طيفك بين حرفين

طيفك الذي أحببته
ظلاً يشاغب غلالات النور
تتقمصه سمائي

وارته ضجة الحياة
فجأة خلف ضباب أسئلة
هل هي الحياة التي تجلب الغياب
بمتاريسه أمام أشرعتنا
أم هي القلوب تحوم فيها رياح وجع
ويكتنفها عميق أنين
تزفر لهيباً وهواءاً فارغ الأرداء

يسحب معه
مزلاج اللحظات السعيدة
لتنكفئ على ذاتها بين حمم الكون
ولهيب من فم الأسئلة
لا يتوقف

حتى ولو توقفت فينا الحياة

ياا الله
كنت أرى ذاك الطيف
يحدثني عن أفراح الكون
وأرى في داخله شمعة تشتعل
دفئا ً وجنون ذكريات
حولي كيفما تحركت

حينما ..
أخبرت صديقتي ذات يوم
لا ينسى
أني أرى ما لا يرون
قالت : أعلم منذاك اليوم
الذي قضيناه على طرف الوادي
الذي يبتلع معه
كل أفكار البؤس
والفلسفة التشعبية للثقافة
التي تدمي قلب صاحبها قبل فكره
وتجعلنا نقف أمام مرآة الحياة
وهي تمرر أروع الذكريات
أمام سفر ضباب
يتأرجح بين أكف الغيم
والسماء

لتقول ببساطة
جمال العمر تؤثثه لحظات قلب
وتألق فكر في قمة نشتهيها

حينها ..
أخبرتها أنه يوم يمسك
بجسد السعادة ويضعه في فناجين
القهوة على وردية طاولتنا
لسبب خفي .. تتطاير ضحكة من قلبي
ذاك اليوم حمل لقلبها وجهاً
أخفته السنين
أذكرها تبتسم وتنظر في جبين الوادي
الشامخ
يطلق قلبها ضحكة تعبق شذاً من زوايا ألم قديم
أصدقكك غاليتي ..
في كل ما تلحظه أضواء الأحداق لديك
إنه جمال البصيرة

مازالت ضحكاتنا تتطاير بشغب
بين شغف الهواء
عابراً تناثر ذاك الشلال
و رذاذه يثب بين كفي الهواء
المتسلل لجسد الشلال
وهو يتطايرا حلماً يعانق الأعالي

لماذا بين حرفين حلاوة حاء
وبرودة باء ؟
نحمل قلوبنا صادحة بفوانيس غامضة
من سحر خرافي
لطرقات لا يعلم كنهها وآلامها إلا الله
ونحن نتطاير سعادة
تأخذنا أيدي القدر دون حتى ومضة سؤال
وكأن السؤال سيتأتى
بثياب ريح لا ترحم نمشي .. ونمشي
ولا نسأل ماذا بعد ؟

ما زال الصوت
في ذاكرة الأذن يرن
يقتلني هذا الوجه الطفولي المجنون
أجيبه أحبك بقدر البحر المارق
كلما شربت منه على عطشي
أزددت عطشاً


وأمضي ...
اسأل لماذا تجابهنا بقسوتها
الحياة ونحن بلا عدة ولا عتاد
؟!

وأسأل أين وجهك غاب خلف أجوبة
تنض أسئلة
؟!

هل القلب هو مركب يقودنا حيثما
الريح تشتهي ؟
أم حسبما هو يبصر
لتفاجئنا النهايات أكثر
؟!.