Vive la classe
"فيف لاكلاس"
رواية في أجزاء
بقلم :
منيرة الفهري
"فيف لاكلاس"
رواية في أجزاء
بقلم :
منيرة الفهري
"يا سي الطاهر، الجماعة جُوا"
انتبه سي الطاهر على صوت زوجته و نهض مسرعا، فالوقت من ذهب" في عملية "الجماعة و عليه أن يسرع حتى يقضي الأمر دون أن ينتبه إليه أحد.
التف بالبُرنس و جرى يفتح باب السقيفة. دخل أربعة أشخاص مسرعين و كلّ بيده كيس مستطيل.
اقفل سي الطاهر باب السقيفة و لم يرد إنارة المكان حتى يطمئن إلى أن لا احد يتبع الأشخاص الاربعة.
أشعل الفانوس الذي بيده و سلم سلاما مُبهًما و أشار عليهم أن يتبعوه
تبعه الأشخاص الأربعة إلى الحوش(وسط المنزل)اعطي لكل منهم كيسا بلاستيكيا كان قد أحضره من ساعة. لفت الأكياس القماشية في مثلها بلاستيكية. اخذ سي الطاهر كل كيس على حده و ربطه في حبل و انزله البئر الذي يتوسط الحوش.
انتهت العملية بسلام.
غادر الأشخاص الأربعة كما جاءوا بعد أن أطفأ سي الطاهر الفانوس.
و عاد للبيت الوحيد الذي يتكون منه المنزل
أراد النوم لكنه سمع آذان الفجر، فتوضأ و ايقظ زوجته الخالة غالية، التي لم تنم و بقيت تنظر سير العملية من ثقب النافذة و هي ترتجف, أيقظها لتصلي خلفه.
انبعثت انوار الصبح جميلة مشرقة
خرج سي الطاهر للحوش ينعم بطقس جميل رغم البرد القليل. لم يبق كثيرا هكذا فقد نادته زوجته لتناول الفطور
اقبل سي الطاهر على الفطور بشهية و هو يحس بفخر يغمره و سعادة كبرى لنجاح عملية البارحة
يتكون فطور الصباح من بيضتين و زيت و خبز الفرن الترابي و أحيانا شكشوكة
حمد الله على نعمه و خرج من السقيفة التي تفصل بينه و بين مستوصف القرية
هذا المستوصف الذي تبرع به سي الطاهر للدولة و هو عبارة عن شطر منزله.. نسيت ان اقول لكم إن سي الطاهر هو ممرض القرية، لذلك تراه حريصا على أن يكون المستوصف على أحسن حال
نادى زوجته التي اعتادت ان تعقم الإبر و كل أدوات التمريض قبل أن يجيء سي الطاهر لكنها لم تفعل اليوم
اعتذرت الخالة غالية عن تقصيرها و رجت زوجها أن يعود أدراجه للبيت حتى تقوم بمهمتها على أحسن وجه بعد ان أخرها عنها غسيل الصحون
عاد سي الطاهر للحوش و تفقد الأمانة التي ربطت بحبل و تدلت في البئر.
ابتسم ابتسامة رضى و سعادة و جلس ينتظر زوجته و يخطط للعملية التالية
"يتبع"
تعليق