حين بكت ملائكة السماء
كان حفل الزفاف من أجمل الحفلات التي أقيمت في قريتها
تحدّث كل الناس عن جمال العروس ,فقد كانت بفستانها الأبيض الناصع
مثل غيمة بيضاء , كانت تنساب به متراقصة بجانب عريسها , تعتريها نشوه
وكانت تبدو كالملكه المتوجه فوق عرش الجمال.
وهو بدوره كان يراقصها, لا تتسع الدنيا لإحساسه بالفرح
فجأة توقفت أصوات الموسيقى , ووقف الجميع مستغربين
أمسكها عريسها من يدها جرها نحو المنصه ,أمسك بالمايكروفون
صوب نظراته لعينيها وأخذ يلقي في نور عينيها صوت قصيده .
كلماتها من عالم آخر وحروفها من سحر الجنه
قرأ وقرأ , أمّا هي فجمدت مكانها تستمع غير مصدقه
هل كل هذا العشق والغزل موجود في قلبه لأجلها
لقد كان في فترة الخطوبه .يتعمّد أن لا يحضر لزيارتها إلاّ وجيبه
تعزف بداخلها قصيده .
فقد كان يعرف بأنها غير مستعدّة لتلقي هداياه الماديه
لم يكن يفرح قلبها.
إلاّ عندما يكتب لها قصيده, أو يأتي يقرع الباب وحين تفتح له يمد يده
مقدما لها باقة من الورود.
تابع قراءة قصيدته وهي ما زالت مشدوهه, تحرقها لهفة واشتياق
بعد أن أنهى قصيدته ركع أمامها مد يده خلف الستار وأخرج باقة من الورود
قدمها إليها مثلما كان الرجال يقدمون الزهور في قصص القرون الوسطى
خال لها كأنه أمير من قصص ألف ليله وليله.
أخذت باقة الورود منه أمسكت بيده وركعت هي بدورها تعانقا , واسترسلا في بكاء مرير.
وبكى كل من حضر حفل الزفاف , بكوا من شدة سعادتهم , وتأثرهم.
مضت سنة كاملة على زواجها منه , ولظروف إضطراريه, سافر للعمل في بلاد بعيده.
وتركها مودّعا ودموع القلب تذبحهما .
ودّعها قائلا : لا تحزني هي أشهر قليلة وسآتي لآخذك معي ,وسأقيم ثورة لأحضرك إلي .
أليوم إتصل بها قائلا لم يتبقى سوى شهر واحد سأشتري بيتا لأجعلك ملكة فيه
وأجلسك على عرش من مرمر.
وبالرغم من أنها تعرف أنه لم يتبقى الكثير , هو شهر واحد وستسافر للقاء زوجها وحبيب روحها,إلا أن خافقها كان يحترق بالشوق إليه , فقد تذكرت ليلة العرس , وتذكرت ركوعه أمامها , وتذكرت القصيده وكلماتها , فأحسّت بوجع يطحن فؤادها بلا رحمه . وتحكم الشوق والوجع.
لم تتحكّم في مشاعرها , أحسّت بالإختناق وكأن الهواء لم يعد يصل إلى رئتيها.
فصارت تصرخ بأعلى صوتها تناديه باسمه , حتى خال لها بأن صوت صراخها وصل إلى السماء.
وركعت على الأرض وضعت وجهها بين يديها وتابعت النداء باسمه لعلّ صوتها يصل إليه بغربته
فيحس بنسمات بارده تلامس وتداعب وجهه الذي هدّه التعب والشوق إليها والغربه.
أخذت دموعها تنهمر دون توقف فأغرقت حضنها.
أما هو فأحسّ لوهلة بنسمة بارده لفت جسده إنسابت في خلايا روحه .فرأى طيفها في خياله
عروس ترتدي فستانا أبيضا وطرحة تغطي وجهها الملائكي وقد تبللت بدموعها.
فما عادت تحمله ساقاه , ركع على الأرض وضع رأسه بين يديه وبكى كالأطفال شوقا لحبيبته.
