كن تلقائيا هنا .. قصة / قصيدة / خاطرة

تقليص
هذا موضوع مثبت
X
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • سحر الخطيب
    أديب وكاتب
    • 09-03-2010
    • 3645

    المشاركة الأصلية بواسطة آسيا رحاحليه مشاهدة المشاركة
    معذرة أحبّتي..
    ليست هذه صفحة أريد حلا !
    و لكن نص الأستاذ ربيع حرّك حبرا راكدا فسال هنا .
    أحبّكم .
    ليست صفحة اريد حلا
    الله يكسفهم من اخوة جاحدون
    يبدوا ان هذا المتصفح سيفضح أوجاعنا
    أتعلمين اخيتي عندما أقول يا قاتل يا مقتول مع امي اقصدها
    امي مثل امك لكني لست مثلها
    ربيت أبنائي عكس تربيتها لنا
    هربت ابنائي في وريدي حتى لا يصابوا بداء الخال
    لان من تعطه دون مقدار تصبح انفاسك إحتكار له
    وهذا ما فعلته امك بدلالها له
    اخيتي دعي امك فالمنبت عزيز لانها التينه وحيطان الذكريات وكل انفاس العزيز عليها سكنت في هذا المكان
    لو خلعتها من منبتها سوف تموت ولو وضعتها في قصر
    دعيها وسوف ترى من الله على اخوك العجب
    فقط ربي ابنائك عكس امك
    وربنا يمنحك الحب في ابنائك مثلما أرى ابنائي وبناتي كتله حب تشرق في سمائي
    الجرح عميق لا يستكين
    والماضى شرود لا يعود
    والعمر يسرى للثرى والقبور

    تعليق

    • آسيا رحاحليه
      أديب وكاتب
      • 08-09-2009
      • 7182

      ربنا يحفظلك أبناءك عزيزتي سحر..
      و يعوّضك بهم كل خير.
      تقبّلي مودّتي و تقديري .
      التعديل الأخير تم بواسطة آسيا رحاحليه; الساعة 20-07-2011, 20:04.
      يظن الناس بي خيرا و إنّي
      لشرّ الناس إن لم تعف عنّي

      تعليق

      • إيمان الدرع
        نائب ملتقى القصة
        • 09-02-2010
        • 3576

        المشاركة الأصلية بواسطة آسيا رحاحليه مشاهدة المشاركة
        من يعيد لي أخي ؟




        لا..أمي ..لن أصمت ..لن أدع البئر راكدة .


        المياه الراكدة تتعفن و تنمو فوقها الطحالب الضارة ..سوف أرمي البئر بحجر , بحجرين أو عشرة ..لننتهي من هذا ..الآن ..اليوم ..ما عدت احتمل , تعلمين أني لست غاضبة من أجل نفسي , بل من أجلك , كيف يجرؤ على إيلامك ؟ قطع لسانه الذي جعل الدمع يفيض من عينيك الحبيبتين .. و تصرّين أنه أخونا الوحيد ؟ يا لقلبك ! يا لمعدنك ! من قتل الأخوّة هو أم نحن ؟ من هدّم الحب بمعول الأنانية و الظلم و التهوّر و الكراهية .. هو أم نحن ؟ الآن فهمت إحساسك يا يوسف يا صدّيق ! رهيب ظلم ذوي القربى ,..أشدّ إيلاما من الألم نفسه .. لا أفهم .. عقلي يكاد يختل , مالذي غيّرك علينا ؟ من شحن قلبك ضدّنا بكل هذا السمّ الذي أصبح يسيل من نظرتك و من كلامك ؟ أي ذنب اقترفنا يا بن أمي ؟ تريد حقّك ؟ من بخل عليك به ؟ تريد نصيبك مما ترك الوالد المسكين ؟ من حرمك منه ..خذ نصيبك , خذ أكثر من نصيبك و دع حمائم السلام تتهادى فوق سور الحديقة كما كانت دوما .


