أعتقد أخي شوقي بن حاج أن القصة القصيرة جداً لا زالت وسط بحرتطفو بجسمها الجميل فوق الماء ، تتنفس لتحيا ، وتبرز بكثرة منتظرة لمن يعشقها و يخرجها لتعيش في أدب هادف ومحترم ..فمن كان سباحاً ماهراً يصل إليها ، فيغرف ما شاء من جمالها .. ولما يخرج إلى الشاطئ ، يتأمل ما كسب من مقومات الحسن والجمال .. وتمر الأيام ، فيعود من جديد ، ليغرف أكثر وأكثر..
وعلى هذا الأساس ، فرغم الكتابات الكثيرة حول مقومات القصة القصيرة جداً ،فإن الكتاب والمبدعين يخرقون تلك المقومات عمداً كأنهم يقولون للنقاد : جددوا أدواتكم النقدية .. واستنبطوا من الإبداع الجيد مقومات أخري ..
المهم في القصة القصيرة جداً هو :
ـــ اعتماد لغة عربية فصيحة مشحونة بدلالات عميقة ..
ـــ تشخيص الحالة النفسية لشخصية القصة ..
ـــ تواتر الجمل القصيرة بدون رابط واضح .. فيها انسجام نفسي وذهني ..
ـــ لحظة التوتر ..
ـــ لحظة التنوير ..
ـــ لذة النهاية واندهاش القاريء بها ..
أما مصطلح " القفلة " هو نوع من إغلاق النص بستار سميك ، لا يترك للقارئ منتظراً المزيد ، ولاتدفعه إلى التساؤل وماذا بعد .. أعتقد أنها تكون في الومضة فقط ..
أما الأهم في القصة : هو التكثيف ، وهو مصطلح لا يعني الإيجاز ، الأول دلالي والثاني بلاغي ..كثف المعاني ، راكمها وضغط عليها .. والقارئ هو الذي يستجلي تلك الدلالات المنطوية في لغة القصة .. يستخرجها ، يرتبها وينظمها لتشكل نسيجاً يلبسه كل قارئ على قده الفكري والثقافي ..
الخاتمة : وأفضل الخواتم عندي ما كانت مفتوحة ، لأنها تشرك القارئ في الإنتاج الإبداعي وتدفعه يرفع هامته وينظر للنص برؤية مختلفة ومتباينة ..
مودتي أخي شوقي ..
الفرحان بوعزة ..