرى فيما بعد كيف و لماذا) نواجههم بالعنف و الصدّ و الرّفض.
الثاني: ناتج عند من بقوا على أرض الوطن ، في مجتمعاتهم ، يرون بحسّهم الثقافي و معرفتهم ، حجم الخلل الذي تعيشه مجتمعاتنا ، و يرون عن قرب بعد آفاق الفرج ، أحيانا استحالته ، يضيق عليهم الخناق حين يحاصرهم ضعف علاقتهم بالجمهور، و صعوبة الحصول على مصادر غنيّة للمعرفة و الثقافة و الفكر في جميع المجالات باللغة العربية ، فيتعاملون مع الوضع و كأنّه حالة طوارئ ثقافية ، يسابقون فيها الزّمن الذي يقود مجتمعاتنا نحو مزيد من التقهقر والتراجع ، يتحسّسون و يعيشون تحت ضغط كبير ، فتجدهم ضييقي الصدر ، سريعي الغضب ، عنيفي الخطاب غليظي اللّغة على كلّ ما يعتقدونه سببا أو مساعدا في إبقاء الحالة على ما هي عليه.
هذه الذهنية تكشف عن نفسها بسهولة في حوارتنا من خلال عنف لغة الحوار و جفافها و سرعة التعبير عن ضيق الصدر بالرأي الآخر و الانقضاض عليه.
الحقيقة أن هذه الذهنية ليست انتاج ذاتها ، بل هناك عوامل أساسية و مهمّة هي التي تنتج هذا السلوك كردّة فعل على القمع و الاستبداد و الملاحقة و منع حريات الرأي ...الخ سأتي على ذكرها فيما سيلحق من الموضوع.
5. الذهنية الاستهلاكية : من الواضح أنّنا مجتمعات ذات نمط اقتصادي استهلاكي ، أي أنّنا نأكل و نلبس و نستخدم ما لا ننتج ، فيأخذ السوق مكانة مركزيّة في حياتنا اليومية ، حيث نضطر لشراء كلّ شيء تقريبا .
السوق في تطوّر سريع ، يخطو خطوات هائلة في كلّ المجالات ، موازيا لثورة التقنيات و المعلومات و الاتصالات التي انعكست على باقي المجالات ، هكذا يصبح السوق في المجتمعات الاستهلاكية هدفا بحدّ ذاته ، ترتفع الأسعار بشكل شبه مستمر ، نلهث خلفها و خلف السوق ، فنضطر للبحث عن زيادة دخلنا و عن مصادر دخل رديفة للوظيفة و الرّاتب ، نخوض جميع أشكال التجارة و الاستثمار و السوق المالية و الأسهم و الاستثمار المحدود و غيرها ، كلّ ذلك من أجل رفع دخلنا لتلبية حاجاتنا و رغباتنا المتزايدة يوما بعد يوم ، لإشباع شغف الشّراء و اقتناء كل جديد يظهر ، بريق السوق و بريق الجديد الذي يظهر كلّ يوم ، يصبح بريقا مغناطيسا ، يجذبنا ، يستحوذنا ، فينعكس على سلوكنا الاجتماعي من خلال :
--- تفشّي الأنانية بهدف الاحتفاظ بالمال الذي حصلنا على المزيد منه ، لتلبية جشعنا لتسوّق تحت ضغط بريق السوق ، ما يقودنا حتما إلى التقاعص عن أداء التزاماتننا الاجتماعية و الأسرية و التّخلي التدريجي عنها ، أهمّها مساعدة أفراد أسرنا الأخرين (أخ أو أخت محتاجة ، أخ أو ابن أخ يريد التعلم و يحتاج للمساعدة ، صديق أو قريب أصيب بنكبة فجائية و يحتاج لمساعدة...الخ) ، فتهدّد هذه الأواسر و الرّوابط ، بالاضمحلال و التراجع علما بأنها عمود من أعمدة نظامنا القيمي و الأخلاقي!!
--- ظهور تنافس من نوع غريب في الحصول على كلّ جديد يعرض في السوق ، إذ يصبح الوصول لهذا الجدي مؤشّر للآخرين على قدرتنا المالية ، فنشعر من يحقّق و كأنّنا أنجزنا مهمّة عظيمة و حققنا انتصارا على صعيد حياتنا الأسرية و الاجتماعية ، هذا سيؤدي إلى
--- التباهي الفارغ و الاستعراض ، بالمقابل سيذكي نار الغيرة و الحسد .
و هكذا تكتمل الذهنية كمزيج من التباهي و الاستعراض (أو الانكسار و النقمة إذا فشلنا في الحصول على ما نريد من السوق) و التنافس في غير مكانه ، المختلط بالأنانية و الغيرة و الحسد المرضيين.
كم هو سهل تحسّس هذه العناصر في بعض حواراتنا ، من خلال ردودنا ، فهناك ما تقف أمامه حائرا و لا يعدو في النّهاية كونه استعراضا مسكينا لقدرات و يا ليتها قدرات حقيقية!!
نجد هنا و هناك آثار هجوم قائم على غير مبرّر ، فلا تفسير للمنافسة في غير مكانها ، التي تولّد شهيّة تدمير الآخر ، خاصة إذا كانت الشهيّة مطعّمة بالغيرة أو الحسد ، فستتضاعف الهجمات و تزداد شراسة و يمكنها أن تحوّل أمرا تافها جانبيا لا قيمة أساسية له ، إلى قضيّة رئيسية مهمة و كأنها عمود الكون.. و كم .. كم من الخلافات أثناء الحوار تذهلنا بأنها تركت لبّ الموضوع ، و أساسياته الأولية و الثانوية حتى ، و انصرفت للقتال على قضية جانبيّة تافهة لا تؤثر و لا تقدّم في الموضوع برمّته .. هذه تفاهة السوق و هكذا تنعكس نار أنانية و غيرة و شهيّة للتدمير.