        أحس بألمك أمي ,..هذا هو الإبن الذي حلمت به .. مع كل حمل كان يكبر الأمل , يتكوّر , يستدير , ينمو كما ينمو جنينك , ثم يتهاوى , بنت و بنت و بنت و رابعة و خامسة , و تغدقين علينا من حنانك , و تلفيننا في وشاح عطفك ..و تفخرين بنا " بناتي هن كل عمري , هن أخواتي و صديقاتي " و يتغامز النسوة , في العائلة , " تلك التي تلد الإناث .. " و يصلك الحديث , و تبتسمين و تنكّتين " أنا لا ألد سوى البنات , عليه هو أن يلد الذكور ّ ! " ..و لكني أعلم أنك كنت تتألّمين , تحلمين بالذكر , لم تزوري وليّا و لم تمارسي شعوذة و لم تحضري " وعدة " أو " زردة " كما كانت النسوة يفعلن ..و لكنك كنت تتمنين الولد .


        و حمل سادس ..و خوف ينمو و أمل يتوزّع في قلبك كمانور الفجر... يبدأ المخاض .. تتوجّعين , تبكين , و تصلّين في قلبك أن يكون الولد , و تبتسم القابلة " ولد , يا أم البنات , مبروك " ..رأينا ضحكة أبي و رأينا فرحتك ..تهلّل البيت , جاء أخي , جاء حبيبي , جاء من سنشد به أزرنا و نشركه في أمرنا ..سنتربيه معك , سندلّله و نحمله و نحبّه , سنتنازل له عن نصيبنا من كل شيء ..من الكعك و الحلوى و من حبك أنت و أبي لو استلزم الأمر ..يكبر الأخ و يكبر الحب ..لازالت الجدران تحتفظ بصدى ضحكاتنا و لعبنا و شقاوتنا ..ثم فجأة يضيع أخي , و يقف مكانه شخص آخر , جاف النظرة , حاد الطبع , كلماته جمر وحواره صياح و صراخ ..



        كانت كراهيته لنا تتناسل و تتكاثر و تظهر كالفطر..دون ان ندري لم و لا بسبب ماذا ..ثم يقرّر .."أ ريد بيع البيت ..أريد نصيبي من كل ما ترك أبي .." و ماذا ترك أبي ..هل نتقاسم مصحفه الشريف أيضا ؟ هل نقتسم شجرة التين العتيقة فيكون لك الأغصان و تكون لنا الجذور ؟ ماذا ترك أبي غير غصّة في قلب أمي يوم قال لها قبل أن يختم " اهتمي بنفسك .. " كان خائفا عليها ..كان يدرك أن ابنه الوحيد ليس على قدر المسؤولية , ما كان كذلك في حياته فهل سيكون في موته ؟


        كم تحايلنا عليك أمي , كم ترجّيناك , تعالي معنا و اتركي له البيت , ستعيشين معززة مكرّمة , سنسكنك في أعيننا لو ضاق البيت و نطعمك من قلبنا لو شحّ الطعام و نسقيك من دمعنا لو أن الدمع يروي .. تطرقين , تتأمّلين الحيطان و النوافذ , تمسحين بعينيك على شجرة التين و شجرة المشمش , تحدّقين في السماء , " لن أترك هذا البيت إلا جثة هامدة ..هنا عمري , حياتي , بأحزانها و أفراحها , هنا تاريخي و ذكريات المرحوم ..لن تفهمن ." ..نعم .. لن نفهم , أو لعنا نفهم , لا أدري..وقفت دموعك الغالية سدا بيننا و بين كل فهم و كل علم و كل عقل ..


        ... " لو أنتن بناتي حقا , حبيباتي , لا تحقدن عليه , اطلبن له الهداية , ليس ذلك على الله بعزيز . "


        ترفع الحبيبة كفيها , بالدعاء , و تسقط الدموع , نرفع أكفّنا بالدعاء مثلها , نحس تمزّق الدم في الشرايين ..ليس ماءً ما يجري في العروق , و لكننا نحسّ أيضا كأن الاخوّة تسقط في جب مظلم سحيق .
        عاش قلمك آسية الغالية :
        ذاك الذي كتب بأناملنا ، وأعيننا ، وبهسيس قلوبنا ..
        لله درّك حين تكتبين عن مواجع ..نخالها منسيّة ..
        ثم تهبّ رياح حروفٍ قويّة ، لتعرّيها من جديد ..
        وكأنّها ما نامتْ، ولا استكانتْ ..
        مساؤك سعيد عزيزتي ..

