مختصر خطبة يوم الجمعة في الحرم المكي الشريف

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • مها راجح
    حرف عميق من فم الصمت
    • 22-10-2008
    • 10969


    أوصيكم نفسي بتقوى الله فمن رام الخير والفلاح واراد الفوز والنجاح فليجعل تقوى الله زاده والاحسان دربه ومنهاجه(إن الله مع الذين اتقوا والذين هم محسنون) الآية
    إن من محاسن الإسلام ومن فضائله العظام بر الوالدين فهو عبادة من أسمى العبادات واجلّ الطاعات، به تنال الرحمة والرضوان وتستجلب البركة والغفران وأعلى الله قدره و رفع مكانته و شأنه،
    قرن الله بر الوالدين بذكره تكريما و تعظيما لهما(وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحسانا) الآية
    (رضا الرب في رضا الوالدين وسخطه من سخطهما) الحديث
    إن بر الوالدين امر الهي وتوجيه نبوي
    و حق المسلم العاقل لزوم حق المنعم ولا منعم بعد الله على العبد إلا الوالدين فهما أحق الناس بالبر والوفاء والإحسان (ووصينا الإنسان بوالديه إحسانا) الآية اطلق الله الأمر بالإحسان بالوالدين وعممه في الآية ليتناول كل بر واحسان ويشمل كل امتنان وعرفان
    ومن محاسن الإسلام وكماله أنه امر ببر الوالدين ومصاحبتهما بالمعروف حتى في حال كفرهما(وإن جاهداك على أن تشرك بما ليس لك به علم فلا تطعهما وصاحبهما في الدنيا معروفا)الآية

    من أعظم الحرمان واشد مظاهر الخذلان أن يجالس المرء الأصحاب فينتقي لهم من الحديث ارفعه ولا يصنع مثل ذلك مع والديه وهذا لعمر الله من أقبح الخصال و ارذل الفعال
    إن بر الوالدين من احب الطاعات إلى الله فالوالدين هما أحق الناس بحسن الصحبة ،كما أن بر الوالدين سبب في البسط في العمر والآجال والبركة في الرزق والأموال (من احب أن يمد الله في عمره وأن يزاد له في رزقه فليبر والديه و ليصل رحمه) الحديث
    بر الوالدين من أسباب قبول التوبة ومغفرة الذنوب والبر من أسباب اجابة الدعاء
    مما يعين العبد على بر والديه أن يستحضر جميل صنعهما وسابق عطاؤهما وعظيم احسانهما وجميل صبرهما، وأن يتذكر أنه موقوف بين يدي الله وانه مسئول عن هذا الحق العظيم
    وقد جمع الله بين الأمرين بقوله(ووصينا الإنسان بوالديه إحسانا) الآية
    واعلموا أن صور البر بالوالدين كثيرة منها محبتهما وتوقيرهما و رحمتهما وخفض الجناح لهما وقضاء حوائجهما وإدخال السرور عليهما و يتأكد هذا الحق العظيم للوالدين حال كبرهما و ضعف قوتهما و قلة حيلتهما
    اعلموا ان بر الوالدين لا ينقطع بوفاتهما او وفاة احدهما بل يبقى باب البر مفتوحا و ذلك بالاكثار من الدعاء و الاستغفار لهما والصدقة عنهما واداء دينهما وصلة رحمهما واكرام صديقهما (إذا مات الإنسان انقطع عمله إلا من ثلاث صدقة جارية أو علم ينتفع به أو ولد صالح يدعو له) الحديث

    إن من أكبر الكبائر وأعظم الرذائل عقوق الوالدين (ألا أنبئكم بأكبر الكبائر قلنا بلى يا رسول الله قال الاشراك بالله وعقوق الوالدين) الحديث
    ألا وأن صور العقوق اكثر من أن تحصى وانواعه اكثر من أن تستقصى من رفع صوت وتعنيف و تأفيف وتقطيب وجه وعدم التوقير والاحترام وتلويث سمعتهما والاستهزاء بما هم عليه من الأعراف والعادات

    فمن عق والديه فمرده إلى الخسران ومآله إلى الحرمان و كما يدين المرء يدان
    ومن أحسن بهما احسن الله اليه وفاز برضوانه(وهل جزاء الإحسان إلا الإحسان)الآية

    اللهم صل وسلم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه
    #من_خطبة_يوم_الجمعة
    24 جماد اول1447 هجري
    رحمك الله يا أمي الغالية

    تعليق

    • عوض بديوي
      أديب وناقد
      • 16-03-2014
      • 1083

      سلام من الله و ود ،
      جزاكم الله خيرا ،
      وجعله الله في ميزان أعمالكم
      محبتي و الود

