فيف لاكلاس/الواحد والثلاثون/ منيرة الفهري

تقليص
This topic has been answered.
X
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة


  • النص غني بالصور الحسية والبصرية، مثل
    "تتهادى بتؤدة تحت ضوء القناديل"، "أهداب ذهبية"، "زغرودة تذوب في ضوضاء الاحتفال"، ما يخلق مشهدًا سينمائيًا نابضًا بالحياة.

    التوتر والتشويق:
    يظهر تدريجيًا عبر التناقض بين المظهر الاحتفالي والقلق الداخلي للشخصيات، خصوصًا غالية وفاطمة.

    الثيمة الرئيسية:
    التمويه في سبيل الحرية، حيث يوظف الكاتب تقاليد المجتمع لخدمة النضال، في مشهد عبقري يتقاطع فيه الحلم بالواقع.

    الدلالة الرمزية:

    الجحفة: رمز للحرية المقيدة التي تتحرر بفضل التعاون والمخاطرة.

    الزفاف: خدعة تمويهية تنقذ حياة مقاومين، ما يعكس عبقرية الشعب المقاوم.

    الزغاريد: سلاح صوتي لطمس الحقيقة.

    الرسائل التي يحملها النص:

    مقاومة الاستعمار لا تتم فقط بالسلاح، بل أيضًا بالحيلة والتكافل الشعبي.

    النساء لسن خارج دائرة النضال، بل لهن دور محوري في المقاومة.

    الحب يمكن أن يعيش ويتنفس حتى في خضم المعركة، كما تجسده مشاعر فاطمة.

    خاتمة تحليلية:
    نصٌ نابض بالتفاصيل الحية والمشاعر الصادقة، يمزج بين الاحتفال والحزن، الحب والخوف، الحياة والموت، في مشهد رمزي يلخص واقع أمة تقاتل من أجل كرامتها. لقد جعلت الكاتبة من زفاف مزيف حدثًا حقيقيًا في مسار التحرر، وحوّلت لحظة احتفال تقليدية إلى درس في الشجاعة والدهاء.

    شكرا للإبداع و الامتاع مبدعتنا منيرة
    مع خالص الود و التحية



    اترك تعليق:


  • منيره الفهري
    رد
    المشاركة الأصلية بواسطة الهويمل أبو فهد مشاهدة المشاركة
    حفل زفاف "حياة" أم جنازة حياة

    نعلم أن حياة ابنة محبوبة غرقت في الجزء الحادي عشر، ونعلم من الجزئين:
    29 و 30 أن محبوبة تريد زفافها


    لنتذكر إذن، أن فاطمة في صبيحة (ج29) بين النوم واليقظة كانت

    لا تدري ... أ نامت تلك الليلة أم لم تنم فقد انتبهت على صوت غالية يوقظها.
    فسمعت عبارة محبوبة تقول: باركي لي يا غالية فَغَدًا عرس حياة."
    كان باب السقيفة مفتوحا على غير العادة و قد دخلت الخالة محبوبة
    و هي تزف الخبر. ضحكت فاطمة و قالت : صباح الخير ياخالة. ماذا؟
    كلنا نعرف أنّ حياة رحمها الله فماذا تقولين؟
    جلست محبوبة على ركن من
    دكان المطبخ بجانب غالية و قالت في همس: قصدتُ أنّ ابنة أخي التي تسكن
    القرية المجاورة ستُزَفّ لِعريسها من بيتي غدا مساء
    . فكوني معي و سأقول لكل
    الجيران...
    (ج29)


    وحين زارت أم العروس غالية في المستوصف في اليوم التالي، داعبتها غالية:
    "
    أليس اليوم عرس ابنة أخيك؟" أجابت محبوبة: "بلى، بلى، جئتك في أمر مستعجل،
    تعالي إلى بيتي بعد ربع ساعة فقد استجدت أمور مفاجِئة
    " وانطلقت العجوز "كأنها
    بنت العشرين
    " (ج30)


    اليوم وقد شاهدنا حفل زفاف كما شهده جنود الجندرمة تكشف لنا أن الزفاف لم يكن
    غير زفاف حياة سي الطاهر والطبيب محمد علي الى النجاة من موت محقق.
    وكلاهما معنيان بالحياة

    ردك جميل و عميق كما عودتنا أستاذنا القدير الجليل الهويمل ابو فهد
    فعلا لم يكن هذا الزفاف مجرد مناسبة اجتماعية، بل كان رمزا و ستارا لحكاية نجاة وبداية جديدة، و انبعاث روح من بين الرماد تتجاوز المعنى الظاهري لتحتضن عمق الحياة نفسها.
    كل التحية و التقدير .

    اترك تعليق:


  • منيره الفهري
    رد
    المشاركة الأصلية بواسطة أحمد الكاتب مشاهدة المشاركة
    تتجلى في هذا الجزء من رواية "فيف لاكلاس" براعة الكاتبة منيرة الفهري في دمج اليومي البسيط بالبطولي الكبير، دون أن تخل بتوازن السرد أو تُفرط في الدراما. لغة ناعمة لكنها تحمل في طياتها توترًا خفيًّا، ومشاهد تمزج بين الاحتفال والخطر، بين الزغاريد والقلق، بين الأهازيج ووقع الأقدام الهاربة من قبضة المحتل.