كانت في نفس اللحظة ملائكة السماء ترفرف حولهما من أقصى الكرة الأرضيه
فحتى الملائكة ظلّت تحلّق بأرواحها فوق جسديهما, ولأوّل مرّة منذ الخليقة بكت ملائكة السماء
رحاب فارس بريك
كان حفل الزفاف من أجمل الحفلات التي أقيمت في قريتها
تحدّث كل الناس عن جمال العروس ,فقد كانت بفستانها الأبيض الناصع
مثل غيمة بيضاء , كانت تنساب به متراقصة بجانب عريسها , تعتريها نشوه
وكانت تبدو كالملكه المتوجه فوق عرش الجمال.
وهو بدوره كان يراقصها, لا تتسع الدنيا لإحساسه بالفرح
فجأة توقفت أصوات الموسيقى , ووقف الجميع مستغربين
أمسكها عريسها من يدها جرها نحو المنصه ,أمسك بالمايكروفون
صوب نظراته لعينيها وأخذ يلقي في نور عينيها صوت قصيده .
كلماتها من عالم آخر وحروفها من سحر الجنه
قرأ وقرأ , أمّا هي فجمدت مكانها تستمع غير مصدقه
هل كل هذا العشق والغزل موجود في قلبه لأجلها
لقد كان في فترة الخطوبه .يتعمّد أن لا يحضر لزيارتها إلاّ وجيبه
تعزف بداخلها قصيده .
فقد كان يعرف بأنها غير مستعدّة لتلقي هداياه الماديه
لم يكن يفرح قلبها.
إلاّ عندما يكتب لها قصيده, أو يأتي يقرع الباب وحين تفتح له يمد يده
مقدما لها باقة من الورود.
تابع قراءة قصيدته وهي ما زالت مشدوهه, تحرقها لهفة واشتياق
بعد أن أنهى قصيدته ركع أمامها مد يده خلف الستار وأخرج باقة من الورود
قدمها إليها مثلما كان الرجال يقدمون الزهور في قصص القرون الوسطى
خال لها كأنه أمير من قصص ألف ليله وليله.
أخذت باقة الورود منه أمسكت بيده وركعت هي بدورها تعانقا , واسترسلا في بكاء مرير.
وبكى كل من حضر حفل الزفاف , بكوا من شدة سعادتهم , وتأثرهم.
مضت سنة كاملة على زواجها منه , ولظروف إضطراريه, سافر للعمل في بلاد بعيده.
وتركها مودّعا ودموع القلب تذبحهما .
ودّعها قائلا : لا تحزني هي أشهر قليلة وسآتي لآخذك معي ,وسأقيم ثورة لأحضرك إلي .
أليوم إتصل بها قائلا لم يتبقى سوى شهر واحد سأشتري بيتا لأجعلك ملكة فيه
وأجلسك على عرش من مرمر.
وبالرغم من أنها تعرف أنه لم يتبقى الكثير , هو شهر واحد وستسافر للقاء زوجها وحبيب روحها,إلا أن خافقها كان يحترق بالشوق إليه , فقد تذكرت ليلة العرس , وتذكرت ركوعه أمامها , وتذكرت القصيده وكلماتها , فأحسّت بوجع يطحن فؤادها بلا رحمه . وتحكم الشوق والوجع.
لم تتحكّم في مشاعرها , أحسّت بالإختناق وكأن الهواء لم يعد يصل إلى رئتيها.
فصارت تصرخ بأعلى صوتها تناديه باسمه , حتى خال لها بأن صوت صراخها وصل إلى السماء.
وركعت على الأرض وضعت وجهها بين يديها وتابعت النداء باسمه لعلّ صوتها يصل إليه بغربته
فيحس بنسمات بارده تلامس وتداعب وجهه الذي هدّه التعب والشوق إليها والغربه.
أخذت دموعها تنهمر دون توقف فأغرقت حضنها.
أما هو فأحسّ لوهلة بنسمة بارده لفت جسده إنسابت في خلايا روحه .فرأى طيفها في خياله
عروس ترتدي فستانا أبيضا وطرحة تغطي وجهها الملائكي وقد تبللت بدموعها.
فما عادت تحمله ساقاه , ركع على الأرض وضع رأسه بين يديه وبكى كالأطفال شوقا لحبيبته.
كانت في نفس اللحظة ملائكة السماء ترفرف حولهما من أقصى الكرة الأرضيه
فحتى الملائكة ظلّت تحلّق بأرواحها فوق جسديهما, ولأوّل مرّة منذ الخليقة بكت ملائكة السماء
رحاب فارس بريك
اترك تعليق: