فيف لاكلاس/الواحد والثلاثون/ منيرة الفهري

تقليص
This topic has been answered.
X
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • منيره الفهري
    رد
    الأعزاء الأفاضل
    سنكمل أحداث الرواية بعد شهر رمضان بإذن الله.
    كل عام و أنتم بألف خير و رمضان مبارك علينا و عليكم و على الأمة الإسلامية جمعاء.
    أستودعكم الله الذي لا تضيع ودائعه.

    اترك تعليق:


  • منيره الفهري
    رد
    المشاركة الأصلية بواسطة محمد شهيد مشاهدة المشاركة
    بل أنا الذي أشكرك، المنيرة الهادئة، على حسن النقاش على هامش سرد أحداث روايتك التاريخية. أنتظر كسائر الأعضاء بقية القصة مع متمنياتي لها بالنجاح عند النشر و التوزيع.

    دمت بخير صديقتي

    م.ش.
    و لأن الجزء العشرين فيه مفاجآت كثيرة ربما انتظرناه أكثر
    و كما نقول بالتونسي( المليح يبطى)
    شكرااا من القلب لاهتمامك الذي يحفزني لمزيد العطاء.
    شكرا محمد شهيد الرائع.و شكراااا لكل من قرأ الرواية و وترك بصمة.

    اترك تعليق:


  • محمد شهيد
    رد
    المشاركة الأصلية بواسطة منيره الفهري مشاهدة المشاركة
    قيم جدااا ما كتبت و أوافقك في جل ما جاء فيه
    غير أنني عملت على ألا أكون ساردة للأحداث فقط فقد عرجت على المشاعر و الأحاسيس لأبطال الرواية و التداعيات لبعض الأحداث..
    و يبقى تعليقك رائعا، ثريا ..و سأعمل به في الحلقات القادمة بإذن الله.
    شكرا محمد شهيد الرائع دائما.
    بل أنا الذي أشكرك، المنيرة الهادئة، على حسن النقاش على هامش سرد أحداث روايتك التاريخية. أنتظر كسائر الأعضاء بقية القصة مع متمنياتي لها بالنجاح عند النشر و التوزيع.

    دمت بخير صديقتي

    م.ش.

    اترك تعليق:


  • منيره الفهري
    رد
    المشاركة الأصلية بواسطة محمد شهيد مشاهدة المشاركة
    سعيد لسماع ذلك، علماً بأنني لست كاتب روايات و لا علم لي بهذا الضرب من الآداب وفنونه. “فما استقمت فما قولي لك استقمي”. إلا أن الحديث في جوهره إنما هو متعلق بكتابة الرواية التاريخية و علاقتها بمفهوم “الواقعية” أثناء انشغال الكاتبة و الكاتب بسرد الأحداث. و أنا أسائل طبيعة هذه العلاقة الجوهرية بالذات (و أترك للناقد المتخصص فرصة التعليق على الرواية من حيث أنها عمل أدبي يحكي قصة بأبعادها الخمسة: بداية/عقدة/ديناميكة/فك العقدة/النهاية. و أترك حرية التفاعل كذلك للقاريء مع شخصيات الرواية في مراحلها الست (الصالح/الطالح/المعين/المعيق/الطالب/المطلوب).

    اذن لنعد إلى العلاقة بين الكتابة التاريخية و مفهوم الواقعية كما سبقت الإشارة إليه فيما تقدم.

    و هنا من حق المتلقي أن يتساءل: هل معنى الواقعية أن مهمة الكاتب تقتصر على نقل الأحداث حرفياً دون زيادة أو نقصان، و كأنه شاهد عيان يروي لنا ما قد وقع بالذات و الصفات دون حذف و لا نقص و لا تغيير و لا تشطيب…؟ ثم ما هي حصة الخيال الادبي للكاتب أم أن الكاتب قد تجرد مطلقا من ذاتيه خشية أن يحدث خلل في مصداقية الواقعية للأحداث؟
    و من ثم، هل يكون الكاتب قد تحول من أديب إلى كاتب عمومي، أي تحول من مثقف مفكر إلى ما يسميه سارتر “تقني المعرفة العملية/التطبيقية” technicien de savoir pratique؟

    تساؤلات.