    الكاتبة تُحسن رسم شخصياتها ببساطة الحياة الريفية: الخالة غالية التي تخفي ارتجافها خلف ملامحها الصلبة، الخالة محبوبة بمكرها الأنثوي المدروس، وفاطمة بصمتها العاشق. التفاصيل الصغيرة، كحركة الأطفال حول الجمل، ولمسة الماء المعطر، وابتسامة فاطمة الخجولة، كلها تُسهم في بناء مشهد حي لا يُنسى.

    الزفاف المزيف ليس مجرد حيلة روائية، بل رمز ذكي لمقاومة تتقن التنكر في عباءة الفرح، ولنساء يحملن الوطن في زغاريدهن، ولرجال يعبرون إلى الخطر بصمت.

    "فيف لاكلاس" ليست فقط قصة عن قرية زمن الاستعمار، بل هي قصة عن البساطة المقاومة، عن مجتمع يعرف أن يزرع الشجاعة في ثنايا التفاصيل، وأن يُخفي الثورة خلف ابتسامة امرأة وقبلة شمعة.

    ما زلنا في البداية، والكاتبة تعد بمزيد من الدهشة.


    الأستاذ القدير أحمد الكاتب

    سُررتُ كثيرًا بكلماتك العميقة والمُلهمة، وقد أسعدني هذا التلقي الواعي للنص وتفاصيله. أن تصل المشاهد الصغيرة بروحها الكاملة، وأن تُقرأ الشخصيات بما تحمله من توتر ودفء، هو أعظم ما قد يتمناه كاتب. شكرًا لقراءتك النقية، ولروحك التي التقطت الهمس خلف الزغاريد، والقلق بين خطوات الفرح. سأظل أكتب ما دام هناك من يقرأ بهذا الحس.

    اترك تعليق:


  • الهويمل أبو فهد
    رد
    حفل زفاف "حياة" أم جنازة حياة

    نعلم أن حياة ابنة محبوبة غرقت في الجزء الحادي عشر، ونعلم من الجزئين:
    29 و 30 أن محبوبة تريد زفافها


    لنتذكر إذن، أن فاطمة في صبيحة (ج29) بين النوم واليقظة كانت

    لا تدري ... أ نامت تلك الليلة أم لم تنم فقد انتبهت على صوت غالية يوقظها.
    فسمعت عبارة محبوبة تقول: باركي لي يا غالية فَغَدًا عرس حياة."
    كان باب السقيفة مفتوحا على غير العادة و قد دخلت الخالة محبوبة
    و هي تزف الخبر. ضحكت فاطمة و قالت : صباح الخير ياخالة. ماذا؟
    كلنا نعرف أنّ حياة رحمها الله فماذا تقولين؟
    جلست محبوبة على ركن من
    دكان المطبخ بجانب غالية و قالت في همس: قصدتُ أنّ ابنة أخي التي تسكن
    القرية المجاورة ستُزَفّ لِعريسها من بيتي غدا مساء
    . فكوني معي و سأقول لكل
    الجيران...
    (ج29)


    وحين زارت أم العروس غالية في المستوصف في اليوم التالي، داعبتها غالية:
    "
    أليس اليوم عرس ابنة أخيك؟" أجابت محبوبة: "بلى، بلى، جئتك في أمر مستعجل،
    تعالي إلى بيتي بعد ربع ساعة فقد استجدت أمور مفاجِئة
    " وانطلقت العجوز "كأنها
    بنت العشرين
    " (ج30)


    اليوم وقد شاهدنا حفل زفاف كما شهده جنود الجندرمة تكشف لنا أن الزفاف لم يكن
    غير زفاف حياة سي الطاهر والطبيب محمد علي الى النجاة من موت محقق.
    وكلاهما معنيان بالحياة

    اترك تعليق:


  • منيره الفهري
    رد
    المشاركة الأصلية بواسطة عمار عموري مشاهدة المشاركة
    جمال السرد ودقة الوصف، كأنه كاميرا، جعلتنا نشاهد قافلة الزفاف الخادع وكأنها تمر أمامنا، والجحفة وما بداخلها، والأشخاص حولها يتحركون ويتكلمون ويزغردون!
    أستاذنا القدير عمار عموري
    تعليقك هذا لوحة فنية بحد ذاته،
    شكرًا لأنك منحت النص حياةً ثانية بعينيك.
    تحياتي و كل التقدير سيدي.


    اترك تعليق:


  • أحمد الكاتب
    رد
    تتجلى في هذا الجزء من رواية "فيف لاكلاس" براعة الكاتبة منيرة الفهري في دمج اليومي البسيط بالبطولي الكبير، دون أن تخل بتوازن السرد أو تُفرط في الدراما. لغة ناعمة لكنها تحمل في طياتها توترًا خفيًّا، ومشاهد تمزج بين الاحتفال والخطر، بين الزغاريد والقلق، بين الأهازيج ووقع الأقدام الهاربة من قبضة المحتل.

