مختصر خطبة يوم الجمعة في الحرم المكي الشريف

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • مها راجح
    حرف عميق من فم الصمت
    • 22-10-2008
    • 10970


    اتقوا الله حق تقاته فإن خير الوصايا وصية رب البرايا (وقد وصينا الذين اوتوا الكتاب من قبلكم وإياكم أن اتقوا الله) الآية لا سيما وانتم تعيشون شهرا من الأشهر الحرم.
    في زمان كثرت فيه الفتن الظلماء وفي اغوار الأحداث واعماقها نعتنق قضية من الضروريات والأصول المسلمات ومن أهم الدعائم انها قضية الأمن والأمان والاستقرار والاطمئنان،
    لقد كان الأمن أول دعوة دعا بها خليل الرحمن ابراهيم عليه السلام(رب اجعل هذا بلداً آمنا وارزق اهله من الثمرات) الآية،
    قدم الله الأمن على الرزق بل جعله قرين التوحيد في دعائه(رب اجعل هذا البلد آمنا واجنبني وبني أن نعبد الأصنام ) الآية
    جمع في دعائه بين أمنين عظيمين الأمن العام الشامل لحفظ الأبدان والأمن العقائدي الداعي لتوحيد الله وهذا معنى عظيم من معاني الإيمان

    الشريعة السمحاء ظللت الكون بأمن وارف وأمان سابل المعاقد لا يخطه قرار ولا بنان، قال النبي عليه افضل الصلاة والسلام (من أصبح آمنا في سربه معافا في جسده عنده قوت يومه فكأنما حيزت له الدنيا) الحديث
    قضية الأمن والأمان جنبان مكتنفان للإيمان ،لقد أعلى الإسلام شأنها ورفع شأوها من خلال التزام الإيمان والتوحيد ومنهج الوسطية والاعتدال
    إن من قضايا العصر المؤرقة التي رمت الإنسانية بشر ذلكم الغزو الفكري المتتابع المصادم لشريعة الإسلام والمضاد لسنة خير الأنام فتنشط آثاره بعقول الشباب ومن غرر بهم،
    لذا ف
    إن أهم انواع الأمن والأمان الأمن الفكري بل هو لب الأمن وركيزته لان الأمم تقاس بعقولهم وقلوبهم وفكرهم لا باجسادهم وقوالبهم(قال ابن تيمية:العقل هو أكبر المعاني وأعظم الحواس نفعا وبه يدخل في التكليف وهو شرط في صحة التصرفات وأداء العبادات)
    على شباب الأمة أن يدركوا ابعاد هذه الاستهدافات وألا يكونوا ميدانا خصبا لها أو سببا في انتشارها أن يقفوا للأحداث والفتن معتصمين بالكتاب والسنة
    إن تماسك المجتمع واستقراره أمام التحديات و طلب أولى النهى والطموحات وهذا نوع آخر من الأمن وهو الأمن المجتمعي الذي يعني بقدرة المجتمع على هويته وطابعه الأصلي في ظل الظروف وهو يمثل درعا لمواجهة المؤثرات المعاصرة من خلال مكافحة أنشطة الجرائم الشبكيةالتي تتعدى على الحقوق الشخصية وتمتهن الحريات الأساسية المكفولة شرعا ونظاما أو تتجاوز كرامة الأفراد كالاتجار بالأشخاص منافية للآداب العامة و تعاطي المخدرات والسموم و مواجهة المظاهر السلبية والمقاطع المفبركة وما تبثه من الشائعات والترهات التي لم تعد تؤثر على الحصيف الواعي
    وأمام تلك الأنشطة الإجرامية فإن من الواجب الوقوف صفا واحدا في وجه كل من يحاول زعزعة الأمن المجتمعي بشق الصف واحداث الفرقة والخلل بالمقاطع المكذوبة
    فهو ضرورة حتمية لمعرفة أساليب الاحتيال كحملات الحج الموهومة لوقاية المجتمع المستهدفة وتستهدف مقاصد الدين
    ومن البشائر والآمال أن نسبة الوعي لهذه الحرب محل تقدير وثقة فلا تهزها الشائعات والافتراءات التي هي نتاج احقاذ
    ولهذا فإن الوعي المجتمعي اساس الأمن المجتمعي فنمضي ولا نلتفت فنحن على ثقة وشموخ وقوة و رسوخ (ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين) الاية
    لقد امتن الله على بلادنا بنعمة الأمن والأمان فبلادنا آمنة بإذن الله مصونة محروسة هاهي ايام الحج فد اطلت وهاهي طلائع وفود الرحمن قد شرفت وتشرفت ،يجب هنا التأكيد على أمن الحرمين الشريفين
    فالحج عبادة شرعية وقيمة حضارية تلبية ورجاء،خشوع وابتهال،توبة و ثناء، نظام كامل ومنهج شامل ولهذايؤكد هنا على أهمية الالتزام بالانظمة والتوجيهات((
    لا حج بلا تصريح))
    كل ذلك لجلب المنافع وتقييمها ودرء المفاسد وتقليلها يجب على المواطنين والمقيمين والمسلمين جميعا التعاون مع رجال الأمن
    ومما يذكرنا بضرورة الوحدة الإسلامية خاصة مآسي المستضعفين والمكلومين في فلسطين العزيزة والمسجد الأقصى فلا تنسوهم من دعائكم ،
    حفظ الله أمتنا الإسلامية من شرور الفتن وأدام الله نعمة الأمن والامان
    صلوا وسلموا على نبي الرحمة عليه أفضل الصلاة والسلام
    دعا الإمام لفلسطين خير الدعاءجزاه الله خبرا
    #من_خطبة_يوم_الجمعة
    11ذوالقعدة1446هجري
    رحمك الله يا أمي الغالية

    تعليق

    يعمل...
    X