ردودي على مواضيع الملتقى الإسلامي

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • mmogy
    كاتب
    • 16-05-2007
    • 11282

    #31
    اعلم أن استحباب الصوم

    يتأكد في الأيام الفاضلة وفواضل الأيام بعضها يوجد في كل سنة وبعضها يوجد في كل شهر وبعضها في كل أسبوع

    أما في السنة بعد أيام رمضان فيوم عرفة ويوم عاشوراء والعشر الأول من ذي الحجة والعشر الأول من المحرم ، وجميع الأشهر الحرم مظان الصوم وهي أوقات فاضلة (( وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يكثر صوم شعبان حتى كان يظن أنه في رمضان ))
    [1] ، وفي الخبر (( أفضل الصيام بعد شهر رمضان شهر الله المحرم ))[2] وقال صلى الله عليه وسلم : (( صوم يوم من شهر حرام أفضل من ثلاثين من غيره وصوم يوم من رمضان أفضل من ثلاثين من شهر حرام ))[3] وفي الحديث : (( من صام ثلاثة أيام من شهر حرام الخميس والجمعة والسبت كتب الله له بكل يوم عبادة تسعمائة عام ))[4] وفي الخبر (( إذا كان النصف من شعبان فلا صوم حتى رمضان ))[5] ولهذا يستحب أن يفطر قبل رمضان أياما فإن وصل شعبان برمضان فجائز ([6] ) فعل ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم مرة وفصل مرارا كثيرة ( [7] ) ولا يجوز أن يقصد استقبال رمضان بيومين أو ثلاثة إلا أن يوافق وردا له وكره بعض الصحابة أن يصام رجب كله حتى لا يضاهي بشهر رمضان فالأشهر الفاضلة : ذو الحجة والمحرم ورجب وشعبان . والأشهر الحرم : ذو القعدة وذو الحجة والمحرم ورجب . واحد فرد وثلاثة سرد ، وأفضلها ذو الحجة لأن فيه الحج والأيام المعلومات والمعدودات وذو القعدة من الأشهر الحرم وهو من أشهر الحج . وشوال من أشهر الحج وليس من الحرم ، والمحرم ورجب ليسا من أشهر الحج ، وفي الخبر (( ما من أيام العمل فيهن أفضل وأحب إلى الله عز وجل من أيام عشر ذي الحجة إن صوم يوم منه يعدل صيام سنة وقيام ليلة منه تعدل قيام ليلة القدر ، قيل : ولا الجهاد في سبيل الله تعالى ؟ قال : ولا الجهاد في سبيل الله عز وجل ، إلا من عقر جواده وأهريق دمه ))[8]

    وأما ما يتكرر في الشهر : فأول الشهر وأوسطه وآخره ووسطه الأيام البيض وهي الثالث عشر والرابع عشر والخامس عشر ، وأما في الأسبوع : فالإثنين والخميس والجمعة فهذه هي الأيام الفاضلة فيستحب فيها الصيام وتكثير الخيرات لتضاعف أجورها ببركة هذه الأوقات .

    وأما صوم الدهر : فإنه شامل للكل وزيادة وللسالكين فيه طرق فمنهم من كره ذلك إذ وردت أخبار تدل على كراهته ، والصحيح أنه إنما يكره لشيئين

    أحدهما : أن لا يفطر في العيدين وأيام التشريق فهو الدهر كله ([9])
    والآخر أن يرغب عن السنة في الإفطار ويجعل الصوم حجرا على نفسه مع أن الله سبحانه يحب أن تؤتى رخصه كما يحب أن تؤتى عزائمه ، فإذا لم يكن شيء من ذلك ورأى صلاح نفسه في صوم الدهر فليفعل ذلك ، فقد فعله جماعة من الصحابة والتابعين رضي الله عنهم . وقال صلى الله عليه وسلم فيما رواه أبو موسى الأشعري : (( من صام الدهر كله ضيقت عليه جهنم وعقد تسعين ))[10] ومعناه : لم يكن له فيها موضع

    ودونه درجة أخرى وهو
    صوم نصف الدهر بأن يصوم يوما ويفطر يوما وذلك أشد على النفس وأقوى في قهرها ، وقد ورد في فضله أخبار كثيرة لأن العبد فيه بين صوم يوم وشكر يوم ، فقد قال صلى الله عليه وسلم : (( عرضت علي مفاتيح خزائن الدنيا وكنوز الأرض فرددتها وقلت : أجوع يوما وأشبع يوما ، أحمدك إذا شبعت وأتضرع إليك إذا جعت ))[11] وقال صلى الله عليه وسلم : (( أفضل الصيام صوم أخي داود ، كان يصوم ويفطر يوما ))[12] ومن ذلك (( منازلته صلى الله عليه وسلم لعبد الله بن عمرو رضي الله عنهما في الصوم وهو يقول : إني أطيق أكثر من ذلك ، فقال صلى الله عليه وسلم صم يوما وأفطر يوما ، فقال : إني أريد أفضل من ذلك ، قال صلى الله عليه وسلم : لا أفضل من ذلك ))[13] وقد روي أنه صلى الله عليه وسلم([14]) بل كان يفطر منه ومن لا يقدر على صوم نصف الدهر فلا بأس بثلثه ، وهو أن يصوم ويفطر يومين ، وإذا صام ثلاثة من من أول الشهر ، وثلاثة من الوسط ، وثلاثة من الآخر فهو ثلث ، وواقع في الأوقات الفاضلة وإن صام الإثنين والخميس والجمعة فهو قريب من الثلث

    وإذا ظهرت أوقات الفضيلة فالكمال في أن يفهم الإنسان معنى الصوم وأن مقصوده تصفية القلب وتفريغ الهم لله عز وجل .
    والفقيه بدقائق الباطن ينظر إلى أحواله فقد يقتضي حاله دوام الصوم وقد يقتضي دوام الفطر وقد يقتضي مزج الإفطار بالصوم . وإذا فهم المعنى وتحقق حده في سلوك طريق الآخرة بمراقبة القلب لم يخف عليه صلاح قلبه وذلك لا يوجب ترتيبا مستمرا . ولذلك روي أنه صلى الله عليه وسلم (( كان يصوم حتى يقال لا يفطر ، ويفطر حتى يقال لا يصوم ، وينام حتى يقال لا يقوم ، ويقوم حتى يقال لا ينام ))[15] وكان ذلك بحسب ما ينكشف له بنور النبوة من القيام بحقوق الأوقات . وقد كره العلماء أن يوالي بين الإفطار أكثر من أربعة أيام تقديرا بيوم العيد وأيام التشريق ، وذكروا أن ذلك يقسي القلب ، ويولد رديء العادات ويفتح أبواب الشهوات ، ولعمري هو كذلك في حق أكثر الخلق لا سيما من يأكل في اليوم والليل مرتين . فهذا ما أردنا ذكره من ترتيب الصوم المتطوع به . والله أعلم بالصواب . ما صام شهرا كاملا قط إلا رمضان



    تم كتاب (( أسرار الصوم )) والحمد لله بجميع محامده كلها ما علمنا منها وما لم نعلم ، على جميع نعمه كلها ما علمنا منها وما لم نعلم وصلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم وكرم وعلى كل عبد مصطفى من أهل الأرض والسماء . يتلوه إن شاء الله تعالى كتاب (( أسرار الحج )) والله المعين لا رب غيره وما توفيقي إلا بالله وحسبنا الله

    ------------

    26 حديث (( كان يكثر صيام شعبان ..الحديث )) متفق عليه من حديث عائشة .

    27 حديث (( أفضل الصيام بعد شهر رمضان شهر الله المحرم )) أخرجه مسلم من حديث أبي هريرة . لأنه ابتداء السنة فبناؤها على الخير أحب وأرجى لدوام بركته .

    28 حديث (( صوم يوم من شهر حرام أفضل من صوم ثلاثين ..الحديث )) لم أجده هكذا وفي المعجم الصغير للطبراني من حديث ابن عباس (( من صام يوما من المحرم فله بكل يوم ثلاثون يوما )) .

    29 حديث (( من صام ثلاثة أيام من شهر حرام الخميس والجمعة والسبت ..الحديث )) أخرجه الأزدي في الضعفاء من حديث أنس .

    30 حديث (( إذا كان النصف من شعبان فلا صوم حتى رمضان )) أخرجه الأربعة من حديث أبي هريرة وابن حبان في صحيحه عنه (( إذا كان النصف من شعبان فأفطروا حتى يجيء رمضان)) وصححه الترمذي .

    31 حديث (( وصل شعبان برمضان مرة )) أخرجه الأربعة من حديث أم سلمة (( لم يكن يصوم من السنة شهرا تاما إلا شعبان يصل به رمضان )) وأخرج أبو داود والنسائي نحوه من حديث عائشة .

    32 حديث (( فصل شعبان من رمضان مرارا )) أخرجه أبو داود من حديث عائشة قالت : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يتحفظ من هلال شعبان ما لا يتحفظ من غيره فإن غم عليه عد ثلاثين يوما ثم صام )) وأخرجه الدارقطني وقال : إسناده صحيح ، والحاكم وقال : صحيح على شرط الشيخين .

    33 حديث (( ما من أيام العمل فيهن أفضل وأحب إلى الله من عشر ذي الحجة ..الحديث )) أخرجه الترمذي وابن ماجه من حديث أبي هريرة دون قوله (( قيل : ولا الجهاد ..الخ )) وعند البخاري من حديث ابن عباس (( ما العمل في أيام أفضل من العمل في هذا العشر ، قالوا : ولا الجهاد ؟ قال : ولا الجهاد ، إلا رجل خرج يخاطر بنفسه وماله فلم يرجع بشيء )) .

    34 الأحاديث الدالة على كراهة صيام الدهر أخرجها البخاري ومسلم من حديث عبد الله بن عمرو وفي حديث لابن ماجه (( لا صام من صام الأبد )) ولمسلم من حديث أبي قتادة (( قيل : يا رسول الله كيف بمن صام الدهر ؟ قال : لا صام ولا أفطر )) وأخرج النسائي نحوه من حديث عبد الله بن عمر وعمران بن حصين وعبد الله بن الشخير .

    35 حديث أبي موسى الأشعري (( من صام الدهر كله ضيقت عليه جهنم هكذا وعقد تسعين )) أخرجه أحمد والنسائي في الكبرى وابن حبان وحسنه أبو علي الطوسي .

    36 حديث (( عرضت علي مفاتيح خزائن الدنيا ..الحديث )) أخرجه الترمذي من حديث أبي أمامة بلفظ ((عرض علي ربي ليجعل لي بطحاء مكة ذهبا )) وقال : حسن .

    37 حديث (( أفضل الصيام صوم أخي داود ..الحديث )) أخرجاه من حديث عبد الله بن عمر .

    38 حديث (( منازلته لعبد الله بن عمر وقوله صلى الله عليه وسلم : صم يوما وأفطر يوما ..الحديث )) أخرجاه من حديثه .

    29 حديث (( ما صام شهرا كاملا قط إلا رمضان )) أخرجاه من حديث عائشة .

    40 حديث (( كان يصوم حتى يقال لا يفطر ..الحديث)) أخرجاه من حديث عائشة وابن عباس دون ذكر (( القيام والنوم )) والبخاري من حديث أنس (( كان يفطر من الشهر حتى يظن أن لا يصوم منه شيئا ، ويصوم حتى يظن أن لا يفطر منه شيئا ، وكان لا تشاه تراه من الليل مصليا إلا رأيته ولا نائما إلا رأيته )) .
    إنْ أبْطـَأتْ غـَارَةُ الأرْحَامِ وابْـتـَعـَدَتْ، فـَأقـْرَبُ الشيءِ مِنـَّا غـَارَةُ اللهِ
    يا غـَارَةَ اللهِ جـِدّي السـَّيـْرَ مُسْرِعَة في حَلِّ عُـقـْدَتـِنـَا يَا غـَارَةَ اللهِ
    عَدَتِ العَادونَ وَجَارُوا، وَرَجَوْنـَا اللهَ مُجـيراً
    وَكـَفـَى باللهِ وَلـِيـَّا، وَكـَفـَى باللهِ نـَصِيراً.
    وَحَسْبُنَا اللهُ وَنِعْمَ الوكيلُ, وَلا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إِلاّ بِاللهِ العَلِيِّ العَظِيمِ.

    تعليق

    • mmogy
      كاتب
      • 16-05-2007
      • 11282

      #32
      استاذي الفاضل / دكتور وسام
      اسمح لي أن ابدأ من حيث انتهيت أنت في ردك وقولك :

      وللحديث صلة في النسخ أو نسخ التلاوة الذي اختُرع لتبرير مثل هذا التحريف.

      فأقول ومارأيك إن كان نسخ التلاوة قد قال به وأقره كثير من أكابر علماء الشيعة .. ولم تخترعه السنة .. وأن الآيات التي ذكرتها في ردك قد أشار إليها أيضا هؤلاء الأكابر الشيعة الذين أقروا بنسخ التلاوة وإليك بعض هذه التفاسير والأقوال :


      يقول الله تعالى :

      (( مَا نَنسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنسِهَا نَأْتِ بِخَيْرٍ مِّنْهَا أَوْ مِثْلِهَا أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ عَلَىَ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ))

      وهنا سأنقل لك ماقاله الإمام الكاشاني من أكابر مفسري الشيعة في تفسيره المعروف بالصافي حيث يقول :

      (106) ما ننسخ من آية بأن نرفع حكمها ، وقرأ بعضهم بضم النون وكسر السين أو ننسها بأن نرفع رسمها ونبلي عن القلوب حفظها وعن قلبك يا محمد كما قال : سنقرئك فلا تنسى إلا ما شاء الله أن ينسيك فرفع عن قلبك ذكره وقرئ ننساها بفتح النون واثبات الألف نأت بخير منها بما هو أعظم لثوابكم واجل لصلاحكم أو مثلها من الصلاح يعني إنا لا ننسخ ولا نبدل الا وغرضنا في ذلك مصالحكم .

      أقول : وذلك لأن المصالح تختلف باختلاف الأعصار والأشخاص فان النافع في عصر وبالنسبة إلى شخص قد يضر في غير ذلك العصر وفي غير ذلك الشخص ، ويأتي بيان ذلك مفصلا من كلام المعصوم عليه السلام في تفسير آيات القبلة ان شاء الله ، قيل انها نزلت حين قالوا ان محمدا صلى الله عليه وآله وسلم يأمر بأمر ثم ينهى عنه ويأمر بخلافه .
      ألم تعلم أن الله على كل شيء قدير يقدر على النسخ والتبديل لمصالحكم ومنافعكم .





      وهذا أيضا تفسير الميزان في تفسير القرآن للعلامة محمد حسين الطباطبائي حيث يقول :



      الآيتان في النسخ و من المعلوم أن النسخ بالمعنى المعروف عند الفقهاء و هو الإبانة عن انتهاء أمد الحكم و انقضاء أجله اصطلاح متفرع على الآية مأخوذ منها و من مصاديق ما يتحصل من الآية في معنى النسخ على ما هو ظاهر إطلاق الآية.

      قوله تعالى: ما ننسخ، النسخ هو الإزالة، يقال: نسخت الشمس الظل إذا أزالته و ذهبت به، قال تعالى: «و ما أرسلنا من رسول و لا نبي إلا إذا تمنى ألقى الشيطان في أمنيته فينسخ الله ما يلقي الشيطان»: الحج - 51، و منه أيضا قولهم: نسخت الكتاب إذا نقل من نسخة إلى أخرى فكأن الكتاب أذهب به و أبدل مكانه و لذلك بدل لفظ النسخ من التبديل في قوله تعالى: «و إذا بدلنا آية مكان آية و الله أعلم بما ينزل قالوا إنما أنت مفتر بل أكثرهم لا يعلمون»: النحل - 101، و كيف كان فالنسخ لا يوجب زوال نفس الآية من الوجود و بطلان تحققها بل الحكم حيث علق بالوصف و هو الآية و العلامة مع ما يلحق بها من التعليل في الآية بقوله تعالى: أ لم تعلم، إلخ أفاد ذلك أن المراد بالنسخ هو إذهاب أثر الآية من حيث إنها آية، أعني إذهاب كون الشيء آية و علامة مع حفظ أصله فبالنسخ يزول أثره من تكليف أو غيره مع بقاء أصله و هذا هو المستفاد من اقتران قوله: ننسها بقوله: ما ننسخ، و الإنساء إفعال من النسيان و هو الإذهاب عن العلم كما أن النسخ هو الإذهاب عن العين فيكون المعنى ما نذهب بآية عن العين أو عن العلم نأت بخير منها أو مثلها.




      * تفسير التبيان الجامع لعلوم القرآن/ الطوسي (ت 460 هـ) مصنف و مدقق


      { مَا نَنسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنسِهَا نَأْتِ بِخَيْرٍ مِّنْهَا أَوْ مِثْلِهَا أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ ٱللَّهَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ }

      القراءة:

      قرأ ابن عامر، الا الداحوني عن هشام " ما ننسخ " بضم النون وكسر السين. الباقون يفتحها. وقرأ ابن كثير وابو عمرو " ننساها " بفتح النون، والسين، واثبات الهمزة الساكنة بعد السين. الباقون ـ بضم النون، وخفض السين بلا همزة.

      اللغة:

      النسخ والبدل والخلف نظائر. يقال: نسخ نسخاً، وانتسخ انتساخاً، واستنسخ استنساخاً، وتناسخوا تناسخاً، وناسخ مناسخة. قال ابن دريد: كل شيء خلف شيئاً، فقد انتسخه، ونسخت الشمس الظل، وانتسخ الشيب الشباب. وقال صاحب العين: النسخ ان تزيل امراً كان من قبل يعمل به، ثم تنسخه بحادث غيره. كالآية نزل فيها امر، ثم يخفف الله عن العباد بنسخها بآية اخرى، فالآية الاولى منسوخة، والثانية ناسخة. وتناسخ الورثة أن تموت ورثة بعد ورثة واصل الميراث قائم لم يقسم، وكذلك تناسخ الازمنة من القرون الماضية. واصل الباب: الابدال من الشيء غيره. وقال الرماني: النسخ الرفع، لشيء قد كان يلزمه العمل به إلى بدل، وذلك كنسخ الشمس بالظل لانه يصير بدلا منها ـ في مكانها ـ وهذا ليس بصحيح، لانه ينتقض بمن تلزمه الصلاة قائما ثم يعجز عن القيام، فانه يسقط عنه القيام لعجزه. ولا يسمى العجز ناسخاً، ولا القيام منسوخاً، وينتقض بمن يستبيح بحكم العقل عند من قال بالاباحة، فاذا ورد الشرع يحظره، لا يقال الشرع نسخ حكم العقل، ولا حكم العقل يوصف بانه منسوخ، فاذاً الاولى في ذلك ما ذكرناه في اول الكتاب: وهو ان حقيقة كل دليل شرعي دلّ على ان مثل الحكم الثابت بالنص الاول غير ثابت فيما بعد على وجه لولاه لكان ثابتاً بالنص الاول مع تراخيه عنه، فاذا ثبت ذلك، فالنسخ في الشرع: على ثلاثة اقسام. نسخ الحكم دون اللفظ، ونسخ اللفظ دون الحكم، ونسخهما معاً.

      فالاول ـ كقوله:
      { يا أيها النبي حرّض المؤمنين على القتال إن يكن منكم عشرون صابرون يغلبون مائتين }
      إلى قوله:
      { الآن خفف الله عنكم وعلم أن فيكم ضعفاً فإن يكن منكم مائة صابرة يغلبون مائتين }
      فكان الفرض الاول وجوب ثبات الواحد للعشرة، فنسخ بثبوت الواحد للاثنين، وغير ذلك من الاي المنسوخ، حكمها، وتلاوتها ثابتة، كآية العدة، واية حبس من يأتي بالفاحشة، وغير ذلك

      والثاني ـ كآية الرجم. قيل انها كانت منزلة فرفع لفظها وبقي حكمها.

      والثالث ـ هو مجوّز وان لم يقطع بانه كان. وقد روي عن ابي بكر انه كان يقرأ لا ترغبوا عن آبائكم فانه كفر

      المعنى:

      واختلفوا في كيفية النسخ على أربعة اوجه:

      قال قوم: يجوز نسخ الحكم والتلاوة من غير افراد واحد منهما عن الآخر.

      وقال آخرون: يجوز نسخ الحكم دون التلاوة.

      وقال آخرون: يجوز نسخ القرآن من اللوح المحفوظ، كما ينسخ الكتاب من كتاب قبله.

      وقالت فرقة رابعة: يجوز نسخ التلاوة وحدها، والحكم وحده، ونسخهما معاً ـ وهو الصحيح ـ

      وقد دّللنا على ذلك، وافسدنا سائر الاقسام في العدة في اصول الفقه. وذلك ان سبيل النسخ سبيل سائر ما تعبد الله تعالى به، وشرّعه على حسب ما يعلم من المصلحة فيه فاذا زال الوقت الذي تكون المصلحة مقرونة به، زال بزواله. وذلك مشروط بما في المعلوم من المصلحة به، وهذا القدر كاف في ابطال قول من ابى النسخ ـ جملة ـ واستيفاؤه في الموضع الذي ذكرناه.

      وقد انكر قوم جواز نسخ القرآن، وفيما ذكرناه دليل على بطلان قولهم،

      وقد جاءت اخبار متظافرة بانه كانت اشياء في القرآن نسخت تلاوتها، فمنها ما روي عن ابي موسى: انهم كانوا يقرؤون لو ان لابن آدم واديين من مال لابتغى اليهما ثالث، لا يملأ جوف ابن آدم إلا التراب. ويتوب الله على من تاب. ثم رفع.

      وروي عن قتادة قال: حدثنا انس بن مالك أن السبعين من الانصار الذين قتلوا ببئر معونة: قرأنا فيهم كتابا ـ بلغوا عنّا قومنا انا لقينا ربنا، فرضي عنا وارضانا، ثم ان ذلك رفع. ومنها الشيخ والشيخة ـ وهي مشهورة ـ. ومنها ما روي عن ابى بكر انه قال: كنا نقرأ: لا ترغبوا عن آبائكم فانه كفر. ومنها ما حكي: ان سورة الاحزاب كانت تعادل سورة البقرة ـ في الطول ـ وغير ذلك من الاخبار المشهورة بين اهل النقل.


      وهذه أيضا جملة من أقوال كبار علماء الشيعة يقولون بنسخ التلاوة .. وهذه أقوالهم في الآيات التي يحلو للبعض أن يرددها كدليل على اتهام السنة بالقول بالتحريف .




      الرواية الأولى:

      (عن عمر أنه قال "إن الله عز وجل بعث محمداً بالحق وأنزل معه الكتاب فكان مما أنزل إليه آية الرجم، فرجم رسول الله ورجمنا بعده ...) اهـ ذكرها الخوئي في كتابه البيان ص 203 متهماً فيها أهل السنة بحذف آية الرجم. وقد ذكرها السيوطي في "الإتقان" تحت عنوان (ما نسخ تلاوته دون حكمه) الإتقان 2/ 718.



      ومن علماء الشيعة الذين قالوا بنسخها:

      1- الفضل الطبرسي قال: ( النسخ في القرآن على ضروب ومنها ما يرتفع اللفظ ويثبت الحكم كآية الرجم) اهـ مجمع البيان في تفسير القرآن 1 / 406



      2- أبو جعفر الطوسي:

      قال: ( النسخ في القرآن من أقسام ثلاثة: منها ما نسخ لفظه دون حكمه كآية الرجم وهي قوله "والشيخ والشيخة إذا زنيا...) اهـ التبيان في تفسير القرآن 1/ 13

      3- العتائقي الحلي قال: ( المنسوخ على ثلاثة ضروب منها ما نسخ خطه وبقي حكمه فما روي من قوله الشيخ والشيخة إذا زنيا فارجموهما البتة...)اهـ الناسخ والمنسوخ ص 35



      4- محمد علي قال: (أنواع المنسوخ ثلاثة منها ما نسخ خطه وبقي حكمه كآية الرجم). اهـ من كتابه لمحات من تاريخ القرآن ص 22



      5- محمد باقر مجلسي صحح رواية آية الرجم التي في الكافي قائلاً: (وعدّت هذه الآية مما نسخت تلاوتها دون حكمها) اهـ مرآة العقول 23/267



      الرواية الثانية:

      (عن عائشة أنها قالت: كان فيما أنزل من القرآن عشر رضعات معلومات يحرمن ثم نسخن بخمس معلومات، فتوفي رسول الله صلى الله عليه وسلم وهن فيما يقرأ من القرآن). أوردها السيوطي في باب ما نسخ تلاوته وحكمه معاً. وذكرها الخوئي في البيان ص 204 متهماً أهل السنة بالطعن في القرآن.