        تعيش وتسلم يا ااااااوطني ...يا حبّ فاق كلّ الحدود

        تعليق

        • آسيا رحاحليه
          أديب وكاتب
          • 08-09-2009
          • 7182

          المشاركة الأصلية بواسطة إيمان الدرع مشاهدة المشاركة
          عاش قلمك آسية الغالية :
          ذاك الذي كتب بأناملنا ، وأعيننا ، وبهسيس قلوبنا ..
          لله درّك حين تكتبين عن مواجع ..نخالها منسيّة ..
          ثم تهبّ رياح حروفٍ قويّة ، لتعرّيها من جديد ..
          وكأنّها ما نامتْ، ولا استكانتْ ..
          مساؤك سعيد عزيزتي ..

          نعم..إيمان..
          هي مواجع تعيش فينا ..
          و حتى و لو نامت..يكفي هبوب وجع مشابه لكي تستفيق.
          شكرا لك عزيزتي و تسلمي من كل وجع .
          يظن الناس بي خيرا و إنّي
          لشرّ الناس إن لم تعف عنّي

          تعليق

          • ربيع عقب الباب
            مستشار أدبي
            طائر النورس
            • 29-07-2008
            • 25792

            من يعيد لي أخي ؟
            لا..أمي ..لن أصمت ..لن أدع البئر راكدة .
            المياه الراكدة تتعفن و تنمو فوقها الطحالب الضارة ..سوف أرمي البئر بحجر , بحجرين أو عشرة ..لننتهي من هذا ..الآن ..اليوم ..ما عدت احتمل , تعلمين أني لست غاضبة من أجل نفسي , بل من أجلك , كيف يجرؤ على إيلامك ؟ قطع لسانه الذي جعل الدمع يفيض من عينيك الحبيبتين .. و تصرّين أنه أخونا الوحيد ؟ يا لقلبك ! يا لمعدنك ! من قتل الأخوّة هو أم نحن ؟ من هدّم الحب بمعول الأنانية و الظلم و التهوّر و الكراهية .. هو أم نحن ؟ الآن فهمت إحساسك يا يوسف يا صدّيق ! رهيب ظلم ذوي القربى ,..أشدّ إيلاما من الألم نفسه .. لا أفهم .. عقلي يكاد يختل , مالذي غيّرك علينا ؟ من شحن قلبك ضدّنا بكل هذا السمّ الذي أصبح يسيل من نظرتك و من كلامك ؟ أي ذنب اقترفنا يا بن أمي ؟ تريد حقّك ؟ من بخل عليك به ؟ تريد نصيبك مما ترك الوالد المسكين ؟ من حرمك منه ..خذ نصيبك , خذ أكثر من نصيبك و دع حمائم السلام تتهادى فوق سور الحديقة كما كانت دوما .
            أحس بألمك أمي ,..هذا هو الإبن الذي حلمت به .. مع كل حمل كان يكبر الأمل , يتكوّر , يستدير , ينمو كما ينمو جنينك , ثم يتهاوى , بنت و بنت و بنت و رابعة و خامسة , و تغدقين علينا من حنانك , و تلفيننا في وشاح عطفك ..و تفخرين بنا " بناتي هن كل عمري , هن أخواتي و صديقاتي " و يتغامز النسوة , في العائلة , " تلك التي تلد الإناث .. " و يصلك الحديث , و تبتسمين و تنكّتين " أنا لا ألد سوى البنات , عليه هو أن يلد الذكور ّ ! " ..و لكني أعلم أنك كنت تتألّمين , تحلمين بالذكر , لم تزوري وليّا و لم تمارسي شعوذة و لم تحضري " وعدة " أو " زردة " كما كانت النسوة يفعلن ..و لكنك كنت تتمنين الولد .
            و حمل سادس ..و خوف ينمو و أمل يتوزّع في قلبك كمانور الفجر... يبدأ المخاض .. تتوجّعين , تبكين , و تصلّين في قلبك أن يكون الولد , و تبتسم القابلة " ولد , يا أم البنات , مبروك " ..رأينا ضحكة أبي و رأينا فرحتك ..تهلّل البيت , جاء أخي , جاء حبيبي , جاء من سنشد به أزرنا و نشركه في أمرنا ..سنتربيه معك , سندلّله و نحمله و نحبّه , سنتنازل له عن نصيبنا من كل شيء ..من الكعك و الحلوى و من حبك أنت و أبي لو استلزم الأمر ..يكبر الأخ و يكبر الحب ..لازالت الجدران تحتفظ بصدى ضحكاتنا و لعبنا و شقاوتنا ..ثم فجأة يضيع أخي , و يقف مكانه شخص آخر , جاف النظرة , حاد الطبع , كلماته جمر وحواره صياح و صراخ ..
            كانت كراهيته لنا تتناسل و تتكاثر و تظهر كالفطر..دون ان ندري لم و لا بسبب ماذا ..ثم يقرّر .."أ ريد بيع البيت ..أريد نصيبي من كل ما ترك أبي .." و ماذا ترك أبي ..هل نتقاسم مصحفه الشريف أيضا ؟ هل نقتسم شجرة التين العتيقة فيكون لك الأغصان و تكون لنا الجذور ؟ ماذا ترك أبي غير غصّة في قلب أمي يوم قال لها قبل أن يختم " اهتمي بنفسك .. " كان خائفا عليها ..كان يدرك أن ابنه الوحيد ليس على قدر المسؤولية , ما كان كذلك في حياته فهل سيكون في موته ؟
            كم تحايلنا عليك أمي , كم ترجّيناك , تعالي معنا و اتركي له البيت , ستعيشين معززة مكرّمة , سنسكنك في أعيننا لو ضاق البيت و نطعمك من قلبنا لو شحّ الطعام و نسقيك من دمعنا لو أن الدمع يروي .. تطرقين , تتأمّلين الحيطان و النوافذ , تمسحين بعينيك على شجرة التين و شجرة المشمش , تحدّقين في السماء , " لن أترك هذا البيت إلا جثة هامدة ..هنا عمري , حياتي , بأحزانها و أفراحها , هنا تاريخي و ذكريات المرحوم ..لن تفهمن ." ..نعم .. لن نفهم , أو لعنا نفهم , لا أدري..وقفت دموعك الغالية سدا بيننا و بين كل فهم و كل علم و كل عقل ..
            ... " لو أنتن بناتي حقا , حبيباتي , لا تحقدن عليه , اطلبن له الهداية , ليس ذلك على الله بعزيز . "
            ترفع الحبيبة كفيها , بالدعاء , و تسقط الدموع , نرفع أكفّنا بالدعاء مثلها , نحس تمزّق الدم في الشرايين ..ليس ماءً ما يجري في العروق , و لكننا نحسّ أيضا كأن الاخوّة تسقط في جب مظلم سحيق .


            تحتاج بعض صنفرة و تليين لللغة ، و اللعب على الشجر و ربطه بالأم .. هنا سوف تعطيننا جمالا
            لن أتحدث فى الموضوع كموضوع ، و لكن كقصة هنا فقط .. أظن وصلك ما أريد آسيا .. و أظنك
            سوف تفعلين بأمر الله لتكن تلك قصتك القادمة .. أيضا علامات الترقيم ، لم اختلفت هنا ، و الكيبورد تشابه عليه الأمر ؟!

            فى انتظار هذا الوجع الجميل إن جاز لنا القول !

            sigpic

            تعليق

            • آسيا رحاحليه
              أديب وكاتب
              • 08-09-2009
              • 7182

              نعم ..
              أستاذي الغالي ربيع عقب الباب..
              كنت أفكر في نفس الأمر البارحة..
              ما أروع أن تتّفق رؤيتي المتواضعة مع رؤيتك الصائبة دوما..في ما يخص القص..
              سوف أفعل ..قريبا إن شاء الله .
              علامات الترقيم لا أدري ربما لأني كتبت النص في ربع ساعة ..
              و كنت متأثّرة بالبئر الراكدة تلك التي حرّكت على ركودها شيئا في داخلي.
              مودّتي و احترامي أستاذ .
              يظن الناس بي خيرا و إنّي
              لشرّ الناس إن لم تعف عنّي

              تعليق

              • ربيع عقب الباب
                مستشار أدبي
                طائر النورس
                • 29-07-2008
                • 25792

                هبة هواء رضاكي بي
                فانتظري قليلا ليمر عطرك فى أوردتي
                قبل أن تحرقه نقمتك !
                sigpic

                تعليق

                • مالكة حبرشيد
                  رئيس ملتقى فرعي
                  • 28-03-2011
                  • 4544

                  المشاركة الأصلية بواسطة آسيا رحاحليه مشاهدة المشاركة
                  من يعيد لي أخي ؟

                  لا..أمي ..لن أصمت ..لن أدع البئر راكدة .
                  المياه الراكدة تتعفن و تنمو فوقها الطحالب الضارة ..سوف أرمي البئر بحجر , بحجرين أو عشرة ..لننتهي من هذا ..الآن ..اليوم ..ما عدت احتمل , تعلمين أني لست غاضبة من أجل نفسي , بل من أجلك , كيف يجرؤ على إيلامك ؟ قطع لسانه الذي جعل الدمع يفيض من عينيك الحبيبتين .. و تصرّين أنه أخونا الوحيد ؟ يا لقلبك ! يا لمعدنك ! من قتل الأخوّة هو أم نحن ؟ من هدّم الحب بمعول الأنانية و الظلم و التهوّر و الكراهية .. هو أم نحن ؟ الآن فهمت إحساسك يا يوسف يا صدّيق ! رهيب ظلم ذوي القربى ,..أشدّ إيلاما من الألم نفسه .. لا أفهم .. عقلي يكاد يختل , مالذي غيّرك علينا ؟ من شحن قلبك ضدّنا بكل هذا السمّ الذي أصبح يسيل من نظرتك و من كلامك ؟ أي ذنب اقترفنا يا بن أمي ؟ تريد حقّك ؟ من بخل عليك به ؟ تريد نصيبك مما ترك الوالد المسكين ؟ من حرمك منه ..خذ نصيبك , خذ أكثر من نصيبك و دع حمائم السلام تتهادى فوق سور الحديقة كما كانت دوما .
                  أحس بألمك أمي ,..هذا هو الإبن الذي حلمت به .. مع كل حمل كان يكبر الأمل , يتكوّر , يستدير , ينمو كما ينمو جنينك , ثم يتهاوى , بنت و بنت و بنت و رابعة و خامسة , و تغدقين علينا من حنانك , و تلفيننا في وشاح عطفك ..و تفخرين بنا " بناتي هن كل عمري , هن أخواتي و صديقاتي " و يتغامز النسوة , في العائلة , " تلك التي تلد الإناث .. " و يصلك الحديث , و تبتسمين و تنكّتين " أنا لا ألد سوى البنات , عليه هو أن يلد الذكور ّ ! " ..و لكني أعلم أنك كنت تتألّمين , تحلمين بالذكر , لم تزوري وليّا و لم تمارسي شعوذة و لم تحضري " وعدة " أو " زردة " كما كانت النسوة يفعلن ..و لكنك كنت تتمنين الولد .
                  و حمل سادس ..و خوف ينمو و أمل يتوزّع في قلبك كمانور الفجر... يبدأ المخاض .. تتوجّعين , تبكين , و تصلّين في قلبك أن يكون الولد , و تبتسم القابلة " ولد , يا أم البنات , مبروك " ..رأينا ضحكة أبي و رأينا فرحتك ..تهلّل البيت , جاء أخي , جاء حبيبي , جاء من سنشد به أزرنا و نشركه في أمرنا ..سنتربيه معك , سندلّله و نحمله و نحبّه , سنتنازل له عن نصيبنا من كل شيء ..من الكعك و الحلوى و من حبك أنت و أبي لو استلزم الأمر ..يكبر الأخ و يكبر الحب ..لازالت الجدران تحتفظ بصدى ضحكاتنا و لعبنا و شقاوتنا ..ثم فجأة يضيع أخي , و يقف مكانه شخص آخر , جاف النظرة , حاد الطبع , كلماته جمر وحواره صياح و صراخ ..
                  كانت كراهيته لنا تتناسل و تتكاثر و تظهر كالفطر..دون ان ندري لم و لا بسبب ماذا ..ثم يقرّر .."أ ريد بيع البيت ..أريد نصيبي من كل ما ترك أبي .." و ماذا ترك أبي ..هل نتقاسم مصحفه الشريف أيضا ؟ هل نقتسم شجرة التين العتيقة فيكون لك الأغصان و تكون لنا الجذور ؟ ماذا ترك أبي غير غصّة في قلب أمي يوم قال لها قبل أن يختم " اهتمي بنفسك .. " كان خائفا عليها ..كان يدرك أن ابنه الوحيد ليس على قدر المسؤولية , ما كان كذلك في حياته فهل سيكون في موته ؟
                  كم تحايلنا عليك أمي , كم ترجّيناك , تعالي معنا و اتركي له البيت , ستعيشين معززة مكرّمة , سنسكنك في أعيننا لو ضاق البيت و نطعمك من قلبنا لو شحّ الطعام و نسقيك من دمعنا لو أن الدمع يروي .. تطرقين , تتأمّلين الحيطان و النوافذ , تمسحين بعينيك على شجرة التين و شجرة المشمش , تحدّقين في السماء , " لن أترك هذا البيت إلا جثة هامدة ..هنا عمري , حياتي , بأحزانها و أفراحها , هنا تاريخي و ذكريات المرحوم ..لن تفهمن ." ..نعم .. لن نفهم , أو لعنا نفهم , لا أدري..وقفت دموعك الغالية سدا بيننا و بين كل فهم و كل علم و كل عقل ..
                  ... " لو أنتن بناتي حقا , حبيباتي , لا تحقدن عليه , اطلبن له الهداية , ليس ذلك على الله بعزيز . "
                  ترفع الحبيبة كفيها , بالدعاء , و تسقط الدموع , نرفع أكفّنا بالدعاء مثلها , نحس تمزّق الدم في الشرايين ..ليس ماءً ما يجري في العروق , و لكننا نحسّ أيضا كأن الاخوّة تسقط في جب مظلم سحيق .


                  صباح الخير عزيزتي آسيا
                  أبكيتني والله وبحرقة كبيرة
                  ... " لو أنتن بناتي حقا , حبيباتي , لا تحقدن عليه , اطلبن له الهداية , ليس ذلك على الله بعزيز . "
                  ترفع الحبيبة كفيها , بالدعاء , و تسقط الدموع , نرفع أكفّنا بالدعاء مثلها , نحس تمزّق الدم في الشرايين ..ليس ماءً ما يجري في العروق , و لكننا نحسّ أيضا كأن الاخوّة تسقط في جب مظلم سحيق .

                  واعيد عليك كلام الوالدة ...لا تحقدن عليه ...اطلبن له الهداية
                  الحقد كلما كبر ...تعمق وتجدر قتل فينا أجمل الاحاسيس والاشياء
                  لكن الحب كلما كبر ضمد الجراح ...قرب المسافات ...وانسانا المحن
                  جميلة عزيزتي ..رائعة ...ككل أعمالك

                  [/quote]

                  تعليق

                  • ربيع عقب الباب
                    مستشار أدبي
                    طائر النورس
                    • 29-07-2008
                    • 25792

                    كم أشتاق إلا أشتاقك !!
                    sigpic

                    تعليق

                    • ربيع عقب الباب
                      مستشار أدبي
                      طائر النورس
                      • 29-07-2008
                      • 25792

                      كم أشتاق ألا يتلون يومي بزهر خديك
                      بدغدغتك تلك الرهيفة
                      حين يمزق روحي نصل حزنك كلما أشرقت فيّ !
                      sigpic

                      تعليق

                      • ربيع عقب الباب
                        مستشار أدبي
                        طائر النورس
                        • 29-07-2008
                        • 25792

                        و كم عليّ أن أبحر بعيدا عن تلك البلاد
                        التى لونتها باسمك
                        وشتلت على جسورها و مناراتها بسمة لا تنطفئ !
                        sigpic

                        تعليق

                        • ربيع عقب الباب
                          مستشار أدبي
                          طائر النورس
                          • 29-07-2008
                          • 25792

                          متعب أنا حد البلاهة
                          و على مشارف عينيك أسترق بفيض جموحي
                          نظرة
                          كلمة
                          بعض عبق لم يقربه أحد قبلي !
                          sigpic

                          تعليق

                          • ربيع عقب الباب
                            مستشار أدبي
                            طائر النورس
                            • 29-07-2008
                            • 25792

                            نبتة من حجيم
                            أم
                            وقدة حب
                            .. لم يطلع صباحها بعد ؟!
                            آن أن أصبح بعض كلمات في دفترك الخاص
                            و بعض أنفاس ربما في وقت قريب
                            يرحل بها الخريف !!
                            التعديل الأخير تم بواسطة ربيع عقب الباب; الساعة 21-07-2011, 11:48.
                            sigpic

                            تعليق

                            • مالكة حبرشيد
                              رئيس ملتقى فرعي
                              • 28-03-2011
                              • 4544

                              غريب ، كم كنت صديقا لهم ، أحبهم كما لم أحب نفسي وولدي ، أسبغ عليهم حبا و حنانا و سعة .. !
                              كانت السبع العجاف ، و كنت هنا مازلت أمد يدا ، و نهرا للجميع ، و أقيم بعض ما انكسر منها ليسمن و يقوى !
                              الكبير ينهار ، وأنا أرفعه ، أقبل يده ، بل قدمه :" لا أبى .. لا .. أرجوك ، أنت أعز و أكرم ".
                              وظللت بعيدا ، غريبا ، تأكل حسرة ما جنبي ، تبلغ بي حدود أسئلة ، لا تجد منطقا ليجيب إلحاحها ، لكنني أغالبها دوما ، وألقى بها بئري ، الذي دائما أبدا ما أطهره ، لكنهم أبدا ، كانوا بعيدين ، و إن درت رحاهم ، و نمت على البكاء عليهم ولهم ، كان دمى يهرب منى ، و يخذلني لتمزق كنت أسمع له صوتا في شراييني !

                              اليد العليا خير من اليد السفلى في كل شيء
                              في كل عطاء مهما كان نوعه
                              فكيف ان كان حبا ...اهتماما ...ورعاية
                              حتما هم يدركون ذلك في قرارة انفسهم مهما حاولوا النكران والتجاهل
                              يكفيهم عذابا انهم لا يستطيعون مواجهة انفسهم

                              أشعر أن القصة لم تنته بعد
                              لا اعرف لماذا لكن كان هذا احساسي عندما انتهيت من القراءة


                              تعليق

                              • ربيع عقب الباب
                                مستشار أدبي
                                طائر النورس
                                • 29-07-2008
                                • 25792

                                وما كان عليّ
                                أن أبحث عن الله فى دوخلهم
                                ليكونوا كما يحبون أو لا يحبون
                                فقط يجب ألا أفزعهم بقبح أوراحهم
                                ليعيشوا طويلا بذات الرائحة الزنخة !
                                التعديل الأخير تم بواسطة ربيع عقب الباب; الساعة 21-07-2011, 11:50.
                                sigpic

                                تعليق

                                يعمل...
                                X