ردودي على مواضيع الملتقى الإسلامي

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • mmogy
    كاتب
    • 16-05-2007
    • 11282

    #16
    نعم اختنا الفاضلة

    لاإله إلا الله .. محمد رسول الله

    عليها نحيا وفي سبيلها نجاهد وعليها نلقى الله تعالى

    لا إله إلا الله .. محمد رسول الله

    أفضل وأجمل وأجل وأصدق حقيقة فى الكون كله .. وفيها عز الإنسان ورفعته لأنه لايسجد إلا لأله واجب الوجود وله كل صفات الجمال والجلال والكمال ومستحق وحده للعبودية .

    سبحانه وتعالى جل شأنه وكماله

    شكرا لك
    إنْ أبْطـَأتْ غـَارَةُ الأرْحَامِ وابْـتـَعـَدَتْ، فـَأقـْرَبُ الشيءِ مِنـَّا غـَارَةُ اللهِ
    يا غـَارَةَ اللهِ جـِدّي السـَّيـْرَ مُسْرِعَة في حَلِّ عُـقـْدَتـِنـَا يَا غـَارَةَ اللهِ
    عَدَتِ العَادونَ وَجَارُوا، وَرَجَوْنـَا اللهَ مُجـيراً
    وَكـَفـَى باللهِ وَلـِيـَّا، وَكـَفـَى باللهِ نـَصِيراً.
    وَحَسْبُنَا اللهُ وَنِعْمَ الوكيلُ, وَلا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إِلاّ بِاللهِ العَلِيِّ العَظِيمِ.

    تعليق

    • mmogy
      كاتب
      • 16-05-2007
      • 11282

      #17
      ردودي على مواضيع الملتقى الإسلامي

      مامعنى قول الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم فى الحديث التالي .. استفت قلبك ؟؟ وهل هذا القول مطلق لكل انسان أن يستفت قلبه في أي مسألة فقهية ؟؟؟

      نقرأ الحديث أولا ثم نجيب على هذا السؤال

      عن وا بصة بن معبد رضى الله عنه ، قال : أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال : (( جئت تسأل عن البر و الإثم ؟ )) قلت : نعم ؛ قال : (( استفت قلبك ؛ البر ما اطمأنت إليه النفس واطمأن اليه القلب ، والإثم ما حاك في النفس وتردد في الصدر ، وإن أفتاك الناس وأفتوك ))

      اخرجه الإمام أحمد في المسند (4/228) والدارمي (2/245-246) وأبو يعلى (1586،1857).


      والجواب نقرأه فى ثنايا كتاب الحلال والحرام وهو الكتاب الرابع من ربع العادات من كتاب إحياء علوم الدين

      حيث يقول الأمام الغزالي حجة الإسلام رحمه الله :


      وحيث قضينا باستفتاء القلب أردنا به حيث أباح المفتي أما حيث حرمه فيجب الامتناع ثم لا يعول على كل قلب فرب موسوس ينفر عن كل شيء ورب شره متساهل يطمئن إلى كل شيء ولا اعتبار بهذين القلبين وإنما الاعتبار بقلب العالم الموفق المراقب لدقائق الأحوال وهو المحك الذي يمتحن به خفايا الأمور وما أعز هذا القلب في القلوب فمن لم يثق بقلب نفسه فليلتمس النور من قلب له هذه الصفة وليعرض عليه واقعته


      انتهى كلام الغزالي وأعتقد أن المعنى واضح .

      شكرا لكم
      إنْ أبْطـَأتْ غـَارَةُ الأرْحَامِ وابْـتـَعـَدَتْ، فـَأقـْرَبُ الشيءِ مِنـَّا غـَارَةُ اللهِ
      يا غـَارَةَ اللهِ جـِدّي السـَّيـْرَ مُسْرِعَة في حَلِّ عُـقـْدَتـِنـَا يَا غـَارَةَ اللهِ
      عَدَتِ العَادونَ وَجَارُوا، وَرَجَوْنـَا اللهَ مُجـيراً
      وَكـَفـَى باللهِ وَلـِيـَّا، وَكـَفـَى باللهِ نـَصِيراً.
      وَحَسْبُنَا اللهُ وَنِعْمَ الوكيلُ, وَلا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إِلاّ بِاللهِ العَلِيِّ العَظِيمِ.

      تعليق

      • mmogy
        كاتب
        • 16-05-2007
        • 11282

        #18
        المشاركة الأصلية بواسطة يوسف الاسير
        يا استادي يا محمد شعبان الموجي والله ان افضل ان تسمع الرد على ما تقوله من طرف الشيخ عبد الحميد نفسه
        ولدا ادعوك الى زيارته على هدا الرابطhttp://www.islamway.com/?iw_s=Lesson...lesson_id=4648 وسماع قصة حياة الشيخ عبد الحميد كشك يرويها بنفسه وفيها الاجابة والرد على ما تقوله.
        مع احتراماتي الخالصة.تلميدك البار يوسف.الاسير.
        وأنا أشكر لك ذوقك وإن شاء الله أرجع للرابط وأستمع لما قاله الشيخ رحمه الله رحمة واسعة .
        إنْ أبْطـَأتْ غـَارَةُ الأرْحَامِ وابْـتـَعـَدَتْ، فـَأقـْرَبُ الشيءِ مِنـَّا غـَارَةُ اللهِ
        يا غـَارَةَ اللهِ جـِدّي السـَّيـْرَ مُسْرِعَة في حَلِّ عُـقـْدَتـِنـَا يَا غـَارَةَ اللهِ
        عَدَتِ العَادونَ وَجَارُوا، وَرَجَوْنـَا اللهَ مُجـيراً
        وَكـَفـَى باللهِ وَلـِيـَّا، وَكـَفـَى باللهِ نـَصِيراً.
        وَحَسْبُنَا اللهُ وَنِعْمَ الوكيلُ, وَلا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إِلاّ بِاللهِ العَلِيِّ العَظِيمِ.

        تعليق

        • mmogy
          كاتب
          • 16-05-2007
          • 11282

          #19
          ردودي على مواضيع الملتقى الإسلامي

          مقالات الإمام المحدث الفقيه الحجة الشيخ

          محمد زاهد الكوثري

          وكيل المشيخة الإسلامية في الخلافة العثمانية ورئيس العلماء فيها

          ولد 1296- وتوفي 1371هـ رحمه الله تعالى

          حول المولد النبوي الشريف

          منقولة من موقع الإمام الكوثري رحمه الله



          المقالة الأولى

          مولد خاتم رسل الله

          عليه أزكى الصلوات

          في مثل هذا الشهر المبارك قبل 1410 من السنين ولد فخر المرسلين بمكة المكرمة، فاستنار الكون بنور طلعته صلى الله عليه وسلم، وأشرقت الأرض بهذا النور الوهاج حتى انقشعت الظلمات المتراكمة على هذا العام، المتوارثة من القرون الهمجية المتوغلة في الجهل.

          وكذلك كان مصير الجهالات التي غشيت العقول على تعاقب أدوار الجاهلية حيث أخذت تزول شيئاً فشيئاً بنور هديه صلوات الله عليه، إلى أن عمَّ فيضه البسيطة واستنارت بصائر الذين آمنوا به استنارة تضئ لهم ما وراء الحجب الظلمانية من الضار والنافع، فتركوا الضار وأخذوا النافع، حتى تمكنوا في أيسر مدة من القيام بأعمال عظيمة عجزت عن عشر معشارها الأمم الأخرى طوال قرون في أقطار الأرض.

          ومن استعرض ما كان عليه طوائف البشر من الجهل المطبق والتدهور المطلق في شؤونهم كلها أوان البعثة النبوية، ثم فكَّر فيما تمَّ للمسلمين بعد مبعثه -صلوات الله وسلامه عليه- من عِزٍّ منيعٍ ورقيٍّ باهر في جميع مرافق الحياة، واعتلاء شأنٍ في العلوم والأعمال والأخلاق بما يرضى الله ورسوله اعتلاءً يوازن مقدار تمسكهم بأهداب هذا الدين الحنيف، يجد معجزات فخر الرسل صلى الله عليه وسلم تتجدد على توالي القرون وهكذا إلى انتهاء الحياة البشرية في هذا العالم.

          فدونك الطوائف البشرية في عهد الجاهلية، فمنهم طائفة كانوا يئدون بناتهم، ويعبدون الأصنام وما عسى أن يأكلوه أيام المجاعة.

          ومنهم أمة كانوا يبيعون أرض الجنة شبراً شبراً للذين يستغلونهم، ويعتقدون في الله أنه شيخ أشمط قاعد على كرسي أبيض الرأس واللحية وحوله الأملاك، تعالى الله عما يفترون.

          ومنهم أهل دين يقولون بالتثليث والحلول، وهم عن قضايا العقول ذاهلون -تعالى الله عما يأفكون-.

          ومنهم شراذم يتعبدون الأجرام العلوية، ويعتقدون أن الإله قاعد على العرش في السماء قعود المَلِك على سرير المُلك في الأرض -تعالى الله عما يختلقون- إلى غير ذلك من الخرافات التي يستبعد العاقل وجود أناس يعتقدون تلك المخازي في غابر الأجيال.

          فبإشراق نور هديه صلوات الله عليه انجلت تلك الظلمات عن طريق دعوة سيدنا محمد المبعوث رحمة للعالمين، حتى تمَّ للمسلمين ما يعلمه الجميع من المفاخر.

          وما لهذا الرسول العظيم من نواحي العظمة جدّ عظيم، وقد عجز كبار أهل العلم عن شرح بعض مزاياه العظيمة، وأنى لمثل هذا العاجز أن يتصدى لبيان ناحية من نواحي ما لهذا النبي الشفيع من الذكر الرفيع ؟ وفي بيان ذلك كتب خاصة حافلة تطلع على شيء من نواحي عظمته صلوات الله وسلامه عليه.

          وقد أيد الله سبحانه وتعالى أحب خلقه إليه بأكمل المعجزات وأتم البراهين، وبعثه إلى الناس كافة يدعوهم إلى الدين الأكمل والشرع الأتم، فبه ختمت الرسالة من الله.

          والقرآن الحكيم هو معجزته الخالدة، وقد خص أحكم الحاكمين بخاتم كتبه المنـزلة خاتمَ رسله، فبه الكمال والتمام، وبه الختام والاختتام، فلا بأس أن نتحدث عن هذا الكتاب الكريم الذي سعدت هذه الأمة باعتصامها بأحكامه أيام مجد الإسلام، وإنما ذلَّ من ذل بإعراضه عن تعاليمه القويمة.

          وهذا القرآن هو الذي جعلنا نميز ما يجوز في الله سبحانه وما لا يجوز فننـزهه عما لا يجوز وصفه سبحانه به، وهو الذي حفزنا إلى الاعتلاء في مرافق الحياة، والأخذ بكل ما فيه إعلاء كلمة الله وإسعاد الأمة، وهو الذي هدانا إلى مراضي الله تعالى في العبادات والمعاملات، وإلى طرق اكتساب الملكات الفاضلة والعلوم النافعة.

          ولذلك كانت الصحابة رضوان الله عليهم أجمعين في غاية من الاعتناء بالقرآن الكريم كتابة وحفظاً وتحفيظاً ومدارسة لعلومه، وكانت صفة المسجد النبوي كدار للقراء يأوي إليها فقراء الصحابة ممن لا أهلَ لهم، يتدارسون القرآن ويتعلمونه، ثم يعلمونه لأهل البلاد المفتوحة على تجدد الفتوح، وكان جماعة من كبار الصحابة تفرغوا لتعليم الناس القرآن في المدينة المنورة بأمر النبي صلى الله عليه وسلم، وكان بها دار للقراء خاصة، وكان لمعاذ بن جبل ثم لابن عباس رضي الله عنهم عناية عظمى بتعليم القرآن وعلومه لأناس لا يحصيهم العد في مكة المكرمة.

          وكان ابن مسعود رضي الله عنه قد علم القرآن وعلومه لعدد عظيم من أهل الكوفة، ويُبلِغ بعضُ ثقات أهل العلم عددَ هؤلاء إلى نحو أربعة آلاف قارئ ما بين متلقٍّ منه مباشرة أو آخذ عمن أخذ عنه.

