حلقة الأسبوع مع "النورس الإغريقي" ربيع عقب الباب

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • ربيع عقب الباب
    مستشار أدبي
    طائر النورس
    • 29-07-2008
    • 25792

    #91
    المشاركة الأصلية بواسطة سعاد عثمان علي مشاهدة المشاركة
    الأستاذ الكريم محمد إبراهيم سلطان
    أسعد الله صباحك
    أتقدم لك بالشكر الجزيل لدعوتك المشرفة تلك ؛لأسعد بك وبربيعنا الكريم وبكل النخبة المتواجدة
    -لنجتمع معك حول أستاذ قد حباه الله بعدة شموع مضيئة فقد عرفناه كاتباً-مفكراً-ناقداً-شاعراً-قاصاً-معطاء-متميز-
    ...يجمع كل النغمات الساحرة في بوتقة الفكر وادب ،في إنسيابية بتعابيرفاتنة صداها يعانق النجوم ...ومن ثم تتمخض عن نجم جديد
    -وويجعل من نجاحات الآخرين ربيعاً مزهراً حتى في فصل الخريف
    استاذ ربيع.من عرفوك لم يفارقهم الضؤ
    إجتمعنا هنا لنتشرف بالسلام عليك
    ولنحتفي بك
    ولنسعد بلقاء مباشر معك
    ولنفترش أبك وفنونك في خميلتك المحملة بكل أنواع الزهور والرياحين لذلك أصنبحنا بالكاد أن نفيك حقك
    شكرأ لأديبنا الكبير ربيع عقب الباب والذي صنع من الكلمات زهوراً وعطراً
    وجعل من الكتاب مشاعلاً ونوراً
    تحياتي الطيبة
    سعادة

    أحبكِ .. أحبكَ .. أحبكم
    لأنني بكم غدوت نهرا
    ألا ترون فضتي تأخذ القمر بين ساعديها
    ترقص رقصة كونية لن تكون الأخيرة ؟!


    أسرني حديثك أستاذة سعاد
    و أنا فى كل الأحوال أحاول كأني أكتب لأول مرة
    نعم متجدد لأني أريد ذلك .. أريده بقوة .. حتي فى الكتابة للطفل
    وساعة وجدت أني عاجز توقفت .. و ربما أعود أكتب لهم فهم
    أشجاري الزاهرة .. و نخيل الغد القادم بالحياة !!

    خالص تقديري و احترامي
    sigpic

    تعليق

    • ربيع عقب الباب
      مستشار أدبي
      طائر النورس
      • 29-07-2008
      • 25792

      #92
      المشاركة الأصلية بواسطة كوثر خليل مشاهدة المشاركة
      شكرا لك استاذ محمد ابراهيم سلطان على الثقة التي وضعتَها في شخصي و إن كنت لا أظنني أوفي الأستاذ ربيع عقب الباب حقه فهو إلى قيمة أعماله الإبداعية الاكيدة و قدرته على المرور بين أجناس أدبية مختلفة فقد استطاع ان يحقق شرط التواصل الصعب الذي يوازن بين الأنا و الآخر و بقدرما اعطى من ذاته وجد في المقابل الاحترام الاكيد و الود الصادق و إذا كانت الأنا تتفق دائما مع الأنانية فقد عرف الأستاذ ربيع كرئيس ملتقى القصة كيف يستوعب القادمين الجدد على مدى هذه السنوات و يشعرهم بأن لأقلامهم قيمة ستكبر مع الايام و مستقبلا أكيدا متى عملوا على ذلك و شعروا بهذه الفرصة، فرصة تقدير أعمالهم و قد استطاع بمعرفته الحدسية متى يكون حاضرا و متى يختفي مؤقتا ليبرز اسما آخر و موهبة قد يكون لها مستقبل و ذلك لفائدة الادب و الفن فقط و لهذا فانا أضم صوتي إلى صوتك و أحييه و ارجو له دوام الصحة و العطاء.

      لالا .. لن أغلق عينيّ
      حتي يشرب الطير منها
      يتفجر الدم الحار فى أجنحتها الخضراء
      فقط عدوني إن مت
      ألا تغلقوا عينيّ حين يطل النهار علي هذه الخارطة !!


      شهادة من مبدعة فى حجم كوثر هيكل تعد وساما
      شكرا شكرا لمرورك و حديثك

      تقديري
      sigpic

      تعليق

      • ربيع عقب الباب
        مستشار أدبي
        طائر النورس
        • 29-07-2008
        • 25792

        #93
        المشاركة الأصلية بواسطة هدير الجميلي مشاهدة المشاركة
        تحية لك استاذ محمد ... هو أنتو موراكوش غيري ..ههههه

        وتحية كبيرة كبيرة جداً للأستاذ ربيع عقب الباب ..
        أنا لا أريد ان أعرف شيء عنك استاذ ربيع ...؟!
        فانت واضح لاتحتاج إلى تعريف عن نفسك...
        أجد بك روائع القصص والروايات ...
        وأشم بك عصر بين القصرين ..ودعاء الكروان...ومسرحيات لعب الأبطال دورها على أخاديد وجهك ورسوم خطها الماضي على كف يدك...
        كم تمنيت أن اكون مثلك ..قاصة وأديبة وشاعرة ..
        كم تمنيت أن أكون أنت...
        ولهذه الحظة ..
        تحية أجلال لك

        ً

        كانوا يعلمون حجم التهديدات ،
        لكنهم أبدا ما صدقوا ،
        أن العالم سوف يتخلي عنهم ،
        فحين اقتربت منهم زوارق البحرية ،
        كانوا قد استعدوا لمواجهة رجالها ،
        لكن مع أول طلقة رصاص ،
        كانوا يتخلون عن بعض اعتقادهم ،
        ويسارعون للتسلح بأي شيء !!


        هدير المدهشة
        بعض الإصرار .. إصرار و ترصد .. ومغامرة !
        الكتابة مغامرة بكل ما تحمل
        ثم لعب بالكلمات .. إلعبي
        و سوف تكونين أفضل و أفضل
        و أنا صديق أحب لك الخير و النماء و الانتاج الجميل دائما

        تقديري و احترامي
        sigpic

        تعليق

        • ربيع عقب الباب
          مستشار أدبي
          طائر النورس
          • 29-07-2008
          • 25792

          #94
          المشاركة الأصلية بواسطة د.إميل صابر مشاهدة المشاركة
          يبدو أن الحوارات الفكرية
          لم تسرقني فقط من نفسي، بل أيضا من مروري لرفع القبعة مع انحناءة
          أو حتى على الأقل ولو
          لدحرجة التماسي،

          قرأت الجميع هنا
          فأعجزوني عن إيجاد ما يقال،

          لكن لا
          فأنا لدي خبرة شخصية مع الاستاذ،
          خبرة مختلفة،
          خبرة احترام الاختلاف، وهو ما يندر في فضاءنا
          إلا أنه يكثر في قلب الربيع.

          أقول فقط كن ربيعا دائما
          تحمل لنا الجمال والعطر
          ٍستاذي و صديقي أميل .. مرحبا بك هنا
          أسعدني حديثك .. كما يفعل دائما لروح تتمتع بها ،
          تجمع بين البساطة و روح الدعابة
          بالطبع قريبان بما يكفي لأن يعرف كل منا الآخر
          و ما يكتب !!

          شكرى و احترامي لك أيها الدءوب الرائع
          sigpic

          تعليق

          • ربيع عقب الباب
            مستشار أدبي
            طائر النورس
            • 29-07-2008
            • 25792

            #95
            المشاركة الأصلية بواسطة أحمد عيسى مشاهدة المشاركة


            ألهذا أسميت نفسك " عقب الباب " اذن ..
            ربما ..
            الأستاذ المبدع : ربيع عقب الباب
            عرفتك مبدعاً متألقاً ، كاتباً لا يشق له غبار ..
            لكن الأهم بالنسبة لي ، كان احتضانك للكتاب ، وقراءتك الواعية لنصوصهم ، وجودك الأبوي هنا ، وكلمتك القوية ، روحك التي نراها في صفحات الملتقى ، بل حتى ردودك التي تصيغها والله وكأنها قصيدة ..
            لا زلت أحفظ أول رد لك على قصة تعجبك لي .. كان هذا على قصة " تداخل "
            وكم قرأته وكررته ، وأحببته كما أحببتك ..

            تحيتي أستاذي ، وكل كلمات الشكر لن تفيك حقك ، أنت تعرف قدرك جيداً ، وكل كتاب الملتقى يعرفون من هو ربيع ، ويعرفون كم يحبون ربيع ..
            وهل منا من لا يحب الربيع ..؟

            حبي لك دائماً
            لأني يوم دخلت هنا ، ورأيت صورتك أحمد ، تمنيت لو أكون هذا السمت
            هذه القوة ، و هذه الجسارة ..
            كانت ملامحك تحوي بشاب يملك من الإرادة ما من شأنها أن تحطم الجرانيت
            و كان أكثر من عمل رائع ، تصادف مع تواجدي أول العهد ، فكنت بجمالك وروعتك جاذبا

            ثم غيرت الصورة ، فتاهت بعض الملامح التي أعرفها فيك .. وما بين الصورة وتبدل الأسلوب و المعالجة ، قصة لم تقل ، و لا بد من كشفها ههه !!

            محبتي أيها الطيب
            sigpic

            تعليق

            • نبيه أبو غانم
              أديب وكاتب
              • 26-05-2010
              • 94

              #96
              الأستاذ الكبير والأديب المبدع والأخ الكريم ربيع عقب الباب:
              بداية وبعد السلام, أتوجه بالشكر الجزيل للأخ العزيز الأستاذ محمد ابراهيم سلطان, الذي أتاح لي فرصة الوقوف أمام طود راسخ في عالم الأدب, وعلم من أعلامه, وبحر عميق قاعه.. موفور بالدرر والنفائس.
              أتوجه إلى الله أن يديم عليكما ثوب الصحة و العافية, وأن تحققا كل ما تصبوان إليه.
              وسؤالي هو في مجال القصة وتحديداً (ق. ق. ج)
              هل يندرج هذا النوع من الكتابة تحت مسمى القصة؟
              ولو أني وفي مفهومي الخاص أجدها أكثر ملائمة تحت مسمى الخاطرة.
              وإن كانت كذلك فمن هم الأدباء الأوائل الذين كتبوا في هذا المجال
              أو بالأحرى من هو أول من أسس هذا النوع من أنواع القصة؟.
              وهل استوفت (ق. ق. ج) بسطورها وكلماتها المعدودة كل أركان القصة؟.

              دمتم بخير ولكم مني أجمل التحايا

              تعليق

              • إيهاب فاروق حسني
                أديب ومفكر
                عضو اتحاد كتاب مصر
                • 23-06-2009
                • 946

                #97
                الأخ والزميل والصديق
                الأستاذ الكبير ربيع عقب الباب
                لقد كدت أبكي وأنا أقرأ كلماتك التي تتفجر بأسمى معاني الحب والخير
                أشاركك عشق الإسكندرية
                وإن لم أكن اسكندراني المولد
                لكن يكفيني أني اسكندراني الهوى
                ومنها اتخذت أصدقاء عديدين من خيرة أدباء وشعراء مصر
                فلا أحسّ بحلاوة الحياة إلا على شاطئ بحرها
                اتنفس روعة سحر طقسها
                أما عن جذوري
                فإن أردت البحث عنها فإذهب بي إلى دمشق
                شامنا الساحرة
                حيث لم أتمكن من الذهاب لرؤية أهلي هناك
                لكنها جذوري حيث نبت جدي لأبي
                وتربى حتي بلوغهِ سن الشباب
                قبل هجرته إلى القاهرة
                حيث قدر لي أن أولد
                فأنا من مواليد عابدين
                منطقة الأوبرا تحديداً
                أخي وأستاذي الكبير
                ربيع عقب الباب
                شكراً جزيلاً أن فجرت مني تلك المعلومات
                تحيتي وتقديري لشخصكم الكريم
                إيهاب فاروق حسني

                تعليق

                • حكيم عباس
                  أديب وكاتب
                  • 23-07-2009
                  • 1040

                  #98

                  قصّتي معه

                  4


                  - هل تظلّ اللّغة ، لغة بعد أن تصبح عجينة صلصال؟ قال و هو يلتقط حصاة من على جانب الطريق ، يقذفها نحو حقول الذرة في الناحية الثانية من ماء الساقية ، سمع صفق أجنحة ثمّ فزّت أسراب من طيور السمّن ، كموجة فلتت عن جبين البحر مذعورة ، تحلّق نحو الأزرق خلف النّجوم .
                  قاطع صدى سؤاله فيه و قال بهدوء: هذه لغة أيضا.
                  لم يكن حزينا ، بل كان كشجرة تفّاح أثقلتها الثمار ، فخرج يبحث عن علاقة بين الصلصال و اللغة .