    و مهما تكن الإجابة، فإننا لن نجد في محاولة تفكيك للمسألة أقرب و لا أدق مما ذكره السيميائيون المناطقة حين اختصروا المسألة في عبارة دقيقة: “لا واقع يمكن أن يذكر يعادل واقع الشيء المذكور نفسه”؛ أما ما سواه، فهو لا يعدو أن يكون مجرد “وجهة نظر” point de vue.

    و الحديث يجرني إلى مقولة ابن خلدون الشهيرة عن مفهوم التاريخ، ظاهره و باطنه. فيقول شيئا من هذا القبيل:

    التاريخ في ظاهره لا يزيد على أخبار الأيام و الدول و السوابق من القرون الأولى (لعل بن خلدون كان قد وعى تماما كنه العلاقة بين المفهوم الواقعي الظاهري و أراد أن يتجاوزه إلى أعمق من ظاهره). لذلك يضيف: و التاريخ في باطنه (أو جوهره)، نظر و تحقيق، و تعليل للكائنات و مبادئها…
    فينتهي به المطاف إلى وضع الأصبع على جوهر العلاقة الجدلية بين الواقع و التدوين، فيقول أن التاريخ في باطنه إنما هو “علم بكيفيات الوقائع و أسبابها”.

    فعن طبيعة هذه العلاقة الفلسفية بين الرواية و الواقع التاريخي، نتحدث، و بفضل العلم بالكيفيات” الذي تحدث عنه ابن خلدون يصير من المحتمل أن ننتقل من “ماذا” إلى “كيف” و “لماذا”…

    و هنا يدخل الكاتب إلى حلبة الصراع فيصير بأسلوبه الخاص طرفا في “الإمتاع و المؤانسة” (عفوا للتوحيدي على الاقتباس)، و لا يكتفي بأن يلعب دور شاهد عيان (هذا اذا افترضنا أنه يروي أحداثا رآها و لم يسمعها) ؛ فلا يقتصر أن يختزل دوره في تقني المعرفة التطبيقية. لعله، إن يفعل، يتخلص - و القاريء معه - من عبء “الواقعية” المضني.

    تحياتي

    م.ش.
    قيم جدااا ما كتبت و أوافقك في جل ما جاء فيه
    غير أنني عملت على ألا أكون ساردة للأحداث فقط فقد عرجت على المشاعر و الأحاسيس لأبطال الرواية و التداعيات لبعض الأحداث..
    و يبقى تعليقك رائعا، ثريا ..و سأعمل به في الحلقات القادمة بإذن الله.
    شكرا محمد شهيد الرائع دائما.

    اترك تعليق:


  • محمد شهيد
    رد
    المشاركة الأصلية بواسطة منيره الفهري مشاهدة المشاركة
    محمد شهيد الرائع
    سعيدة أنك هنا و سعيدة أكثر بهذه الاقتراحات
    التي ساخذها بعين الاعتبار باذن الله
    و للرواية بقية
    تحياتي و كل الامتنان
    سعيد لسماع ذلك، علماً بأنني لست كاتب روايات و لا علم لي بهذا الضرب من الآداب وفنونه. “فما استقمت فما قولي لك استقمي”. إلا أن الحديث في جوهره إنما هو متعلق بكتابة الرواية التاريخية و علاقتها بمفهوم “الواقعية” أثناء انشغال الكاتبة و الكاتب بسرد الأحداث. و أنا أسائل طبيعة هذه العلاقة الجوهرية بالذات (و أترك للناقد المتخصص فرصة التعليق على الرواية من حيث أنها عمل أدبي يحكي قصة بأبعادها الخمسة: بداية/عقدة/ديناميكة/فك العقدة/النهاية. و أترك حرية التفاعل كذلك للقاريء مع شخصيات الرواية في مراحلها الست (الصالح/الطالح/المعين/المعيق/الطالب/المطلوب).

    اذن لنعد إلى العلاقة بين الكتابة التاريخية و مفهوم الواقعية كما سبقت الإشارة إليه فيما تقدم.

    و هنا من حق المتلقي أن يتساءل: هل معنى الواقعية أن مهمة الكاتب تقتصر على نقل الأحداث حرفياً دون زيادة أو نقصان، و كأنه شاهد عيان يروي لنا ما قد وقع بالذات و الصفات دون حذف و لا نقص و لا تغيير و لا تشطيب…؟ ثم ما هي حصة الخيال الادبي للكاتب أم أن الكاتب قد تجرد مطلقا من ذاتيه خشية أن يحدث خلل في مصداقية الواقعية للأحداث؟
    و من ثم، هل يكون الكاتب قد تحول من أديب إلى كاتب عمومي، أي تحول من مثقف مفكر إلى ما يسميه سارتر “تقني المعرفة العملية/التطبيقية” technicien de savoir pratique؟

    تساؤلات.

    و مهما تكن الإجابة، فإننا لن نجد في محاولة تفكيك للمسألة أقرب و لا أدق مما ذكره السيميائيون المناطقة حين اختصروا المسألة في عبارة دقيقة: “لا واقع يمكن أن يذكر يعادل واقع الشيء المذكور نفسه”؛ أما ما سواه، فهو لا يعدو أن يكون مجرد “وجهة نظر” point de vue.

    و الحديث يجرني إلى مقولة ابن خلدون الشهيرة عن مفهوم التاريخ، ظاهره و باطنه. فيقول شيئا من هذا القبيل:

    التاريخ في ظاهره لا يزيد على أخبار الأيام و الدول و السوابق من القرون الأولى (لعل بن خلدون كان قد وعى تماما كنه العلاقة بين المفهوم الواقعي الظاهري و أراد أن يتجاوزه إلى أعمق من ظاهره). لذلك يضيف: و التاريخ في باطنه (أو جوهره)، نظر و تحقيق، و تعليل للكائنات و مبادئها…
    فينتهي به المطاف إلى وضع الأصبع على جوهر العلاقة الجدلية بين الواقع و التدوين، فيقول أن التاريخ في باطنه إنما هو “علم بكيفيات الوقائع و أسبابها”.

    فعن طبيعة هذه العلاقة الفلسفية بين الرواية و الواقع التاريخي، نتحدث، و بفضل العلم بالكيفيات” الذي تحدث عنه ابن خلدون يصير من المحتمل أن ننتقل من “ماذا” إلى “كيف” و “لماذا”…

    و هنا يدخل الكاتب إلى حلبة الصراع فيصير بأسلوبه الخاص طرفا في “الإمتاع و المؤانسة” (عفوا للتوحيدي على الاقتباس)، و لا يكتفي بأن يلعب دور شاهد عيان (هذا اذا افترضنا أنه يروي أحداثا رآها و لم يسمعها) ؛ فلا يقتصر أن يختزل دوره في تقني المعرفة التطبيقية. لعله، إن يفعل، يتخلص - و القاريء معه - من عبء “الواقعية” المضني.

    تحياتي

    م.ش.
    التعديل الأخير تم بواسطة محمد شهيد; الساعة 02-03-2022, 17:04.

    اترك تعليق:


  • منيره الفهري
    رد
    المشاركة الأصلية بواسطة المختار محمد الدرعي مشاهدة المشاركة
    حلقة بدأت حزينة تهز قلب القارئ لكن
    حمدا لله كانت النهاية مفرحة.. تم العثور
    على خديجة و سعد الجميع بما فيهم
    القارئ... نتابعك باهتمام مبدعتنا المنيرة
    تحياتي.
    أخي و أستاذي العزيز
    المختار محمد الدرعي
    شكرااا لحضورك الجميل
    تحياتي الصباحية

    اترك تعليق:


  • منيره الفهري
    رد
    المشاركة الأصلية بواسطة عبدالهادي القادود مشاهدة المشاركة
    سردية وافرة الأحداث أخفت سر المتابعة خلف ظلال المقبل

    وهذا ما يتميز به الروائيون حين يدفنون حصى الدهشة في بئر التأويل

    بورك الندف أديبتنا
    أستاذي الفاضل و أخي العزيز عبد الهادي القادود
    شرف لي أن تنال كتاباتي المتواضعة إعجابك
    شكرااا للتشجيع.
    تحياتي الصباحية

    اترك تعليق:


  • منيره الفهري
    رد
    المشاركة الأصلية بواسطة الهويمل أبو فهد مشاهدة المشاركة
    لعل أصدق وصف للجزء (التاسع عشر) هو مفردة "Home" في اللغة الإنجليزية: فهي مفردة تعني
    "بيت" المرء (الأسرة) وتعني كذلك "الوطن". والصلة بين المعنيين أوضح من أن تقتضي تفسيرا. والرواية
    من بدايتها وهي ترسم خيوط الترابط بين هموم الوطن وهموم البيت، وهي "تيمة" أشرت إليها سابقا. وبقدر
    أهمية سلامة البيت وأهله، هي أيضا الأهمية نفسها بالنسبة إلى الوطن وسلامته.

    اهتمام سي الطاهر ببيته واضح جلي والذي يتناسخ إلى اهتمامه بقريته ثم بالوطن
    (مشروع المستوصف دليل، وتبرعه بنصف بيته موقعا للمستوصف دليل، وقيادته
    المقاومة آخر).

    هذا العبء المضاعف هو جذر تكرار ما يتعرض له هذا "البيت" من مشاكل
    وهموم وتوتر. وما البيت إلاّ صورة مصغّرة عن الوطن. واليوم الإشكالية إشكالية
    محلية أسرية: اختفاء الطفلة خديجة. وهي أيضا كانت محور إشكالية قديمة، إذ رأى
    "حكماء" القرية أن دخولها "المدرسة" يهديد أعرافا ثقافية اجتماعية محلية (كما
    روى لنا شي الطاهر في الجزء السابق). وغيابها اليوم أكد ترابط البيت بالتيمة
    الأم في استحضار إشكالية الوطن الكبرى، أي وجود كارثة "الجندرمة الفرنسيس"
    الذين لا يحضرون إلّا ويضاعفون المصائب. فما زلنا نذكر حضورهم أثناء غرق الطفلة
    "حياة"، واليوم ظهروا في أسوأ لحظات اليأس، وكأن هذه الأسرة لا تحتاج في هذه اللحظة إلّا
    تقييدهم حرية حركتها. هذا القيد يستحضر الوضع في حالة الطفلة"حياة" مع فارق النهايتين
    لتكون أحداهما تذكيرا بالأخرى ونتيجتها.

    ولهذا جاءت خاتمة الجزء استعادة وتأكيدا لمصيبة الخالة "محبوبة":

    فمنذ أن ماتت ابنتها كانت تشتري اللعب و الهدايا لخديجة و ترجو غالية أن تتركها عندها
    بعض الوقت و كانت غالية لا تمانع لأنها أحست بحرقتها على "حياة
    " ابنتها التي غرقت في
    البئر
    .
    أستاذي الجليل الهويمل أبو فهد
    و قد أصبحت لا أستغني عن قراءاتك و أنتظرها بفارغ الصبر فهي تثري الرواية و ترتب أفكاري فيها.
    كل الشكر و الامتنان
    و جزاك الله عنا كل الخير

    اترك تعليق:


  • عبدالهادي القادود
    رد
    التشويق ما زال يشق طريقه في شرفات الذات

    بورك المداد والعدو المستفيض

    اترك تعليق:


  • منيره الفهري
    رد
    المشاركة الأصلية بواسطة محمد شهيد مشاهدة المشاركة
    عزيزتي المنيرة الهادئة،

    معذرة فقد لونت بالأحمر ما يمكن اقتراحه عليك من حيث الأسلوب دون قيد و لا شرط (عدا بعض القواعد الملزمة من أدوات التعجب و غيرها). لك الأمر من قبل و من بعد.