ثانيا : ما ينشأ عن طبيعة القوانين و الأنظمة التي تحكم مجتمعاتنا
طبيعة الأنظمة السياسية التي نعيش في ظلها في مختلف البلدان العربية ، أنظمة لم يكن للشّعوب يد في وصولها لسدة الحكم ، و لم يكن للشعوب يد في بقائها و استمرارها فيه ، بالتالي هي أنظمة فوقية ، مفروضة فرضا و قصرا ، حتى و لو بعد احتفاظها بالحكم عشرات السنين ، حاولت تقمّص دور الديمقراطية و النّزاهة ، فلا تعدو كونها إلا محاولات لتلميع ما سوّده الزمن و تاريخها ، لا ينسجم و لا يتفق.
من ناحية أخرى ، كلّ الأنظمة تحكم بموجب "قوانين طوارئ" ، سواءا سمّته بالإسم أو انتحلت له تسميات أخرى ، هذا يعني أنّها أنظمة تبيح لنفسها اعتبار ما لا يعجبها مخلا بقانون الطوارئ ، بالتالي ملاحقته و قمعه ، فهي إمكانية مفتوحة على قمع و استبداد لا حدود له.
إذن نحن نعيش في ظلّ أنظمة سياسية قمعية مستبدّة و متسلطة ، ترزح فوق أنفاسنا و عقولنا و تعادي جميع أشكال الحريّات على اختلاف أنواعها ، إلا حريّة العمالة لها و معاونتها على باقي النّاس.
لن أسترسل و لن أستفيض شرحا فكلكم خبير و عليم بهذا ، ما أود التنبيه له انعكاس هذا القمع و الاضهاد و مصادرة الحريات علينا و على سلوكنا .
ما يصدر عن هذا الأنظمة و قوانينها و هواجسها و هواجس أجهزتها الأمنية و الإعلامية هو بحدّ ذاته إذلال للذات و احتقار لها ، فتنكسر و ترتدّ على نفسها.. أي بعبارة مباشرة و صريحة ، أن هذه الأنظمة كسرت ذواتنا و حقّرتها و أذلتها و لم تكتفِ ، بل وضعتها تحت المراقبة الدائمة من أجهزتها و تلاحقها و تطاردها صبح مساء.
مما يشكّل ضغطا هائلا على النفوس ، يضيّق من قدرتنا عل الاحتمال ، و يضعف بنيتنا في الصعاب ، و يجعلنا أقل ايمانا و ثقة بالآخر ، و يدفعنا للتصرف و السلوك ليس وفق طبعنا بل تحت الضغط كما في المثال رقم 2 في الجزء الثاني من الموضوع.
ثالثا : ما ينشأ عن القضايا الوجودية الكبرى مثل : الوطن و القومية و الهوية و الانتماء و المكانة بين الأمم ...الخ
في هذا المجال أيضا كما في المجال السابق ، لن نفصّل و لن نستفيض ، ما ينتاب مجتمعاتنا من حالة انكسار أمام عدو شرس ينكّل بكل ما نملك من تاريخ و حضارة و عزّة و كرامة (فلسطين لبنان العراق السودان الصومال اليمن ...الخ) ، و ما يضاف لها من مظاهر ملاحقة و مطاردة و مهانة في المطارات و في دول الاغتراب ، و بما يُضاف لها ما يقال و ما نرمى به ، و بحقيقة ساطعة أن واقعنا لا يتوقّف عن التقهقر و التراجع بين الامم ، كلّها لها انعكاسات نفسية حادة ، خاصة على الشريحة التي نحن بصددها ، المتعلمين و المثقفين ، مما يزيد وتيرة الضغط النفسي ، و النقمة ، و ضيق هامش الاحتمال ، حتى النزق في التّعامل ، لنتذكر من جديد المثال رقم 2 في الجزء الثاني من الموضوع.[/align][/cell][/table1][/align]
عوامل الضغط و نتائجها علينا و التي فيها المتعلّم و المثقف اكثر حساسية و إصابة ، و انعكاسها على سلوكنا حسب التوصيف أعلاه ، هو ما نُصدم به في حواراتنا ، لا ثقة بالآخر ، لا اطمئنان له ، لا هامش كافي لاستيعابه ، ردود تتسم بالنّزق و الثورة المفاجئة ، و كأنّها دفاع مميت عن الذات ، نعم هذه سمات الذات المجروحة التي تكسرها الأنظمة و أجهزتها و قوانينها كلّ لحظة ، و التي تعيش حالة انكسار بسبب القتل الجماعي و التنكيل علنا و على شاشات التلفزة ، فهي تبحث عن أماكن و مواضع تستطيع أن تصرخ فيها غاضبة ، لتعوّض عن تصغيرها و تهميشها و كسرها..
بعض الصراخ هنا ، هو صراخ الذات المضطهدة المجروحة التي تعاني ، و علينا استيعاب هذه الجزئية.
........ / يتبع و سيكون الجزء الأخير لهذا الموضوعالتعديل الأخير تم بواسطة حكيم عباس; الساعة 15-01-2010, 11:55.
اترك تعليق:
-
ما الذي يحدث
تقليص
الأعضاء المتواجدون الآن 86223. الأعضاء 5 والزوار 86218.
أكبر تواجد بالمنتدى كان 551,206, 15-05-2025 الساعة 03:23.
اترك تعليق: