ردودي على مواضيع الملتقى الإسلامي

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • mmogy
    كاتب
    • 16-05-2007
    • 11282

    ردودي على مواضيع الملتقى الإسلامي

    المشاركة الأصلية بواسطة مها النجار
    الأستاذ الفاضل
    والصحفي الكبير محمد شعبان الموحى
    أولا شكرك على طرحك الرائع الهادي العقلانى
    لهذا الموضوع.... فطرحك
    يؤكد أولا مصداقية موقعنا
    ويؤكد أننا مع الفكر والحوار الراقي وإننا نناقش الفكر طالما كان فى حدود الأدب والشرع ونابع من مصداقية
    ولا نحجر على راى ولكن نرفض التطاول والإباحية الغير مبررة والردود العصبية التي تنم على ضيق أفق صاحبها
    والتهجم في غير موضعه لأناس أفاضل

    د.مها
    ماتفضلتي وذكرتيه هنــا يلخص مفهوم الحرية الذي يجب أن يسود .. فالتطاول والإباحية لايمكن أن يكونا حرية رأي أو تعبير .. بل هو اعتداء على الناس وعلى الأمة .. فأنت حر ما لم تضر .

    شكرا
    إنْ أبْطـَأتْ غـَارَةُ الأرْحَامِ وابْـتـَعـَدَتْ، فـَأقـْرَبُ الشيءِ مِنـَّا غـَارَةُ اللهِ
    يا غـَارَةَ اللهِ جـِدّي السـَّيـْرَ مُسْرِعَة في حَلِّ عُـقـْدَتـِنـَا يَا غـَارَةَ اللهِ
    عَدَتِ العَادونَ وَجَارُوا، وَرَجَوْنـَا اللهَ مُجـيراً
    وَكـَفـَى باللهِ وَلـِيـَّا، وَكـَفـَى باللهِ نـَصِيراً.
    وَحَسْبُنَا اللهُ وَنِعْمَ الوكيلُ, وَلا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إِلاّ بِاللهِ العَلِيِّ العَظِيمِ.
  • mmogy
    كاتب
    • 16-05-2007
    • 11282

    #2
    المشاركة الأصلية بواسطة عبير خيري محمد
    [align=center]
    الأستاذ الفاضل
    محمد شعبان الموجي

    من مبدأ اختلاف الرأى لا يفسد للود قضية
    ومن تحت شعار الحرية الصادقة المحترمة
    أخالفك الرأى جدااااااااااا
    لماذا!
    لان ما استشهدت به فى مجمل حديثك
    وهو القرأن الكريم كتاب الله شاهد على خطأ الفكرة
    كيف !
    أولا : ما حدث من ذكر فرج العذراء وامتداحه له خلفية
    فجاء ليوضح ويقر بأنها امرأة طاهرة حفظت فرجها
    ليس هنا المبدأ مدح مقصود فكيف بالله عليك تعمم
    ما خص به الله العذراء من وصف لها لترسيخ مبدأ
    طهرها في نفوس الناس ليصل لقمة الموقف وهوولادة المسيح


    ثانيا : تستشهد بالقرأن لتحل مبدأ فى كتابة الشعر
    فهل يرتقى المصدر مع المبدأ

    ثالثا : ما ذكرته من ذكر الرسول وبعض الصحابة لبعض الألفاظ صريحة
    أعاب مسندك وأتلفه تمام
    لان ذكر تلك الكلمات جاء أما للنصح او شرح وتوضيح لقاعدة فقية
    فلم يتغنى الرسول صلى الله عليه وسلم واحد الصحابة معاذ الله بها
    فلا داعي لخلط الأمور لنرسي قاعدة باطلة

    رابعا : كون ذكر تلك الألفاظ مباح بغرض المدح دون اثارة غريزة او غيرها
    من الاقتعة التى نختبأ ورائها فان الامر مرفوض لما فيه من خدش حياء
    الفضليات فنحن أخواتكن وأمهاتكن وبناتكن فهل ترتضي أن تصل تلك
    الكلمات لمسامع محارمك وحتى ولو من باب المدح







    [/align]


    الأستاذه عبير

    السلام عليكم

    حتى لاندور فى حلقة مفرغة أقول :

    أولا : إن ذكر أعضاء الجسد ليس من الفحش المنهي عنــه .. بل الفحش هو ذكرها مقترنة بفعل فاحش . . وبألفاظها الدارجة دون كناية عنها .
    ثانيا : أنه قد يباح الفحش لضرورة .. مثل كلام الطبيب والقاضي للعآمي حتى يعي حقيقة مايقول ليزيل عنه الشك .. نظرا لترتب أضرار جسيمة على عدم الفهم والتوضيح .. ويباح كذلك بين الزوج وزوجته .
    ثالثا : الممنوع ليس التغزل فى أعضاء المرأة .. وإنما الممنوع هو إثارة الفتنة .. سواء بالتغزل بها أو بأى شىء آخر .
    رابعا : استدلالي بالقرآن الكريم واضح .. وهو أن كلمة الفرج فى حد ذاتها ليست من الفحش المنهي عنه .. وإلا لما ذكرها القرآن الكريم المنزه عن ذلك .. ولاعلاقة بهذا الإستدلال بتفاصيل الآية .
    خامسا : وكذلك الأمر بالنسبة لما ورد عن استخدام بعض هذه الألفاظ للضرورة ورفع الحرج .
    سادسا : لماذا تقبل من هم خير منــا .. الأشعار التى ذكر فيها ماهو أكثر من ذلك .. ولم نقرأ اعتراضا لأحد على ابن الرومي مثلا ؟؟

    شكرا استاذه عبير
    إنْ أبْطـَأتْ غـَارَةُ الأرْحَامِ وابْـتـَعـَدَتْ، فـَأقـْرَبُ الشيءِ مِنـَّا غـَارَةُ اللهِ
    يا غـَارَةَ اللهِ جـِدّي السـَّيـْرَ مُسْرِعَة في حَلِّ عُـقـْدَتـِنـَا يَا غـَارَةَ اللهِ
    عَدَتِ العَادونَ وَجَارُوا، وَرَجَوْنـَا اللهَ مُجـيراً
    وَكـَفـَى باللهِ وَلـِيـَّا، وَكـَفـَى باللهِ نـَصِيراً.
    وَحَسْبُنَا اللهُ وَنِعْمَ الوكيلُ, وَلا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إِلاّ بِاللهِ العَلِيِّ العَظِيمِ.

    تعليق

    • mmogy
      كاتب
      • 16-05-2007
      • 11282

      #3
      ردودي على مواضيع الملتقى الإسلامي

      يسر أسرة ملتقى الأدباء والمبدعين العرب أن تفتتح هذا الملتقى الرمضاني لنتلقى من خلاله كل مشاركاتكم الطيبة حول هذا الشهر الكريم الذي قال فيه الإمام أبو حامد الغزالي رحمه الله :
      الحمد لله الذي أعظم على عباده المنة ، بما دفع عنهم كيد الشيطان وفنه ، ورد أمله وخيب ظنه ، إذ جعل الصوم حصنا لأوليائه وجنة ، وفتح لهم به أبواب الجنة ، وعرفهم أن وسيلة الشيطان إلى قلوبهم الشهوات المستكنة ، وإن بقمعها تصبح النفس المطمئنة ظاهرة الشوكة في قصم خصمها قوية المنة ، والصلاة على محمد قائد الخلق ، وممهد السنة ، وعلى آله وأصحابه ذوي الأبصار الثاقبة والعقول المرجحة وسلم تسليما كثيرا.

      فاكتبوا إلينا خواطركم وأشعاركم ومقالاتكم وذكرياتكم وعادات شعوبكم وبلدانكم .. واقتراحاتكم ونصائحكم .. حتى يكون هذا الملتقى نبراسا نستقبل به الشهر الكريم .. وقد استعدنا بعضا من عافيتنا ومشاعرنا ومسئولياتنا نحو أنفسنا ونحو أهلينا ونحو عشيرتنا ونحو أوطاننا .. ونتمنى أن يكون هذا الملتقى بمثابة الدليل الجامع المانع لكل مايتعلق بالشهر الكريم .

      وكل عام وحضراتكم بخير

      نيابة عن إدارة ملتقى الإدباء والمبدعين والعرب
      إنْ أبْطـَأتْ غـَارَةُ الأرْحَامِ وابْـتـَعـَدَتْ، فـَأقـْرَبُ الشيءِ مِنـَّا غـَارَةُ اللهِ
      يا غـَارَةَ اللهِ جـِدّي السـَّيـْرَ مُسْرِعَة في حَلِّ عُـقـْدَتـِنـَا يَا غـَارَةَ اللهِ
      عَدَتِ العَادونَ وَجَارُوا، وَرَجَوْنـَا اللهَ مُجـيراً
      وَكـَفـَى باللهِ وَلـِيـَّا، وَكـَفـَى باللهِ نـَصِيراً.
      وَحَسْبُنَا اللهُ وَنِعْمَ الوكيلُ, وَلا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إِلاّ بِاللهِ العَلِيِّ العَظِيمِ.

      تعليق

      • mmogy
        كاتب
        • 16-05-2007
        • 11282

        #4
        ردودي على مواضيع الملتقى الإسلامي

        واجبات الصوم الظاهرة

        أما الواجبات الظاهرة فستة

        ( الأول )

        مراقبة أول شهر رمضان وذلك برؤية الهلال فإن غم فاستكمال ثلاثين يوما من شعبان ونعني بالرؤية العلم " ويحصل ذلك بقول عدل واحد " ولا يثبت هلال شوال إلا بقول عدلين احتياطا للعبادة ومن سمع عدلا ووثق بقوله وغلب على ظنه صدقه لزمه الصوم وإن لم يقض القاضي به فليتبع كل عبد في عبادته موجب ظنه ، وإذا رؤي الهلال ببلدة ولم ير بأخرى وكان بينهما أقل من مرحلتين وجب الصوم على الكل ، وإن كان أكثر كان لكل بلدة حكمها ولا يتعدى الوجوب .


        ( الثاني )

        النية

        ولا بد لكل ليلة من نية مبيتة معينة جازمة فلو نوى أن يصوم شهر رمضان دفعة واحدة لم يكفه ، وهو الذي عنينا بقولنا " كل ليلة " ولو نوى بالنهار لم يجزه صوم رمضان ولا صوم الفرض إلا التطوع وهو الذي عنينا بقولنا " مبيتة " ولو نوى الصوم مطلقا أو الفرض مطلقا لم يجزه حتى ينوي فريضة الله عز وجل صوم رمضان ولو نوى ليلة الشك أن يصوم غدا إن كان من رمضان لم يجزه فإنها ليست جازمة إلا أن تستند نيته إلى قول شاهد عدل ، واحتمال غلط العدل أو كذبه لايبطل الجزم أو يستند إلى استصحاب حال كالشك في الليلة الأخيرة من رمضان ، فذلك لا يمنع جزم النية أو يستند إلى اجتهاد كالمحبوس في المطمورة إذا غلب على ظنه دخول رمضان باجتهاده فشكه لا يمنعه من النية . ومهما كان شاكا ليلة الشك لم ينفعه جزمه النية باللسان فإن النية محلها القلب . ولا يتصور فيه جزم القصد مع الشك كما لو قال في وسط رمضان أصوم غدا إن كان من رمضان فإن ذلك لايضره لأنه ترديد لفظ ومحل النية لا يتصور فيه تردد ، بل هو قاطع بأنه من رمضان ، ومن نوى ليلا ثم أكل لم تفسد نيته ، ولو نوت امرأة في الحيض ثم طهرت قبل الفجر صح صومها .


        ( الثالث )
        الإمساك عن إيصال شيء إلى الجوف عمدا مع ذكر الصوم

        فيفسد صومه بالأكل والشرب والسعوط والحقنة ، ولا يفسد بالفصد والحجامةوالاكتحال ، وإدخال الميل في الأذن والإحليل إلا أن يقطر فيه ما يبلغ المثانة وما يصل بغير قصد من غبار الطريق أو ذبابة تسبق إلى جوفه أو ما يسبق إلى جوفه في المضمضة ، فلا يفطر إلا إذا بالغ في المضمضة فيفطر لأنه مقصر وهو الذي أردنا بقولنا " عمدا " فأما ذكر الصوم فأردنا به الاحتراز عن الناسي فإنه لايفطر ، أما من أكل عامدا في طرفي النهار ثم ظهر له أنه أكل نهارا بالتحقيق فعليه القضاء وإن بقى على حكم ظنه واجتهاده فلا قضاء عليه ولا ينبغي أن يأكل في طرفى النهار إلا بنظر واجتهاد .


        ( الرابع )

        الإمساك عن الجماع
        وحده مغيب الحشفة ، وإن جامع ناسيا لم يفطر ، وإن جامع ليلا أو احتلم فأصبح جنبا لم يفطر ، وإن طلع الفجر وهو مخالط أهله فنزع في الحال صح صومه ، فإن صبر فسد ولزمته الكفارة .


        ( الخامس )
        الإمساك عن الاستمناء
        وهو إخراج المني قصدا بجماع أو بغير جماع فإن ذلك يفطر ولا يفطر بقبلة زوجته ولا بمضاجعتها ما لم ينزل ، لكن يكره ذلك إلا أن يكون شيخا أو مالكا لإربه ، فلا بأس بالتقبيل وتركه أولى . وإذا كان يخاف من التقبيل أن ينزل فقبل وسبق المني أفطر لتقصيره .


        ( السادس )


        الإمساك عن إخراج القيء
        فالاستقاء يفسد الصوم وإن ذرعه القيء لم يفسد صومه ، وإذا ابتلع نخامة من حلقه أو صدره لم يفسد صومه رخصة لعموم البلوى به إلا أن يبتلعه بعد وصوله إلى فيه فإنه يفطر عند ذلك .





        منقول للفائدة من كتاب إحياء علوم الدين
        إنْ أبْطـَأتْ غـَارَةُ الأرْحَامِ وابْـتـَعـَدَتْ، فـَأقـْرَبُ الشيءِ مِنـَّا غـَارَةُ اللهِ
        يا غـَارَةَ اللهِ جـِدّي السـَّيـْرَ مُسْرِعَة في حَلِّ عُـقـْدَتـِنـَا يَا غـَارَةَ اللهِ
        عَدَتِ العَادونَ وَجَارُوا، وَرَجَوْنـَا اللهَ مُجـيراً
        وَكـَفـَى باللهِ وَلـِيـَّا، وَكـَفـَى باللهِ نـَصِيراً.
        وَحَسْبُنَا اللهُ وَنِعْمَ الوكيلُ, وَلا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إِلاّ بِاللهِ العَلِيِّ العَظِيمِ.

        تعليق

        • mmogy
          كاتب
          • 16-05-2007
          • 11282

          #5
          ردودي على مواضيع الملتقى الإسلامي

          الصوم المقبول عنــد الله عزوجل .

          اعلم أن الصوم ثلاث درجات : صوم العموم ، وصوم الخصوص ، وصوم خصوص الخصوص .

          وأما صوم العموم
          فهو كف البطن والفرج عن قضاء الشهوة كما سبق تفصيله . وأما صوم الخصوص : فهو كف السمع والبصر واللسان واليد والرجل وسائر الجوارح عن الآثام .


          وأما صوم خصوص الخصوص
          فصوم القلب عن الهضم الدنية والأفكار الدنيوية وكفه عما سوى الله عز وجل بالكلية ، ويحصل الفطر في هذا الصوم بالفكر فيما سوى الله عز وجل واليوم الآخر وبالفكر في الدنيا إلا دنيا تراد للدين ، فإن ذلك من زاد الآخرة وليس من الدنيا حتى قال أرباب القلوب : من تحركت همته بالتصرف في نهاره لتدبير ما يفطر عليه كتبت عليه خطيئة ، فإن ذلك من قلة الوثوق بفضل الله عز وجل وقلة اليقين برزقه الموعود ، وهذه رتبة الأنبياء والصديقين والمقربين ولا يطول النظر في تفصيلها قولا ولكن في تحقيقها عملا ، فإنه إقبال بكنه الهمة على الله عز وجل وانصراف عن غير الله سبحانه وتلبس بمعنى قوله عز وجل : ﴿ قل الله ثم ذرهم في خوضهم يلعبون ﴾ (الأنعام : 91)



          ومايهمنــــــــــا هنــا هو التركيز على القسم الثاني وهو صوم الخصوص .. وأتمنى أن تقرأوا كلام الإمام الغزالي هنــا بتمعن .. فإنه يغنيكم عن الإغراق الذي نراه فى الفضائيات وفى غيرها عن حقيقة الصوم المقبول .. فكل هؤلاء عيال على الغزالي رحمه الله .. وإليكم كلام الغزالي :


          وأما صوم الخصوص
          وهو صوم الصالحين فهو كف الجوارح عن الآثام وتمامه بستة أمور :

          ( الأول ) :

          غض البصر وكفه عن الاتساع في النظر إلى كل ما يذم ويكره وإلى كل ما يشغل القلب ويلهي عن ذكر الله عز وجل

          ، قال صلى الله عليه وسلم : (( النظرة سهم مسموم من سهام إبليس لعنه الله ، فمن تركها خوفا من الله آتاه الله عز وجل إيمانا يجد حلاوته في قلبه ))[1]

          وروى جابر عن أنس عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال : (( خمس يفطرن الصائم : الكذب والغيبة والنميمة واليمين الكاذبة والنظر بشهوة ))[2] .


          ( الثاني )

          حفظ اللسان عن الهذيان والكذب والغيبة والنميمة والفحش والجفاء والخصومة والمراء ، وإلزامه السكوت وشغله بذكر الله سبحانه وتلاوة القرآن فهذا صوم اللسان

          وقد قال سفيان : الغيبة تفسد الصوم رواه بشر بن الحارث عنه ، وروى ليث عن مجاهد : خصلتان يفسدان الصيام : الغيبة والكذب . وقال صلى الله عليه وسلم : (( إنما الصوم جنة فإذا كان أحدكم صائما فلا يرفث ولا يجهل وإن امرؤ قاتله أو شاتمه فليقل إني صائم إني صائم ))[3] وجاء في الخبر : أن امرأتين صامتا على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم فأجهدهما الجوع والعطش من آخر النهار حتى كادتا أن تتلفا فبعثتا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يستأذناه في الإفطار فأرسل إليهما قدحا وقال صلى الله عليه وسلم : (( قل لهما قيئا فيه ما أكلتما )) فقاءت إحداهما نصفه دما عبيطا ولحما غريضا ، وقاءت الأخرى مثل ذلك حتى ملأتاه فعجب الناس من ذلك فقال صلى الله عليه وسلم : (( هاتان صامتا عما أحل الله لهما وأفطرتا على ما حرم الله تعالى عليهما قعدت إحداهما إلى الأخرى فجعلتا يغتابان الناس فهذا ما أكلتا من لحومهم ))[4]


          ( الثالث )

          كف السمع عن الإصغاء إلى كل مكروه لأن كل ما حرم قوله حرم الإصغاء إليه ولذلك سوى الله عز وجل بين المستمع وآكل السحت

          فقال تعالى : ﴿ سماعون للكذب أكالون للسحت ﴾ (المائدة : 42) وقال عز وجل : ﴿ لولا ينهاهم الربانيون والأحبار عن قولهم الإثم وأكلهم السحت ﴾ (المائدة : 63) ، فالسكوت على الغيبة حرام وقال تعالى : ﴿ إنكم إذا مثلهم ﴾ (النساء : 140) ولذلك قال صلى الله عليه وسلم : (( المغتاب والمستمع شريكان في الإثم ))[5] .

          ( الرابع )

          كف بقية الجوارح عن الآثام من اليد والرجل عن المكاره ، وكف البطن عن الشبهات وقت الإفطار

          فلا معنى للصوم وهو الكف عن الطعام الحلال ثم الإفطار على الحرام فمثال هذا الصائم مثال من يبني قصرا ويهدم مصرا ، فإن الطعام الحلال إنما يضر بكثرته لا بنوعه ، فالصوم لتقليله ، وتارك الاستكثار من الدواء خوفا من ضرره إذا عدل إلى تناول السم كان سفيها ، والحرام سم مهلك للدين ، والحلال دواء ينفع قليله ويضر كثيره . وقصد الصوم تقليله وقد قال صلى الله عليه وسلم : (( كم من صائم ليس له من صومه إلا الجوع والعطش ))[6] فقيل هو الذي يفطر على الحرام ، وقيل هو الذي يمسك عن الطعام الحلال ويفطر على لحوم الناس بالغيبة وهو حرام ، وقيل هو الذي لا يحفظ جوارحه عن الآثام .

          ( الخامس )

          أن لا يستكثر من الطعام الحلال وقت الإفطار

          بحيث يمتلىء جوفه فما من وعاء أبغض إلى الله عز وجل من بطن مليء من حلال . وكيف يستفاد من الصوم قهر عدو الله وكسر الشهوة إذا تدارك الصائم عند فطره ما فاته ضحوة نهاره ، وربما يزيد عليه في ألوان الطعام ؟ حتى استمرت العادات بأن تدخر جميع الأطعمة لرمضان فيؤكل من الأطعمة فيه ما لا يؤكل في عدة أشهر ، ومعلوم أن مقصود الصوم الخواء وكسر الهوى لتقوى النفس على التقوى . وإذا دفعت المعدة من ضحوة نهار إلى العشاء حتى هاجت شهوتها وقويت رغبتها ثم أطعمت من اللذات وأشبعت زادت لذتها وتضاعفت قوتها وانبعث من الشهوات ما عساها كانت راكدة لو تركت على عادتها ، فروح الصوم وسره تضعيف القوى التي هي وسائل الشيطان في العود إلى الشرور ، ولن يحصل ذلك إلا بالتقليل وهو أن يأكل أكلته التي كان يأكلها كل ليلة لو لم يصم فأما إذا جمع ما كان يأكل ضحوة إلى ما كان يأكل ليلا فلم ينتفع بصومه .
          بل من الآداب أن لا يكثر النوم بالنهار حتى يحس بالجوع والعطش ويستشعر ضعف القوى فيصفو عند ذلك قلبه ويستديم في كل ليلة قدرا من الضعف حتى يخف عليه تهجده وأوراده فعسى الشيطان أن لا يحوم على قلبه فينظر إلى ملكوت السماء ، وليلة القدر عبارة عن الليلة التي ينكشف فيها شيء من الملكوت وهو المراد بقوله تعالى : ﴿ إنا أنزلناه في ليلة القدر ﴾ (القدر : 1) ومن جعل بين قلبه وبين صدره مخلاة من الطعام فهو عنه محجوب ، ومن أخلى معدته فلا يكفيه ذلك لرفع الحجاب ما لم يخل همته عن غير الله عز وجل وذلك هو الأمر كله . ومبدأ جميع ذلك تقليل الطعام ، وسيأتي له مزيد بيان في كتاب الأطعمة إن شاء الله عز وجل .

          ( السادس )

          أن يكون قلبه بعد الإفطار معلقا مضطربا بين الخوف والرجاء إذ ليس يدرى أيقبل صومه فهو من المقربين ؟ أو يرد عليه فهو من الممقوتين ؟

          وليكن كذلك في آخر كل عبادة يفرغمنها فقد روى عن الحسن بن أبي الحسن البصري أنه مر بقوم وهم يضحكون فقال : إن الله عز وجل جعل شهر رمضان مضمارا لخلقه يستبقون فيه لطاعته فسبق قوم ففازوا وتخلف أقوام فخابوا فالعجب كل العجب للضاحك اللاعب في اليوم الذي فاز فيه السابقون وخاب فيه المبطلون ، أما والله لو كشف الغطاء لاشتغل المحسن بإحسانه والمسيء بإساءته أي : كان سرور المقبول يشغله عن اللعب وحسرة المردود تسد عليه باب الضحك . وعن الأحنف بن قيس أنه قيل له : إنك شيخ كبير ، وإن الصيام يضعفك ، فقال : إني أعده لسفر طويل والصبر على طاعة الله سبحانه أهون من الصبر على عذابه . فهذه هي المعاني الباطنة في الصوم .
          -------------




          18 حديث (( النظرة سهم مسموم من سهام إبليس ..الحديث )) أخرجه الحاكم وصحح إسناده من حديث حذيفة .

          19 حديث جابر عن أنس (( خمس يفطرن الصائم ..الحديث )) أخرجه الأزدي في الضعفاء من رواية جابان عن أنس وقوله جابر تصحيف قال أبو حاتم الرازي هذا كذاب {ذكره الألباني في الضعيفة (1065) }.

          20 حديث (( الصوم جنة فإذا كان أحدكم صائما ..الحديث )) أخرجاه من حديث أبي هريرة .

          21 حديث (( إن امرأتين صامتا على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم ..الحديث)) في الغيبة للصائم أخرجه أحمد من حديث عبيد مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم الحديث بسند فيه مجهول .

          22 حديث (( المغتاب والمستمع شريكان في الإثم )) غريب ، وللطبراني من حديث ابن عمر بسند ضعيف نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الغيبة وعن الاستماع إلى الغيبة .

          23 حديث (( كم من صائم ليس له من صيامه إلا الجوع والعطش )) أخرجه النسائي وابن ماجه من حديث أبي هريرة {صحيح الجامع (3490)}.
          إنْ أبْطـَأتْ غـَارَةُ الأرْحَامِ وابْـتـَعـَدَتْ، فـَأقـْرَبُ الشيءِ مِنـَّا غـَارَةُ اللهِ
          يا غـَارَةَ اللهِ جـِدّي السـَّيـْرَ مُسْرِعَة في حَلِّ عُـقـْدَتـِنـَا يَا غـَارَةَ اللهِ
          عَدَتِ العَادونَ وَجَارُوا، وَرَجَوْنـَا اللهَ مُجـيراً
          وَكـَفـَى باللهِ وَلـِيـَّا، وَكـَفـَى باللهِ نـَصِيراً.
          وَحَسْبُنَا اللهُ وَنِعْمَ الوكيلُ, وَلا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إِلاّ بِاللهِ العَلِيِّ العَظِيمِ.

          تعليق

          • mmogy
            كاتب
            • 16-05-2007
            • 11282

            #6
            ردودي على مواضيع الملتقى الإسلامي

            بسم الله الرحمن الرحيم


            اولا كل سنة وانتم جميعا طيبون وتقبل الله منا ومنكم صالح الأعمال .. وأسأل الله عز و جل الهداية والتوفيق .. دعوني أسترجع معكم أحلى الذكريات والمشاعر الجميلة التى عشناها فى طفولتنا وصبانا وشبابنا وكهولتنا مع شهر رمضان ذلك الضيف الجميل الكريم الذى يحمل بين جنباته نفحات الله عزوجل لعبادة .. فياحظ من أدرك رمضان .. وادرك معه المغفرة والرضوان وياأتعس من ادرك رمضان فخرج منه دون ان يتعرض فيه لنفحات الرحمن .


            لشهر رمضان مذاق يختلف من زمان إلى زمان .. ومن مكان إلى مكان .. ولايدرك هذه الحقيقة إلا لمن عاش سنوات طويلة شاهدا على ماحدث من اختلاف العصور وتبدل الأحوال والتغييرات الكونية السريعة التى أثرت فى مذاق رمضان .
            وللأسف فإن الشعور بخصوصية هذا الشهر الكريم .. بدأت تتقلص شيئا فشيئا .. لأسباب عديدة لاداعي للخوض فيها الآن .. ولذلك تحتل مشاعر الطفولة فى رمضان النصيب الأوفر من الذكريات الجميلة .. وألخص هذه المشاعر من خلال عدة مشاهد .


            المشهد الأول .. الرؤية

            والرؤية فى رمضان كانت تمثل مشكلة كبيرة زماااااااااااااااان .. والخلاف فيها كان لايخلو من مشاعر جميلة .. حيث يظل بداية رمضان فى علم الغيب .. ويظل الناس يلهثون وراء سماع أى خبر يذيعه راديو السعودية أو أي راديو آخر .. حيث الإعلان عن بدء الصيام قبل أن نعرف نحن فى مصر ماذا سيكون موقف المفتي هذا العام .. فمرة نصوم مع السعودية ومرة اخرى لانصوم معها .. ويظل المفتى فى احتفالية استطلاع الرؤية .. يلعب بأعصاب المستمعين .. فيستعرض مذاهب الفقهاء وموقفهم من ظهور الرؤية واتفاق المطالع .. فهذا يرى الصيام مع اى دولة يظهر فيها الهلال إذا اتفقنا معها فى جزء من الليل .. وذاك يرى أن كل دولة ترى الهلال على حدة .. وكلما ذكر المفتي مذهبا من المذاهب يخمن الناس أن غدا اول رمضان .. ثم يحدث العكس .. وبعد أكثر من ربع إلى نصف الساعة يعلن المفتي النتيجة .. وعبارته لاانساها منذ الطفولة .. حيث يقول وعلى هذا يكون غدا هو اول أيام شهر رمضان المبارك .. فأطير فرحا .. وتنقلب احوال الناس وتظهر على الفور الأجواء الرمضانية وكأن السماء والأرض وكل مظاهر الطبيعة تحتفل معنا برمضان .. فعلا شعور لايمكن وصفه ولايمكن تفسيره بشكل مادي .. أما إذا قال المفتى عبارته الأخرى .. وعلى هذا يكون غدا هو المتمم لشهر شعبان اشعر بغصه فى حلقي .. وحزن شديد ينتابني .. واشعر وكأن السماء ولأرض ومظاهر الطبيعة حزينة معي .

            المشهد الثاني : السحور

            طبعا بمجرد اعلان المفتى عن بدء الصوم .. يخرج الناس من بيوتهم ليشتروا طعام السحور .. وكأنهم قد فوجئوا برمضان .. ولم تكن الأطعمة متنوعة ومتوافرة كما هو الحال اليوم .. ولكن كان اكثر مايشتريه الناس لطعام السحور .. هو الزبادي والكعك المضفر والجبن الرومي والزيتون الأسود .. وطبعا كان هذا هو الحافز لى ولأخواتى الصغار على الإستيقاظ لتناول طعام السحور .. طبعا كان النوم فى الغالب الساعة العاشرة أو الحادية عشرة .. ويوم ما نقول اننا سهرنا ننام فى الثانية عشرة .. وطبعا كانت الوالدة رحمها الله تتحمل مؤونة السهر حتى لايقوتنا السحور .. طبعا كنت اقوم اول وثاني وثالث يوم حتى تنفذ الجبن الرومي والزيتون الأسود .. ثم بعد ذلك نتقاعس عن الإستيقاظ .. إلا إذا جاء امداد جديد .. فنعاود الكرة مرة أخرى .. طبعا كانت المشكلة اننى كنت اشعر بالعطش المفاجىء مع اول آذان الفجر .. وطبعا لا انسي المسحراتي الذى كان يوقظ الناس بالطبلة .. اصحى يانايم وحد الدايم .. رمضان كريم .


            المشهد الثالث .. تصفيد الشياطين


            من المأثور عن النبي صلى الله عليه وسلم أن الشياطين تصفد وتحبس فى رمضان .. وكان هذا الشىء يسعدني جدا .. ويطمأنني .. حيث كانت تكثر الحكايات عن الشياطين والجن والتى كانت تخيفني جدا .



            المشهد الرابع .. السوق

            من أهم المشاهد لعالقة بذهني .. مشاهد السرادقات التى كانت قام أمام بعض محال الحلويات لصناعة الكنافة والقطائف .. وهما اهم مظاهر رمضان .. ولاأعرف سر العلاقة بين رمضان شهر الصوم وبين هذه الحلويات .. طبعا كانت تصنع بآلات يدوية .. وكان الصائمون يقضون معظم يومهم الأول قياما أمام احدى هذه السرادقات لشراء الكنافة والقطائف .

            وطبعا لاأنسى مشهد السبيل الذى كنا نضعه امام احدى محلاتنا .. وكان عبارة عن مدرج خشبي من خمس اوست درجات .. توضع عليه القلل القناوي وبجواره زير كبير يملأ بعد صلاة العصر بالمياه ثم يوضع عليه ماء الورد ليمنحه نكهه جميله .. ثم نقوم بمليء هذه القلل .. حتى يشرب منها الناس وقت آذان المغرب .. بالإضافة إلى وضع التمر لإفطار الصائمين .. وكان هذه السبل منتشرة فى مصر حتى وقت قريب .


            وعلى اعلى درجات هذا السبيل نضع راديو مازالت اتذكر شكله بدقة حتى الآن .. حيث الصندوق الخشبي الجميل .. وكنا نفتحه على قرآن المغرب بصوت عال .. ثم بعد ذلك يذاع منه المسلسلات اليومية التى كانت تحظى باهتمام الناس .. وكذلك الفوازير .. ثم الأهم من ذلك .. حكايات الف ليله وليله التى كنت اعيش مع جوها النفسي وكأنني جزء منها .. وارتبط التتر المميز لها فى ذاكرتي بشهر رمضان .. ولا اعرف أيضا سببا مقنعا لذلك .. ربما لأنها كانت تنقلني إلى عالم آخر مثير له جماله وله قوانينه الخآصه .
            وطبعا لايمكن أن انسي أغاني رمضان .. وخصوصا اغنية وحوي ياوحوي التى عاشت حتى يومنا هذا تذكرنا برمضان .. وبأجواء رمضان فى مصر الفاطمية والمملوكية والعثمانية ولااعرف أيضا سر هذا لإرتباط التاريخي فى ذهني .


            المشهد الخامس .. ساعة الإفطار


            وساعة الإفطار عندى تنقسم إلى ثلاث اوقات .. بعضها أحلى من بعض .. قبيل الإفطار .. حيث القرآن الكريم الذى يذاع من المذياع .. وسط هذا الجو الرمضاني المفعم بالروحاتيات التى يصعب وصفها .. له مذاق آخر يجعلك تعيش مع الله .. وكأنك تسمعه لأول مرة فى حياتك .

            وساعة الإفطار وفرحة الإقبال على تناول الطعام الذى نشعر معه بنعمة الله علينا .. ونشعر ايضا بنعمة الإجتماع الأسري على مائدة واحدة .. وهذا كان قليل الحدوث فى غير رمضان هذا بالإضافة إلى الجو الجميل الذى كان يصاحب هذا الإفطار حيث الهدوء الشديد فى البيت والشارع .. وطبعا كان طبق الخشاف .. أو التمر مع الزبيب مع التين البرشومي والقراصية والمشمشية .. هو الطبق البداية .. ثم نقيم صلاة المغرب جماعة فى البيت .. وهذا المشهد احرص عليه انا وزوجتى واولادي حتى يومنا هذا .. ولايمكن وصف حلاوة هذه الصلاة الجماعية الأسرية .

            وساعة مابعد الإفطار .. وهى أيضا ساعة محببة إلى نفسي .. حيث يستعيد الإنسان نشاطه البدني والذهني مرة اخرى .. ويبدأ فى النزول استعدادا لإداء صلاة التراويح .

            طبعا نسيت أن اقول اننى لاانسى ابدا وحتى يومنا هذا .. صوت الشيخ سيد النقشبدي وهو يشدو بتواشيحه الجميلة .. مولاي إنى ببابك قد بسطت يدي .. من لي ألوذ به إلاااك ياسندي .. وكنت ائما اتخيل وانا اسمع هذا المقطع .. منظر شيخ عابد فى صومعته فى اعلى جبل .. ولااعرف ايضا سر هذا المشهد الذى يسيطر على تفكيري ومشاعري .. واحيانا كنت اتنى ان اكون انا ذلك الشيخ العابد المعتزل للعالم كله .

            المشهد السادس .. صلاة القيام أثابكم الله

            من الأشياء التى ترتبط بذاكرتي الرمضانية .. مشهد صلاة التراويح الذى كنت احرص عليه وانا طفل .. وكنت أعشق العبارة التى يطلقها احد المصلين .. صلاة القيام أثابكم الله .. كما كنت أعشق القراءة الجماعية لسورة الإخلاص بين كل أربعة ركعات .. الان قالوا عنها انها بدعة .. ايضا كان لدعاء القنوت فى صلاة الصبح والوتر جماله وشاعريته الإيمانية .. ولكن أيضا قالوا عن قنوت الصبح انه بدعه .. وطبعا بعد ذلك ترك الناس متابعة الشيوخ المصريين واتجهوا نحن أئمة الحرم الذين يتميزون بنبرة صوتية جميله تجعلك تشعر انك تصلى مع الصحابة الكرام .. وهذا تغير كبير فى اتجاهات لناس .. حيث تركوا القراءات الغنائية .. إلى القراءات البكائية .

            المشهد السابع .. صناعة الكعك

            من الأشياء التى أخذت فى الإندثار .. وكانت من أهم المظاهر الرمضانية فى طفولتى .. هى صناعة انواع من الكعك والبسكويت والغريبة والقرصه داخل البيوت .. وكانت تصنع بكميات كبيرة جدا .. وتأخذ مجهودا كبيرا .. حيث كنا نجتمع حول ا لوالدة يرحمها الله ونتطفل عليها ونحن صغارا لنشاركها تشكيل الكعك .. وكنت اسمع عبارات مكررة كل عام .. حول سوء احوال الدقيق الذى لايشرب الزيت .. وكذا وكذا .. والظاهر انهم كانوا يقدمون هذه الأعذار حتى يتحللوا من أى عيب يظهر على الكعك خصوصا .. وبعد أن يخرج من تحت يدي الفران .. نبدأ جولة من تقييم الكعك والبسكويت .. فأحيانا يحظى باعجاب الأسرة .. واحيانا اخرى نتقاذفه وكأنه طوب أو زلط وسط هرج ومرج .. وطبعا الخسائر تكون فادحة .. والحرج اشد لأن الأسر كانت تتبادل هذا الكعك والبسكويت .. وتبدأ عمليات المقارنة .

            المشهد الثامن .. الأيام الأخيرة فى رمضان

            وعندما تبدأ الإذاعة فى إذاعة اغنية هل البدري بدري والأيام بتجري والله لسه بدري ياشهر الصيام .. كنت اشعر بالحزن الشديد على ذهاب رمضان وكأني أتمثله شاخصا امامي حزينا على مغادرة الزمان والمكان .. ثم نبدأ فى شراء ملابس العيد .. ونظل نجرب هذه الملابس طيلة الأيام الأخيرة فى رمضان وكنت أحلم بإرتدائها فى العيد .. ولا اعرف لماذا لم اعد اشعر بالسعادة عند ارتداء ثوب جديد .. وهل هذا الأمر مرتبط بالطفولة وحدها ؟؟


            وفى يوم استطلاع هلال شوال .. ننسى رمضان ولانتذكر إلا صلاة العيد .. وتتبع ظهور الرؤية .. لكن هذه المرة يصدر بيان يذاع فى الإذاعة فقط دون احتفالية ودون اللعب بأعصابنا .. وطبعا لو لم يظهر الهلال .. نشعر بصعوبة فى صيام اليوم الثلاثين .. حيث تكون مشاعرنا متجهه نحو العيد .. والإنعتاق من أسر العبادة والصيام ونشتاق للعودة إلى عاداتنا قبل الصيام .


            هذا مايحضرني الآن .. علما بأن فى حياتي الكثير من الذكريات .. التى دخلت دائرة النسيان فشكر لكم على اتاحة هذه الفرصة لإستعادة جزء منها .


            تحياتي لكم جميعا .
            إنْ أبْطـَأتْ غـَارَةُ الأرْحَامِ وابْـتـَعـَدَتْ، فـَأقـْرَبُ الشيءِ مِنـَّا غـَارَةُ اللهِ
            يا غـَارَةَ اللهِ جـِدّي السـَّيـْرَ مُسْرِعَة في حَلِّ عُـقـْدَتـِنـَا يَا غـَارَةَ اللهِ
            عَدَتِ العَادونَ وَجَارُوا، وَرَجَوْنـَا اللهَ مُجـيراً
            وَكـَفـَى باللهِ وَلـِيـَّا، وَكـَفـَى باللهِ نـَصِيراً.
            وَحَسْبُنَا اللهُ وَنِعْمَ الوكيلُ, وَلا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إِلاّ بِاللهِ العَلِيِّ العَظِيمِ.

