[align=center][table1="width:70%;"][cell="filter:;"][align=justify]
وأنا والله أكثر سعادة بهذا المستوى الأخلاقي والفكري لحضرتك .. وأتمنى من الجميع أ، يقتدي بسلوكيات هذا الحوار الثنائي على هامش الموضوع الرئيسي
أستاذي الجليل د.علي المتقي
لايوجد على وجه الأرض عقيدة تبلغ هذا المطلق الذي تتحدث عنه إلا عقيدة الأنبياء والرسل الذين عاينوا الوحي والتلقي عن الله واجرى الله على أيديهم بعض المعجزات المادية .. هذا هو حق اليقين أو علم اليقين الذي لايتزعزع أبدا .. وهذا لا يحدث إلا بالمعاينة .. بخلاف " الاعتقادات اليقينة " التي تحدث بالنظر والعبادة .. ولايمكن أن يتساوى العلم الذي يحدث بالنظر وتصديق الخبر أومايحدث بالعبادة .. مع العلم الذي يحدث بالمعانية في إفادة اليقين .. وعقائدنا جميعا غي الدنيا تقوم على النظر والعبادة .. بما فيها الإسلام نفسه ..
ولذلك فتغيير الاعتقادات مسألة صعبة ولكنها ليست مستحيلة .. بل حدثت وتحدث وستحدث كثيرا جدا على مدار التاريخ البشري كله كما أسلفنا القول .. وذلك بأن يطرأ عليها ما يزعزها في نفس المؤمن بها .. لأنها في النهاية تحصل بالنظر فيما هو مطروح ومتاح أمام المؤمن بها من دلائل وآيات وبراهين .. ولأتها أيضا قد تحصل بالاجتهاد في العبادة لكنها لاتصل إلى مرتبة علم اليقين أو عين اليقين .. ولذلك لاتتساوى عقائد المؤمنين في قوتها وضعفها .. بل هناك المؤمن القوي الذي هو مثل شجرة الصنوبر التي لاتهزها الرياح القوية ، وهناك المؤمن الضعيف الذي هو مثل شجرة الجميز التي تخلعها الرياح بسهولة .. وكلاهما يصدق عليه وصف الشجرة أو وصف المؤمن ..( والمثال هنا للغزالي رحمه الله ) فالعقيدة أو الإيمان يزيد بالطاعة ودحض الشبهات .. بينما ينقص باستيلاء الشهوات والشبهات على النفس .. حتى كان النبي صلى الله عليه وسلم يستعيذ من الفتن .. ويستعيذ من سوء الخاتمة والتي تتمثل بأمرين الشهوات والشبهات .. والذين يقتلعان العقيدة والإيمان حتى يموت الإنسان على الكفر والعياذ بالله بعد أن قضى حياته مؤمنا .
ومادام الإيمان يزيد وينقص .. ومادام هناك مؤمن قوي ومؤمن ضعيف .. فإن العقائد تتعرض كما قلنا لهزات عنيفة تتزلزل فيها النفس وقد تؤدي بها إلى تغييرها بالكلية واختيار غيرها رغم أنها كانت تمثل بالنسبة للمؤمن بها في وقت ما عقيدة راسخة .
أَمْ حَسِبْتُمْ أَن تَدْخُلُواْ الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُم مَّثَلُ الَّذِينَ خَلَوْا مِن قَبْلِكُم مَّسَّتْهُمُ الْبَأْسَاء وَالضَّرَّاء وَزُلْزِلُواْ حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ مَعَهُ مَتَى نَصْرُ اللَّهِ أَلا إِنَّ نَصْرَ اللَّهِ قَرِيبٌ (214)
إِذْ جَاؤُوكُم مِّن فَوْقِكُمْ وَمِنْ أَسْفَلَ مِنكُمْ وَإِذْ زَاغَتْ الأَبْصَارُ وَبَلَغَتِ الْقُلُوبُ الْحَنَاجِرَ وَتَظُنُّونَ بِاللَّهِ الظُّنُونَا
هُنَالِكَ ابْتُلِيَ الْمُؤْمِنُونَ وَزُلْزِلُوا زِلْزَالا شَدِيدًا
وهكذا يثبت الواقع البشري على مدار تاريخه كله كيف انتقل الناس من عقيدة إلى أخرى .. بعد اكتشفوا بطلان ماكانوا عليه من اعتقادات يقينية ( اليقين هنا افتراضي وليس حقيقي ) هزتها عقيدة أقوى .. أو زلزلتها واقتلعت جذورها شبهات قوية وفتن وابتلاءات .. ولذلك حرص الإسلام دائما على حماية وحراسة عقائد العامة من الشبهات التي لايملكون بحكم عدم تخصصهم أو عدم قدرتهم على النظر فيها والرد عليها .
أستاذنا القدير
هناك فرق طبعا بين الحوارات الموضوعية التي يعرض فيها كل طرف أدلته بشكل علمي .. وبين المسبات والطعن في الأديان والعقائد .. ولذلك أمرنا القرآن الكريم بجدال أهل الكتاب وجدال العقلاء ومناقشتهم ودعوتهم بالحكمة والموعظة الحسنة .. في الوقت الذي أمرنا فيه بالإعراض عن الجاهلين أو المعتدين أو الطاعنين وشتان بين هؤلاء وأولئك .
أتفق معكم أن القرآن كتاب هداية وحجاج ، لكن فرق بين مخاطبة القرآن للمشركين ، ومخاطبتنا نحن للمشركين بالقرآن . فالقرآن خاطبهم بلغة عصرهم وفي مواضيع عصرهم وناقشهم وحاججهم في ما يقولون وما يفعلون بالعقل و المنطق والترهيب و الترغيب . وهذا ما يجب فعله اليوم أي نكشف التناقض في أفعالهم وسلوكاتهم ونحاججهم في أفعالنا وأفعالهم .لا أن نأتي يآيات بينات ونقول لهم هذا ما يقوله كتابنا وكفي . فهذا لن يقنعهم في شيء . وواقع الحال يثبت أن ما نطالب به نحن اليوم ـ ونحن في موقف ضعف ـ هو أن يعامل ديننا كباقي الديانات ونمحو عنه ما يوصف به من أوصاف هو براء منها . احترامي وتقديري
وأنا أيضا أتفق مع حضرتك في أن القرآن الكريم قد علمنا كيف نجتهد في اثبات صدق الإيمان بالله .. وأودع لنــا الأسس التي نجتهد تحتها .. فما من دليل قديم أو جديد إلا يمكن ارجاعه إلى أصل قرآني .. فلاخلاف بيننا إن شاء الله
تقبل تحياتي
[/align][/cell][/table1][/align]
الأستاذ المحنرم محمد شعبان الموجي : سعيد أنا بالحوار معكم هذا الحوار الثنائي الجميل الذي نسعى من خلاله إلى التفقه في الحوار وأخلاقياته ، وما يجب أن يكون موضوعا للحوار ومتى يستحسن الصمت .
مبدئيا لا أخالفك الراي في ما قلته عن ديننا الحنيف ما دمنا نتحدث معا من داخل الدائرة الواحدة ، ولو لم يكن لي الرأي نفسه ما اخترت الإسلام دينا الذي أعتقد أنه الدين الذي اختاره لنا الله عز وجل . و إن كان من اختلاف ففي الجزئيات و آليات الحوار وطرقه . وهذه بعض التفاصيل :
اولا لم نتفق بعد على مفهوم العقيدة : ما أسميه عقيدة هو ذلك الإيمان الذي يطابق ويرادف الحقيقة المطلقة واليقين المطلق . و حينما أصفه بالمطلق، فيعني أنه لا يتطرق إليه الشك ولا التردد ولا يحتاج حتى إلى دليل لأثبات صحته ، فهو المطلق . هذه العقيدة هي التي لا يمكن أن تتغير ولا أن تتبدل مهما كان الحوار . و إذا كنت أحاور و كنت مستعدا لأن أتغير وأتبدل ، فهذا يعني أنني لم أصل بعد إلى مستوى المطلق في عقيدتي . وبما أنني أعتقد أنني أومن إيمانا راسخا بعقيدتي التي أحمد الله عليها ، فأنا لن أجعلها موضوعا للحوار إلا مع من هو داخل الدائرة التي أو جد داخلها . إذا فهمت العقيدة بهذا التصور الذي قلته، ستتفهم لماذا لا أدخل في حوار لن أخرج منه بطائل .
اولا لم نتفق بعد على مفهوم العقيدة : ما أسميه عقيدة هو ذلك الإيمان الذي يطابق ويرادف الحقيقة المطلقة واليقين المطلق . و حينما أصفه بالمطلق، فيعني أنه لا يتطرق إليه الشك ولا التردد ولا يحتاج حتى إلى دليل لأثبات صحته ، فهو المطلق . هذه العقيدة هي التي لا يمكن أن تتغير ولا أن تتبدل مهما كان الحوار . و إذا كنت أحاور و كنت مستعدا لأن أتغير وأتبدل ، فهذا يعني أنني لم أصل بعد إلى مستوى المطلق في عقيدتي . وبما أنني أعتقد أنني أومن إيمانا راسخا بعقيدتي التي أحمد الله عليها ، فأنا لن أجعلها موضوعا للحوار إلا مع من هو داخل الدائرة التي أو جد داخلها . إذا فهمت العقيدة بهذا التصور الذي قلته، ستتفهم لماذا لا أدخل في حوار لن أخرج منه بطائل .
أستاذي الجليل د.علي المتقي
لايوجد على وجه الأرض عقيدة تبلغ هذا المطلق الذي تتحدث عنه إلا عقيدة الأنبياء والرسل الذين عاينوا الوحي والتلقي عن الله واجرى الله على أيديهم بعض المعجزات المادية .. هذا هو حق اليقين أو علم اليقين الذي لايتزعزع أبدا .. وهذا لا يحدث إلا بالمعاينة .. بخلاف " الاعتقادات اليقينة " التي تحدث بالنظر والعبادة .. ولايمكن أن يتساوى العلم الذي يحدث بالنظر وتصديق الخبر أومايحدث بالعبادة .. مع العلم الذي يحدث بالمعانية في إفادة اليقين .. وعقائدنا جميعا غي الدنيا تقوم على النظر والعبادة .. بما فيها الإسلام نفسه ..
ولذلك فتغيير الاعتقادات مسألة صعبة ولكنها ليست مستحيلة .. بل حدثت وتحدث وستحدث كثيرا جدا على مدار التاريخ البشري كله كما أسلفنا القول .. وذلك بأن يطرأ عليها ما يزعزها في نفس المؤمن بها .. لأنها في النهاية تحصل بالنظر فيما هو مطروح ومتاح أمام المؤمن بها من دلائل وآيات وبراهين .. ولأتها أيضا قد تحصل بالاجتهاد في العبادة لكنها لاتصل إلى مرتبة علم اليقين أو عين اليقين .. ولذلك لاتتساوى عقائد المؤمنين في قوتها وضعفها .. بل هناك المؤمن القوي الذي هو مثل شجرة الصنوبر التي لاتهزها الرياح القوية ، وهناك المؤمن الضعيف الذي هو مثل شجرة الجميز التي تخلعها الرياح بسهولة .. وكلاهما يصدق عليه وصف الشجرة أو وصف المؤمن ..( والمثال هنا للغزالي رحمه الله ) فالعقيدة أو الإيمان يزيد بالطاعة ودحض الشبهات .. بينما ينقص باستيلاء الشهوات والشبهات على النفس .. حتى كان النبي صلى الله عليه وسلم يستعيذ من الفتن .. ويستعيذ من سوء الخاتمة والتي تتمثل بأمرين الشهوات والشبهات .. والذين يقتلعان العقيدة والإيمان حتى يموت الإنسان على الكفر والعياذ بالله بعد أن قضى حياته مؤمنا .
ومادام الإيمان يزيد وينقص .. ومادام هناك مؤمن قوي ومؤمن ضعيف .. فإن العقائد تتعرض كما قلنا لهزات عنيفة تتزلزل فيها النفس وقد تؤدي بها إلى تغييرها بالكلية واختيار غيرها رغم أنها كانت تمثل بالنسبة للمؤمن بها في وقت ما عقيدة راسخة .
أَمْ حَسِبْتُمْ أَن تَدْخُلُواْ الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُم مَّثَلُ الَّذِينَ خَلَوْا مِن قَبْلِكُم مَّسَّتْهُمُ الْبَأْسَاء وَالضَّرَّاء وَزُلْزِلُواْ حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ مَعَهُ مَتَى نَصْرُ اللَّهِ أَلا إِنَّ نَصْرَ اللَّهِ قَرِيبٌ (214)
إِذْ جَاؤُوكُم مِّن فَوْقِكُمْ وَمِنْ أَسْفَلَ مِنكُمْ وَإِذْ زَاغَتْ الأَبْصَارُ وَبَلَغَتِ الْقُلُوبُ الْحَنَاجِرَ وَتَظُنُّونَ بِاللَّهِ الظُّنُونَا
هُنَالِكَ ابْتُلِيَ الْمُؤْمِنُونَ وَزُلْزِلُوا زِلْزَالا شَدِيدًا
وهكذا يثبت الواقع البشري على مدار تاريخه كله كيف انتقل الناس من عقيدة إلى أخرى .. بعد اكتشفوا بطلان ماكانوا عليه من اعتقادات يقينية ( اليقين هنا افتراضي وليس حقيقي ) هزتها عقيدة أقوى .. أو زلزلتها واقتلعت جذورها شبهات قوية وفتن وابتلاءات .. ولذلك حرص الإسلام دائما على حماية وحراسة عقائد العامة من الشبهات التي لايملكون بحكم عدم تخصصهم أو عدم قدرتهم على النظر فيها والرد عليها .
يضاف إلى ذلك أن طريقة الحوار التي سرعان ما تخرج عن الحوار الهادئ إلى ما لا أود سماعه ولا أرغب في سماعه من استهزاء وسخرية . و حتى إذا سمعته أكون كمن لم يسمع ولم يقل . عملا بقول الله عز وجل في سورة النساء :
وَقَدْ نَزَّلَ عَلَيْكُمْ فِي ٱلْكِتَٰبِ أَنْ إِذَا سَمِعْتُمْ آيَاتِ ٱللَّهِ يُكْفَرُ بِهَا وَيُسْتَهْزَأُ بِهَا فَلاَ تَقْعُدُواْ مَعَهُمْ حَتَّىٰ يَخُوضُواْ فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ إِنَّكُمْ إِذاً مِّثْلُهُمْ إِنَّ ٱللَّهَ جَامِعُ ٱلْمُنَٰفِقِينَ وَٱلْكَٰفِرِينَ فِي جَهَنَّمَ جَمِيعاً .
وَقَدْ نَزَّلَ عَلَيْكُمْ فِي ٱلْكِتَٰبِ أَنْ إِذَا سَمِعْتُمْ آيَاتِ ٱللَّهِ يُكْفَرُ بِهَا وَيُسْتَهْزَأُ بِهَا فَلاَ تَقْعُدُواْ مَعَهُمْ حَتَّىٰ يَخُوضُواْ فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ إِنَّكُمْ إِذاً مِّثْلُهُمْ إِنَّ ٱللَّهَ جَامِعُ ٱلْمُنَٰفِقِينَ وَٱلْكَٰفِرِينَ فِي جَهَنَّمَ جَمِيعاً .
أستاذنا القدير
هناك فرق طبعا بين الحوارات الموضوعية التي يعرض فيها كل طرف أدلته بشكل علمي .. وبين المسبات والطعن في الأديان والعقائد .. ولذلك أمرنا القرآن الكريم بجدال أهل الكتاب وجدال العقلاء ومناقشتهم ودعوتهم بالحكمة والموعظة الحسنة .. في الوقت الذي أمرنا فيه بالإعراض عن الجاهلين أو المعتدين أو الطاعنين وشتان بين هؤلاء وأولئك .
أتفق معكم أن القرآن كتاب هداية وحجاج ، لكن فرق بين مخاطبة القرآن للمشركين ، ومخاطبتنا نحن للمشركين بالقرآن . فالقرآن خاطبهم بلغة عصرهم وفي مواضيع عصرهم وناقشهم وحاججهم في ما يقولون وما يفعلون بالعقل و المنطق والترهيب و الترغيب . وهذا ما يجب فعله اليوم أي نكشف التناقض في أفعالهم وسلوكاتهم ونحاججهم في أفعالنا وأفعالهم .لا أن نأتي يآيات بينات ونقول لهم هذا ما يقوله كتابنا وكفي . فهذا لن يقنعهم في شيء . وواقع الحال يثبت أن ما نطالب به نحن اليوم ـ ونحن في موقف ضعف ـ هو أن يعامل ديننا كباقي الديانات ونمحو عنه ما يوصف به من أوصاف هو براء منها . احترامي وتقديري
تقبل تحياتي
[/align][/cell][/table1][/align]
تعليق