          وأبو موسى الأشعري رضي الله عنه كان أيضاً يصنع صنيعه بالبصرة، وقد حدث الحافظ ابن الضريس أبو عبد الله محمد بن أيوب البجلي في كتابه »فضائل القرآن» عن مسلم بن إبراهيم عن قرة عن أبي رجاء العطاردي البصري أنه قال: »كان أبو موسى يطوف علينا في هذا المسجد -يعني مسجد البصرة- فيقعدنا حلقاً حلقاً يقرئنا القرآن» اهـ.

          وكان أبو الدرداء رضي الله عنه يعلم القرآن في كل يوم من طلوع الشمس إلى الظهر، ويقسم المتعلمين عشرة عشرة ويعين لكل عشرة عريفاً يعلمهم القرآن، وهو يشرف على الجميع يراجعونه إذا غلطوا في شيء، راجع تاريخ دمشق لأبي زرعة وتاريخ ابن عساكر.

          ولو أخذنا نسرد ما لأصحاب هؤلاء في الأمصار من السعي الحثيث في تعليم القرآن والتفقيه في الدين في أمصار المسلمين لطال الكلام.

          وها هو الإمام ابن عامر الدمشقي صاحب أبي الدرداء وأحد الأئمة السبعة من القراء كان له وحده أربعمائة عريف، يقومون بتعليم القرآن تحت إشرافه -وهو الإمام الذي يجترئ على قراءة مثله الشوكاني والقنوجي بدون وازعٍ لهما، مع خطورة الكلام على القراءة المتواترة.

          وفي المجلد الثاني من النشر الكبير لابن الجزري بحثٌ ممتعٌ في هذا الصدد، يردع أمثالهما من الخاطئين أو المخطئين المتحاملين على القراءات المتواترة.

          وطريقة ابن عامر هذه هي طريقة الآخرين من أصحاب ابن عباس وأصحاب علي وابن مسعود وأصحاب أبي موسى رضي الله عنهم في التعليم.

          وهكذا كان القراء في سائر الأمصار يجرون على هذا النمط في تعليم القرآن.

          وكان الصحابة والتابعون يتعلمون فقه القرآن عند تعلمهم آيات القرآن، وقد أخرج الحافظ أبو بكر جعفر بن محمد الفريابي في كتابه »فضائل القرآن» وقال: «حدثنا محمد بن عبيد بن حساب، ثنا حماد بن زيد، ثنا عطاء بن السائب، عن أبي عبد الرحمن السلمي قال: إنما أخذنا بالقرآن عن قوم أخبرونا أنهم كانوا إذا تعلموا عشر آيات لم يجاوزوهن إلى العشر الآخر حتى يعلموا ما فيهن من العمل. قال: فتعلما العلم والعمل جميعاً، وإنه سيرث القرآن بعدنا قوم يشربونه شرب الماء لا يجاوز هذا وأشار بيده إلى حنكه » اهـ.

          وأبو عبد الرحمن السلمي هذا تلقى القرآن من علي بن أبي طالب رضي الله عنه وهو عمدته فيه، وقد عرض القرآن أيضاً على عثمان وزيد رضي الله عنهما، وعنه أخذ السبطان الشهيدان رضي الله عنهما القرآن، وكان ذلك بأمر علي كرم الله وجهه.

          وهكذا كانت الصحابة والتابعون في العناية بتعليم القرآن وتفهيم أحكامه وهكذا سار من بعدهم على سننهم مدى القرون يحفظه في كل طبقة من لا يحصيهم العدّ في كل قطر، حتى إذا أخطأ تالٍ في حرف من القرآن في قرى بعيدة عن المدن يجد هناك من يرده إلى الصواب، وهذا أمر لم يسبق لكتاب من الكتب في تاريخ البشر، وهكذا صدق الله وعده في حفظه.

          ومن المعلوم أن القرآن الكريم تتفاوت دلالة آياته على المعاني وضوحاً وخفاء، ولو كانت آياته تتساوى في دركها الأفهام -كمواد القوانين الوضعية- لخمدت الهمم وركدت الأفهام، يشملها الغباء لعدم وجود ما يحمل على الغوص والتفكير العميق.

          لكن الله جلت حكمته جعل القرآن بحيث تختلف الأفهام والقرائح في إدراك أسراره واجتلاء معانيه، فاحتيج إلى علوم تساعد في تفهم أسرار الكتاب الحكيم، فلذلك دُوّنت العلوم العربية من مفردات اللغة والاشتقاق والصرف والنحو والبلاغة وما إلى ذلك من علوم اللسان.

          ولذلك أيضاً دوّن علم أصول التفسير وعلم أصول الدين وعلم أصول الفقه والجدل والتاريخ ونحو ذلك مما يفيد في معرفة مراتب الحجج والأدلة، وفي إدراك مواطن العبر من أنبائه.

          وقد فاض كل هذه العلوم من القرآن الكريم زيادة على ما أفاده من العلم بالله وبمراضيه في العبادات والاعتقادات والمعاملات واكتساب الملكات والنظر في ملكوت السموات.

          وما ألفه أهل العلم في اجتلاء روائع المعاني من القرآن الكريم مما لا يكاد يحصيه العد على اختلاف مسالكهم في العناية بالرواية أو الدارية وفنون الأفنان من علوم القرآن، وعلى تفاوت أذواقهم ومشاربهم في الاهتمام بجهة خاصة من مزايا القرآن المجيد.

          وأرجو القارئ الكريم أن يسمح لي أن أذكر بعض مؤلفات علماء هذه الأمة في هذا الصدد مما يكون أنموذجًا لمساعيهم الجبارة في مضمار تدوين المؤلفات:

          فها هو تفسير الإمام أبي الحسن الأشعري المسمى »المختزن» في سبعين مجلداً على ما يذكره المقريزي في الخطط.

          وتفسير القاضي عبد الجبار الهمذاني المسمى «المحيط» في مائة سِفر.

          وتفسير أبي يوسف عبد السلام القزوني المسمى »حدائق ذات بهجة» أقل ما يقال فيه إنه في ثلاثمائة مجلد، وكان مؤلفه وقَفَه وجعل مقره مسجد الإمام أبي حنيفة ببغداد ثم صار في عداد الكتب التي ضاعت في أثناء استيلاء المغول على دار الخلافة ببغداد إلا أني سمعت من أحد أدباء الهند: أنه رأى قطعة منه في أحد فهارس الخزانات.

          وللحافظ ابن شاهين تفسير في ألف جزء حديثي.

          وللقاضي أبي بكر ابن العربي »أنوار الفجر» في التفسير في نحو ثمانين ألف ورقة، والمعروف أنه موجود في بلادنا ، إلا أني لم أظفر به مع طول بحثي عنه.

          ولابن النقيب المقدسي أحد مشايخ أبي حيان تفسير يقارب مائة مجلد يوجد بعض مجلدات منه في خزانات اصطنبول، ويوجد من تلك التفاسير بعض مجلدات في بعض الخزانات، فيما أعلم.

          وأما أضخم تفسير تام يوجد اليوم -على ما نعلم- فهو تفسير »فتح المنان» المدعو بالتفسير العلامي المنسوب إلى العلامة قطب الدين الشيرازي، وهو في أربعين مجلداً، فالمجلد الأول منه موجود بدار الكتب المصرية، وبه تظهر خطته في التفسير، وفي مكتبتي: محمد أسعد وعلي باشا -حكيم أوغلى- في اصطنبول من مجلداته ما يتم بها نسخة كاملة.

          وللعلامة محمد الزاهد البخاري نحو مائة مجلد في التفسير، كما في «المنهل الصافي»، ولعلماء هذه الأمة تفاسير لا تحصى سوى ما تقدم على اختلاف مسالكهم.

          فما سردناه هنا نبذة يسيرة مما للعلماء من المساعي الحميدة في سبيل تبيين معاني كتاب الله العزيز وكشف أسراره التي لا تحصى.

          ولهم أيضاً مثل هذه الخدمة المشكورة في تدوين السنن الشارحة للكتاب المبينة لوجوه الإجمال فيه.

          ومن هذين المعينين -الكتاب والسنة- ينبع شرع الله، وإليهما يستند إجماع المجمعين وقياس القائسين، وقد جعل أئمة هذه الأمة لكل واحد منها سياجاً يضمن حراسته من عدوان المعتدين وتهوس الخاطئين فاستقرت بعنايتهم طرق الاستنباط ووجوه الاستدلال ووسائل الترجيح وسبل الدلالة، حتى أصبحت محجتهم بينة المعالم وأصولهم رصينة القواعد بحيث لا تقبل أي تشغيب.

          فمن حاول أن يتخطى ما فهمه جمهرة أئمة العلم سلفاً وخلفاً من تلك الأدلة في أحكام الشرع لا يقع إلا على أمِّ رأسه متردياً في هاوية الردى.

          وليس للراسخين في الزيغ في آخر الزمن سبيل ما في المخالفة لجماهير أهل الفقه في الدين في شيء من أحكام الشرع، بل قصارى ما يستطيعون أن يعملوا: أن يفضحوا أنفسهم ويكشفوا للجمهور عن مغيب ما ينطوون عليه من الجهل الفاضح وتوخي الهلاك مع الهالكين.

          وليست مخالفة جمهور الفقهاء في فهم كتاب الله وسنة رسوله بالأمر الهين، بل ذلك أمر شديد الخطر.

          والله سبحانه أسأل أن يغرس في قلوبنا مخافته، ويوحد كلمتنا في دينه، ويلهمنا الاتباع بدون ابتداع، ويختم لنا بخير، وأن يسدد خطوات قادة الأمة وأدلائها إلى ما فيه سعادة الجميع، بجاه حبيبه ومصطفاه.



          --------




          المقالة الثانية

          المولد الشريف النبوي

          ذكرى مولد النبي صلوات الله وسلامه عليه تجعلنا نستعرض ما كانت عليه طوائف البشر من صنوف الزيغ ووجوه الجاهلية من قبل، وما تمَّ بيده الكريمة من سعادة شاملة لمن تبع دينه، ونور وهّاج يهدي إلى كل خير في الدارين ويكشف صنوف الظلمات المتراكمة على أبصارهم وبصائرهم من عهد الشقاء الذي ليس بعده شقاء، وكل ذلك بيُمن بعثته صلى الله عليه وسلم إلى كافة الناس بشيراً ونذيراً، وداعياً إلى الله بإذنه وسراجاً منيراً.

          وشهر ربيع الأول هو رمز ذلك اليوم المسعود، مولد فخر الوجود –صلوات الله وسلامه عليه- فنرى المسلمين طول هذا الشهر المبارك مثابرين على الاحتفاء بذكرى ولادته ومطلع نور هدايته صلى الله عليه وسلم عرفانًا منهم لما فاض عليهم من نور هدى طلعته الميمونة، بعد ظلمة متراكمة وزيغ متواصل وضلال، ليس فوقه ضلال حتى تبدلت الأرض غير الأرض.

          وقد أخرج أحمد وغيره عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه قال: «ولد النبي صلى الله عليه وسلم يوم الاثنين، واستنبئ يوم الاثنين، وخرج مهاجراً يوم الاثنين، وقدم المدينة يوم الاثنين، وتوفى صلى الله عليه وسلم يوم الاثنين».

          وقد اتفق جمهرة النقلة على أن مولده كان عام الفيل، وأنه كان يوم الاثنين، وأن شهر مولده هو شهر ربيع الأول -وذكرُ شهرٍ سواه لمولده عليه السلام ليس إلا من قبيل سبْقِ القلم عند النقاد- فيدور الخلاف المعتد به في تعيين اليوم من شهر ربيع الأول أهو عند انقضاء اليوم الثامن أم العاشر أم الثاني عشر ؟

          فلا يعتدون برواية تقدم مولده عليه السلام على تلك الأيام، ولا برواية تأخره عنها، لعدم استنادهما على شيء يلتفت إليه.

          فدار البحث في ترجيح الراجح من تلك الروايات الثلاث.