    على العموم، ألاحظ أن السرد يطغى عليه طابع “التدوين” التاريخي للأحداث، ربما يرجع ذلك التأثير في السرد التسلسلي إلى علة “واقعية” القصة. يمكنني أن أتفهم ذلك جيداً. لكن كقاريء فوضاوي، تخريبي، سيميائي، ربما أجد راحة أكثر حينما يتوقف الراوي عن النمطية التي يعتمدها مدونوا Annals أوChronical historical records و يفسح مجالا أوسع للتعمق في ماهية الأحداث و فلسفتها. عملياً، سيكون لدينا وقفة مع “monologues” و قد تتعداها إلى soliloque” - تارة بحسب الرغبة النفسية focalisation interne كما يصطلح عليه في علم السرد أو narratologie و تارة بحسب الضرورة السردية la fonction pragmatique du discours-

    و غيرها من اقتراحات غير ملزمة

    مودتي

    م.ش.
    محمد شهيد الرائع
    سعيدة أنك هنا و سعيدة أكثر بهذه الاقتراحات
    التي ساخذها بعين الاعتبار باذن الله
    و للرواية بقية
    تحياتي و كل الامتنان

    اترك تعليق:


  • عبدالهادي القادود
    رد
    سردية وافرة الأحداث أخفت سر المتابعة خلف ظلال المقبل

    وهذا ما يتميز به الروائيون حين يدفنون حصى الدهشة في بئر التأويل

    بورك الندف أديبتنا

    اترك تعليق:


  • منيره الفهري
    رد
    المشاركة الأصلية بواسطة ناريمان الشريف مشاهدة المشاركة
    سبحان الله كيف يكون حال الإنسان عندما يفقد ولده؟!
    لعلها أصعب ما يمر به، وما فعله سي طاهر هو الخروج إلى الجبل يجعلني أخمن أن ذلك المكان هو المستراح الذي ينقي فكره ويجعله يفكر بتؤدة ومع ذلك لم يستطع شيئاً سوى أن يسأل زوجته ما العمل؟! بينما كان رد الزوجة فيه ما يبعد عنه الوسواس حيث أن الوسواس يقتل النفس والروح قبل أن يزعزع البدن ..والشيطان عادة في مثل هذه المواقف ينشط بشدة ولا يحضر إلا بالحكايات المرّة السوداء...كما يجعل الأفكار تشرد بعيداً بينما الحل يكون قريباً .. وفعلاً هذا ما حصل
    سعدت بقراءة هذا الجزء بعودة خديجة سالمة ..
    بانتظار الأحداث المثيرة ..
    شكراً لقلمك وشكراً لقلبك أيتها الرائعة
    تحية ... ناريمان
    الإعلامية الكبيرة أختي و استاذتي الغالية
    ناريمان الشريف
    شرف لي أن تتابعي روايتي المتواضعة
    شكرااا لتعليقك الجميل الذي أنتظره دائما
    تحياتي الصباحية سيدتي الرائعة.

    اترك تعليق:


  • الهويمل أبو فهد
    رد
    المشاركة الأصلية بواسطة منيره الفهري مشاهدة المشاركة
    Vive la classe
    فيف لاكلاس
    رواية بقلم
    منيرة الفهري
    الجزء التاسع عشر

    خرجت غالية على صوت سي الطاهر الذي بادرها بقوله:
    —"الأمر أخطر مما كنا نتصور ! تعالي معي".
    أردفها على الحصان و انطلق مسرعا لا يعرف له وجهة. أين يبحث عن خديجة؟ ولأول مرة أحسّ بالضعف و العجز و هو القوي الذي لا يهاب رصاص الاحتلال.
    —"لا أفهم لماذا تجوب الجبال هكذا؟ هل تتصور أن خديجة تستطيع أن تأتي إلى هنا"؟
    —"لا أعرف يا غالية، أفكار سوداء ترهقني"!.
    لم تعلق غالية على كلامه، فقد انتابتها رعشة و تخيلت ألف حكاية و حكاية، فخديجة بدأت تكبر و الوساوس بدأت تخامرها.
    يا رب احم ابنتي و قرة عيني و لا ترِني فيها مكروها، يا رب.
    شارفت الشمس على المغيب و الحكيم ما زال على حصانه يجول و لا يعرف أين يتجه.
    ترجل سي الطاهر و أنزل غالية و جلس ليرتاح ويرتب أفكاره.
    —"ماذا نفعل الآن؟ هل نعود إلى القرية علنا نجد خديجة أو نسمع أي خبر؟ أرشديني يا غالية فلم أعد أستطيع التفكير السوي".
    كان في خرج الحصان قارورة ماء، أخذتها غالية و بدأت تبلل وجه زوجها و تسقيه قائلة:
    —"يا سي الطاهر يبدو أننا نبالغ في أفكارنا السوداء هذه. استعذ بالله يا رجل، لا تخف فخديجة في حفظ الله. ارتح قليلا و لنعد أدراجنا إلى البيت".
    و فجأة سمعا طلقا ناريا هز المكان.
    التفت الحكيم و زوجته في ذعر فإذا فيلق من "الجندرمة الفرنسيس" يمشط الجبل. اقترب منهما أحد الجندرمة مشهرا عليهما سلاحه و أمرهما باتباعه ليتحقق من سلامة أمرهما. عندها تكلم الحكيم و قال أنا ممرض القرية و هذه زوجتي كنا نزود الأهالي بحبة الكينا. لم يسمعه "الجندرمي" و واصل اقتيادهما نحو باقي الفيلق.و بعد سين و جيم و نقاش حاد ركب الحكيم حصانه و عاد إلى القرية و فكره مشغول مشوش بغياب ابنته.
    كانت فاطمة تقف على مشارف القرية و قد أمسكت خديجة من يدها تنتظر سي الطاهر و غالية لتبشرهما بعثورها عليها.
    كادت غالية تسقط من على الحصان حين رأت خديجة و جرت تقبلها و تحتضنها و تسألها أين كانت.أما الحكيم فقد ترجل من على الحصان و جلس على الأرض لا يدري ما يقول.
    تكلمت خديجة بصوتها الباكي:
    — "كنت عند خالتي محبوبة و قد اشترت لي الحلوى و أدوات التصوير. بقيت عندها لأنني نمتُ عندما أجلسَتني على ركبتيْها و بدأت تلعب بشعري و تغني لي أغاني حزينة".
    ضربت غالية كفا بكف:
    — "كيف نسيتُ هذا؟ كيف لم نسأل الخالة محبوبة"؟
    فمنذ أن ماتت ابنتها كانت تشتري اللعب و الهدايا لخديجة و ترجو غالية أن تتركها عندها بعض الوقت و كانت غالية لا تمانع لأنها أحست بحرقتها على "حياة" ابنتها التي غرقت في البئر.
    أركب سي الطاهر غالية وحدها على الحصان ومضى الجميع متجهين نحو البيت متعبين، لكنهم كانوا سعداء.

    يتبع

    لعل أصدق وصف للجزء (التاسع عشر) هو مفردة "Home" في اللغة الإنجليزية: فهي مفردة تعني
    "بيت" المرء (الأسرة) وتعني كذلك "الوطن". والصلة بين المعنيين أوضح من أن تقتضي تفسيرا. والرواية
    من بدايتها وهي ترسم خيوط الترابط بين هموم الوطن وهموم البيت، وهي "تيمة" أشرت إليها سابقا. وبقدر
    أهمية سلامة البيت وأهله، هي أيضا الأهمية نفسها بالنسبة إلى الوطن وسلامته.

    اهتمام سي الطاهر ببيته واضح جلي والذي يتناسخ إلى اهتمامه بقريته ثم بالوطن
    (مشروع المستوصف دليل، وتبرعه بنصف بيته موقعا للمستوصف دليل، وقيادته
    المقاومة آخر).

    هذا العبء المضاعف هو جذر تكرار ما يتعرض له هذا "البيت" من مشاكل
    وهموم وتوتر. وما البيت إلاّ صورة مصغّرة عن الوطن. واليوم الإشكالية إشكالية
    محلية أسرية: اختفاء الطفلة خديجة. وهي أيضا كانت محور إشكالية قديمة، إذ رأى
    "حكماء" القرية أن دخولها "المدرسة" يهدد أعرافا ثقافية اجتماعية محلية (كما
    روى لنا سي الطاهر في الجزء السابق). وغيابها اليوم أكد ترابط البيت بالتيمة
    الأم في استحضار إشكالية الوطن الكبرى، أي وجود كارثة "الجندرمة الفرنسيس"
    الذين لا يحضرون إلّا ويضاعفون المصائب. فما زلنا نذكر حضورهم أثناء غرق الطفلة
    "حياة"، واليوم ظهروا في أسوأ لحظات اليأس، وكأن هذه الأسرة لا تحتاج في هذه اللحظة إلّا
    تقييدهم حرية حركتها. هذا القيد يستحضر الوضع في حالة الطفلة"حياة" مع فارق النهايتين
    لتكون أحداهما تذكيرا بالأخرى ونتيجتها.

    ولهذا جاءت خاتمة الجزء استعادة وتأكيدا لمصيبة الخالة "محبوبة":

    فمنذ أن ماتت ابنتها كانت تشتري اللعب و الهدايا لخديجة و ترجو غالية أن تتركها عندها
    بعض الوقت و كانت غالية لا تمانع لأنها أحست بحرقتها على "حياة
    " ابنتها التي غرقت في
    البئر
    .

    اترك تعليق:


  • منيره الفهري
    رد
    المشاركة الأصلية بواسطة محمد فهمي يوسف مشاهدة المشاركة
    الأديبة الراقية الأستاذة منيرة الفهري


    لم أجدْ أي خطأ في هذا الفصل من جانب اللغة العربية
    فجزاك الله خيرا .
    شكرا لك أستاذنا الجليل
    محمد فهمي يوسف
    و بارك الله جهودك
    تحياتي الصباحية

    اترك تعليق:


  • محمد شهيد
    رد
    المشاركة الأصلية بواسطة منيره الفهري مشاهدة المشاركة
    Vive la classe
    فيف لاكلاس
    رواية بقلم
    منيرة الفهري
    الجزء التاسع عشر

    خرجت غالية على صوت سي الطاهر الذي بادرها بقوله:
    —"الأمر أخطر مما كنا نتصور ! تعالي معي".
    أردفها على الحصان و انطلق مسرعا لا يعرف له وجهة. أين يبحث عن خديجة؟ ولأول مرة أحسّ بالضعف و العجز و هو القوي الذي لا يهاب رصاص الاحتلال.
    —"لا أفهم لماذا تجوب الجبال هكذا؟ هل تتصور أن خديجة تستطيع أن تأتي إلى هنا"؟
    —"لا أعرف يا غالية، أفكار سوداء ترهقني"!.
    لم تعلق غالية على كلامه، فقد انتابتها رعشة و تخيلت ألف حكاية و حكاية، فخديجة بدأت تكبر و الوساوس بدأت تخامرها.
    يا رب احم ابنتي و قرة عيني و لا ترِني فيها مكروها،
    يا رب!

    شارفت الشمس على المغيب و الحكيم
    لايزال على حصانه يجول و لا يعرف أين يتجه.
    ترجل سي الطاهر
    بعدأن أنزل غالية منعلى ظهر الفرس؛ ثم وجد لنفسه مكانا على الأرض ريثما يرتاح بعض الشيء من عناء السعي المضني؛ فلعلها تكون فرصة سانحة تمنحه قسطا من الطاقة يمكنه - و لو لهنيهة - من إعادة ترتيب أفكارهالتي بعثرها الظرف الراهن.
    —"ماذا نفعل الآن؟ هل نعود إلى القرية علنا نجد خديجة أو نسمع أي خبر؟ أرشديني يا غالية فلم أعد أستطيع التفكير السوي".
    كان في خرج الحصان قارورة ماء، أخذتها غالية و بدأت تبلل وجه زوجها و تسقيه قائلة:
    —"يا سي الطاهر
    ! يبدو أننا نبالغ في أفكارنا السوداء هذه. استعذ بالله يا رجل، لا تخف فخديجة في حفظ الله. ارتح قليلا و لنعد أدراجنا إلى البيت".
    و فجأة سمعا طلقا ناريا هز المكان.
    التفت الحكيم و زوجته في ذعر فإذا فيلق من "الجندرمة الفرنسيس" يمشط الجبل. اقترب منهما أحد الجندرمة مشهرا عليهما سلاحه و أمرهما باتباعه ليتحقق من سلامة أمرهما. عندها تكلم الحكيم و قال أنا ممرض القرية و هذه زوجتي كنا نزود الأهالي بحبة الكينا. لم يسمعه "الجندرمي" و واصل اقتيادهما نحو باقي الفيلق.و بعد سين و جيم و نقاش حاد ركب الحكيم حصانه و عاد إلى القرية و فكره مشغول مشوش بغياب ابنته.
    كانت فاطمة تقف على مشارف القرية و قد أمسكت خديجة من يدها تنتظر سي الطاهر و غالية لتبشرهما بعثورها عليها.
    كادت غالية تسقط من على الحصان حين رأت خديجة و جرت تقبلها و تحتضنها و تسألها أين كانت.أما الحكيم فقد ترجل من على الحصان و جلس على الأرض لا يدري ما يقول.
    تكلمت خديجة بصوتها الباكي:
    — "كنت عند خالتي محبوبة و قد اشترت لي الحلوى و أدوات التصوير. بقيت عندها لأنني نمتُ عندما أجلسَتني على ركبتيْها و بدأت تلعب بشعري و تغني لي أغاني حزينة".
    ضربت غالية كفا بكف:
    — "كيف نسيتُ هذا؟ كيف لم نسأل الخالة محبوبة"؟
    فمنذ أن ماتت ابنتها كانت تشتري اللعب و الهدايا لخديجة و ترجو غالية أن تتركها عندها بعض الوقت و كانت غالية لا تمانع لأنها أحست بحرقتها على "حياة" ابنتها التي غرقت في البئر.
    أركب سي الطاهر غالية وحدها على الحصان ومضى الجميع متجهين نحو البيت متعبين، لكنهم كانوا سعداء.

    يتبع

    عزيزتي المنيرة الهادئة،

    معذرة فقد لونت بالأحمر ما يمكن اقتراحه عليك من حيث الأسلوب دون قيد و لا شرط (عدا بعض القواعد الملزمة من أدوات التعجب و غيرها). لك الأمر من قبل و من بعد.

    على العموم، ألاحظ أن السرد يطغى عليه طابع “التدوين” التاريخي للأحداث، ربما يرجع ذلك التأثير في السرد التسلسلي إلى علة “واقعية” القصة. يمكنني أن أتفهم ذلك جيداً. لكن كقاريء فوضاوي، تخريبي، سيميائي، ربما أجد راحة أكثر حينما يتوقف الراوي عن النمطية التي يعتمدها مدونوا Annals أوChronical historical records و يفسح مجالا أوسع للتعمق في ماهية الأحداث و فلسفتها. عملياً، سيكون لدينا وقفة مع “monologues” و قد تتعداها إلى soliloque” - تارة بحسب الرغبة النفسية focalisation interne كما يصطلح عليه في علم السرد أو narratologie و تارة بحسب الضرورة السردية la fonction pragmatique du discours-

    و غيرها من اقتراحات غير ملزمة

    مودتي

    م.ش.
    التعديل الأخير تم بواسطة محمد شهيد; الساعة 18-02-2022, 19:35.

    اترك تعليق:

يعمل...
X