      وقد اعترف بذلك كبار علماء الشيعة ومنهم:

      أبو جعفر الطوسي شيخ الطائفة في كتابه التبيان 1/ 13. قال: (قد نسخ التلاوة والحكم معاً مثل ما روي عن عائشة أنها قالت كان فيما أنزله الله عشر رضعات يحرمن ثم نسخن). اهـ



      الرواية الثالثة:

      ( كنا نقرأ "ولا ترغبوا عن آبائكم فإنه كفر بكم")

      ذكرها الخوئي في كتابه البيان ص 203 متهماً أهل السنة بحذفها.

      وإليك أقوال بعض علمائهم في إثبات نسخها:

      1- الفضل الطبرسي: في كتابه مجمع البيان شرح آية 106 من سورة البقرة

      قال: (النسخ في القرآن على ضروب: منها أن يرفع حكم الآية وتلاوتها كما روي عن أبي بكر أنه قال " كنا نقرأ " لا ترغبوا عن آبائكم فإنه كفر بكم ") اهـ

      2- أبو جعفر الطوسي شيخ الطائفة في التبيان 1/ 394

      قال: (كانت أشياء في القرآن ونسخت تلاوتها ومنها "لا ترغبوا عن آبائكم فإنه كفر بكم") اهـ

      وهكذا في معظم الروايات التي أوردها الخوئي في كتابه البيان في تفسير القرآن، فإنك تجد بعض علماء يقرون بنسخها.



      وقال المفيد في المسائل السروية ص 79:

      (لا شك أن الذي بين الدفتين من القرآن جميعه كلام الله تعالى وتنزيله وليس فيه شيء من كلام البشر وهو جمهور المنزل، والباقي مما أنزله الله تعالى عند المستحفظ للشريعة المستودع للأحكام لم يضِع منه شيء. وإن كان الذي جمع ما بين الدفتين الآن لم يجعله في جملة ما جمع لأسباب دعته إلى ذلك منها: قصوره عن معرفة بعضه – ومنها شكه فيه وعدم تيقنه ومنها ما تعمد إخراجه منه، وقد جمع أمير المؤمنين "ع" القرآن المنزل من أوله إلى آخره وألفه بحسب ما وجب من تأليفه فقدم المكي على المدني والمنسوخ على الناسخ ووضع كل شيء منه في محله، فلذلك قال جعفر بن محمد الصادق "لو قرئ القرآن كما أنزل لألفيتمونا فيه مسمّين كما سمي من كان قبلنا") اهـ


      فهل اخترعت الشيعة أيضا نسخ التلاوة لتبرير التحريف ؟؟؟؟


      ولنا لقاء آخر بعد الإفطار إن شاء الله تعالى .. في الفرق بين دعوى نسخ التلاوة ودعوى التحريف .


      نسأل الله لنا ولكم العافية
      إنْ أبْطـَأتْ غـَارَةُ الأرْحَامِ وابْـتـَعـَدَتْ، فـَأقـْرَبُ الشيءِ مِنـَّا غـَارَةُ اللهِ
      يا غـَارَةَ اللهِ جـِدّي السـَّيـْرَ مُسْرِعَة في حَلِّ عُـقـْدَتـِنـَا يَا غـَارَةَ اللهِ
      عَدَتِ العَادونَ وَجَارُوا، وَرَجَوْنـَا اللهَ مُجـيراً
      وَكـَفـَى باللهِ وَلـِيـَّا، وَكـَفـَى باللهِ نـَصِيراً.
      وَحَسْبُنَا اللهُ وَنِعْمَ الوكيلُ, وَلا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إِلاّ بِاللهِ العَلِيِّ العَظِيمِ.

      تعليق

      • mmogy
        كاتب
        • 16-05-2007
        • 11282

        #33
        الأخ الكريم / المقداد

        مرحبا بك وبكل تساؤلاتك التي أوردتها في ردك الأخير .. ولكن قبل أن أرد عليها أستسمحك في ذكر أقوال آل البيت الكرام .. وعلماء الشيعة الأوائل الذين اتهموا عمر بن الخطاب بالقول بتحريف القرآن . وعابوا عليه قوله بأن قرآنا كثيرا قد ذهب مع محمد صلى الله عليه وسلم .. وهل هذه التهمة قديمة لديكم أم حديثة ؟؟
        حتى استعين بتلك الأقوال على الرد والحوار معك .

        وشكرا لك
        إنْ أبْطـَأتْ غـَارَةُ الأرْحَامِ وابْـتـَعـَدَتْ، فـَأقـْرَبُ الشيءِ مِنـَّا غـَارَةُ اللهِ
        يا غـَارَةَ اللهِ جـِدّي السـَّيـْرَ مُسْرِعَة في حَلِّ عُـقـْدَتـِنـَا يَا غـَارَةَ اللهِ
        عَدَتِ العَادونَ وَجَارُوا، وَرَجَوْنـَا اللهَ مُجـيراً
        وَكـَفـَى باللهِ وَلـِيـَّا، وَكـَفـَى باللهِ نـَصِيراً.
        وَحَسْبُنَا اللهُ وَنِعْمَ الوكيلُ, وَلا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إِلاّ بِاللهِ العَلِيِّ العَظِيمِ.

        تعليق

        • mmogy
          كاتب
          • 16-05-2007
          • 11282

          #34
          الأخ الكريم / المقداد
          مازلت أتساءل عن الإتهام الموجه لعمر بن الخطاب رضي الله عنه بالقول بتحريف القرآن .. هل هو اتهام قديم .. أم اتهام محدث ؟؟ وإذا كان الإتهام قديما فمن من علماء آل البيت وأئمتهم قد اتهم الخليفة الثاني عمر رضي الله عنه .. ومن من علماء المذهب الأوائل اتهمه أيضا بذلك .

          على العموم أجيبك الآن بما تيسر لي .. وانتظر اجابتك على سؤالي وعلى ردي هذا الذي اتمنى أن تقرأه بتمعن وانصاف .


          الاخ الموجي
          غفر الله ذنبك وسدد خطاك انا قرات مداخلتك ولكن هناك امر مهم وهو
          لا يجوز من الناحية الشرعية ان نعمم احكام براينا .
          2-انك قمت بخلط الآيات المنسوخة(مثل آية الشيخ والشيخ) وعممت الحكم على الايات الاخرى .وهذا غير صحيح .لذالك انا قلت اننا ناتي الى الايات آية آية وحديث حديث .
          3-بما انك لم تجبني ولكن سوف اتماشى معك لانه عجبني طرحك وادبك في الحوار لحد الآن .



          أخي الفاضل / المقداد
          لآن أفراد القضية واحدة .. فالحكم واحد .. هذا فيما صح من الأخبار .. فكلها يتحدث عن آيات كانت تتلى ثم نسخت تلاوتها .. فمالذي يدفعنا إلى تغيير الحكم .



          ما قال عمر: ضاع من سورة الأحزاب ثلثاها!وفيها آية الرجم وقالت عائشة: نصفها!


          تأمل أخي الكريم في قول عمر وعائشة ... ( ضاع ) هكذا بلا اسناد لفاعل من البشر .. بل ضاع بلا مضيع لها إلا أمر الله بنسخها ونسيانها .. يقول الله عزوجل ( ماننسخ س آية أو ننسها نأت بخير منها أو مثلها ) .. وقد أجمع أغلب المفسرين السنة والشيعة على جواز نسخ التلاوة .. ونسيان الآيات لحكمة يعلمها الله .. فمالذي يزعجك من ذهاب عشر سور مثل سورة الأحزاب .. إن كانت هذه هي ارادة الله .. وليس في آية النسخ ما يمنع من ذلك وليس فيها ما يحدد عددا معينا للنسخ والنسيان .. فالأمر كله بفعل من الله عزوجل .




          قال السيوطي في الدر المنثور:5/180: (وأخرج ابن مردويه عن حذيفة قال: قال لي عمر بن الخطاب: كم تعدون سورة الأحزاب؟ قلت: ثنتين أو ثلاثاً وسبعين. قال: إنها كانت لتقارب سورة البقرة، وإنْ كان فيها لآية الرجم .





          فانا اسالك يا اخي هذا الكلام بعد وفاة رسول الله ام لا ؟



          بالطبع النسخ والنسيان يجب أن يكون في قبل وفاة النبي صلى الله عليه وسلم ولاأتصور خلاف ذلك لانقطاع الوحي .. وتذكير عمر المسلمين بهذه الآية .. إنما لتأكيد بقاء الحكم بالرجم .. تطبيقا لمعنى نسخ النلاوة وبقاء الحكم .. وليس كما يتخيل البعض أنه محاولة لإعادة كتابة الآية في المصحف إذ أن عمر لم يكن ليسكت عن اضاعة آية من كتاب الله ولا ابن عباس أو حذيفة ولا غيرهما من الصحابة الذين رووا الحديث عن عمر بن الخطاب رضي الله عن الجميع .




          وأخرج ابن الضريس عن عكرمة قال: كانت سورة الأحزاب مثل سورة البقرة أو أطول، وكان فيها آية الرجم واليك ما
          رواة السمعاني في الانساب عن عبد الرزاق:7/330: (13364 ـ عبد الرزاق، عن معمر، عن ابن جدعان، عن يوسف بن مهران، أنه سمع ابن عباس يقول: أمر عمر بن الخطاب منادياً، فنادى أن الصلاة جامعة، ثم صعد المنبر فحمد الله وأثنى عليه ثم قال: يا أيها الناس لاتُخدعن آية الرجم فإنها قد نزلت في كتاب الله عز وجل وقرأناها، ولكنها ذهبت في قرآن كثير ذهب مع محمد (ص) وآية ذلك أنه (ص) قد رجم...)
          *عجيب الخليفة الثاني يجمع الناس ويحذهم لامر خطير !!!!!ويقر بان الكثير من القرآن غير موجود وقد كان على عهد نبينا محمد صلى الله عليه وآله !!
          (وهل يعقل لهذه الدرجة معلومات الخليفة الثاني عمر ضحيلة حتى لا يعرف الآيات المنسوخة من الآيات الغير منسوخة )؟؟؟!!!!!!



          كما قلت لك أن عمر بن الخطاب كان يعي تماما ما يقول ويفعل .. وقوله هذا جاء كأسلوب تأكيد .. حتى لايذهب الحكم الذي نسخ تلاوة .. ولو تأملت فى كلام عمر لما اتهمته بعدم معرفة الآيات المنسوخة من الآيات الغير منسوخة .. ففي قوله رضى الله عنه : ( لكنها ذهبت مع محمد صلى الله عليه وسلم ) ففيه اشارة واضحة إلى نسخها تلاوة مع بقاء حكمها .. وكذلك الأمر مع بقية الآيات .. فسوف تلاحظ أن الألفاظ التي استعملها عمر رضي الله عنه .. كلها تفيد النسخ والنسيان قدرا وبلا اسناد لفعل بشر .. وهو ما يعني بوضوح أنه يعتقد أنه نسخت تلاوة .. لا أنها حرفت .. ولايجرمنكم شنآن قوم على ألا تعدلوا اعدلوا هو أقرب للتقوى .







          1 ـ ألا ترى ايها الموجي من مجموع ما روته مصادركم عن عمر أنه كان يقول بنقص القرآن؟!

          2 ـ كيف يمكنكم أن تردوا هذه الأحاديث والآثار الثابتة سنداً عن عمر والصريحة في نقص القرآن؟

          3 ـ هذه الطامات من الأحاديث والآثار موجودة في مصادركم وكثير منها صحيح والحسن والموثق، فلماذا تغمضون أعينكم عنها ولا ترونها، وترون فقط روايات مصادرنا وتحملون قميصها؟!
          4 ـ نراكم تعالجون هذه الأحاديث، بالتضعيف والتأويل والحمل على النسخ، والسكوت والإعراض.. إلى آخر أساليبكم المبتكرة!


          سنكرر ما قلناه سابقا .. من أن الألفاظ والعبارات التي وردت على لسان عمر رضي الله عنه .. تفيد النسخ والنسيان قدرا وبلا اسناد لفعل بشر ( ضاع - ذهب - كان ) .. وأتحداك لو أتيت لي بلفظ واحد على لسان عمر يفيد تدخلا بشريا بإضاعة أو اسقاط أو حذف آية بل حرف من كتاب الله .




          فلماذا لايصح ذلك العلاج للروايات المشابهة لها في مصادرنا؟!

          أم أن الحمل على الأحسن لمصادركم واجب، ولمصادرنا حرام؟!




          ياسيدي الفاضل
          ما يذكره علماء الشيعة على أنه نسخ تلاوة .. فلن تجد له معارضا واحدا من السنة .. أما مايذكرونه صراحة على أنه تحريف بشر لأهداف وأسباب مذهبية ذكرها بعض علماء الشيعة بوضوح شديد كما سننقل بعد قليل .. فهذا ما لم يقل به أحد من علماء السنة مطلقا .. وهذا هو الفرق الجوهري بين دعوى نسخ التلاوة .. ودعوى التحريف .

          يقول المفيد في المسائل السروية ص 79:

          (لا شك أن الذي بين الدفتين من القرآن جميعه كلام الله تعالى وتنزيله وليس فيه شيء من كلام البشر وهو جمهور المنزل ،

          و( الباقي ) مما أنزله الله تعالى عند ( المستحفظ للشريعة المستودع للأحكام ) لم يضِع منه شيء.
          وإن كان الذي جمع ما بين الدفتين الآن لم يجعله في جملة ما جمع لأسباب دعته إلى ذلك منها:
          1- قصوره عن معرفة بعضه
          2- ومنها شكه فيه وعدم تيقنه
          3-ومنها ما تعمد إخراجه منه



          ، وقد جمع أمير المؤمنين "ع" القرآن المنزل من أوله إلى آخره وألفه بحسب ما وجب من تأليفه فقدم المكي على المدني والمنسوخ على الناسخ ووضع كل شيء منه في محله، فلذلك قال جعفر بن محمد الصادق "لو قرئ القرآن كما أنزل لألفيتمونا فيه مسمّين كما سمي من كان قبلنا") اهـ




          قارن يااخى الفاضل بين كلام عمر رضي الله عنه ، وبين كلام المفيد لتدرك الفرق بين دعوى النسخ .. ودعوى التحريف .

          ومرة أخرى أتساءل .. هل اتهام الشيعة لعمر بن الخطاب رضي الله عنه بتحريف القرآن اتهام قديم أم اتهام محدث ؟؟


          نسأل الله لنا ولكم العافية
          إنْ أبْطـَأتْ غـَارَةُ الأرْحَامِ وابْـتـَعـَدَتْ، فـَأقـْرَبُ الشيءِ مِنـَّا غـَارَةُ اللهِ
          يا غـَارَةَ اللهِ جـِدّي السـَّيـْرَ مُسْرِعَة في حَلِّ عُـقـْدَتـِنـَا يَا غـَارَةَ اللهِ
          عَدَتِ العَادونَ وَجَارُوا، وَرَجَوْنـَا اللهَ مُجـيراً
          وَكـَفـَى باللهِ وَلـِيـَّا، وَكـَفـَى باللهِ نـَصِيراً.
          وَحَسْبُنَا اللهُ وَنِعْمَ الوكيلُ, وَلا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إِلاّ بِاللهِ العَلِيِّ العَظِيمِ.

          تعليق

          • mmogy
            كاتب
            • 16-05-2007
            • 11282

            #35
            استاذنا واخونا الحبيب د.وسام

            تقول :


            أستاذي محمد شعبان الموجي
            اطّلعتُ على تعقيبك الكريم ...

            وقد تبيّن لي الآتي من خلال مراجعة المصادر لكل من مدرسة أهل البيت ومدرسة الخلفاء (هكذا أفضل من ذِكر المذاهب التي تذكّرنا بالتفريق الطائفي الذي يريد بعضهم استغلاله أبشع استغلال):

            أولاً: ان الروايات مشتركة بين المدرستين ولا تخصّ مدرسة أهل البيت دون مدرسة الخلفاء، أو مدرسة الخلفاء دون مدرسة أهل البيت.

            ثانياً: إنّ عدد علماء مدرسة أهل البيت الذين أيّدوا مثل هذه الروايات يُعدّ قليلاً جداً إنْ لم يكن نادراً قياساً إلى عدد الذين رفضوها منهم، حتى بات من المشهور لديهم أنها مرفوضة، لأسباب سيأتي ذِكرها.



            ثم حدث التعليل بـ (نسخ التلاوة) لدى المدرستين (مع التحفظ) فمدرسة أهل البيت رفضت هذا التعليل، ونسبته إلى المحدّثين (أصحاب الحديث) من علمائها، لأن العمدة في تدقيق الروايات وتمحيصها لأصحاب الأصول. وظلت مدرسة الخلفاء في تبنّي الروايات على الرغم من اختلافها الشديد وعدم وجود ما يسندها إلا القول بـ (نسخ التلاوة) مع التحفظ عليه.



            أقول لحضرتك إن هذا القول يعوزه الدليل .. وذلك لعدة أسباب :


            أولا : أن الشيعة الإثنا عشرية ظلوا قرابة ثلاثة قرون بعد ظهور كتب الحديث لديهم في القرنين الرابع والخامس الهجري .. لايفترقون كثيرا عن الإخباريين أصحاب الحديث .. حيث أن أول من وضع مصطلح الحديث وبين مراتبه عند الشيعة هو الحسن بن المظهر الحلي الملقب بالعلامة الذي توفي سنة 726هـ .. وبالتالي لم تعرف الشيعة التدقيق في الروايات إلا في منتصف القرن السابع الهجري .. فكيف يقال أن أصحاب الحديث كانوا قلة نادرة ؟؟

            ثانيا : أنني راجعت العديد من كتب التفسير الشيعي المتوافرة على الإنترنت .. فوجدت أغلبها يقر بنسخ التلاوة أو بامكانية وقوعه دون أن يتهم قائلة بالقول بتحريف القرآن ودون أن يوجه ولو كلمة اتهام واحدة لمن يقول بنسخ التلاوة .

            ثالثا : لو راجعت كتب الفقه الشيعيه وأقوال الأئمة لوجدت أن مستندهم في حد رجم الزاني هو آية الرجم المنسوخة تلاوة والباقية حكما

            والمفآجأة أن الإمام علي رضي الله عنه روى هذه الآية وأشار إلى كونها من القرآن الكريم المنسوخ وسوف أذكر لك حديثه .. ففي كتاب وسائل الشيعة للحر العاملي جاء فيه ما يلي :

            [ 34210 ] 3 ـ وعن علي بن إبراهيم ، عن محمد بن عيسى بن عبيد ، عن يونس ، عن سماعة ، عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) قال : الحرّ والحرّة إذا زنيا جلد كلّ واحد منهما مائة جلدة ، فأما المحصن والمحصنة فعليهما الرجم .
            [ 34211 ] 4 ـ وبالإسناد ، عن يونس ، عن عبدالله بن سنان ، عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) قال : الرجم في القرآن قول الله عزّ وجلّ : إذا زنى الشيخ والشيخة فارجموهما البتة فانهما قضيا الشهوة
            [ 34225 ] 18 محمد بن علي بن الحسين بإسناده عن هشام بن سالم ، عن سليمان ابن خالد ، قال : قلت : لأبي عبدالله ( عليه السلام ) : في القرآن رجم ؟ قال : نعم ، قلت : كيف ؟ قال : الشيخ والشيخة فارجموهما البتة فانهما قضيا الشهوة

            هذا طبعا بالإضافة إلى عدة روايات أخرى وردت في نفس الموضوع تركتها للإختصار .. ويمكنك الرجوع إليها على الرابط التالي

            شبكة على الانترنت ، ذات هدف جاد ملتزم ، إسلاميّة المضمون ، متنوّعة الخدمات ، تناغم الناس كافة ، بكلّ فئاتهم ، متسامية فوق الانتماءات الدينية والطائفيّة والقوميّة والسياسيّة ، معرضة عن أساليب الإثارة والدعاية والطعن والتحريض ، نائية عن الاجترار والاستهلاك المملّين ، مدركة مفهوم المهنية والتخصّص ، غير متناسية أبداً توفير المتعة الممكنة للزائر المكرّم.






            استاذي الفاضل تقول :


            ثالثاً: يجب أن نسأل مؤيدي هذه الآيات المدّعاة من المدرستين: أياً من نصوص هذه الروايات السابقة يرونها نصّاً قرآنياً نزل به أمين الوحي جبرائيل على رسول الله (ص) وحُذفت بعده من القرآن الكريم ؟ ومتى حُذفت ؟!

            وإليكَ نصوص الروايات في (الآية المدعاة المسمّاة بآية الرجم مثلاً:
            1 - الشيخ والشيخة فارجموهما البتة فانهما قد قضيا الشهوة .
            2 - الشيخ والشيخة فارجموهما البتة فانهما قضيا الشهوة .
            3 - الشيخ والشيخة إذا زنيا فارجموهما البتة .
            4 - الشيخ والشيخة إذا زنيا فارجموهما البتة نكالاً لأمر الله والله شديد العذاب.
            5- إذا زنى الشيخ والشيخة فارجموهما البتة نكالاً من الله والله عزيز حكيم.
            6 - الشيخ والشيخة فارجموهما البتة بما قضيا من اللّذة .
            7 - والشيخ والشيخة فارجموهما البتة بما قضيا من الشهوة .

            رابعاً: من أية سورة حذفت وأُسقِطت «آية الرجم» ؟ من سورة النور أم من سورة الأحزاب ؟! ومتى حُذف وأُسقِط من القرآن ما أُسقِط وحُذف ؟ أَ في زمن أبي بكر كان ذلك ؟!.

            علماً أنّهُ اشترك ممّن جمع القرآن في قتال مسيلمة على عهد أبي بكر ما يقرب من ثلاثة آلاف قارىء استشهد منهم خمسةٌ وخمسون ذكر خليفة بن خياط أسماءهم (راجع تاريخ خليفة بن خياط (ت: 230 هـ) فقد ذكر أسماء من استشهد و قبائلهم فرداً فرداً). وعلى هذا بقي منهم ألفان وتسع مئة ونيف وخمسون قارئاً قد جمع القرآن. وكم كان في من تخلّف من ذلك الجيش ممّن جمع القرآن في مكة والطائف والمدينة واليمن وسائر القبائل العربية ممّن جمع القرآن ؟ وكيف سقطت آية الرجم وغيرها من سورة الأحزاب من كلّ أولئك ؟! أَليس ذلك من المحال عادة ؟! .

            خامساً: مَن الذي أسقطَ ممّا أسقطَ من القرآن الكريم مثل آية الرجم ؟ ولأية غاية أسقط أمثال آية الرجم ؟ وهل كان هناك شيخ و شيخة أتيا الفاحشة وأسقطا آية الرجم من القرآن الكريم لئلاّ يرجما ؟!




            اذكر حضرتك أولا بأن الإمام علي رضي الله عنه قد روى هذه الآية المنسوخة بنفس الألفاظ التي تعترض على بلاغتها .. فربما تغير رأيك لصدورها عن معصوم ؟؟

            الأهم من ذلك أقول لك


            تعدد ألفاظ الروايات لأن الآية قد رويت بالمعنى الذي يحفظ الحكم الوارد بها .. فهذا يناسب كونها آية منسوخ تلاوتها ومنسية .. إذ لو ذكرت بالحرف كما انزلها الله عزوجل .. لقال قائل وكيف تكون منسية أو منسوخ تلاوتها وهي موجودة بين أيدينا بالحرف الواحد .. ولذلك أقول الآيات المنسوخات جميعها ذكرت بالمعنى بعد أن شاءت ارادة المولى أن تنسخ وأن يرفع رسمها .. ابتلاء من الله لعباده واختبارا لهم كما كان الحال عند تحويل القبلة وغيرها من الإبتلاءات العقدية .