            تعليق

            • mmogy
              كاتب
              • 16-05-2007
              • 11282

              #7
              ردودي على مواضيع الملتقى الإسلامي

              نظرة واحدة علــى خريطــة البرامــج الإعلاميـــة .. سواء المرئى منها أوالمسموع أوالمقروء.. يتأكد لـك بغير شك أن الهدف من وراء تلك البرامج .. هو إغتيـــال شهر الصيـــام المبارك .. واغتيال كل مناسبة ، وكل عباده .. من شأنهــا إحيــاء علوم الديــن ،والعودة بحقائق الشريعــة إلى سيرتها الأولــى ، ومحاولة احباط كل الوسائل التربويــة والرياضيات الروحيــة والمنح الربانيــة التى شرعها اللـه عز وجل لتكون (( حصنا للمؤمنيــن ووقايــة لهم من مكائد الشيطان وفنونــه المختلفــة لإغواء الخلــق .. بقمــع الشهوات المستكنــة لتصبح النفس المطمئنــة .. ظاهرة الشوكـة فى قصــم خصمها .. قويــة المنــة )) ؟؟؟
              ولذلك فأخطــر معركــة يجب أن يخوضها الصآئمون اليوم .. ضد شياطين الإنس .. هى معركــة إحيــاء علوم الديــن و الحفاظ على شعائر الإسلام و شرائعــة والعودة بالعبادات إلــى غاياتها المرجــوه .. و إلى الإلتزام بالمطلوبات القرآنيــة المباشرة و غير المباشرة .. وأخطــر تلك المعارك على الإطلاق .. هى معركـة الصــوم .. لكسر شهوتــى البطــن و الفرج .. و الإقتداء بالملائكــة فى الكف عن تلك الشهوات بحسب الإمكان .. ؟؟
              لكن الذى يحدث الآن ومنذ زمن بعيــد .. هو عكس المطلوب القرآنــى والمقصــد الربانـى من الصــوم .. حتى أصبح شهر رمضــان هو شهر تهييج الشهوات .. شهوتى البطن و الفرج .. فقد صارت العادة كما يقول حجة الإسلام الإمام الغزالى رحمه الله .. أن يدخر الصائمون جميع الأطعمــة لرمضــان فيؤكل من الأطعمـة مالايؤكل فى عدة أشهر .. مع أن مقصود الصوم هو الخوآء وكسر الهوى لتقوى النفس على التقوى .. ولكن ماالفائدة إذا حرمت المعدة طوال نهار رمضان حتى هاجت شهوتها وقويت رغبتها ثــم أطعمت من اللذات و اشبعت .. إن هذا سيضاعف حتما من قوتها و يبعث من شهواتها ماعساها كانت راكدة لو تركت على عادتها من غير صيــام .. ؟؟
              و أما فيمــا يتعلق بشهوة الفرج وما يتعلق بها من النظرة الحرام و الإصغــاء إلى ما حرم اللـه من الكلام .. فإن شياطين الإنس فى وسائل الإعلام المختلفــة يقومون بالواجب فيحشدون كل برامج التسليـة و المتعــة .. الحرام قبل الحلال .. لصرف الصآئميــن عن حقيقة الصيام و عن الإرتباط بالقرآن و الدعاء و الإعتكاف .. ويتفاخرون بنجاحهم فى جذب الصــآئـم فىنهار رمضان وليلــه إلى تلك البرامــج .. كما يتفاخر الشيطآن فى إغواء بنــى آدم .. يحرص التليفزيون على عرض فيلم قديم فى نهار رمضان يوميــا لايخلو من الرقص و الفاحشــة .. ولا يتركون الصائــم حتى وهو يحشد معدته بما لذ وطاب .. ثــم يبدأون فـى عرض الفوازيــر و المسلسلات حتــى الساعات المتأخرة من الليــل .. و لايتركونه أيضــا حتى وهو يـتناول طعام السحور .. والمصيبــة الحقيقيـة هى تعدد تلك القنوات إلى أكثر من 200 قناة .. ياتينـا أكثرها من خــارج الحدود ..بما تحويــه بعض تلك القنوات من إباحيــة صارخـة .. و هكذا أصبح الإنسان المسلم محاصر بكل تلك الإغراءات .. فلا صلاة جماعــة ،و لا تراويــح ، ولاقراءة قرآن ، ولا دعــاء ، و لا اعتكاف ، ولا أى شىء يقرب و يقوى علاقــة العبــد بربــه .. وهو ما يزيــد من مسئوليـة الإعلام عنــدنا فى تقديــم البديــل .. والبديل هنا يجب أن يكون اسلاميــا خآلصــا .. و إلا فإننـا نكون كمن يغسل الدم بالدم .. ؟؟
              إن المسلمين اليوم فـى محنــة حقيقية .. بعد ما أصابهم من هزائم نفسيـه و روحيـة ..و مسئوليــة علماء الإسلام ، وجمهور المسلمين عن اغتيال الشهر المبارك .. لا تقل أهميــة عن مسئوليــة الحكومات ذاتها .. فهناك حالة من التسيب و تميـيـع امور الدين تصيب الكثيرين .. وإذا كان الأمل و الرجــاء فى رجوع و التزام الحكومات بآداب و تعاليــم الإسلام فى شهر رمضان على وجه الخصوص .. هو مثل عشم ابليس فى الجنــة .. فلا أقل من أن يواجـه المسلمون الصائمون هذا الواقــع بشجاعة .. فيخاصموا تلك البرامج نهائيــا .. فالمنكر إما أن تـزيله ، وإما أن تزول عنـــه .. ولا مجال هنا للمفاصــلة أو الترقيــع او الحلول المائعــة .. و أول هذه الخطوات الجآدة نحو صــوم مقبول .. هو مخاصمــة هذا الجهاز السحرى وابعاده تماما عن متناول أيدى أفراد الأسرة على الأقل فى شهر رمضــان ،و هذه هــى مسئوليــة الأب .. و إذا ما ترددت فى اتخـاذ تلك الخطوة الصعبـة .. وقررت أن تقضى نهار رمضان و ليله أمام الفوازير و المسلسلات .. فلا تنتظرن إلا أن تكون ممن قال النبــى  فيهــم { رب صائــم ليس له من صيامــه إلا الجوع و العطش } ..(( فأى جدوى لتأخيــر أكلة ، وجمــع أكلتين عند العشاء )) مع الإنهماك فى الشهوات الأخرى ومشاهدة الرقص و بطلات الفوازير و ألف ليلة وليلة ومواهب معالى زايد و الهام شاهيـن ومادلين طبر طوال النهار والليــل .. ؟؟
              والسلام عليكم و رحمة اللـه و بركاتــه ،
              بقلم : محمد شعبان الموجــى
              إنْ أبْطـَأتْ غـَارَةُ الأرْحَامِ وابْـتـَعـَدَتْ، فـَأقـْرَبُ الشيءِ مِنـَّا غـَارَةُ اللهِ
              يا غـَارَةَ اللهِ جـِدّي السـَّيـْرَ مُسْرِعَة في حَلِّ عُـقـْدَتـِنـَا يَا غـَارَةَ اللهِ
              عَدَتِ العَادونَ وَجَارُوا، وَرَجَوْنـَا اللهَ مُجـيراً
              وَكـَفـَى باللهِ وَلـِيـَّا، وَكـَفـَى باللهِ نـَصِيراً.
              وَحَسْبُنَا اللهُ وَنِعْمَ الوكيلُ, وَلا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إِلاّ بِاللهِ العَلِيِّ العَظِيمِ.

              تعليق

              • mmogy
                كاتب
                • 16-05-2007
                • 11282

                #8
                ردودي على مواضيع الملتقى الإسلامي

                [align=center]ترجمة عقيدة أهل السنة في كلمتي الشهادة التي هي أحد مباني الإسلام
                لحجة الإسلام أبو حامد الغزالي رحمه الله [/align]

                نقول وبالله التوفيق

                الحمد لله المبدىء المعيد الفعال لما يريد ذي العرش المجيد والبطش الشديد الهادي صفوة العبيد إلى المنهج الرشيد والمسلك السديد المنعم عليهم بعد شهادة التوحيد بحراسة عقائدهم عن ظلمات التشكيك والترديد السالك بهم إلى اتباع رسوله المصطفى واقتفاء آثار صحبه الأكرمين المكرمين بالتأييد والتسديد المتجلي لهم في ذاته وأفعاله بمحاسن أوصافه التي لا يدركها إلا من ألقى السمع وهو شهيد

                المعرف إياهم : أنه في ذاته واحد لا شريك له فرد لا مثيل له صمد لا ضد له منفرد لا ند له وأنه واحد قديم لا أول له أزلي لا بداية له مستمر الوجود لا آخر له أبدي لا نهاية له قيوم لا انقطاع له دائم لا انصرام له لم يزل ولا يزال موصوفا بنعوت الجلال لا يقضي عليه بالانقضاء والانفصال بتصرم الآباد وانقراض الآجال بل هو الأول والآخر والظاهر والباطن وهو بكل شيء عليم

                التنزيه : وأنه ليس بجسم مصور ولا جوهر محدود مقدر وأنه لا يماثل الأجسام ولا في التقدير ولا في قبول الانقسام وأنه ليس بجوهر ولا تحله الجواهر ولا بعرض ولا تحله الأعراض بل لا يماثل موجودا ولا يماثله موجود ليس كمثله شيء ولا هو مثل شيء وأنه لا يحده المقدار ولا تحويه الأقطار ولا تحيط به الجهات ولا تكتنفه الأرضون ولا السموات وأنه مستو على العرش على الوجه الذي قاله وبالمعنى الذي أراده استواء منزها عن المماسة والاستقرار والتمكن والحلول والانتقال لا يحمله العرش بل العرش وحملته محمولون بلطف قدرته ومقهورون في قبضته وهو فوق العرش والسماء وفوق كل شيء إلى تخوم الثرى فوقية لا تزيده قربا إلى العرش والسماء كما لا تزيده بعدا عن الأرض والثرى بل هو رفيع الدرجات عن العرش والسماء كما أنه رفيع الدرجات عن الأرض والثرى وهو مع ذلك قريب من كل موجود وهو أقرب إلى العبد من حبل الوريد وهو على كل شيء شهيد إذ لا يماثل قربه قرب الأجسام كما لا تماثل ذاته ذات الأجسام وأنه لا يحل في شيء ولا يحل فيه شيء تعالى عن أن يحويه مكان كما تقدس عن أن يحده زمان بل كان قبل أن خلق الزمان والمكان وهو الآن على ما عليه كان وأنه بائن عن خلقه بصفاته ليس في ذاته سواه ولا في سواه ذاته وأنه مقدس عن التغير والانتقال لا تحله الحوادث ولا تعتريه العوارض بل لا يزال في نعوت جلاله منزها عن الزوال وفي صفات كماله مستغنيا عن زيادة الاستكمال وأنه في ذاته معلوم الوجود بالعقول مرئي الذات بالأبصار نعمة منه ولطفا بالأبرار في دار القرار وإتماما منه للنعيم بالنظر إلى وجهه الكريم

                الحياة والقدرة : وأنه تعالى حي قادر جبار قاهر لا يعتريه قصور ولا عجز ولا تأخذه سنة ولا نوم ولا يعارضه فناء ولا موت وأنه ذو الملك والملكوت والعزة والجبروت له السلطان والقهر والخلق والأمر والسموات مطويات بيمينه والخلائق مقهورون في قبضته وأنه المنفرد بالخلق والاختراع المتوحد بالإيجاد والإبداع خلق الخلق وأعمالهم وقدر أرزاقهم وآجالهم لا يشذ عن قبضته مقدور ولا يعزب عن قدرته تصاريف الأمور لا تحصى مقدوراته ولا تتباهى معلوماته

                العلم : وأنه عالم بجميع المعلومات محيط بما يجري من تخوم الأرضين إلى أعلى السموات وأنه عالم لا يعزب عن علمه مثقال ذرة في الأرض ولا في السماء بل يعلم دبيب النملة السوداء على الصخرة الصماء في الليلة الظلماء ويدرك حركة الذر في جو الهواء ويعلم السر وأخفى ويطلع على هواجس الضمائر وحركات الخواطر وخفيات السرائر بعلم قديم أزلي لم يزل موصوفا به في أزل الآزال لا بعلم متجدد حاصل في ذاته بالحلول والانتقال

                الإرادة : وأنه تعالى مريد للكائنات مدبر للحادثات فلا يجري في الملك والملكوت قليل أو كثير صغير أو كبير خير أو شر نفع أو ضر إيمان أو كفر عرفان أو نكر فوز أو خسران زيادة أو نقصان طاعة أو عصيان إلا بقضائه وقدره وحكمته ومشيئته فما شاء كان وما لم يشأ لم يكن لا يخرج عن مشيئته لفتة ناظر ولا فلتة خاطر بل هو المبدىء المعيد الفعال لما يريد لا راد لأمره ولا معقب لقضائه ولا مهرب لعبد عن معصيته إلا بتوفيقه ورحمته ولا قوة له على طاعته إلا بمشيئته وإرادته فلو اجتمع الإنس والجن والملائكة والشياطين على أن يحركوا في العالم ذرة أو يسكنوها دون إرادته ومشيئته لعجزوا عن ذلك وأن إرادته قائمة بذاته في جملة صفاته لم يزل كذلك موصوفا بها مريدا في أزله لوجود الأشياء في أوقاتها التي قدرها فوجدت في أوقاتها كما أراده في أزله من غير تقدم ولا تأخر بل وقعت على وفق علمه وإرادته من غير تبدل ولا تغير دبر الأمور لا بترتيب أفكار ولا تربص زمان فلذلك لم يشغله شأن عن شأن


                السمع والبصر:
                وأنه تعالى سميع بصير يسمع ويرى ولا يعزب عن سمعه مسموع وإن خفي ولا يغيب عن رؤيته مرئي وإن دق ولا يحجب سمعه بعد ولا يدفع رؤيته ظلام يرى من غير حدقة وأجفان ويسمع من غير أصمخة وآذان كما يعلم بغير قلب ويبطش بغير جارحة ويخلق بغير آلة إذ لا تشبه صفاته صفات الخلق كما لا تشبه ذاته ذوات الخلق

                الكلام : وأنه تعالى متكلم آمر .. ناه .. واعد متوعد بكلام أزلي قديم قائم بذاته لا يشبه كلام الخلق فليس بصوت يحدث من انسلال هواه أو اصطكاك أجرام ولا بحرف ينقطع بإطباق شفة أو تحريك لسان وأن القرآن والتوراة والإنجيل والزبور كتبه المنزلة على رسله عليهم السلام وأن القرآن مقروء بالألسنة مكتوب في المصاحف محفوظ في القلوب وأنه مع ذلك قديم قائم بذات الله تعالى لا يقبل الانفصال والافتراق بالانتقال إلى القلوب والأوراق وأن موسى صلى الله عليه وسلم سمع كلام الله بغير صوت ولا حرف كما يرى الأبرار ذات الله تعالى في الآخرة من غير جوهر ولا عرض وإذا كانت له هذه الصفات كان حيا عالما قادرا مريدا سميعا بصيرا متكلما بالحياة والقدرة والعلم والإرادة والسمع والبصر والكلام لا بمجرد الذات

                الأفعال : وأنه سبحانه وتعالى لا موجود سواه إلا وهو حادث بفعله وفائض من عدله على أحسن الوجوه وأكملها وأتمها وأعدلها وأنه حكيم في أفعاله عادل في أقضيته لا يقاس عدله بعدل العباد إذ العبد يتصور منه الظلم بتصرفه في ملك غيره ولا يتصور الظلم من الله تعالى فإنه لا يصادف لغيره ملكا حتى يكون تصرفه فيه ظلما فكل ما سواه من إنس وجن وملك وشيطان وسماء وأرض وحيوان ونبات وجماد وجوهر وعرض ومدرك ومحسوس حادث اخترعه بقدرته بعد العدم اختراعا وأنشأه إنشاء بعد أن لم يكن شيئا إذ كان موجودا وحده ولم يكن معه غيره فأحدث الخلق بعد ذلك إظهارا لقدرته وتحقيقا لما سبق من إرادته ولما حق في الأزل من كلمته لا لافتقاره إليه وحاجته وأنه متفضل بالخلق والاختراع والتكليف لا عن وجوب ومتطول بالإنعام والإصلاح لا عن لزوم فله الفضل والإحسان والنعمة والامتنان إذ كان قادرا على أن يصب على عباده أنواع العذاب ويبتليهم بضروب الآلام والأوصاب ولو فعل ذلك لكان منه عدلا ولم يكن منه قبيحا ولا ظلما وأنه عز وجل يثبت عباده المؤمنين على الطاعات بحكم الكرم والوعد لا بحكم الاستحقاق واللزوم له إذ لا يجب عليه لأحد فعل ولا يتصور منه ظلم ولا يجب لأحد عليه حق وأن حقه في الطاعات وجب على الخلق بإيجابه على ألسنة أنبيائه عليهم السلام لا بمجرد العقل ولكنه بعث الرسل وأظهر صدقهم بالمعجزات الظاهرة فبلغوا أمره ونهيه ووعده ووعيده فوجب على الخلق تصديقهم فيما جاءوا به

                [align=center]
                معنى الكلمة الثانية[/align]

                وهي الشهادة للرسل بالرسالة وأنه بعث النبي الأمي القرشي محمدا صلى الله عليه وسلم برسالته إلى كافة العرب والعجم والجن والإنس فنسخ بشريعته الشرائع إلا ما قرره منها وفضله على سائر الأنبياء وجعله سيد البشر ومنع كمال الإيمان بشهادة التوحيد وهو قول لا إله إلا الله ما لم تقترن بها شهادة الرسول وهو قولك محمد رسول الله وألزم الخلق تصديقه في جميع ما أخبر عنه من أمور الدنيا والآخرة وأنه لا يتقبل إيمان عبد حتى يؤمن بما أخبر به بعد الموت

                وأوله سؤال منكر ونكير وهما شخصان مهيبان هائلان يقعدان العبد في قبره سويا ذا روح وجسد فيسألانه عن التوحيد والرسالة ويقولان له من ربك وما دينك ومن نبيك حديث سؤال منكر ونكير أخرجه الترمذي وصححه ابن حبان من حديث أبي هريرة إذا قبر الميت أو قال أحدكم أتاه ملكان أسودان أزرقان يقال لأحدهما المنكر وللآخر النكير وفي الصحيحين من حديث أنس إن العبد إذا وضع في قبره وتولى عنه أصحابه وأنه ليسمع قرع نعالهم أتاه ملكان فيقعدانه الحديث وهما فتانا القبر حديث إنهما فتانا القبر أخرجه أحمد وابن حبان من حديث عبد الله بن عمرو أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ذكر فتاني القبر فقال عمر أترد علينا عقولنا الحديث وسؤالهما أول فتنة بعد الموت حديث إن سؤالهما أول فتنة بعد الموت لم أجده وأن يؤمن بعذاب القبر حديث عذاب القبر أخرجاه من حديث عائشة إنكم تفتنون أو تعذبون في قبوركم الحديث ولهما من حديث أبي هريرة وعائشة استعاذته صلى الله عليه وسلم من عذاب القبر وأنه حق وحكمة عدل على الجسم والروح على ما يشاء


                وأن يؤمن بالميزان ذي الكفتين واللسان وصفته في العظم أنه مثل طبقات السموات والأرض توزن الأعمال بقدرة الله تعالى والصنج يومئذ مثاقيل الذر والخردل تحقيقا لتمام العدل وتوضح صحائف الحسنات في صورة حسنة في كفة النور فيثقل بها الميزان على قدر درجاتها عند الله بفضل الله وتطرح صحائف السيئات في صورة قبيحة في كفة الظلمة فيخف بها الميزان بعدل الله حديث الإيمان بالميزان ذي الكفتين واللسان وصفته في العظم أنه مثل طباق السموات والأرض أخرجه البيهقي في البعث من حديث عمر قال الإيمان أن تؤمن بالله وملائكته ورسله وتؤمن بالجنة والنار والميزان الحديث وأصله عند مسلم ليس فيه ذكر الميزان ولأن داود من حديث عائشة أما في ثلاثة مواطن لا يذكر أحد أحدا عند الميزان حتى يعلم أيخف ميزانه أم يثقل زاد ابن مردويه في تفسيره قالت عائشة أي حتى قد علمنا الموازين هي الكفتان فيوضع في هذه الشيء ويوضع في هذه الشيء فترجع إحداهما وتخف الأخرى والترمذي وحسنه من حديث أنس واطلبنني عند الميزان ومن حديث عبد الله بن عمر في حديث البطاقة فتوضع السجلات في كفة والبطاقة في كفة الحديث وروى ابن شاهين في كتاب السنة عن ابن عباس كفة الميزان كأطباق الدنيا كلها