    الكاتبة تُحسن رسم شخصياتها ببساطة الحياة الريفية: الخالة غالية التي تخفي ارتجافها خلف ملامحها الصلبة، الخالة محبوبة بمكرها الأنثوي المدروس، وفاطمة بصمتها العاشق. التفاصيل الصغيرة، كحركة الأطفال حول الجمل، ولمسة الماء المعطر، وابتسامة فاطمة الخجولة، كلها تُسهم في بناء مشهد حي لا يُنسى.

    الزفاف المزيف ليس مجرد حيلة روائية، بل رمز ذكي لمقاومة تتقن التنكر في عباءة الفرح، ولنساء يحملن الوطن في زغاريدهن، ولرجال يعبرون إلى الخطر بصمت.

    "فيف لاكلاس" ليست فقط قصة عن قرية زمن الاستعمار، بل هي قصة عن البساطة المقاومة، عن مجتمع يعرف أن يزرع الشجاعة في ثنايا التفاصيل، وأن يُخفي الثورة خلف ابتسامة امرأة وقبلة شمعة.

    ما زلنا في البداية، والكاتبة تعد بمزيد من الدهشة.

    اترك تعليق:


  • عمار عموري
    رد
    جمال السرد ودقة الوصف، كأنه كاميرا، جعلتنا نشاهد قافلة الزفاف الخادع وكأنها تمر أمامنا، والجحفة وما بداخلها، والأشخاص حولها يتحركون ويتكلمون ويزغردون!

    اترك تعليق:


  • منيره الفهري
    رد
    Vive la classe
    فيف لاكلاس

    بقلم
    منيرة الفهري


    رواية في أجزاء


    السابق :
    • بدأ المرضى يتوافدون على المستوصف و قد استقبلتهم الخالة غالية بمئزر سي الطاهر. سمعت شكوى كل واحد منهم و ضمّدت جراح الولد الصغير و أعطت العجوز حبة "كينا" و ربطت مشدات على ساق البنت التي التوى كاحلُها ثمّ صبّت غالية فوقها كحولا طبيا. أما باقي المرضى فقد أرجأت علاجهم إلى حين
      يأتي سي الطاهر الذي ذهب إلى العاصمة لقضاء حاجة مستعجلة و سيعود قريبا بإذن الله حسب ما روته لهم الخالة غالية.
      علّقت المئزر وَهمّت بالخروج من المستوصف لكن صوت الخالة محبوبة أوقفها.
      قالت غالية مداعبة: أليس اليوم عرس ابنة أخيك؟
      أجابت العجوز: نعم نعم جئتك في أمر مستعجل, تعالي إلى بيتي بعد ربع ساعة فقد استجدت أمور مفاجِئة.
      قالت الخالة محبوبة هذا وَأسرعت الخطى و كأنها بنت العشرين.

      أما غالية فقد خفق قلبها و ارتعشت أوصالها و بقيت تفكر حائرة: ماذا هناك يا ترى؟ هل أصاب سي الطاهر مكروه لا سمح الله؟
      سقط المفتاح من يدها و هي تغلق المستوصف مرتجفة مضطربة
      الواحد و الثلاثون

      .....

      وسط هدير الأغاني وزغاريد النسوة، شقت القافلة طريقها عبر أزقة القرية المعبدة بالحجارة العتيقة. الجحفة، وهي محمولة على ظهر الجمل، تتهادى بتؤدة تحت ضوء القناديل المعلقة على أطراف المداخل، بينما يهتز النسيج المطرز بالألوان الزاهية بفعل النسيم الليلي. كانت الخالة محبوبة تتقدم الجمع، ترسل زغرودة طويلة تذوب في ضوضاء الاحتفال، وعيناها تلتمعان بمكر العارفين.

      وقف الجندرمة على حافة الساحة، بعضهم يراقب بحذر، وبعضهم يتابع المشهد بفضول. لم يكن في نيتهم التدخل، فالأمر يبدو لهم مجرد زفاف آخر، مثل مئات الأعراس التي شهدتها هذه الأرض. أحدهم التفت إلى زميله قائلاً:
      – عرس آخر… أهل هذه القرية لا يتعبون من الاحتفالات.
      ضحك الآخر قائلاً:
      – على الأقل، الليلة لن نطارد أحدًا.
      لكن في قلب الحشود، كانت هناك قلوب تخفق خوفًا، وأعين تتجنب نظرات الجندرمة. غالية، زوجة سي الطاهر، كانت تقف بين النساء، تتظاهر بالفرح، لكنها كانت ترتجف خشية أن يُكشف سر الجحفة. هي وحدها تعلم أن العروس المزعومة ليست سوى زوجها سي الطاهر والطبيب سي محمد علي، المتنكرين وسط هذا الزفاف المصطنع.

      زُينت الجحفة، تلك الحُجرة المحمولة على ظهر الجمل، بغطاء حريري فاخر تتدلى منه أهداب ذهبية، وأحاطت بها شموع معطرة أضفت وهجًا دافئًا على المشهد. داخلها، كان سي الطاهر ممددًا، يضغط على نفسه كي لا يتحرك، فيما كان الطبيب سي محمد علي يجلس بجواره، يراقب من خلال فتحة صغيرة حركة الخارج.