            نسأل الله لنا ولكم العافية .
            إنْ أبْطـَأتْ غـَارَةُ الأرْحَامِ وابْـتـَعـَدَتْ، فـَأقـْرَبُ الشيءِ مِنـَّا غـَارَةُ اللهِ
            يا غـَارَةَ اللهِ جـِدّي السـَّيـْرَ مُسْرِعَة في حَلِّ عُـقـْدَتـِنـَا يَا غـَارَةَ اللهِ
            عَدَتِ العَادونَ وَجَارُوا، وَرَجَوْنـَا اللهَ مُجـيراً
            وَكـَفـَى باللهِ وَلـِيـَّا، وَكـَفـَى باللهِ نـَصِيراً.
            وَحَسْبُنَا اللهُ وَنِعْمَ الوكيلُ, وَلا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إِلاّ بِاللهِ العَلِيِّ العَظِيمِ.

            تعليق

            • mmogy
              كاتب
              • 16-05-2007
              • 11282

              #36
              الاخ الموجي
              للاسف خلتك باحث منصف ولكن تبين العكس .وقد اضحكتني مداخلتك التي تقول (لان افراد القضية واحدة فالحكم واحد )
              اذا كان المناط في معرفة الآيات المنسوخة من الآيات الغير منسوخة الكلام اعلاه فعلى الاسلام السلام هذا اولا



              ياأخي الكريم
              نحن نتحدث عن نسخ التلاوة .. يعني نتحدث عن آيات رفع رسمها وبقي حكمها .. أو رفع رسمها وحكمها .. وبالتالي لاأجد مناسبة لكي تضحك على مداخلتي .. فكلامنا في هذا النوع من النسخ هو تحصيل حاصل .. حتى الأحكام الباقية من الآيات المنسوخة تلاوة .. لها ما يؤيدها من ألأدلة الأخرى كالسنة القولية والعملية والتقريرية .. وأما أنواع النسخ الأخرى فلها مصادرها من السنة .. لكن بالنسبة إليك كشيعي إمامي .. فإنه لاسبيل لك في معرفة الناسخ من المنسوخ إلا عندما يظهر الله القائم بأمر الله و معه مصحف الإمام علي رضي الله عنه و الذي يحتوى على الناسخ والمنسوخ بشكل قطعي .








              2-انا لا اعرف مستواك اللغوي ولكن اقول
              اذا كنت لا تفرق بين الضائع من المنسوخ !والمنسوخ من المسقط !!والضائع من المسقط فلا اعتقد هذا الخلط كان عند الخليفة الثاني .
              فتارة الخليفة الثاني يتكلم عن ضياع القرآن

              عمر: ضاع من سورة الأحزاب ثلثاها!وفيها آية الرجم وقالت عائشة: نصفها!

              قال السيوطي في الدر المنثور:5/180: (وأخرج ابن مردويه عن حذيفة قال: قال لي عمر بن الخطاب: كم تعدون سورة الأحزاب؟ قلت: ثنتين أو ثلاثاً وسبعين. قال: إنها كانت لتقارب سورة البقرة، وإنْ كان فيها لآية الرجم .
              وتارة يكلم عن اسقاط كثير من الآيات القرآنية واليك ما قاله

              قال في الدر المنثور:1/106: (وأخرج أبو عبيد وابن الضريس وابن الأنباري عن المسور بن مخرمة قال: قال عمر لعبد الرحمن بن عوف: ألم تجد فيما أنزل علينا أن جاهدوا كما جاهدتم أول مرة فإنا لا نجدها؟! قال: أسقطت فيما أسقط من القرآن)!!
              واليكا الخيفة الثاني يرد عليك ايها الموجي في النسخ
              روى ابن شبة في تاريخ المدينة:2/711: (عن إبراهيم عن خرشة بن الحر قال: رأى معي عمر بن الخطاب لوحاً مكتوباً فيه: إذا نودي للصلاة من يوم الجمعة فاسعوا إلى ذكر الله، فقال: من أملى عليك هذا؟ قلت أبي بن كعب، فقال إن أبياً كان أقرأنا للمنسوخ، إقرأها: فامضوا إلى ذكر الله!). (ورواه البيهقي في سننه:3/227 والسيوطي في الدر المنثور:6/219







              أخي الكريم
              لقد سألتك سؤالا لم تجبني عليه حتى وقتنا هذا .. هل سبق أن اتهم أحد من الصحابة أو آل البيت سيدنا عمر رضي الله عنه بتحريف القرآن الكريم ؟؟ أم أن هذه التهمة جديدة اخترعها شيعة اليوم ؟؟


              ياأخي الفاضل
              لا عمر ولا غيره من الصحابة الكرام مهما علا شأنه كان يستطيع أن يتجرأ ( وحاشاهم ) على ان يتهم أحدا بتحريف حرف واحد من القرآن الكريم .. أليس من السذاجة أن نفسر مثل هذه المرويات على أنها اعلان علني بتزوير وتحريف القرآن الكريم دون أن تتحرك غيرة الصحابة الكرام وعلى رأسهم الإمام علي رضي الله عنه .. وآل البيت الكرام .. فيتقبلوا مثل هذا الكلام دون أن يعترضوا ويدافعوا عن كتاب الله ولو بشق كلمة .. بل وكيف سكت عمر رضي الله عنه بجبروته المعروف عن عدم الإصرار على كتابة ما كان يراه ضائعا أو ساقطا .. وهل دار عمر بن الخطاب على كل المئات من القراء المجاهدين حفظة كتاب الله .. ليحكم بأن هذه الآيات قد ضاعت نهائيا وأنه لا يوجد ولو شخص واحد لديه ضمير حي مازال يقرؤها .. وهل راجع عمر كل المصاحف المكتوبة لدى العديد من الصحابة وتأكد من أنها غير موجوده بتلك النسخ ..

              أخي الفاضل
              لو كان تفسيركم لهذه المرويات على أنها ظن من ابن الخطاب بتحريف الكتاب .. فلماذا لم يقرأها بنفسه في الصلاة حيث كان يؤم المسلمين في مقرهم الرسمي طيلة خلافته التي استمرت لسنوات .. في مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم .

              أخي الفاضل
              عشرات الأسئلة المنطقية التي تؤكد على أن الأمر لم يكن سوى تأكيد من عمر على أن هذه الآيات المنسوخة لم تعد من كتاب الله عزوجل بعد أن نسخت تلاوتها .. لاسيما والأمر يتعلق بكتابة نسخة رسمية توثيقية ستكون مرجعا للمسلمين إلى يوم الدين .. ولذلك تقبل الجميع كلام عمر وتفهموا غرضه .. دون انكار أو اتهام أو تكفير .

              أخي الفاضل
              بل كيف يتهم عمر بن الخطاب رضي الله بتحريف كتاب الله وهو الذي وثق به الإمام علي رضي الله عنه وأشار عليه حسب المصادر الشيعية بأن يجمع القرآن الكريم في كتاب واحد بعد أن اختلط بتفاسير واجتهادات واختلافات فى الهجاء وغيرها وأن لمم تبلغ ما بلغته في عهد عثمان .. الذي أشار عليه أيضا الإمام علي رضي الله عنه بأن يجمع القرآن الكريم ويجرده من الهوامش والكتابات الجانبية التي كانت تحمل تفسيرات واسباب نزول واجتهادات في شرح آيات القرآن .. عند بعض الصحابة الكرام حتى اختلط الأمر على بعض القراء .. وكادت الفتنة أن تشتعل بسبب ذلك .. فكيف يشير على رضي الله عنه على عمر رضي الله عنه باصدار أمر بجمع القرآن الكريم وهو المتهم عند شيعة اليوم بتحريفه ؟؟


              أخي الفاضل
              بل الغريب أن ينحصر اتهام شيعة اليوم لأهل السنة بنحريف القرآن في شخص عمر بن الخطاب رضي الله وشخص أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها .. دون سائر الصحابة .. وهذا إن دل على شىء فإنما يدل على تأثير المذهبية في الكيد لهذين الرمزين بالذات .







              ولكن هل سمعت بقصة الصخلة
              قال مسلم:4/167: (عن عائشة أنها قالت: كان فيما أنزل من القرآن عشر رضعات معلومات يحرمن، ثم نسخن بخمس معلومات، فتوفي رسول الله !!!!!!!!!!!!!!(ص) وهن فيما يقرأ من القرآن)! ورواه الدارمي:2/157، وابن ماجة:1/625، ومسند الشافعي ص416، وروى بعده قولها: (لقد نزلت آية الرجم ورضاعة الكبير عشراً،0(ما راح اتكلم عن حديث رضاعة الكبير) ولقد كان في صحيفة تحت سريري، فلما مات رسول الله (ص) وتشاغلنا بموته دخل داجن فأكلها). انتهى

              سالتك في المداخلة اعلاه هل هناك نسخ من بعد وفاة رسول الله فقلت كلا
              هل لك ان تعلق على الرواية .
              واليك رواية لعلك تناسيتها او اخذتك الغفلة عن رواية ام المؤمنين

              ورواه الشوكاني في فتح القدير:4/259، وقال بعده: (وأخرج أبو عبيد في الفضائل وابن الأنباري وابن مردويه عن عائشة قالت: كانت سورة الأحزاب تقرأ في زمان النبي (ص) مائتي آية، فلما كتب عثمان المصاحف لم يقرر منها إلا على ما هو الآن)!!!!!!!!!!!!!!! (ورواه في كنز العمال:2/480، من مسند عمر عن ابن مروديه. ولكنهم أكثروا روايته عن أبيّ بن كعب كما في مسند أحمد:5/132، والحاكم:2/
              ارجو ان تكون عندك القدرة على التمييز .سوف استمر بالجواب النقضي ومن ثم ارد بالجواب الحلي وانتظر ردك والسلام





              ياسيدي الفاضل

              بالنسبة لحديث أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها .. وقولها ( فتوفي رسول الله صلى الله عليه وسلم وهن فيما يقرأ من القرآن ) .. أي غرابة أو شبهة في ذلك .. وقد مر علينا انزعاج المسلمين وعلى رأسهم الإمام علي رضي الله عنه من اختلاط الأمر على كثير من القراء .. حتى اصر على جمع القرآن الكريم كله عقب وفاة النبي صلى الله عليه وسلم .. فإذا كان الأمر لم يسلم وفقا لكلام الإمام علي رضي الله عنه من اختلاط القرآن بالتفسير والإجتهادات التفسيرية التي دونها الصحابة بجوار آي القرآن الكريم .. حتى نسب إليه الشيعة أنه أول من دعا إلى جمع المصحف وتخليصه من الزيادات والحواشي .. فأي غرابة في استمرار بعض المسلمين قراءة آية بل آيات .. نسخت ورفعت بموت النبي صلى الله عليه وسلم .. أو على حد تعبير سيدنا عمر ذهبت بذهاب محمد صلى الله عليه وسلم .. وتسليط الله للداجن ( رغم أن هذا الجزء من الحديث موضوع ) .. بل لو صح لصارت معجزة من معجزات الله عزوجل وكان أمر الله قدرا مقدورا .











              سالتك في المداخلة اعلاه هل هناك نسخ من بعد وفاة رسول الله فقلت كلا
              هل لك ان تعلق على الرواية .
              واليك رواية لعلك تناسيتها او اخذتك الغفلة عن رواية ام المؤمنين

              ورواه الشوكاني في فتح القدير:4/259، وقال بعده: (وأخرج أبو عبيد في الفضائل وابن الأنباري وابن مردويه عن عائشة قالت: كانت سورة الأحزاب تقرأ في زمان النبي (ص) مائتي آية، فلما كتب عثمان المصاحف لم يقرر منها إلا على ما هو الآن)!!!!!!!!!!!!!!! (ورواه في كنز العمال:2/480، من مسند عمر عن ابن مروديه. ولكنهم أكثروا روايته عن أبيّ بن كعب كما في مسند أحمد:5/132، والحاكم:2/
              ارجو ان تكون عندك القدرة على التمييز .سوف استمر بالجواب النقضي ومن ثم ارد بالجواب الحلي وانتظر ردك والسلام












              ياسيدي الفاضل

              حديث عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها الذي يؤيد حديث عمر بن الخطاب في اسقاط عثمان لهذه الآيات المنسوخة من سورة الأحزاب .. تلك الآيات التي لم يعد يقرأها أحد من القراء ولا أي أحد من المسلمين .


              والخلاصة التي لاتستطيع الجدال حولها

              أن ما اسقطه عثمان من الآيات المنسوخ نلاوتها ومن الشروح والتفاسير واسباب النزول وغيرها ... باركها كل المسلمين كابرا عن كابر وعلى رأسهم الإمام علي رضي الله عنه .




              ولنقرأ بعضا مما كتبته المواقع الشيعية في هذا الصدد :

              من أول من دعا لتوحيد المصاحف ؟
              عندما جاء أمير المؤمنين عليه السلام للقوم بمصحفه الشريف أراد منهم أن يجعلوه القرآن الرسمي للدولة ويتبعه المسلمون ويعتمدوه فيوحدوا عليه مصاحفهم ، فهو إملاء رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وفيه من التنـزيل ما لا يوجد في غيره إلا القليل ، ولكن حينما رفضوا مصحفه ونبذوه وراء ظهورهم لم يكتف أمير المؤمنين عليه السلام بـهذا الحد بل حاول نزع فتيل الفرقة والاختلاف بالدعوة لتوحيد المسلمين تحت أي مصحف آخر يؤدي الغرض وإن لم يشتمل على التنـزيل والتفسير بشرط اشتماله
              على النص القرآني ، وكان يشتد قلقه عليه السلام على القرآن وهو يزاد فيه وينقص يوما بعد يوم باجتهادات من فلان ورأي من فلان آخر ، فقد جاء أمير المؤمنين إلى ابن الخطاب زمن تأمره على الناس وأشار الأمير عليه السلام على ابن الخطاب بجمع نسخة واحدة من القرآن تكون رسمية للدولة وعلى إثر ذلك تتوحد وتلتف حولها جماهير المسلمين وتعتمدها الدولة وترعاها لما لها من تسلط على الناس ، من باب إن الله يزع في السلطان ما لا يزع في القرآن ، فاستجاب ابن الخطاب للفكرة ، لكنه سريعا ما قتل ، وركدت تلك الحركة وقتلت في مهدها ، ومن الطبيعي أن تزداد اختلافات القراء واجتهادات السلف في نصوص القرآن مع طول المدة ، فجاء أمير المؤمنين عليه السلام لابن عفان ثالث القوم بعد أن جاء أول مرة حين أعطاهم الكتاب كاملا وثانيا زمن عمر حينما طرح الفكرة عليه وهاهي الثالثة لعل الله يحدث بعد ذلك أمرا .


              وفى موقع شيعي آخر نقرأ ما يلي :

              ولم ينتقد أحدٌ من المسلمين عثمان على جمعه المسلمين على قراءةٍ واحدةٍ ؛ لأنّ اختلاف القراءة يؤدّي إلى اختلاف بين المسلمين لا تحمد عقباه، وإلى تمزيق صفوفهم وتفريق وحدتهم وتكفير بعضهم بعضاً، غاية ما قيل فيه هو إحراقه بقية المصاحف حتى سمّوه: حَرّاق المصاحف، حيث أصرّ البعض على عدم تسليم مصاحفهم كابن مسعود.

              وقد نقل في كتب أهل السنة تأييد أمير المؤمنين الإمام عليّ (عليه السلام) لما فعله عثمان من جمع المسلمين على قراءةٍ واحدةٍ، حيث أخرج ابن أبي داود في (المصاحف) عن سويد بن غفلة قال: قال عليّ رضي الله عنه: "لا تقولوا في عثمان إلاّ خيراً، فو الله ما فعل الذي فعل في المصاحف إلاّ عن ملاٍَ منّا" ؛ قال: "ما تقولون في هذه القراءة؟ فقد بلغني أنّ بعضهم يقول: إنّ قراءتي خيرٌ من قراءتك، وهذا يكاد يكون كفراً". قلنا: "فما ترى؟" قال: "أرى أن يُجْمَع الناس على مصحف واحد، فلا تكون خرقة ولا اختلاف". قلنا: "فنعم ما رأيت"4!

              وروي أنّه (عليه السلام) قال: "لو وليّت لعملت بالمصاحف التي عمل بها عثمان"5،



              والآن ان اصررت على رأيك

              أمامك ثلاث اختيارات

              الأول : الإعتقاد بتحريف الكتاب

              الثاني : الإعتقاد بكفر الخليفة الثاني عمر بن الخطاب رضي الله عنه .. وكفر أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها .. لأن من يتعمد تحريف القرآن الكريم كافر بالإجماع

              الثالث : تكذيب الروايات والإعتقاد بأنها لم تصدر عن عمر رضي الله عنه ولا عن عائشة رضي الله عنها .. وبالتالي فلا مجال ولا حق لكم في التشنيع عليهما .


              هذه هي الحيارات الثلاثة أو تستعين بصديق

              نسأل الله لنا ولكم العافية
              إنْ أبْطـَأتْ غـَارَةُ الأرْحَامِ وابْـتـَعـَدَتْ، فـَأقـْرَبُ الشيءِ مِنـَّا غـَارَةُ اللهِ
              يا غـَارَةَ اللهِ جـِدّي السـَّيـْرَ مُسْرِعَة في حَلِّ عُـقـْدَتـِنـَا يَا غـَارَةَ اللهِ
              عَدَتِ العَادونَ وَجَارُوا، وَرَجَوْنـَا اللهَ مُجـيراً
              وَكـَفـَى باللهِ وَلـِيـَّا، وَكـَفـَى باللهِ نـَصِيراً.
              وَحَسْبُنَا اللهُ وَنِعْمَ الوكيلُ, وَلا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إِلاّ بِاللهِ العَلِيِّ العَظِيمِ.

              تعليق

              • mmogy
                كاتب
                • 16-05-2007
                • 11282

                #37
                الأخ المقداد

                تقول :

                1- انكم من يقول بتحريف القرآن وليس نحن وعليك الرجوع الى المداخلات اعلاه (اذا لم تمسح)

                وكل المصادر هي من كتبكم المعتبرة فهل انتم منتهون .؟



                للأسف الشديد أن لم تفهم ولم ترد سؤالي الذي قلت فيه :
                لقد سألتك سؤالا لم تجبني عليه حتى وقتنا هذا .. هل سبق أن اتهم أحد من الصحابة أو آل البيت سيدنا عمر رضي الله عنه ( أو أهل السنة ) بتحريف القرآن الكريم ؟؟ أم أن هذه التهمة جديدة اخترعها بعض شيعة اليوم لاسيما الصفويون ؟؟

                من يالمقداد .. من أئمتكم وسلفكم ومفسريكم قد اتهموا أهل السنة والجماعة وعلى رأسهم عمرا وهم جمهور أهل الإسلام بهذه الفرية الكاذبة التي ترددها دون اكتراث .

                من أين جئت بهذه الفرية الكاذبة .. التي ابتدعها الخوئي سامحه الله فى القرن الفائت .. أم أن شيعة اليوم قد اكتشفوا فجأة أن أهل السنة وعمرا يقولون بالتحريف .. وهذا مما فات الأئمة المعصومين عندكم وأكابر علمائكم .

                أرجو ألا تتهرب من هذا السؤال المهم جدا .. وأن تذكر لنا بالتحديد بعض أقوال أئمتكم وسلفكم بأن أهل السنة يقولون بالتحريف وحاشاهم .





                2-منذ بداية المداخلات اطالبك بدليل واحد على الايات التي ذكرتها انها منسوخة لم تاتيني به

                !!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!لعلها تحسسك

                3- قلناحتى اذا وجد دليل في علم الاصول على آية من القران انها منسوخة من الجناية على القرآن ان

                نعمم الحكم على الايات الاخرى فلم تجب على هذه النقطة !!!!!!!!!.

                4-قلنا ان ناتي للموضوع آية بعد آية ورواية بعد رواية لكن (ان سمعت او ناديت حيا فلا حياة لمن تنادي

                )

                5- متمسك بالنسخ لانك لا تملك دليل غيره.على رغم الايات التي ذكرتها والروايات التي هي من

                كتبكم المعتبرة تقول عكس ذالك كما هو قول عمر ابن الخطاب .واليك المصدر اعلاه فراجع وتمعن



                للأسف الشديد أيضا لقد نقلت لك أقوالا من أئمة الشيعة ومفسريهم تقر وتعترف بنسخ التلاوة .. ونقلت لك روايات عن الإمام على رضي الله عنه .. وهو ما يعني أن نسخ التلاوة يختلف كلية عن تحريف القرآن .. وقد ذكرت لك الفرق الجوهري بينهما .. ولقد تغاضيت عن ذلك كله .

                وأما تعقب الآيات المنسوخة تلاوة .. آية بعد آية .. فلا أجد فيه فائدة تذكر .. المهم أن نسخ التلاوة جائز عقلا وشرعا والسنة والشيعة يفرقون تماما بين نسخ التلاوة وبين التحريف .. وفقا لما نقلناه عن الإمام علي رضي الله عنه وبعض أئمنكم .. وأما النظر في المنسوخ تلاوة وحكما .. آية آية فهذا مما لا فائدة مرجوه منه ..لأن المنسوخ تلاوة غير محصور في الروايات .. بل هو كثير جدا .. وقد أنساه الله لنبيه صلى الله عليه وسلم وللمؤمنين من بعده .. إلا ما بقي حكمه فقد بقيت روايات تروى بالمعنى لحكمة بقاء الحكم ..

                ( سنقرئك فلا تنسى إلا ماشاء الله ) .... وقد أؤلفت فيه كتب كثيرة وتعقبها العلماء واختلفوا في بعضها .. ذلك لأن الروايات التي تحدثت عن نسخ التلاوة .. فيها الصحيح وفيها الحسن وفيها الضعيف ..

                وولكن الذي يهمنا كما قلت

                -اتفاق جمع غفير من السنة والشيعة على جواز نسخ الآيات تلاوة وحكما .. أو تلاوة وبقاء الحكم كما

                اسلفنا عند الحديث عن روايات الإمام علي كرم الله وجهه عند الحديث عن الرجم .

                - تفريق السلف سنة وشيعة بين نسخ التلاوة وبين تحريف القرآن .. ولم يخالف ذلك إلا بعض الطائفيين في عصرنا الحاضر .





                6-سالتك عن (هل يوجد نسخ في الايات القرانية بعد حياة رسول الله )!!فقلت كلا .
                فارشدتك الى جمة احاديث من لسان عمر ولسان عائشة يقولان مات رسول الله وهن من القرآن .



                مرة ثالثة أقول : للأسف الشديد أن لاتقرأ .. أو تقرأ وأنت متوتر .. لأنني قد أجبتك في عدة مواضع عن هذا الأمر حيث قلت لك :




                1- ياسيدي الفاضل

                بالنسبة لحديث أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها .. وقولها ( فتوفي رسول الله صلى الله عليه وسلم وهن فيما يقرأ من القرآن ) .. أي غرابة أو شبهة في ذلك .. وقد مر علينا انزعاج المسلمين وعلى رأسهم الإمام علي رضي الله عنه من اختلاط الأمر على كثير من القراء .. حتى اصر على جمع القرآن الكريم كله عقب وفاة النبي صلى الله عليه وسلم .. فإذا كان الأمر لم يسلم وفقا لكلام الإمام علي رضي الله عنه من اختلاط القرآن بالتفسير والإجتهادات التفسيرية التي دونها الصحابة بجوار آي القرآن الكريم .. حتى نسب إليه الشيعة أنه أول من دعا إلى جمع المصحف وتخليصه من الزيادات والحواشي .. فأي غرابة في استمرار بعض المسلمين قراءة آية بل آيات .. نسخت ورفعت بموت النبي صلى الله عليه وسلم .. أو على حد تعبير سيدنا عمر ذهبت بذهاب محمد صلى الله عليه وسلم .. وتسليط الله للداجن ( رغم أن هذا الجزء من الحديث موضوع ) .. بل لو صح لصارت معجزة من معجزات الله عزوجل وكان أمر الله قدرا مقدورا .

                2- من تفسير الإباضية :

                وعن عائشة ـ رضى الله عنها: كان فيما أنزل عشر رضعات معلومات، فنخست بخمس معلومات فتوفى رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ وهن مما يُقرأ من القرآن، رواه البخارى ومسلم،

                والمعنى أنهُ قارب رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ الوفاة وقد نسخت التلاوة ولم يبلغ نسخها بعض الناس، فكان يقرؤها بعد نسخها. وبعض بعد وفاته ـ صلى الله عليه وسلم ـ وقال أبو موسى الأشعرى: نزلت ثم رفعت، وقال مكى: هذا المثال فيه المنسوخ غير متلو ولا أعلم له نظيراً،








                7- انتم ممن يتهم الخليفة الثاني بالكفر ليس نحن .هل رايتني جئت برواية واحدة من روايات اهل البيت .بل كلها من رواياتكم .


                وهذا دليل رابع على أنك لم تقرأ ما كتبته .. أو أنك مبرمج على وضع معين يمنعك من استيعاب ما أكتبه فلقد ذكرت لك في احدى ردودي :


                والمفآجأة أن الإمام علي رضي الله عنه روى هذه الآية وأشار إلى كونها من القرآن الكريم المنسوخ وسوف أذكر لك حديثه .. ففي كتاب وسائل الشيعة للحر العاملي جاء فيه ما يلي :

                [ 34210 ] 3 ـ وعن علي بن إبراهيم ، عن محمد بن عيسى بن عبيد ، عن يونس ، عن سماعة ، عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) قال : الحرّ والحرّة إذا زنيا جلد كلّ واحد منهما مائة جلدة ، فأما المحصن والمحصنة فعليهما الرجم .
                [ 34211 ] 4 ـ وبالإسناد ، عن يونس ، عن عبدالله بن سنان ، عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) قال : الرجم في القرآن قول الله عزّ وجلّ : إذا زنى الشيخ والشيخة فارجموهما البتة فانهما قضيا الشهوة
                [ 34225 ] 18 محمد بن علي بن الحسين بإسناده عن هشام بن سالم ، عن سليمان ابن خالد ، قال : قلت : لأبي عبدالله ( عليه السلام ) : في القرآن رجم ؟ قال : نعم ، قلت : كيف ؟ قال : الشيخ والشيخة فارجموهما البتة فانهما قضيا الشهوة

                هذا طبعا بالإضافة إلى عدة روايات أخرى وردت في نفس الموضوع تركتها للإختصار .. ويمكنك الرجوع إليها على الرابط التالي

                شبكة على الانترنت ، ذات هدف جاد ملتزم ، إسلاميّة المضمون ، متنوّعة الخدمات ، تناغم الناس كافة ، بكلّ فئاتهم ، متسامية فوق الانتماءات الدينية والطائفيّة والقوميّة والسياسيّة ، معرضة عن أساليب الإثارة والدعاية والطعن والتحريض ، نائية عن الاجترار والاستهلاك المملّين ، مدركة مفهوم المهنية والتخصّص ، غير متناسية أبداً توفير المتعة الممكنة للزائر المكرّم.



                كما نقلت لك قول الشيعة بأن الإمام علي رضي الله عنه

                وكان يشتد قلقه عليه السلام على القرآن وهو يزاد فيه وينقص يوما بعد يوم باجتهادات من فلان ورأي من فلان آخر ، فقد جاء أمير المؤمنين إلى ابن الخطاب زمن تأمره على الناس وأشار الأمير عليه السلام على ابن الخطاب بجمع نسخة واحدة من القرآن تكون رسمية للدولة وعلى إثر ذلك تتوحد وتلتف حولها جماهير المسلمين وتعتمدها الدولة وترعاها لما لها من تسلط على الناس ، من باب إن الله يزع في السلطان ما لا يزع في القرآن ، فاستجاب ابن الخطاب للفكرة ، لكنه سريعا ما قتل ، وركدت تلك الحركة وقتلت في مهدها ، ومن الطبيعي أن تزداد اختلافات القراء واجتهادات السلف في نصوص القرآن مع طول المدة ، فجاء أمير المؤمنين عليه السلام لابن عفان ثالث القوم بعد أن جاء أول مرة حين أعطاهم الكتاب كاملا وثانيا زمن عمر حينما طرح الفكرة عليه وهاهي الثالثة لعل الله يحدث بعد ذلك أمرا .

                فماذا تفهم من ذلك النقل ؟؟؟


                7- انتم ممن يتهم الخليفة الثاني بالكفر ليس نحن .هل رايتني جئت برواية واحدة من روايات اهل البيت .بل كلها من رواياتكم .



                سبحان هذا بهتان عظيم .. وكذب صريح .. فلم يتهم أحد لامن السنة ولا من علماء الشيعة الأوائل .. عمر بن الخطاب رضي الله عنه بالتحريف .. بل نقلت لك أن الإمام علي كرم الله وجهه أشار على عمر رضي الله عنه بجمع القرآن لصيانته من التحريف .. وقلت لك كيف يشاور على عمرا .. وهو متهم عندكم بالتحريف ؟؟؟؟؟

                بل الكثيرون قد أجمعوا على أن ما روي عن عمر رضي الله عنه فإنما هو من المنسوخ تلاوة .. فهلا ذكرت لنا المصدر الذي استقيت منه هذه الفرية الكاذبة .







                9-طالبتني في بداية المداخلات ان آتي بالدليل على ان رسول الله هو الذي اسس التشيع وذكرت لك المصادر وكانك لم تقراها واذا اردت الدليل مرة ثانية ليس عليك الا ان تكتب كلمتي (راضيين مرضيين )وسوف ترى ما لا يسرك



                والله أمرك محير حقا .. فقد أجبتك عن ذلك .. وقلت لك أن ثمة فرق بين التشيع الذي هو دعوة إلى محبة آل البيت .. وقلت أن هذا المعنى مقبول تماما .. حتى تفضيل الأمام علي رضي الله عنه على الإمامين الجليلين أبو بكر وعمر .. حتى وإن خالف الرأي الراجح عند أهل السنة .. إلا أنه خلاف مقبول ليس معه تضليل ولا تكفير .. والدليل المادي على كلامي هو اعتبار سنن النسائي ومستدرك الحاكم من الكتب المعتمدة عند أهل السنة .. كما أن أئمة الشيعة الأوائل من المشهود لهم بالعدالة والعلم والفقه .. ويكفي ان تعرف أن شيخ أبي حنيفة رضي الله عنه هو الإمام الصادق رضي الله عنه .. فليسن لدينا أية حساسيات اطلاقا .. بل نحن نعتبر أنفسنا بهذا المعنى الذي ذكرته عن التشيع .. من شيعة آل البيت .. وقد كان للإمام الشافعي رضي الله عنه بيتا من الشعر يقول فيه
                إن كان رفضا حب آل محمد .. فليشهد الثقلان أني رافضي .


                أما التشيع كمذهب .. والذي يقوم على العداء السافر لصحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم وادعاء الإمامة الإلهية وأنها قي اثني عشر اماما .. فلم يتبلور إلا في القرن الثالث الهجري .. ولم يعرف القرن الأول شيئا اسمه الإمامة الإثنى عشرية .. وقد تعقب أحد كبار علماء الشيعة هذه المقولة بالتفنيد وناظر كبار علماء المذهب وأثبت كذب هذه العقيدة الإثنا عشرية .. والتي خلا منها كتاب الله وسنة النبي صلى الله عليه وسلم .. وهو ما دعا كثير من أكابر الشيعة الإمامية إلى القول بتحريف القرآن الكريم .. وقد امتلأت كتب التفسير الشيعي بهذه الفرية .. أو اتبع بعضهم اسلوب الإقحام في التفسير بما لايحتمله السياق ولا اللغة .. كما ذكر الكليني في الكافي أكثر من 2000 رواية تؤكد على تحريف القرآن .. ( وأنت بسلامتك تأتي وبلا وازع من ضمير ولا أثارة من حياء ، وتقول بالفم المليان أنه لا توجد رواية واحدة شيعية تقول بتحريف القرآن ) .. وقد عقد الكاشاني أحد كبار المفسرين الشيعة بابا في مقدمة التفسير عن تحريف القرآن بتدخل بشري .. وهو أيضا ما دعا الشيعة إلى التبرأ من كتاب الكليني عند اللزوم .. والتمسك به عند اللزوم أيضا .. ولذلك سألت في اول كلامي عن المرجعية الشيعية التي نحتكم إليها ولكنك لم تفهم كلامي أو غطرشت عليه .





                10-تادبوا مع المذاهب الاسلامية الاخرى وافتحوا قلوبكم وآذانكم لكل مذهب يعد مسلما ولا تكفروا ما شئتم وتحجموا ما اردتتم .اتقوا الله.


                لاتحاسبني إلا بما أكتبه أنا بقلمي .. وليتك توجه هذه النصيحة لنفسك أولا .. فكلامك للأسف الشديد مستفز للغاية .. كما أن كثيرا من المواقع الشيعية تطفح بأساليب مستفزة وبعضها وبعض مواقع الوهابية والنصرانية والعلمانية أيضا .. لاتدخل البيوت من أبوابها .. ولا تتعرف على المذاهب والأديان من أصولها ومحكمها .. وانما تعتمد على اثارة الشبهات والنبش في الكتب بحثا عن الغريب والشاذ والمشكل من الحديث .. وهؤلاء ينطبق عليهم قول الله عزوجل وأما الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله .. واللهم اجعلنا من المتقين .




                11- تاريخكم مملوء بدمائنا وقتلنا وتشريدنا منذ هجومكم على دارنا دار فاطمة ابنة محمد صلى الله عليه وآلة وكسر ضلعها ودار علي ابن ابي طالب .و قتله في المحراب والى قتل الحسن بالسم وهو خالكم معاوية والى قتل الحسين وهو خالكم يزيد والى بني اميه والى بني العباس والى يومنا هذا فهل انتم منتهون ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟


                هاأنت تدخل بنا في سكك اخرى .. وإن كانت تتناول قضايا مهمة لمناقشة الأسباب الداعية إلى التباغض المذهبي ، وبالطبع لن أنجرف معك في الرد الآن .. لأننا نتحدث فقط عن نسخ التلاوة والتحريف .


                أتمنى أن تهدأ قليلا .. فنحن هنا في الملتقى نرفض الأساليب الطائفية في النقاش .. ونرفض اساليب القاء الحجارة والأوساخ على المذاهب .. كما نرفض قلة الأدب في الحوار .. ونرفض كذلك أن نكون نسخة من بعض المنتديات الشيعية والوهابية التي تسلك مسلك قطاع الطريق وليس الهداة المهديين .


                نسأل الله لنا ولكم العافية .
                إنْ أبْطـَأتْ غـَارَةُ الأرْحَامِ وابْـتـَعـَدَتْ، فـَأقـْرَبُ الشيءِ مِنـَّا غـَارَةُ اللهِ
                يا غـَارَةَ اللهِ جـِدّي السـَّيـْرَ مُسْرِعَة في حَلِّ عُـقـْدَتـِنـَا يَا غـَارَةَ اللهِ
                عَدَتِ العَادونَ وَجَارُوا، وَرَجَوْنـَا اللهَ مُجـيراً
                وَكـَفـَى باللهِ وَلـِيـَّا، وَكـَفـَى باللهِ نـَصِيراً.
                وَحَسْبُنَا اللهُ وَنِعْمَ الوكيلُ, وَلا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إِلاّ بِاللهِ العَلِيِّ العَظِيمِ.

                تعليق

                • mmogy
                  كاتب
                  • 16-05-2007
                  • 11282

                  #38
                  أهلا بالمقداد

                  اسمح لي أولا أن أوضح للقارىء مدى صحة كلامك الذي حاولت فيه التدليس على موقف الشيعة من تحريف القرآن من عدمه .. ومحاولة تجميل مذهبكم بقولك :

                  بسبب وجود روايات في مصادرهم تضيف إلى الآية كلمة تفسيرية أو ما شابه؟!

                  وللقارىء أن يحكم إن كنت صادقا فيما نقلت وقلت أم كنت خلاف ذلك .


                  ثم بعد ذلك أرد على كل أسئلتك التي طرحتها حول ما عرف بألأحرف السبعة .


                  في مقدمة تفسير الصافي للكاشاني :


                  المقدمة السادسة

                  في نبذ مما جاء في جمع القرآن وتحريفه وزيادته ونقصه وتأويل ذلك :

                  ( هكذا بكل صراحة ووضوح ودون لف أو دوران ودون محاولة لتفسير ذلك بأي تفسير مقبول .. كالقول بنسخ التلاوة أو القراءة بالأحرف السبعة )


                  وفي الكافي عن محمد بن سليمان عن بعض أصحابه عن أبي الحسن عليه السلام قال : قلت له : جعلت فداك إنا نسمع الآيات في القرآن ليس هي عندنا كما نسمعها ولا نحسن أن نقرأها كما بلغنا عنكم فهل نأثم فقال لا اقرأوا كما تعلمتم فسيجيئكم من يعلمكم .



                  أقول : يعني به صاحب الأمر عليه السلام .

                  وبإسناده عن سالم بن سلمة قال :

                  قرأ رجل على أبي عبد الله عليه السلام وأنا أستمع حروفا من القرآن ليس على مايقرؤها الناس .

                  فقال أبو عبد الله عليه السلام : كف عن هذه القراءة وإقرأ كما يقرأ الناس حتى يقوم القائم عليه السلام فإذا قام قرأ كتاب الله تعالى على حده واخرج المصحف الذي كتبه علي عليه السلام ،

                  وقال :

                  أخرجه علي عليه السلام إلى الناس حين فرغ منه وكتبه ، فقال لهم هذا كتاب الله كما أنزله الله على محمد ( صلى الله عليه وآله ) وقد جمعته بين اللوحين فقالوا هوذا عندنا مصحف جامع فيه القرآن لا حاجة لنا فيه فقال : أما والله ما ترونه بعد يومكم هذا أبدا إنما كان عليَّ أن اخبركم حين جمعته لتقرؤه .

                  (بمعنى أن الإمام علي وفقا للرواية الشيعية ذهب للصحابة وقال لهم هذا هو كتاب الله .. فلما رأوا فيه ما يسوؤهم قال لهم والله ماانتم شايفينه بعينكو تاني إلا بعد عمر طويل عند خروج القائم بأمر الله .. وخليكو كدا بدون قرآن حقيقي وكامل طوال هذه القرون .. وافرحوا بقى بالقرآن بتاعكم المحرف والناقص واتهنوا )

                  ثم يتساءل أخونا المقداد ويقول :
                  لماذا تشنون حملة على الشيعة وتتهمونهم بالقول بتحريف القرآن بسبب وجود روايات في مصادرهم تضيف إلى الآية كلمة تفسيرية أو ما شابه؟!


                  فهل هي مجرد كلمة تفسيرية أو ماشابه ؟؟؟؟؟؟؟ ومن نصدق المقداد أم الأمام علي رضي الله عنه ؟؟؟؟؟؟؟


                  ولكن انتظروا فلدينا من المفآجات ما يشيب لها الولدان .



                  وبإسناده عن البزنطي قال :
                  دفع أبو الحسن عليه السلام مصحفا وقال : لا تنظر فيه ففتحته وقرأت فيه لم يكن الذين كفروا فوجدت فيه اسم سبعين رجلا من قريش بأسمائهم وأسماء آبائهم . قال : فبعث إليّ إبعث إليّ بالمصحف .


                  وفي تفسير العياشي عن أبي جعفر عليه السلام قال :

                  لولا إنه زيد في كتاب الله ونقص ما خفي حقنا على ذي حجى ولو قد قام قائمنا فنطق صدقه القرآن .


                  ( وهنا يثبت الزيادة أيضا وليس النقصان فقط )

                  وفيه عن أبي عبد لله عليه السلام قال :

                  لو قرأ القرآن كما أنزل لألفيتنا فيه مسمين .


                  وفيه عنه عليه السلام

                  ان في القرآن ما مضى وما يحدث وما هو كائن كانت فيه أسماء الرجال فألقيت وإنما الاسم الواحد منه في وجوه لا تحصى يعرف ذلك الوصاة .

                  وفيه عنه عليه السلام

                  إن القرآن قد طرح منه آي كثيرة ولم يزد فيه إلا حروف قد أخطأت به الكتبة وتوهمتها الرجال ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟


                  طبعا علامات الإستفهام من عندي



                  وروى الشيخ أحمد بن أبي طالب الطبرسي طاب ثراه في كتاب الاحتجاج في جملة إحتجاج أمير المؤمنين عليه السلام على جماعة من المهاجرين والأنصار

                  أن طلحة قال له عليه السلام في جملة مسائله عنه يا أبا الحسن شيء اريد أن أسألك عنه رأيتك خرجت بثوب مختوم فقلت أيها الناس إني لم أزل مشتغلا برسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بغسله وكفنه ودفنه ثم اشتغلت بكتاب الله حتى جمعته فهذا كتاب الله عندي مجموعا لم يسقط عني حرف واحد ولم أر ذلك الذي كتبت ألفت وقد رأيت عمر بعث إليك أن أبعث به إليَّ فأبيت أن تفعل

                  ( وهكذا يمتنع الإمام علي وفقا لهذه الرواية للمرة الثانية عن اظهار كتاب الله وارساله للخليفة عمر ليستعين به في جمع القرآن وحفظه .)


                  فدعا عمر الناس فإذا شهد رجلان على آية كتبها وإن لم يشهد عليها غير رجل واحد أرجأها فلم يكتب .. فقال عمر وأنا أسمع إنه قد قتل يوم اليمامة قوم كانوا يقرؤن قرآنا لا يقرؤه غيرهم فقد ذهب وقد جاءت شاة إلى صحيفة وكتاب يكتبون فأكلتها وذهب ما فيها والكاتب يومئذ عثمان وسمعت عمر وأصحابه الذين ألفوا ما كتبوا على عهد عمر وعلى عهد عثمان يقولون ان الأحزاب كانت تعدل سورة البقرة وأن النور نيف ومائة آية والحجر تسعون ومائة آية فما هذا وما يمنعك يرحمك الله أن تخرج كتاب الله إلى الناس وقد عمد عثمان حين أخذ ما ألف عمر فجمع له الكتاب وحمل الناس على قراءة واحدة فمزق مصحف أُبي بن كعب وابن مسعود وأحرقهما بالنار .


                  ( وهنا نجد طلحة يتوسل إلى الإمام علي أن يخرج القرآن الصحيح الذي أخفاه عن الأمة حتى ينقذ القرآن من الضياع ولكنه يرفض ايضا )

                  فقال له علي : يا طلحة إن كل آية أنزلها الله عز وجل على محمد صلى الله عليه وآله عندي بإملاء رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وخط يدي وتأويل كل آية أنزلها الله على محمد صلى الله عليه وآله وسلم وكل حلال وحرام أو حد أو حكم أو شيء يحتاج إليه الأمة إلى يوم القيامة مكتوب بإملا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وخط يدي حتى أرش الخدش .

                  قال طلحة كل شيء من صغير أو كبير أو خاص أو عام كان أو يكون إلى يوم القيامة فهو عندك مكتوب .

                  قال : نعم وسوى ذلك إن رسول الله صلى الله عليه وآله أسرّ إليَّ في مرضه مفتاح ألف باب من العلم يفتح كل باب ألف باب ولو أن الامة منذ قبض رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم اتبعوني وأطاعوني لأكلوا من فوقهم ومن تحت أرجلهم وساق الحديث إلى أن قال :

                  ثم قال طلحة : لا أراك يا أبا الحسن أجبتني عما سألتك عنه من أمر القرآن ألا تظهره للناس .

                  قال يا طلحة عمدا كففت عن جوابك فأخبرني عما كتب عمر وعثمان أقرآن كله أم فيه ما ليس بقرآن ؟ !

                  قال طلحة بل قرآن كله .

                  قال إن أخذتم بما فيه نجوتم من النار ودخلتم الجنة فان فيه حجتنا وبيان حقنا وفرض طاعتنا .

                  قال طلحة : حسبي أما إذا كان قرآنا فحسبي .

                  ( وهنا لاتفهم المقصود .. فالكلام يناقض بعضه بعضا )

                  ثم قال طلحة : فأخبرني عما في يديك من القرآن وتأويله وعلم الحلال والحرام إلى من تدفعه ومن صاحبه بعدك ؟

                  قال عليه السلام : إن الذي أمرني رسول الله صلى الله عليه وآله أن أدفعه إليه وصيي وأولى الناس من بعدي بالناس إبني الحسن ثم يدفعه إبني الحسن إلى إبني الحسين عليهما السلام ثم يصير إلى واحد بعد واحد من ولد الحسين عليه السلام حتى يرد آخرهم على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم حوضه هم مع القرآن لا يفارقونه والقرآن معهم لا يفارقهم ألا أن معاوية وابنه سيليانها بعد عثمان ثم يليها سبعة من ولد الحكم بن أبي العاص واحد بعد واحد تكملة إثني عشر إمام ضلالة وهم الذين رأى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم على منبره يردون الأمة على أدبارهم القهقرى عشرة منهم من بني أمية ورجلان أسسا ذلك لهم وعليهما مثل جميع أوزار هذه الأمة إلى يوم القيامة .


                  ويقول في موضع آخر مؤكدا من خلال تفسير آيه من كتاب الله تحريف الصحابة للقرآن حيث تقول الرواية الشيعية :

                  وبقوله ( يريدون أن يطفئوا نور الله بأفو ههم ويأبى الله إلا أن يتم نوره ) يعني أنهم أثبتوا في الكتاب ما لم يقله الله ليلبسوا على الخليقة فأعمى الله قلوبهم حتى تركوا فيه ما دل على ما أحدثوه فيه وحرفوه منه وبين عن إفكهم وتلبيسهم وكتمان ما علموه منه ولذلك قال لهم لم تلبسون الحق بالباطل وتكتمون الحق


                  ويفسر آية أخرى ليؤكد تحريف الصحابة لكتاب الله حيث وأن ذلك لايتعارض مع حفظ الله لكتابه .. حيث يقول :

                  وضرب مثلهم بقوله : ( فأما الزبد فيذهب جفاء وأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض )

                  فأما الزبد في هذا الموضع كلام الملحدين الذين أثبتوه في القرآن فهو يضمحل ويبطل ويتلاشى عند التحصيل والذي ينفع الناس منه فالتنزيل الحقيقي الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه والقلوب تقبله والارض في هذا الموضع هي محل العلم وقراره وليس يسوغ مع عموم التقية التصريح بأسماء المبدلين ولا الزيادة في آياته على ما أثبتوه من تلقائهم في الكتاب لما في ذلك من تقوية حجج أهل التعطيل والكفر والملل المنحرفة عن قبلتنا وابطال هذا العلم الظاهر الذي قد استكان له الموافق والمخالف بوقوع الاصطلاح على الايتمار لهم والرضا بهم ولأن أهل الباطل في القديم والحديث أكثر عددا من أهل الحق ولأن الصبر على ولاة الأمر مفروض لقول الله عز وجل لنبيه صلى الله عليه وآله وسلم فاصبر كما صبر أولوا العزم من الرسل ، وايجابه مثل ذلك على أوليائه وأهل طاعته بقوله لقد كان لكم في رسول الله اسوة حسنة . فحسبك من الجواب عن هذا الموضع ما سمعت فان شريعة التقية تحظر التصريح بأكثر منه

                  ثم قال عليه السلام :

                  وأما ما ذكرته من الخطاب الدال على تهجين النبي صلى الله عليه وآله وسلم والإزراء به والتأنيب له مع ما أظهره الله تبارك وتعالى في كتابه من تفضيله إياه على سائر أنبيائه فان الله عز وجل جعل لكل نبي عدوا من المشركين كما قال في كتابه وبحسب جلالة منزلة نبينا صلى الله عليه وآله وسلم عند ربه كذلك عظم محنته بعدوه الذي عاد منه إليه في حال شقاقه ونفاقه كل أذى ومشقة لدفع نبوته وتكذيبه إياه وسعيه في مكارهه وقصده لنقض كل ما أبرمه واجتهاده ومن مالاه على كفره وعناده ونفاقه وإلحاده في ابطال دعواه وتغيير ملته ومخالفة سنته ولم ير شيئا أبلغ في تمام كيده من تنفيرهم عن موالاة وصيه وايحاشهم منه وصدهم عنه وإغرائهم بعدواته والقصد لتغيير الكتاب الذي جاء به واسقاط ما فيه من فضل ذوي الفضل وكفر ذوي الكفر منه وممن وافقه على ظلمه وبغيه وشركه
                  ولقد علم الله ذلك منهم فقال ( إن الذين يلحدون في آياتنا لا يخفون علينا ) ، وقال ( يريدون أن يبدلوا كلام الله ) ، ولقد احضروا الكتاب كملا مشتملا على التأويل والتنزيل والمحكم والمتشابه والناسخ والمنسوخ لم يسقط منه حرف ألف ولا لام فلما وقفوا على ما بينه الله من أسماء أهل الحق والباطل وإن ذلك إن ظهر نقض ما عقدوه قالوا لا حاجة لنا فيه نحن مستغنون عنه بما عندنا ، ولذلك قال : ( فنبذوه وراء ظهورهم واشتروا بآياتي ثمنا قليلا فبئس ما يشترون ) ،




                  ثم دفعهم الاضطرار بورود المسائل عليهم عما لا يعلمون تأويله إلى جمعه وتأليفه وتضمينه من تلقائهم ما يقيمون به دعائم كفرهم فصرح مناديهم من كان عنده شيء من القرآن فليأتنا به ووكلوا تأليفه ونظمه إلى بعض من وافقهم إلى معاداة أولياء الله فألفه على اختيارهم وما يدل للتأمل على اختلال تمييزهم وافترائهم وتركوا منه ما قدروا أنه لهم وهو عليهم وزادوا فيه ما ظهر تناكره وتنافره وعلم الله أن ذلك يظهر ويبين فقال ذلك مبلغهم من العلم وانكشف لأهل الاستبصار عوراهم وافتراؤهم والذي بدأ في الكتاب من الإزراء على النبي صلى الله عليه وآله وسلم من فرية الملحدين ولذلك قال يقولون منكرا من القول وزورا .

                  ويذكر جل ذكره لنبيه صلى الله عليه وآله وسلم ما يحدثه عدوه في كتابه من بعده بقوله :

                  ( وما أرسلنا من قبلك من رسول ولا نبي إلا إذا تمنى ألقى الشيطان في أمنيته فينسخ الله ما يلقى الشيطان ثم يحكم الله آيته ) .


                  قال : واما ظهورك على تناكر

                  قوله : فان خفتم ألا تقسطوا في اليتامى فانكحوا ما طاب لكم من النساء . وليس يشبه القسط في اليتامى نكاح النساء ولا كل النساء أيتام فهو مما قدمت ذكره في إسقاط المنافقين من القرآن وبين القول في اليتامى وبين نكاح النساء من الخطاب والقصص أكثر من ثلث القرآن وهذا وما أشبهه مما ظهرت حوادث المنافقين فيه لأهل النظر والتأمل ووجد المعطلون وأهل الملل المخالفة للاسلام مساغا إلى القدح في القرآن ولو شرحت لك كل ما أسقط وحرف وبدل مما يجري هذا المجرى لطال وظهر ما تحظر التقية إظهاره من مناقب الأولياء ومثالب الأعداء .


                  وفي الرد التالي سنعرف رأي الكاشاني وبعض أئمة الشيعة في هذه الروايات التي يؤكد فيها الإمام علي أن القرآن الذي بين أيدينا غير القرآن الذي أوحى الله به إلى نبيه صلى الله عليه وسلم .. وسوف نرى أقسام التحريف والآيات الكثيرة جدا التي حرفت وفقا للرواية الشيعية .
                  إنْ أبْطـَأتْ غـَارَةُ الأرْحَامِ وابْـتـَعـَدَتْ، فـَأقـْرَبُ الشيءِ مِنـَّا غـَارَةُ اللهِ
                  يا غـَارَةَ اللهِ جـِدّي السـَّيـْرَ مُسْرِعَة في حَلِّ عُـقـْدَتـِنـَا يَا غـَارَةَ اللهِ
                  عَدَتِ العَادونَ وَجَارُوا، وَرَجَوْنـَا اللهَ مُجـيراً
                  وَكـَفـَى باللهِ وَلـِيـَّا، وَكـَفـَى باللهِ نـَصِيراً.
                  وَحَسْبُنَا اللهُ وَنِعْمَ الوكيلُ, وَلا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إِلاّ بِاللهِ العَلِيِّ العَظِيمِ.

                  تعليق

                  • mmogy
                    كاتب
                    • 16-05-2007
                    • 11282

                    #39
                    يقول العلامة الكاشاني صاحب تفسير الصافي معلقا على الروايات السابقة :

                    أقول : المستفاد من جميع هذه الأخبار وغيرها من الروايات من طريق أهل البيت عليهم السلام إن القرآن الذي بين أظهرنا ليس بتمامه كما انزل على محمد صلى الله عليه وآله وسلم بل منه ما هو خلاف ما أنز الله ومنه ما هو مغير ومحرف وإنه قد حذف عنه أشياء كثيرة منها اسم علي عليه السلام في كثير من المواضع ومنها غير ذلك وأنه ليس أيضا على الترتيب المرضي عند الله وعند رسوله صلى الله عليه وآله وسلم .


                    وليس الكاشاني وحده هو الذي قال وأكد بتحريف القرآن تصريحا وبلا تأويل للروايات .. بل نقل أيضا عن على بن ابراهيم من أكابر مفسري الشيعة قوله :


                    وبه قال علي بن إبراهيم قال في تفسيره :

                    وأما ما كان خلاف ما أنزل الله

                    فهو قوله تعالى : ( كنتم خير امة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله .)

                    فقال أبو عبد الله عليه السلام لقارئ هذه الآية : خير امة تقتلون أمير المؤمنين والحسين بن علي عليهما السلام فقيل له كيف نزلت يابن رسول الله فقال إنما نزلت ( خير أئمة أخرجت للناس ) الا ترى مدح الله لهم في آخر الآية تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله ،

                    ومثله إنه قرأ على أبي عبد الله ( الذين يقولون ربنا هب لنا من أزواجنا وذرياتنا قرة أعين واجعلنا للمتقين إماما ).. فقال أبو عبد الله عليه السلام لقد سألوا الله عظيما أن يجعلهم للمتقين إماما فقيل له يا بن رسول الله كيف نزلت

                    فقال : ؟ إنما نزلت : ( واجعل لنا من المتقين إماما . )

                    وقوله تعالى :( له معقبات من بين يديه ومن خلفه يحفظونه من أمر الله ) . فقال أبو عبد الله عليه السلام كيف يحفظ الشيء من أمر الله وكيف يكون المعقب من بين يديه فقيل له وكيف ذلك يا بن رسول الله فقال إنما أُنزلت ( له معقبات من خلفه ورقيب من بين يديه يحفظونه بأمر الله ) ،


                    ومثله كثير


                    ويبين أيضا صاحب التفسير نوعا آخر من التحريف الصريح حسب الرواية الشيعية فيقول :


                    قال : وأما ما هو محذوف عنه فهو قوله : ( لكن الله يشهد بما انزل إليك في علي ) كذا أنزلت .. ( أنزله بعلمه والملائكة يشهدون ) ،

                    وقوله : ( يا أيها الرسول بلغ ما انزل إليك من ربك في علي فإن لم تفعل فما بلغت رسالته ) ،

                    وقوله : ( إن الذين كفروا وظلموا آل محمد حقهم لم يكن الله ليغفر لهم .)

                    وقوله : ( وسيعلم الذين ظلموا آل محمد حقهم أي منقلب ينقلبون ، )

                    وقوله : ( وترى الذين ظلموا آل محمد حقهم في غمرات الموت ، )

                    ومثله كثير


                    نذكره في مواضعه إن شاء الله ( أي في ثنايا التفسير ) .


                    وهنا لايمكن القول اعتقاده بأنها كانت كلمات تفسيرية كما يحاول المقداد تجميل المسألة .. فقول وأما ما هو محذوف عنه .. وقوله : هكذا نزلت .. فيؤكد اعتقاده بحذفها من النص الأصلي .



                    ثم يذكر نوعا آخر من التصريح بتحريف القرآن حسب الرواية الشيعية

                    وهو التقديم والتأخير مع ضرب أمثلة ذكرها علي بن إبراهيم .. حيث يقول :

                    قال : وأما التقديم والتأخير

                    فإن آية عدة النساء الناسخة التي هي أربعة أشهر وعشر قدمت على المنسوخة التي هي سنة وكان يجب أن يقرأ المنسوخة التي نزلت قبل ثم الناسخة التي نزلت بعد .


                    وقوله : أفمن كان على بينة من ربه ويتلوه شاهد منه ومن قبله كتاب موسى إماما ورحمة ، وإنما هو ويتلوه شاهد منه إماما ورحمة ومن قبله كتاب موسى ،


                    وقوله : وما هي إلا حياتنا الدنيا نموت ونحيا وإنما هو نحيي ونموت لأن الدهرية لم يقروا بالبعث بعد الموت وإنما قالوا : نحيي ونموت فقدموا حرفا على حرف ومثله كثير




                    ثم ينتقل إلى نوع ثالث من التحريف حسب الرواية الشيعية فيقول :

                    قال : وأما الآيات التي هي في سورة وتمامها في سورة اخرى


                    فقول موسى : أتستبدلون الذي هو أدنى بالذي هو خير اهبطوا مصر فإن لكم ما سألتم فقالوا : يا موسى إن فيها قوما جبارين وإنا لن ندخلها حتى يخرجوا منها فإن يخرجوا منها فإنا داخلون ، نصف الآية في سورة البقرة ونصفها في سورة المائدة .


                    وقوله : إكتتبها فهي تملى عليه بكرة وأصيلا ، فرد الله عليهم وما كنت تتلو من قبله من كتاب ولا تخطه بيمينك إذا لارتاب المبطلون ، فنصف الآية في سورة الفرقان ونصفها في سورة العنكبوت ومثله كثير

                    بعد ذلك ننقل لكم غدا ان شاء الله تعالى مناقشة الكاشاني للقضية بشكل جدلي على حسب طريقته في التفسير .
                    إنْ أبْطـَأتْ غـَارَةُ الأرْحَامِ وابْـتـَعـَدَتْ، فـَأقـْرَبُ الشيءِ مِنـَّا غـَارَةُ اللهِ
                    يا غـَارَةَ اللهِ جـِدّي السـَّيـْرَ مُسْرِعَة في حَلِّ عُـقـْدَتـِنـَا يَا غـَارَةَ اللهِ
                    عَدَتِ العَادونَ وَجَارُوا، وَرَجَوْنـَا اللهَ مُجـيراً
                    وَكـَفـَى باللهِ وَلـِيـَّا، وَكـَفـَى باللهِ نـَصِيراً.
                    وَحَسْبُنَا اللهُ وَنِعْمَ الوكيلُ, وَلا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إِلاّ بِاللهِ العَلِيِّ العَظِيمِ.

                    تعليق

                    • mmogy
                      كاتب
                      • 16-05-2007
                      • 11282

                      #40
                      الآن سنناقش الفرق بين منهج أهل السنة والجماعة في التعامل مع الروايات التي تنص على زيادة أو نقصان بعض الآيات .. وبين منهج الشيعة في التعامل مع روايات أخرى وردت في كتبهم .

                      فبينما يرى أهل السنة والجماعة أن كل تلك الآيات التي وردت في الروايات أنما هي من نسخ التلاوة أو من الأحرف السبعة والتي سأتناولها بالتقصيل أيضا .. ومن لم يقتنع منهم بمسألة نسخ التلاوة أو الأحرف السبعة .. رد الأحاديث واعتبرها معلولة المتن حتى وإن صحت سندا .

                      لكن من المستحيل أن تجد عالما ينتمي إلى أهل السنة والجماعة يعتقد أو يصرح أو يلمح بأن ثمة تحريف قد أحدثته أيدي البشر قد مس النص القرآني وبقي في مصحف عثمان يقرأ حتى يومنا هذا .. بل يعتقد أن عثمان رضي الله عنه قد حرر كتاب الله المكتوب من كل ما علق به من تفاسير واجتهادات وأحاديث كان يضيفها الصحابة بجانب النص القرآني .. وأن المصحف الذي في أيدينا الآن هو القرآن الكريم الذي أنزل على محمد صلى الله عليه وسلم دون زيادة أو نقص .


                      أما الشيعة باستثناء بعض علمائهم .. فقد اتخذوا من القول بتحريف القرآن مذهبا .. أو صار التحريف حسب تعبير أحدهم ضرورة من ضروريات المذهب لإثبات حقهم في الإمامة .. وأن هذا التحريف استمر منذ أن نبذ الصحابة مصحف علي رضي الله عنه وفقا للرواية الشيعية وحتى يومنا هذا .. حتى رأينا الكاشاني صاحب تفسير الصافي .. يدافع عن القول بتحريف القرآن دفاعا مستميتا .. ويعتبر كل من يطعن في القول بالتحريف شبهه يجب ردها على النحو الذي سنوضحه الآن .

                      ومما يجعلنا مطمئنين ومنحازين لأهل السنة .. أن الآيات المنسوخة تلاوة أوالتي تدخل في نطاق الأحرف السبعة .. لو بقيت أو ذهبت .. فلا تحمل في نفسها مصلحة لأحد من الصحابة .. ولا تزيد أو تنقص في مكانتهم شيئا .. أو في حق من حقوقهم .. ولو استعرضناها جميعا .. فسوف نجد أنها لاتحمل أية مصلحة مذهبية تفيدهم أمام خصومهم ، وبالتالي ينتفي تماما الدافع الشخصي أو المذهبي من تحريف آية زيادة أو نقصانا ..

                      بينما نجد أن دفاع كثير من علماء الشيعة عن تحريف القرآن إنما ينبع من دوافع مذهبية بحتة .. ومنذ أول لحظة وفقا لرواية الشيعة عن الإمام علي .. أو على حد تعبير أحدهم .. يجرون القرص إلى نارهم .. فهم أصحاب مصلحة مذهبية قى القول بالتحريف .. وحتى لايكون كلامنا مرسلا .. سأطرح على حضراتكم دفاع الكاشاني المستميت عن تحريف القرآن .. واعتبار القول بخلاف ذلك شبهة يجب ردها .

                      نسأل الله لنا ولكم العافية
                      إنْ أبْطـَأتْ غـَارَةُ الأرْحَامِ وابْـتـَعـَدَتْ، فـَأقـْرَبُ الشيءِ مِنـَّا غـَارَةُ اللهِ
                      يا غـَارَةَ اللهِ جـِدّي السـَّيـْرَ مُسْرِعَة في حَلِّ عُـقـْدَتـِنـَا يَا غـَارَةَ اللهِ
                      عَدَتِ العَادونَ وَجَارُوا، وَرَجَوْنـَا اللهَ مُجـيراً
                      وَكـَفـَى باللهِ وَلـِيـَّا، وَكـَفـَى باللهِ نـَصِيراً.
                      وَحَسْبُنَا اللهُ وَنِعْمَ الوكيلُ, وَلا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إِلاّ بِاللهِ العَلِيِّ العَظِيمِ.

                      تعليق

                      • mmogy
                        كاتب
                        • 16-05-2007
                        • 11282

                        #41


                        يقول الكاشاني صاحب تفسير الصافي بعد أن استعرض الروايات التي تفيد التحريف :



                        أقول : المستفاد من جميع هذه الأخبار وغيرها من الروايات من طريق أهل البيت عليهم السلام إن القرآن الذي بين أظهرنا ليس بتمامه كما انزل على محمد صلى الله عليه وآله وسلم بل منه ما هو خلاف ما أنز الله ومنه ما هو مغير ومحرف وإنه قد حذف عنه أشياء كثيرة منها اسم علي عليه السلام في كثير من المواضع ومنها غير ذلك وأنه ليس أيضا على الترتيب المرضي عند الله وعند رسوله صلى الله عليه وآله وسلم

                        (1)

                        وهنا يبدأ في طرح أول شبهة تعترض على تحريف الكتاب فيقول :


                        أقول : ويرد على هذا كله إشكال وهو أنه على هذا التقدير لم يبق لنا اعتماد على شيء من القرآن إذ على هذا يحتمل كل آية منه أن يكون محرفا ومغيرا ويكون على خلاف ما أنزل الله فلم يبق لنا في القرآن حجة أصلا فتنتفي فائدته وفائدة الأمر باتباعه والوصية بالتمسك به إلى غير ذلك ، وأيضا قال الله عز وجل : وإنه لكتاب عزيز لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه . وقال : إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون فكيف يتطرق إليه التحريف والتغيير ، وأيضا قد استفاض عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم والأئمة عليهم السلام حديث عرض الخبر المروي على كتاب الله ليعلم صحته بموافقته له وفساده بمخالفته فإذا كان القرآن الذي بأيدينا محرفا فما فائدة العرض مع أن خبر التحريف مخالف لكتاب الله مكذب له فيجب رده والحكم بفساده أو تأويله .


                        ثم يرد على هذا الإشكال ليؤكد وقوع التحريف
                        ( الإشكال الذي يدحض فرية تحريف الكتاب ؟؟؟؟؟ ) فيقول :


                        ويخطر بالبال في دفع هذا الاشكال والعلم عند الله أن يقال : إن صحت هذه الأخبار فلعل التغيير إنما وقع فيما لا يخل بالمقصود كثير إخلال كحذف اسم علي وآل محمد ( صلى الله عليهم ) ، وحذف أسماء المنافقين عليهم لعائن الله فإن الإنتفاع بعموم اللفظ باق وكحذف بعض الآيات وكتمانه فان الانتفاع بالباقي
                        باق مع أن الأوصياء كانوا يتداركون ما فاتنا منه من هذا القبيل ويدل على هذا قوله عليه السلام في حديث طلحة : إن أخذتم بما فيه نجوتم من النار ودخلتم الجنة فإن فيه حجتنا وبيان حقنا وفرض طاعتنا .


                        (2)

                        ثم يتراجع من رده الأول على الشبهة ( أي التي تتعارض مع القول بالتحريف ) فيقول :

                        ولا يبعد أيضا أن يقال إن بعض المحذوفات كان من قبيل التفسير والبيان ولم يكن من أجزاء القرآن فيكون التبديل من حيث المعنى أي حرفوه وغيروه في تفسيره وتأويله أعني حملوه على خلاف ما هو به ، فمعنى قولهم عليهم السلام كذا نزلت أن المراد به ذلك لا أنها نزلت مع هذه الزيادة في لفظها فحذف منها ذلك اللفظ .
                        ومما يدل على هذا ما رواه في الكافي باسناده عن أبي جعفر عليه السلام : أنه كتب في رسالته إلى سعد الخير وكان من نبذهم الكتاب أن أقاموا حروفه وحرفوا حدوده فهم يروونه ولا يرعونه والجهال يعجبهم حفظهم للرواية والعلماء يحزنهم تركهم للرعاية . الحديث .

                        وما رواه العامة أن عليا عليه السلام كتب في مصحفه الناسخ والمنسوخ ومعلوم أن الحكم بالنسخ لا يكون إلا من قبيل التفسير والبيان ولا يكون جزء من القرآن فيحتمل أن يكون بعض المحذوفات أيضا كذلك هذا ما عندي من التقصي عن الاشكال والله يعلم حقيقة الحال .



                        (3)


                        ثم ينقل لنا آراء أصحابه في التحريف فيقول :



                        واما اعتقاد مشايخنا « ره » في ذلك فالظاهر من ثقة الاسلام محمد بن يعقوب الكليني طاب ثراه أنه كان يعتقد التحريف والنقصان في القرآن لأنه كان روى روايات في هذا المعنى في كتابه الكافي ولم يتعرض لقدح فيها مع أنه ذكر في أول الكتاب أنه كان يثق بما رواه فيه وكذلك استاذه علي بن إبراهيم القمي ( ره ) فان تفسيره مملوّ منه وله غلو فيه ، وكذلك الشيخ أحمد بن أبي طالب الطبرسي رضي الله عنه فانه أيضا نسج على منوالهما في كتاب الاحتجاج .


                        (4)


                        ثم ينقل لنا رأي شيعيا يرفض التحريف ثم يرد عليه أيضا باشكال فيقول :


                        وأما الشيخ أبو علي الطبرسي فانه قال في مجمع البيان : اما الزيادة فيه فمجمع على بطلانه وأما النقصان فيه فقد روى جماعة من أصحابنا وقوم من حشوية العامة أن في القرآن تغييرا ونقصانا

                        والصحيح من مذهب أصحابنا خلافه وهو الذي نصره المرتضى رضي الله عنه واستوفى الكلام فيه غاية الاستيفاء في جواب المسائل الطرابلسيات .
                        وذكر في مواضع : أن العلم بصحة نقل القرآن كالعلم بالبلدان والحوادث الكبار والوقائع العظام والكتب المشهورة وأشعار العرب المسطورة فان العناية اشتدت والدواعي توفرت على نقله وحراسته وبلغت حدا لم تبلغه فيما ذكرناه لأن القرآن معجزة النبوة ومأخذ العلوم الشرعية والأحكام الدينية وعلماء المسلمين قد بلغوا في حفظه وحمايته الغاية حتى عرفوا كل شيء اختلف فيه من إعرابه وقراءته وحروفه وآياته فكيف يجوز أن يكون مغيرا ومنقوصا مع العناية الصادقة والضبط الشديد .



                        وقال أيضا قدس الله روحه : إن العلم بتفصيل القرآن وابعاضه في صحة نقله كالعلم بجملته وجرى ذلك مجرى ما علم ضرورة من الكتب المصنفة ككتاب سيبويه والمزني فان أهل العناية بهذا الشأن يعلمون من تفصيلها ما يعلمونه من جملتها حتى لو أن مدخلا أدخل في كتاب سيبويه بابا في ( من خ ل ) النحو ليس من الكتاب لعرف وميز وعلم أنه ملحق وليس من أصل الكتاب وكذلك القول في كتاب المزني ومعلوم أن العناية بنقل القرآن وضبطه أصدق من العناية بضبط كتاب سيبويه ودواوين الشعراء وذكر ايضا أن القرآن كان على عهد رسول الله مجموعا مؤلفا على ما هو عليه الآن واستدل على ذلك بأن القرآن كان يدرس ويحفظ جميعه في ذلك الزمان حتى عين على جماعة من الصحابة في حفظهم له وإنه كان يعرض على النبي صلى الله عليه وآله وسلم ويتلى عليه وأن جماعة من الصحابة مثل عبد الله بن مسعود وأُبي بن كعب وغيرهما ختموا القرآن على النبي صلى الله عليه وآله وسلم عدة ختمات وكل ذلك يدل بأدنى تأمل على انه كان مجموعا مرتبا غير مبتور ولا مبثوث .
                        وذكر أن من خالف في ذلك من الامامية والحشوية لا يعتد بخلافهم فان الخلاف في ذلك مضاف إلى قوم من أصحاب الحديث نقلوا أخبارا ضعيفة ظنوا
                        صحتها لا يرجع بمثلها عن المعلوم المقطوع على صحته

                        ( وفي هذا الدليل العقلي القوي .. الذي ساقه الشيخ الطبرسي دليل أكيد على براءة صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم من فرية التحريف .. كما يؤكد على قبوله لما فعله عثمان بن عفان رضي الله عنه من جمع القرآن وحرق المصاحف الآخرى التي اشتملت على زيادات نتيجة لأسباب كثيرة ذكرناها في غير هذا الموضع )


                        (5)

                        لكن الكاشاني لايعجبه هذه الحجة العقلية .. فيعيد طرح شبهة أخرى لدحض كلام المرتضى الذي يرفض فيه التحريف فيقول :

                        أقول : لقائل أن يقول كما ان الدواعي كانت متوفرة على نقل القرآن وحراسته من المؤمنين كذلك كانت متوفرة على تغييره من المنافقين المبدلين للوصية المغيرين للخلافة لتضمنه ما يضاد رأيهم وهواهم والتغيير فيه إن وقع فإنما وقع قبل انتشاره في البلدان وإستقراره على ما هو عليه الآن . والضبط الشديد إنما كان بعد ذلك فلا تنافي بينهما

                        بل لقائل أن يقول إنه ما تغير في نفسه وإنما التغيير في كتاباتهم إياه وتلفظهم به فإنهم ما حرفوا إلا عند نسخهم من الأصل وبقي الأصل على ما هو عليه عند أهله وهم العلماء به فما هو عند العلماء به ليس بمحرف وإنما المحرف ما أظهروه لأتباعهم وأما كونه مجموعا في عهد النبي صلى الله عليه وآله وسلم على ما هو عليه الآن فلم يثبت وكيف كان مجموعا وإنما كان ينزل نجوما وكان لا يتم الا بتمام عمره .
                        وأما درسه وختمه فانما كانوا يدرسون ويختمون ما كان عندهم منه لا تمامه .


                        (6)

                        ثم ينقل لنا رأيا آخر يرفض القول بتحريف القرآن الكريم فيقول :


                        وقال شيخنا الصدوق رئيس المحدثين محمد بن علي بن بابويه القمي طيب الله ثراه في اعتقاداته : اعتقادنا أن القرآن الذي أنزله الله على نبيه صلى الله عليه وآله وسلم هو ما بين الدفتين وما في أيدي الناس ليس بأكثر من ذلك ، قال : ومن نسب إلينا : إنا نقول إنه أكثر من ذلك فهو كاذب .

                        ( أقول له إن الذي نسب إليكم هذا الكلام هم أكابر علماء الشيعة أنفسهم كما هو واضح في الروايات )


                        (7)

                        وقال شيخ الطائفة محمد بن الحسن الطوسي رضي الله عنه في تبيانه :
                        وأما الكلام في زيادته ونقصانه فمما لا يليق به لأن الزيادة فيه مجمع على بطلانه والنقصان منه فالظاهر أيضا من مذهب المسلمين خلافه وهو الأليق بالصحيح من مذهبنا وهو الذي نصره المرتضى رضي الله عنه ، وهو الظاهر في الروايات .

                        غير أنه رويت روايات كثيرة من جهة الخاصة والعامة بنقصان كثير من آي القرآن ، ونقل شيء منه من موضع إلى موضع طريقها الآحاد التي لا يتوجب علما فالأولى الاعراض عنها وترك التشاغل بها لأنه يمكن تأويلها ولو صحت لما كان ذلك طعنا على ما هو موجود بين الدفتين فان ذلك معلوم صحته لا يعترضه أحد من الامة ولا يدفعه ، وروايتنا متناصرة بالحث على قراءته والتمسك بما فيه ، ورد ما يرد من اختلاف الأخبار في الفروع إليه وعرضها عليه فما وافقه عمل عليه وما خالفه يجنب ولم يلتفت إليه ،

                        وقد ورد عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم رواية لا يدفعها احد ، إنه قال : إني مخلف فيكم الثقلين ما إن تمسكتم بهما لن تضلوا كتاب الله وعترتي أهل بيتي وإنهما لن يفترقا حتى يردا عليّ الحوض وهذا يدل على أنه موجود في كل عصر لأنه لا يجوز أن يأمرنا بالتمسك بما لا نقدر على التمسك به كما أن أهل البيت عليهم السلام ومن يجب اتباع قوله حاصل في كل وقت وإذا كان الموجود بيننا مجمعا على صحته فينبغي أن يتشاغل بتفسيره وبيان معانيه وترك ما سواه .



                        (8)

                        لكن الكاشاني يعود مرة أخرى للتشكيك في كلام الشيخ الصدوق والفريق الذي رفض التحريف فيقول مفسرا كلامهم على وجه يفيد التحريف فيقول :

                        أقول : يكفي في وجوده في كل عصر وجوده جميعا كما أنزله الله محفوظا عند أهله ووجود ما احتجنا إليه منه عندنا وإن لم نقدر على الباقي كما أن الامام عليه السلام كذلك فان الثقلين سيان في ذلك .
                        ولعل هذا هو المراد من كلام الشيخ .


                        واما قوله من يجب اتباع قوله .. فالمراد به البصير بكلامه فانه في زمان غيبتهم قائم مقامهم لقولهم عليهم السلام انظروا إلى من كان منكم قد روى حديثنا ونظر في حلالنا وحرامنا وعرف أحكامنا فاجعلوه بينكم حاكما فإني قد جعلته عليكم حاكما ، الحديث .


                        وبعد ذلك ننقل لكم جملة من كلام أئمة الشيعة الأوائل الذين صرحوا بالتحريف كضرورة من ضروريات المذهب .

                        نسأل الله لنا ولكم وللجميع العافية
                        إنْ أبْطـَأتْ غـَارَةُ الأرْحَامِ وابْـتـَعـَدَتْ، فـَأقـْرَبُ الشيءِ مِنـَّا غـَارَةُ اللهِ
                        يا غـَارَةَ اللهِ جـِدّي السـَّيـْرَ مُسْرِعَة في حَلِّ عُـقـْدَتـِنـَا يَا غـَارَةَ اللهِ
                        عَدَتِ العَادونَ وَجَارُوا، وَرَجَوْنـَا اللهَ مُجـيراً
                        وَكـَفـَى باللهِ وَلـِيـَّا، وَكـَفـَى باللهِ نـَصِيراً.
                        وَحَسْبُنَا اللهُ وَنِعْمَ الوكيلُ, وَلا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إِلاّ بِاللهِ العَلِيِّ العَظِيمِ.

                        تعليق

                        • mmogy
                          كاتب
                          • 16-05-2007
                          • 11282

                          #42
                          رسالة

                          في بيان أن كثيراً من الإمامية يعتقدون بتحريـف القرآن الكريم

                          جمعها محمود الحياري

                          وفقه الله تعالى















                          P

                          الحمد لله الذي أنزل على عبده الكتاب، لا ريب فيه هدى للمتقين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين وآله الطاهرين وصحبه المتقين. وبعد:

                          فإن الله تعالى تكفل بحفظ شريعته وكتابه الكريم من التحريف والزيادة والنقصان منذ أنزله على قلب سيدنا محمد r وحتى قيام الساعة. حيث قال وقوله الحق: )إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ(، وقال: )لَا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِن بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ(، وقال: )ذَلِكَ الْكِتَابُ لاَ رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِّلْمُتَّقِينَ(. وتوعد سبحانه الأمم من قبلنا ومن فعل فعلهم بكل الوعيد عذاباً أليماً سرمدياً لتجرؤهم على كتبه، وتحريفهم لآياته.

                          وقد قرأت لبعض مؤلفي الشيعة الإمامية المعاصرين ممن يدعون إلى التقريب بين المذاهب، أن أهل السنة يتهمونهم بالقول بالتحريف والتغيير في كتاب الله الكريم. وأفردوا في ذلك كتباً خاصة، ليدفعوا عن أنفسهم وأهل مذهبهم تهمة القول بالتحريف.

                          ومن أولئك آية الله العظمى أبو القاسم الخوئي في كتابه البيان في تفسير القرآن، ورسول جعفريان في كتابه أكذوبة التحريف، والكوراني العاملي في كتابه تدوين القرآن. ولقد تجرأوا باتهامهم الصحابة من المهاجرين والأنصار الذين حفظ الله بهم دينه وشريعته، وفتح على أيديهم البلاد وقلوب العباد. فاتهموهم بأنهم غيروا وبدلوا وتآمروا على كتاب الله الكريم. فوجدنا أن هؤلاء قد اضطروا للكشف عن اعتقادهم واعتقاد علمائهم بالتحريف، من حيث أرادوا الإساءة إلى أهل السنة.



                          وفي هذه السطور الآتية نثبت بعون الله تعالى بأقوال علمائهم من المتقدمين والمتأخرين، اعتقادهم التحريف والنقصان في كتاب الله الكريم، ونبين التلبيس والتدليس الذي سلكوه باتهامهم أهل السنة زوراً وبهتاناً. وتجدر ملاحظة أن ثمة ذريعة يتذرع بها الشيعة عند محاججنهم لنا، وهي أن القول بالتحريف مجرد روايات تحتمل الصدق والكذب. فنقول لهم إن الأمر ليس كذلك. وسنذكر في هذا البحث مَن نقل من علمائهم وكبار أئمتهم الإجماع على التحريف، ومَن اعترف منهم بتواتر الأخبار واستفاضتها على التحريف؛ إذ بلغت ألفي رواية كما يذكر النوري الطبرسي، ونعمة الله الجزائري. حتى قال خاتمة المحدثين عندهم محمد باقر مجلسي: (بل ظني أن الأخبار في هذا الباب لا تقصر عن أخبار الإمامة). مرآة العقول 12/ 525.



                          وفي المقابل نرى الكوراني العاملي في كتابه تدوين القرآن، وكذا أبو القاسم الخوئي في كتابه البيان وصاحب كتاب التحقيق في نفي التحريف، يحصرون اتهامهم للصحابة وأهل السنة بالروايات سواء الصحيحة منها والضعيفة والموضوعة، من غير أن يذكروا قولاً واحداً لعالم من علماء أهل السنة يبين وقوع التحريف في اللقرآن الكريم.

                          ونرى مثالاً أخر عند أحد علمائهم الكبار، وهو عبد الحسين شرف الدين الموسوي، في كتابه أبو هريرة، هذا الكتاب الذي ملأه بالسباب والشتائم للصحابي الجليل t؛ نجده قد اكتفى بذكر الروايات من طريقه، وأخذ يستشنع ويستنكر ويكيل بالويلات عليه وعلى أهل السنة، من غير أن يذكر قول عالم من علمائهم في مسألة واحدة. فيسأل: هل يحق لهم الاستشهاد بمجرد الروايات على أهل السنة ويحرم على غيرهم الاحتجاج عليهم بأمثالها؟ وهل تجر باؤهم ولا تجر باء غيرهم؟

                          ولا ريب أن منشأ القول بالتحريف عندهم هو مسألة الإمامة التي خالفوا فيها غيرهم من المسلمين. وذلك لعدم وجود دليل عقلي ولا نقلي على ما أرادوه من النص على أئمتهم ووجوبها على الله تعالى، ووجوب عصمتهم، وغير ذلك من خرافاتهم، فاضطروا إلى القول بالتحريف لأن ذلك من ضروريات المذهب، كأنهم يقولون إن النصوص كانت موجودة ولكنكم يا أهل السنة تآمرتم علينا وحرفتموها أو حذتموها. فالقول بالتحريف من أكبر مقاصد غصب الخلافة كما صرح أحد علمائهم. فالله تعالى غايتنا، وعليه الاتكال والاعتماد.





                          المبحث الأول: في قولهم بتواتر واستفاضة روايات التحريف

                          1. محمد بن النعمان الملقب بالمفيد:

                          يقول: (اتفقت الإمامية على وجوب الرجعة... واتفقوا على أن أئمة الضلال خالفوا في كثير من تأليف القرآن، وعدلوا فيه بموجب التنزيل وسنة النبي r، وأجمعت المعتزلة والخوارج والزيدية والمرجئة وأصحاب الحديث على خلاف الإمامية). أوائل المقالات ص 52.



                          وقال في الزيادة والنقصان:

                          (أقول: إن الأخبار قد جاءت مستفيضة عن أئمة الهدى من آل النبي r باختلاف القرآن وما أحدثه بعضهم فيه من الحذف والنقصان، فأما القول في التأليف، فالموجود يقضي فيه بتقديم المتأخر وتأخير المتقدم ... وأما النقصان، فإن العقول لا تحيله ولا تمنع من وقوعه، وقد امتحنت مقالة من ادعاه، وكلمت عليه المعتزلة وغيرهم فلم أظفر منهم بحجة اعتمدها في فساده ... وأما الزيادة فيه فمقطوع على فسادها من وجه ويجوز صحتها من وجه ... ولست أقطع على كون ذلك، بل أميل إلى عدمه وسلامة القرآن عنه وهذا المذهب خلاف ما سمعناه من بني نوبخت رحمهم الله من الزيادة في القرآن والنقصان فيه. وقد ذهب إليه جماعة من متكلمي الإمامية وأهل الفقه منهم والاعتبار). أوائل المقالات ص 93

                          2- خاتمة المحدثين محمد باقر مجلسي:

                          يقول: ( لا يخفى أن كثيراً من الأخبار الصحيحة صريحة في نقص القرآن وتغييره، وعندي أن الأخبار في هذا الباب متواترة معنى، وطرح جميعها يوجب رفع الاعتماد عليها رأساً. بل ظني أن الأخبار في هذا الباب لا يقصر عن أخبار الإمامة فكيف يثبتونها بالخبر). مرآة العقول 12/ 525.



                          3- نعمة الله الجزائري:

                          يقول: (إن تسليم تواترها -يعني القراءات السبع- عن الوحي الإلهي، وكون الكل قد نزل به الروح الأمين يفضي إلى طرح الأخبار المستفيضة بل المتواترة الدالة بصريحها على وقوع التحريف في القرآن كلاماً ومادة وإعراباً، مع أن أصحابنا رضوان الله عليهم قد أطبقوا على صحتها والتصديق بها). الأنوار النعمانية 2 / 357.

                          ويقول أيضاً: ( قد استفاض في الأخبار أن القرآن كما أنزل لم يؤلفه إلا أمير المؤمنين عليه السلام بوصية من النبي، فبقي بعد موته ستة أشهر مشتغلاً بجمعه فلما جمعه كما أنزل أتى به إلى المتخلفين بعد رسول الله فقال لهم: هذا كتاب الله كما أنزل فقال له عمر بن الخطاب: لا حاجة بنا إليك ولا إلى قرآنك، عندنا قرآن كتبه عثمان. فقال لهم علي: لن تروه بعد اليوم ولا يراه أحد حتى يظهر ولدي المهدي عليه السلام. وفي ذلك القرآن زيادات كثيرة وهو خال من التحريف). الأنوار النعمانية 2 / 360 – 362.

                          العلامة الحجة عدنان البحراني:

                          يقول بعد ذكره للروايات التي تفيد التحريف: ( الأخبار التي لا تحصى كثيرة وقد تجاوزت حد التواتر، ولا في نقلها كثير فائدة بعد شيوع القول بالتحريف والتغيير بين الفريقين، وكونه من المسلمات عند الصحابة والتابعين، بل وإجماع الفرقة المحقة، وكونه من ضروريات مذهبهم وبه تضافرت أخبارهم). مشارق الشموس الدرية ص 126.



                          6- الشيخ يحيى تلميذ الكركي

                          يقول: (مع إجماع أهل القبلة من الخاص والعام أن هذا القرآن الذي في أيدي الناس ليس القرآن كله، وأنه قد ذهب من القرآن ما ليس في أيدي الناس). نقلاً عن فصل الخطاب ص23. ونقله الطبرسي من كتاب الإمامة ليحي تلميذ الكركي.

                          7- المفسر السيد هاشم البحراني:

                          يقول: ( اعلم أن الحق الذي لا محيص عنه بحسب الأخبار المتواترة الآتية وغيرها، أن هذا القرآن الذي في أيدينا قد وقع فيه بعد رسول الله r شيء من التغييرات، وأسقط الذين جمعوه كثيراً من الكلمات والآيات، وأن القرآن المحفوظ عما ذكر، الموافق لما أنزله الله تعالى ما جمعه علي عليه السلام وحفظه إلى أن وصل إلى ابنه الحسن عليه السلام، وهكذا إلى أن انتهى إلى القائم عليه السلام، وهو اليوم عنده صلوات الله عليه). البرهان في تفسير القرآن مقدمة ص 36.



                          وقال أيضاً: (وعندي في وضوح صحة هذا القول بعد تتبع الأخبار وتفحص الآثار بحيث يمكن الحكم بكونه من ضروريات مذهب التشيع، وأنه من أكبر مقاصد غصب الخلافة فتدبر). البرهان ص 49



                          8- محمد صالح المازندراني:

                          يقول: ( وإسقاط بعض القرآن وتحريفه ثبت من طرقنا بالتواتر معنى، كما يظهر لمن تأمل في كتب الأحاديث من أولها إلى آخرها). شرح جامع الكافي11/76.





                          9- النوري الطبرسي صاحب كتاب فصل الخطاب:

                          يقول: ( إن ملاحظة السند في تلك الأخبار الكثيرة يوجب سد باب التواتر المعنوي فيها، بل هو أشبه بالوسواس الذي ينبغي الاستعاذة منه) فصل الخطاب في إثبات تحريف كتاب رب الأرباب ص 124.



                          واعلم أن الطبرسي قسم كتابه إلى ثلاثة مقدمات وبابين:

                          المقدمة الأولى: (في ذكر الأخبار التي وردت في جمع القرآن، وسبب جمعه وكونه في معرض النقص بالنظر إلى كيفية الجمع، وأن تأليفه يخالف تأليف المؤمنين). والمقدمة الثانية: (في بيان أقسام التغيير الممكن حصوله في القرآن والممتنع دخوله فيه). والمقدمة الثالثة: (في ذكر أقوال علمائهم في تغيير القرآن وعدمه). وقال في كتابه عن صفات القرآن: (فصاحته في بعض الفقرات البالغة وتصل حد الأعجاز وسخافة بعضها الآخر). فصل الخطاب ص 211



                          ونسبة الكتاب لمؤلفه قد ذكرها علماؤهم وإليك بعضهم:

                          1- العلامة آغا بزرك الطهراني في كتابه نقباء البشر

                          2- السيد ياسين الموسوي في مقدمة كتاب النجم الثاقب للنوري الطبرسي

                          3- رسول جعفريان في كتابه أكذوبة التحريف

                          4- العلامة جعفر مرتضى العاملي في كتابه حقائق هامة

                          5- السيد علي حسين الميلاني في كتابه التحقيق في نفي التحريف

                          6- الأستاذ محمد هادي معرفة في كتابه صيانة القرآن من التحريف

                          7- باقر شريف القرشي في كتابه في رحاب الشيعة



                          واعلم أن كثيراً من الشيعة المعاصرين ادعوا أن الطبرسي ليس من علماء الشيعة، وليس ممن يعتمد على أقواله وذلك لأنه جمع في كتابه أقوال جميع الفقهاء والعلماء المتقدمين والمتأخرين منهم المصرحين بتحريف القرآن. وسنذكر لك ترجمته من كتب علمائهم أصحاب التراجم بعونه تعالى.

                          فقد ترجم له كل من:

                          أغابرزك الطهراني في كتابه أعلام الشيعة 1/ 543

                          قال: ( الشيخ ميرزا حسين بن الميرزا محمد تقي الدين بن الميرزا علي محمد تقي الدين النوري الطبرسي، إمام أئمة الحديث والرجال في الأعصار المتأخرة، ومن أعظم علماء الشيعة، وكبار رجال الإسلام في هذا القرن ... وكان الشيخ النوري أحد نماذج السلف الصالح التي ندر وجودها في هذا العصر، فقد امتاز بعبقرية فذة، وكان آية من آيات الله العجيبة، كمنت فيه مواهب غريبة، وملكات شريفة أهلته لأن يعد في الطليعة من علماء الشيعة الذين كرسوا حياتهم طوال أعمارهم لخدمة الدين والمذاهب، وحياته صفحة مشرقة من الأعمال الصالحة. ومن تصانيفه فصل الخطاب في مسألة تحريف الكتاب). اهـ



                          وترجم له محسن الأمين في أعيان الشيعة 6/ 143

                          قال: ( كان عالماً فاضلاً محدثاً متبحراً في علمي الحديث والرجال عارفاً بالسير والتاريخ، منقباً فاحصاً زاهداً عابداً، لم تفته صلاة الليل، وكان وحيد عصره في الإحاطة، والإطلاع على الأخبار والآثار والكتب). اهـ



                          وترجم له عباس القمي في كتابه الكنى والألقاب 2/ 405

                          قال: ( شيخ الإسلام والمسلمين مروج علوم الأنبياء والمرسلين الثقة الجليل والعالم النبيل المتبحر الخبير والمحدث الناقد البصير ناشر الآثار وجامع شمل الأخبار صاحب التصانيف الكثيرة الشهيرة والعلوم الغزيرة الباهر بالرواية والدراية والرافع لخميس المكارم أعظم راية وهو أشهر من أن يذكر وفوق ما تحوم حوله العبارة). اهـ



                          وترجم له القمي في فوائد الرضوية في أحوال علماء المذهب الجعفرية ص 148:

                          قال: (شيخنا الأجل الأعظم وعمادنا الأرفع الأقوم، صفوة المتقدمين والمتأخرين، خاتم الفقهاء والمحدثين سحاب الفضل الهاطل، وبحر العلم الذي ليس له ساحل، مستخرج كنوز الأخبار، ... كنز الفضائل ونهرها الجاري، شيخنا ومولانا العلامة المحدث الثقة النوري، أنار الله تعالى برهانه وأسكنه بحبوحة جنانه). اهـ

                          وكفى بالنوري الطبرسي أنه صاحب كتاب مستدرك الوسائل، وهو من الكتب الثمانية المعتبرة لدى الشيعة، وأنه خاتمة المحدثين. ومما مضى من الترجمات، بان لك سقوط قول كل جعفري يتبرأ من الطبرسي.





                          المبحث الثاني: في ذكر من صرح من علماء الشيعة بوقوع التحريف في القرآن

                          أولاً: علي ابن إبراهيم القمي

                          ذكر في مقدمة تفسيره أنواع التحريف، وأن منه ما هو حرفٌ مكان حرف، ومنه ما هو على خلاف ما أنزل. فقال: (وأما ما هو على خلاف ما أنزل الله فهو قوله: ) كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللّهِ(. فقال أبو عبد الله عليه السلام لقارئ هذه الآية: "خير أمة" يقتلون أمير المؤمنين والحسن والحسين ابني علي عليه السلام. فقيل له: وكيف نزلت يا ابن رسول الله؟ فقال: إنما نزلت "كنتم خير أئمة أخرجت للناس ..."). اهـ تفسير القمي ج 1 / 36 ط دار السرور



                          وقال: (وأما ما هو محرف فهو قوله: "لكن الله يشهد بما أنزل إليك في علي أنزله بعلمه والملائكة يشهدون. وقوله: "يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك في علي فإن لم تفعل فما بلغت رسالته". وقوله: "إن الذين كفروا وظلموا آل محمد حقهم لم يكن الله ليغفر لهم"). تفسير القمي ج 1/37

                          ونرجو من القارئ الكريم أن يتنبه إلى أن ما نضع تحته خط ليس من القرآن الكريم في شيء، ولكنه ما يدعي الشيعة أنه منه، وقد أسقطها الصحابة المتآمرون على القرآن وعلى سيدنا علي كرم الله وجهه.