                وأن يؤمن بأن الصراط حق وهو جسر ممدود على متن جهنم أحد من السيف وأدق من الشعرة تزل عليه أقدام الكافرين بحكم الله سبحانه فتهوى بهم إلى النار وتثبت عليه أقدام المؤمنين بفضل الله فيساقون إلى دار القرار حديث الإيمان بالصراط وهو جسر ممدود على متن جهنم أحد من السيف وأدق من الشعر أخرجه الشيخان من حديث أبي هريرة ويضرب الصراط بين ظهراني جهنم ولهما من حديث أبي سعيد ثم يضرب الجسر على جهنم زاد مسلم قال أبو سعيد إن الجسر أدق من الشعر وأحد من السيف ورفعه أحمد من حديث عائشة والبيهقي في الشعب والبعث من حديث أنس وضعفه وفي البعث من رواية عبد الله بن عمير مرسلا ومن قول ابن مسعود الصراط كحد السيف وفي آخر الحديث ما يدل على أنه مرفوع



                وأن يؤمن بالحوض المورود حوض محمد صلى الله عليه وسلم يشرب منه المؤمنون قبل دخول الجنة وبعد جواز الصراط حديث الإيمان بالحوض وأنه يشرب منه المؤمنون أخرجه مسلم من حديث أنس في نزول إنا أعطيناك الكوثر هو حوض ترد عليه أمتي يوم القيامة آنيته عدد النجوم ولهما من حديث ابن مسعود وعقبة بن عامر وجندب وسهل بن سعد أنا فرطكم على الحوض ومن حديث ابن عمر أمالكم حوض كما بين جرباء وأدرج وقال الطبراني كما بينكم وبين جرباء وأدرج وهو الصواب وذكر الحوض في الصحيح من حديث أبي هريرة وأبي سعيد وعبد الله بن عمر وحذيفة وأبي ذر وحابس ابن سمرة وحارثة بن وهب وثوبان وعائشة وأم سلمة وأسماء من شرب منه شربة لم يظمأ بعدها أبدا عرضه مسيرة شهر ماؤه أشد بياضا من اللبن وأحلى من العسل حوله أباريق عددها بعدد نجوم السماء حديث من شرب منه شربة لم يظمأ بعدها أبدا عرضه مسيرة شهر أشد بياضا من اللبن وأحلى من العسل حوله أباريق عدد نجوم السماء من حديث عبد الله بن عمرو ولهما من حديث أنس فيه من الأباريق كعدد نجوم السماء وفي رواية لمسلم أكثر من عدد النجوم فيه ميزابان يصبان فيه من الكوثر حديث فيه ميزابان يصبان من الكوثر أخرجه مسلم من حديث ثوبان يغت فيه ميزابان يمدانه من الجنة أحدهما من ذهب والآخر من ورق


                وأن يؤمن بالحساب وتفاوت الناس فيه إلى مناقش في الحساب وإلى مسامح فيه وإلى من يدخل الجنة بغير حساب وهم المقربون فيسأل الله تعالى حديث الإيمان بالحساب وتفاوت الخلق فيه إلى مناقش في الحساب ومسامح فيه وإلى من يدخل الجنة بغير حساب أخرجه البيهقي في البعث من حديث عمر فقال يا رسول الله ما الإيمان قال أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله وبالموت والبعث من بعد الموت والحساب والجنة والنار والقدر كله الحديث وهو عند مسلم دون ذكر الحساب وللشيخين من حديث عائشة من نوقش الحساب عذب قالت قلت يقول الله تعالى فسوف يحاسب حسابا يسيرا قال ذلك العرض ولهما من حديث ابن عباس عرضت علي الأمم فقيل هذه أمتك ومعهم سبعون ألفا يدخلون الجنة بغير حساب ولا عذاب ولمسلم من حديث أبي هريرة وعمران بن حصين يدخل من أمتي الجنة سبعون ألفا بغير حساب زاد البيهقي في البعث من حديث عمرو بن حزم وأعطاني مع كل واحد من السبعين ألفا سبعين ألفا زاد أحمد من حديث عبد الرحمن بن أبي بكر بعده هذه الزيادة فقال فهلا استزدته قال قد استزدته فأعطاني مع كل رجل سبعين ألفا قال عمر فهلا استزدته قال قد استزدته فأعطاني هكذا وفرج عبد الرحمن بن أبي بكر بين يديه الحديث من شاء من الأنبياء عن تبليغ الرسالة ومن شاء من الكفار عن تكذيب المرسلين حديث سؤال من شاء من الأنبياء عن تبليغ الرسالة ومن شاء من الكفار عن تكذيب المرسلين أخرجه البخاري من حديث أبي سعيد يدعى نوح يوم القيامة فيقول لبيك وسعديك يا رب فيقول هل بلغت فيقول نعم فيقال لأمته فيقولون ما أتانا من نذير فيقول من يشهد لك فيقول محمد وأمته الحديث ولابن ماجه يجيء النبي يوم القيامة الحديث وفيه فيقال هل بلغت قومك الحديث ويسأل المبتدعة عن السنة حديث سؤال المبتدعة عن السنة رواه ابن ماجه من حديث عائشة من تكلم بشيء من القدر سئل عنه يوم القيامة ومن حديث أبي هريرة ما من داع يدعو إلى شيء إلا وقف يوم القيامة لازما لدعوة ما دعا إليه وإن دعا رجل رجلا وإسنادهما ضعيف ويسأل المسلمين عن الأعمال حديث سؤال المسلمين عن الأعمال أخرجه أصحاب السنن من حديث أبي هريرة إن أول ما يحاسب به العبد يوم القيامة من عمله صلاته الحديث وسيأتي في الصلاة


                وأن يؤمن بإخراج الموحدين من النار بعد الانتقام حتى لا يبقى في جهنم موحد بفضل الله تعالى فلا يخلد في النار موحد حديث إخراج الموحدين من النار حتى لا يبقى فيها موحد بفضل الله سبحانه أخرجه الشيخان من حديث أبي هريرة في حديث طويل حتى إذا فرغ الله من القضاء بين العباد وأراد أن يخرج برحمته من أراد من أهل النار أمر الملائكة أن يخرجوا من النار من كان لا يشرك بالله شيئا ممن أراد الله أن يرحمه ممن يقول لا إله إلا الله الحديث


                وأن يؤمن بشفاعة الأنبياء ثم العلماء ثم الشهداء ثم سائر المؤمنين على حسب جاهه ومنزلته عند الله تعالى ومن بقي من المؤمنين ولم يكن له شفيع أخرج بفضل الله عز وجل فلا يخلد في النار مؤمن بل يخرج منها من كان في قلبه مثقال ذرة من الإيمان حديث شفاعة الأنبياء ثم العلماء ثم الشهداء ثم سائر المؤمنين ومن بقي من المؤمنين ولم يكن لهم شفيع أخرج بفضل الله فلا يخلد في النار مؤمن بل يخرج منها من كان في قلبه مثقال ذرة من الإيمان أخرجه ابن ماجه من حديث عثمان بن عفان يشفع يوم القيامة ثلاثة الأنبياء ثم العلماء ثم الشهداء وقد تقدم في العلم وللشيخين من حديث أبي سعيد الخدري من وجدتم في قلبه مثقال حبة من خردل من الإيمان فأخرجوه وفي رواية من خير وفيه فيقول الله تعالى شفعت الملائكة وشفعت النبيون وشفع المؤمنون ولم يبق إلا أرحم الراحمين فيقبض قبضة من النار فيخرج منها قوما لم يعملوا خيرا قط الحديث



                وأن يعتقد فضل الصحابة رضي الله عنهم وترتيبهم وأن أفضل الناس بعد النبي صلى الله عليه وسلم أبو بكر ثم عمر ثم عثمان ثم علي رضي الله عنهم حديث أفضل الناس بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم أبو بكر ثم عمر ثم عثمان ثم علي أخرجه البخاري من حديث ابن عمر قال كنا نخير بين الناس في زمن النبي صلى الله عليه وسلم فخير أبا بكر ثم عمر بن الخطاب ثم عثمان بن عفان ولأبي داود كنا نقول ورسول الله صلى الله عليه وسلم حي أفضل أمة النبي صلى الله عليه وسلم أبو بكر ثم عمر ثم عثمان رضي الله عنهم زاد الطبراني ويسمع ذلك النبي صلى الله عليه وسلم ولا ينكره وأن يحسن الظن بجميع الصحابة ويثني عليهم كما أثنى الله عز وجل ورسوله صلى الله عليه وسلم عليهم أجمعين حديث إحسان الظن بجميع الصحابة والثناء عليهم أخرجه الترمذي من حديث عبد الله ابن مغفل الله الله في أصحابي لا تتخذوهم غرضا بعدي وللشيخين من حديث أبي سعيد لا تسبوا أصحابي وللطبراني من حديث ابن مسعود إذا ذكر أصحابي فأمسكوا


                فكل ذلك مما وردت به الأخبار وشهدت به الآثار فمن اعتقد جميع ذلك موقنا به كان من أهل الحق وعصابة السنة وفارق رهط الضلال وحزب البدعة فنسأل الله كمال اليقين وحسن الثبات في الدين لنا ولكافة المسلمين برحمته إنه أرحم الراحمين وصلى الله على سيدنا محمد وعلى كل عبد مصطفى
                إنْ أبْطـَأتْ غـَارَةُ الأرْحَامِ وابْـتـَعـَدَتْ، فـَأقـْرَبُ الشيءِ مِنـَّا غـَارَةُ اللهِ
                يا غـَارَةَ اللهِ جـِدّي السـَّيـْرَ مُسْرِعَة في حَلِّ عُـقـْدَتـِنـَا يَا غـَارَةَ اللهِ
                عَدَتِ العَادونَ وَجَارُوا، وَرَجَوْنـَا اللهَ مُجـيراً
                وَكـَفـَى باللهِ وَلـِيـَّا، وَكـَفـَى باللهِ نـَصِيراً.
                وَحَسْبُنَا اللهُ وَنِعْمَ الوكيلُ, وَلا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إِلاّ بِاللهِ العَلِيِّ العَظِيمِ.

                تعليق

                • mmogy
                  كاتب
                  • 16-05-2007
                  • 11282

                  #9
                  ردودي على مواضيع الملتقى الإسلامي

                  ثلاثة صيغ لأسماء الله الحسنى على هذا الرابط


                  This website is for sale! alquran-network.net is your first and best source for all of the information you’re looking for. From general topics to more of what you would expect to find here, alquran-network.net has it all. We hope you find what you are searching for!


                  وهذا نص ماورد

                  [ المقام الأسنى في تفسير الأسماء الحسنى ]
                  الأسماء الحسنى


                  وسنوردها هنا بثلاث عبارات:


                  [align=center] الاُولى : [/align]
                  ما ذكرها الشيخ جمال الدين أحمد بن فهد (1) رحمه الله في عدّته ، أنّ الرضا ـ عليه السلام ـ روى عن أبيه عن آبائه عن علي (2) عليه السلام : أنّ لله تسعة وتسعين اسماً من دعا بها استجيب له ومن أحصاها (3) دخل الجنّة ، وهي هذه :


                  الله ، الواحد ، الأحد ، الصمد ، الأول ، الآخر ، السميع ، البصير ، القدير ، القاهر ، العليّ ، الأعلى ، الباقي ، البديع ، الباري ، الأكرم ، الظاهر ، الباطن ، الحيّ ، الحكيم ، العليم ، الحليم ، الحفيظ ، الحقّ ، الحسيب ، الحميد ، الحفيّ ، الربّ ، الرحمن ، الرحيم ، الذاري ، الرازق ، الرقيب ، الرؤوف ، الرائي ، السلام ، المؤمن ، المهيمن ، العزيز ، الجبّار ، المتكبّر ، السيّد ، السبّوح ، الشهيد ، الصادق ، الصانع ، الطاهر ، العدل ، العفوّ ، الغفور ، الغنيّ ، الغياث ، الفاطر ، الفرد ، الفتّاح ، الفالق ، القديم ، الملك ، القدّوس ، القويّ ، القريب ، القيّوم ، القابض ، الباسط ، القاضي (4) ، المجيد ، الولي ، المنّان ، المحيط ، المبين ، المقيت ، المصوّر ، الكريم ، الكبير ، الكافي ، كاشف الضرّ ، الوتر ، النور ، والوّهاب ، الناصر ، الواسع ، الودود ، الهادي ، الوفيّ ، الوكيل ، الوارث ، البرّ ، الباعث ، التوّاب ، الجليل ، الجواد ، الخبير ، الخالق ، خير الناصرين ، الديّان ، الشكور ، العظيم ، اللطيف ، الشافي (5).
                  ____________
                  (1) أبو العباس أحمد بن فهد الحلي ، يروي عن الشيخ أبي الحسن علي بن الخازن تلميذ الشهيد وغيره ، له عدة مصنفات ، منها : عدّة الداعي ونجاح الساعي ، في آداب الدعاء ، مشهور نافع مفيد في تهذيب النفس ، مرتّب على مقدّمة في تعريف الدعاء وستّة أبواب ، توفي سنة ( 841 هـ ).
                  الكنى والألقاب 1: 368 ، أعيان الشيعة 3: 147 ، الذريعة 15 : 228 ، معجم رجال الحديث 2: 189.
                  (2) في العدة : «... عن علي بن موسى الرضا عليه السلام عن آبائه عن علي عليهم السلام ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله : إنّ لله عزّ وجلّ تسعة وتسعين اسماً من دعا الله بها استجاب له ومن أحصاها دخل الجنة... ».
                  (3) في هامش (ر) : « قال الصدوق رحمه الله : معنى إحصائها هو الإحاطة بها والوقوف على معانيها ، وليس معنى الإحصاء عدّها ، قاله الشيخ جمال الدين في عدته.
                  ووجدتُ بخط الشيخ الزاهد رحمه الله : أن هذه الأسماء حجاب من كل سوء ، وهي للطاعة والمحبة وعقد الألسن ولإبطال السحر ولجلب الرزق نافع إن شاء الله تعالى. منه رحمه الله ».
                  اُنظر : التوحيد : 195 ، عدّة الداعي : 298.
                  (4) في هامش (ر) : « قاضي الحاجات | خ ل ».
                  (5) عدّة الداعي : 298 ـ 299.
                  ________________________________________



                  [align=center] الثانية :[/align]


                  ما ذكرها الشهيد (6) رحمه الله في قواعده ، وهي :


                  الله ، الرحمن ، الرحيم ، الملك ، القدّوس ، السلام ، المؤمن ، المهيمن ، العزيز ، الجبّار ، المتكبّر ، الباري ، الخالق ، المصوّر ، الغفّار ، الوّهاب ، الرزّاق ، الخافض ، الرافع ، المعزّ ، المذلّ ، السميع ، البصير ، الحليم ، العظيم ، العليّ ، الكبير ، الحفيظ ، الجليل ، الرقيب ، المجيب ، الحكيم ، المجيد ، الباعث ، الحميد ، المبدي ، المعيد ، المحيي ، المميت ، الحيّ ، القيّوم ، الماجد ، التوّاب ، المنتقم ، الشديد العقاب ، العفّو ، الرؤوف ، الوالي ، الغني ، المغني ، الفتّاح ، القابض ، الباسط ، الحكم ، العدل ، اللطيف ، الخبير ، الغفور ، الشكور ، المقيت ، الحسيب ، الواسع ، الودود ، الشهيد ، الحقّ ، الوكيل ، القويّ ، المتين ، الوليّ ، المحصي ، الواجد ، الواحد ، الأحد ، الصمد ، القادر ، المقتدر ، المقدّم ، المؤخّر ، الأول ، الآخر ، الظاهر ، الباطن ، البرّ ، ذو الجلال والإكرام ، المُقِسط ، الجامع ، المانع ، الضارّ ، النافع ، النور ، البديع ، الوارث ، الرشيد ، الصبور ، الهادي ، الباقي (7).
                  قال رحمه الله : ورد في الكتاب العزيز من (8) الأسماء الحسنى : الربّ ، والمولى ، والنصير ، والمحيط ، والفاطر ، والعلاّم ، والكافي ، وذو الطّول ، وذو المعارج (9).
                  ____________

                  (6) أبو عبدالله محمد بن مكي العاملي الجزيني ، الشهيد الأول ، روى عن الشيخ فخر الدين محمد بن العلاّمة وغيره ، يروي عنه جماعة كثيرة منهم أولاده وبنته وزوجته ، له عدّة مصنّفات ، منها : القواعد والفوائد ، كتاب مختصر مشتمل على ضوابط كلية اُصولية وفرعية يستنبط منها الأحكام الشرعية ، استشهد مظلوماً سنة ( 786 هـ ).
                  رياض العلماء 5 : 185 ، الكنى والألقاب 2 : 342 ، تنقيح المقال 3 : 191 ، الذريعة 17 : 193.
                  (7) القواعد والفوائد 2: 166 ـ 174.
                  ________________________________________



                  [align=center]
                  الثالثة :[/align]


                  ما ذكرها فخر الدين محمد بن محاسن (10) رحمه الله في جواهره ، وهي :


                  الله ، الرحمن ، الرحيم ، الملك ، القدّوس ، السلام ، المؤمن ، المهيمن ، العزيز ، الجبّار ، المتكبّر ، الخالق ، الباري ، المصوّر ، الغفّار ، القهّار ، الوهّاب ، الرزّاق ، الفتّاح ، العليم ، القابض ، الباسط ، الخافض ، الرافع ، المعزّ ، المذلّ ، السميع ، البصير ، الحكم ، العدل ، اللطيف ، الخبير ، الحليم ، العظيم ، الغفور ، الشكور ، العليّ ، الكبير ، الحفيظ ، المقيت ، الحسيب ، الجليل ، الكريم ، الرقيب ، المجيب ، الواسع ، الحكيم ، الودود ، المجيد ، الماجد ، الباعث ، الشهيد ، الحقّ ، الوكيل ، القويّ ، المتين ، الوليّ ، الحميد ، المحصي ، المبدي ، المعيد ، المحيي ، المميت ، الحيّ ، القيوم ، الواحد ، الأحد ، الصمد ، القادر ، المقتدر ، المقدّم ، المؤخّر ، الأوّل ، الآخر ، الظاهر ، الباطن ، الوالي ، المتعالي ، البرّ ، التوّاب ، المنتقم ، العفوّ ، الرؤوف ، مالك الملك ، ذو الجلال والإكرام ، المُقسِط ، الجامع ، الغنيّ ، المُغني ، المانع ، الضارّ ، النافع ، النور ، الهادي ، البديع ، الباقي ، الوارث ، الرشيد ، الصبور. فهذه تسعة وتسعون اسماً رواها محمد بن إسحاق (11) في المأثور.
                  ____________
                  (8) في ( القواعد ) و (ر) و(م) : « في » وما أثبتناه من (ب) وهو الأنسب.
                  (9) القواعد والفوائد 2 : 174 ـ 175.
                  (10) لم أجد من تعرّض لترجمته ، حتّى أن الشيخ العلاّمة الطهراني في الذريعة 5 : 257 حينما ذكر الجواهر ، قال : للشيخ فخر الدين محمد بن محاسن ينقل عنه الكفعمي في آخر البلد الأمين ، فالظاهر أنّه لم يجد له ترجمة أيضاً ، بل إنّما عرف كتابه واسمه من نقل الكفعمي عنه ، ومحمد بن محاسن نفسه الذي يأتي بعنوان البادرائي.
                  (11) يحتمل أن يكون هو : محمد بن إسحاق بن محمد بن يوسف بن علي القونوي الرومي ، من كبار تلاميذ الشيخ محيي الدين ابن العربي ، بينه وبين نصير الدين الطوسي مكاتبات في بعض المسائل الحكمية ، له عدّة مصنّفات ، منها : شرح الأسماء الحسنى ، مات سنة ( 673 هـ ).
                  كشف الظنون 2: 1956 ، أعلام الزركلي 6 : 30.

                  ________________________________________




                  ولمّا كانت كلّ واحدة من هذه العبارات الثلاث تزيد على صاحبتيها بأسماء وتنقص عنهما بأسماء ، أحببت أن أضع عبارة رابعة مشتملة على أسماء العبارات الثلاث ، مع الإشارة إلى شرح كلّ اسم منها ، من غير إيجاز مخلّ ولا إسهاب مملّ.
                  وسمّيت ذلك بالمقام الأسنى في تفسير الأسماء الحسنى.
                  فنقول وبالله التوفيق:

                  الله :
                  اسم ، علم ، مفرد ، موضوع على ذات واجب الوجود.
                  وقال الغزّالي (12) : الله اسم للموجود الحق ، الجامع لصفات الإلهية ، المنعوت بنعوت الربوبية ، المتفرّد بالوجود الحقيقي ، فإن كلّ موجود سواه غير مستحقّ للوجود بذاته ، وإنّما استفاد الوجود منه (13).
                  وقيل : الله اسم لمن هو الخالق لهذا العالم والمدبر له.
                  وقال الشهيد في قواعده : الله اسم للذات لجريان النعوت عليه ، وقيل : هو اسم للذات مع جملة الصفات الإلهية ، فإذا قلنا : الله ، فمعناه الذات الموصوفة بالصفات الخاصة ، وهي صفات الكمال ونعوت الجلال.
                  قال رحمه الله : وهذا المفهوم هو الذي يعبد ويوحد وينزه عن الشريك والنظير والمثل والند والضد (14).
                  وقد اختلف في اشتقاق هذا الاسم المقدّس على وجوه عشرة ، ذكرناها
                  ____________
                  (12) أبو حامد محمد بن محمد بن محمد بن أحمد الغزّالي ، الملقّب بحجّة الإسلام الطوسي ، تفقّه على أبي المعالي الجويني ، له عدّة مصنّفات ، منها : إحياء علوم الدين ، والمقصد الأسنى في شرح أسماء الله الحسنى وغيرهما ، مات سنة ( 502 هـ ).
                  المنتظم 9 : 168 ، وفيات الأعيان 4 : 216 ، الكنى والألقاب 2 : 450.
                  (13) المقصد الأسنى في شرح أسماء الله الحسنى : 14.
                  (14) القواعد والفوائد 2: 166.
                  ________________________________________
                  ( 25 )

                  على حاشية الصحيفة في دعاء زين العابدين ـ عليه السلام ـ إذا أحزنه أمر (15).
                  واعلم أنّ هذا الاسم الشريف قد امتاز عن غيره من أسمائه ـ تعالى ـ الحسنى بوجوه عشرة :
                  أ : أنّه أشهر أسماء الله تعالى.
                  ب : أنّه أعلاها محلاًّ في القرآن.
                  ج : أنّه أعلاها محلاًّ في الدعاء.
                  د : أنّه جعل أمام سائر الأسماء.
                  هـ : أنّه خصّت به كلمة الإخلاص.
                  و : أنّه وقعت به الشهادة.
                  ز : أنّه علم على الذات المقدّسة ، وهو مختصّ بالمعبود الحقّ تعالى ، فلا
                  ____________
                  (15) وهي كما في حاشية المصباح : 315 نقلاً عن الفوائد الشريفة في شرح الصحيفة :
                  « الأول : أنّه مشتقّ من لاه الشيء إذا خفي ، قال شعر:
                  لاهت فما عرفت يوماً بخارجةٍ * ياليتها خرجت حتى عرفناها

                  الثاني : أنّه مشتقّ من التحيّر ، لتحيّر العقول في كنه عظمته ، قال :
                  ببيداء تيه تأله العير وسطها * مخفقـة بالآل جرد وأملق

                  الثالث : أنّه مشتقّ من الغيبوبة ، لأنّه سبحانه لا تدركه الأبصار ، قال الشاعر :
                  لاه ربّي عن الخلائق طـراً * خالق الخلق لا يُرى ويرانا

                  الرابع : أنّه مشتقّ من التعبّد ، قال الشاعر :
                  لله درّ الغانيــات المُـدَّهِ * آلهن واسترجعن من تألّهي

                  الخامس : أنّه مشتق من أله بالمكان إذا أقام به ، قال شعر :
                  ألهنا بدارٍ لا يدوم رسومها * كأن بقاها وشامٌ على اليـدِ

                  السادس : أنّه مشتقّ من لاه يلوه بمعنى ارتفع.
                  السابع : أنّه مشتقّ من وَلَهَ الفصيلُ باُمّه إذا ولع بها ، كما أنّ العباد مولهون ، أي : مولعون بالتضرّع إليه تعالى.
                  الثامن : أنّه مشتقّ من الرجوع ، يقال : ألهت إلى فلان ، أي : فزعت إليه ورجعت ، والخلق يفزعون إليه تعالى في حوائجهم ويرجعون إليه ، وقيل للمألوه [ إليه ] إله ، كما قيل للمؤتمّ به إمام.
                  التاسع : أنّه مشتقّ من السكون ، وألهت إلى فلان أي : سكنت ، والمعنى أنّ الخلق يسكنون إلى ذكره.
                  العاشر : أنّه مشتقّ من الإلهيّة. وهي القدرة على الاختراع ».
                  ________________________________________
                  ( 26 )

                  يطلق على غيره حقيقةً ولا مجازاً ، قال تعالى : ( هل تَعلَمُ لهُ سَميّاً ) (16) أي : هل تعلم أحداً يسمّى الله ؟ وقيل : سميّاً أي : مثلاً وشبيهاً.
                  ح : أنّ هذا الاسم الشريف دالّ على الذات المقدّسة الموصوفة بجميع الكمالات ، حتى لا يشذّ به شيء ، وباقي أسمائه تعالى لا تدلّ آحادها إلاّ على آحاد المعاني ، كالقادر على القدرة والعالم على العلم. أو فعل منسوب إلى الذات ، مثل قولنا : الرحمن ، فإنّه اسم للذات مع اعتبار الرحمة ، وكذا الرحيم والعليم. والخالق : اسم للذات مع اعتبار وصف وجودي خارجي. والقدّوس : اسم للذات مع وصف سلبي ، أعني التقديس الذي هو التطهير عن النقائص. والباقي : اسم اللذات مع نسبة وإضافة ، أعني البقاء ، وهو نسبة بين الوجود والأزمنة ، إذ هو استمرار الوجود في الأزمنة. والأبديّ : هو المستمرّ في جميع الأزمنة ، فالباقي أعمّ منه. والأزلي : هو الذي قارن وجوده جميع الأزمنة الماضية المحقّقة والمقدّرة. فهذه الاعتبارات تكاد تأتي على الأسماء الحسنى بحسب الضبط (17).
                  ط : أنّه اسم غير صفة ، بخلاف سائر أسمائه تعالى ، فإنها تقع صفات ، أمّا أنّه اسم غير صفة ، فلأنّك تصف ولا تصف به ، فتقول : إله واحد ، ولا تقول : شيء إله ، وأمّا وقوع ما عداه من أسمائه الحسنى صفات ، فلأنّه يقال : شيء قادر وعالم وحيّ إلى غير ذلك.
                  ي : أن جميع أسمائه الحسنى يتسمّى بهذا الاسم ولا يتسمّى هو بشيء منها ، فلا يقال : الله اسم من أسماء الصبور أو الرحيم أو الشكور ، ولكن يقال : الصبور اسم من أسماء الله تعالى.
                  إذا عرفت ذلك ، فاعلم أنّه قد قيل : إنّ هذا الاسم المقدّس هو الاسم الأعظم. قال ابن فهد في عدّته : وهذا القول قريب جداً ، لأنّ الوارد في هذا المعنى
                  ____________
                  (16) مريم 19 : 65.
                  (17) القواعد والفوائد 2: 166.
                  ________________________________________
                  ( 27 )

                  كثيراً (18).
                  ورأيت في كتاب الدرّ المنتظم في السرّ الأعظم ، للشيخ محمد بن طلحة بن محمد ابن الحسين (19) : أنّ هذا الاسم المقدّس يدلّ على الأسماء الحسنى كلّها التي هي تسعة وتسعون اسماً ، لأنك إذا قسمت الاسم المقدّس في علم الحروف على قسمين كان كلّ قسم ثلاثة وثلاثين ، فتضرب الثلاثة والثلاثين في حروف الاسم المقدّس بعد إسقاط المكرر وهي ثلاثة تكون عدد الأسماء الحسنى ، وذكر أمثلة اُخر في هذا المعنى تركناها اختصاراً (20).
                  ورأيت في كتاب مشارق الأنوار وحقائق الأسرار ، للشيخ رجب بن محمد بن رجب الحافظ (21) : أن هذا الاسم المقدس أربعة أحرف ـ الله ـ فإذا وقفت على الأشياء عرفت أنها منه وبه وإليه وعنه ، فإذ أُخذ منه الألف بقي لله ، ولله كلّ شيء ، فإن اُخذ اللام وترك الألف بقي إله ، وهو إله كلّ شيء ، وإن اُخذ
                  ____________
                  (18) عدّة الداعي : 50.
                  (19) أبو سالم محمد بن طلحة بن محمد بن الحسن القرشي الشافعي ، له عدّة مصنفات ، منها : الدرّ المنظم في السرّ الأعظم أو الدرّ المنظم في اسم الله الأعظم ، مات سنة (652 هـ).
                  شذرات الذهب 5 : 259 ، أعلام الزركلي 6 : 175.
                  علماً بأنّ في (ر) و(ب) و(م) ذكر : الدرّ المنتظم وفي مصادر الترجمة : الدر المنظم ، وكذا ذكر في (ر) و(ب) : محمد بن طلحة بن محمد بن الحسين ، وفي المصادر : ابن الحسن ، فتأمّل.
                  (20) في حاشية (ر) : « منها : أنك إذا جمعت من الاسم المقدّس طرفيه ، وقسّمت عددهما على حروفه الأربعة ، وضربت ما يخرج القسمة فيما له من العدد في علم الحروف ، يكون عدد الأسماء الحسنى. وبيانه : أن تأخذ الألف والهاء وهما بستة ، وتقسِّمها على حروف الأربعة ، يقوم لكل حرف واحد ونصف ، فتضربة به فيما للإسم المقدّس من العدد وهو ستة وستين ، تبلغ تسعة وتسعين عدد الأسماء الحسنى. منه رحمه الله ».
                  (21) رضي الدين رجب بن محمد بن رجب البرسي الحلي المعروف بالحافظ ، من متأخّري علماء الإمامية ، كان ماهراً في أكثر العلوم ، له يد طولى في علم أسرار الحروف والأعداد ونحوها ، وقد أبدع في كتبه حيث استخرج أسامي النبي والأئمة عليهم السلام من الآيات ونحو ذلك من غرائب الفوائد وأسرار الحروف ، له أشعار لم يرعين الزمان مثلها في مدح أهل البيت عليهم السلام ، من مصنافته : مشارق أنوار اليقين في كشف حقائق أسرار أمير المؤمنين ، توفي في حدود سنة (813 هـ).
                  رياض العلماء 2 : 304 ، الكُنى والألقاب 2 : 148 ، أعيان الشيعة 6 : 46.
                  ________________________________________
                  ( 28 )

                  الألف من إله بقي له ، وله كلّ شيء ، فإن اُخذ من له اللام بقي هو ، وهو هو وحده لا شريك له ، وهو لفظ يوصل إلى ينبوع العزة ، ولفظ هو مركب من حرفين ، والهاء أصل الواو ، فهو حرف واحد يدل على الواحد الحق ، والهاء أول المخارج والواو أخرها ، فهو الأول والآخر والظاهر والباطن (22).
                  ولمّا كان الاسم المقدّس الأقدس أرفع أسماء الله تعالى شأناً وأعلاها مكاناً ، وكان لكمالها جمالاً ولجمالها كمالاً ، خرجنا فيه بالإسهاب عن مناسبة الكتاب ، والله الموفّق للصواب.

                  الرحمن الرحيم :
                  قال الشهيد رحمه الله : هما اسمان للمبالغة من رحم ، كغضبان من غضب وعليم من علم ، والرحمة لغة : رقّة القلب وانعطاف يقتضي التفضل والإحسان ، ومنه : الرحم ، لانعطافها على ما فيها ، وأسماء الله تعالى إنّما تؤخذ باعتبار الغايات التي هي أفعال دون المبادىء التي هي انفعال (23) (24).
                  وقال صاحب العدّة : الرحمن الرحيم مشتقّان من الرحمة وهي النعمة ،
                  ____________
                  (22) مشارق الأنوار : 32 ـ 33 ، وفيه : «... والقرآن له ظاهر وباطن ، ومعانيه منحصرة في أربع أقسام ، وهي أربع أحرف وعنها ظهر باقي الكلام ، وهي (ألـ لـ ه) ، والألف واللام منه آلة التعريف ، فإذا وضعت على الأشياء عرفتها أنّها منه وله ، وإذا اُخذ منه الألف بقي لله ، ولله كل شيء ، وإذا اُخذ منه (لـ) بقي إله ، وهو إله كلّ شيء ، وإذا اُخذ منه الألف واللام بقي له ، وله كلّ شيء ، وإذا اُخذ الألف واللامان بقي هو ، وهو هو وحده لا شريك له. والعارفون يشهدون من الألف ويهيمنون من اللام ويصلون من الهاء. والألف من هذا الاسم إشارة إلى الهويّة التي لا شيء قبلها ولا بعدها وله الروح ، واللام وسطاً وهو إشارة إلى أنّ الخلق منه وبه وإليه وعنه ، وله العقل وهو الأول والآخر ، وذلك لأنّ الألف صورة واحدة في الخطّ وفي الهجاء... ».
                  (23) القواعد والفوائد 2 : 166 ـ 167.
                  (24) في هامش (ر) : « وقال السيد المرتضى : ليست الرحمة عبارة عن رقّة القلب والشفقة ، وإنّما هي عبارة عن الفضل والإنعام وضروب الإحسان ، فعلى هذا يكون إطلاق لفظ الرحمة عليه تعالى حقيقة وعلى الأول مجاز. منه رحمه الله تعالى ».
                  ________________________________________
                  ( 29 )

                  ومنه : ( وما أرسلناك إلاّ رحمّة للعالمينّ ) (25) أي : نعمة ، ويقال للقرآن رحمة وللغيث رحمة ، أي : نعمة ، وقد يتسمّى بالرحيم غيره تعالى ولا يتسمّى بالرحمن سواه ، لأن الرحمن هو الذي يقدر على كشف الضر والبلوى ، ويقال لرقيق القلب من الخلق : رحيم ، لكثرة وجود الرحمة منه بسبب الرقة ، وأقلها الدعاء للمرحوم والتوجع له ، وليست في حقّه تعالى كذلك ، بل معناها إيجاد النعمة للمرحوم وكشف البلوى عنه ، فالحدّ الشامل أن تقول : هي التخلص من أقسام الآفات ، وإيصال الخيرات إلى أرباب الحاجات (26).
                  وفي كتاب الرسالة الواضحة (27) : أنّ الرحمن الرحيم من أبنية المبالغة ، إلاّ أنّ فعلان أبلغ من فعيل ، ثم هذه المبالغة قد توجد تارة باعتبار الكمّية ، واُخرى باعتبار الكيفية:
                  فعلى الأول قيل : يا رحمن الدنيا ـ لأنّه يعمّ المؤمن والكافر ـ ورحيم الآخرة لأنه يخص الرحمة بالمؤمنين ، لقوله تعالى : ( وكان بالمؤمنين رحيماً ) (28).
                  وعلى الثاني قيل : يا رحمن الدنيا والآخرة ورحيم الدنيا ، لأنّ النعم الاُخروية كلّها جسام ، وأمّا النعم الدنيوية فجليلة وحقيرة.
                  وعن الصادق عليه السلام : الرحمن اسم خاصّ بصفة عامة ، والرحيم اسم عامّ بصفة خاصة (29).
                  وعن أبي عبيدة (30) : الرحمن ذو الرحمة ، والرحيم الراحم ، وكرر لضرب
                  ____________
                  (25) الأنبياء 21 : 107.
                  (26) عدّة الداعي : 303 ـ 304 ، باختلاف.
                  (27) الرسالة الواضحة في تفسير سورة الفاتحة ، للمصنف الشيخ علي بن إبراهيم الكفعمي : مخطوطة.
                  (28) الأحزاب 33 : 43.
                  (29) مجمع البيان 1 : 21.
                  (30) أبو عبيدة معمّر بن المثنى البصري النحوي اللغوي ، أول من صنّف غريب الحديث ، وكان أبو نؤاس الشاعر يتعلّم منه ويصفه ويذمّ الأصمعي ، له عدّة مصنفات ، منها : مجاز القرآن الكريم وغريب القرآن ومعاني القرآن ، مات سنة ( 209 هـ ) وقيل غير ذلك.
                  وفيات الأعيان 5 : 235 ، الكنى والألقاب 1 : 116.
                  ________________________________________
                  ( 30 )

                  من التأكيد (31).
                  وعن السيد المرتضى (32) رحمه الله : أن الرحمن مشترك فيه اللغة العربية والعبرانية والسريانية ، والرحيم مختصّ بالعربية.
                  قال الطبرسي (33) : وإنّما قدّم الرحمن على الرحيم ، لأن الرحمن بمنزلة الاسم العلم ، من حيث أنه لا يوصف به إلاّ الله تعالى ، ولهذا جمع بينهما تعالى في قوله : ( قلِ ادعوا اللهَ أو ادعوا الرحمنَ ) (34) فوجب لذلك تقديمه على الرحيم ، لأنه يطلق عليه وعلى غيره (35).

                  الملك :
                  التامّ الملك ، الجامع لأصناف المملوكات ، قاله البادرائي في جواهره.
                  ____________
                  (31) اُنظر : مجمع البيان 1 : 20.
                  (32) أبو القاسم علي بن الحسين بن موسى بن محمد بن موسى بن إبراهيم بن الإمام موسى الكاظم عليه السلام ، المشهور بالسيد المرتضى ، جمع من العلوم ما لم يجمعه أحد وحاز من الفضائل ما تفرّد به وتوحّد وأجمع على فضله المخالف والمؤالف ، كيف لا وقد أخذ من المجد طرفيه واكتسى بثوبيه وتردّى ببرديه ، روى عن جماعة عديدة من العامة والخاصة منهم الشيخ المفيد والحسين بن علي بن بابويه أخي الصدوق والتلعكبري ، روى عنه جماعة كثيرة من العامة والخاصة منهم : أبو يعلى سلار وأبو الصلاح الحلبي وأبو يعلى الكراجكي ومن العامة : الخطيب البغدادي والقاضي بن قدامة ، له عدّة مصنفات مشهورة ، منها الشافي في الإمامة لم يصنّف مثله والذخيرة ، توفي سنة ( 433 هـ ) وقيل ( 436 هـ ).
                  وفيات الأعيان 3 : 313 ، رياض العلماء 4 : 14، الكنى والألقاب 2 : 439.
                  (33) أبو علي الفضل بن الحسن بن الفضل الطبرسي المشهدي ، من أكابر مجتهدي علمائنا ، يروي عن الشيخ أبي علي بن الشيخ الطوسي وغيره ، يروي عنه ولده الحسن وابن شهرآشوب والشيخ منتجب الدين وغيرهم ، له عدة مصنفات ، منها : مجمع البيان لعلوم القرآن ، وهو تفسير لم يعمل مثله عيّن كل سورة أنّها مكّية أو مدنية ثم يذكر مواضع الاختلاف في القراءة ثم يذكر اللغة والعربية ثم يذكر الإعراب ثم الأسباب والنزول ثم المعنى والتأويل والأحكام والقصص ثم يذكر انتظام الآيات ، توفي سنة ( 548 هـ ) في سبزوار وحمل نعشه إلى المشهد الرضوي ودفن في مغتسل الرضا عليه السلام وقبره مزار.
                  رياض العلماء 4 : 340 ، الكنى والألقاب 2 : 403 ، الذريعة 20 : 24.
                  (34) الإسراء 17 : 110.
                  (35) مجمع البيان 1 : 21 ، باختلاف.
                  ________________________________________
                  ( 31 )

                  وقال الشهيد : الملك المتصرف بالأمر والنهي في المأمورين ، أو الذي يستغني في ذاته وصفاته عن كل موجود ، ويحتاج إليه كلّ موجود في ذاته وصفاته (36).
                  والملكوت : ملك الله ، زيدت فيه التاء كما زيدت في رهبوت ورحموت ، من الرهبة والرحمة.