      كانت عادة أهل القرية أن يودعوا العروس بزفة صاخبة، يسير فيها الرجال أمام الموكب، يلوحون بعصيهم في الهواء ويغنون بصوت جهوري، فيما النساء يرددن الأهازيج التقليدية ويرششن ماء الورد على المارة. الأطفال يركضون حول الجمل، بعضهم يقفز محاولًا لمس الجحفة، وأخريات يحملن الشموع ويرقصن على إيقاع الدفوف.

      وسط هذا الجو الصاخب، كانت فاطمة، القلب النابض في بيت سي الطاهر، تبحث بعينيها بين الحشود. كانت تعلم أن الشاب الذي يقود الموكب، الذي يسير بجانب الخالة محبوبة، هو ذاك الذي ملك قلبها، ذاك الفدائي الذي انضم إلى الفلاقة، والذي لم تجرؤ يومًا على الاعتراف له بما في صدرها. حين وقع نظرها عليه، شعرت بدقات قلبها تتسارع، ورعشة تسري في جسدها. لكنها لم تستطع سوى أن تبتسم بخجل وهي تخفض نظرها سريعًا، متمنية أن تلتقي عيناهما ولو للحظة.

      كل شيء كان يسير كما خُطّط له. الجحفة تقترب من أطراف القرية، حيث ينتظرها رجال الفلاقة خارج نطاق أعين الجندرمة. لحظات قليلة فقط، ويكون سي الطاهر والطبيب سي محمد علي في مأمن. الخالة محبوبة زادت من زغاريدها، كأنها تريد أن تغطي بها أي صوت قد يثير الشكوك. النساء من حولها يواصلن الغناء، الرجال يرددون الأهازيج، وفاطمة تسرق نظرات خاطفة نحو الشاب الذي يقود الموكب.

      و غالية، زوجة سي الطاهر، تمسك بطرف وشاحها بين أصابعها، تتابع الموكب بعيون مرتجفة وشفاه تتمتم بالدعاء. كانت تخشى أن ينكشف الأمر في اللحظة الأخيرة، لكن مع كل خطوة تبتعد فيها الجحفة، كان الأمل يكبر في قلبها.
      و مع اقتراب القافلة من مخرج القرية، علت الزغاريد أكثر، وكأنها جدار صوتي يحجب الحقيقة، بينما الخالة محبوبة أطلقت زغرودة قوية أخيرة، وكأنها تعلن انتصار الخدعة. عند هذه اللحظة، تحرك الجمل بخطوات أوسع، يبتعد شيئًا فشيئًا عن الجموع، إلى أن اختفى في عتمة الطريق المؤدي إلى الحرية.
      و عندها سينطلق الرجال إلى المجهول، حيث تنتظرهم المعارك والتضحيات.
      أما الجندرمة، فظلوا واقفين، يراقبون العرس، دون أن يدركوا أنهم شهدوا أعجب زفاف لم يكن فيه لا عريس ولا عروس، بل كان حيلة ذكية لإنقاذ رجلين من قبضة المستعمر.



      يتبع

    اترك تعليق:


  • منيره الفهري
    رد
    السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
    الأساتذة الأجلاء
    الهويمل أبو فهد
    محمد فهمي يوسف
    المختار محمد الدرعي
    محمد شهيد
    و كل من قرأ و أعجب و تابع و ترك كلمة تفيدني في كتابة الرواية
    شكرااا من القلب
    و سانشر الجزء الموالي قريبا بإذن الله.
    و كل عام و أنتم بألف خير

    اترك تعليق:


  • محمد شهيد
    رد
    مرحبا،

    من المتحدث في الرواية و قد تعددت الشخصيات و تشابكت الأحداث و تداخلت الأصوات؟ هل تعدد الأصوات نقلاً بأسلوب المتكلم المباشر يوحي إلى القاريء أن نسخة التاريخ المحكي هي النسخة الأصلية للأحداث كما خرجت من أفواه الشخصيات؟ أم أن الصوت الطاغي على الرواية هو صوت المؤلف ذاته الذي يستعير أصوات الشخصيات لخدمة قضيته؟ عند الفيلسوف ميخائيل باختين، يعتبر تعدد الأصوات داخل الرواية الواحدة تقنية سردية قديمة كقدم التاريخ المحكي. يعبر عنها تارة بمفهوم polyphony و تارة بمفهوم dialogism و قد تراكمت الأمثلة المستوحاة من الأدب الروس (دوستيوفسكي مثلا) و الفرنسي (بالزاك، رابليه..) و الاسباني (أصوات دون كيشوط عند سيربانتيس)… حيث يرى باختين أن تعدد الأصوات داخل الرواية الواحدة من شأنه أن يتخذه المؤلف ذريعة سردية تضمن له الابقاء على نوع من الفكر المحايد neutrality عوض السقوط قي فخ النظرة الأحادية المستحوذة على رواية الأحداث من منظور واحد ضيق بصوت واحد monophonic أو monologic

    لذلك نجد أن المتتبع لأحداث رواية (فيف لاكلاس - مع تحفظي على العنوان قد أعود إليه في حينه) يستمع إلى الحكاية بأصوات متعددة أتت على لسان كل شخصية بأسلوبها الخاص و لكنتها بحسب مكانتها الاجتماعية و مستواها الثقافي و دورها داخل الحبكة…مما يقرب المشهد إلى المتلقي و يقلص من عبء الراوي بفضل تقنية تعدد الأصوات عملياً، كما عند ميخائيل باختين نظرياً.