                  نقف هنا .....

                  ------------------


                  نقف هنا ، بعد أن بيّنت بأدقّ التّفاصيل الخفيّة ، علاقتي الصامتة مع أخي الفنان الكبير و أستاذي ربيع عقب الباب ،
                  ربيع عقب الباب ، ظاهرة حيّة كنت أبحث عنها ، لأجيب على سلسلة من الاسئلة تشغل بالي ، و لأبلور أخرى.
                  هذا الرّجل يكتب الرواية و يكتب القصة القصيرة و القصة القصيرة جدا ، يكتب الحكاية ، الشعر و الشعر بالعاميّة ، و المسرح ...الخ فلا عجب بهذا ، إذ أنّها كلّها أزياء مختلفة لذات الجسد ، و سنعرض بعض النّماذج لهذا الجسد :-
                  1. الأنموذج الأول : استخدام اللغة كأداة تفاهم و اتّصال بين البشر (أداة اجتماعية) للتعبير عن جزء من مكنونات عالم داخلي ذاتي ، ممزوج بين القليل من الذاتية الخالصة ، و الكثير جدّا من الذات كفرد من أفراد المجتمع ، أي تعبير عن المكنونات الدّاخلية تحت رقابة الذات التي لم تخرج عن كونها فرد من أفراد المجتمع ، أي ما زالت مكبّلة بقوانينه ، و هذا هو ما نسميه الأدب.

                  2. الأنموذج الثاني : يكتب الشعر أيضا ، و الشعر هو تعبير عن حالة وجدانية خاصة ، أي أكثر ذاتية ، أعمق في الذات ، أكثر تحرّرا من حقيقة كون الذّات فردا من أفراد المجتمع ، لكن بنفس الأداة اللغوية التي (اللغة كأداة اجتماعية عامة) تستخدم في الأنموذج الأول، و لأنّ الحالة أكثر ذاتية و أكثر وجدانية ، و أبعد عن الذات الاجتماعية ، يحصل تغيّرات و إزاحات في هذه اللغة ، إلى درجة أنّني أستطيع القول ، بأنّها حالة لغوية خاصة ، و الخصوصيّة فيها تبرز ، في :
                  *** اعتنائها الشديد بالصورة و تكثيفها ، توالد صورا جديدة منها ، و خاصة غير المألوفة.
                  *** تحاول اللغة في الشعر تغيير اصطفاف مفرداتها ، حسب ايقاعها الصوتي ، كأنّها عملية ترتيب لأوركسترا ، توزّع فيها الأدوات الموسيقية حسب طبقات و ذبذبات الأصوات و النّغمات التي تصدرها كلّ أداة ، يتبعها استخدام هذه النذغمات و الايقاعات معا ، لتعطي نفس الإحساس الذي يولّده سماع الموسيقى ، أنت لا تسمع موسيقى و لكنّك تسمع لغة ، و زّعت كأوركسترا أو كورال ، تُحدث في النّفس ، أو تحاكي ما تحدثه في النفس الموسيقى عند سماعها (البعض يقول انّها موسيقى داخلية)
                  *** إزاحة الدلالات اللفظية عن مدلولاتها ، الحقيقة أنّني أفهم هذه الإزاحة ، كعمليّة استبدال للمدلول المتعارف عليه بين أفراد المجتمع الذين يتكلّمون نفس اللغة ، استبداله بمدلول خاص ذاتي ، يحسّه كاتب الشعر ، أي نوع من استبدال العام بالخاص ، استبدال الاجتماعي بالذّاتي.
                  و هكذا نرى أن الشعر أساسا يرتكز على التّعمق في الذات ، و إعطائها الحريّة أكثر لتعبّر عن ذاتها ، أي أنّه أكثر ذاتية من الأدب ، أي أن الذات به ، تمتلك حريّة أكبر ، و تتحرّر أكثر من حقيقة كونها فرد من أفراد المجتمع.

                  3. الأغنية الشعبية (الشعر بالعامية) : الظاهرة ربيع يكتب الشعر بالعاميّة ، شخصيّا لا أسميه هكذا ، أشعر بالامتعاض من هذه التسمية ، و أعتقد أن تسميته الصحيحة هي "الأغنية الشعبية المكتوبة" . هنا الذات تتجلى في محاولة للتكيّف و التأقلم مع المجتمع ، بأقل قدر ممكن من الخسائر الذاتية ، فالذات بمواجهة المجتمع ، أحيانا لا تجرؤ على كسر هذه العلاقة ، تريد أن تحافظ على هذه العلاقة ، أن لا تجنح نحو تطلّعاتها الذاتية في الحرية و الانعتاق على حساب كونها فردا متزنا من أفراد المجتمع ، و لكن و في الوقت نفسه تريد ان تقدّم رؤيتها الذاتية ، فتقوم بتفريغ شحنتها ، بتحقيق توقها للتمرّد و الانعتاق ، على حساب اللّغة (الأداة) ، تكسر أغلالها ، تحطّم قيودها ، تجبرها أن تتّخذ شكل الحالة الوجدانية للذات .. إذاً هنا وجّه التّمرد بذكاء نحو الأداة ، لا نحو علاقة العام بالخاص ، أو علاقة الأنا بالهو . لكن هذا لا يكفي ، لأنّ ما ستفعله الذات بهذا الصنف من الشعر ، يفقدها الاستفادة من جماليّات الأداة ، جماليّات اللغة ، فتقوم بتعويض هذه الخسارة بجماليّات النغمة ، الايقاع الموسيقى ، إذن الشعر الذي يسمّى شعرا عاميّا هو بالحقيقة أغنية، يعتمد أساسا على الموسيقى ، و لولاها لكن حكي و كلام (حال بعض ما يقدّم) نرى فيه تكسير و انحطاط لجماليّات الأداة (اللغة) و فقط..!!

                  4. المسرح : الظاهرة ربيع ، يكتب المسرحية أيضا ، المسرح هو استخدام لكلّ أدوات الإنسان ، سواءا كمجتمع أو كفرد من أفراد المجتمع أو كذات حرّة خالصة ، لنرى :-
                  *** فهو الأدب كما جاء في الأنموذج الأول ،
                  *** و هو الشعر كما جاء في الأنموذج الثاني
                  *** إضافة لاستخدامه المباشر للموسيقى
                  *** يستخدم الأغنية
                  *** يستخدم الحركة / الرّقص
                  *** يستخدم الضوء و الظل و اللون و الشكل = أدوات الفن التشكيلي
                  *** يستخدم الأشكال ثلاثيّة الأبعاد = أدوات النّحت
                  أي أنّه استخدام شامل للآداب و للفنون بأنواعها و أصنافها . استخدام شامل للعام / الاجتماعي ، و للذات كفرد من افراد المجتمع ، و للذات بخصوصيّتها و ذاتيتها الحرّة الشبه مطلقة.
                  المسرح يُخرج الذّات من الصراع بين الخاص و العام ، بين المجتمع و الفرد ، بين الأنا و الهو ، و يأتي بالجميع على خشبة المسرح ، و يقول لنا أنظروا هذه هي الحياة ، هذه هي المعركة.
                  أعتقد أن المسرح هو أعظم ما ابتكر الإنسان على الإطلاق.
                  نلاحظ من هذه النّماذج كلّها ، أنّها أزياء مختلفة لذات الجسد ، و الجسد هو كما رأينا الذات .. الأنا التي تتوق للحرية بلا حدود ، و في الوقت نفسه هي طرف في ثنائية الزامية حتمية ، أنا و هو ، الفرد و المجتمع ، الذات و ما خارجها.
                  فهاهي تعبّر باللغة من خلال الأدب ، لكنّها أقل حريّة (أقل ذاتية) و أكثر اجتماعية
                  ثم بالشعر ، و هي أكثر حرية أقرب للذات ، و الذي جعلها كذلك استخدام الشعر لبعض أدوات الفنون (الصورة و الموسيقى و المدلول الذاتي الخاص )
                  الأغنية الشعبية ، ظلت الذات في سلام مع الآخر ، و بقيت فردا ملتزما من أفراد المجتمع ، إلا أنّها كسّرت الأداة العامة الاجتماعية (اللغة) أبقت على التّوازن و استكملت نفسها بأداوات فنيّة ، الموسيقى و الغناء.
                  ثم المسرح ، الاستخدام الشامل لكلّ الأدوات العامة و الخاصة..
                  ربيع عقب الباب ، يستخدم كلّ هذه الأزياء ، برع في كلّ هذه الأزياء.. لذلك تحوّلت اللغة بين يديه لعجينة صلصال ، يُركّبها كما يشاء ، و يشكّل منها الأشكال و الصور التي يشاء.. فهي بين يديه مطياعة متدفقة متنوعة ، غنية حارة جميلة ، ملكة بدوية تزيّنت بكل الحلل و الجواهر الأسطورية ، لا يمكنك متابعة لغته دون أن تلجأ للقواميس و المعاجم لشدّة ثرائها ، و اللغة كأداة إجتماعية عامة ، طوّعها ، و لم يكتف بل حطّمها و غناها .. !!!
                  صلصال شكّل منه حبيبته ، فوقع في عشقها ، ثم حطّمها كي لا تأسره ، و ليتحرّر من عبوديّتها ... ثمّ يعيد الكرّة بيجماليون...!!!
                  لم يكتف ، ففي الشعر و المسرح استخدم كلّ ما تبقى من أدوات الفنون التشكيلية أيضا.. إذن ربيع عقب الباب ليس أديبا فقط ، بل فنانا كبيرا ، و لو تمكّن من التّعرّف على التقنيّات الأساسية للتّشكيل ثلاثي الأبعاد ، أو تقنيّات الرسم الأساسية ، أراهن و اتّحدى أنّه سيجد نفسه قادرا على القول من خلال الفن التّشكيلي النحت و الرّسم ، ، و لو يلم الآن بتقنيات العزف على أي آلة ، سيجد نفسه قادرا على قول الموسيقى.. و لو وفّرت له قطيعا يرعاه في السهول و القفار ، لأكتشف وحده النّاي و أبكانا بعزف منفرد على النّاي..
                  إنّه الفنان ، إنه منفرد و فريد ... ذات تدرك أبعاد الحرية و معانيها ، ذات تتوق للأجنحة و التّحليق .. لن أستغرب أبدا لو علمت يوما ، أنه ضبط واقفا في ميدان التّحرير يصرخ بأعلى صوته صراخا جنونيّا فريدا .. هكذا لمجرّد الصراخ ، كمشهد من مشاهد عمل مسرحي ضخم أعدت ذاته له...


                  تحياتي

                  حكيم

                  تعليق

                  • محمد خير الحلبي
                    أديب وكاتب درامي
                    • 25-09-2008
                    • 815

                    #99
                    المشاركة الأصلية بواسطة محمد ابراهيم سلطان مشاهدة المشاركة
                    [align=center][table1="width:95%;background-color:black;"][cell="filter:;"][align=center]



                    أ. محمد خير الحلبي ... نتمنى لكم دوام الصحة و العافية ويشرفنا أن نتواصل معكم والحلقة الثانية .. من حلقات
                    " أديب من بيننا " ..

                    و إن كانت هذه المرة ستشذ عن الالتزام بالترتيب الأبجدي و حقاً أعتذر ..

                    أديب الحلقة سيكون الحديث عنه حميميا و طويلا ؛ لقربه الكبير من الجميع و أنا أولهم .. كان له الفضل في ترتيبي .. زعمي له بأنه الأب ليس من فراغ ؛ لأنه صدقاً والدي ـ إن شرفه هذا ـ أشعر فيه بانعكاس مرآتي .. فهو أنا , وجدت في أعماله مرامي : المسرح .. القصيدة .. القصة .. الخاطرة ..
                    حتى في أدبه للطفل كنت أجد روحي في سندباده و أدغاله .. في شعر العامية له أثره البليغ .. يحسه من عاش في ريفنا البسيط .. و يتذوقه كل ذي شأن .
                    تناولت موضوعاته جميع الطبقات بآلامها و معاناتها .. استحضر شخوصه من كل صقيع و بقيع .. حتى طالت تسديداته رأس الأفعى .. يعتمد في آدبياته على سمة أساسية ربما استحدثها لأدبه الخاص .. و لا سيما في القصة و الرواية و أيضاً في المسرح .. هي نمطه الغير قابل للتقليد .. فاللغة متغيرة ومتنوعة بين المعقد الرصين إلى السهل الممتنع .. تلك السمة تعتمد على تطويرٍ ما , ربما لم اعثر عليه حتى الآن .. لكن سأحاول معكم على تعرية هذا السر المخبوء .
                    تغنى بالأنثى على جميع رداءاتها .. المتغنجة .. العاشقة .. المعشوقة .. الخائنة .. المخلصة .. الجدة .. الجارة و ... إلخ من شخصيات و صفات متوافرة و بقوة .. حتى الأرض و العرض لم ينفلت منه :

                    [align=center][table1="width:70%;background-image:url('http://www.m5zn.com/uploads/2010/2/4/photo/j7siy3t5e5d1p0.jpg');"][cell="filter:;"][align=center]
                    الأرض لالت .. استجارت يابشر
                    لمت جناح الرحمة
                    فارت بالخطر
                    دموعها بحر من الدما
                    كاس دار علينا كلنا
                    طال الزهور
                    طال الطيور
                    طال كل شىء
                    حتى الأجنة ع الشجر
                    و لا عاد بيطرح
                    غير جراح
                    غير فناء
                    قهر البشر !

                    من قصيدة "الأرض" ..


                    [/align][/cell][/table1][/align]

                    و لو جئنا للرواية نجدها أغزر و أوسع فضاء من جميع أعماله ؛ و السبب أن كل فنونه تصب في هذا اليم , فتجد فيها المسرح بحواره .. ولغته المنتحية إلى الشاعرية في أحايين كثيرة .. مكنته من فرض صيته و اسمه الأدبي على الساحة القاهرية الأدبية بصفة الخصوص و بقوة .. فاستحق جائزة الجمهورية و المركز الأول في الرواية بلا منافس ..
                    نأتي و نتربع مع طائر الأولمب .. و النورس الإغريقي و المولد الفرعوني :




                    [align=center][table1="width:70%;background-image:url('http://www.almolltaqa.com/vb/mwaextraedit2/backgrounds/186.gif');"][cell="filter:;"][align=center]
                    مولد فى كل لحظة
                    مولد فى كل طالعة
                    مولد فى كل راجعة
                    مولد وصاحبه حاضر
                    إيزيس باشوفها دايما م اللف عيونهاسارحة
                    ودموعها شمس حيرى بتحن لزرعه فـــالحه
                    خير يملا البيادر
                    وهى فى عز شوقها تنام م التوهة دايخة
                    ضامم أيوب جناحها عشمانه يوم بفرحة
                    للَى ع البلوة صابر
                    نقوم تلاقى روحها مسروق منها جناحها
                    تجرى ليلها صباحها تجرى تلملم جروحها
                    تلالى ع المسافر
                    تلالى ع المغاد ر
                    تصرخ امته ياقادر الشر مخالبه طايحة
                    والناس غلبت تعافر

                    من قصيدة " مولد وصاحبه حاضر "


                    [/align][/cell][/table1][/align]







                    النورس الإغريقي
                    الأستاذ
                    ربيع عقب الباب







                    من أعماله و ليس كلها :

                    *أولاً الشعرية

                    ـ نشوة و مرقد


                    ـ هو و أنا و هي



                    ـ لدمي روح الرحيق و أنت مداه


                    ـ السنديان يأخذ شكلا مخروطيا

                    ـ رائعته " نــزف "

                    ـ كوني حوائي

                    ـ بقايا متناثرة
                    - كانت هيِ

                    ـ تباريح

                    *ثانياً المسرح :


                    ـ " البلد " عرض مفتوح عن رواية عباس أحمد

                    _ ثم الجائزة لعام 2008 في :

                    ـ ليالي الصبابة و الموت 1

                    ـ ليالي الصبابة و الموت 2

                    ـ ليالي الصبابة و الموت 3
                    _ الجائزة فى 2007

                    خسوف ( النمر )

                    - الجائزة في 2006
                    البئر

                    ثالثاً القصة والرواية :
                    مطبوعات
                    _ ولادة هنا .. ولادة هناك
                    _ قرن غزال
                    - حلم كائن بسيط
                    _ ليل المدن القديمة
                    _ أسطورة فرط الرمان
                    _ من يقتل الغندور ؟ رواية
                    _ سوق اللبن ...... رواية
                    _ لا تعترف بالموت ( أوجات ) رواية
                    أعمال بالملتقي :
                    ـ عرق دساس
                    ـ انهيارات

                    ـ آخر الشياطين


                    ـ أنثاك أنا


                    ـ العمر لحظة


                    ـ طائر مغرد


                    ـ و رائعته " لم تعد لي رغبة فيه "


                    ـ آخر بابات ابن دانيال



                    ـ سوق اللبن " رواية" مركز أول جائزة جمهورية

                    رابعاً أدب الطفل :


                    ـ عصافير للأقفاص .. عصافير للفضاء
                    ـ لعنة الملك ميداس

                    ـ حائك السلطان

                    ـ ساحر النهر "رواية"

                    ـ رحلات سندباد : ( ست روايات نشرت مسلسلة بمجلة ماجد الاماراتية



                    ( في بلاد نم نم

                    في بلاد الخرس

                    في قلعة التنين)

                    ـ تاجر الأسماء

                    ـ البهلوان

                    ـ محسن يرسم عصفورا

                    ** فضلاً عن أعماله في :


                    ـ الساخر

                    ـ كتابة الخاطرة

                    ـ القصة القصيرة جدا

                    ـ القصيدة العامية

                    و كثير من الأعمال التي تحتاج إلى مجلد كامل لتجميعها

                    أستاذ ربيع عقب الباب يسعدني أن تكون على ساحة منتظريك ههنا .. فتقبل منا بعض ممن غرست فينا و علمتنا .. و تقبل مني تلك الصفحة التي لا تليق بكم شاعرا و قاصا و روائيا , و مسرحنجي من الطراز النادر ,


                    و أحب أن أذكر السادة و السيدات:


                    أن الهدف من هذا الطرح هو تقديم دراسة للأديب بناء على ما قرأنا له من أعمال ليكون الحكم عليه من منطلق النقاط التالية ( أي نتناول النقاط ـ كلها أو بعضها حسب قناعة العضو و رؤيته ـ و ننطلق منها لفضاء الكاتب , و لكل عضو الحرية في تناول نقاط أخرى لكن لا تنعرج عن هدف الطرح ) :

                    *أهم ما يميزالأسلوب ..
                    * اللغة , التقرير , التصوير , التكثيف , الإسهاب و الإطناب .. ,, إلخ
                    * تقنيته الفنية في الطرح .
                    * مدى معالجته لقضايا المجتمع (المحلي / الدولي) العربي .
                    * اتجاهه نحو موضوعات النفس البشرية بمختلف نواحيها : ( ....., ....., ....., ..... , ... ) .
                    * أشهر أعماله / أجملها حتى كتاباته الأخيرة ..
                    * وأيضاً مناطق الضعف و القوة في أسلوب الكاتب.

                    [/align][/cell][/table1][/align]
                    الجميل محمد سلطان
                    أدهشتني حتى بت لا أعرف ما اصنع...
                    لعلي بين يدي علم يستحق أن يعزف له النشيد الوطني الأدبي...
                    وأنا بحول الله فاعل هذا...
                    ولعمري سأحلب الزمن حلبا حتى أستدر من ضرعه ولو بضع برهة...وأقف هنا لأقرأ ..ثم أعود مزودا بما يقدر عليه قلبي وقلمي..
                    لو عذرتني انتظرتني ...وأعدك أعود


                    شكرا جميلا لما تفعل
                    شكرا وحب

                    تعليق

                    • فاطمة أحمـد
                      أديبة وشاعرة
                      • 29-11-2009
                      • 344

                      ما أجمل أن تجد نفسك جالساً في حديقة غناء
                      تفترش بالخضرة والزهور، وفي حضرة حبيب
                      جميل ذي حس مرهف وحضور يأخذك معه لعالم
                      الإبداع الرائع .. إنسان له كاريزما غريبة ..
                      تجعلك تحبه لشخصه قبل حبك لإبداعاته .. حتي
                      الصور التي يضعها ترانا نتأملها واللهِ ونحبها ..
                      حتي صورة القرد كانت جميلة ، وفكرتها عبقرية..!
                      وصورة هذه الطفلة الجميلة تشبهك تماماً ..
                      وأنا واللـهِ أتشرف أني أكتب لهذا العملاق الذي
                      أعطاه الله من فضله مواهب عظيمة وتواضعاً جميلاً..
                      ومن قبل أعطاه القبول وحب الناس..

                      جعلتني أشعر بالانتماء في أول خطوة خطوتها
                      في الملتقي ..من هذا الكم الذي يملؤك من عشق
                      الكلمة والتمسك بها والأخذ بيد كاتبها بكل حب ،
                      حتي قسوتك في نقد الأعمال تراها ناعمة
                      وكأنها المدح بعينه !!..
                      ضاع مني الكلام .. وتلعثمت حروفي..
                      أمام هذه الشخصية الرائعة ..

                      وهنا لا يسعني إلاَّ أن أشكر جداً الأستاذ الجميل
                      محمد إبراهيم سلطان الذي أتي لنا بالربيع
                      في هذا الشتاء القارص .. والصيف القائظ !!
                      نتحدث إليه ، حديثاً مبتوراً لم ولن يعطيه حقه..
                      دمت أستاذ ربيع ودام قلمك الزاخر وعطاؤك

                      تحياتي واحترامي

                      فاطم
                      التعديل الأخير تم بواسطة فاطمة أحمـد; الساعة 02-06-2010, 09:40.

                      تعليق

                      • ربيع عقب الباب
                        مستشار أدبي
                        طائر النورس
                        • 29-07-2008
                        • 25792

                        المشاركة الأصلية بواسطة نبيه أبو غانم مشاهدة المشاركة
                        الأستاذ الكبير والأديب المبدع والأخ الكريم ربيع عقب الباب:
                        بداية وبعد السلام, أتوجه بالشكر الجزيل للأخ العزيز الأستاذ محمد ابراهيم سلطان, الذي أتاح لي فرصة الوقوف أمام طود راسخ في عالم الأدب, وعلم من أعلامه, وبحر عميق قاعه.. موفور بالدرر والنفائس.
                        أتوجه إلى الله أن يديم عليكما ثوب الصحة و العافية, وأن تحققا كل ما تصبوان إليه.
                        وسؤالي هو في مجال القصة وتحديداً (ق. ق. ج)
                        هل يندرج هذا النوع من الكتابة تحت مسمى القصة؟
                        ولو أني وفي مفهومي الخاص أجدها أكثر ملائمة تحت مسمى الخاطرة.
                        وإن كانت كذلك فمن هم الأدباء الأوائل الذين كتبوا في هذا المجال
                        أو بالأحرى من هو أول من أسس هذا النوع من أنواع القصة؟.
                        وهل استوفت (ق. ق. ج) بسطورها وكلماتها المعدودة كل أركان القصة؟.

                        دمتم بخير ولكم مني أجمل التحايا
                        أستاذي نبيه .. مساؤك خير و سعادة
                        و أهلا بك هنا فى هذه الصفحة ، التي أشرقت بك ، و بتعاملك بشكل راق جدا معها ، فى الوصول إلى معرفة حول ماهية القصة القصيرة جدا .. !!
                        أقول لك .. حين ظهرت القصة القصيرة كمصطلح فى أدبنا العربي ، زاد الحديث حولها و عنها ، و رحنا نطوف فى الأدب العربي القديم على متشابهات ، و قصص من الممكن أن نطلق عليه هذه التسمية دون إفراط ، و لكن ما استطعنا أن نقول إنا عرفنا القصة القصيرة قبل الغرب ، وظلت حالة الاستكشاف تدور حول ما كان ، وماهو كائن بالفعل ، و كان الحرص على تزويد القاريء العربي أو المبدع ، ببعض اتجاهات فى القصة القصيرة ، وما تعنيه لدي الكبار ، أمثال تشيكوف وموباسان وجوجول و أوسكاروايد وجاك لندن وشتاينبك ، وغيرهم من أساطين و عباقرة القصة العالمية ، و كل كان له رأيه ، و لم يتشابهو ا إلا فى ركائز عامة تم بلورتها ، و لكن ليس بشكل قاطع و حاسم و مانع ، أبدا ، فكان أهم العناوين فى القصة القصيرة ، هى البداية و الوسط و النهاية ، و العقدة
                        و أهم ما يتبني هذا كله وحدة الأثر ، و التكثيف ، الذي قد نجده عند كاتب قويا و محققا ، و عند البعض لا ، و هنا برزت اتجاهات فى التناول .. حتي ظهر ت بعض المسابقات ، التي تدعو إلى كتابة قصة فى حدود مائة كلمة أو أقل كثيرا .. و لكن تحت ذات المسمي القصة القصيرة ، و هنا تدرجنا فى تسمية هذا النوع بالأقصوصة لأنه تخفف بعض الشىء من الحجم ، و لكنه لم يتخفف من الأحداث ، أو ربما قلصها تماما ، وتخفف منها ، لكنه حافظ على أركان القصة القصيرة !!