                  القدوس :
                  فعول من القدس وهو الطهارة ، فالقدّوس : الطاهر من العيوب المنزّه عن الأضداد والأنداد ، والتقديس : التطهير ، وقوله تعالى حكاية عن الملائكة : « ونحنُ نسبّحُ بحمدكَ ونقدّسُ لكَ » (37) أي : ننسبك إلى الطهارة.
                  وسمّي بيت المقدس بذلك ، لأنه المكان الذي يتطهر فيه من الذنوب. وقيل للجنة : حظيرة القدس ، لأنها موضع الطهارة من الأدناس والآفات التي تكون في الدنيا.
                  السلام :
                  معناه ذو السلامة ، أي : سلم في ذاته عن كل عيب ، وفي صفاته عن كل نقص وآفة تلحق المخلوقين ، والسلام مصدر وصف به تعالى للمبالغة. وقيل : معناه المسلم ، لأن السلامة تنال من قبله.
                  وقوله : « لهم دارُ السلام » (38) يجوز أن تكون مضافة إليه تعالى ، ويجوز أن يكون تعالى قد سمّى الجنة سلاماً ، لأن الصائر إليها يسلم من كلّ آفة.
                  * * *
                  ____________
                  (36) القواعد والفوائد 2 : 167.
                  (37) البقرة 2 : 30.
                  (38) الأنعام 6 : 127.
                  ________________________________________
                  ( 32 )

                  المؤمن :
                  المصدّق ، لأن الإيمان في اللغة التصديق ، ويحتمل ذلك وجهان:
                  أ : أنّه يصدق عبادّه وعده ، ويفي لهم بما ضمنه لهم.
                  ب : أنّه يصدق ظنون عباده المؤمنين ولا يخيّب آمالهم ، قاله البادرائي.
                  وعن الصادق عليه السلام : سمّي تعالى مؤمناً ، لأنه يؤمن عذابه من أطاعه (39).
                  وفي الصحاح (40) : الله تعالى مؤمن ، وهو : الذي آمن عباده ظلمه (41).

                  المهيمن :
                  قال العزيزي (42) في غريبه والشهيد في قواعده : هو القائم على خلقه بأعمالهم وآجالهم وأرزاقهم (43).
                  وقال صاحب العدّة : المهيمن : الشاهد ، ومنه قوله تعالى : ( ومهيمناً عليه ) (44) أي : شاهداً ، فهو تعالى الشاهد على خلقه بما يكون منهم من قول أو فعل ، وقيل : هو الرقيب على الشيء والحافظ له ، وقيل : هو الأمين (45).
                  ____________
                  (39) التوحيد : 205.
                  (40) كتاب الصحاح لأبي نصر إسماعيل بن حمّاد الجوهري الفارابي ، ابن اُخت أبي إسحاق الفارابي صاحب ديوان الأدب ، له عدّة مصنّفات ، منها : هذا الكتاب ـ الصحاح ـ وهو أحسن من الجمهرة وأوقع من التهذيب وأقرب متناولاً من مجمل اللغة ، مات سنة (393 هـ).
                  يتيمة الدهر 4 : 468 ، معجم الاُدباء 5 : 151، النجوم الزاهرة 4 : 207.
                  (41) الصحاح 5 : 2071 ، أمن.
                  (42) أبو بكر محمد بن عزيز السجستاني العزيزي. اشتهر بكتابه غريب القرآن ، وهو على حروف المعجم صنّفه في (15) سنة ، مات سنة (330 هـ).
                  أعلام الزركلي 6 : 268.
                  (43) غريب القرآن ـ نزهة القلوب ـ : 209 ، القواعد والفوائد 2 : 167.
                  (44) المائدة 5 : 48.
                  (45) عدّة الداعي : 304 ـ 305 ، باختلاف.
                  ________________________________________
                  ( 33 )

                  وإلى القول الأوسط ذهب الجوهري ، فقال : المهيمن الشاهد ، وهو من آمن غيره من الخوف (46).
                  قلت : إنّما كان المهيمن من آمن ، لأن أصل مهيمن مؤيمن ، فقلبت الهمزة هاء لقرب مخرجهما ، كما في هرقت الماء وأرقته ، وإيهاب وهيهات ، وإبرية وهبرية للخزاز الذي في الرأس ، وقرأ أبو السرائر الغنوي (47) : هياك نعبد وهياك نستعين (48).
                  قال الشاعر :
                  وهياك والأمر الذي إن توسعت * موارده ضاقت عليك مصادره

                  العزيز :
                  الغالب القاهر ، أو ما يمتنع الوصول إليه ، قاله الشهيد في قواعده (49).
                  وقال الشيخ علي بن يوسف بن عبد الجليل (50) في كتابه منتهى السّؤول في شرح الفصول : العزيز هو الحظير الذي يقلّ وجود مثله ، وتشتدّ الحاجة إليه ، ويصعب الوصول إليه ، فليس العزيز المطلق إلاّ هو تعالى.
                  وقال صاحب العدّة : العزيز المنيع الذي لا يُغلب ، ويقال : من عزّ بزّ ،
                  ____________
                  (46) الصحاح 6 : 2217 ، همن.
                  (47) كذا ، ولم أجد هذا الاسم في كتب التراجم.
                  (48) قال الزمخشري في الكشّاف 1 : 62 : « وقرىء إياك بتخفيف الياء واياك بفتح الهمزة والتشديد وهياك بقلب الهمزة هاء ».
                  قال طفيل الغنوي :
                  فهياك والأمر الذي ان تراحبت... موارده ضاقت عليك مصادره.
                  (49) القواعد والفوائد 2 : 167.
                  (50) ظهير الدين علي بن يوسف بن عبد الجليل النيلي ، عالم فاضل كامل ، من أجلة متكلمي الإمامية وفقهائهم ، يروي عن الشيخ فخر الدين ولد العلاّمة ، يروى عنه ابن فهد الحلي ، له عدة مصنفات ، منها : منتهى السّؤول في شرح الفصول ، وهو شرح على فصول خواجه نصير الدين الطوسي في اُصول الدين ، وهو شرحُ بالقول يعني قوله قوله.
                  رياض العلماء 4 : 293 ، الذريعة 23 : 10.
                  ________________________________________
                  ( 34 )

                  أي : من غلب سلب ، ومنه قوله تعالى : ( وعزّني في الخطابِ ) (51) أي : غلبني في محاورة الكلام ، وقد يقال العزيز للملك ، ومنه قوله تعالى : ( يا أيها العزيزُ ) (52) أي : يا أيها الملك (53).
                  والعزيز أيضاً : الذي لا يعادله شيء ، والذي لا مثل له ولا نظير.

                  الجبار :
                  القهار ، أو المتكبر ، أو المتسلّط ، أو الذي جبر مفاقر الخلق وكفاهم أسباب المعاش والرزق ، أو الذي تنفذ مشيته على سبيل الإجبار في كل أحد ولا تنفذ فيه مشية أحد. ويقال : الجبّار العالي فوق خلقه ، ويقال للنخل الذي طال وفات اليد : جبّار.

                  المتكبّر :
                  ذو الكبرياء ، وهو : الملك ، أو ما يرى الملك حقيراً بالنسبة إلى عظمته ، قاله الشهيد (54).
                  وقال صاحب العدّة : المتكبّر المتعالي عن صفات الخلق ، ويقال : المتكبّر على عتاة خلقه ، وهو مأخوذ من الكبرياء ، وهم اسم التكبّر والتعظّم (55).

                  الخالق :
                  هو المبدىء للخلق والمخترع لهم على غير مثال سبق ، قاله البادرائي في جواهره.
                  ____________
                  (51) ص 38 : 23.
                  (52) يوسف 12 : 78 ، 88.
                  (53) عدّة الداعي : 305.
                  (54) القواعد والفوائد 2 : 167.
                  (55) عدّة الداعي : 305 ، باختلاف.
                  ________________________________________
                  ( 35 )

                  وقال الشهيد : الخالق ، المقدّر (56).
                  قلت : وهو حسن ، إذ قد يراد بالخلق التقدير ، ومنه قوله تعالى : ( إنّي أخلقُ لكم منَ الطينِ كهيئةِ الطيرِ ) (57) أي : اُقدّر.

                  البارىء :
                  الخالق ، والبرية : الخلق ، وبارىء البرايا أي : خالق الخلائق.

                  المصوّر :
                  الذي أنشأ خلقه على صور مختلفه ليتعارفوا بها ، قال تعالى : ( وصوّركم فأحسنَ صوَركُم ) (58).
                  وقال الغزّالي في تفسير أسماء الله تعالى الحسنى : قد يظنّ أنّ الخالق والبارىء والمصور ألفاظ مترادفة ، وأن الكلّ يرجع إلى الخلق والاختراع ، وليست كذلك ، بل كل ما يخرج من العدم إلى الوجود مفتقر إلى تقديره أولاً ، وإلى إيجاده على وفق التقدير ثانياً ، وإلى التصوير بعد الإيجاد ثالثاً ، والله تعالى خالق من حيث أنّه مقدر ، وبارىء من حيث أنه مخترع موجد ، ومصوّر من حيث أنه مرتب صور المخترعات أحسن ترتيب. وهذا كالبناء مثلاً ، فإنه يحتاج إلى مقدّر يقدّر ما لابدّ منه : من الخشب ، واللبن ، ومساحة الأرض ، وعدد الأبنية وطولها وعرضها ، وهذا يتولاّه المهندس فيرسمه ويصوّره ، ثم يحتاج إلى بنّاء يتولّى الأعمال التي عندها تحدث اُصول الأبنية ، ثم يحتاج إلى مزيّن ينقش ظاهره ويزيّن صورته ، فيتولاه غير البناء. هذه هي العادة في التقدير في البناء والتصوير ، وليس كذلك في أفعاله تعالى ، بل هو المقدّر والموجد والصانع ، فهو الخالق والبارىء والمصور (59).
                  ____________
                  (56) القواعد والفوائد 2 : 167.
                  (57) آل عمران 3 : 49.
                  (58) غافر 40 : 64 ، التغابن 64 : 3.
                  (59) المقصد الأسنى في شرح أسماء الله الحسنى : 18.
                  ________________________________________
                  ( 36 )

                  الغفّار :
                  هو الذي أظهر الجميل وستر القبيح ، قاله الشهيد (60).
                  وقال البادرائي : هو الذي يغفر ذنوب عباده ، وكلّما تكررت التوبة من المذنب تكررت منه تعالى المغفرة ، لقوله : ( وإني لغفّارٌ لِمن تابَ ) (61) الآية. والغفر في اللغة : الستر والتغطية ، فالغفّار : الستّار لذنوب عباده.

                  القهّار القاهر :
                  بمعنى ، وهو : الذي قهر الجبابرة وقهر العباد بالموت ، غير أنّ قهّار وغفّار وجبّار ووهّاب ورزّاق وفتاح ونحو ذلك من أبنية المبالغة ، لأنّ العرب قد بنت مثال من كرر الفعل على فعّال ، ولهذا يقولون لكثير السؤال : سأّال وسأّالة.
                  قال :
                  سَأّالةٌ للفتى ما ليس في يده * ذهّابة بعقول القوم والمالي

                  وكذا ما بني على فعلان وفعيل كرحمن ورحيم ، إلاّ أن فعلان أبلغ من فعيل. وبنت مثال من بالغ في الأمر وكان قوياً عليه على فعول ، كصبور وشكور. وبنت مثال من فعل الشيء مرّة على فاعل ، نحو سائل وقاتل. وبنت مثال من اعتاد الفعل على مِفعال ، مثل امرأة مذكار إذا كان من عادتها أن تلد الذكور ، ومئناث إذا كان من عادتها أن تلد الإناث ، ومعقاب إذا كان من عادتها أن تلد نوبة ذكراً ونوبة اُنثى ، ورجل منعال ومفضال إذا كان ذلك من عادته.
                  الوهّاب :
                  هو من أبنية المبالغة كما مرّ آنفاً ، وهو الذي يجود بالعطايا التي لا تفنى ، وكّل من وهب شيئاً من أعراض الدنيا فهو واهب ولا يسمّى وهّاباً ، بل الوهّاب
                  ____________
                  (60) القواعد والفوائد 2 : 168.
                  (61) طه 20 : 82.
                  ________________________________________
                  ( 37 )

                  من تصرّفت مواهبه في أنواع العطايا ودامت ، والمخلوقون إنّما يملكون أن يهبوا مالاً أو نوالاً في حال دون حال ، ولا يملكون أن يهبوا شفاء لسقيم ولا ولداً لعقيم ، قاله البادرائي.
                  وقال صاحب العدّة : الوّهاب الكثير الهبة ، والمفضال في العطية (62).
                  وقال الشهيد : الوهّاب المعطي كل ما يحتاج إليه لكلّ من يحتاج إليه (63).

                  الرزّاق الرازق :
                  بمعنى ، وهو : خالق الأرزقة والمرتزقة والمتكفّل بإيصالها لكلّ نفس ، من مؤمن وكافر ، غير أنّ في الرزّاق المبالغة.

                  الفتاح :
                  الحاكم بين عباده ، وفتح الحاكم بين الخصمين : إذا قضى بينهما ، ومنه : ( ربّنا افتح بيننا وبينَ قومنا بالحقِ ) (64) أي : احكم.
                  وهو أيضاً الذي يفتح أبواب الرزق والرحمة لعباده ، وهو الذي بعنايته ينفتح كل مغلق.

                  العليم :
                  العالم بالسرائر والخفيات وتفاصيل المعلومات قبل حدوثها وبعد وجودها (65).
                  ____________
                  (62) عدّة الداعي : 311.
                  (63) القواعد والفوائد 2 : 68.
                  (64) الأعراف 7 : 89.
                  (65) في هامش (ر) : « والعليم مبالغة في العالم ، لأنّ قولنا : عالم ، يفيد أنّ له معلوماً ، كما أنّ قولنا : سامع ، يفيد أنّ له مسموعاً ، وإذا وصفناه بأنّه عليم أفاد أنّه متى صحّ معلوم فهو عالم به ، كما أنّ سميعاً يفيد
                  =
                  ________________________________________
                  ( 38 )

                  القابض الباسط :
                  هوالذي يوسع الرزق ويقدره بحسب الحكمة.
                  ويحسن القران بين هذين الاسمين ونظائرهما ـ كالخافض والرافع ، والمعزّ والمذلّ ، والضارّ والنافع ، والمبدىء والمعيد ، والمحيي والمميت ، والمقدّم والمؤخّر ، والأول ، والآخر ، والظاهر والباطن ـ لأنّه أنبأ عن القدرة ، وأدلّ على الحكمة ، قال الله تعالى : ( واللهُ يقبضُ ويبسطُ ) (66) فإذا ذكرت القابض مفرداً عن الباسط كنت كأنك قد قصرت الصفة على المنع والحرمان ، وإذا وصلت أحدهما بالآخر فقد جمعت بين الصفتين. فالأولى لمن وقف بحسن الأدب بين يدي الله تعالى أن لا يفرد كلّ اسم عن مقابله ، لما فيه من الإعراب عن وجه الحكمة.

                  الخافض الرافع :
                  هو الذي يخفض الكفار بالإشقاء ويرفع المؤمنين بالاسعاد. وقوله : ( خافضةُ رافعةٌ ) (67) أي : تخفض أقواماً إلى النار وترفع أقواماً إلى الجنة ، يعني : القيامة.

                  المعزّ المذلّ :
                  الذي يؤتي الملك من يشاء وينزعه ممّن يشاء ، أو الذي أعزّ بالطاعة أولياءه ، فأظهرهم على أعدائه في الدنيا وأحلّهم دار الكرامة في العقبى ، وأذل أهل
                  ____________
                  =
                  أنّه متى وجد مسموع فلابدّ أن يكون سامعاً له ، والعلوم كلّها من جهته تعالى ، لأنّها لا تخلو من أن تكون ضرورية فهو الذي فعلها ، أو استدلالية فهو الذي أقام الأدلة عليها ، فلا علم لأحد إلاّ الله تعالى. منه رحمه الله ».
                  (66) البقرة 2 : 245.
                  (67) الواقعة 56 : 3.
                  ________________________________________
                  ( 39 )

                  الكفر في الدنيا ، بأن ضربهم بالرق والجزية والصغار ، وفي الآخرة بالخلود في النار (68).

                  السميع :
                  بمعنى السامع ، يسمع السّر والنجوى ، سواء عنده الجهر والخفوت والنطق والسكوت. وقد يكون السميع بمعنى القبول والإجابة ، ومنه قول المصلّي : سمع الله لمن حمده ، معناه : قبل الله حمد من حمده واستجاب له. وقيل : السميع العليم بالمسوعات ، وهي : الأصوات والحروف.

                  البصير :
                  العالم بالخفيّات ، وقيل : العالم بالمبصرات.
                  وفي عبارة الشهيد ، السميع : الذي لا يعزب عن إداركه مسموع خفيّ أو ظاهر ، والبصير : الذي لا يعزب عنه ما تحت الثرى ، ومرجعهما إلى العلم ، لتعاليه سبحانه عن الحاسّة والمعاني القديمة (69).

                  الحَكَم :
                  هو الحاكم الذي سلّم له الحكم ، وسمّي الحاكم حاكماً لمنعه الناس من التظالم (70).
                  ____________
                  (68) في هامش (ر) : « وقيل يعزّ المؤمن بتعظيمه والثناء عليه ، ويذلّ الكافر بالجزية والسبي ، وهو سبحانه وإن أفقر أولياءه وابتلاهم في الدنيا ، فإنّ ذلك ليس على سبيل الإذلال ، بل ليكرمهم بذلك في الآخرة ، ويحلّهم غاية الإغزاز والإجلال ، ذكر ذلك الكفعمي في كتابه جُنّة الأمان الواقية. منه رحمه الله ».
                  انظر : جُنّة الأمان الواقية ـ المصباح ـ : 322.
                  (69) القواعد والفوائد 2 : 168.
                  (70) في هامش (ر) : « قلت : ومن ذلك اُخذ معنى الحكمة ، لأنّها تمنع من الجهل. وحكمة الدابة ما أحاط بالحنك ، سمّيت بذلك لمنعها من الجماح ، وحكمت السفيه وأحكمته إذا أخذت على يده
                  =
                  ________________________________________
                  ( 40 )

                  العدل :
                  أي : ذو العدل ، وهو مصدر اُقيم مقام الأصل ، وحفّ به تعالى للمبالغة لكثرة عدله. والعدل : هو الذي يجوز في الحكم ، ورجل عدل وقوم عدل وامرأة عدل ، يستوي فيه الواحد والجمع والمذكر والمؤنث.

                  اللطيف :
                  العالم بغوامض الأشياء ، ثم يوصلها إلى المستصلح برفق دون العنف ، أو البرّ بعباده الذي يوصل إليهم ما ينتفعون به في الدارين ويهيّىء لهم أسباب مصالحهم من حيث لا يحتسبون ، قاله الشهيد في قواعده (71).
                  وقيل : اللطيف فاعل اللطف ، وهو ما يقرب معه العبد من الطاعة ويبعد من المعصية ، واللطف من الله التوفيق.
                  وفي كتاب التوحيد (72) عن الصادق عليه السلام : أنّ معنى اللطيف هو :
                  ____________
                  ومنعته مما أراد ، وحكمته أيضاً إذا فوّضت إليه الحكم ، وفي حديث النخعي : حكّم اليتيم كما تحكّم ولدك ، أي : امنعه من الفساد ، وقيل : أي حكّمه في ماله إذا صلح لذلك ، وفي الحديث : إنّ في الشعر لحكمة ، أي : من الشعر كلاماً نافعاً يمنع عن الجهل والسفه وينهى عنهما ، والحكم : الحكمة ، ومنه : ( وآتيناه الحكم صبيّاً [ 19: 12 ]) أي : الحكمة ، وقوله تعالى : ( فوهب لي ربيّ حكماً [ 26 : 21 ]) أي : حكمة ، والصمت : حكم... وقوله تعالى عن داود عليه السلام : ( وآتيناه الحكمة [ 38 : 20 ]) قيل : هي الزبور ، وقيل : هي كلّ كلام وافق الحق ، والمحاكمة : المخاصمة إلى الحاكم ، من مغرب المطرزي ، وغريبي الهروي وصحاح الجوهري. منه رحمه الله ».
                  اُنظر : المغرب 1 : 133 حكم ، الصحاح 5 : 1901 حكم.
                  (71) القواعد والفوائد 2 : 170.
                  (72) كتاب التوحيد لأبي جعفر محمد بن علي بن الحسين بن موسى بن بابويه القمي ، شيخ الحفظة ووجه الطائفة المستحفظة ، ولد بدعاء مولانا صاحب الأمر روحي له الفداء ، وصفه الإمام عجل الله تعالى فرجه الشريف في التوقيع الخارج من الناحية المقدّسة بأنّه : فقيه خيِّر مبارك ينفع الله به ، فعّمت بركته ببركة الإمام وانتفع به الخاصّ والعامّ ، له عدّة مصنفات ، منها : هذا الكتاب ـ التوحيد ـ توفي سنة (381 هـ) بالري ، وقبره قرب قبر عبد العظيم الحسني معروف.
                  ________________________________________
                  ( 41 )

                  العالم بالشيء اللطيف ، كالبعوضة وخلقه إياها (73). وأنّه لا يدرك ولا يحدّ ، وفلان لطيف في أمره إذا كان متعمقاً متلطفاً لا يدرك أمره ، وليس معناه أنه تعالى صغر ودقّ.
                  وقال الهروي (74) في الغريبين (75) : اللطيف من أسمائه تعالى وهو الرفيق بعباده يقال : لطف له يلطف إذا رفق به ، ولطف الله بك أي : أوصل إليك مرادك برفق ، واللطيف منه ، فأما لطف يلطف فمعناه صغر ودقّ.