          فالقول بأن ولادته عليه السلام عند انقضاء ثمانية أيام من الشهر قدَّمه ابن عبد البر في الاستيعاب عند سرده لوجوه الخلاف في مولده عليه السلام، واقتصر عليه قبله أبو بكر محمد بن موسى الخوارزمي، خازن دار الحكمة المأمونية، وقال عنه الحافظ عمر بن دحية في كتابه «التنوير في مولد السراج المنير» -الذي أجازه عليه مظفر الدين صاحب إربل بألف دينار- : «هو الذي لا يصح غيره، وعليه أجمع أهل التاريخ».

          فيكون هذا هو الراجح روايةً، بل المتعين درايةً؛ لأن اليوم التاسع عند انقضاء تلك الأيام الثمانية هو الذي تعين لمولده صلى الله عليه وسلم، بعد إجراء تحقيق رياضي لا يتخلف بمعرفة الرياضي المشهور العلامة محمود باشا الفلكي المصري رحمه الله في رسالة له باللغة الفرنسية في تقويم العرب قبل الإسلام.

          وقد ابتدأ المشار إليه في تحقيقه القهقرى من يوم كسوف الشمس عند وفاة إبراهيم ابن محمد عليه الصلاة والسلام في السنة العاشرة من الهجرة، والنبي صلى الله عليه وسلم في سن ثلاث وستين سنة كما في صحيح البخاري.

          وعيّن أن الكسوف في تلك السنة كان في سلخ شوال واستمر على تتبعه الرجعي إلى أن وصل إلى نتيجة أنه صلى الله عليه وسلم يلزم أن يكون مولوداً في اليوم التاسع من شهر ربيع الأول، لأنَّ يوم الاثنين الذي كانوا اتفقوا عليه هو ذلك اليوم من الشهر المذكور عام الفيل الموافق 20 إبريل سنة 571 م، وأجاد البحث في تحديد يوم ولادته صلى الله عليه وسلم بعد الاستعراض الشامل لأقوال الفلكيين من الشرق والغرب.

          فلا معدلَ عن هذا القول لترجحه رواية، وتعيينه دراية؛ لأن التحقيق الرياضي لا يتخلف.

          وقد ترجم أحمد زكي باشا تلك الرسالة إلى العربية باسم »نتائج الأفهام في تقويم العرب قبل الإسلام وفي تحقيق مولد النبي وعمره عليه الصلاة والسلام» سنة 1305 هـ. وطبعت في تلك السنة بمصر- فجزاهما الله عن العلم خيراً.

          وأما القول بأن مولده في اليوم العاشر من الشهر، فقد عزاه ابن سعد في طبقاته إلى محمد الباقر رضي الله عنه، لكن في سنده ثلاثة رجال متكلم فيهم.

          وأما القول بأنه اليوم الثاني عشر من الشهر فقول محمد بن إسحاق، لكنَّه غُفْلٌ من السند كما في مستدرك الحاكم، فيكون شأنه شأن الأقوال التي لا أسانيد لها.

          لكن أغلب البلاد أخذ بهذا في الاحتفاء بمولده صلى الله عليه وسلم، ليكون في زمن كان بروزه لهذا العالم في مثله أمراً متفقاً عليه عند الجميع.

          وأما تأخره عن ذلك اليوم فوهم محض ممن ليس في العير ولا في النفير، ولم يعتد صاحب تلك الرسالة بروايات في وقوع ذلك الكسوف في أيام وشهور غير سلخ شوال لمنافاة ذلك لمسلمات الفن.

          فإصرار ابن حجر على تجويز وقوعه في رابع الشهر أو عاشره أو الرابع عشر منه كما ورد في بعض الروايات وردُّه على الفلكيين وضربه المثل بقول الشافعي في الأم من احتمال اجتماع العيد والكسوف، ناشئة من بُعده عن علم الفلك المأخوذ مما جرت عليه سنة الله في اختلاف الأيام والشهور والفصول بطريق جري العادة لا الإمكان العقلي، وقد أصاب البدر العيني في رده على الرواة في رواياتهم وقوع الكسوف في غير أيامه في جاري العادة، ولا عجب في أن يهم الثقة في شيء ليس في متناول علمه.

          كما أنه لا عجب في اختلاف الرواة في تاريخ ميلاده صلى الله عليه وسلم؛ لأنه ولد بين أمة أمية لا تحسب ولا تكتب ولا تؤرخ إلا بأحداث معروفة عندهم في مبدأ الأمر.

          فلا محل في أن يعيبنا البرنس قيتانو [كيتانو] على هذا الاختلاف، مع سعيه في تكثير الروايات عن كل من هبَّ ودبَّ، في تاريخه الكبير عن الإسلام، متناسياً مبلغ الاختلاف العظيم «بالسنين لا بالأيام» الواقع في ميلاد عيسى عليه السلام، مما لا طريق معه إلى تحديد زمنه أصلاً، لتباعد ما بين رواياتهم، من التفاوت الشاسع الذي لا جامع له، بخلاف ما هنا لأن تحديد زمن ولادة نبينا صلى الله عليه وسلم ثبت برواية راجحة أيدتها دراية ناجحة كما سبق.

          والملك المعظم مظفر الدين كو كبوري »الذئب الأزرق» التركماني صاحب إربل -مبتكر ذلك الاحتفال البالغ بمولد حضرة المصطفى صلوات الله وسلامه عليه المشروح في وفيات ابن خلكان «1-436» وصف احتفاله وسعة أعطياته ونفقاته -كان يحتفل بالمولد الشريف في الليلة الثامنة من شهر ربيع الأول في عام، وفي الليلة الثانية عشرة منه في عام آخر عملاً بالروايتين.

          وقد ألَّف أهل العلم مؤلفاه كثيرة في الآثار الواردة في مولده عليه السلام، ومن أجمع الكتب المؤلفة في ذلك: »جامع الآثار في مولد النبي المختار» في ثلاثة مجلدات للحافظ ابن ناصر الدين الدمشقي رحمه الله.

          وقد طرقتُ في هذا المقال مباحثَ تغني شهرتها عن ذكرها، لكن توالي عدم ذكر المشهور قد يؤدي إلى نسيانه عند الجمهور، وهذا مما لا يستساغ.

          والحاصل بأن طرْقَ هذه المباحث إن لم يكن فيه تذكير ففيه استذكار، والله سبحانه ولي التسديد.




          ---------

          المقالة الثالثة

          المولد النبوي والدعوة النبوية

          من علم ما كانت طوائف البشر وصلت إليه من التدهور في أبواب الاعتقاد والعمل والخُلُق قبل مولد المصطفى صلوات الله وسلامه عليه، ثم لمح إلى ما تمَّ بيده الكريمة من الإصلاح الشامل في تلك الأبواب في مدة يسيرة بعد قيامه بالدعوة إلى الله سبحانه: ازداد تيقناً بأن الله عز وجل ما أرسله إلا ليكون رحمة للعالمين حقاً.

          فها هي بيئته كانت متوغلة كل التوغل في جاهلية جهلاء ووثنية خرقاء تعبد ما تنحت، وتعتقد أن الملائكة بنات الله -تعالى عن ذلك-، ولا تترفع عن اتخاذ الغارات مصدر ارتزاق، ولا تستنكف من وأد البنات مخافة سبي أو خشية إملاق، ولا تأبى أن تبيح اجتماع رجال على امرأة فتعد ولدها ولداً شرعياً لمن يشبهه منهم. ويقول القائل في بني حنيفة إنهم اتخذوا في الجاهلية إلها من حيس فعبدوه دهراً ثم أكلوه في المجاعة، تعالى الله عما يفترون.

          وحول تلك البيئة أمم يدينون بأديان محرفة مختلفة، فمنهم أمة تدين بالتثليث وتقول إن الثلاثة واحد، وإن ابن الله قتل ثم رفع إلى السماء وقعد في جنب أبيه. تعالى الله عما يختلقون، ويبيع لهم كهنتهم بقاعاً من الجنة وهم لأربابهم مسخرون.

          ومنهم من يعتقد أن الله شيخ أشمط، قاعد على كرسيه في السماء، وحوله الأملاك يهبط إلى الصخرة ويصعد منها إلى السماء، وقد استراح يوم السبت مستلقياً على ظهره رافعاً إحدى رجليه على الأخرى لنصَب أصابه من خلق الكون، تعالى عما يأفكون!!

          ومنهم الصابئة عبدة الأجرام العلوية كأصحاب الهياكل الذين يعتقدون أن الشمس إله كل إله، وكالحرانية الذين يرون أن الخالف واحد كثير، واحد في الأصل كثير بتكثّر الأشخاص في رأي العين... فإنه يظهر بها ويتشخص بأشخاصها ولا تبطل وحدته وذلك بحلول ذاته أو جزء من ذاته فيها. تعالى عما يشركون.

          ومنهم المجوس عبدة النار القائلون بخالقين اثنين: النور خالق الخير، والظلمة خالق الشر على اختلاف فرقهم بخلط وتخليط من مانوية وديصانية ومزدكية وغيرها يرون أن النور غير متناه إلا من جهة التحت حيث يلاقي الظلمة، وكان ماني رأس المانوية راهبًا بحَرّان مزج النصرانية بالمجوسية، ورئيس المزدكية هو مزدك الداعي إلى الاشتراك في الأموال والأبضاع تأسيساً للإخاء الشامل بإزالة أسباب العداء في زعمه، وقد بلغت به الوقاحة إلى حد أن يطالب قباد الساساني بتسليم الملكة له فانصاع له قباد الذي كان دان بدينه، لكن صعب ذلك على أنوشروان ابنه فانكب على رجلي مزدك يقبلهما ليعفي أمه من هذا فأعفاها، وبعد أن تولى الابن الملكَ أعمل في المزدكية السيف وقتل رئيسهم شر قتله.

          ومزدك هذا هو السبب الأصلي لانهدام ذلك المجد الشامخ لآل ساسان وانهدام المجد نتيجة ضرروية للإباحة المطلقة حيثما حلت ولو بعد حين. ومِن معتقد المزدكية أن المعبود قاعد على كرسيه في العالم الأعلى على هيئة قعود الملك في العالم الأسفل.

          ومن تلك الأمم الدهريون والطبعيون نفاة الصانع المحرومون من تعقُّل الاستدلال بالأثر على المؤثر، وهذا منتهى البلاهة، وهم آفة الفضيلة في كل عصر، والمنـزلون للبشر منـزلة البقر في عدم التكليف.

          ومنهم السمَنِيّة والبَراهمة القائلون بنفي ما وراء الحس والمنكرون للنبوة، وفلسفتهم أم الهوان والمذلة في كل دور.

          هكذا كان الحجاز وما حوله إلى فلسطين والشام والعراق وبلاد الروم وأرض الفرس والهند وبلاد أفريقية وما والاها حين بعث خاتم رسل الله صلى الله عليه وسلم فأي منظر يكون أقتم وأظلم من هذا المنظر في تاريخ البشر.

          ولا يخفى على البصير مصادر ما نستخفه من المزاعم الشائنة في بعض نحل اليوم من تلك المعتقدات الباطلة.

          فقام هذا النبي الهاشمي الأبطحي- صلوات الله وسلامه عليه- بالدعوة إلى الإسلام في تلك البيئة المحاطة بتلك الأمم يقيم الحجة لدعوته بحيث لا يدع عذرًا لمعاند، ويوقظ العقول إلى المعالي بطريقة لا تعلو على مدارك العامة ولا تستنكرها الخاصة، ويدعو إلى سبيل ربه بالحكمة والموعظة الحسنة ويجادل الطوائف بالتي هي أحسن حتى دانوا له تباعًا، فعلمهم ما يجوز اعتقاده في الله وما لا يجوز وفهّمهم وجوب تنـزيه الله سبحانه عن مشابهة مخلوقاته ومماثلة مصنوعاته وفقّههم في أبواب العمل، ودربهم على الفضائل والسجايا الكريمة، واستنهض الجميع نحو رقي مستمر في العلوم والأعمال والأخلاق وما إليها استنهاضًا تدريجيًّا بعيدًا عن الطفرة والمفاجأة، مستعملاً اللطف في محله والعنف في موضعه حتى خرقت دعوته ذلك النطاق وانتشر دين الإسلام في جميع الآفاق فدانت الأمم بنور هدايته في مشارق الأرض ومغاربها.