                        أما الشكل الجديد أو المولود الجديد ، فجاء مختلفا إلى حد بعيد ، و إن اشترك مع القصة القصيرة فى القليل من الركائز ، أو المعايير ، التي من الممكن التوصل إليها فورا ، و التفريق بينها ، وبين قصيدة نثرية أو خاطرة ، و إن تداخلت الأجناس الأدبية كثيرا فى الفترة الأخيرة بشكل يدعو للحيرة ..
                        تعال معي أخي الطيب مع هذه الرؤية و الدراسة التي بالفعل أعجبتني كثيرا
                        ورأيت أنها تجيب عن أسئلتك ، و أسئلة أخري كثيرة !

                        القصة القصيرة جدا جنس أدبي جديد


                        جميل حمداوي

                        تمهيـــد أولـــــي:
                        ظهرت القصة القصيرة جدا منذ التسعينيات من القرن الماضي استجابة لمجموعة من الظروف الاجتماعية والاقتصادية والسياسية والثقافية المعقدة والمتشابكة التي أقلقت الإنسان وما تزال تقلقه وتزعجه ولا تتركه يحس بنعيم التروي والاستقرار والتأمل، ناهيك عن عامل السرعة الذي يستوجب قراءة النصوص القصيرة جدا والابتعاد عن كل ما يتخذ حجما كبيرا أو مسهبا في الطول كالقصة القصيرة والرواية والمقالة والدراسة والأبحاث الأكاديمية…. كما لم تجعل المرحلة المعاصرة المعروفة بزمن العولمة والاستثمارات والتنافس الإنسان الحالي ولاسيما المثقف منه مستقرا في هدوئه وبطء وتيرة حياته ، بل دفعته إلى السباق المادي والحضاري والفكري والإبداعي قصد إثبات وجوده والحصول على رزقه؛ مما أثر كل هذا على مستوى التلقي والتقبل والإقبال على طلب المعرفة، فانتشرت لذلك ظاهرة العزوف عن القراءة ، وأصبح الكتاب يعاني من الكساد والركود لعدم إقبال الناس عليه، كما بدأت المكتبات الخاصة والعامة تشكو من الفراغ لغياب الراغبين في التعلم وطلبة القراءة والمحبين للعلم والثقافة. هذا، ولقد تبلور هذا الجنس الأدبي الجديد- على حد علمي- في دول الشام وبالضبط في سورية وفلسطين، ودول المغرب العربي وخاصة في المغرب وتونس على حد سواء. إذاً، ماهو هذا الجنس الأدبي الجديد؟ وماهي خصائصه الدلالية والفنية والتداولية؟ وماهي أهم النماذج التي تمثل هذا المولود الجديد في عالمنا العربي؟ تلكم هي الأسئلة التي سوف نحاول رصدها في مقالنا هذا.
                        1- تعريف القصة القصيرة جدا:
                        القصة القصيرة جدا جنس أدبي حديث يمتاز بقصر الحجم والإيحاء المكثف والنزعة القصصية الموجزة والمقصدية الرمزية المباشرة وغير المباشرة، فضلا عن خاصية التلميح والاقتضاب والتجريب والنفس الجملي القصير الموسوم بالحركية والتوتر وتأزم المواقف والأحداث، بالإضافة إلى سمات الحذف والاختزال والإضمار. كما يتميز هذا الخطاب الفني الجديد بالتصوير البلاغي الذي يتجاوز السرد المباشر إلى ماهو بياني ومجازي ضمن بلاغة الانزياح والخرق الجمالي.
                        2- تعدد التسميات والمصطلحات:
                        أطلق الدارسون على هذا الجنس الأدبي الجديد عدة مصطلحات وتسميات لتطويق هذا المنتوج الأدبي تنظيرا وكتابة و الإحاطة بهذا المولود الجديد من كل جوانبه الفنية والدلالية، ومن بين هذه التسميات: القصة القصيرة جدا، ولوحات قصصية، وومضات قصصية، ومقطوعات قصيرة، وبورتريهات، وقصص، وقصص قصيرة، ومقاطع قصصية، ومشاهد قصصية، و فن الأقصوصة، وفقرات قصصية، وملامح قصصية، وخواطر قصصية، وقصص، وإيحاءات،والقصة القصيرة الخاطرة، و القصة القصيرة الشاعرية، والقصة القصيرة اللوحة…. وأحسن مصطلح أفضله لإجرائيته التطبيقية والنظرية، و أتمنى أن يتمسك به المبدعون لهذا الفن الجديد وكذلك النقاد والدارسون، هو مصطلح القصة القصيرة جدا لأنه يعبر عن المقصود بدقة مادام يركز على ملمحين لهذا الفن الأدبي الجديد وهما: قصر الحجم والنزعة القصصية.
                        3- موقف النقاد والدارسين من القصة القصيرة جدا:
                        يلاحظ المتتبع لمواقف النقاد والدارسين والمبدعين من جنس القصة القصيرة جدا أن هناك ثلاثة مواقف مختلفة وهي نفس المواقف التي أفرزها الشعر التفعيلي والقصيدة المنثورة و يفرضها كل مولود أدبي جديد وحداثي؛ مما يترتب عن ذلك ظهور مواقف محافظة تدافع عن الأصالة وتتخوف من كل ماهو حداثي وتجريبي جديد، ومواقف النقاد الحداثيين الذين يرحبون بكل الكتابات الثورية الجديدة التي تنزع نحو التغيير والتجريب والإبداع والتمرد عن كل ماهو ثابت، ومواقف متحفظة في آرائها وقراراتها التقويمية تشبه مواقف فرقة المرجئة في علم الكلام العربي القديم تترقب نتائج هذا الجنس الأدبي الجديد، وكيف سيستوي في الساحة الثقافية العربية ، وماذا سينتج عن ظهوره من ردود فعل، ولا تطرح رأيها بصراحة إلا بعد أن يتمكن هذا الجنس من فرض وجوده ويتمكن من إثبات نفسه داخل أرضية الأجناس الأدبية وحقل الإبداع والنقد.
                        وهكذا يتبين لنا أن هناك من يرفض فن القصة القصيرة جدا ولا يعترف بمشروعيته لأنه يعارض مقومات الجنس السردي بكل أنواعه وأنماطه، وهناك من يدافع عن هذا الفن الأدبي المستحدث تشجيعا وكتابة وتقريضا ونقدا وتقويما قصد أن يحل هذا المولود مكانه اللائق به بين كل الأجناس الأدبية الموجودة داخل شبكة نظرية الأدب. وهناك من يتريث ولا يريد أن يبدي رأيه بكل جرأة وشجاعة وينتظر الفرصة المناسبة ليعلن رأيه بكل صراحة سلبا أو إيجابا. وشخصيا ، إني أعترف بهذا الفن الأدبي الجديد وأعتبره مكسبا لاغنى عنه، وأنه من إفرازات الحياة المعاصرة المعقدة التي تتسم بالسرعة والطابع التنافسي المادي والمعنوي من أجل تحقيق كينونة الإنسان وإثباتها بكل السبل الكفيلة لذلك.
                        ولقد انصبت دراسات كثيرة على فن القصة القصيرة جدا بالتعريف والدراسة والتقويم والتوجيه، ومن أهمها كتاب أحمد جاسم الحسين"القصة القصيرة جدا/1997م"، وكتاب محمد محيي الدين مينو" فن القصة القصيرة، مقاربات أولى/2000م"، دون أن ننسى الدراسات الأدبية القيمة التي دبجها كثير من الدارسين العرب وخاصة الدكتور حسن المودن في مقاله القيم" شعرية القصة القصيرة جدا" المنشور في عدة مواقع رقمية الكترونية كدروب والفوانيس…ومحمد علي سعيد في دراسته " حول القصة القصيرة جدا" ، وحسين علي محمد في" القصة القصيرة جدا، قراءة في التشكيل والرؤية"،وعدنان كنفاني في" القصة القصيرة جدا، إشكالية في النص أم جدلية حول المصطلح…!"، والدكتور يوسف حطيني في" القصة القصيرة جدا عند زكريا تامر" ، علاوة على مقالات ودراسات أخرى منشورة هنا وهناك و التي تناولت القصة القصيرة جدا بمقاربات تجنيسية وتاريخية وفنية.
                        3- رواد القصة القصيرة جدا:
                        ومن أهم رواد القصة القصيرة جدا نستحضر من فلسطين الشاعر والقصاص فاروق مواسي، ومن سوريا المبدع زكريا تامر، ومحمد الحاج صالح، وعزت السيد أحمد، وعدنان محمد، ونور الدين الهاشمي، وجمانة طه، وانتصار بعلة ،ومحمد منصور، وإبراهيم خريط، وفوزية جمعة المرعي. ومن المغرب نذكر حسن برطال في مجموعة من أقاصيصه المتميزة بالروعة الفنية وهي منشورة في عدة مواقع رقمية وخاصة موقع دروب ، وسعيد منتسب في مجموعته القصصية ( جزيرة زرقاء 2003م)، وعبد الله المتقي في مجموعته القصصية( الكرسي الأزرق 2005م)، وفاطمة بوزيان في كثير من لياليها وكتاباتها الرقمية المتنوعة. ومن تونس لابد من ذكر الكاتب الروائي والقصاص المقتدر إبراهيم درغوثي. ومن السعودية لابد من ذكر فهد المصبح في مجموعته القصصية(الزجاج وحروف النافذة)… 4- الخصائص الفنية والشكلية:
                        تعرف القصة القصيرة جدا بمجموعة من المعايير الكمية والكيفية والدلالية والمقصدية والتي تحدد خصائصها التجنيسية والنوعية والنمطية:
                        أ‌- المعيار الكمــــــي:
                        يتميز فن القصة القصيرة جدا بقصر الحجم وطوله المحدد، ويبتدئ بأصغر وحدة وهي الجملة كما في قصة المغربي حسن برطال"حب تعسفي": " كان ينتظر اعتقالهما معا…لتضع يدها في يده ولو مرة واحدة"، إلى أكبر وحدة قد تكون بمثابة فقرة أو مقطع أو مشهد أو نص كما عند فاروق مواسي وسعيد منتسب وعبد الله المتقي وفاطمة بوزيان. وغالبا لا يتعدى هذا الفن الأدبي الجديد صفحة واحدة كما عند زكريا تامر وإبراهيم درغوثي وحسن برطال في "ماسح الأدمغة" و"كلاب الگرنة". وينتج قصر الحجم عن التكثيف والتركيز والتدقيق في اختيار الكلمات والجمل والمقاطع المناسبة واجتناب الحشو والاستطراد والوصف والمبالغة في الإسهاب والرصد السردي والتطويل في تشبيك الأحداث وتمطيطها تشويقا وتأثيرا ودغدغة للمتلقي. ونلاحظ في القصة القصيرة جدا الجمل القصيرة وظاهرة الإضمار الموحي والحذف الشديد مع الاحتفاظ بالأركان الأساسية للعناصر القصصية التي لايمكن أن تستغني عنها القصة إلا إذا دخلت باب التجريب والتثوير الحداثي والانزياح الفني.
                        ب‌- المعيار الكيفـــي أو الفنــي:
                        يستند فن القصة القصيرة جدا إلى الخاصية القصصية التي تتجسد في المقومات السردية الأساسية كالأحداث والشخصيات والفضاء والمنظور السردي والبنية الزمنية وصيغ الأسلوب، ولكن هذه الركائز القصصية توظف بشكل موجز ومكثف بالإيحاء والانزياح والخرق والترميز والتلميح المقصدي المطمعم بالأسلبة والتهجين والسخرية وتنويع الأشكال السردية تجنيسا وتجريبا وتأصيلا. وقد يتخذ هذا الشكل الجديد طابعا مختصرا في شكل أقصوصة موجزة بشكل دقيق في أحداثها كما في مقطع حسن برطال من نص:﴿ حرب البسوس﴾:
                        " السهام تنطلق…تضرب… الحناجر تصيح…﴿ حبي ليك…يابلادي، حب فريد…﴾ السهام تضرب… الأيادي تتشابك…﴿ حبي ليك…يابلادي،حب عنيف…﴾ السهام تضرب… الأجساد تتناطح…﴿ الحب الغالي…ما تحجبو الأسوار…﴾ انتهت المعركة…جثث هنا وهناك…صمت… جسد تحرك…لازالت فيه روح…حمل اللواء ثم قال:
                        باسمكم جميعا نشكر مجموعة السهام…انه منظم الحفل…".
                        يصور هذا المقطع القصصي القصير حدث الحرب بخاصية السخرية والتلوين الأسلوبي الكاريكاتوري والإيجاز المكثف بحمولات مرجعية انتقادية قوامها التهكم والأسلبة والتهجين والتكرار الساخر، وتوظيف مستويات لغوية مختلفة من أجل خلق باروديا نصية تفضح صيرورة التناقض والخلاف العربي. وعلى الرغم من هذا القصر الموجز، فالنص يحتوي على كل مقومات الحبكة السردية من أحداث وشخصيات وفضاء ومنظور سردي وكتابة أسلوبية متنوعة. ويتخذ فن القصة القصيرة جدا عدة أشكال وأنماط كالخاطرة والأقصوصة واللوحة الشعرية واللغز والحكمة والمشهد الدرامي وطابع الحبكة السردية المقولبة في رؤوس أقلام كما في (ميركافا) لحسن برطال:" كان يتكلم عن وقائع المعركة…صلبة المقاتلين…خيانة الجيش… ثم الهزيمة…". ومن الأمثلة على اللوحة الشعرية قصة ( في حوض الحمام) للكاتبة المتميزة فاطمة بوزيان التي كتبت بطريقة شاعرية تعتمد على التكرار وموسقة الحروف والانزياح البلاغي:
                        كان يشعر أن الماء الساخن يذيب كل شحمه الفائض…
                        يذيب كل تعبه…
                        يذيب شكوكه..
                        يذيب سوء التفاهم الذي بينه وبين البسكويت!
                        ي
                        ذ
                        و
                        ب
                        صار ماء لاطفولة له
                        فجأة تذكر مجرى الحوض
                        هب خائفا فعاد إليه
                        شحمه
                        تعبه
                        شكوكه
                        وسوء التفاهم الذي بينه وبين البسكويت
                        وتظهر هذه الشاعرية أيضا في( عروض خاصة) لفاطمة بوزيان:
                        في لحظات وحدته القصوى
                        كان يخرج هاتفه المحمول
                        ويضغط على أزرار الرقم المجاني
                        حيث الصوت الأنثوي الرخيم
                        يذكر بالعروض الخاصة
                        وكان يتذكر الأنثى والأمور الخاصة
                        وقد تتحول القصة القصيرة جدا إلى لوحة تشكيلية كما في( عولمة ) للكاتبة المغربية فاطمة بوزيان:
                        هم الأستاذ بالكتابة على السبورة تكسر الطبشور
                        حاول الكتابة بما تبقى في يده، خربش الطبشور
                        السبورة في صوت مزعج
                        اغتاظ . والتفت على يمينه قائلا
                        - اتفو على التخلف في زمن العولمة يسلموننا.