    م.ش.
    التعديل الأخير تم بواسطة محمد شهيد; الساعة 03-10-2023, 08:29.

    اترك تعليق:


  • محمد فهمي يوسف
    رد
    التدقيق

    المشاركة الأصلية بواسطة منيره الفهري مشاهدة المشاركة

    Vive la classe
    فيف لاكلاس
    رواية في أجزاء
    بقلم
    منيرة الفهري

    الثلاثـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــون

    السابق:
    لم تعلّق فاطمة و لكن غالية سألت الخالة محبوبة عن سبب هذا العرس المفاجئ، و لماذا اختارت هذا التوقيت بالذات. و سي الطاهر و الطبيب اللذان يلوذان في بيت الخالة محبوبة، ما مصيرهما؟
    ردّت محبوبة متجاهلة السؤال الأخير: إن ابنة أخيها يتيمة الأم و قد أرادت أن تعوّضَها ذلك اليتم في يوم فرحها و تقوم بالواجب و تزفها من بيتها.
    لم ينطل كل هذا على غالية و لا على فاطمة وفهمتا أنّ في الأمر سرّا ستكشفه الأيام

    الثلاثــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــون

    -خالتي خالتي, هل أُعقّم أدواتِ التمريض؟
    انتبهت غالية على صوت فاطمة, فتحت عينيها محاولة استكشاف المكان فقد غطت في نوم عميق البارحة مُتعَبةً مُرهَقة. نعم هذه فاطمة تتوسط الغرفة, غرفتها التي يشاركها فيها زوجها سي الطاهر. لكن أين هو؟ استوت في جلستها و تذكّرت ما حدث من أيام: فقيادات المستعمر الفرنسي تفطنوا إلى دوره و الطبيب "سي محمد علي" في المقاومة و هم يبحثون عنهما الآن. أما الحكيم فهو متخفي قريبا منها لكنها لا تستطيع رؤيته حفظا على سلامته و سلامة صديقه.
    قالت غالية: أين إخوتك؟
    -نائمون على الدكانة كالعادة, كانت عزيزة البارحة تشكو حمّى مفاجئة لم أشأ أن أشغلك و أعطيتها حبّةَ "كينا" و هي الآن أحسن حالا.
    -حسنا فعلتِ فقد كنتُ جدّ منهكة, شكرا يا ابنتي.
    -لمْ تقولي لي يا خالتي هل أعقّم أدوات التمريض؟ هل سنفتح المستوصف اليوم؟
    -طبعا و لمَ لا نفتحه؟ سأتولّى استقبال المرضى وَ أرى ما أستطيع فعله.
    خرجت فاطمة من الغرفة و بيدها مفتاح المستوصف. بدأ الصبح ينبلج و بدأت الحركة تدب في القرية الهادئة. أصوات غريبة تنبعث من الغرفة الداخلية من المستوصف. ارتعدت فاطمة و خافت و هي تذكر ما حصل من أشهر بعد حادثة غرق حياة ابنة الخالة محبوبة. أمازالت روح حياة هنا؟ ماذا أفعل يا ربي؟ تقدمت ثم أحجمت, و كادت تخرج هلعة من المستوصف لكنها تشجعت و تقدمت ببطء و حذر تتبع الصوت. فتحت باب الغرفة و ضحكت بصوت عال فقد كانت هناك قطة و معها صغارها حديثو الولادة. تركت فاطمة الباب مفتوحا و لكن الهرة لم تتحرك من مكانها و بقيت تلعق صغارها غير مبالية بنظرات فاطمة و لا بدخولها الغرفة.
    بدأ المرضى يتوافدون على المستوصف و قد استقبلتهم الخالة غالية بمئزر سي الطاهر. سمعت شكوى كل واحد منهم و ضمّدت جراح الولد الصغير و أعطت العجوز حبة "كينا" و ربطت مشدات على ساق البنت التي التوى كاحلُها ثمّ صبّت غالية فوقها كحولا طبيا. أما باقي المرضى فقد أرجأت علاجهم إلى حين يأتي سي الطاهر الذي ذهب إلى العاصمة لقضاء حاجة مستعجلة و سيعود قريبا بإذن الله حسب ما روته لهم الخالة غالية.
    علّقت المئزر وَهمّت بالخروج من المستوصف لكن صوت الخالة محبوبة أوقفها.
    قالت غالية مداعبة: أليس اليوم عرس ابنة أخيك؟
    أجابت العجوز: نعم نعم جئتك في أمر مستعجل, تعالي إلى بيتي بعد ربع ساعة فقد استجدت أمور مفاجِئة.
    قالت الخالة محبوبة هذا وَأسرعت الخطى و كأنها بنت العشرين.
    أما غالية فقد خفق قلبها و ارتعشت أوصالها و بقيت تفكر حائرة: ماذا هناك يا ترى؟ هل أصاب سي الطاهر مكروه لا سمح الله؟
    سقط المفتاح من يدها و هي تغلق المستوصف مرتجفة مضطربة.

    يتبـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــع

    التدقيق
    متخف
    بدلا
    من
    متخفي
    و
    بلى
    بدلا
    من
    نعم
    ===

    اترك تعليق:


  • محمد شهيد
    رد
    أتابع معكم حلقات الرواية بحضور (tandem) الكتابة: المنيرة في التأليف و الهويمل في التعريف.

    و سوف أعود بمشيئة الله إلى التعليق عن بعض ما ورد هنا و هناك.

    تحياتي الخالصة لكل القراء الذين سجلوا اسمهم مارين من هنا.

    مودتي

    م.ش

    اترك تعليق:


  • الهويمل أبو فهد
    رد
    المشاركة الأصلية بواسطة منيره الفهري مشاهدة المشاركة

    vive la classe
    فيف لاكلاس
    رواية في أجزاء
    بقلم
    منيرة الفهري

    الثلاثـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــون

    السابق:
    لم تعلّق فاطمة و لكن غالية سألت الخالة محبوبة عن سبب هذا العرس المفاجئ، و لماذا اختارت هذا التوقيت بالذات. و سي الطاهر و الطبيب اللذان يلوذان في بيت الخالة محبوبة، ما مصيرهما؟
    ردّت محبوبة متجاهلة السؤال الأخير: إن ابنة أخيها يتيمة الأم و قد أرادت أن تعوّضَها ذلك اليتم في يوم فرحها و تقوم بالواجب و تزفها من بيتها.
    لم ينطل كل هذا على غالية و لا على فاطمة وفهمتا أنّ في الأمر سرّا ستكشفه الأيام

    الثلاثــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــون

    -خالتي خالتي, هل أُعقّم أدواتِ التمريض؟
    انتبهت غالية على صوت فاطمة, فتحت عينيها محاولة استكشاف المكان فقد غطت في نوم عميق البارحة مُتعَبةً مُرهَقة. نعم هذه فاطمة تتوسط الغرفة, غرفتها التي يشاركها فيها زوجها سي الطاهر. لكن أين هو؟ استوت في جلستها و تذكّرت ما حدث من أيام: فقيادات المستعمر الفرنسي تفطنوا إلى دوره و الطبيب "سي محمد علي" في المقاومة و هم يبحثون عنهما الآن. أما الحكيم فهو متخفي قريبا منها لكنها لا تستطيع رؤيته حفظا على سلامته و سلامة صديقه.
    قالت غالية: أين إخوتك؟
    -نائمون على الدكانة كالعادة, كانت عزيزة البارحة تشكو حمّى مفاجئة لم أشأ أن أشغلك و أعطيتها حبّةَ "كينا" و هي الآن أحسن حالا.
    -حسنا فعلتِ فقد كنتُ جدّ منهكة, شكرا يا ابنتي.
    -لمْ تقولي لي يا خالتي هل أعقّم أدوات التمريض؟ هل سنفتح المستوصف اليوم؟
    -طبعا و لمَ لا نفتحه؟ سأتولّى استقبال المرضى وَ أرى ما أستطيع فعله.
    خرجت فاطمة من الغرفة و بيدها مفتاح المستوصف. بدأ الصبح ينبلج و بدأت الحركة تدب في القرية الهادئة. أصوات غريبة تنبعث من الغرفة الداخلية من المستوصف. ارتعدت فاطمة و خافت و هي تذكر ما حصل من أشهر بعد حادثة غرق حياة ابنة الخالة محبوبة. أمازالت روح حياة هنا؟ ماذا أفعل يا ربي؟ تقدمت ثم أحجمت, و كادت تخرج هلعة من المستوصف لكنها تشجعت و تقدمت ببطء و حذر تتبع الصوت. فتحت باب الغرفة و ضحكت بصوت عال فقد كانت هناك قطة و معها صغارها حديثو الولادة. تركت فاطمة الباب مفتوحا و لكن الهرة لم تتحرك من مكانها و بقيت تلعق صغارها غير مبالية بنظرات فاطمة و لا بدخولها الغرفة.
    بدأ المرضى يتوافدون على المستوصف و قد استقبلتهم الخالة غالية بمئزر سي الطاهر. سمعت شكوى كل واحد منهم و ضمّدت جراح الولد الصغير و أعطت العجوز حبة "كينا" و ربطت مشدات على ساق البنت التي التوى كاحلُها ثمّ صبّت غالية فوقها كحولا طبيا. أما باقي المرضى فقد أرجأت علاجهم إلى حين يأتي سي الطاهر الذي ذهب إلى العاصمة لقضاء حاجة مستعجلة و سيعود قريبا بإذن الله حسب ما روته لهم الخالة غالية.
    علّقت المئزر وَهمّت بالخروج من المستوصف لكن صوت الخالة محبوبة أوقفها.
    قالت غالية مداعبة: أليس اليوم عرس ابنة أخيك؟
    أجابت العجوز: نعم نعم جئتك في أمر مستعجل, تعالي إلى بيتي بعد ربع ساعة فقد استجدت أمور مفاجِئة.
    قالت الخالة محبوبة هذا وَأسرعت الخطى و كأنها بنت العشرين.
    أما غالية فقد خفق قلبها و ارتعشت أوصالها و بقيت تفكر حائرة: ماذا هناك يا ترى؟ هل أصاب سي الطاهر مكروه لا سمح الله؟
    سقط المفتاح من يدها و هي تغلق المستوصف مرتجفة مضطربة.

    يتبـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــع



    التوازي والتساوق يعتبر أحد مميزات السرد اللطيفة. وهذا التوازي والتساوق
    يظهر جليا بين رحلة فاطمة إلى الجبل ورحلة "الوسيم" إلى القرية. ولئن كان
    التوازي هنا بين رحلتين، فإنه يظهر أيضا على مستوى الأحداث اليومية
    العادية. نذكر مثلا حال فاطمة في الجزء 29 وحال غالية في الجزء 30
    .
    ففي حال فاطمة (ج29):
    لم يغمض لفاطمة جفن تلك الليلة، فقد كان خيال الوسيم البطل يحاصرها. (...)
    كان قلبها منشرحا و هي تتفرس في وجهه المشرق و قد زاده خيالها إشراقا.
    كانت تحس بألم جميل و هي تسترجع صورته في الجبل و أمام باب السقيفة.
    لا تدري فاطمة أنامت تلك الليلة أم لم تنم
    فقد انتبهت على صوت غالية يوقظها.

    أما اليوم (ج30) فستنتبه غالية نفسها على صوت فاطمة يوقظها:
    -خالتي خالتي, هل أُعقّم أدواتِ التمريض؟
    انتبهت غالية على صوت فاطمة,فتحت عينيها محاولة استكشاف المكان
    فقد غطت في نوم عميق البارحة مُتعَبةً مُرهَقة. نعم هذه فاطمة تتوسط الغرفة,
    غرفتها التي يشاركها فيها زوجها سي الطاهر.لكن أين هو؟ استوت في جلستها
    و تذكّرت ما حدث من أيام (...)

    هذا التوازي والتساوق يكاد يكون المحرك الأساسي لأحداث الرواية اليومية
    (وإن التقى كثيرا مع أحداثها النضالية). ولعل عمود هذا التوازي ومحوره هي
    الخالة محبوبة. فهي في الجزء (29) تعلن زفاف ابنة أخيها اليتيمة كي تعلن
    وجود سي الطاهر والطبيب في دارها، لكنها اليوم زارت غالية في المستوصف
    وحين داعبتها غالية:
    أليس اليوم عرس ابنة أخيك؟
    أجابت العجوز:
    نعم نعم جئتك في أمر مستعجل, تعالي إلى بيتي بعد ربع ساعة فقد
    استجدت أمور مفاجِئة.
    قالت الخالة محبوبة هذا وَأسرعت الخطى و كأنها بنت العشرين.

    واستُثْمر هذا التوازي في رفع حدّة التوتر مع نهاية الفصل ولينتظر القارئ مع غالية الفصل القادم.

    اترك تعليق:


  • منيره الفهري
    رد

    Vive la classe
    فيف لاكلاس
    رواية في أجزاء
    بقلم
    منيرة الفهري

    الثلاثـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــون

    السابق:
    لم تعلّق فاطمة و لكن غالية سألت الخالة محبوبة عن سبب هذا العرس المفاجئ، و لماذا اختارت هذا التوقيت بالذات. و سي الطاهر و الطبيب اللذان يلوذان في بيت الخالة محبوبة، ما مصيرهما؟
    ردّت محبوبة متجاهلة السؤال الأخير: إن ابنة أخيها يتيمة الأم و قد أرادت أن تعوّضَها ذلك اليتم في يوم فرحها و تقوم بالواجب و تزفها من بيتها.
    لم ينطل كل هذا على غالية و لا على فاطمة وفهمتا أنّ في الأمر سرّا ستكشفه الأيام

    الثلاثــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــون

    -خالتي خالتي, هل أُعقّم أدواتِ التمريض؟
    انتبهت غالية على صوت فاطمة, فتحت عينيها محاولة استكشاف المكان فقد غطت في نوم عميق البارحة مُتعَبةً مُرهَقة. نعم هذه فاطمة تتوسط الغرفة, غرفتها التي يشاركها فيها زوجها سي الطاهر. لكن أين هو؟ استوت في جلستها و تذكّرت ما حدث من أيام: فقيادات المستعمر الفرنسي تفطنوا إلى دوره و الطبيب "سي محمد علي" في المقاومة و هم يبحثون عنهما الآن. أما الحكيم فهو متخفٍ قريبا منها لكنها لا تستطيع رؤيته حفظا على سلامته و سلامة صديقه.
    قالت غالية: أين إخوتك؟
    -نائمون على الدكانة كالعادة, كانت عزيزة البارحة تشكو حمّى مفاجئة لم أشأ أن أشغلك و أعطيتها حبّةَ "كينا" و هي الآن أحسن حالا.
    -حسنا فعلتِ فقد كنتُ جدّ منهكة, شكرا يا ابنتي.
    -لمْ تقولي لي يا خالتي هل أعقّم أدوات التمريض؟ هل سنفتح المستوصف اليوم؟
    -طبعا و لمَ لا نفتحه؟ سأتولّى استقبال المرضى وَ أرى ما أستطيع فعله.
    خرجت فاطمة من الغرفة و بيدها مفتاح المستوصف. بدأ الصبح ينبلج و بدأت الحركة تدب في القرية الهادئة. أصوات غريبة تنبعث من الغرفة الداخلية من المستوصف. ارتعدت فاطمة و خافت و هي تذكر ما حصل من أشهر بعد حادثة غرق حياة ابنة الخالة محبوبة. أمازالت روح حياة هنا؟ ماذا أفعل يا ربي؟ تقدمت ثم أحجمت, و كادت تخرج هلعة من المستوصف لكنها تشجعت و تقدمت ببطء و حذر تتبع الصوت. فتحت باب الغرفة و ضحكت بصوت عال فقد كانت هناك قطة و معها صغارها حديثو الولادة. تركت فاطمة الباب مفتوحا و لكن الهرة لم تتحرك من مكانها و بقيت تلعق صغارها غير مبالية بنظرات فاطمة و لا بدخولها الغرفة.
    بدأ المرضى يتوافدون على المستوصف و قد استقبلتهم الخالة غالية بمئزر سي الطاهر. سمعت شكوى كل واحد منهم و ضمّدت جراح الولد الصغير و أعطت العجوز حبة "كينا" و ربطت مشدات على ساق البنت التي التوى كاحلُها ثمّ صبّت غالية فوقها كحولا طبيا. أما باقي المرضى فقد أرجأت علاجهم إلى حين يأتي سي الطاهر الذي ذهب إلى العاصمة لقضاء حاجة مستعجلة و سيعود قريبا بإذن الله حسب ما روته لهم الخالة غالية.
    علّقت المئزر وَهمّت بالخروج من المستوصف لكن صوت الخالة محبوبة أوقفها.
    قالت غالية مداعبة: أليس اليوم عرس ابنة أخيك؟
    أجابت العجوز: بلى،بلى، جئتك في أمر مستعجل, تعالي إلى بيتي بعد ربع ساعة فقد استجدت أمور مفاجِئة.
    قالت الخالة محبوبة هذا وَأسرعت الخطى و كأنها بنت العشرين.
    أما غالية فقد خفق قلبها و ارتعشت أوصالها و بقيت تفكر حائرة: ماذا هناك يا ترى؟ هل أصاب سي الطاهر مكروه لا سمح الله؟
    سقط المفتاح من يدها و هي تغلق المستوصف مرتجفة مضطربة.

    يتبـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــع




    اترك تعليق:


  • منيره الفهري
    رد
    المشاركة الأصلية بواسطة محمد فهمي يوسف مشاهدة المشاركة
    الأخت الأستاذة منيرة الفهري
    القاريء الفاضل المحب للغة العربية ،
    اقرأ وتمتع وثق أنك ستجد الدقة والرقة والحرف الذكي الذي يشدك إلى المتابعة .
    تعقيب برؤية لبعض الكلمات القليلة في الفصل التاسع والعشرين من الرواية البطولية التونسية وأحداثها الشائقة .
    ===============
    مسكَتْها : المعروف أن زيادة المبنى تؤدي إلى زيادة المعنى / فأفضل أمسكَتْها .
    أتشكين من شيء ؟: ( يمكن أن تقرأ بعد همزة الاستفهام (أَتَشُكِّين من شيء ؟) ؛ فالأفضل : أتَشْتَكينَ من شيءٍ ؟
    لا تدري فاطمة أَنامت تلك الليلة أم لم تنم ؟ سؤال للنفس يحتاج لوضع علامة ترقيم الاستفهام ؟
    انتبهت على صوت غالية يوقظها ،( باركي لي يا غالية فغدا عرسُ حياة !!) التي أيقظتها بطلة معروفة في الرواية؛
    وغالية الثانية هي وصف لمنزلة فاطمة عندها... والقاريء أو السامع يحتاج إلى استغراب وتعجب من عبارة غالية البطلة
    ولكن غالية استفسرتْ الخالةَ محبوبةَ عن سبب هذا العرس المفاجيء : بمعنى سألتها أو طلبت التوضيح بطلب استفهامها الأمر
    فتصبح الخالة في الجملة مفعولا به بعد سؤال غالية ( الضمير المستتر هي؛ الفاعل المقدم في الجملة ) فلو وضعنا حرف الجر
    مِنْ ( الخالةِ ) عن سبب هذا العرس ... لا نحتاج لوضع علامة ترقيم الاستفهام ؟ ونضع علامة تعجب واندهاش !!
    للروائية المبدعة رؤيتها فالفعل ( استفسر ) كاستخرج .. يستخدم لازما أكثر من استخدامه متعديا إلى مفعول في اللغة العربية
    والله تعالى أعلم .
    أستاذي الجليل محمد فهمي يوسف
    سعيدة جدااا بمتابعتك للرواية و جهودك المبذولة في التدقيق اللغوي.
    تحياتي و كل الشكر و الامتنان.
    و سأنشر عن قريب الجزء الموالي بإذن الله و عونه.

    اترك تعليق:

يعمل...
X