                  الخبير :
                  هو العالم بكنه الشيء المطلع على حقيقته ، والخبر : العلم ، ولي بكذا خبر أي : علم ، واختبرت كذا ، بلوته.

                  الحليم :
                  ذو الحلم والصفح والأناة ، وهو : الذي يشاهد معصية العصاة ويرى مخالفة الأمر ثم لا يسارع إلى الانتقام مع غاية قدرته ، ولا يستحق الصافح مع العجز اسم الحلم ، إنما الحليم هو الصفوح مع القدرة.
                  *********************
                  ____________
                  رياض العلماء 5 : 119 ، الكنى والألقاب 1 : 212 ، تنقيح المقال 3 : 154.
                  (73) التوحيد : 194 حديث 7 باختلاف.
                  (74) أبو عبيد القاسم بن سلام الهروي ، أخذ عن أبي زيد الأنصاري وأبي عبيدة معمر بن المثنى وأبي محمد اليزيدي وغيرهم ، له عدّة مصنّفات ، منها : غريب القرآن ـ منتزع من عدّة كتب ، جاء فيه بالآثار وأسانيدها وتفاسير الصحابة والتابعين والفقهاء ـ وغريب الحديث ، وهو منتزع أيضاً من عدة كتب مع ذكر الأسانيد ، وصنف المسند على حدته ، وأحاديث كل رجل من الصحابة والتابعين على حدته ، مات سنة (223 هـ) وقيل غير ذلك.
                  تاريخ بغداد 12 : 403 ، معجم الاُدباء 16 : 254 ، وفيات الأعيان 4 : 60.
                  (75) المراد من المغريبين : غريب القرآن مخطوط ، وغريب الحديث مطبوع ولم أجده فيه.
                  إنْ أبْطـَأتْ غـَارَةُ الأرْحَامِ وابْـتـَعـَدَتْ، فـَأقـْرَبُ الشيءِ مِنـَّا غـَارَةُ اللهِ
                  يا غـَارَةَ اللهِ جـِدّي السـَّيـْرَ مُسْرِعَة في حَلِّ عُـقـْدَتـِنـَا يَا غـَارَةَ اللهِ
                  عَدَتِ العَادونَ وَجَارُوا، وَرَجَوْنـَا اللهَ مُجـيراً
                  وَكـَفـَى باللهِ وَلـِيـَّا، وَكـَفـَى باللهِ نـَصِيراً.
                  وَحَسْبُنَا اللهُ وَنِعْمَ الوكيلُ, وَلا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إِلاّ بِاللهِ العَلِيِّ العَظِيمِ.

                  تعليق

                  • mmogy
                    كاتب
                    • 16-05-2007
                    • 11282

                    #10
                    ردودي على مواضيع الملتقى الإسلامي


                    الفصل الثالث من كتاب المقصد الأسني فى شرح أسماء الله الحسنى

                    في أن الأسامي والصفات المطلقة على الله عز وجل هل تقف على التوقيف أم تجوز بطريق العقل


                    والذي مال إليه القاضي أبو بكر أن ذلك جائز إلا ما منع منه الشرع أو أشعر بما يستحيل معناه على الله سبحانه وتعالى فأما ما لا مانع فيه فإنه جائز

                    والذي ذهب إليه الأشعري أن ذلك موقوف على التوقيف فلا يجوز أن يطلق في حق الله تعالى ما هو موصوف بمعناه إلا إذا أذن فيه

                    والمختار عندنا أن نفصل ونقول كل ما يرجع إلى الاسم فذلك موقوف على الإذن وما يرجع إلى الوصف فذلك لا يقف على الإذن بل الصادق منه مباح دون الكاذب ولا يفهم هذا إلا بعد فهم الفرق بين الاسم والوصف

                    فنقول الاسم هو اللفظ الموضوع للدلالة على المسمى فزيد مثلا اسمه زيد وهو في نفسه أبيض وطويل فلو قال له قائل يا طويل يا أبيض فقد دعاه بما هو موصوف به وصدق ولكنه عدل عن اسمه إذ اسمه زيد دون الطويل والأبيض وكونه طويلا أبيض لا يدل على أن الطويل اسمه بل تسميتنا الولد قاسما وجامعا لا يدل على أنه موصوف بمعاني هذه الأسماء بل دلالة هذه الأسماء وإن كانت معنوية عليه كدلالة قولنا زيد وعيسى وما لا معنى له بل إذا سميناه عبد الملك فلسنا نعني به أنه عبد الملك ولذلك نقول عبد الملك اسم مفرد كعيسى وزيد وإذا ذكر في معرض الوصف كان مركبا وكذلك عبد الله لذلك يجمع فيقال عبادلة ولا يقال عباد الله


                    وإذا فهمت معنى الاسم .. فاسم كل أحد ما سمى به نفسه أو سماه به وليه من أبيه أو سيده والتسمية أعني وضع الاسم تصرف في المسمى ويستدعي ذلك ولاية والولاية للإنسان على نفسه أو على عبده أو على ولده فلذلك تكون التسميات إلى هؤلاء ولذلك لو وضع غير هؤلاء اسما على مسمى ربما أنكره المسمى وغضب على المسمي وإذا لم يكن لنا أن نسمي إنسانا أي لا نضع له اسما فكيف نضع لله تعالى اسما وكذلك أسماء رسول الله معدودة وقد عدها وقال إن لي أسماء أحمد ومحمد والمقفي والماحي والعاقب ونبي التوبة ونبي الرحمة ونبي الملحمة وليس لنا أن نزيد على ذلك في معرض التسمية بل في معرض الإخبار عن وصفه فيجوز أن نقول إنه عالم ومرشد ورشيد وهاد وما يجري مجراه كما نقول لزيد إنه أبيض طويل لا في معرض التسمية بل في معرض الإخبار عن وصفه فيجوز أن نقول إنه عالم ومرشد ورشيد وهاد وما يجري مجراه كما نقول لزيد إنه أبيض وطويل لا في معرض التسمية بل في معرض الإخبار عن صفته وعلى الجملة فهذه مسألة فقهية إذ هو نظر في إباحة لفظ وتحريمه


                    فنقول أما الدليل على المنع من وضع اسم لله سبحانه وتعالى هو المنع من وضع اسم لرسول الله لم يسم به نفسه ولا سماه به ربه تعالى ولا أبواه وإذا منع في حق الرسول بل في حق آحاد الخلق فهو في حق الله أولى وهذا نوع قياس فقهي تبنى على مثله الأحكام الشرعية


                    وأما دليل إباحة الوصف فهو أنه خبر عن أمر والخبر ينقسم إلى صدق وكذب والشرع قد دل على تحريم الكذب في الأصل فالكذب حرام إلا بعارض ودل على إباحة الصدق فالصدق حلال إلا بعارض وكما أنه يجوز لنا أن نقول في زيد إنه موجود فكذلك في حق الله تعالى ورد به الشرع أو لم يرد ونقول إنه قديم وإن قدرنا أن الشرع لم يرد به وكما أنا لا نقول لزيد إنه طويل أشقر لأن ذلك ربما يبلغ زيدا فيكرهه لأن فيه إيهام نقص فكذلك لا نقول في حق الله سبحانه وتعالى ما يوهم نقصا البتة فأما ما لا يوهم نقصا أو يدل على مدح فذلك مطلق ومباح بالدليل الذي أباح الصدق مع السلامة عن العوارض المحرمة


                    ولذلك قد يمنع من إطلاق لفظ فإذا قرن به قرينة جوزناه فلا يجوز أن يقال لله سبحانه وتعالى يا زارع يا حارث ويجوز أن يقال من وطئ فأمنى فليس هو الحارث وإنما الله تعالى وتقدس هو الحارث ومن بث البذر فليس هو الزارع إنما الله هو الزارع ومن رمى فليس هو الرامي وإنما الله هو الرامي كما قال تعالى وما رميت إذ رميت ولكن الله رمى 8 سورة الأنفال الآية 17 ولا نقول لله سبحانه وتعالى يا مذل ونقول يا معز يا مذل فإنه إذا جمع بينهما كان وصف المدح إذ يدل على أن طرفي الأمور بيديه
                    وكذلك في الدعاء ندعو الله سبحانه وتعالى بأسمائه الحسنى كما أمرنا به وإذا جاوزنا الأسامي دعوناه بصفات المدح والجلال فلا نقول يا موجود يا محرك يا مسكن بل نقول يا مقيل العثرات يا منزل البركات يا ميسر كل عسير وما يجري مجراه كما أنا إذا نادينا إنسانا فإما أن نناديه باسمه أو بصفة من صفات المدح كما نقول يا شريف يا فقيه ولا نقول يا طويل يا أبيض إلا إذا قصدنا الاستحقار وأما إذا استخبرنا عن صفاته أخبرنا بأنه أبيض اللون أسود الشعر ولا يذكر ما يكرهه إذا بلغه وإن كان صدقا لعارض الكراهة وإنما يكره ما يقدر فيه نقصا


                    فكذلك إذا استخبرنا عن محرك الأشياء ومسكنها ومسودها ومبيضها قلنا هو الله سبحانه وتعالى ولا نتوقف في نسبة الأفعال والأوصاف إليه إلى إذن وارد فيه على الخصوص بل الإذن قد ورد شرعا في الصدق إلا ما يستثنى عنه بعارض والله تعالى هو الموجود والموجد والمظهر والمخفي والمسعد والمشقي والمبقي والمفني وكل ذلك يجوز إطلاقه وإن لم يرد فيه توقيف


                    فإن قيل فلم لا يجوز أن يقال له العارف والعاقل والفطن والذكي وما يجري مجراه
                    قلنا إنما المانع من هذا وأمثاله ما فيه من إيهامات وما فيه إيهام لا يجوز إلا بالإذن كالصبور والحليم والرحيم فإن فيه إيهاما ولكن الإذن قد ورد به وأما هذا فلم يرد به الإذن والإيهام فيه أن العاقل هو الذي له معرفة تعقله أي تمنعه إذ يقال عقله عقله والفطنة والذكاء يشعران بسرعة الإدراك لما غاب عن المدرك والمعرفة قد تشعر بسبق نكرة فلا يمنع عن إطلاق شيء منه إلا شيء مما ذكرناه فإن حقق لفظ لا يوهم أصلا بين المتفاهمين ولم يرد الشرع بالمنع منه فإنا نجوز إطلاقه قطعا والله أعلم بالصواب وإليه المرجع والمآب
                    إنْ أبْطـَأتْ غـَارَةُ الأرْحَامِ وابْـتـَعـَدَتْ، فـَأقـْرَبُ الشيءِ مِنـَّا غـَارَةُ اللهِ
                    يا غـَارَةَ اللهِ جـِدّي السـَّيـْرَ مُسْرِعَة في حَلِّ عُـقـْدَتـِنـَا يَا غـَارَةَ اللهِ
                    عَدَتِ العَادونَ وَجَارُوا، وَرَجَوْنـَا اللهَ مُجـيراً
                    وَكـَفـَى باللهِ وَلـِيـَّا، وَكـَفـَى باللهِ نـَصِيراً.
                    وَحَسْبُنَا اللهُ وَنِعْمَ الوكيلُ, وَلا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إِلاّ بِاللهِ العَلِيِّ العَظِيمِ.

                    تعليق

                    • mmogy
                      كاتب
                      • 16-05-2007
                      • 11282

                      #11
                      المشاركة الأصلية بواسطة رشيدة فقري
                      اخي الكريم محمد شعبان الموجي
                      يسعدني ان اكون اول من حضر درسك القيم هذا واستنار به
                      فشكرا لك اخي الطيب
                      وكل عام وانت بالف خير
                      تحيتي وودي
                      اختك رشيدة فقري
                      الأخت الأديبة .. رشيدة

                      بل أنالذي سعدت بمرورك على على منقولي هذا عسى الله عزوجل أن ينفع به المسلمين أجمعين .

                      تحياتي
                      إنْ أبْطـَأتْ غـَارَةُ الأرْحَامِ وابْـتـَعـَدَتْ، فـَأقـْرَبُ الشيءِ مِنـَّا غـَارَةُ اللهِ
                      يا غـَارَةَ اللهِ جـِدّي السـَّيـْرَ مُسْرِعَة في حَلِّ عُـقـْدَتـِنـَا يَا غـَارَةَ اللهِ
                      عَدَتِ العَادونَ وَجَارُوا، وَرَجَوْنـَا اللهَ مُجـيراً
                      وَكـَفـَى باللهِ وَلـِيـَّا، وَكـَفـَى باللهِ نـَصِيراً.
                      وَحَسْبُنَا اللهُ وَنِعْمَ الوكيلُ, وَلا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إِلاّ بِاللهِ العَلِيِّ العَظِيمِ.

                      تعليق

                      • mmogy
                        كاتب
                        • 16-05-2007
                        • 11282

                        #12
                        [ALIGN=CENTER][TABLE1="width:70%;"][CELL="filter:;"][ALIGN=justify]

                        الفائدة الثانية

                        التحصن من الشيطان وكسر التوقان ودفع غوائل الشهوة وغض البصر وحفظ الفرج


                        وإليه الإشارة بقوله عليه السلام (من نكح فقد حصن نصف دينه فليتق الله في الشطر الآخر) وإليه الإشارة بقوله (عليكم بالباءة فمن لم يستطع فعليه بالصوم فإن الصوم له وجاء.)

                        وأكثر ما نقلناه من الآثار والأخبار إشارة إلى هذا المعنى وهذاf المعنى دون الأول لأن الشهوة موكلة بتقاضي تحصيل الولد فالنكاح كاف لشغله دافع لجعله وصارف لشر سطوته وليس من يجيب مولاه رغبة في تحصيل رضاه كمن يجيب لطلب الخلاص عن غائلة التوكيل فالشهوة والولد مقدران وبينهما ارتباط وليس يجوز أن يقال المقصود اللذة والولد لازم منها كما يلزم مثلا قضاء الحاجة منالأكل وليس مقصودا في ذاته بل الولد هو المقصودبالفطرة والحكمة والشهوة باعثة عليه.


                        ولعمري في الشهوة حكمة أخرى

                        سوى الإرهاق إلى الإيلاد وهو ما في قضائها من اللذة التي لا توازيها لذة لو دامت فهي منبهه على اللذات الموعودة في الجنان إذ الترغيب في لذة لم يجد لها ذواقا لا ينفع فلو رغب العنين في لذة الجماع أو الصبي في لذة الملك والسلطنة لم ينفع الترغيب وإحدى فوائد لذات الدنيا الرغبة في دوامها في الجنة ليكون باعثا على عبادة الله فانظر إلى الحكمة ثم إلى الرحمة ثم إلى التعبية الإلهية كيف عبيت تحت شهوة واحدة حياتان حياة ظاهرة وحياة باطنة فالحياة الظاهرة حياة المرء ببقاء نسله فإنه نوع من دوام الوجود والحياة الباطنة هي الحياة الأخروية فإن هذه اللذة الناقصة بسرعة الانصرام تحرك الرغبة في اللذة الكاملة بلذة الدوام فيستحث على العبادة الموصلة إليها فيستفيد العبد بشدة الرغبة فيها تيسر المواظبة على ما يوصله إلى نعيم الجنان وما من ذرة من ذرات بدن الإنسان باطنا وظاهرا بل ذرات ملكوت السموات والأرض إلا وتحتها من لطائف الحكمة وعجائبها ما تحار العقول فيها.


                        ولكن إنما ينكشف للقلوب الطاهرة بقدر صفائها بقدر رغبتها عن زهرة الدنيا وغرورها وغوائلها فالنكاح بسبب دفع غائلة الشهوة مهم في الدين لكل من لا يؤتى عن عجز وعنة وهم غالب الخلق فإن الشهوة إذا غلبت ولم يقاومها قوة التقوى جرت إلى اقتحام الفواحش وإليه أشار بقوله عليه الصلاة والسلام عن الله تعالى (إلا تفعلوه تكن فتنة في الأرض وفساد كبير) وإن كان ملجما بلجام التقوى فغايته أن يكف الجوارح عن إجابة الشهوة فيغض البصر ويحفظ الفرج.


                        فأما حفظ القلب عن الوسواس والفكر فلا يدخل تحت اختياره

                        بل لا تزال النفس تجاذبه وتحدثه بأمور الوقاع ولا يفتر عنه الشيطان الموسوس إليه في أكثر الأوقات وقد يعرض له ذلك في أثناء الصلاة حتى يجري على خاطره من أمور الوقاع ما لو صرح به بين يدي أخس الخلق لاستحي منه والله مطلع على قلبه والقلب في حق الله كاللسان في حق الخلق ورأس الأمور للمريد في سلوك طريق الآخرة قلبه والمواظبة على الصوم لا تقطع مادة الوسوسة في حق أكثر الخلق إلا أن ينضاف إليه ضعف في البدن وفساد في المزاج


                        ولذلك قال ابن عباس رضي الله عنهما (لا يتم نسك الناسك إلا بالنكاح) وهذه محنة عامة قل من يتخلص منها.
                        قال قتادة في معنى قوله تعالى (ولا تحملنا ما لا طاقة لنا به) هو الغلمة وعن عكرمة ومجاهد أنهما قالا في معنى قوله تعالى (وخلق الإنسان ضعيفا) أنه لا يصبر عن النساء وقال فياض بن نجيح (إذا قام ذكر الرجل ذهب ثلثا عقله) وبعضهم يقول (ذهب ثلث دينه) وفي نوادر التفسير عن ابن عباس رضي الله عنهما (ومن شر غاسق إذا وقب) قال (قيام الذكر) وهذه يلية غالبة إذا هاجت لا يقاومها عقل ولا دين.

                        وهي مع أنها صالحة لأن تكون باعثة على الحياتين كما سبق فهي أقوى آلة الشيطان على بني آدم وإليه أشار صلى الله عليه وسلم بقوله (ما رأيت من ناقصات عقل ودين أغلب لذوي الألباب منكن.) وإنما ذلك لهيجان الشهوة.

                        وقال صلى الله عليه وسلم في دعائه (اللهم إني أعوذ بك من شر سمعي وبصري وقلبي وشر مني) وقال (أسألك أن تطهر قلبي وتحفظ فرجي.) فما يستعيذ منه رسول الله صلى الله عليه وسلم كيف يجوز التساهل فيه لغيره.

                        وكان بعض الصالحين يكثر النكاح حتى لا يكاد يخلو من اثنتين وثلاث فأنكر عليه بعض الصوفية فقال (هل يعرف أحد منكم أنه جلس بين يدي الله تعالى جلسة أو وقف بين يديه موقفا في معاملة فخطر على قلبه خاطر شهوة) فقالوا (يصيبنا من ذلك كثير) فقال (لو رضيت في عمري كله بمثل حالكم في وقت واحد لما تزوجت لكني ما خطر على قلبي خاطر يشغلني عن حالي إلا نفذته فأستريح وأرجع إلى شغلي ومنذ أربعين سنة ما خطر على قلبي معصية).

                        وأنكر بعض الناس حال الصوفية فقال له بعض ذوي الدين (ما الذي تنكر منهم) قال (يأكلون كثيرا) قال (وأنت أيضا لو جعت كما يجوعون لأكلت كما يأكلون) قال (ينكحون كثيرا) قال (وأنت أيضا لو حفظت عينيك وفرجك كما يحفظون لنكحت كما ينكحون).

                        وكان الجنيد يقول (أحتاج إلى الجماع كما أحتاج إلى القوت) فالزوجة على التحقيق قوت وسبب لطهارة القلب.

                        ولذلك أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم كل من وقع نظره على امرأة فتاقت إليها نفسه أن يجامع أهله، لأن ذلك يدفع الوسواس عن النفس.