                        كما تتجسد القصة القصيرة جدا في عدة مظاهر أجناسية وأنماط تجنيسية كالقصة الرومانسية والقصة الواقعية والقصة الفانطاستيكية والقصة الرمزية والقصة الأسطورية، كما تتخذ أيضا طابعا تجنيسيا في إثبات قواعد الكتابة القصصية الكلاسيكية، وطابعا تجريبيا أثناء استلهام خصائص الكتابة القصصية والروائية المعروفة في القص الغربي الجديد والحداثي، وطابعا تأصيليا يستفيد من تقنيات التراث في الكتابة والأسلبة.
                        هذا، وتتميز الجمل الموظفة في معظم النصوص القصصية القصيرة جدا بالجمل الموجزة والبسيطة في وظائفها السردية والحكائية، حيث تتحول إلى وظائف وحوافز حرة بدون أن تلتصق بالإسهاب الوصفي والمشاهد المستطردة التي تعيق نمو الأحداث وصيرورتها الجدلية الديناميكية. وإذا وجدت جمل مركبة ومتداخلة فإنها تتخذ طابعا كميا محدودا في الأصوات و الكلمات والفواصل المتعاقبة امتدادا وتوازيا وتعاقبا. وتمتاز هذه الجمل بخاصية الحركة وسمة التوتر والإيحاء الناتج عن الإكثار من الجمل الفعلية على حساب الجمل الاسمية الدالة على الثبات والديمومة وبطء الإيقاع الوصفي والحالي والاسمي. ويتميز الإيقاع القصصي كذلك بحدة السرعة والإيجاز والاختصار والارتكان إلى الإضمار والحذف من أجل تنشيط ذاكرة المتلقي واستحضار خياله ومخيلته مادام النص يتحول إلى ومضات تخييلية درامية وقصصية تحتاج إلى تأويل وتفسير واستنتاج واستنباط مرجعي وإيديولوجي. ويتحول هذا النص القصصي الجديد إلى نص مفتوح مضمن بالتناص والحمولات الثقافية والواقعية والمستنسخات الإحالية خاصة عند الكاتب المغربي حسن برطال كما في( الثأر)،و( ماسح الأدمغة)، و( ثلاث زيارات لملاك الموت)،و(ميركافا)،و( الضمير المنفصل…لايستحق أن يكون كلمة)،و( مي شدياق)…، لذلك يحتاج هذا النص التفاعلي إلى قراءات عديدة وتأويلات مختلفة تختلف باختلاف القراء والسياقات الظرفية. ويساهم التدقيق والتركيز في خلق شاعرية النص عبر مجموعة من الروابط التي تضفي على النص الطابع القصصي والتراتبية المنطقية والكرونولوجية، بله عن خاصية الاختزال والتوازي والتشظي البنائي والانكسار التجريبي.
                        ومن حيث البلاغة ، يوظف الكاتب في نصه الأجناسي الجديد المجاز بكل أنواعه الاستعارية والرمزية من أجل بلورة صورة المشابهة وصورة المجاورة وصورة الرؤيا القائمة على الإغراب والإدهاش والومضات الموحية الخارقة بألفاظ إنشائية أو واقعية تتطلب تأويلات دلالية عدة لزئبقيتها وكثافتها التصويرية بالأنسنة والتشخيص والتجسيد الإحيائي والتضاد والانزياح والتخييل . ويمكن الحديث أيضا عن بلاغة البياض والفراغ بسبب الإضمار والاختزال والحذف . وكل هذا يستوجب قارئا ضمنيا متميزا ومتلقيا حقيقيا متمكنا من فن السرد وتقنيات الكتابة القصصية. كما ينبغي أن تكون القراءة عمودية وأفقية متأنية عالمة ومتمكنة من شروط هذا المولود الجديد، وألا يتسرع القارئ في قراءته وكتابته النقدية على الرغم من كون القصة القصيرة جدا هي كتابة سريعة أفرزتها ظروف العولمة وسرعة إيقاع العصر المعروف بالإنتاجية السريعة والتنافس في الإبداع وسرعة نقل المعلومات والخبرات والمعارف والفنون والآداب.
                        ج- المعيار التداولي:
                        تهدف القصة القصيرة جدا إلى إيصال رسائل مشفرة بالانتقادات الكاريكاتورية الساخرة الطافحة بالواقعية الدرامية المتأزمة إلى الإنسان العربي ومجتمعه الذي يعج بالتناقضات والتفاوت الاجتماعي، والذي يعاني أيضا من ويلات الحروب الدونكيشوتية والانقسامات الطائفية والنكبات المتوالية والنكسات المتكررة بنفس مآسيها ونتائجها الخطيرة والوخيمة التي تترك آثارها السلبية على الإنسان العربي ، فتجعله يتلذذ بالفشل والخيبة والهزيمة والفقر وتآكل الذات… كما ينتقد هذا الفن القصصي الجديد النظام العالمي الجديد وظاهرة العولمة التي جعلت الإنسان معطى بدون روح، وحولته إلى رقم من الأرقام، وبضاعة مادية لاقيمة لها، وسلعة كاسدة لاأهمية لها . وأصبح الإنسان- نتاج النظام الرأسمالي "المغولم " - ضائعا حائرا بدون فعل ولا كرامة، وبدون مروءة ولا أخلاق، وبدون عز ولا أنفة، معلبا في أفضية رقمية مقننة بالإنتاجية السريعة والاستهلاك المادي الفظيع ، كما صار مستلبا بالآلية الغربية الطاغية على كل مجتمعات العالم "المعولمة" اغترابا وانكسارا.
                        5- الخصائص الدلالية:
                        يتناول فن القصة القصيرة جدا نفس المواضيع التي تتناولها كل الأجناس الأدبية والإبداعية الأخرى، ولكن بطريقة أسلوبية بيانية رائعة تثير الإدهاش والإغراب والروعة الفنية، وتترك القارئ مشدوها حائرا أمام شاعرية النص المختزل إيجازا واختصارا يسبح في عوالم التخييل والتأويل، يفك طلاسم النص ويتيه في أدغاله الكثيفة، ويجتاز فراديسه الغناء الساحرة بتلويناتها الأسلوبية، يواجه بكل إصرار وعزم هضباته الوعرة وظلاله المتشابكة. ومن المواضيع التي يهتم بها هذا الفن القصصي القصير جدا تصوير الذات في صراعها مع كينونتها الداخلية وصراعها مع الواقع المتردي، والتقاط المجتمع بكل آفاته، ورصد الأبعاد الوطنية والقومية والإنسانية من خلال منظورات ووجهات نظر مختلفة،ناهيك عن تيمات أخرى كالحرب والاغتراب والهزيمة والضياع الوجودي والفساد والحب والسخرية و التغني بحقوق الإنسان…
                        استنتاج تركيبي:
                        وفي الأخير، نسجل ناصحين وموجهين أنه آن الأوان لتوسيع شبكة الأجناس الأدبية و تمديد رقعة نظرية الأدب بفنون جديدة أفرزتها ظروف العصر وسرعة إيقاع الحياة المعاصرة التي تفرض علينا شروطها ومتطلباتها التي لا يمكن الانسلاخ عنها أو تجنبها، فلا بد إذاً من التكيف والتأقلم مع مستجدات السياق الزمني الآني خاصة الفنية والأدبية منها، ولابد للمؤسسات التربوية الجامعية والثانوية والإعدادية والابتدائية والمؤسسات الثقافية الخاصة والعامة أن تعترف بكل المنتجات الجديدة في عالم الإبداع سواء أكان ذلك مستوردا من الحقل الغربي أم مستنبتا في الحقل العربي ، وذلك بالتعريف والدراسة والتشجيع وفرضها في المقررات والمناهج والبرامج البيداغوجية والديداكتيكية. ومن هذه الأشكال الأدبية التي نرى أنه من الضروري الاعتراف بها نستحضر أدب الخواطر وأدب اليوميات وأدب المذكرات وفن التراسل والأدب الرقمي وفن القصة القصيرة جدا و فن الزجل والقصيدة النثرية.

                        و أيضا مع هذه الرؤية التي لخصت من خلال تجارب للاستاذ
                        الدكتور يوسف حطيني

                        (1)
                        ” إن نشوء الشكل الجديد ليس مشروطا بأن تكون له جذورا تراثية , وهولا يستمد شرعية وجوده من ذلك المعيار , لأننا إذا افتراضنا ذلك فإننا سنكون عاجزين عن تفسير ظهور النص الأول وخلوده في أي فن من فنون الأدب.”

                        (2)
                        ” إن القصة القصيرة جدا , بوصفها نوعا أدبيا له أركانه وتقنياته , لا يعيبها أن تكون متأثرة بأي أدب عالمي , ولكن واقع الحال يبعد هذا الاحتمال من وجهين :
                        الأول / وجودها فعلا في تراثنا العربي الغني بأشكال مختلفة
                        الثاني / وجود سرد عربي متميز حديث صالح لأن يتطور وينتج أشكالا سردية جديدة ”

                        (3)
                        تتعامل ق ق ج بشكل مختلف مع العناصر القصصية ” فالحدث الذي تقدمه لا يتيح المجال لتقديمه عبر الوسائل غير المباشرة , كالحوارات الطويلة الفعلية أوالمنولوجات , أو المذكرات , من هنا تنشأ الحاجة إلى الجملة الفعلية الفعلية الفعلية , أو الجملة الأسمية ذات الطاقة الفعلية ”

                        (4)
                        ” غياب الحكاية يفقد القصة القصيرة جدا أهم عناصرها ويحولها إلى خاطرة في أحس الأحوال ”

                        (5)

                        تعدالوحدة) وحدةالحبكة والعقدة بشكل خاص)ركنا لا غنى عنه , لأن تعدد الحبكات والعقد والحوافز المحركة للأحداث ,وتكرر النماذج المتشابهة , يمكن أن يقود إلى نوع من الترهل , الذي يفقد القصة القصيرة جدا تمركزها ”

                        (6)
                        المفارقة عنصر مهم من عناصر ال ق ق ج , ” وتعتمد على مبدأ تفريغ الذروة , وخرق المتوقع , ولكنها في الوقت ذاته ليست طرفة , وإذا كانت القصة تضحك المتلقي , في بعض الأحيان , فإنها تسعى إلى تعميق إحساسه بالناس والأشياء ” ص 35

                        (7)
                        ” إعطاء الأولوية لتطوير الحدث يتطلب استثمار الطاقة الفعلية للغة إلى أقصى حد ممكن لأن إهمال ذلك من شأنه أن يؤدي إلى ترهل الحكاية وعرقلتها عبر سرد وصفي ” ص39

                        (8)
                        “أفاد القصاصون إفادة عظيمة من التناص , وثمة من استخدم الامكنة وأسماء الأعلام ذات الرصيد الثقافي ولديني والتاريخي ” ص42

                        (9)
                        ” عنوان القصة يمكن أن يقوم بدور كبير جدا في فهم دلالاتها , ومن الطبيعي أن يزداد العنوان أهمية حين تكون مساحة النص أصغر ..وقلما ينجح الكاتب في إطلاق عنوان مثير على قصته ,فقد يطلق عنوانا لا علاقة له بالقصة , وقد يطلق عنوانا يكشف نهاية القصة , وقد يترك قصته دون عنوان ”

                        (10)
                        أفادت بعض القصص ” من الحوار المشهدي الذي يعطي الحدث سرعته الزمنية الفيزيائية بشكل يطابق الواقع , وهنا لابد من الإشارة إلى الحوار في القصة القصيرة جدا ليس قسريا, ولكنه قد يفيد إفادة جمة , وقد تقوم الحوار فقط ..”