                          ثانياً: الفيض الكاشاني

                          مهد لكتابه تفسير الصافي باثنتي عشرة مقدمة، خصص المقدمة السادسة لإثبات تحريف القرآن. وعنون لها بقوله: (المقدمة السادسة: في نُبَذٍ مما جاء في جمع القرآن وتحريفه وزيادته ونقصه وتأويل ذلك). وبعد ذكر الروايات خرج بالنتيجة التالية، قال:

                          (والمستفاد من هذه الأخبار وغيرها من الروايات من طريق أهل البيت عليهم السلام أن القرآن الذي بين أظهرنا ليس بتمامه كما أنزل على محمد r، بل منه ما هو خلاف ما أنزل الله ومنه ما هو مغير محرف. وأنه قد حذف منه أشياء كثيرة منها اسم علي عليه السلام في كثير من المواضع، ومنها لفظة آل محمد r غير مرة، ومنها أسماء المنافقين في مواضعها ومنها غير ذلك. وأنه ليس أيضاً على الترتيب المرضي عند الله وعند رسوله r) اهـ من تفسير الصافي 1/ 49. منشورات الأعلمي – بيروت
                          وقال أيضاً: (وأما اعتقاد مشايخنا رضي الله عنهم في ذلك فالظاهر من ثقة الإسلام محمد بن يعقوب الكليني طاب ثراه أنه كان يعتقد التحريف والنقصان في القرآن، لأنه كان روى روايات في هذا المعنى في كتابه الكافي ولم يتعرض لقدح فيها مع أنه ذكر في أول الكتاب أنه كان يثق بما رواه فيه. وكذلك أستاذه علي بن إبراهيم القمي t فإن تفسيره مملوء منه، وله غلو فيه. وكذلك الشيخ أحمد بن أبي طالب الطبرسي t فإنه أيضاً نسج على منوالهما في كتاب الاحتجاج). تفسير الصافي 1/ 52

                          ثالثاً: أبو منصور الطبرسي

                          يقول: (لما توفي رسول الله، جمع علي عليه السلام القرآن، وجاء به إلى المهاجرين والأنصار وعرضه عليهم لما قد أوصاه بذلك رسول الله، فلما فتحه أبو بكر خرج في أول صفحة فتحها فضائح القوم، فوثب عمر وقال: يا علي اردده فلا حاجة لنا فيه. فأخذه عليه السلام وانصرف. ثم أحضروا زيد بن ثابت – وكان قارئاً للقرآن – فقال له عمر: إن علياً جاء بالقرآن وفيه فضائح المهاجرين والأنصار، وقد رأينا أن نؤلف القرآن ونسقط منه ما كان فضيحة وهتكاً للمهاجرين والأنصار، فأجابه زيد إلى ذلك ... فلما استخلف عمر سأل علياً أن يدفع إليهم القرآن فيحرفوه فيما بينهم). الاحتجاج 1 / 225

                          وقال أيضاُ: (ولو شرحت لك كلما أسقط وحرّف وبدل مما يجري هذا المجرى لطال، وظهر ما تحظر التقية إظهاره من مناقب الأولياء ومثالب الأعداء). الاحتجاج 1/ 254

                          وقال أيضاً: (وليس يسوغ مع عموم التقية التصريح بأسماء المبدلين، ولا الزيادة في آياته ... فحسبك من الجواب عن هذا الموضع ما سمعت، فإن شريعة التقية تحظر التصريح بأكثر منه). الاحتجاج 1/ 371



                          رابعاً: سلطان محمد بن حيدر الخرساني

                          قال: (اعلم أنه قد استفاضت الأخبار عن الأئمة الأطهار بوقوع الزيادة والنقيصة والتحريف والتغيير فيه، بحيث لا يكاد يقع شك في صدور بعض منهم، وتأويل الجميع بأن الزيادة والنقيصة والتغيير إنما هي في مدركاتهم من القرآن لا في لفظ القرآن كلغة ...). اهـ من كتابه بيان السعادة في مقامات العبادة 1/ 19/ ط. مؤسسة الأعلى-بيروت



                          خامساً: العلامة يوسف البحراني

                          بعد أن ذكر الأخبار الدالة على تحريف القرآن قال: ( لا يخفى ما في هذه الأخبار من الدلالة الصريحة والمقالة الفصيحة على ما اخترناه ووضوح ما قلناه، ولو تطرق إلى هذه الأخبار على كثرتها وانتشارها لأمكن الطعن إلى أخبار الشريعة كلها كما لا يخفى، إذ الأصول واحدة وكذا الطرق والرواة والمشايخ والنقله. ولعمري إن القول بعدم التغيير والتبديل لا يخرج عن حسن الظن بأئمة الجور، وأنهم لم يخونوا في الأمانة الكبرى مع ظهور خيانتهم في الأمانة الأخرى التي هي أشد ضرراً على الدين). اهـ من كتابه الدرر النجفية ص 298 ط. مؤسسة آل البيت لإحياء التراث



                          سادساً: العلامة المحقق الحاج ميرزا حبيب الله الهاشمي الخوئي

                          عدّد الأدلة على نقصان القرآن وذكر منها: نقص سورة الولاية، ونقص سورة النورين، ونقص بعض الكلمات من الآيات، ثم قال: ( إن الإمام علياً لم يتمكن من تصحيح القرآن في عهد خلافته بسبب التقية، وأيضاً حتى تكون حجة في يوم القيامة على المحرفين والمغيرين). وقال: ( إن الأئمة لم يتمكنوا من إخراج القرآن الصحيح خوفاً من الاختلاف بين الناس ورجوعهم إلى كفرهم الأصلي). اهـ كتابه منهاج البراعة في شرح نهج البلاغة مؤسسة الوفاء – بيروت 2 / 214



                          سابعاً: محمد بن مسعود العياشي صاحب التفسير

                          نقل في تفسيره: (عن أبي عبد الله عليه السلام قال: لو قرئ القرآن كما أنزل لألفيتنا فيه مسمَّيْن). (وعن أبي جعفر عليه السلام أنه قال: لولا أنه زيد في كتاب الله ونقص منه ما خفي حقنا على ذي حجى، ولو قد قام قائمنا فنطق صدقه القرآن). اهـ من تفسير عياشي ج 1 / 25 – منشورات الأعلمي– طهران قوله: (قائمنا) يعني المهدي المنتظر. وهو عندهم محمد بن الحسن العسكري الغائب منذ أكثر من ألف ومائة سنة.



                          ثامناً: محمد بن الحسن الصفار

                          قال: ( عن أبي جعفر الصادق أنه قال: ما من أحد من الناس يقول: إنه جمع القرآن كله كما أنزله الله إلا كذاب، وما جمعه وما حفظه كما أنزل إلا علي بن أبي طالب والأئمة من بعده). وقال: (عن أبي جعفر "ع" أنه قال: ما يستطيع أحد أن يدعي أنه جمع القرآن كله ظاهره وباطنه غير الأوصياء). اهـ من كتابه بصائر الدرجات ص 213 – منشورات الأعلمي – طهران



                          تاسعاً: العلامة الأردبيلي

                          قال: (إن عثمان قتل عبد الله بن مسعود بعد أن أجبره على ترك المصحف الذي كان عنده وأكرهه على قراءة ذلك المصحف الذي ألفه ورتبه زيد بن ثابت بأمره. وقال البعض إن عثمان أمر مروان بن الحكم وزياد بن سمرة الكاتبين له أن ينقلا من مصحف عبد الله ما يرضيهم ويحذفا منه ما ليس بمرضي عندهم ويغسلا الباقي). اهـ من كتابه حديقة الشيعة ص 118



                          عاشراً: مرشد الأنام كريم الكرماني

                          قال: ( إن الإمام المهدي بعد ظهوره يتلو القرآن، فيقول أيها المسلمون هذا والله القرآن الحقيقي الذي أنزله الله على محمد والذي حرف وبدل). اهـ من كتابه إرشاد العوام ص 221 / 3

                          أحد عشر: السيد دلدار المجتهد الهندي الملقب بآية الله في العالمين

                          قال: ( وبمقتضى تلك الأخبار أن التحريف في الجملة في هذا القرآن الذي بين أيدينا بحسب زيادة الحروف ونقصانه بل بحسب بعض الألفاظ وبحسب الترتيب في بعض المواقع قد وقع بحيث مما لا شك مع تسليم تلك الأخبار). اهـ من كتابه استقصاء الإفحام 1 /11



                          إثنا عشر: ملا محمد تقي الكاشاني

                          قال: ( إن عثمان أمر زيد بن ثابت الذي كان من أصدقائه هو، وعدواً لعلي أن يجمع القرآن ويحذف منه مناقب آل البيت وذم أعدائهم، والقرآن الموجود حالياً في أيدي الناس والمعروف بمصحف عثمان هو نفس القرآن الذي جمعه بأمر عثمان). اهـ من كتابه هداية الطالبين ص 368



                          ثلاثة عشر: أبو القاسم الخوئي مرجع العصر

                          يقول: (إن كثرة الروايات تورث القطع بصدور بعضها عن المعصومين عليهم السلام، ولا أقل من الاطمئنان بذلك وفيها ما روي بطريق معتبر). اهـ من كتابه البيان في تفسير القرآن ص 226

                          وقال مثبتاً التحريف عن علمائهم ص 219: (ثم ذهب جماعة من المحدثين من الشيعة وجمع من علماء السنة إلى وقوع التحريف) اهـ.

                          واعلم أنه لا الخوئي ولا غيره يمكنه أن ينقل عن واحد علماء أهل السنة أنه قال بالتحريف فضلا عن جمع منهم، وإنما هذه هي الطريقة التافهة المعهودة عند الشيعة التي يوهمون بها الناس بما يريدون. فلم لا ينقل أي شيعي لنا رواية واحدة عن أهل السنة تقول بالتحريف؟



                          أربعة عشر: علي أصغر بروجردي مرجع معاصر

                          قال: (الواجب علينا أن نعتقد أن القرآن الأصلي لم يقع فيه تغيير وتبديل مع أنه وقع التحريف والحذف في القرآن الذي ألفه بعض المنافقين، والقرآن الأصلي الحقيقي موجود عند إمام العصر عجل الله فرجه). اهـ من كتابه عقائد الشيعة ص 27



                          خمسة عشر: روح الله الخميني

                          يقول عن الصحابة رضوان الله عليهم: ( لقد كان سهلاً عليهم أن يخرجوا هذه الآيات من القرآن، ويتناولوا الكتاب السماوي بالتحريف، ويسدلوا الستار عن القرآن ويغيبوه عن أعين العالمين). اهـ كشف الأسرار ص 114

                          ستة عشر: كامل سليمان

                          يقول: ( عن الإمام جعفر الصادق قال: إذا قام القائم عليه السلام قرأ كتاب الله عز وجل على حده وأخرج المصحف الذي كتبه علي عليه السلام). اهـ من كتابه يوم الخلاص ص 373



                          سبعة عشر: علي بن النقوي الرضوي علامة الشيعة بالهندقال:

                          (وأما تواتر جميع ما نزل على محمد فمشكل توضيحه، وقد اختلف في وقوع التحريف والنقصان في القرآن، فعن أكثر الإخباريين أنه وقع، وهو الظاهر من كلام الكليني قدس سره، وشيخه علي ابن إبراهيم القمي، والشيخ أحمد بن أبي طالب الطبرسي صاحب الاحتجاج ... وقد ذكر السيد العلامة نعمة الله في رسالته منبع الحياة أدلة الأوائل منها الأخبار المستفيضة بل المتواترة ما روي عن أمير المؤمنين لما سئل عن المناسبة بين قوله تعالى: ) وَإِنْ خِفْتُمْ أَلاَّ تُقْسِطُواْ فِي الْيَتَامَى( وبين )فَانكِحُوا( فقال:" لقد سقط بينهما أكثر من ثلث القرآن). اهـ من كتابه إسعاف المأمول ص 115



                          ثمانية عشر: زين العابدين الكرماني قدوة العلماء الربانيين

                          قال: ( إن كيفية جمع القرآن أثبتت أن التحريف والتصحيف والنقص وقع في القرآن، ولو أن هذا سبب لتذليل المسلمين عند اليهود والنصارى بأن طائفة منا تدعي الإسلام ثم تعمل مثل هذا العمل، ولكنهم كانوا منافقين، الذين فعلوا ما فعلوا. وإن القرآن المحفوظ ليس إلا عند الإمام الغائب). ثم قال بعدها: ( إن الشيعة مجبورون أن يقرؤوا هذا القرآن تقية بأمر آل محمد r).اهـ من كتابه تذييل في الرد على هاشم الشامي ص 13- 23

                          تسعة عشر: دلدار علي بن محمد معين نصير أبادي تاج العلماء

                          يقول في كتابه عماد الإسلام في علم الكلام: (وينقدح من ههنا أن مآل السيد المرتضى بعدم تطرق التغير والتحريف في القرآن أصلاً هو ما يكون بحسب الآية أو الآيتين، لا ما يشمل الغير بحسب مفردات الألفاظ أيضاً، وإلا فكلامه صريح ههنا في القرآن كان في زمان رسول الله مختلف النسخ بحسب اختلاف القراءات). ضدبت حيدري 2/ 78.



                          عشرون: الكليني مؤلف الكافي أوثق كتب الحديث الشيعية

                          يقول محمد صادق الصدر عن الكليني وكتابه الكافي:

                          ( أول الكتب الأربعة تأليفاً ومؤلفه ثقة الإسلام محمد بن يعقوب بن إسحاق الكليني أكبر علماء الإمامية في عصره ... ويعتبر كتابه هذا عند الشيعة أوثق الكتب الأربعة لذكره تمام سلسلة السند بينه وبين المعصوم مما لم يوجد نظيره في الكتب الأخرى). اهـ من كتابه الشيعة ص 121



                          ويقول عبد الحسين الموسوي: (هي الكافي والتهذيب والاستبصار ومن لا يحضره الفقيه وهي متواترة ومضامينها مقطوع بصحتها والكافي أقدمها وأحسنها وأتقنها). المراجعات ص 113



                          وقد شهد عليه كبار علماء الشيعة بأنه كان يعتقد التحريف والنقصان في القرآن، ونعد منهم:

                          1- الفيض الكاشاني يقول: ( وأما اعتقاد مشايخنا في ذلك فالظاهر من ثقة الإسلام محمد بن يعقوب الكليني طاب ثراه أنه كان يعتقد التحريف والنقصان في القرآن لأنه كان روى روايات في هذا المعنى في كتابه الكافي ولم يتعرض للقدح فيها مع أنه ذكر في أول الكتاب أنه كان يثق بما رواه فيه). اهـ تفسير الصافي 1/ 521



                          2- أبو الحسن العاملي قال:

                          (اعلم أن الذي يظهر من ثقة الإسلام محمد بن يعقوب الكليني طاب ثراه أنه كان يعتقد التحريف والنقصان في القرآن لأنه روى روايات كثيرة في هذا المعنى في كتابه الكافي الذي صرح في أوله بأنه كان يثق فيما رواه فيه ولم يتعرض لقدحها ولا ذكر معارض لها). اهـ من مقدمة تفسير مرآة الأنوار ومشكاة الأسرار



                          3- النوري الطبرسي:

                          (اعلم أن لهم في ذلك أقوالاً مشهورها اثنان الأول: وقوع التغيير والنقصان فيه، وهو مذهب الشيخ الجليل علي بن إبراهيم القمي شيخ الكليني في تفسيره صرح في أوله وملأ كتابه من أخباره مع التزامه في أوله بأن لا يذكر فيه إلا عن مشايخه وثقاته، ومذهب تلميذه ثقة الإسلام الكليني رحمه الله على ما نسبه إليه جماعة لنقله الأخبار الكثيرة الصريحة في هذا المعنى في كتاب الحجة خصوصاً في باب النكت والنتف من التنزيل. وفي الروضة من غير تعرض لردها أو تأويلها). اهـ فصل الخطاب ص 23





                          المبحث الثالث: علماؤهم الذين أنكروا التحريف تقية

                          - ذكر محدث القوم وشيخ الإسلام النوري الطبرسي: (الثاني: عدم وقوع النقص والتغيير فيه، وأن جميع ما نزل على رسول الله r هو الموجود بأيدي الناس فيما بين الدفتين، وإليه ذهب الصدوق في عقائده والسيد المرتضى، وشيخ الطائفة، ولم يعرف من القدماء موافق لهم). اهـ من كتابه فصل الخطاب في ص 32



                          وهؤلاء العلماء الأربعة في الدور الثاني، وسيأتي بيان ذلك في الخاتمة، إذ لا وجود لهذا القول إلى منتصف القرآن الرابع لأن أئمة القوم كلهم ورواتهم المتقدمين ومحدثيهم ومفسريهم لم يقولوا ولم يصرحوا إلا بعكس ذلك كما ذكروا في مروياتهم. وهؤلاء العلماء لم ينكروا التحريف إلا تقيه وخوفاً من نفرة الناس واطلاعهم على ما أخفوه ونترك لعلمائهم تبيين ذلك:

                          1) قال السيد نعمة الله الجزائري من أعاظم العلماء المتأخرين وأفاخم الفضلاء المتبحرين: (نعم قد خالف فيها المرتضى والصدوق والشيخ الطبرسي وحكموا بأن ما بين دفتي هذا المصحف هو القرآن المنزل لا غير... والظاهر أن هذا القول إنما صدر منهم لأجل مصالح كثيرة، منها سد باب الطعن عليهم بأنه إذا جاز هذا القرآن فكيف جاز العمل بقواعده وأحكامه مع جواز لحوق التحريف به). اهـ الأنوار النعمانية 2/ 357.



                          2) قال النوري الطبرسي: ( لا يخفى على المتأمل في كتاب التبيان للطوسي أن طريقته فيه على نهاية المداراة والمماشاة مع المخالفين)، ( وما قاله السيد الجليل علي بن طاووس في كتابه سعد السعود إذ قال: ونحن نذكر ما حكاه جدي أبو جعفر الطوسي في كتابه التبيان وحملته التقية على الاقتصاد عليه). اهـ فصل الخطاب ص 38.



                          3) قال الفيض الكاشاني في تفسيره بعدما ذكر كلام الطبرسي والمرتضى: (لقائل أن يقول: كما أن الدواعي كانت متوفرة على نقل القرآن وحراسته من المؤمنين كذلك كانت متوفرة على تغييره من المنافقين المبدلين للوصية المغيرين للخلافة لتضمنه ما يضاد رأيهم وهواهم… والتغيير فيه إن وقع فإنما وقع قبل انتشاره في البلدان واستقراره على ما هو عليه الآن والضبط الشديد إنما كان بعد ذلك فلا تنافي بينهما). اهـ

                          وقال في رده على ابن بابوية القمي الصدوق: (يكفي في وجوده في كل عصر وجوده جميعاً كما أنزله الله محفوظاً عند أهله، ووجود ما احتجنا إليه منه عندنا وإن لم نقدر على الباقي، كما أن الإمام عليه السلام كذلك، فإن الثقلين سيان في ذلك، ولعل هذا هو المراد من كلام الشيخ) اهـ

                          الصافي للفيض الكاشاني ص ج1 / 35-37



                          4) السيد هاشم البحراني الجامع المتتبع للأخبار بما لم يسبق إليه السابق سوى المجلسي قال في مقدمة تفسيره في الفصل الرابع تحت عنوان بيان خلاصة أقوال علمائنا في تفسير القرآن وعدمه وتزييف استدلال من أنكر التحريف، قال مثبتاً التحريف: (وعندي في وضوح صحة هذا القول بعد تتبع الأخبار وتفحص الآثار بحيث يمكن الحكم بكونه من ضروريات مذهب التشييع وأنه من أكبر مفاسد غصب الخلافة فتدبر حتى تعلم توهم الصدوق في هذا المقام حيث قال في اعتقاداته بعد أن قال: "اعتقادنا أن القرآن الذي أنزله الله على نبيه هو ما بين الدفتين وما في أيدي الناس ليس بأكثر من ذلك وأن من نسب إلينا أنا نقول إنه أكثر من ذلك فهو كاذب" وتوجيه كون مراده علماء قم فاسد". (وليت شعري كيف يجوز لمثل الشيخ أن يدعي أن عدم النقصان ظاهر الروايات مع أنا لم نظفر على خبر واحد يدل عليه، نعم دلالتها على كون التغيير الذي وقع غير مخل بالمقصود كثيراً كحذف اسم علي وآل محمد r وحذف أسماء المنافقين وحذف بعض الآيات وكتمانه ونحو ذلك). اهـ من البرهان هاشم البحراني المقدمة ص 49 –51.

                          5) السيد محمد دلدار قال في رده على السيد المرتضى:

                          (فإن الحق أحق بالاتباع، ولم يكن السيد علم الهدى معصوماً حتى يجب أن يطاع، فلو ثبت أنه يقول بعدم النقيصة مطلقاً لم يلزمنا اتباعه ولا خير منه). اهـ ضبطت حيدري 2/ 81.

                          ومما يدل على اعتقادهم في التحريف واتقائهم في إنكاره أنهم ذكروا في كتبهم التي ألفوها روايات التحريف، ولم يتعرضوا لها بنفي أو قدح أو إنكار، وسنذكر في بحثنا بعض رواياتهم. فابن بابويه القمي الصدوق الذي يدعي إنكار التحريف:

                          1. قال في كتابه من لا يحضره الفقيه في كتاب النكاح – باب المتعة: (أحل رسول الله r المتعة ولم يحرمها حتى قبض وقرأ ابن عباس "فما استمتعتم به منهن إلى أجل مسمى فآتوهن أجورهن فريضة من الله ") اهـ المعروف أن "إلى أجل مسمى"، وكذلك "من الله" ليستا من القرآن.



                          2. وأورد في كتابه معاني الأخبار ص 313 – 314:

                          (عن أبي يونس قال كتبت لعائشة مصحفا فقالت: إذا مررت بآية الصلاة قلا تكتبها حتى أمليها عليك، فلما مررت بها أملتها علي: "حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى وصلاة العصر" اهـ وصلاة العصر ليست من القرآن كما هو معلوم.



                          3. وروي في الخصال 147: (عن أبي الزبير عن جابر قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: يجيء يوم القيامة ثلاثة يشكون إلى الله عز وجل المصحف والمسجد والعتره، يقول المصحف: يا رب حرفوني ومزقوني). اهـ

                          والروايات التي ذكرها الصدوق كثيرة اقتصرنا منها على ما ذكرناه.

                          المبحث الرابع: إذا كان القرآن محرفاً فأين القرآن الصحيح في نظر الشيعة؟

                          يجيب عن هذا السؤال كبار علمائهم وروايات أئمتهم:

                          1. يقول نعمة الله الجزائري: (روي في الأخبار أنهم عليهم السلام أمروا شيعتهم بقراءة هذا الموجود من القرآن في الصلاة وغيرها والعمل بأحكامه حتى يظهر مولانا صاحب الزمان فيرتفع هذا القرآن من أيدي الناس إلى السماء ويخرج القرآن الذي ألفه أمير المؤمنين "ع" فيقرأ ويعمل بأحكامه). اهـ من كتابه الأنوار النعمانية 2/ 360



                          2. ويقول أبو الحسن العاملي في تفسير مرآة الأنوار ومشكاة الأسرار ص3: ( أن القرآن المحفوظ عما ذكر الموافق لما أنزل الله تعالى ما جمعه علي "ع" وحفظه إلى أن وصل إلى ابنه الحسن وهكذا إلى أن وصل إلى القائم "ع" وهو اليوم عنده صلوات الله عليه). اهـ



                          3. ويقول محمد بن النعمان الملقب بالمفيد: (إن الخبر قد صح عن أئمتنا عليهم السلام أنهم قد رأوا بقراءة ما بين الدفتين وأن لا نتعداه إلى زيادة فيه ولا إلى نقصان منه إلى أن يقوم القائم "ع" فيقرأ الناس على ما أنزل الله تعالى وجمعه أمير المؤمنين "ع"). اهـ من كتابه المسائل السروية ص78 وهو من ضمن كتاب بحار الأنوار



                          4. مرشد الأنام كريم الكرماني يقول:

                          (إن الإمام المهدي بعد ظهوره يتلو القرآن فيقول: أيها المسلمون هذا والله هو القرآن الحقيقي الذي أنزله الله على محمد والذي حرف وبدل). اهـ

                          في إرشاد العوام 3/ 121



                          5. علي أصغر بروجردي قال: ( الواجب أن نعتقد أن القرآن الأصلي لم يقع فيه تغيير وتبديل مع أنه وقع التحريف والحذف في القرآن الذي ألفه بعض المنافقين، والقرآن الأصلي الحقيقي موجود عند إمام العصر عجل الله فرجه).اهـ من كتابه عقائد الشيعة ص 27



                          6. السيد هاشم البحراني قال:

                          (اعلم أن الحق الذي لا محيص عنه بحسب الأخبار المتواترة الآتية وغيرها أن هذا القرآن الذي في أيدينا قد وقع فيه بعد رسول الله r شيء من التغييرات، وأسقط الذين جمعوه بعد كثيراً من الكلمات والآيات، وأن القرآن ... المحفوظ عما ذكر الموفق لما أنزله الله تعالى ما جمعه علي عليه السلام وحفظه إلى أن وصل إلى ابنه الحسن عليه السلام وهكذا إلى أن انتهى إلى القائم عليه السلام وهو اليوم عنده صلوات الله عليه). اهـ البرهان في تفسير القرآن ص 36



                          فصل: في بعض رواياتهم عن الأئمة المصرحة بذلك

                          1. روى محمد بن الحسن الصفار من أصحاب الإمام الحسن العسكري قال: (عن جعفر قال سمعت أبا جعفر "ع" يقول ما من أحد من الناس يقول إنه جمع القرآن كله كما أنزل الله إلا كذاب، وما جمعه وما حفظه كما أنزل الله إلا علي بن أبي طالب والأئمة من بعد). و(عن عبد الغفار قال سأل رجال أبا جعفر "ع" فقال أبو جعفر ما يستطيع أحد يقول جمع القرآن كله غير الأوصياء). اهـ من بصائر الدرجات ص 193.