      تعليق

      • مها راجح
        حرف عميق من فم الصمت
        • 22-10-2008
        • 10969

        شكرا استاذي الكريم عوض..ولكم المثل
        رحمك الله يا أمي الغالية

        تعليق

        • مها راجح
          حرف عميق من فم الصمت
          • 22-10-2008
          • 10969


          اتقوا الله واتقوا يوما ترجعون فيه إلى الله ثم توفى كل نفس ما كسبت وهم لا يظلمون،
          احذروا من أسباب سخط الله وانيبوا إليه تكن لكم العاقبة في الدنيا والآخرة
          إن السير على خطى سلف هذه الأمة وخيارها خير مسلك لبلوغ الغاية من رضوان الله ونزول دار كرامته إلى جوار اوليائه والصفوة من خلقه
          قال الله تعالى (أولئك الذين هدى الله فبهداهم اقتده) الآية

          إن من أجمل ما اتصف به الصفوة من اهل الإيمان كمال الحرص على سلوك سبل الإحسان في كل دروبه والحذر من التردي في إيذاء المؤمنين و المؤمنات بأي لون من ألوانه أو صورة من صوره يحدوهم ذلك ذلك الخلق الرفيع والسامي الذي رباهم عليه ربهم الأعلى (إنما المؤمنون أخوة) الآية
          و الأخوة تعني التضحية بالراحة وكل محبوب للنفس في سبيل قضاء حاجة المسلم والسعي لتفريج كربته واغاثة لهفته،
          و الأخوة تعني التواجد والتعاطف و القيام بالحقوق (المسلم أخو المسلم لا بظلمه ولا يسلمه ومن كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته..) الحديث
          الأخوة ايضا تعني كف الأذى و المسلم حقا من كمل إسلامه بسلامة الناس من إيذاء لسانه ويده وما في حكمهما (المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده و المهاجر من هجر ما نهى الله عنه) الحديث

          إن من أقبح صور الايذاء مما اجتمع فيه اللسان واليد معا كما أنه يصف المسلم بما ليس فيه من صفات السوء يقول ذلك بلسانه ويخضه بيمينه ليستحكم الأذى وليشتد وضعه ولذا جاء الوعيد الصارخ والتهديد الزاجر لكل من أذى مؤمنا فقال فيه ما ليس فيه(ومن قال في مؤمن ماليس فيه حبس في ردفة الخبال حتى يخرج مما قال) الحديث، ردفة الخبال هي عصارة أهل النار وخروجه هو التوبة عنه،
          جاءت هذه العقوبة ليجتمع له العذابان، الاستيلاء بحبل النار والتأذي بعصارة اهلها،اعاذنا الله جميعا من ذلك

          من اعظم أسباب إيذاء المؤمنين اللدد في الخصومة لذا كان الألد الخصم أبغض الرجال إلى الله، و جاء التحذير الشديد لمن خاصم في باطل وهو يعرف، و ذلك في الحديث(ومن خاصم في باطل و هو يعلم لم يزل في سخط الله حتى ينزع) الحديث
          ويتعين ألا يقابل المؤمن ذلك الجهل بمثله طاعة لله تعالى و حذرا من الوقوع فيما لا يحصن ولا يجمل بالمؤمن (ليس المؤمن بالطعان ولا باللعان ولا بالفاحش ولا البذيء) الحديث
          حري بمن لا يقابل الإساءة بمثلها أن يحظى بمعية الله وتأييده(ان الله يدافع عن الذين آمنوا أن الله لا يحب كل خوان كفور)الآية
          اسلكوا مسالك الصفوة يا عباد الله تكونوا من الفائزين في جنات النعيم
          إن في قول الرسول صلى الله عليه وسلم (من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرا أو ليصمت) ،فيه ما يقيم قواعد السلامة الرشيدة ويرسي أسس الحياة السعيدة

          إن القول الحسن والكلم الطيب ادب عال اخذ الله به عباده جميعا (وقولوا للناس حسنا) الآية
          الكلام العذب يشمل الأصدقاء والاعداء فأما مع الأصدقاء فهو يحفظ مودتهم ويستديم صداقتهم ويمنع الشيطان أن يفسد ذات بينهم
          وان أحسن الكلام مع الأعداء فإما ان بطفئ خصومتهم ويستجلب مودتهم واما ان يخفف عداوتهم ويدفع مكيدتهم (ادفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم)الآية
          القول الحسن طريق موصل إلى حظوة الله والنعيم المقيم(ما من شيء أثقل في ميزان المؤمن يوم القيامة من حسن الخلق) الحديث

          الصلاة والسلام على البشير النذير والسراج المنير اللهم صل وسلم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
          دعا الإمام لفلسطين أجمل الدعاء جزاه الله عن المسلمين خير الجزاء
          #من_خطبة_يوم_الجمعة
          6 جماد الاخرة 1447 هجرية
          رحمك الله يا أمي الغالية

          تعليق

          يعمل...
          X