          وأفاضت هذه الدعوة المباركة والنهضة الميمونة على العالمين ما لم يعهد له مثيل من الخيرات في أيسر مدة، فمن تأمل ذلك يزداد يقينًا ويجد في ثنايا تشريع هذا النبي العظيم معجزات تتجدد مدى الدهر، رغم انحراف المنحرفين عن هدية صلى الله عليه وسلم ورغم مسعى الفاتنين في هدّ كيان شرعه في الداخل والخارج.

          وأمهات ما تلقت الأمة من النبي صلى الله عليه وسلم هي العلم بالله وصفاته وما إليها من المعتقدات المقصودة لذاتها، والعلم بالأحكام العملية من عبادات ومعاملات يدور عليها تهذيبهم النفسي وإقامة العدل بين الخليقة، والعلم بطرق اكتساب الملكات الفاضلة والتخلي عن الخلال الرديئة النفسية مما يرشد إلى وسائل تزكية النفوس وتصفية القلوب حتى تصدر منها الأعمال المسعدة في النشأتين سجية لا بتكلف فتتم لهم الكمالات العلمية والعملية. كما أشرت إلى ذلك كله عند تحدثي عن الحالة العامة عند البعثة النبوية في مقدمة «تبيين كذب المفتري» لابن عساكر.

          وكان السلف من الأمة المحمدية في غاية من الاعتصام بهذا الدين الحنيف ونهاية التوفيق في استثمار الخيرات منه في ساحات العلم والعمل والاعتزاز كما هو معلوم لمن استعرض آثارهم في فتح البلاد وهداية العباد، ومدوناتُهم الخالدة في العلوم تملأ خزانات العالم وتشهد لهم بكل فخر، بخلاف خَلَفهم الذين أضاعوا التراث، وبدأوا يندمجون في غير أمتهم فهانوا وذلوا حيث أعرضوا عن هذا الدين القويم والشرع الحكيم، فلا حول وإلا قوة إلا بالله فندعوه سبحانه أن يوقظنا من غفوتنا ويلهمنا رشدنا، وهو المجيب لمن دعاه.


          ----------




          المقالة الرابعة

          المولد النبوي الشريف

          ذكرى ولادة فخر رسل الله صلوات الله وسلامه عليه تجعلنا نشعر بما أغدق الله سبحانه بمولده وبعثته صلى الله عليه وسلم على البشر كافة من تمهيد السبيل للتخلص مما هم فيه من الضلال البعيد، وتعبيد الطريق للذين اتبعوه إلى سعادة ليس بعدها سعادة.

          وشهر ربيع الأول هو رمز ذلك اليوم المسعود، فترى المسلمين طول هذا الشهر المبارك مستمرين على الاحتفاء بمولده صلى الله عليه وسلم عرفانًا منهم لما فاض من طلعته الميمونة من إنارة الطريق وإزالة الظلمات المتراكمة من عهد الجاهلية في شتى النواحي، وإبطال الباطل في معتقدات الوثنيين والمجوس واليهود والنصارى والصابئين من إشراك وتشبيه وقول بالحلول، ونحو ذلك من المخازي المشروحة في كتب الملل والنحل وتاريخ الأديان، فكلما استذكر الإنسان ما كان عليه طوائف البشر من الزيغ والضلال المبين عند بعثته صلى الله عليه وسلم وما وصل إليه متابعوه من السعادة الباهرة في مدة يسيرة يجد في ذلك أكبر معجزة تدل على عظمة هذا الرسول العظيم صلوات الله وسلامه عليه، ويستيقن أنه لا سعادة ولا نهوض ولا عزة في آخر الزمن أيضاً إلا باتباعه عليه السلام في جميع النواحي العلمية والعملية والخلقية.

          واستنهاضُ الهمم في هذا السبيل إنما يكون بتذكار هديه صلى الله عليه وسلم وهدي أصحابه رضي الله عنهم في شؤون الدنيا والدين لنأتسي بهم في ذلك حتى نسعد سعادة طيبة مباركة.

          والعادة المتبعة في البلاد الإسلامية الاحتفاء بالمولد الشريف في الليلة الثانية عشرة من شهر ربيع الأول لأن ولادته لم تتأخر عن هذا التاريخ عند الجميع فيحتفون به في ليلة لا يبقى أي خلاف يُعتدّ به بعدها في كونه عليه السلام مولودًا قبل ذلك الزمن.

          ولا يستغرب الخلاف في مولده صلوات الله وسلامه عليه لأنه ولد بين أمة أمية لا تكتب ولا تحسب ولا تؤرخ إلا بأحداث معروفة عندهم.

          وقد اتفق جمهرة النّقَلة على أنه ولد في عام الفيل وأن ولادته كانت في يوم الاثنين وفي شهر ربيع الأول، ثم اختلفوا في أن ولادته كانت بعد انقضاء ثمانية أيام من الشهر أو في العاشر منه أو الثاني عشر، والأول جزم به ابن دِحْية الحافظ حتى قال: هو الذي لا يصح غيره وعليه أجمع أهل التاريخ كما في السيرة الحلبية، والثاني عزاه ابن سعد إلى محمد الباقر رضي الله عنه لكن في سنده ثلاثة رجال متكلم فهيم، والثالث أضعفها حيث ذكره ابن إسحاق من غير سند، وقد رأيتَ قول ابن دحية في الرواية الأولى وهي المتعينة في تحقيق محمود باشا الفلكي المصري في رسالته باللغة الفرنسية عن تقويم العرب قبل الإسلام، وقد ترجمها إلى اللغة العربية أحمد زكي باشا في رسالة سماها « نتائج الأفهام في تقويم العرب قبل الإسلام وفي تحقيق مولد النبي وعمره عليه الصلاة والسلام » وقد طبعت سنة 1305هـ

          وقد عمل فيها تحقيقًا رياضيًّا لا يتخلف، مبتدئًا من حديث أخرجه البخاري في كسوف الشمس في السنة العاشرة يوم وفاة إبراهيم ابن النبي عليه السلام يوم كان النبي صلى الله عليه وسلم ابن ثلاث وستين سنة وحدّد وقت الكسوف بآخر شهر شوال من السنة المذكورة، وهَجَر الشهور التي وردت في بعض الروايات مما لم يقع فيه كسوف كما ردّ العيني الروايات عن وقوع الكسوف في أيام لا يقع فيها الكسوف عادة، ولا مانع من أن يهم الثقة في شيء ليس في تناول علمه، وإن أصر ابن حجر على تمشيته تلك الروايات لبعده عن العلوم الفلكية.

          فعَمِل محمود باشا الفلكي المذكور تتبعًا قهقريّا من هذا المبدأ إلى أن أثبت أن يوم الاثنين كان اليوم التاسع من شهر ربيع الأول عام الفيل الموافق 20 إبريل سنة 571م وأجاد هكذا البحث في تحديد يوم ولادته صلى الله عليه وسلم ببراهين رياضية لا تتخلف، بينما كان ميلاد عيسى عليه السلام غير قابل للتحديد من خلاف شديد متباعد بالسنين مما لا خِطام له ولا زمام.

          وقول القائل في مولده عليه السلام: «في ثمانية خلَتْ»: يدل على أنه لم يولد في الثامنة بل في التاسعة على هذه الرواية فتُطابق هذه الرواية التي أيدها ابن دحية ذلك التحقيق الرياضي كما يتبين من الاطلاع على تلك الرسالة.

          وبهذا القدر من البيان نكتفي في هذا الموضوع والله سبحانه أعلم.
          إنْ أبْطـَأتْ غـَارَةُ الأرْحَامِ وابْـتـَعـَدَتْ، فـَأقـْرَبُ الشيءِ مِنـَّا غـَارَةُ اللهِ
          يا غـَارَةَ اللهِ جـِدّي السـَّيـْرَ مُسْرِعَة في حَلِّ عُـقـْدَتـِنـَا يَا غـَارَةَ اللهِ
          عَدَتِ العَادونَ وَجَارُوا، وَرَجَوْنـَا اللهَ مُجـيراً
          وَكـَفـَى باللهِ وَلـِيـَّا، وَكـَفـَى باللهِ نـَصِيراً.
          وَحَسْبُنَا اللهُ وَنِعْمَ الوكيلُ, وَلا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إِلاّ بِاللهِ العَلِيِّ العَظِيمِ.

          تعليق

          • mmogy
            كاتب
            • 16-05-2007
            • 11282

            #20
            المشاركة الأصلية بواسطة فاتن محمود
            السلام عليكم ورحمه الله وبركاته

            أساتذتي الأكارم

            بما أنني غير متخصصة حتى أتقدم بالفتوى .. فقد قمت بالبحث وما توصلت إليه أضعه أمام حضراتكم

            ====================

            فتوى فضيلة الشيخ محمد العثيمين رحمه الله، من (المناهي اللفظية ص 35 و 36 ) .



            س40: سئل الشيخ -رحمه الله-: أحسن الله إليك، كثيرا ما نسمع في الدعاء:اللهم إنا لا نسألك رد القضاء، ولكن نسألك اللّطف فيه، ما صحةُ هذا؟


            فأجاب - رحمه الله -:

            هذا الدعاء الذي سمعته :" اللهم إنا لا نسألك رد القضاء وإنما نسألك اللطف فيه" دعاء محرَّم ولا يجوز، وذلك لأنَّ الدعاءُ يردُّ القضاءَ، كما جاء في الحديث:" لا يردُّ القدرَ إلاالدعاءُ". وأيضا كأنّ هذا السائل يتحدّى الله، يقول: اقض ما شئت ولكن الطف ، والدعاء ينبغي للإنسان أن يجزم به، وأن يقول: اللهم إني أسألك أن ترحمني اللهم إني أعوذ بك أن تعذبني، وما أشبه ذلك. أمَّا أن يقول: لا أسألك ردّ القضاء، فما الفائدة من الدعاء إذا كنت لا تسأله رد القضاء، والدعاء يرد القضاء ؟ فقد يقضي الله القضاء ويجعل له سببًا يمنع، ومنه الدعاء , فالمهم أن هذا الدعاء لا يجوز , يجب على الإنسان أن يجتنبه , وأن ينصح من سمعه بألا يدعوَ بهذا الدعاء . اهـ .


            وسئل فضيلة الشيخ زيد بن محمد المدخلي حفظه الله :

            س- فضيلة الشيخ , ما حكم قول : " اللهم إني لا أسألك رد القضاء ، ولكن أسألك اللّطف فيه ؟؟

            ج – هذا الدعاء بهذا اللفظ لا يجوز , وإنما الواجب على الداعي إذا دعا ربه أن يسأله الخير كله وأن يستعيذ به من الشر كله , ومن ناحية أخرى عليه أن يعزم المسألة , ويلح في الدعاء في جلب المصالح ودفع الشرور , والله أعلم .

            من كتاب العِقد المُنَضَّد الجديد في الإجابة على مسائل في الفقه والمناهج والتوحيد /
            جمعها وأعدها فواز بن علي بن علي المدخلي حفظه الله ( الجزء الأول / ص 39 ) .
            __________________


            الأستاذه فاتن

            لقد أوضحت في ردي السابق .. خطأ مثل هذه الفتاوى التي تسرف في التحريم .. والتي لاتقوم على أساس شرعي وعقلي سليم .. ولقد ضربت مثلا برجل اصيب في حادثة .. فبترت ساقه أو فقئت عينه .. فهل مثل هذا القضاء الذي صار قدرا .. مما يرده الدعاء ؟

            بالطبع لا .. لآنه دعاء بالمحال .. وهو لايجوز لا شرعا ولا عقلا .

            أما قبل وقوع القضاء أو ساعة وقوع القضاء .. فيمكن أن يرد الله هذا القضاء على الخلاف الحاصل بين العلماء .. لكن المؤكد أن القضاء الذي صار قدرا وواقعا بالفعل فلا يرده الدعاء .( وكان أمر الله قدرا مقدورا ) بال الصبر عليه والرضا به هو الواجب .. إذ أن الدعاء برد قضاء وقع بالفعل هو اعتراض على قدر الله وعدم الرضا به .

            وإنما الدعاء هنا أن يلطف الله بمن حل به القضاء بالفعل .. فيخفف من آثار ما حل به من قضاء وابتلاء .. فهذه هي فائدة الدعاء الذييتشاءل عنها ابن العثيمين رحمنا الله واياه له وغفر لنا وله .