                          2. روى النعماني عن علي عليه السلام قال: كأني بالعجم فساطيطهم في مسجد الكوفة يعلمون الناس القرآن كما أنزل، قلت: يا أمير المؤمنين أوليس هو كما أنزل؟ فقال: لا، محي منه سبعون من قريش بأسمائهم وأسماء آبائهم وما ترك أبو لهب إلا إزراء على رسول الله r لأنه عمه). اهـ الغيبة ص 318

                          وفي الرواية التي قبلها ( قال أمير المؤمنين " ع": كأني أنظر إلى شيعتنا بمسجد الكوفة قد ضربوا الفساطيط يعلمون الناس القرآن كما أنزل، أما إن قائمنا إذا قام كسره وسوى قبلته). اهـ



                          3. وجاء في الاحتجاج 1/256 من حديث أبي ذر الغفاري ( ... فلما استخلف عمر سأل علياً عليه السلام أن يدفع إليهم القرآن فيحرفوه فيما بينهم فقال: يا أبا الحسن إن جئت بالقرآن الذي كنت قد جئت به إلى أبي بكر حتى نجتمع عليه. فقال عليه السلام: هيهات ليس إلى ذلك سبيل إنما جئت به إلى أبي بكر لتقوم الحجة عليكم ولا تقولوا يوم القيامة إنا كنا عن هذا غافلين أو تقولوا ما جئتنا به. إن القرآن الذي عندي لا يمسه إلا المطهرون والأوصياء من ولدي. قال عمر: فهل لإظهاره وقت معلوم؟ فقال عليه السلام: نعم إذا قام القائم من ولدي يظهر ويحمل الناس عليه فتجري السنه به صلوات الله عليه). اهـ



                          4. وفي تفسير عياشي 1/25:

                          ( عن أبي جعفر عليه السلام قال: لولا أنه زيد في كتاب الله ونقص منه ما خفي حقنا على ذي حجي ولو قد قام قائمنا فنطق صدقه القرآن). اهـ

                          5- الكليني في أصول الكافي 2/633 كتاب فضل القرآن:

                          ( عن سالم بن سلمه قال: قرأ رجل على أبي عبد الله عليه السلام وأنا استمع حروفاً من القرآن ليس على ما يقرؤها الناس، فقال أبو عبد الله "ع": كُفَّ عن هذه القراءة اقرأ كما يقرأ الناس حتى يقوم القائم، فإذا قام القائم عليه السلام قرأ كتاب الله عز وجل على حده...). اهـ

                          والروايات كثيرة في ذلك اقتصرنا على بعضها.





                          المبحث الخامس: في سبب قولهم بوقوع التحريف في القرآن

                          إن القارئ والمتمحص في كتبهم ومصادرهم ورواياتهم يجد أن السبب الرئيس في قولهم بالتحريف هو القول الذي تفردوا به عن المسلمين، وهو القول بمسألة الإمامة، وقد صرحت الروايات الكثيرة التي ذكروها في صحاحهم بذلك وأكدها علماؤهم مصرحين بذلك، ونذكر بعض أقوالهم:

                          - محسن الكاشاني المحدث المحقق قال:

                          ( أقول لقائل أن يقول: كما أن الدواعي كانت متوفرة على نقل القرآن وحراسته من المؤمنين كذلك كانت متوفرة على تغييره من المنافقين المبدلين للوصيه المغيرين للخلافة لتضمنه ما يضاد رأيهم وهواهم). اهـ من تفسيره الصافي 1/35-37



                          - السيد هاشم البحراني قال:

                          (وعندي في وضوح صحة هذا القول بعد تتبع الأخبار وتفحص الآثار بحيث يمكن الحكم بكونه من ضروريات مذهب التشيع، وأنه من أكبر مفاسد غصب الخلافة فتدبر). اهـ البرهان في تفسير القرآن ص 49



                          ونذكر الآن بعض روايات الشيعة التي تتحدث عن الإمامة كيف حرفت على زعمهم والتي بلغت ألفي رواية كما أثبت ذلك النوري الطبرسي في كتابه فصل الخطاب.

                          1- روى الكليني في الكافي 2/381

                          ( عن جابر قال: نزل جبريل عليه السلام بهذه الآية على محمد هكذا: "وإن كنتم في ريب مما نزلنا على عبدنا في علي فأتوا بسورة من مثله").

                          2- الكليني في الكافي 2/38

                          ( عن أبي جعفر "ع" قال: نزل جبرائيل عليه السلام على محمد r بهذه الآية هكذا "بئسما اشتروا به أنفسهم أن يكفروا بما أنزل الله في علي بغياً").

                          3- الكليني في الكافي 2/283

                          ( عن جابر بن أبى جعفر عليه السلام قال: " أفكلما جاءكم رسول بما لا تهوى أنفسكم بولاية علي استكبرتم من آل محمد ففريقاً كذبتم وفريقاً تقتلون").

                          4- تفسير عياشي 1/285

                          ( سمعت أبا جعفر "ع" يقول: نزل جبرائيل بهذه الآية هكذا "إن الذين كفروا وظلموا آل محمد حقهم لم يكن الله ليغفر لهم").



                          5- عن عبد الله بن سنان عن أبى عبد الله "ع" في قوله تعالى: ( "ولقد عهدنا إلى آدم من قبل كلمات في محمد وعلي وفاطمة والحسن والحسين والأئمة من ذريتهم فنسي". هكذا والله نزلت على محمد r) اهـ من الكافي 2/ 379، المناقب 3/ 320 للمازنداني.



                          6- ( عن الرضا عليه السلام في قول الله عز وجل: " كبر على المشركين بولاية علي ما تدعوهم إليه يا محمد من ولاية علي" هكذا في الكتاب محفوظ). المناقب 3/107 الكافي 2/ 283



                          7- عن أبي بصير عن أبي عبد الله "ع" في قوله تعالى: ("ومن يطع الله ورسوله في ولاية علي وولاية الأئمة من بعده فقد فاز فوزاً عظيماً" هكذا نزلت). الكافي 2/372.



                          واعلم دعوى التحريف والنقص في لفظ القرآن وآياته وسوره. وليس في التفسير فقط كما يدعي المتأخرون من الشيعة: والذي يدل على ذلك ادعاؤهم بوجود قرآن صحيح عند الإمام الغائب، وهذا يعني أن القرآن الموجود بين أيدينا ليس بصحيح، وقد نقلنا من عباراتهم بالزيادة والنقص والحذف من القرآن الموجود بما فيه الكفاية.



                          ومن كتب الشيعة التي ألفت في إثبات التحريف:

                          1. فصل الخطاب في إثبات تحريف كتاب رب الأرباب للنوري الطبرسي.

                          2. كتاب التحريف للشيخ الثقة أحمد بن خالد البرقي صاحب كتاب المحاسن

                          3. كتاب التنزيل والتعبير للثقة محمد بن خالد

                          4. التنزيل من القرآن والتحريف للحسن بن فضال

                          5. كتاب التحريف والتبديل لمحمد بن الحسن الصيرني

                          6. ما نزل من القرآن في أهل البيت عليهم السلام



                          وأبو القاسم الخوئي هذا مرجع من مراجع الشيعة الإمامية المعاصرين، وهو مؤلف كتاب البيان في تفسير القرآن وهذا الكتاب الذي فرح به علماء الشيعة وعامتهم حاول فيه المؤلف نفي التحريف وإنكاره عند الشيعة الإمامية قديماً وحديثاً. واتهم فيه أهل السنة القول بالتحريف. ولما لم يظفر الخوئي بقول واحد عند علماء أهل السنة عمد إلى القول: إن القول بالنسخ في القرآن هو عين التحريف حيث قال في كتابه ص 205: (إن القول بنسخ التلاوة هو بعينه القول بالتحريف والإسقاط). وقال أيضاً: (إن القول بالتحريف هو مذهب أكثر علماء أهل السنة لأنهم يقولون بجواز نسخ التلاوة). وسنذكر بعد قليل الأمثلة التي ذكرها.
                          إنْ أبْطـَأتْ غـَارَةُ الأرْحَامِ وابْـتـَعـَدَتْ، فـَأقـْرَبُ الشيءِ مِنـَّا غـَارَةُ اللهِ
                          يا غـَارَةَ اللهِ جـِدّي السـَّيـْرَ مُسْرِعَة في حَلِّ عُـقـْدَتـِنـَا يَا غـَارَةَ اللهِ
                          عَدَتِ العَادونَ وَجَارُوا، وَرَجَوْنـَا اللهَ مُجـيراً
                          وَكـَفـَى باللهِ وَلـِيـَّا، وَكـَفـَى باللهِ نـَصِيراً.
                          وَحَسْبُنَا اللهُ وَنِعْمَ الوكيلُ, وَلا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إِلاّ بِاللهِ العَلِيِّ العَظِيمِ.

                          تعليق

                          • mmogy
                            كاتب
                            • 16-05-2007
                            • 11282

                            #43
                            1-


                            ذكرت روايات ان هناك اشخاص يسالون الامام الصادق ونسبتها الى الكافي
                            والامام امرهم ان ياخذوا بهذا القرآن.ما الاشكال!!لذي في هذه الرواية ولكن انت حصل منك التجاوز بافكارك المسمومة على الامام الصادق وخمنت انه كان يقصد الامام المهدي



                            وهل إذا أثبت لك أنني لم أخمن وأن الكلام منقول حرفيا من تفسير الصافي .. ستستمر على رأيك في وصف من نسب ذلك للإمام المهدي بأنه تجاوز وانحرف بأفكاره المسمومة .. أم أن الكلام سيتغير ؟؟؟

                            هذا هو نص كلام الصافي .. ولم اضف كلمة واحدة من عندي فهل ستعتذر لي عن اهانتي والإفتراء علي ظلما وعدوانا ؟؟


                            ( 40 )

                            المقدمة السادسة

                            في نبذ مما جاء في جمع القرآن وتحريفه وزيادته ونقصه وتأويل ذلك :

                            روى علي بن إبراهيم القمي في تفسيره بإسناده عن أبي عبدالله عليه السلام قال : إن رسول الله صلى الله عليه وآله قال لعلي عليه السلام يا علي إن القرآن خلف فراشي في الصحف والحرير والقراطيس فخذوه واجمعوه ولا تضيعوه كما ضيعت اليهود التوراة فانطلق علي عليه السلام فجمعه في ثوب أصفر ثم ختم عليه في بيته وقال : لا أرتدي حتى أجمعه . قال : كان الرجل ليأتيه فيخرج إليه بغير رداء حتى جمعه .
                            وفي الكافي عن محمد بن سليمان عن بعض أصحابه عن أبي الحسن عليه السلام قال : قلت له : جعلت فداك إنا نسمع الآيات في القرآن ليس هي عندنا كما نسمعها ولا نحسن أن نقرأها كما بلغنا عنكم فهل نأثم فقال لا اقرأوا كما تعلمتم فسيجيئكم من يعلمكم .
                            أقول : يعني به صاحب الأمر عليه السلام . وبإسناده عن سالم بن سلمة قال : قرأ رجل على أبي عبد الله عليه السلام وأنا أستمع حروفا من القرآن ليس على مايقرؤها الناس . فقال أبو عبد الله عليه السلام : كف عن هذه القراءة وإقرأ كما يقرأ الناس حتى يقوم القائم عليه السلام فإذا قام قرأ كتاب الله تعالى على حده واخرج المصحف الذي كتبه علي عليه السلام ، وقال : أخرجه علي عليه السلام إلى الناس حين فرغ منه وكتبه ، فقال لهم هذا كتاب الله كما أنزله الله على محمد ( صلى الله عليه وآله ) وقد جمعته بين اللوحين فقالوا هوذا عندنا مصحف جامع فيه القرآن لا حاجة لنا فيه فقال : أما والله ما ترونه بعد يومكم

                            وهذا هو الرابط

                            شبكة على الانترنت ، ذات هدف جاد ملتزم ، إسلاميّة المضمون ، متنوّعة الخدمات ، تناغم الناس كافة ، بكلّ فئاتهم ، متسامية فوق الانتماءات الدينية والطائفيّة والقوميّة والسياسيّة ، معرضة عن أساليب الإثارة والدعاية والطعن والتحريض ، نائية عن الاجترار والاستهلاك المملّين ، مدركة مفهوم المهنية والتخصّص ، غير متناسية أبداً توفير المتعة الممكنة للزائر المكرّم.



                            2-انا اذكر لك من الكتب التي تدعون انها من اصح الكتب من بعد كتاب الله وانت تاتيني الى اقوال سال عنها الامام ورد عليها . وهذا يعني انك ليس بالمستوى المطلوب



                            ههههههههههه .. لعلك نسيت حديث الثقلين كتاب الله وعترتي أهل بيتي .. وهل الإمام عندكم ممكن أن يخطىء في أمر من أمور الدين ناهيك عن الحديث في تحريف أو سلامة كتاب الله عزوجل من التحريف ؟؟
                            وهل كتب الصحاح عندنا أكثر يقينا من أقوال الإمام عندكم ؟؟ .. كتب الصحاح عندنا تفيد الظن الغالب .. بينما كلام الإئمة المعصومين عندكم وحي يفيد القطع واليقين .


                            نسأل الله لنا ولكم العافية .
                            إنْ أبْطـَأتْ غـَارَةُ الأرْحَامِ وابْـتـَعـَدَتْ، فـَأقـْرَبُ الشيءِ مِنـَّا غـَارَةُ اللهِ
                            يا غـَارَةَ اللهِ جـِدّي السـَّيـْرَ مُسْرِعَة في حَلِّ عُـقـْدَتـِنـَا يَا غـَارَةَ اللهِ
                            عَدَتِ العَادونَ وَجَارُوا، وَرَجَوْنـَا اللهَ مُجـيراً
                            وَكـَفـَى باللهِ وَلـِيـَّا، وَكـَفـَى باللهِ نـَصِيراً.
                            وَحَسْبُنَا اللهُ وَنِعْمَ الوكيلُ, وَلا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إِلاّ بِاللهِ العَلِيِّ العَظِيمِ.

                            تعليق

                            • mmogy
                              كاتب
                              • 16-05-2007
                              • 11282

                              #44
                              المقداد تقول :



                              5-لم اكتفي من مسلم هذا مسلم في صحيحه في كتاب الايمان في قوله تعالى (وانذر عشيرتك الاقربين )انظر الى كتبكم اتظنه من الشيعة ايضا !!!!

                              ‏و حدثنا ‏ ‏أبو كريب محمد بن العلاء ‏ ‏حدثنا ‏ ‏أبو أسامة ‏ ‏عن ‏ ‏الأعمش ‏ ‏عن ‏ ‏عمرو بن مرة ‏ ‏عن ‏ ‏سعيد بن جبير ‏ ‏عن ‏ ‏ابن عباس ‏ ‏قال ‏
                              ‏لما نزلت هذه الآية ‏
                              (((أنذر عشيرتك الأقربين ‏ ‏ورهطك منهم المخلصين )))

                              ‏ خرج رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏حتى صعد ‏ ‏الصفا ‏ ‏فهتف ‏ ‏يا ‏ ‏صباحاه ‏ ‏فقالوا من هذا الذي يهتف قالوا ‏ ‏محمد ‏ ‏فاجتمعوا إليه فقال يا بني فلان يا بني فلان يا بني فلان يا ‏ ‏بني عبد مناف ‏ ‏يا ‏ ‏بني عبد المطلب ‏ ‏فاجتمعوا إليه فقال ‏ ‏أرأيتكم لو أخبرتكم أن خيلا تخرج ‏ ‏بسفح ‏ ‏هذا الجبل أكنتم مصدقي قالوا ما جربنا عليك كذبا قال فإني نذير لكم بين يدي عذاب شديد قال فقال ‏ ‏أبو لهب ‏ ‏تبا لك أما جمعتنا إلا لهذا ثم قام فنزلت هذه السورة ‏ ‏تبت يدا ‏ ‏أبي لهب ‏ ‏وقد ‏ ‏تب ‏
                              ‏كذا قرأ ‏ ‏الأعمش ‏ ‏إلى آخر السورة ‏ ‏و حدثنا ‏ ‏أبو بكر بن أبي شيبة ‏ ‏وأبو كريب ‏ ‏قال حدثنا ‏ ‏أبو معاوية ‏ ‏عن ‏ ‏الأعمش ‏ ‏بهذا الإسناد ‏ ‏قال صعد رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏ذات يوم ‏ ‏الصفا ‏ ‏فقال ‏ ‏يا ‏ ‏صباحاه ‏ ‏بنحو حديث ‏ ‏أبي أسامة ‏ ‏ولم يذكر نزول الآية ‏

                              اما تستحي بعد كل هذه الروايات تتهمنا بالتحريف

                              6- هذه المرة السيوطي في الدر المنثور (552-391)

                              وأخرج سعيد بن منصور والبخاري وابن مردويه وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس

                              رضي الله عنهما قال‏:‏ لما نزلت((أنذر عشيرتك الأقربين‏‏ ورهطك منهم المخلصين

                              ))!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!! خرج النبي الصفا فنادى‏"‏يا صباحاه‏.‏‏.‏ فقالوا

                              من هذا الذي يهتف‏؟‏ قالوا‏:‏ محمد‏.‏ فاجتمعوا اليه، فجعل الرجل إذا لم يستطع أن يخرج أرسل رسولا

                              لينظر ما هو، فجاء أبو لهب وقريش فقال‏:‏ أرأيتكم لو اخبرتكم ان خيلا بالوادي تريد أن تغير عليكم أكنتم

                              مصدقي قالوا‏:‏ نعم‏.‏ ما جربنا عليك إلا صدقا قال‏:‏ فاني نذير لكم بين يدي عذاب شديد‏"‏ فقال أبو لهب‏:‏

                              تبا لك سائر اليوم ألهذا جمعتنا‏!‏ فنزلت ‏{‏تبت يدا أبي لهب وتب‏}‏ ‏(




                              وأقول لك :

                              ومارأيك يابطل أئمة الشيعة أيضا يدعون ذلك واقرأ معي في تفسير الصافي مايلي :


                              (214) وانذر عشيرتك الاقربين فان الاهتمام بشأنهم اهم.
                              في العيون وفي المجالس عن الرضا عليه السلام وانذر عشيرتك الأقربين ورهطك المخلصين قال هكذا في قراءة اُبي بن كعب وهي ثابتة في مصحف عبد الله ابن مسعود قال وهذه منزلة رفيعة وفضل عظيم وشرف عال حين عنى الله عز وجل بذلك الآل فذكره لرسول الله صلى الله عليه وآله.

                              وفي المجمع نسب القراءة الى الصادق عليه السلام وابن مسعود.

                              والقمي قال نزلت في رهطك منهم المخلصين قال نزلت بمكة فجمع رسول الله صلى الله عليه وآله بني هاشم وهم اربعون رجلا كل واحد منهم يأكل الجذع ويشرب القربة فاتخذ لهم طعاما يسيرا بحسب ما امكن فأكلوا حتى شبعوا فقال رسول الله صلى الله عليه وآله من يكون وصيي ووزيري وخليفتي فقال أبو لهب
                              جزما سحركم محمد صلى الله عليه وآله فتفرقوا فلما كان اليوم الثاني امر رسول الله صلى الله عليه وآله ففعل بهم مثل ذلك ثم سقاهم اللبن حتى رووا فقال رسول الله صلى الله عليه وآله ايكم يكون وصيي ووزيري وخليفتي فقال أبو لهب جزما سحركم محمد فتفرقوا فلما كان اليوم الثالث امر رسول الله صلى الله عليه وآله ففعل بهم مثل ذلك ثم سقاهم اللبن فقال لهم رسول الله صلى الله عليه وآله ايكم يكون وصيي ووزيري وينجز عداتي ويقضي ديني فقام علي وكان اصغرهم سنا واخمشهم ساقا واقلهم مالا فقال انا يا رسول الله فقال رسول الله صلى الله عليه وآله انت هو

                              وفي المجمع عن طريق العامة ما يقرب منه

                              وزاد في آخره فقام القوم وهم يقولون لأبي طالب اطع ابنك فقد امّره عليك واورده. في العلل باختصار مع هذه الزيادة والقمي

                              وقوله ورهطك منهم المخلصون قال علي بن ابي طالب وحمزة وجعفر والحسن والحسين والأئمة من آل محمد صلوات الله عليهم

                              مارأيك يالمقداد حفظك الله ورعاك سأظل مشتاقا لمعرفة رأيك ؟

                              إنْ أبْطـَأتْ غـَارَةُ الأرْحَامِ وابْـتـَعـَدَتْ، فـَأقـْرَبُ الشيءِ مِنـَّا غـَارَةُ اللهِ
                              يا غـَارَةَ اللهِ جـِدّي السـَّيـْرَ مُسْرِعَة في حَلِّ عُـقـْدَتـِنـَا يَا غـَارَةَ اللهِ
                              عَدَتِ العَادونَ وَجَارُوا، وَرَجَوْنـَا اللهَ مُجـيراً
                              وَكـَفـَى باللهِ وَلـِيـَّا، وَكـَفـَى باللهِ نـَصِيراً.
                              وَحَسْبُنَا اللهُ وَنِعْمَ الوكيلُ, وَلا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إِلاّ بِاللهِ العَلِيِّ العَظِيمِ.

                              تعليق

                              • mmogy
                                كاتب
                                • 16-05-2007
                                • 11282

                                #45
                                الأخ المقداد

                                تقول :

                                الموجي
                                راجع المصدر اعلاه وهو من علمائكم ومن اسانيدكم
                                واذا شئت ارشدك الى جمة مصادر من كتبكم



                                فهلا نقلت لنا ما كتبه السيوطي في الإٌتقان بأمانة ؟ .. فالسيوطي وغيره من علماء الإسلام ينقلون لنا كل ما قيل في الموضوع .. غثا وسمينا .. ومنها آراء الشيعة وغيرهم من الفرق الأخرى لتقديم صورة تاريخية متكاملة دعتهم إليها الأمانة العلمية والأخلاقية .. دون أن يعني ذلك بالضرورة أنها معتبرة شرعا .. ولذلك تجد نفسك أمام عشرات الآراء المتناقضة والتي لايمكن أن تكون صحيحه بالضرورة .. ثم يأتي بعض ضعاف النفوس فيستخدمون هذه الآراء وكأنها صادرة عن مؤلف الكتاب .. أو معبرة عن مذهب أهل السنة .. ابتغاء للفتنة واثارة الشبهات .

                                ولذلك لم تنقل لنا ما قاله السيوطي من الرأي المحكم في كتابه الإتقان والذي جاء فيه :

                                وقد انعقد إجماع الأمة على ترتيب آيات القرآن الكريم على هذا النمط بتوقيف من النبي صلى الله عليه وسلم حيث قال القاضي أبوبكر في الانتصار : ( ترتيب الآيات أمر واجب وحكم لازم ، فقد كان جبريل يقول : ضعوا آية كذا في موضع كذا ) السيوطي : الإتقان .

                                بل العجيب أيضا أن تنسب تلك الأقوال للسيوطي صاحب الإتقان على معتبرة .. أو على أنها مذهب أهل السنة .. وللسيوطي كتاب عن اسرار ترتيب القرآن .

                                فهل هذا يليق بطالب العلم أو طالب الحق ؟؟
                                إنْ أبْطـَأتْ غـَارَةُ الأرْحَامِ وابْـتـَعـَدَتْ، فـَأقـْرَبُ الشيءِ مِنـَّا غـَارَةُ اللهِ
                                يا غـَارَةَ اللهِ جـِدّي السـَّيـْرَ مُسْرِعَة في حَلِّ عُـقـْدَتـِنـَا يَا غـَارَةَ اللهِ
                                عَدَتِ العَادونَ وَجَارُوا، وَرَجَوْنـَا اللهَ مُجـيراً
                                وَكـَفـَى باللهِ وَلـِيـَّا، وَكـَفـَى باللهِ نـَصِيراً.
                                وَحَسْبُنَا اللهُ وَنِعْمَ الوكيلُ, وَلا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إِلاّ بِاللهِ العَلِيِّ العَظِيمِ.

                                تعليق

                                يعمل...
                                X