يمشي في منتصف الطريق.. يدور الطريق به في استقامة تارة وتارة تتشعب مساراته
كانوا يلهثون وراءه.. يحاولون إيقافه
خرجوا عن الطريق بحثا عن مسرب مختصر
ظل يمشي ولا يلتفت..
وظلوا يلهثون..!
آسف لك و لي كان لا بد من المرور على أعشاب إسفنج شتلتها لصيفين و ربيعين و شتاءات قاصمة أغادرتْ الرقعة أم اعشوشبتْ و اعتنقتْ ظلها ثم بريم صمتها نحتتْ قشرة تحتضن فقسها المنتظر حتى لا يغتاله لهيب جموحي !
مفضوحا فى ضمير الزناة و خيالات الفصول العاجزة عن حمل شواربها عن تخضيب الأصفر في تعاريج النسوة و اندحار ريح البراءة وتلك البحة الساحرة فى أناشيد سليمان تلك دائرة للموت تحاصر فلولا مذعورة لكنها مكبلة بذاك الطبشور من وهن المساء الذي ولى !
محمد خير الدرع <H5>( 1341 - 1425 هـ) ( 1922 - 2004 م) </H5>
سيرة الشاعر:
محمد خير الدرع بن حمد.
ولد في مدينة حماة (سورية)، وتوفي في ضاحية قدسيا (محافظة ريف دمشق).
قضى حياته في سورية ولبنان ومصر وباريس.
درس في مدارس حماة، حتى حصل على الشهادة الإعدادية، ثم توجه إلى بيروت، ليدرس في الكلية الشرعية (كلية فاروق الأول)، فتخرج فيها عام 1944، ثم أوفدته الكلية إلى القاهرة للدراسة بالجامع الأزهر، فحصل على الشهادة العالمية في الشريعة عام 1948، وفي أثناء دراسته في القاهرة واصل دراساته الحرة، فحصل على دبلوم في اللغة الفرنسية من المعهد الفرنسي، وشهادة المحاسبة من المعهد البريطاني، وشهادة في الصحافة.
عمل مدرسًا للغة العربية والتربية الإسلامية في حماة ودمشق.
أسهم في الأنشطة الثقافية في سورية، كما كان له دور وطني من خلال قصائده التي أذاعتها إذاعتا القاهرة ودمشق أثناء الوحدة بين مصر وسورية.
كان عضوًا مؤسسًا في جمعية «رابطة القلم العربي» بحماة.
الإنتاج الشعري:
- له العديد من القصائد المنشورة في مجلات وصحف عصره منها: «شاعر» نشرت في مجلة النواعير - عدد 166 - حماة مارس 1954، و«صورة» نشرت في مجلة الفتاة العربية - حماة، و«عيد الأعياد» - مجلة الأيام، و«ما وراء السراب» - الثقافة الأسبوعية، و«قصة حب» - مجلة طريق الجهاد، و«ما وراء السراب».
الأعمال الأخرى:
- له عدة مؤلفات مطبوعة منها: «الفرقان في تفسير القرآن» - دار الفكر - دمشق 2003، و«خالد بن الوليد» - جمعية التمدن الإسلامي - دمشق، و«الفن الذي يحتاجه الشعب» - دار اليقظة - دمشق، و«معلم الصحافة والإنشاء» - المكتبة الأموية - دمشق، و«كليلة ودمنة (تحقيق) - المكتبة الأموية - دمشق، و«التربية البدنية في لإسلام» - المكتبة الأموية - دمشق، و«من السلف الصالح» - دار القلم - بيروت، و«نبي الإسلام» - دار الفكر - دمشق 2003، وله عدة مؤلفات مخطوطة منها: «لمرسلون» - دراسة عن الأديان السماوية وحياة الأنبياء»، و«عالم الغيب» - «بحوث عن الله والملائكة والجن والأرض والسماوات»، و«الإنسان خليفة الله في الأرض»
- تشريح كامل لبنيته الجسدية والنفسية والعقلية في ضوء علوم الدين والصحة والتربية والنفس والأخلاق، و«أطوار الدين الحنيف مقاربة للأديان السماوية بمعايير الفلسفة والعلم والتاريخ»، و«فضائل الدين الإسلامي» - تحليل لأهم مبادئه في ضوء مقولات الفلاسفة والمستشرقين.
شاعر ذاتي النزعة، غزير الإنتاج، تراوح شعره بين الوجدانيات والوطنيات والشعر الديني، وهو متنوع في معانيه وأفكاره، كما يتنوع في قوافيه، له مطولة قسمها إلى مقاطع ترسم صورة لحياته وتتراوح بين حالات من اليأس والعشق المستحيل، وتعكس ذاتًا مؤرقة تطرح الأسئلة غير متحققة في عالم مهدد بالفناء، ومن قصائده التي تعكس هذا المعنى قصيدة «لغز الحياة»، يرى الحياة وهمًا وسرابًا خادعًا.
له مجموعة من القصائد تتنوع بين المديح النبوي والاستغاثة والابتهال، غير أنها - جميعًا - مشمولة بنبرة فخر واعتزاز بالإسلام وأمة المسلمين، كذلك له قصيدة تراوح
بين المعنيين الديني والوطني، مفعمة بحماسة تعكس قوة عاطفته، كما تؤكد روحًا رومانسيًا أقرب إلى التصوف والزهد، فهو مثالي عاشق للسمو تواق إلى المستحيل في صور الوجدان والواقع معًا، وشعره حسن التراكيب قوي في إيحاءاته، يصدر عن لغة سلسة متدفقة في ألفاظها ومعانيها، موشاة ببلاغة متوازنة وخيال رقيق.
مصادر الدراسة:
1 - حسان بدرالدين الكاتب: الموسوعة الموجزة - مطابع ألف باء الأديب - دمشق 1983.
2 - سليمان سليم البواب: موسوعة أعلام سورية في القرن العشرين - دار المنارة - بيروت 2000.
3 - عبدالقادر عياش: معجم المؤلفين السوريين في القرن العشرين - دار الفكر - دمشق 1958.
4 - الدوريات: حسان الكاتب: محمد خير الدرع في ما وراء السراب - مجلة الثقافة - العدد 27 - 25 من يوليو 1992.
5 - لقاء أجراه الباحث أحمد هواش مع أسرة وأصدقاء المترجم له - حماة - دمشق 2004. عناوين القصائد:
هل أتاك حديث البحر حين كان يداعب نجوم الليل يرسل أمواجه تغرقالحروف فرحا تتقلب في شفق المساء يروي سنابل القمح ويعبق بريح زعتر ويرحل البحر يترك بصمة وجع.. أنين خديعة هل أتاك حديث طير حين كان ينثر الحب يطعم مناقير قلب يرفرف بأجنحة الوفاء يغرد لليل لتستيقظ الحياة حين تسلل دم التيه إلى معصمه يحمل وجع الحروف في حقائب حوصلته يغلق أزرار فمه يموت أخر نبض ويبقى السؤال معلقا على مشنقة الجواب
الجرح عميق لا يستكين
والماضى شرود لا يعود
والعمر يسرى للثرى والقبور
فتحتُ صندوق الحلاقة الذي مازلتُ أحب محتوياته
لمحتُ شعرات بيضاء ترقص في جوانه الخشبية
وضحكة وقورة تتسلل من الشقوق دون عناء
الضحكة ملأتْ أرجاء الغرفة وقفزت بخفة فوق الستائر تتأمّل قسمات وجهي
لم أكن أعرف أن العمر أضيق من صندوق حلاقته
مازلت هنا أرتق وجع رحيله بتنهيدة وأطرّزه بحبات الدموع
لا شيء الآن يثير انتباهي في الغرفة الصغيرة ،
غير ضحكة بيضاء ونفحات شهر رمضان تحمل إلّي حبه الوحيد.
~~~~~~~
تعليق