            ولذلك فكلام الشيخ ابن العثيمين والشيخ المدخلي مخالف لعقيدة الإسلام فى الرضا بالقضاء والقدر وطلب اللطف من الله فيه .. إذ أن الدعاء برد قضاء وقع بالفعل هو اعتراض كما قلنا على قضاء الله الذي صار قدرا .. والله تعالى أعلم بالصواب .





            شكرا لك
            إنْ أبْطـَأتْ غـَارَةُ الأرْحَامِ وابْـتـَعـَدَتْ، فـَأقـْرَبُ الشيءِ مِنـَّا غـَارَةُ اللهِ
            يا غـَارَةَ اللهِ جـِدّي السـَّيـْرَ مُسْرِعَة في حَلِّ عُـقـْدَتـِنـَا يَا غـَارَةَ اللهِ
            عَدَتِ العَادونَ وَجَارُوا، وَرَجَوْنـَا اللهَ مُجـيراً
            وَكـَفـَى باللهِ وَلـِيـَّا، وَكـَفـَى باللهِ نـَصِيراً.
            وَحَسْبُنَا اللهُ وَنِعْمَ الوكيلُ, وَلا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إِلاّ بِاللهِ العَلِيِّ العَظِيمِ.

            تعليق

            • mmogy
              كاتب
              • 16-05-2007
              • 11282

              #21
              قول الله عزوجل :

              وجاءت سكرة الموت بالحق ذلك ما كنت منه تحيد ونفخ في الصور ذلك يوم الوعيد وجاءت كل نفس معها سائق وشهيد لقد كنت في غفلة من هذا فكشفنا عنك غطاءك فبصرك اليوم حديد .


              يقول الغزالي في مقدمة كتاب الموت :

              الحمد لله الذى قصم بالموت رقاب الجبابرة وكسر به ظهور الأكاسرة وقصر به آمال القياصرة الذين لم تزل قلوبهم عن ذكر الموت نافرة حتى جاءهم الوعد الحق فأرداهم فى الحافرة فنقلوا من القصور إلى القبور ومن ضياء المهود إلى ظلمة اللحود ومن ملاعبة الجوارى والغلمان إلى مقاساة الهوام والديدان ومن التنعم بالطعام والشراب إلى التمرغ فى التراب ومن أنس العشرة إلى وحشة الوحدة ومن المضجع الوثير إلى المصرع الوبيل

              فانظر هل وجدوا من الموت حصنا وعزا واتخذوا من دونه حجابا وحرزا وانظر هل تحس منهم من أحد أو تسمع لهم ركزا

              فسبحان من انفرد بالقهر والاستيلاء واستأثر باستحقاق البقاء وأذل أصناف الخلق بما كتب عليهم من الفناء ثم جعل الموت مخلصا للأتقياء وموعدا فى حقهم للقاء وجعل القبر سجنا للأشقياء وحبسا ضيقا عليهم إلى يوم الفصل والقضاء

              فله الإنعام بالنعم المتظاهرة وله الانتقام بالنقم القاهرة وله الشكر فى السموات والأرض وله الحمد فى الأولى والآخرة والصلاة على محمد ذى المعجزات الظاهرة والآيات الباهرة وعلى آله وأصحابه وسلم تسليما كثيرا


              شكرا استاذه فاتن وبالتأكيد لنا عودة هنا مرات ومرات فما أكثر الآيات التي أدمعت لها أعيننا واقشعرت لها جلودنا .
              إنْ أبْطـَأتْ غـَارَةُ الأرْحَامِ وابْـتـَعـَدَتْ، فـَأقـْرَبُ الشيءِ مِنـَّا غـَارَةُ اللهِ
              يا غـَارَةَ اللهِ جـِدّي السـَّيـْرَ مُسْرِعَة في حَلِّ عُـقـْدَتـِنـَا يَا غـَارَةَ اللهِ
              عَدَتِ العَادونَ وَجَارُوا، وَرَجَوْنـَا اللهَ مُجـيراً
              وَكـَفـَى باللهِ وَلـِيـَّا، وَكـَفـَى باللهِ نـَصِيراً.
              وَحَسْبُنَا اللهُ وَنِعْمَ الوكيلُ, وَلا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إِلاّ بِاللهِ العَلِيِّ العَظِيمِ.

              تعليق

              • mmogy
                كاتب
                • 16-05-2007
                • 11282

                #22
                استاذي وأخي الحبيب / أبو البراء
                السلام عليكم ورحمة الله

                تقول :

                لقد تطرقت في رسالتك وتشعبت الى مواضيع كثيرة ؛ أشعر أني بحاجة الى أن أرد على كل عبارة قلتها ، , وأرى كونك كنت من جماعة الاخوان عندك حساسية من علماء الحرمين ،
                ياأخي الفاضل أنا وإن كنت أميل إلى فكر الشيخ حسن البنا رحمه الله واسلوب فهمه للعقيدة وللمسائل الأساسية لفهم الدين .. إلا أنني أرفض أن اقيد نفسي في اطار مذهبي أو فكري محدد المعالم .. بل أتفق وأختلف معك هنا ومع غيرك من الأخوة تحت راية الإسلام .. وراية لاإله إلا الله محمد رسول الله .. حتى لاأضع حواجز مذهبية ونفسية تحول بيني وبين اتباع الحق أيا ما كان فالحكمة ضآلة المؤمن أينما وجدها فهو أحق الناس بها .. وهل تظن أنني أعاند الحق واخالف الدين من أجل زيد أو عمرو من الناس .. لا والله .. والدليل على ذلك أنني كتبت العديد من المقالات منذ سنوات بعيدة أنتقد فيها ماآل إليه فكر الإخوان .. ولو بحثت عنها فى الملتقى سوف تجدها .






                ومتى قال الشيخ ابن عثيمين أن الرسول صلى الله عليه وسلم ليس بأفضل البشر لعدم وجود دليل؟ ، أجزم أنه لم يقل ذلك البتة ،



                استاذي الفاضل .. هذه هي صورة الفتوى التي أنكر فيها أو توقف فيها عن كون النبي صلى الله عليه وسلم أشرف خلق الله .




                فمارأيكم ؟؟؟


                أستاذي الفاضل لا أريد أن يتشعب بنا الحديث عن الموضوع الاساسي،
                ولكن تعال نتفق أن وإياك على مبدأ وهو (أن نعمل بالكتاب والسنة على فهم السلف الصالح ) وليتنا نتقيد بالكتاب والسنة فقط وبما فيهما من أدعية ، فالدين كامل وما ترك لنا الرسول صلى الله عليه وسلم من خير إلا ودلنا عليه .
                قال عليه الصلاة والسلام ( ألا إني قد تركت فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعدي كتاب الله وسنتي)

                ياسيدي الفاضل .. هذا تحكم وتقييد في كيفية الدعاء و اختراع جديد وابتداع في الدين لم يرد به دليل شرعي .. بل يخالف صريح الآيات التي تأمرنا بالدعاء بأسمائه الحسنى والتوسل إليه سبحانه وتعالى بكل وسيلة مشروعة .. ولم يقل به عالم معتبر منذ زمن الصحابة وحتى يومنا هذا ..بل المسلمون مازالوا منذ زمن بعثة المصطفى صلى الله عليه وسلم وحتى يومنا هذا يجتهدون في كيفية الدعاء إلى الله بملايين الأدعية التي فتح الله بها عليهم .. فالقول بالتقييد اختراع جديد فى الدين والأدعية الخاصة بالصحابة والتابعين ، ومن تبعهم باحسان إلى يومنا هذا معروفة ومشهورة وأكبر دليل على بطلان هذا القول .


                وسلامي إلى المهندس الغالي

                اشكرك استاذنا الكريم
                إنْ أبْطـَأتْ غـَارَةُ الأرْحَامِ وابْـتـَعـَدَتْ، فـَأقـْرَبُ الشيءِ مِنـَّا غـَارَةُ اللهِ
                يا غـَارَةَ اللهِ جـِدّي السـَّيـْرَ مُسْرِعَة في حَلِّ عُـقـْدَتـِنـَا يَا غـَارَةَ اللهِ
                عَدَتِ العَادونَ وَجَارُوا، وَرَجَوْنـَا اللهَ مُجـيراً
                وَكـَفـَى باللهِ وَلـِيـَّا، وَكـَفـَى باللهِ نـَصِيراً.
                وَحَسْبُنَا اللهُ وَنِعْمَ الوكيلُ, وَلا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إِلاّ بِاللهِ العَلِيِّ العَظِيمِ.

                تعليق

                • mmogy
                  كاتب
                  • 16-05-2007
                  • 11282

                  #23
                  استاذه أناهيد
                  السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
                  هناك فرق بين ( أعظم ) و( أفضل ) أليس كذلك ؟
                  والشيخ رحمه الله يقول أن كثيرا من العلماء يقول بأن محمدا أفضل مخلوق .. وأنه من الأحوط والأسلم أن نقول أفضل البشر وأفضل الأنبياء .. وكان يجب عليه أن يقول لنا من من علماء السلف سبقه إلى هذا القول .. بأن الأحوط والأسلم أن نقول ..... ؟؟
                  هذا من اختراعات الشيخ العثيمين رحمه الله التي ابتدعها في الدين .. ولم يسبقه إليها سابق في الإسلام .

                  أما الأدلة على أن محمدا صلى الله عليه وسلم أفضل خلق الله كلهم .. فمن الأمور المعلومة من الدين بالضرورة ، والتي تضافرت عليها الأدلة حتى اصبحت كالعلم بأن القاهرة عاصمة مصر والكعبة بمكة المكرمة .. فهل هناك أفضل من اقتران اسم النبي صلى الله عليه وسلم باسم الله عزوجل في كلمتي الشهادة وفي الآذان والصلاة والحج والدعاء .. فلايكاد يذكر اسم الله إلا ويقترن به اسم محمد صلى الله عليه وسلم .. وهو النبي صلى الله عليه وسلم الذي صعد إلى سدرة المنتهى .. وهو من زكاه ربه .. وهو وهو وهو .... ماذا أقول .. والله إنني لأعجب أشد مايكون العجب وأتأسف أشد مايكون الأسف من مسلم يشكك في حقيقة أن محمدا صلى الله عليه وسلم اشرف الخلق وأفضل الخلق .. ويكفي قول الله عزوجل فيه ( إن الله وملائكته يصلون على النبي ياأيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما ) .

                  شكرا
                  إنْ أبْطـَأتْ غـَارَةُ الأرْحَامِ وابْـتـَعـَدَتْ، فـَأقـْرَبُ الشيءِ مِنـَّا غـَارَةُ اللهِ
                  يا غـَارَةَ اللهِ جـِدّي السـَّيـْرَ مُسْرِعَة في حَلِّ عُـقـْدَتـِنـَا يَا غـَارَةَ اللهِ
                  عَدَتِ العَادونَ وَجَارُوا، وَرَجَوْنـَا اللهَ مُجـيراً
                  وَكـَفـَى باللهِ وَلـِيـَّا، وَكـَفـَى باللهِ نـَصِيراً.
                  وَحَسْبُنَا اللهُ وَنِعْمَ الوكيلُ, وَلا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إِلاّ بِاللهِ العَلِيِّ العَظِيمِ.

                  تعليق

                  • mmogy
                    كاتب
                    • 16-05-2007
                    • 11282

                    #24
                    جزاك الله خيرا استاذنا دكتور محمد عمر .. ونسأل الله أو يستيقظ أهل الإسلام والمتخصصون ليصدوا هذه الموجات الإلحادبة العاتية والمغرضة .. والتي تستهدف تشويه صورة الإسلام .. وفي هذا أكبر دليل على أن هؤلاء لايطلبون الحق .. بل يتعمدون تشويه كل جميل في الإٍسلام .

                    وليبلغ الحاضر الغائب .
                    إنْ أبْطـَأتْ غـَارَةُ الأرْحَامِ وابْـتـَعـَدَتْ، فـَأقـْرَبُ الشيءِ مِنـَّا غـَارَةُ اللهِ
                    يا غـَارَةَ اللهِ جـِدّي السـَّيـْرَ مُسْرِعَة في حَلِّ عُـقـْدَتـِنـَا يَا غـَارَةَ اللهِ
                    عَدَتِ العَادونَ وَجَارُوا، وَرَجَوْنـَا اللهَ مُجـيراً
                    وَكـَفـَى باللهِ وَلـِيـَّا، وَكـَفـَى باللهِ نـَصِيراً.
                    وَحَسْبُنَا اللهُ وَنِعْمَ الوكيلُ, وَلا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إِلاّ بِاللهِ العَلِيِّ العَظِيمِ.

                    تعليق

                    • mmogy
                      كاتب
                      • 16-05-2007
                      • 11282

                      #25
                      ردودي على مواضيع الملتقى الإسلامي

                      قال علي رضي الله عنه :

                      يا عجبا لرجل مسلم يجيئه أخوه المسلم في حاجة فلا يرى نفسه للخير أهلا فلو كان لا يرجو ثوابا ولا يخشى عقابا لقد كان ينبغي له أن يسارع إلى مكارم الأخلاق فإنها مما تدل على سبيل النجاة

                      فقال له رجل : أسمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم

                      فقال : نعم وما هو خير منه

                      لما أتى بسبايا طيء وقفت جارية في السبى فقالت يا محمد إن رأيت أن تخلي عني ولا تشمت بي أحياء العرب فإني بنت سيد قومي وإن أبي كان يحمي الذمار ويفك العاني ويشبع الجائع ويطعم الطعام ويفشي السلام ولم يرد طالب حاجة قط أنا ابنة حاتم الطائي فقال صلى الله عليه وسلم يا جارية هذه صفة المؤمنين حقا لو كان أبوك مسلما لترحمنا عليه خلوا عنها فإن أباها كان يحب مكارم الأخلاق وإن الله يحب مكارم الأخلاق فقام أبو بردة بن نيار فقال يا رسول الله الله يحب مكارم الأخلاق فقال والذي نفسي بيده لا يدخل الجنة إلا حسن الأخلاق



                      تخريج الحديث :

                      حديث على قوله واعجبا لرجل مسلم يجيئه أخوه المسلم في حاجة فلا يرى نفسه للخير أهلا الحديث وفيه مرفوعا لما أتي بسبايا طيء وقفت جارية في السبى فقالت يا محمد إن رأيت أن تخلى عني الحديث أخرجه الترمذي الحكيم في نوادر الأصول بإسناد فيه ضعف
                      إنْ أبْطـَأتْ غـَارَةُ الأرْحَامِ وابْـتـَعـَدَتْ، فـَأقـْرَبُ الشيءِ مِنـَّا غـَارَةُ اللهِ
                      يا غـَارَةَ اللهِ جـِدّي السـَّيـْرَ مُسْرِعَة في حَلِّ عُـقـْدَتـِنـَا يَا غـَارَةَ اللهِ
                      عَدَتِ العَادونَ وَجَارُوا، وَرَجَوْنـَا اللهَ مُجـيراً
                      وَكـَفـَى باللهِ وَلـِيـَّا، وَكـَفـَى باللهِ نـَصِيراً.
                      وَحَسْبُنَا اللهُ وَنِعْمَ الوكيلُ, وَلا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إِلاّ بِاللهِ العَلِيِّ العَظِيمِ.

                      تعليق

                      • mmogy
                        كاتب
                        • 16-05-2007
                        • 11282

                        #26
                        ردودي على مواضيع الملتقى الإسلامي

                        كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أجود الناس ..
                        لا يبيت عنده دينار ولا درهم
                        وإن فضل شيء ولم يجد من يعطيه وفجأه الليل لم يأو إلى منزله حتى يتبرأ منه إلى من يحتاج إليه

                        حديث : كان لا يبيت عنده دينار ولا درهم قط وإن فضل ولم يجد من يعطيه وفجأه الليل لم يأو إلى منزله حتى يبرأ منه إلى من يحتاج إليه أخرجه أبو داود من حديث بلال في حديث طويل فيه

                        أهدى صاحب فدك لرسول الله صلى الله عليه وسلم اربع ركائب عليهن كسوة وطعام وبيع بلال لذلك ووفا دينه

                        ورسول الله صلى الله عليه وسلم قاعد في المسجد وحده

                        وفيه ( أى في الحديث )

                        قال النبي صلى الله عليه وسلم : فضل شيء
                        قلت : نعم ديناران
                        قال : انظر أن تريحني منهما فلست بداخل على أحد من أهلي حتى تريحني منهما


                        فلم يأتنا أحد فبات في المسجد حتى أصبح وظل في المسجد اليوم الثاني

                        حتى إذا كان في آخر النهار

                        جاء راكبان فانطلقت بهما فكسوتهما وأطعمتهما
                        حتى إذا صلى العتمة دعاني فقال : ما فعل الذي قبلك قلت قد أراحك الله منه فكبر وحمد الله شفقا من أن يدركه الموت وعنده ذلك ثم اتبعته حتى جاء أزواجه ... الحديث


                        وللبخاري من حديث عقبة بن الحارث

                        ذكرت وأنا في الصلاة فكرهت أن يمسى ويبيت عندنا
                        فأمرت بقسمته

                        ولأبي عبيد في غريبه من حديث الحسن بن محمد مرسلا

                        كان لا يقبل مالا عنده ولا يبيته
                        لا يأخذ مما آتاه الله إلا قوت عامه فقط
                        من أيسر ما يجد من التمر والشعير
                        ويضع سائر ذلك في سبيل الله

                        حديث : كان لا يأخذ مما آتاه الله إلا قوت عامه فقط من أيسر ما يجد من التمر والشعير ويضع سائر ذلك في سبيل الله متفق عليه بنحوه من حديث عمر بن الخطاب
                        إنْ أبْطـَأتْ غـَارَةُ الأرْحَامِ وابْـتـَعـَدَتْ، فـَأقـْرَبُ الشيءِ مِنـَّا غـَارَةُ اللهِ
                        يا غـَارَةَ اللهِ جـِدّي السـَّيـْرَ مُسْرِعَة في حَلِّ عُـقـْدَتـِنـَا يَا غـَارَةَ اللهِ
                        عَدَتِ العَادونَ وَجَارُوا، وَرَجَوْنـَا اللهَ مُجـيراً
                        وَكـَفـَى باللهِ وَلـِيـَّا، وَكـَفـَى باللهِ نـَصِيراً.
                        وَحَسْبُنَا اللهُ وَنِعْمَ الوكيلُ, وَلا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إِلاّ بِاللهِ العَلِيِّ العَظِيمِ.

                        تعليق

                        • mmogy
                          كاتب
                          • 16-05-2007
                          • 11282

                          #27
                          ردودي على مواضيع الملتقى الإسلامي

                          [ALIGN=CENTER][TABLE1="width:85%;"][CELL="filter:;"][ALIGN=center]

                          كان صلى الله عليه وسلم

                          أفصح الناس منطقا وأحلاهم كلاما - حديث كان أفصح الناس منطقا وأحلاهم كلاما أخرجه أبو الحسن بن الضحاك في كتاب الشمائل وابن الجوزي في الوفاء بإسناد ضعيف من حديث بريدة كان رسول الله صلى الله عليه وسلم من أفصح العرب وكان يتكلم بالكلام لا يدرون ما هو حتى يخبرهم أنا أفصح العرب - حديث أنا أفصح العرب أخرجه الطبراني في الكبير من حديث أبي سعيد الخدري أنا أعرب العرب وإسناده ضعيف والحاكم من حديث عمر قال قلت يا رسول الله ما بالك أفصحنا ولم تخرج من بين أظهرنا الحديث وفي كتاب الرعد والمطر لابن أبي الدنيا من حديث مرسل أن أعرابيا قال للنبي صلى الله عليه وسلم ما رأيت أفصح منك وإن أهل الجنة يتكلمون فيها بلغة محمد صلى الله عليه وسلم - حديث إن أهل الجنة يتكلمون بلغة محمد صلى الله عليه وسلم أخرجه الحاكم من حديث ابن عباس وصححه كلام أهل الجنة عربي


                          وكان نزر الكلام سمح المقالة إذا نطق ليس بمهذار وكان كلامه كخرزات نظمن - حديث كان نزر الكلام سمح المقالة إذا نطق ليس بمهذار وكأن كلامه خرزات النظم أخرجه الطبراني من حديث أم معبد وكان منطقه خرزات نظم ينحدرن حلو المنطق لا نزر ولا هذر وقد تقدم وسيأتي في حديث عائشة بعده كان إذا تكلم تكلم نزرا وفي الصحيحين من حديث عائشة كان يحدثنا حديثا لو عده العاد لأحصاه قالت عائشة رضي الله تعالى عنها كان لا يسرد الكلام كسردكم هذا كان كلامه نزرا وأنتم تنثرون الكلام نثرا - حديث عائشة كان لا يسرد كسردكم هذا كان كلامه نزرا وأنتم تنثرونه نثرا اتفق الشيخان على أول الحديث وأما الجملتان الأخيرتان فرواه الخلعي في فوائده بإسناد منقطع قالوا


                          وكان أوجز الناس كلاما وبذاك جاءه جبريل وكان مع الإيجاز يجمع كل ما أراد - حديث كان أوجز الناس كلاما وبذلك جاءه جبريل وكان مع الإيجاز يجمع كل ما أراد أخرجه عيد بن حميد من حديث عمر بسند منقطع والدارقطني من حديث ابن عباس بإسناد جيد أعطيت جوامع الكلم واختصر لي الحديث اختصارا وشطره الأول متفق عليه كما سيأتي قال البخاري بلغني في جوامع الكلم أن الله جمع له الأمور الكثيرة في الأمر الواحد والأمرين ونحو ذلك وللحاكم من حديث عمر المتقدم كانت لغة إسمعيل قد درست فجاء بها جبريل فحفظنيها


                          وكان يتكلم بجوامع الكلم لا فضول ولا تقصير كأنه يتبع بعضه بعضا بين كلامه توقف يحفظه سامعه ويعيه - حديث كان يتكلم بجوامع الكلم لا فضول ولا تقصير كلام يتبع بضعه بعضا بين كلامه توفق يحفظه سامعه ويعيه رواه الترمذي في الشمائل من حديث هند بن أبي هالة وفي الصحيحين من حديث ابي هريرة بعثت بجوامع الكلم ولأبي داود من حديث جابر كان في كلام النبي صلى الله عليه وسلم ترتيل أو ترسيل وفيه شيخ لم يسم وله وللترمذي من حديث عائشة كان كلام النبي صلى الله عليه وسلم كلاما فصلا يفهمه كل من سمعه وقال الترمذي يحفظه من جلس إليه وقال الترمذي في اليوم والليلة يحفظه من سمعه وإسناده حسن


                          وكان جهير الصوت أحسن الناس نغمة - حديث كان جهير الصوت أحسن الناس نغمة أخرجه الترمذي والنسائي في الكبرى من حديث صفوان بن عسال قال كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم في سفر بينا نحن عنده إذ ناداه أعرابي بصوت له جهوري يا محمد فأجابه رسول الله صلى الله عليه وسلم على نحو من صوته هاؤم الحديث وقال أحمد في مسنده وأجابه نحوا مما تكلم به الحديث وقد يؤخذ من هذا أنه صلى الله عليه وسلم كان جهوري الصوت ولم يكن يرفعه دائما وقد يقال لم يكن جهوري الصوت وإنما رفع صوته رفقا بالأعرابي حتى لا يكون صوته أرفع من صوته وهو الظاهر للشيخين من حديث البراء ما سمعت أحدا أحسن صوتا منه


                          وكان طويل السكوت لا يتكلم في غير حاجة - حديث كان طويل السكوت لا يتكلم في غير حاجة أخرجه في الشمائل من حديث هند بن أبي هالة


                          ولا يقول المنكر ولا يقول في الرضا والغضب إلا الحق - حديث لا يقول المنكر ولا يقول في الرضى والغضب إلا الحق أخرجه ابو داود من حديث عبد الله بن عمرو قال كنت أكتب كل شيء أسمعه من رسول الله صلى الله عليه وسلم أريد حفظه فنهتني قريش وقالوا تكتب كل شيء ورسول الله صلى الله عليه وسلم بشر يتكلم في الغضب والرضا فأمسكت عن الكتاب فذكرت ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم فأومأ بأصبعه إلى فيه وقال اكتب فوالذي نفسي بيده ما يخرج منه إلا حق رواه الحاكم وصححه


                          ويعرض عمن تكلم بغير جميل - حديث يعرض عمن تكلم بغير جميل أخرجه الترمذي في الشمائل من حديث على الطويل يتغافل عما لا يشتهي الحديث


                          ويكنى عما اضطره الكلام إليه مما يكره - حديث يكنى عما اضطره الكلام بما يكره فمن ذلك قوله صلى الله عليه وسلم لامرأة رفاعة حتى تذوقي عسيلته ويذوق عسيلتك رواه البخاري من حديث عائشة ومن ذلك ما اتفقا عليه من حديثها في المرأة التي سألته عن الإغتسال من الحيض خذي فرصة ممسكة فتطهري بها الحديث


                          وكان إذا سكت تكلم جلساؤه ولا يتنازع عنده - حديث كان إذا سكت تكلم جلساؤه ولا يتنازع عنده في الحديث أخرجه الترمذي في الشمائل في حديث علي الطويل في الحديث


                          ويعظ بالجد والنصيحة حديث يعظ بالجد والنصيحة أخرجه مسلم من حديث جابر

                          كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا خطب احمرت عيناه وعلا صوته واشتد غضبه حتى كأنه منذر جيش يقول صبحكم ومساكم الحديث ويقول لا تضربوا القرآن بعضه ببعض فإنه أنزل على وجوه حديث لا تضربوا القرآن بعضه ببعض وأنه أنزل على وجوه أخرجه الطبراني من حديث عبد الله بن عمرو بإسناد حسن إن القرآن يصدق بعضه بعضا فلا تكذبوا بعضه ببعض وفي رواية للهروي في ذم الكلام إن القرآن لم ينزل لتضربوا بعضه ببعض وفي رواية له أبهذا أمرتم أن تضربوا كتاب الله بعضه ببعض وفي الصحيحين من حديث عمر بن الخطاب إن هذا القرآن أنزل على سبعة أحرف


                          منقول من كتاب احياء علوم الدين

                          [/ALIGN]
                          [/CELL][/TABLE1][/ALIGN]
                          إنْ أبْطـَأتْ غـَارَةُ الأرْحَامِ وابْـتـَعـَدَتْ، فـَأقـْرَبُ الشيءِ مِنـَّا غـَارَةُ اللهِ
                          يا غـَارَةَ اللهِ جـِدّي السـَّيـْرَ مُسْرِعَة في حَلِّ عُـقـْدَتـِنـَا يَا غـَارَةَ اللهِ
                          عَدَتِ العَادونَ وَجَارُوا، وَرَجَوْنـَا اللهَ مُجـيراً
                          وَكـَفـَى باللهِ وَلـِيـَّا، وَكـَفـَى باللهِ نـَصِيراً.
                          وَحَسْبُنَا اللهُ وَنِعْمَ الوكيلُ, وَلا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إِلاّ بِاللهِ العَلِيِّ العَظِيمِ.

                          تعليق

                          • mmogy
                            كاتب
                            • 16-05-2007
                            • 11282

                            #28
                            ردودي على مواضيع الملتقى الإسلامي

                            كتاب أسرار الصوم
                            للإمام أبي حامد الغزالي رحمه الله


                            الحمد لله الذي أعظم على عباده المنة ، بما دفع عنهم كيد الشيطان وفنه ، ورد أمله وخيب ظنه ، إذ جعل الصوم حصنا لأوليائه وجنة ، وفتح لهم به أبواب الجنة ، وعرفهم أن وسيلة الشيطان إلى قلوبهم الشهوات المستكنة ، وإن بقمعها تصبح النفس المطمئنة ظاهرة الشوكة في قصم خصمها قوية المنة ، والصلاة على محمد قائد الخلق ، وممهد السنة ، وعلى آله وأصحابه ذوي الأبصار الثاقبة والعقول المرجحة وسلم تسليما كثيرا.


                            أما بعد :

                            فإن الصوم ربع الإيمان بمقتضى قوله صلى الله عليه وسلم : (( الصوم نصف الصبر ))[1] وبمقتضى قوله صلى الله عليه وسلم : (( الصبر نصف الإيمان ))[2] ثم هو متميز بخاصية النسبة إلى الله تعالى من بين سائر الأركان إذ قال الله تعالى فيما حكاه عنه نبيه صلى الله عليه وسلم : (( كل حسنة بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف إلا الصيام ، فإنه لي وأنا أجزي به ))[3] وقد قال الله تعالى : ﴿ إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب ﴾ (الزمر : 10)) والصوم نصف الصبر فقد جاوز ثوابه قانون التقدير والحساب وناهيك في معرفة فضله قوله صلى الله عليه وسلم : (( والذي نفسي بيده لخلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك يقول الله عز وجل إنما يذر شهوته وطعامه وشرابه لأجلي فالصوم لي وأنا أجزي به ))[4] وقال صلى الله عليه وسلم : (( للجنة باب يقال له الريال لا يدخله إلا الصائمون وهو موعود بلقاء الله تعالى في جزء صومه ))[5] وقال صلى الله عليه وسلم : (( للصائم فرحتان : فرحة عند إفطاره ، وفرحة عند لقاء ربه ))[6] وقال صلى الله عليه وسلم : (( لكل شيء باب وباب العبادة الصوم ))[7] وقال صلى الله عليه وسلم : (( نوم الصائم عبادة ))[8] وروى أبو هريرة رضي الله عنه أنه صلى الله عليه وسلم قال : (( إذا دخل شهر رمضان فتحت أبواب الجنة وغلقت أبواب النار وصفدت الشياطين ونادى مناد يا باغي الخير هلم ويا باغي الشر أقصر ))[9] وقال وكيع في قوله تعالى : ﴿ كلوا واشربوا هنيئا بما أسلفتم في الأيام الخالية ﴾ (الحاقة : 24) هي أيام الصيام إذ تركوا فيها الأكل والشرب ، وقد جمع رسول الله صلى الله عليه وسلم في رتبة المباهاة بين الزهد في الدنيا وبين الصوم فقال : (( إن الله تعالى يباهي ملائكته بالشاب العابد فيقول أيها الشاب التارك شهوته لأجلي المبذل شبابه لي أنت عندي كبعض ملائكتي ))[10] وقال صلى الله عليه وسلم في الصائم : (( يقول الله عز وجل : انظروا يا ملائكتي إلى عبدي ترك شهوته ولذته وطعامه وشرابه من أجلي ))[11] وقيل في قوله تعالى : ﴿ فلا تعلم نفس ما أخفي لهم من قرة أعين جزاء بما كانوا يعملون ﴾ (السجدة : 17) قيل كان عملهم الصيام لأنه قال : ﴿ إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب ﴾ (الزمر : 10) فيفرغ للصائم جزاؤه إفراغا ويجازف جزافا فلا يدخل تحت وهم وتقدير ، وجدير بأن يكون كذلك ؛ لأن الصوم إنما كان له ومشرفا بالنسبة إليه وإن كانت العبادات كلها له كما شرف البيت بالنسبة إلى نفسه والأرض كلها له لمعنيين
                            أحدهما : أن الصوم كف وترك وهو في نفسه سر ليس فيه عمل يشاهد ، وجميع أعمال الطاعات بمشهد من الخلق ومرأى ، والصوم لا يراه إلا الله عز وجل فإنه عمل في الباطن بالصبر المجرد .

                            والثاني : أنه قهر لعدو الله عز وجل فإن وسيلة الشيطان لعنه الله الشهوات ، وإنما تقوى الشهوات بالأكل والشرب ، ولذلك قال صلى الله عليه وسلم : (( إن الشيطان ليجري من ابن آدم مجرى الدم فضيقوا مجاريه بالجوع ))[12] ، ولذلك قال صلى الله عليه وسلم لعائشة رضي الله عنها : (( داومي قرع باب الجنة ، قالت : بماذا ؟ قال صلى الله عليه وسلم : بالجوع ))[13] وسيأتي فضل الجوع في كتاب شره الطعام ، وعلاجه من ربع المهلكات .

                            فلما كان الصوم على الخصوص قمعا للشيطان وسدا لمسالكه وتضييقا لمجاريه استحق التخصيص بالنسبة إلى الله عز وجل ففي قمع عدو الله نصرة لله سبحانه وناصر الله تعالى موقوف على النصرة له قال الله تعالى : ﴿ إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم ﴾ (محمد : 7) فالبداية بالجهد من العبد والجزاء بالهداية من الله عز وجل ، ولذلك قال تعالى : ﴿ والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا ﴾ (العنكبوت : 69) وقال تعالى : ﴿ إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم ﴾ (الرعد : 11) وإنما التغير تكثير الشهوات فهي مرتع الشياطين ومرعاهم فما دامت مخصبة لم ينقطع ترددهم وما داموا يترددون لم ينكشف للعبد جلال الله سبحانه وكان محجوبا عن لقائه ، وقال صلى الله عليه وسلم : (( لولا أن الشياطين يحومون على قلوب بني آدم لنظروا إلى ملكوت السموات ))[14]

                            فمن هذا الوجه صار الصوم باب العبادة وصار جنة وإذا عظمت فضيلته إلى هذا الحد فلا بد من بيان شروطه الظاهرة والباطنة بذكر أركانه وسننه وشروطه الباطنة ونبين ذلك بثلاثة فصول .

                            --------------

                            1 حديث (( الصوم نصف الصبر )) أخرجه الترمذي وحسنه من حديث رجل من بني سليم وابن ماجه من حديث أبي هريرة . 2 حديث (( الصبر نصف الإيمان )) أخرجه أبو نعيم في الحلية ، والخطيب في التاريخ من حديث ابن مسعود بسند حسن . 3 حديث ((كل حسنة بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف إلا الصوم ..الحديث )) أخرجاه من حديث أبي هريرة . 4 حديث (( والذي نفسي بيده لخلوف فم الصائم ..الحديث)) أخرجاه من حديثه وهو بعض الذي قبله . 5 حديث (( للجنة باب يقال له الريان ..الحديث )) أخرجاه من حديث سهل بن سعد . 6 حديث (( للصائم فرحتان ..الحديث )) أخرجاه من حديث أبي هريرة . 7 حديث (( لكل شيء باب وباب العبادة الصوم)) أخرجه ابن المبارك في الزهد ، ومن طريقه أبو الشيخ في الثواب من حديث أبي الدرداء بسند ضعيف . 8 حديث (( نوم الصائم عبادة )) رويناه في أمالي ابن منده من رواية ابن المغيرة القواس عن عبد الله بن عمر بسند ضعيف ولعله عبد الله بن عمرو فإنهم لم يذكروا لابن المغيرة رواية إلا عنه ، ورواه أبو منصور الديلمي في مسند الفردوس من حديث عبد الله بن أبي أوفى ، وفيه سليمان بن عمرو النخعي أحد الكذابين . 9 حديث (( إذا دخل شهر رمضان فتحت أبواب الجنة)) أخرجه الترمذي وقال : غريب . وابن ماجه والحاكم وصححه على شرطهما من حديث أبي هريرة ، وصحح البخاري وقفه على مجاهد وأصله متفق عليه دون قوله ((ونادى مناد)).
                            10 حديث (( إن الله تعالى يباهي ملائكته بالشاب العابد فيقول أيها الشاب التارك شهوته ..الحديث )) أخرجه ابن عدي من حديث ابن مسعود بسند ضعيف .
                            11 حديث (( يقول الله تعالى لملائكته : يا ملائكتي انظروا إلى عبدي ترك شهوته ولذته وطعامه وشرابه من أجلي )) .
                            12 حديث (( إن الشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم ..الحديث)) متفق عليه من حديث صفية دون قوله (( فضيقوا مجاريه بالجوع )).
                            13 حديث (( قال لعائشة : داومي قرع باب الجنة ..الحديث )) لم أجد له أصلا .
                            14 حديث (( لولا أن الشياطين يحومون على قلوب بني آدم ..الحديث)) أخرجه أحمد من حديث أبي هريرة بنحوه .
                            رد مع اقتباس
                            إنْ أبْطـَأتْ غـَارَةُ الأرْحَامِ وابْـتـَعـَدَتْ، فـَأقـْرَبُ الشيءِ مِنـَّا غـَارَةُ اللهِ
                            يا غـَارَةَ اللهِ جـِدّي السـَّيـْرَ مُسْرِعَة في حَلِّ عُـقـْدَتـِنـَا يَا غـَارَةَ اللهِ
                            عَدَتِ العَادونَ وَجَارُوا، وَرَجَوْنـَا اللهَ مُجـيراً
                            وَكـَفـَى باللهِ وَلـِيـَّا، وَكـَفـَى باللهِ نـَصِيراً.
                            وَحَسْبُنَا اللهُ وَنِعْمَ الوكيلُ, وَلا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إِلاّ بِاللهِ العَلِيِّ العَظِيمِ.

                            تعليق

                            • mmogy
                              كاتب
                              • 16-05-2007
                              • 11282

                              #29
                              الفصل الأول : في الواجبات والسنن الظاهرة واللوازم بإفساده

                              أما الواجبات الظاهرة فستة

                              ( الأول )

                              مراقبة أول شهر رمضان وذلك برؤية الهلال فإن غم فاستكمال ثلاثين يوما من شعبان ونعني بالرؤية العلم " ويحصل ذلك بقول عدل واحد " ولا يثبت هلال شوال إلا بقول عدلين احتياطا للعبادة ومن سمع عدلا ووثق بقوله وغلب على ظنه صدقه لزمه الصوم وإن لم يقض القاضي به فليتبع كل عبد في عبادته موجب ظنه ، وإذا رؤي الهلال ببلدة ولم ير بأخرى وكان بينهما أقل من مرحلتين وجب الصوم على الكل ، وإن كان أكثر كان لكل بلدة حكمها ولا يتعدى الوجوب .
                              إنْ أبْطـَأتْ غـَارَةُ الأرْحَامِ وابْـتـَعـَدَتْ، فـَأقـْرَبُ الشيءِ مِنـَّا غـَارَةُ اللهِ
                              يا غـَارَةَ اللهِ جـِدّي السـَّيـْرَ مُسْرِعَة في حَلِّ عُـقـْدَتـِنـَا يَا غـَارَةَ اللهِ
                              عَدَتِ العَادونَ وَجَارُوا، وَرَجَوْنـَا اللهَ مُجـيراً
                              وَكـَفـَى باللهِ وَلـِيـَّا، وَكـَفـَى باللهِ نـَصِيراً.
                              وَحَسْبُنَا اللهُ وَنِعْمَ الوكيلُ, وَلا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إِلاّ بِاللهِ العَلِيِّ العَظِيمِ.

                              تعليق

                              • mmogy
                                كاتب
                                • 16-05-2007
                                • 11282

                                #30
                                وأما صوم الخصوص
                                وهو صوم الصالحين فهو كف الجوارح عن الآثام وتمامه بستة أمور :

                                ( الأول ) :

                                غض البصر وكفه عن الاتساع في النظر إلى كل ما يذم ويكره وإلى كل ما يشغل القلب ويلهي عن ذكر الله عز وجل

                                ، قال صلى الله عليه وسلم : (( النظرة سهم مسموم من سهام إبليس لعنه الله ، فمن تركها خوفا من الله آتاه الله عز وجل إيمانا يجد حلاوته في قلبه ))[1]

                                وروى جابر عن أنس عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال : (( خمس يفطرن الصائم : الكذب والغيبة والنميمة واليمين الكاذبة والنظر بشهوة ))[2] .


                                ( الثاني )

                                حفظ اللسان عن الهذيان والكذب والغيبة والنميمة والفحش والجفاء والخصومة والمراء ، وإلزامه السكوت وشغله بذكر الله سبحانه وتلاوة القرآن فهذا صوم اللسان

                                وقد قال سفيان : الغيبة تفسد الصوم رواه بشر بن الحارث عنه ، وروى ليث عن مجاهد : خصلتان يفسدان الصيام : الغيبة والكذب . وقال صلى الله عليه وسلم : (( إنما الصوم جنة فإذا كان أحدكم صائما فلا يرفث ولا يجهل وإن امرؤ قاتله أو شاتمه فليقل إني صائم إني صائم ))[3] وجاء في الخبر : أن امرأتين صامتا على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم فأجهدهما الجوع والعطش من آخر النهار حتى كادتا أن تتلفا فبعثتا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يستأذناه في الإفطار فأرسل إليهما قدحا وقال صلى الله عليه وسلم : (( قل لهما قيئا فيه ما أكلتما )) فقاءت إحداهما نصفه دما عبيطا ولحما غريضا ، وقاءت الأخرى مثل ذلك حتى ملأتاه فعجب الناس من ذلك فقال صلى الله عليه وسلم : (( هاتان صامتا عما أحل الله لهما وأفطرتا على ما حرم الله تعالى عليهما قعدت إحداهما إلى الأخرى فجعلتا يغتابان الناس فهذا ما أكلتا من لحومهم ))[4]


                                ( الثالث )

                                كف السمع عن الإصغاء إلى كل مكروه لأن كل ما حرم قوله حرم الإصغاء إليه ولذلك سوى الله عز وجل بين المستمع وآكل السحت

                                فقال تعالى : ﴿ سماعون للكذب أكالون للسحت ﴾ (المائدة : 42) وقال عز وجل : ﴿ لولا ينهاهم الربانيون والأحبار عن قولهم الإثم وأكلهم السحت ﴾ (المائدة : 63) ، فالسكوت على الغيبة حرام وقال تعالى : ﴿ إنكم إذا مثلهم ﴾ (النساء : 140) ولذلك قال صلى الله عليه وسلم : (( المغتاب والمستمع شريكان في الإثم ))[5] .

                                ( الرابع )

                                كف بقية الجوارح عن الآثام من اليد والرجل عن المكاره ، وكف البطن عن الشبهات وقت الإفطار

                                فلا معنى للصوم وهو الكف عن الطعام الحلال ثم الإفطار على الحرام فمثال هذا الصائم مثال من يبني قصرا ويهدم مصرا ، فإن الطعام الحلال إنما يضر بكثرته لا بنوعه ، فالصوم لتقليله ، وتارك الاستكثار من الدواء خوفا من ضرره إذا عدل إلى تناول السم كان سفيها ، والحرام سم مهلك للدين ، والحلال دواء ينفع قليله ويضر كثيره . وقصد الصوم تقليله وقد قال صلى الله عليه وسلم : (( كم من صائم ليس له من صومه إلا الجوع والعطش ))[6] فقيل هو الذي يفطر على الحرام ، وقيل هو الذي يمسك عن الطعام الحلال ويفطر على لحوم الناس بالغيبة وهو حرام ، وقيل هو الذي لا يحفظ جوارحه عن الآثام .

                                ( الخامس )

                                أن لا يستكثر من الطعام الحلال وقت الإفطار

                                بحيث يمتلىء جوفه فما من وعاء أبغض إلى الله عز وجل من بطن مليء من حلال . وكيف يستفاد من الصوم قهر عدو الله وكسر الشهوة إذا تدارك الصائم عند فطره ما فاته ضحوة نهاره ، وربما يزيد عليه في ألوان الطعام ؟ حتى استمرت العادات بأن تدخر جميع الأطعمة لرمضان فيؤكل من الأطعمة فيه ما لا يؤكل في عدة أشهر ، ومعلوم أن مقصود الصوم الخواء وكسر الهوى لتقوى النفس على التقوى . وإذا دفعت المعدة من ضحوة نهار إلى العشاء حتى هاجت شهوتها وقويت رغبتها ثم أطعمت من اللذات وأشبعت زادت لذتها وتضاعفت قوتها وانبعث من الشهوات ما عساها كانت راكدة لو تركت على عادتها ، فروح الصوم وسره تضعيف القوى التي هي وسائل الشيطان في العود إلى الشرور ، ولن يحصل ذلك إلا بالتقليل وهو أن يأكل أكلته التي كان يأكلها كل ليلة لو لم يصم فأما إذا جمع ما كان يأكل ضحوة إلى ما كان يأكل ليلا فلم ينتفع بصومه .
                                بل من الآداب أن لا يكثر النوم بالنهار حتى يحس بالجوع والعطش ويستشعر ضعف القوى فيصفو عند ذلك قلبه ويستديم في كل ليلة قدرا من الضعف حتى يخف عليه تهجده وأوراده فعسى الشيطان أن لا يحوم على قلبه فينظر إلى ملكوت السماء ، وليلة القدر عبارة عن الليلة التي ينكشف فيها شيء من الملكوت وهو المراد بقوله تعالى : ﴿ إنا أنزلناه في ليلة القدر ﴾ (القدر : 1) ومن جعل بين قلبه وبين صدره مخلاة من الطعام فهو عنه محجوب ، ومن أخلى معدته فلا يكفيه ذلك لرفع الحجاب ما لم يخل همته عن غير الله عز وجل وذلك هو الأمر كله . ومبدأ جميع ذلك تقليل الطعام ، وسيأتي له مزيد بيان في كتاب الأطعمة إن شاء الله عز وجل .

                                ( السادس )

                                أن يكون قلبه بعد الإفطار معلقا مضطربا بين الخوف والرجاء إذ ليس يدرى أيقبل صومه فهو من المقربين ؟ أو يرد عليه فهو من الممقوتين ؟

                                وليكن كذلك في آخر كل عبادة يفرغمنها فقد روى عن الحسن بن أبي الحسن البصري أنه مر بقوم وهم يضحكون فقال : إن الله عز وجل جعل شهر رمضان مضمارا لخلقه يستبقون فيه لطاعته فسبق قوم ففازوا وتخلف أقوام فخابوا فالعجب كل العجب للضاحك اللاعب في اليوم الذي فاز فيه السابقون وخاب فيه المبطلون ، أما والله لو كشف الغطاء لاشتغل المحسن بإحسانه والمسيء بإساءته أي : كان سرور المقبول يشغله عن اللعب وحسرة المردود تسد عليه باب الضحك . وعن الأحنف بن قيس أنه قيل له : إنك شيخ كبير ، وإن الصيام يضعفك ، فقال : إني أعده لسفر طويل والصبر على طاعة الله سبحانه أهون من الصبر على عذابه . فهذه هي المعاني الباطنة في الصوم .
                                -------------




                                18 حديث (( النظرة سهم مسموم من سهام إبليس ..الحديث )) أخرجه الحاكم وصحح إسناده من حديث حذيفة .

                                19 حديث جابر عن أنس (( خمس يفطرن الصائم ..الحديث )) أخرجه الأزدي في الضعفاء من رواية جابان عن أنس وقوله جابر تصحيف قال أبو حاتم الرازي هذا كذاب {ذكره الألباني في الضعيفة (1065) }.

                                20 حديث (( الصوم جنة فإذا كان أحدكم صائما ..الحديث )) أخرجاه من حديث أبي هريرة .

                                21 حديث (( إن امرأتين صامتا على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم ..الحديث)) في الغيبة للصائم أخرجه أحمد من حديث عبيد مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم الحديث بسند فيه مجهول .

                                22 حديث (( المغتاب والمستمع شريكان في الإثم )) غريب ، وللطبراني من حديث ابن عمر بسند ضعيف نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الغيبة وعن الاستماع إلى الغيبة .

                                23 حديث (( كم من صائم ليس له من صيامه إلا الجوع والعطش )) أخرجه النسائي وابن ماجه من حديث أبي هريرة {صحيح الجامع (3490)}.
                                إنْ أبْطـَأتْ غـَارَةُ الأرْحَامِ وابْـتـَعـَدَتْ، فـَأقـْرَبُ الشيءِ مِنـَّا غـَارَةُ اللهِ
                                يا غـَارَةَ اللهِ جـِدّي السـَّيـْرَ مُسْرِعَة في حَلِّ عُـقـْدَتـِنـَا يَا غـَارَةَ اللهِ
                                عَدَتِ العَادونَ وَجَارُوا، وَرَجَوْنـَا اللهَ مُجـيراً
                                وَكـَفـَى باللهِ وَلـِيـَّا، وَكـَفـَى باللهِ نـَصِيراً.
                                وَحَسْبُنَا اللهُ وَنِعْمَ الوكيلُ, وَلا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إِلاّ بِاللهِ العَلِيِّ العَظِيمِ.

                                تعليق

                                يعمل...
                                X