                        وروى جابر رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم رأى امرأة فدخل على زينب فقضى حاجته وخرج وقال صلى الله عليه وسلم (إن المرأة إذا أقبلت أقبلت بصورة شيطان فإذا رأى أحدكم امرأة فأعجبته فليأت أهله معها مثل الذي معها.)

                        وقال عليه السلام (لا تدخلوا على المغيبات وهي التي غاب زوجها عنها فإن الشيطان يجري من أحدكم مجرى الدم) قلنا (ومنك) قال (ومني ولكن الله أعانني عليه فاسلم) قال سفيان بن عيينة (فاسلم معناه فاسلم أنا منه) هذا معناه فان الشيطان لا يسلم

                        وكذلك حكى علي ابن عمر رضي الله عنهما وكان من زهاد الصحابة وعلمائهم انه كان يفطر من الصوم على الجماع قبل الأكل وربما انه جامع ثلاثا من جواريه في شهر رمضان قبل العشاء الأخير.

                        وقال ابن عباس (خير هذه الأمة أكثرها نساء) ولما كانت الشهوة أغلب على مزاج العرب كان استكثار الصالحين منهم لنكاح أشد ولأجل فراغ القلب أبيح نكاح الأمة عند خوف العنت مع أن فيه إرقاق الولد وهو نوع اهلاك وهو محرم على كل من قدر على حرة ولكن إرقاق الولد أهون من إهلاك الدين وليس فيه إلا تنغيص الحياة على الولد مدة وفي اقتحام الفاحشة تفويت الحياة الاخروية التي تستحقر الأعمار الطويلة بالإضافة إلى يوم من أيامها.

                        وروي أنه انصرف الناس ذات يوم من مجلس ابن عباس وبقي شاب لم يبرح فقال له ابن عباس هل لك من حاجة قال نعم أردت أن اسأل مسألة فاستحييت من الناس وأنا الآن أهابك وأجلك فقال ابن عباس إن العالم بمنزلة الوالد فما كنت أفضيت به إلى أبيك فأفض إلي به فقال أني شاب لا زوجة لي وربما خشيت العنت على نفسي فربما استمنيت بيدي فهل في ذلك معصية فأعرض عنه ابن عباس ثم قال أف وتف نكاح الأمة خير منه وهو خير من الزنا) فهذا تنبيه على أن العزب المغتلم مردد بين ثلاثة شرور أدناها نكاح الأمة وفيه إرقاق الولد وأشد منه الاستمناء باليد وأفحشه الزنا.
                        ولم يطلق ابن عباس الإباحة في شيء منه لأنهما محذوران يفزع إليهما حذرا من الوقوع في محذور أشد منه كما يفزع إلى تناول الميتة حذرا من هلاك النفس فليس ترجيح اهون الشرين في معنى الإباحة المطلقة ولا في معنى الخير المطلق وليس قطع اليد المتأكلة من الخيرات وإن كان يؤذن فيه عند إشراف النفس على الهلاك.

                        فإذا في النكاح فضل من هذا الوجه ولكن هذا لا يعم الكل بل الأكثر فرب شخص فترت شهوته لكبر سن أو مرض أو غيره فينعدم هذا الباعث في حقه ويبقى ما سبق من أمر الولد فإن ذلك عام إلا للممسوح وهو نادر

                        ومن الطباع ما تغلب عليها الشهوة بحيث لا تحصنه المرأة الواحدة فيستحب لصاحبها الزيادة على الواحدة إلى الأربع فإن يسر الله له مودة ورحمة واطمأن قلبه بهن وإلا فيستحب له الاستبدال.

                        فقد نكح علي رضي الله عنه بعد وفاة فاطمة عليها السلام بسبع ليال

                        ويقال إن الحسن بن علي كان منكاحا حتى نكح زيادة على مائتي امرأة وكان ربما عقد على أربع في وقت واحد وربما طلق أربعا في وقت واحد واستبدل بهن. وقد قال صلى الله عليه وسلم للحسن (أشبهت خلقي وخلقي.) وقال صلى الله عليه وسلم (حسن مني وحسين من علي) فقال إن كثرة نكاحه أحد ما أشبه به خلق رسول الله صلى الله عليه وسلم.


                        وتزوج المغيرة بن شعبة بثمانين امرأة وكان في الصحابة من له الثلاث والأربع ومن كان له اثنتان لا يحصى ومهما كان الباعث معلوما فينبغي أن يكون العلاج بقدر العلة فالمراد تسكين النفس فلينظر إليه في الكثرة والقلة



                        حديث ما رأيت من ناقصات عقل ودين أغلب لذوي الألباب منكن أخرجه مسلم من حديث ابن عمر واتفقا عليه من حديث أبي سعيد ولم يسق مسلم لفظه.
                        حديث اللهم إني أعوذ بك من شر سمعي وبصري وشر مني تقدم في الدعوات.
                        حديث أسألك أن تطهر قلبي وتحفظ فرجي أخرجه البيهقي في الدعوات من حديث أم سلمة بإسناد فيه لين.
                        حديث أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم كل من وقع بصره على امرأة فتاقت نفسه إليها أن يجامع أهله أخرجه أحمد من حديث أبي كبشة الأنماري حين مرت به امرأة فوقع في قلبه شهوة النساء فدخل فأتى بعض أزواجه وقال فكذلك فافعلوا فإنه من أماثل أفعالكم إتيان الحلال وإسناده جيد.
                        حديث جابر رأى امرأة فدخل على زينب فقضى حاجته الحديث رواه مسلم والترمذي واللفظ له وقال حسن صحيح.
                        حديث لا تدخلوا على المغيبات فإن الشيطان يجري من أحدكم مجرى الدم الحديث أخرجه الترمذي من حديث جابر وقال غريب ولمسلم من حديث عبدالله بن عمر ولا يدخل بعد يومي هذا على مغيبة إلا ومعه رجل أو اثنان.
                        حديث ابن عباس خير هذه الأمة أكثرها نساء يعني النبي صلى الله عليه وسلم رواه البخاري.
                        حديث أنه قال للحسن بن علي أشبهت خلقي وخلقي قلت المعروف أنه قال هذا اللفظ لجعفر بن أبي طالب كما هو متفق عليه من حديث البراء ولكن الحسن أيضا كان يشبه النبي صلى الله عليه وسلم كما هو متفق عليه من حديث أبي جحيفة والترمذي وصححه وابن حبان من حديث أنس لم يكن أحد أشبه برسول الله صلى الله عليه وسلم من الحسن.
                        حديث حسن مني وحسين من علي رواه أحمد من حديث المقداد بن معد يكرب بسند جيد.

                        يتبع [/ALIGN]
                        [/CELL][/TABLE1][/ALIGN]
                        إنْ أبْطـَأتْ غـَارَةُ الأرْحَامِ وابْـتـَعـَدَتْ، فـَأقـْرَبُ الشيءِ مِنـَّا غـَارَةُ اللهِ
                        يا غـَارَةَ اللهِ جـِدّي السـَّيـْرَ مُسْرِعَة في حَلِّ عُـقـْدَتـِنـَا يَا غـَارَةَ اللهِ
                        عَدَتِ العَادونَ وَجَارُوا، وَرَجَوْنـَا اللهَ مُجـيراً
                        وَكـَفـَى باللهِ وَلـِيـَّا، وَكـَفـَى باللهِ نـَصِيراً.
                        وَحَسْبُنَا اللهُ وَنِعْمَ الوكيلُ, وَلا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إِلاّ بِاللهِ العَلِيِّ العَظِيمِ.

                        تعليق

                        • mmogy
                          كاتب
                          • 16-05-2007
                          • 11282

                          #13
                          المشاركة الأصلية بواسطة زهير سوكاح


                          الأستاذ المحترم الموجي،
                          حياك الله وأبقاك
                          أقترح حذف أو استبدال تلك العبارة بعبارة أخرى تكون أكثر إرتباطاً بالموضوع، فهي غير منسجمة بالكلية مع النص وأراها "زائدة"، وهذا كله من أجل تفادي اللبس وإساءة الفهم في مثل هذه المواضيع الحساسة، التي تستلزم اختيار واستعمال عبارات أكثر وضوحاً ودقة. ترى ما رأي باقي الأعضاء الأفاضل؟

                          والسلام عليكم.

                          رغم أنني غير مقتنع .. لكن لو وافقك كاتب واحد آخر فسوف أغيرها فى الحال .. بكل سرور .. ولكن مارأيك لو تغيرها إلى
                          وليمة شهية مثلا ههههههههههه
                          إنْ أبْطـَأتْ غـَارَةُ الأرْحَامِ وابْـتـَعـَدَتْ، فـَأقـْرَبُ الشيءِ مِنـَّا غـَارَةُ اللهِ
                          يا غـَارَةَ اللهِ جـِدّي السـَّيـْرَ مُسْرِعَة في حَلِّ عُـقـْدَتـِنـَا يَا غـَارَةَ اللهِ
                          عَدَتِ العَادونَ وَجَارُوا، وَرَجَوْنـَا اللهَ مُجـيراً
                          وَكـَفـَى باللهِ وَلـِيـَّا، وَكـَفـَى باللهِ نـَصِيراً.
                          وَحَسْبُنَا اللهُ وَنِعْمَ الوكيلُ, وَلا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إِلاّ بِاللهِ العَلِيِّ العَظِيمِ.

                          تعليق

                          • mmogy
                            كاتب
                            • 16-05-2007
                            • 11282

                            #14
                            [ALIGN=CENTER][TABLE1="width:70%;"][CELL="filter:;"][ALIGN=justify]


                            أخي الحبيب وأستاذي الجهبذ محمد شعبان الموجي،

                            موضوع "النكاح" من المواضيع المهمة جدا والتي أولاها الإسلام عناية فائقة لأهميتها في صلاح الجنس البشري.

                            وللعبد الضعيف دراسة في اللغة الهولندية قارنتُ فيها مقارنة جذرية بين موضوع الجنس في الإسلام واليهودية والنصرانية وبعض الأديان الآسيوية، ذلك أن هنالك فرقا كبيرا في النظرة إلى الجنس في تلك الأديان، لأن الحديث في الجنس في تلك الأديان مرتبط دائما بالخطيئة، حتى ضمن الزواج، أتمنى أن أجد الوقت لتلخيصها بالعربية.

                            وفي الحقيقة إن معالجة أوائل العلماء المسلمين وأواخرهم لهذا الموضوع معالجة "ثورية" تهدف إلى تحرير الانسان ضمن ضوابط شرعية معروفة. وليس أدل على ذلك من اعتنائهم بهذا الموضوع من جهة، وكثرة الكتب والدراسات التي خصصوها له من جهة أخرى، وهذا شبه منعدم في الأديان والثقافات الأخرى! فهذا السيوطي، صاحب "الاتقان في علوم القرآن"، يؤلف رسالة في فوائد "الغنج" أثناء النكاح .. وهذا ابن حزم، صاحب "الفصل في الملل والأهواء والنحل"، يؤلف "طوق الحمامة في الألفة والألاف" .. وليس يخفى عنك كتب مثل "عودة الشيخ إلى صباه" .. و"الأيك في فن .."، وفي أصناف السكنجبينات والتراكيب العجيبة مما ألف أوائلنا رضي الله عنهم، وأين تجد مثل ذلك في الأديان والثقافات الأخرى؟! فحتى "الطب النسائي" هو طب عربي النشأة والتطور كما يشهد بذلك التاريخ وشهادات المؤرخين على اختلاف خلفياتهم الإثنية والدينية، لأن المرأة كانت مهملة كلية في الأديان والثقافات الأخرى، بعكس حالتها في الحضارة الإسلامية!

                            ولقد اقتنيت في أثناء أسفاري في بلاد العرب موسوعة مهمة، ما كنت أتصور أنها موجودة، عنوانها: "موسوعة الجنس عند العرب"، تحتوي على حوالي عشرة كتب ورسائل في هذا الموضوع، ذهلت لما فيها من جرأة في القول والوصف على مذهب "لا حياء في الدين"! ومع ذلك فإني أعتقد أن هذا الموضوع يحتاج إلى معالجة جديدة في عصر العولمة وانتشار الفضائيات (وترجمات الأفلام المشبوهة!) لأن في المعالجة صلاح كثير من الأمور!

                            آنسك الله.




                            استاذنا واخونا الحبيب .. عبد الرحمن السليمان
                            والله لم ألتفت إلى ردك القيم إلا الآن فقط .. فاعذرني

                            لقد أثرت قضية فى غآية الأهمية .. وهي نظرة الأديان إلى الجنس .. وأوضحتم عناية الإسلام وعلماء الإسلام بهذه القضية بشكل واقعي ومنضبط .. وبكل صراحة ووضوح ودون لف أو دوران .. أو مغالطات يروج لها الكثيرون والكثيرات على اختلاف مللهم ونحلهم ظنا منهم أنه نقيصة .. وأنه يتعارض مع التقوى والفضيلة .. ومع الرقي الإنساني والحضاري .. وهذه كلها مغالطات يكذبها الواقع البشري من لدن آدم عليه السلام وحتى يومنا هذا .

                            ولذلك .. حاربوا كل مايتعلق بالجنس الحلال .. وتعقبوا منافذه التي أحلها الله .. وأجهدوا أنفسهم فى الترهيب من تعدد الزوجات .. حتى نجحوا كثيرا فى تشويه وجه هذا التشريع الإلهي العظيم .. حتى في دفاعهم المصطنع أو الجاهل عن زوجات النبي صلى الله صلى الله عليه وسلم .. وزوجات الصحابة والتابعين .. زعموا أن التعدد الوارد فى الآية إنما هو لأهداف أخرى غير قضاء الوطر والتمتع الجنسي .. وهو كذب محض على رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلى الصحابة والتابعين .. كما نقلنا هنا عن الغزالي رحمه الله .. حتى وجدنا رجلا مثل الإمام الحسن سبط رسول الله صلى الله عليه وسلم يتزوج كثيرا جدا .. وكذلك أبوه الإمام علي .. والمغيرة بن شعبه رضي الله عنه .. ومانقل عن الإمام أحمد وغيره وكذلك مانقل عن أكابر المتصوفة .. كلها نقولات تؤكد أن تعدد الزوجات من أجل اشباع الرغبة الجنسية عند من لايقنع بواحدة .. أمر لاغبار عليه .. وقد روي عن نبي الله سليمان عليه السلام أنه تزوج بألف امرأة .. كل ذلك يؤكد على أن الإشباع الجنسي بطريق الحلال أمر لاغبار عليه .

                            والأصل .. أن الله عزوجل قد خلق كل النساء مشايعة لكل الرجال .. ثم جاء التشريع ليوضح مايحرم منهن على الرجال .

                            الأمر الثاني : أن الصلاح والتقوى .. لايعني أن ألا يجيد الأنسان ممارسة الجنس .. على أكمل وجه ممكن .. وقد تفضلتم بنقل العديد من المؤلفات التي تعتني بهذا الشأن .. وأزيدك أيضا .. كتاب الشيخ النفزاوي قاضي الأنكحة فى تونس لسنوات طويلة ( تنوير الوقاع في أسرار الجماع ) والكلام يطول عما كتبه علماء الإسلام وألفوه في هذا الشأن .. وهنا أكتفي بنقل بعضا مما روته كتب التراث

                            فقد أخرج وكيع في الغرر وابن عساكر في تاريخه عن هلال بن أبي بردة رضي الله عنه أنه قال لجلسائه‏:‏ ما العروب من النساء‏؟‏ فماجوا، وأقبل إسحق بن عبد الله بن الحرث النوفلي رضي الله عنه فقال‏:‏ قد جاءكم من يخبركم عنها، فسألوه فقال‏:‏ الخفرة المتبذلة لزوجها وأنشد‏:‏

                            يعربن عند بهولهن إذا خلوا * وإذا هم خرجوا فهن خفار

                            وأخرج ابن عدي بسند ضعيف عن أنس رضي الله عنه قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏خير نسائكم العفيفة الغلمة‏"‏‏.‏

                            وأخرج ابن عساكر عن معاوية بن أبي سفيان أنه راود زوجته فاختة بنت قرطة فنخرت نخرة شهوة ثم وضعت يدها على وجهها، فقال‏:‏ لا سوأة عليك فوالله لخيركن الناخرات والشخارات‏.‏

                            وروي أيضا أنه لما زفت عائشة بنت طلحه إلى زوجها مصعب بن الزبير سمعت إمرأة بينها وبينه وهو يجامعها شخيراً وغطيطاً فى الجماع لم تسمع مثله ،فقالت لها فى ذلك ،فردت عليها عائشة :إن الخيل لاتشرب إلا بالصفير



                            وأخرج أبو الفرج في الأغاني من طريق المدائني عن فلانة قالت كنت عند عائشة بنت طلحة فقيل : قد جاء عمر بن عبيد الله
                            يعني زوجها .. قالت : فتنحيت ، ودخل فلاعبها مدة ثم وقع عليها فشخرت ونخرت وأتت بالعجائب من الرهز ، وأنا أسمع فلما خرج .. قلت لها : أنت فى نسبك وشرفك وموضعك تفعلين هذا ؟ .. قالت / إنا نستهب ( نشتهي ) لهذه لفحول بكل مانقدر عليه وبكل مايحركها .. فماالذي أنكرت من ذلك ؟؟ قلت أحب أن يكون ليلا .. قالت : ذاك ههكذا وأعظم منه ، ولكنه حين يراني تتحرك شهوته وتهييج فيمد يده إلي فأطاوعه فيكون ماترين .


                            وهكذا لم تكن لديهم هذه الحساسية المفرطة التي نراها اليوم .. من الحديث عن فنون الإستمتاع الجنسي .. ولا عن الشغف والوله بالممارسة الجنسية .. حتى أصيبت الأمة رجالها ونساؤها بما يمكن أن نطلق عليه البلادة الجنسية ( أقصد طبعا في إطار شرعي )... رغم كل مظاهر التبرج والتبذل والفجور والعري التي تسود مجتماعاتنا .

                            شكرا دكتور عبد الرحمن[/ALIGN]
                            [/CELL][/TABLE1][/ALIGN]
                            إنْ أبْطـَأتْ غـَارَةُ الأرْحَامِ وابْـتـَعـَدَتْ، فـَأقـْرَبُ الشيءِ مِنـَّا غـَارَةُ اللهِ
                            يا غـَارَةَ اللهِ جـِدّي السـَّيـْرَ مُسْرِعَة في حَلِّ عُـقـْدَتـِنـَا يَا غـَارَةَ اللهِ
                            عَدَتِ العَادونَ وَجَارُوا، وَرَجَوْنـَا اللهَ مُجـيراً
                            وَكـَفـَى باللهِ وَلـِيـَّا، وَكـَفـَى باللهِ نـَصِيراً.
                            وَحَسْبُنَا اللهُ وَنِعْمَ الوكيلُ, وَلا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إِلاّ بِاللهِ العَلِيِّ العَظِيمِ.

                            تعليق

                            • mmogy
                              كاتب
                              • 16-05-2007
                              • 11282

                              #15
                              المشاركة الأصلية بواسطة عبدالرزاق الكبيسي
                              [


                              السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أخي الكريم محمد شعبان الموجي بعد أن اطلعت على عقيدة أهل السنة والجماعة لا يسعني إلا أن اقول لك جعلنا الله تعالى وإياك من أهل السنة والجماعة ونلنا من نبينا ورسولنا محمد الشفاعة صلى الله عليه وسلم إلى يوم القيامة أخوك في الله تعالى عبدالرزاق سنجار الكبيسي

                              جزاك الله كل خير وجمعنا وإياكم في مستقر رحمته .. وأهلا بك فى ملتقانا
                              إنْ أبْطـَأتْ غـَارَةُ الأرْحَامِ وابْـتـَعـَدَتْ، فـَأقـْرَبُ الشيءِ مِنـَّا غـَارَةُ اللهِ
                              يا غـَارَةَ اللهِ جـِدّي السـَّيـْرَ مُسْرِعَة في حَلِّ عُـقـْدَتـِنـَا يَا غـَارَةَ اللهِ
                              عَدَتِ العَادونَ وَجَارُوا، وَرَجَوْنـَا اللهَ مُجـيراً
                              وَكـَفـَى باللهِ وَلـِيـَّا، وَكـَفـَى باللهِ نـَصِيراً.
                              وَحَسْبُنَا اللهُ وَنِعْمَ الوكيلُ, وَلا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إِلاّ بِاللهِ العَلِيِّ العَظِيمِ.

                              تعليق

                              يعمل...
                              X