                        (11)
                        ” لقد أثبتت كثير من القصص القصيرة جدا أن هذا النوع الأدبي قادر بكفاءة , على حمل الهموم الكبيرة : الاجتماعية والوطنية والقومية يثبت أن قصر القصة لايعني بالضرورةقصر الرؤيا”


                        د. يوسف حطيني

                        أرجو أن أكون قد وفيت أسئلتك سيدي
                        و ألا تحرمنا من قراءة نتاجاتك الأدبية

                        شكرا لك لأنك أشعلت الرؤية فى رأسي ، وحمستني كثيرا ، بل دعوتني لإعادة النظر !!

                        محبتي
                        sigpic

                        تعليق

                        • ماهين شيخاني
                          أديب وكاتب
                          • 03-02-2009
                          • 194

                          تحياتي ومحبتي:
                          لمن دواعي الغبطة والسرور الحوار مع أديبنا الرائع الاستاذ ربيع
                          تمنياتي لكم ولهذا الموقع الأدبي القدير والمميز دائماً بكل جديد التقدم والنجاح المستمروكل التقدير والمودة للاستاذ ربيع عقب الباب
                          السلام عليكم :
                          وشكراً لزيارتكم للمدونة
                          مع تحيات ماهين شيخاني
                          http://azad90.man-blog.net

                          تعليق

                          • فؤاد الكناني
                            عضـو ملتقى الأدباء والمبدعين العرب
                            • 09-05-2009
                            • 887

                            إن كرنفال المبدعين المار من هنا بزخمه لدليل على امرين
                            أولهما ان المبدع الكبير له بصمة واضحة على صفحات الملتقى وفي أرواح زملائه وتلامذته
                            والثاني ان الدنيا لا زالت بخير إذ يقدم اعضاء هذه العائلة الأدبية اجمل مثال على قيمة الكاتب المبدع والمتألق واستحقاقه وبجدارة حب الآخرين واهتمامهم
                            مبروك لك استاذ ربيع هذا العيد
                            ودمت بالف خير وألق

                            تعليق

                            • ربيع عقب الباب
                              مستشار أدبي
                              طائر النورس
                              • 29-07-2008
                              • 25792

                              المشاركة الأصلية بواسطة ربيع عقب الباب مشاهدة المشاركة
                              أستاذي نبيه .. مساؤك خير و سعادة
                              و أهلا بك هنا فى هذه الصفحة ، التي أشرقت بك ، و بتعاملك بشكل راق جدا معها ، فى الوصول إلى معرفة حول ماهية القصة القصيرة جدا .. !!
                              أقول لك .. حين ظهرت القصة القصيرة كمصطلح فى أدبنا العربي ، زاد الحديث حولها و عنها ، و رحنا نطوف فى الأدب العربي القديم على متشابهات ، و قصص من الممكن أن نطلق عليه هذه التسمية دون إفراط ، و لكن ما استطعنا أن نقول إنا عرفنا القصة القصيرة قبل الغرب ، وظلت حالة الاستكشاف تدور حول ما كان ، وماهو كائن بالفعل ، و كان الحرص على تزويد القاريء العربي أو المبدع ، ببعض اتجاهات فى القصة القصيرة ، وما تعنيه لدي الكبار ، أمثال تشيكوف وموباسان وجوجول و أوسكاروايد وجاك لندن وشتاينبك ، وغيرهم من أساطين و عباقرة القصة العالمية ، و كل كان له رأيه ، و لم يتشابهو ا إلا فى ركائز عامة تم بلورتها ، و لكن ليس بشكل قاطع و حاسم و مانع ، أبدا ، فكان أهم العناوين فى القصة القصيرة ، هى البداية و الوسط و النهاية ، و العقدة
                              و أهم ما يتبني هذا كله وحدة الأثر ، و التكثيف ، الذي قد نجده عند كاتب قويا و محققا ، و عند البعض لا ، و هنا برزت اتجاهات فى التناول .. حتي ظهر ت بعض المسابقات ، التي تدعو إلى كتابة قصة فى حدود مائة كلمة أو أقل كثيرا .. و لكن تحت ذات المسمي القصة القصيرة ، و هنا تدرجنا فى تسمية هذا النوع بالأقصوصة لأنه تخفف بعض الشىء من الحجم ، و لكنه لم يتخفف من الأحداث ، أو ربما قلصها تماما ، وتخفف منها ، لكنه حافظ على أركان القصة القصيرة !!

                              أما الشكل الجديد أو المولود الجديد ، فجاء مختلفا إلى حد بعيد ، و إن اشترك مع القصة القصيرة فى القليل من الركائز ، أو المعايير ، التي من الممكن التوصل إليها فورا ، و التفريق بينها ، وبين قصيدة نثرية أو خاطرة ، و إن تداخلت الأجناس الأدبية كثيرا فى الفترة الأخيرة بشكل يدعو للحيرة ..
                              تعال معي أخي الطيب مع هذه الرؤية و الدراسة التي بالفعل أعجبتني كثيرا
                              ورأيت أنها تجيب عن أسئلتك ، و أسئلة أخري كثيرة !

                              القصة القصيرة جدا جنس أدبي جديد


                              جميل حمداوي

                              تمهيـــد أولـــــي:
                              ظهرت القصة القصيرة جدا منذ التسعينيات من القرن الماضي استجابة لمجموعة من الظروف الاجتماعية والاقتصادية والسياسية والثقافية المعقدة والمتشابكة التي أقلقت الإنسان وما تزال تقلقه وتزعجه ولا تتركه يحس بنعيم التروي والاستقرار والتأمل، ناهيك عن عامل السرعة الذي يستوجب قراءة النصوص القصيرة جدا والابتعاد عن كل ما يتخذ حجما كبيرا أو مسهبا في الطول كالقصة القصيرة والرواية والمقالة والدراسة والأبحاث الأكاديمية…. كما لم تجعل المرحلة المعاصرة المعروفة بزمن العولمة والاستثمارات والتنافس الإنسان الحالي ولاسيما المثقف منه مستقرا في هدوئه وبطء وتيرة حياته ، بل دفعته إلى السباق المادي والحضاري والفكري والإبداعي قصد إثبات وجوده والحصول على رزقه؛ مما أثر كل هذا على مستوى التلقي والتقبل والإقبال على طلب المعرفة، فانتشرت لذلك ظاهرة العزوف عن القراءة ، وأصبح الكتاب يعاني من الكساد والركود لعدم إقبال الناس عليه، كما بدأت المكتبات الخاصة والعامة تشكو من الفراغ لغياب الراغبين في التعلم وطلبة القراءة والمحبين للعلم والثقافة. هذا، ولقد تبلور هذا الجنس الأدبي الجديد- على حد علمي- في دول الشام وبالضبط في سورية وفلسطين، ودول المغرب العربي وخاصة في المغرب وتونس على حد سواء. إذاً، ماهو هذا الجنس الأدبي الجديد؟ وماهي خصائصه الدلالية والفنية والتداولية؟ وماهي أهم النماذج التي تمثل هذا المولود الجديد في عالمنا العربي؟ تلكم هي الأسئلة التي سوف نحاول رصدها في مقالنا هذا.
                              1- تعريف القصة القصيرة جدا:
                              القصة القصيرة جدا جنس أدبي حديث يمتاز بقصر الحجم والإيحاء المكثف والنزعة القصصية الموجزة والمقصدية الرمزية المباشرة وغير المباشرة، فضلا عن خاصية التلميح والاقتضاب والتجريب والنفس الجملي القصير الموسوم بالحركية والتوتر وتأزم المواقف والأحداث، بالإضافة إلى سمات الحذف والاختزال والإضمار. كما يتميز هذا الخطاب الفني الجديد بالتصوير البلاغي الذي يتجاوز السرد المباشر إلى ماهو بياني ومجازي ضمن بلاغة الانزياح والخرق الجمالي.
                              2- تعدد التسميات والمصطلحات:
                              أطلق الدارسون على هذا الجنس الأدبي الجديد عدة مصطلحات وتسميات لتطويق هذا المنتوج الأدبي تنظيرا وكتابة و الإحاطة بهذا المولود الجديد من كل جوانبه الفنية والدلالية، ومن بين هذه التسميات: القصة القصيرة جدا، ولوحات قصصية، وومضات قصصية، ومقطوعات قصيرة، وبورتريهات، وقصص، وقصص قصيرة، ومقاطع قصصية، ومشاهد قصصية، و فن الأقصوصة، وفقرات قصصية، وملامح قصصية، وخواطر قصصية، وقصص، وإيحاءات،والقصة القصيرة الخاطرة، و القصة القصيرة الشاعرية، والقصة القصيرة اللوحة…. وأحسن مصطلح أفضله لإجرائيته التطبيقية والنظرية، و أتمنى أن يتمسك به المبدعون لهذا الفن الجديد وكذلك النقاد والدارسون، هو مصطلح القصة القصيرة جدا لأنه يعبر عن المقصود بدقة مادام يركز على ملمحين لهذا الفن الأدبي الجديد وهما: قصر الحجم والنزعة القصصية.
                              3- موقف النقاد والدارسين من القصة القصيرة جدا:
                              يلاحظ المتتبع لمواقف النقاد والدارسين والمبدعين من جنس القصة القصيرة جدا أن هناك ثلاثة مواقف مختلفة وهي نفس المواقف التي أفرزها الشعر التفعيلي والقصيدة المنثورة و يفرضها كل مولود أدبي جديد وحداثي؛ مما يترتب عن ذلك ظهور مواقف محافظة تدافع عن الأصالة وتتخوف من كل ماهو حداثي وتجريبي جديد، ومواقف النقاد الحداثيين الذين يرحبون بكل الكتابات الثورية الجديدة التي تنزع نحو التغيير والتجريب والإبداع والتمرد عن كل ماهو ثابت، ومواقف متحفظة في آرائها وقراراتها التقويمية تشبه مواقف فرقة المرجئة في علم الكلام العربي القديم تترقب نتائج هذا الجنس الأدبي الجديد، وكيف سيستوي في الساحة الثقافية العربية ، وماذا سينتج عن ظهوره من ردود فعل، ولا تطرح رأيها بصراحة إلا بعد أن يتمكن هذا الجنس من فرض وجوده ويتمكن من إثبات نفسه داخل أرضية الأجناس الأدبية وحقل الإبداع والنقد.
                              وهكذا يتبين لنا أن هناك من يرفض فن القصة القصيرة جدا ولا يعترف بمشروعيته لأنه يعارض مقومات الجنس السردي بكل أنواعه وأنماطه، وهناك من يدافع عن هذا الفن الأدبي المستحدث تشجيعا وكتابة وتقريضا ونقدا وتقويما قصد أن يحل هذا المولود مكانه اللائق به بين كل الأجناس الأدبية الموجودة داخل شبكة نظرية الأدب. وهناك من يتريث ولا يريد أن يبدي رأيه بكل جرأة وشجاعة وينتظر الفرصة المناسبة ليعلن رأيه بكل صراحة سلبا أو إيجابا. وشخصيا ، إني أعترف بهذا الفن الأدبي الجديد وأعتبره مكسبا لاغنى عنه، وأنه من إفرازات الحياة المعاصرة المعقدة التي تتسم بالسرعة والطابع التنافسي المادي والمعنوي من أجل تحقيق كينونة الإنسان وإثباتها بكل السبل الكفيلة لذلك.
                              ولقد انصبت دراسات كثيرة على فن القصة القصيرة جدا بالتعريف والدراسة والتقويم والتوجيه، ومن أهمها كتاب أحمد جاسم الحسين"القصة القصيرة جدا/1997م"، وكتاب محمد محيي الدين مينو" فن القصة القصيرة، مقاربات أولى/2000م"، دون أن ننسى الدراسات الأدبية القيمة التي دبجها كثير من الدارسين العرب وخاصة الدكتور حسن المودن في مقاله القيم" شعرية القصة القصيرة جدا" المنشور في عدة مواقع رقمية الكترونية كدروب والفوانيس…ومحمد علي سعيد في دراسته " حول القصة القصيرة جدا" ، وحسين علي محمد في" القصة القصيرة جدا، قراءة في التشكيل والرؤية"،وعدنان كنفاني في" القصة القصيرة جدا، إشكالية في النص أم جدلية حول المصطلح…!"، والدكتور يوسف حطيني في" القصة القصيرة جدا عند زكريا تامر" ، علاوة على مقالات ودراسات أخرى منشورة هنا وهناك و التي تناولت القصة القصيرة جدا بمقاربات تجنيسية وتاريخية وفنية.
                              3- رواد القصة القصيرة جدا:
                              ومن أهم رواد القصة القصيرة جدا نستحضر من فلسطين الشاعر والقصاص فاروق مواسي، ومن سوريا المبدع زكريا تامر، ومحمد الحاج صالح، وعزت السيد أحمد، وعدنان محمد، ونور الدين الهاشمي، وجمانة طه، وانتصار بعلة ،ومحمد منصور، وإبراهيم خريط، وفوزية جمعة المرعي. ومن المغرب نذكر حسن برطال في مجموعة من أقاصيصه المتميزة بالروعة الفنية وهي منشورة في عدة مواقع رقمية وخاصة موقع دروب ، وسعيد منتسب في مجموعته القصصية ( جزيرة زرقاء 2003م)، وعبد الله المتقي في مجموعته القصصية( الكرسي الأزرق 2005م)، وفاطمة بوزيان في كثير من لياليها وكتاباتها الرقمية المتنوعة. ومن تونس لابد من ذكر الكاتب الروائي والقصاص المقتدر إبراهيم درغوثي. ومن السعودية لابد من ذكر فهد المصبح في مجموعته القصصية(الزجاج وحروف النافذة)… 4- الخصائص الفنية والشكلية:
                              تعرف القصة القصيرة جدا بمجموعة من المعايير الكمية والكيفية والدلالية والمقصدية والتي تحدد خصائصها التجنيسية والنوعية والنمطية:
                              أ‌- المعيار الكمــــــي:
                              يتميز فن القصة القصيرة جدا بقصر الحجم وطوله المحدد، ويبتدئ بأصغر وحدة وهي الجملة كما في قصة المغربي حسن برطال"حب تعسفي": " كان ينتظر اعتقالهما معا…لتضع يدها في يده ولو مرة واحدة"، إلى أكبر وحدة قد تكون بمثابة فقرة أو مقطع أو مشهد أو نص كما عند فاروق مواسي وسعيد منتسب وعبد الله المتقي وفاطمة بوزيان. وغالبا لا يتعدى هذا الفن الأدبي الجديد صفحة واحدة كما عند زكريا تامر وإبراهيم درغوثي وحسن برطال في "ماسح الأدمغة" و"كلاب الگرنة". وينتج قصر الحجم عن التكثيف والتركيز والتدقيق في اختيار الكلمات والجمل والمقاطع المناسبة واجتناب الحشو والاستطراد والوصف والمبالغة في الإسهاب والرصد السردي والتطويل في تشبيك الأحداث وتمطيطها تشويقا وتأثيرا ودغدغة للمتلقي. ونلاحظ في القصة القصيرة جدا الجمل القصيرة وظاهرة الإضمار الموحي والحذف الشديد مع الاحتفاظ بالأركان الأساسية للعناصر القصصية التي لايمكن أن تستغني عنها القصة إلا إذا دخلت باب التجريب والتثوير الحداثي والانزياح الفني.
                              ب‌- المعيار الكيفـــي أو الفنــي:
                              يستند فن القصة القصيرة جدا إلى الخاصية القصصية التي تتجسد في المقومات السردية الأساسية كالأحداث والشخصيات والفضاء والمنظور السردي والبنية الزمنية وصيغ الأسلوب، ولكن هذه الركائز القصصية توظف بشكل موجز ومكثف بالإيحاء والانزياح والخرق والترميز والتلميح المقصدي المطمعم بالأسلبة والتهجين والسخرية وتنويع الأشكال السردية تجنيسا وتجريبا وتأصيلا. وقد يتخذ هذا الشكل الجديد طابعا مختصرا في شكل أقصوصة موجزة بشكل دقيق في أحداثها كما في مقطع حسن برطال من نص:﴿ حرب البسوس﴾:
                              " السهام تنطلق…تضرب… الحناجر تصيح…﴿ حبي ليك…يابلادي، حب فريد…﴾ السهام تضرب… الأيادي تتشابك…﴿ حبي ليك…يابلادي،حب عنيف…﴾ السهام تضرب… الأجساد تتناطح…﴿ الحب الغالي…ما تحجبو الأسوار…﴾ انتهت المعركة…جثث هنا وهناك…صمت… جسد تحرك…لازالت فيه روح…حمل اللواء ثم قال:
                              باسمكم جميعا نشكر مجموعة السهام…انه منظم الحفل…".
                              يصور هذا المقطع القصصي القصير حدث الحرب بخاصية السخرية والتلوين الأسلوبي الكاريكاتوري والإيجاز المكثف بحمولات مرجعية انتقادية قوامها التهكم والأسلبة والتهجين والتكرار الساخر، وتوظيف مستويات لغوية مختلفة من أجل خلق باروديا نصية تفضح صيرورة التناقض والخلاف العربي. وعلى الرغم من هذا القصر الموجز، فالنص يحتوي على كل مقومات الحبكة السردية من أحداث وشخصيات وفضاء ومنظور سردي وكتابة أسلوبية متنوعة. ويتخذ فن القصة القصيرة جدا عدة أشكال وأنماط كالخاطرة والأقصوصة واللوحة الشعرية واللغز والحكمة والمشهد الدرامي وطابع الحبكة السردية المقولبة في رؤوس أقلام كما في (ميركافا) لحسن برطال:" كان يتكلم عن وقائع المعركة…صلبة المقاتلين…خيانة الجيش… ثم الهزيمة…". ومن الأمثلة على اللوحة الشعرية قصة ( في حوض الحمام) للكاتبة المتميزة فاطمة بوزيان التي كتبت بطريقة شاعرية تعتمد على التكرار وموسقة الحروف والانزياح البلاغي:
                              كان يشعر أن الماء الساخن يذيب كل شحمه الفائض…
                              يذيب كل تعبه…
                              يذيب شكوكه..
                              يذيب سوء التفاهم الذي بينه وبين البسكويت!
                              ي
                              ذ
                              و
                              ب
                              صار ماء لاطفولة له
                              فجأة تذكر مجرى الحوض
                              هب خائفا فعاد إليه
                              شحمه
                              تعبه
                              شكوكه
                              وسوء التفاهم الذي بينه وبين البسكويت
                              وتظهر هذه الشاعرية أيضا في( عروض خاصة) لفاطمة بوزيان:
                              في لحظات وحدته القصوى
                              كان يخرج هاتفه المحمول
                              ويضغط على أزرار الرقم المجاني
                              حيث الصوت الأنثوي الرخيم
                              يذكر بالعروض الخاصة
                              وكان يتذكر الأنثى والأمور الخاصة
                              وقد تتحول القصة القصيرة جدا إلى لوحة تشكيلية كما في( عولمة ) للكاتبة المغربية فاطمة بوزيان:
                              هم الأستاذ بالكتابة على السبورة تكسر الطبشور
                              حاول الكتابة بما تبقى في يده، خربش الطبشور
                              السبورة في صوت مزعج
                              اغتاظ . والتفت على يمينه قائلا
                              - اتفو على التخلف في زمن العولمة يسلموننا.

                              كما تتجسد القصة القصيرة جدا في عدة مظاهر أجناسية وأنماط تجنيسية كالقصة الرومانسية والقصة الواقعية والقصة الفانطاستيكية والقصة الرمزية والقصة الأسطورية، كما تتخذ أيضا طابعا تجنيسيا في إثبات قواعد الكتابة القصصية الكلاسيكية، وطابعا تجريبيا أثناء استلهام خصائص الكتابة القصصية والروائية المعروفة في القص الغربي الجديد والحداثي، وطابعا تأصيليا يستفيد من تقنيات التراث في الكتابة والأسلبة.
                              هذا، وتتميز الجمل الموظفة في معظم النصوص القصصية القصيرة جدا بالجمل الموجزة والبسيطة في وظائفها السردية والحكائية، حيث تتحول إلى وظائف وحوافز حرة بدون أن تلتصق بالإسهاب الوصفي والمشاهد المستطردة التي تعيق نمو الأحداث وصيرورتها الجدلية الديناميكية. وإذا وجدت جمل مركبة ومتداخلة فإنها تتخذ طابعا كميا محدودا في الأصوات و الكلمات والفواصل المتعاقبة امتدادا وتوازيا وتعاقبا. وتمتاز هذه الجمل بخاصية الحركة وسمة التوتر والإيحاء الناتج عن الإكثار من الجمل الفعلية على حساب الجمل الاسمية الدالة على الثبات والديمومة وبطء الإيقاع الوصفي والحالي والاسمي. ويتميز الإيقاع القصصي كذلك بحدة السرعة والإيجاز والاختصار والارتكان إلى الإضمار والحذف من أجل تنشيط ذاكرة المتلقي واستحضار خياله ومخيلته مادام النص يتحول إلى ومضات تخييلية درامية وقصصية تحتاج إلى تأويل وتفسير واستنتاج واستنباط مرجعي وإيديولوجي. ويتحول هذا النص القصصي الجديد إلى نص مفتوح مضمن بالتناص والحمولات الثقافية والواقعية والمستنسخات الإحالية خاصة عند الكاتب المغربي حسن برطال كما في( الثأر)،و( ماسح الأدمغة)، و( ثلاث زيارات لملاك الموت)،و(ميركافا)،و( الضمير المنفصل…لايستحق أن يكون كلمة)،و( مي شدياق)…، لذلك يحتاج هذا النص التفاعلي إلى قراءات عديدة وتأويلات مختلفة تختلف باختلاف القراء والسياقات الظرفية. ويساهم التدقيق والتركيز في خلق شاعرية النص عبر مجموعة من الروابط التي تضفي على النص الطابع القصصي والتراتبية المنطقية والكرونولوجية، بله عن خاصية الاختزال والتوازي والتشظي البنائي والانكسار التجريبي.
                              ومن حيث البلاغة ، يوظف الكاتب في نصه الأجناسي الجديد المجاز بكل أنواعه الاستعارية والرمزية من أجل بلورة صورة المشابهة وصورة المجاورة وصورة الرؤيا القائمة على الإغراب والإدهاش والومضات الموحية الخارقة بألفاظ إنشائية أو واقعية تتطلب تأويلات دلالية عدة لزئبقيتها وكثافتها التصويرية بالأنسنة والتشخيص والتجسيد الإحيائي والتضاد والانزياح والتخييل . ويمكن الحديث أيضا عن بلاغة البياض والفراغ بسبب الإضمار والاختزال والحذف . وكل هذا يستوجب قارئا ضمنيا متميزا ومتلقيا حقيقيا متمكنا من فن السرد وتقنيات الكتابة القصصية. كما ينبغي أن تكون القراءة عمودية وأفقية متأنية عالمة ومتمكنة من شروط هذا المولود الجديد، وألا يتسرع القارئ في قراءته وكتابته النقدية على الرغم من كون القصة القصيرة جدا هي كتابة سريعة أفرزتها ظروف العولمة وسرعة إيقاع العصر المعروف بالإنتاجية السريعة والتنافس في الإبداع وسرعة نقل المعلومات والخبرات والمعارف والفنون والآداب.
                              ج- المعيار التداولي:
                              تهدف القصة القصيرة جدا إلى إيصال رسائل مشفرة بالانتقادات الكاريكاتورية الساخرة الطافحة بالواقعية الدرامية المتأزمة إلى الإنسان العربي ومجتمعه الذي يعج بالتناقضات والتفاوت الاجتماعي، والذي يعاني أيضا من ويلات الحروب الدونكيشوتية والانقسامات الطائفية والنكبات المتوالية والنكسات المتكررة بنفس مآسيها ونتائجها الخطيرة والوخيمة التي تترك آثارها السلبية على الإنسان العربي ، فتجعله يتلذذ بالفشل والخيبة والهزيمة والفقر وتآكل الذات… كما ينتقد هذا الفن القصصي الجديد النظام العالمي الجديد وظاهرة العولمة التي جعلت الإنسان معطى بدون روح، وحولته إلى رقم من الأرقام، وبضاعة مادية لاقيمة لها، وسلعة كاسدة لاأهمية لها . وأصبح الإنسان- نتاج النظام الرأسمالي "المغولم " - ضائعا حائرا بدون فعل ولا كرامة، وبدون مروءة ولا أخلاق، وبدون عز ولا أنفة، معلبا في أفضية رقمية مقننة بالإنتاجية السريعة والاستهلاك المادي الفظيع ، كما صار مستلبا بالآلية الغربية الطاغية على كل مجتمعات العالم "المعولمة" اغترابا وانكسارا.
                              5- الخصائص الدلالية:
                              يتناول فن القصة القصيرة جدا نفس المواضيع التي تتناولها كل الأجناس الأدبية والإبداعية الأخرى، ولكن بطريقة أسلوبية بيانية رائعة تثير الإدهاش والإغراب والروعة الفنية، وتترك القارئ مشدوها حائرا أمام شاعرية النص المختزل إيجازا واختصارا يسبح في عوالم التخييل والتأويل، يفك طلاسم النص ويتيه في أدغاله الكثيفة، ويجتاز فراديسه الغناء الساحرة بتلويناتها الأسلوبية، يواجه بكل إصرار وعزم هضباته الوعرة وظلاله المتشابكة. ومن المواضيع التي يهتم بها هذا الفن القصصي القصير جدا تصوير الذات في صراعها مع كينونتها الداخلية وصراعها مع الواقع المتردي، والتقاط المجتمع بكل آفاته، ورصد الأبعاد الوطنية والقومية والإنسانية من خلال منظورات ووجهات نظر مختلفة،ناهيك عن تيمات أخرى كالحرب والاغتراب والهزيمة والضياع الوجودي والفساد والحب والسخرية و التغني بحقوق الإنسان…
                              استنتاج تركيبي:
                              وفي الأخير، نسجل ناصحين وموجهين أنه آن الأوان لتوسيع شبكة الأجناس الأدبية و تمديد رقعة نظرية الأدب بفنون جديدة أفرزتها ظروف العصر وسرعة إيقاع الحياة المعاصرة التي تفرض علينا شروطها ومتطلباتها التي لا يمكن الانسلاخ عنها أو تجنبها، فلا بد إذاً من التكيف والتأقلم مع مستجدات السياق الزمني الآني خاصة الفنية والأدبية منها، ولابد للمؤسسات التربوية الجامعية والثانوية والإعدادية والابتدائية والمؤسسات الثقافية الخاصة والعامة أن تعترف بكل المنتجات الجديدة في عالم الإبداع سواء أكان ذلك مستوردا من الحقل الغربي أم مستنبتا في الحقل العربي ، وذلك بالتعريف والدراسة والتشجيع وفرضها في المقررات والمناهج والبرامج البيداغوجية والديداكتيكية. ومن هذه الأشكال الأدبية التي نرى أنه من الضروري الاعتراف بها نستحضر أدب الخواطر وأدب اليوميات وأدب المذكرات وفن التراسل والأدب الرقمي وفن القصة القصيرة جدا و فن الزجل والقصيدة النثرية.

                              و أيضا مع هذه الرؤية التي لخصت من خلال تجارب للاستاذ
                              الدكتور يوسف حطيني

                              (1)
                              ” إن نشوء الشكل الجديد ليس مشروطا بأن تكون له جذورا تراثية , وهولا يستمد شرعية وجوده من ذلك المعيار , لأننا إذا افتراضنا ذلك فإننا سنكون عاجزين عن تفسير ظهور النص الأول وخلوده في أي فن من فنون الأدب.”

                              (2)
                              ” إن القصة القصيرة جدا , بوصفها نوعا أدبيا له أركانه وتقنياته , لا يعيبها أن تكون متأثرة بأي أدب عالمي , ولكن واقع الحال يبعد هذا الاحتمال من وجهين :
                              الأول / وجودها فعلا في تراثنا العربي الغني بأشكال مختلفة
                              الثاني / وجود سرد عربي متميز حديث صالح لأن يتطور وينتج أشكالا سردية جديدة ”

                              (3)
                              تتعامل ق ق ج بشكل مختلف مع العناصر القصصية ” فالحدث الذي تقدمه لا يتيح المجال لتقديمه عبر الوسائل غير المباشرة , كالحوارات الطويلة الفعلية أوالمنولوجات , أو المذكرات , من هنا تنشأ الحاجة إلى الجملة الفعلية الفعلية الفعلية , أو الجملة الأسمية ذات الطاقة الفعلية ”

                              (4)
                              ” غياب الحكاية يفقد القصة القصيرة جدا أهم عناصرها ويحولها إلى خاطرة في أحس الأحوال ”

                              (5)

                              تعدالوحدة) وحدةالحبكة والعقدة بشكل خاص)ركنا لا غنى عنه , لأن تعدد الحبكات والعقد والحوافز المحركة للأحداث ,وتكرر النماذج المتشابهة , يمكن أن يقود إلى نوع من الترهل , الذي يفقد القصة القصيرة جدا تمركزها ”

                              (6)
                              المفارقة عنصر مهم من عناصر ال ق ق ج , ” وتعتمد على مبدأ تفريغ الذروة , وخرق المتوقع , ولكنها في الوقت ذاته ليست طرفة , وإذا كانت القصة تضحك المتلقي , في بعض الأحيان , فإنها تسعى إلى تعميق إحساسه بالناس والأشياء ” ص 35

                              (7)
                              ” إعطاء الأولوية لتطوير الحدث يتطلب استثمار الطاقة الفعلية للغة إلى أقصى حد ممكن لأن إهمال ذلك من شأنه أن يؤدي إلى ترهل الحكاية وعرقلتها عبر سرد وصفي ” ص39

                              (8)
                              “أفاد القصاصون إفادة عظيمة من التناص , وثمة من استخدم الامكنة وأسماء الأعلام ذات الرصيد الثقافي ولديني والتاريخي ” ص42

                              (9)
                              ” عنوان القصة يمكن أن يقوم بدور كبير جدا في فهم دلالاتها , ومن الطبيعي أن يزداد العنوان أهمية حين تكون مساحة النص أصغر ..وقلما ينجح الكاتب في إطلاق عنوان مثير على قصته ,فقد يطلق عنوانا لا علاقة له بالقصة , وقد يطلق عنوانا يكشف نهاية القصة , وقد يترك قصته دون عنوان ”

                              (10)
                              أفادت بعض القصص ” من الحوار المشهدي الذي يعطي الحدث سرعته الزمنية الفيزيائية بشكل يطابق الواقع , وهنا لابد من الإشارة إلى الحوار في القصة القصيرة جدا ليس قسريا, ولكنه قد يفيد إفادة جمة , وقد تقوم الحوار فقط ..”

                              (11)
                              ” لقد أثبتت كثير من القصص القصيرة جدا أن هذا النوع الأدبي قادر بكفاءة , على حمل الهموم الكبيرة : الاجتماعية والوطنية والقومية يثبت أن قصر القصة لايعني بالضرورةقصر الرؤيا”


                              د. يوسف حطيني

                              أرجو أن أكون قد وفيت أسئلتك سيدي
                              و ألا تحرمنا من قراءة نتاجاتك الأدبية

                              شكرا لك لأنك أشعلت الرؤية فى رأسي ، وحمستني كثيرا ، بل دعوتني لإعادة النظر !!

                              محبتي

                              ما أحب أن أضيفه هنا ، أني تعرفت علي القصة القصيرة جدا و ربما بشكل أوسع ، و بالصدفة ، فى تلك السيرة الذاتية لنجيب محفوظ ( أصداء السيرة الذاتية ) ، و توقفت أمامها كثيرا كثيرا ، إنها المرة الأولى التي يكتب بها العملاق ، و علي هذا النحو ..
                              فهل السن هو ما دفعه إلى هذه الكتابة ؟ أم المرض و ضعف الذاكرة ؟ أم أنه شأنه و علي فترات يحاول العبث بنا ، كما حدث خلال ترحاله فى عالم الرواية و القصة القصيرة ؟!
                              لكنني حين ، ركزت أكثر ، وجدت أنها لم تكن وليدة الشيخوخة و لا ضعف الذاكرة ، فقد كانت لمحات فى قمة الذكاء ، وحضور الذاكرة .. ففرحت بالطبع جدا ، أن أكون بين دفتي هذا العالم ، و شعرت بسعادة غامرة ، و خاصة أني كنت أعاني مع نجيب محفوظ فى سرده من حين إلى آخر !

                              ووجدتني أعرج علي زكريا تامر مرة ثانية و ثالثة ، و أعيد التأمل فيما يصنع ، علي مستوي النثر القصصي ، فكانت هنا الوقفة نوعية إلى حد ما ، ووجدت مقطوعات نثرية تتخلل القص القصير ، بل مقطوعات أقل ما يقال فيها قصائد نثرية ، و لكنها لم تفقد ذلك الخيط الرفيع بينها و بين القص.. !
                              بالطبع كانت هناك قراءت متفرقة لتجربة بدر الديب النثرية ، و اتجاهاته الفلسفية و هي مدرسة تميل إلى الجبرانية ( جبران خليل جبران )
                              ثانيا : أحب الكتابة بطريقة القصيدة ، أي من اليمين .. وربما فى وسط السطر
                              أحب الفوضي و بالطبع ليست فوضي بالمعني المعروف ، لا .. و لكن أن أخرج على الأطر و المعايير إن تمكنت من ذلك ، أجد متعتي فى ذلك .. و أمارس الكتابة ، و عند انتهاء المتعة ، و التعامل مع النص قبل النشر الورقي أتخلص من كل جنوني الكتابي ، و أبدأ فى الانتقاء بموضوعية .. ومع ذلك
                              أسدد بعض اللكمات الخاصة !!
                              فوجئت فى ندوة نوقشت فيها مجموعتي القصصية الأخيرة ( قرن غزال ) و التي تحمل إلى جانب القصة القصيرة ق ق ج ، دون فصل ، بأحدهم يقول لي : من خلال قراءتي لك عرفت الفرق بين القص القصير جدا و بين قصيدة النثر ".
                              لا تدري حجم فرحي بهذا حين أمن على حديثه و رأيه آخر ، فعرفت أني فى الطريق الصحيح !!

                              أطلت عليك .. لا تؤاخذني فأنا ثرثار إلى حد ما ، و قد أظل سنة كاملة دون أن أفتح فمي إلا لتناول طعامي !!
                              sigpic

                              تعليق

                              • ربيع عقب الباب
                                مستشار أدبي
                                طائر النورس
                                • 29-07-2008
                                • 25792

                                المشاركة الأصلية بواسطة إيهاب فاروق حسني مشاهدة المشاركة
                                الأخ والزميل والصديق
                                الأستاذ الكبير ربيع عقب الباب
                                لقد كدت أبكي وأنا أقرأ كلماتك التي تتفجر بأسمى معاني الحب والخير
                                أشاركك عشق الإسكندرية
                                وإن لم أكن اسكندراني المولد
                                لكن يكفيني أني اسكندراني الهوى
                                ومنها اتخذت أصدقاء عديدين من خيرة أدباء وشعراء مصر
                                فلا أحسّ بحلاوة الحياة إلا على شاطئ بحرها
                                اتنفس روعة سحر طقسها
                                أما عن جذوري
                                فإن أردت البحث عنها فإذهب بي إلى دمشق
                                شامنا الساحرة
                                حيث لم أتمكن من الذهاب لرؤية أهلي هناك
                                لكنها جذوري حيث نبت جدي لأبي
                                وتربى حتي بلوغهِ سن الشباب
                                قبل هجرته إلى القاهرة
                                حيث قدر لي أن أولد
                                فأنا من مواليد عابدين
                                منطقة الأوبرا تحديداً
                                أخي وأستاذي الكبير
                                ربيع عقب الباب
                                شكراً جزيلاً أن فجرت مني تلك المعلومات
                                تحيتي وتقديري لشخصكم الكريم
                                هذا أقل ما يجب و أنا فى حضرة كاتب كبير مثلك إيهاب
                                فوجئت فعلا بالنسب الشامي الأصلي ، إذًا أنت من هناك
                                كما كان مصطفي صادق الرافعي من هناك أيضا ؟
                                أحببت لو رحلنا معا إلى هنا ، إلى شجرة العائلة لأتشرف بها ،
                                و أكون فى صحبتك الحلوة !!
                                متعك الله بالصحة و السعادة و الإبداع الجميل

                                محبتي إيهاب حسني الجميل
                                sigpic

                                تعليق

                                يعمل...
                                X