سمعت تقريرا في ال bbc منذ ساعات يوضح أن بشار الأسد يريد توريط الجيش السوري في مواجهة شعبه بعد أن أستفاد الدرس من ثورة مصر الذي قام الجيش فيها بدور وطني رائد يغفر لقادته كل مايمكن أن ينسب إليهم من فساد .. احتضن الجيش الشعب واحتضن الشعب الجيش رغم وجود تجاوزات في مشهد رومانسي رائع .. لكن في سوريا بدأت ثقة الشعب تهتز في الجيش حسبما ورد في التقرير بعد أن ورطه نظام الأسد في التصدي لشعب يطالب بحريته في مظاهرات سليمة .. إن السيناريو الذي ستؤول إليه سورية لاقدر الله لو استمر بشار الأسد ونظامه القمعي في ممارسة ذبح المعارضين بأعصاب باردة ليست بأقل برودة من ضحكات بشار السخيفة التي أطلقها في خطابه التاريخي العظيم وسط هتافات المنافقين الأفاكين المزورين الذين يطالبون بأن يصبح بشارا زعيما للعالم وليس للعرب أو لسورية فقط .. سيكون هذا السيناريو لاقدر الله أبشع من سيناريو القذافي .. فلاأظن أن ثمة خلافا كبيرا بين عقلية هذا أو ذاك .. فكلاهما يفتقد إلى الرشد في تصرفاته .. بشار يطلق الوعود ويظن أن الشعوب مازالت مغيبة .. ولايعلم أن وقت التغيير قد حان وأنه حتى لو سيطر على البلاد مرة أخرى وقمع المعارضين أنه سيعادود سياسته القمعية من جديد .. الزمن تغير .. وهذه الثورات العربية رغم كل ما قيل عنها .. هي معجزة بلا أنبياء .. هي نفحة من روح الله .. هي لحظة تاريخية فارقة .
تحية وبعد:
كان لا بد من التعليق على مداخلتك تلك. نظراً لأهميتها في الوقت الراهن وردي سيكون بلا أدنى شك تأكيداً مني على ما جاء فيها من حيثيات أبرزها: أن النظام السوري قد تعلّم الدرس جيداً وحفظه عن ظهر قلب. خلاصة تجربتين قريبتين كان للجيش فيهما دوراً حاسماً في نجاح الثورة فيهما وحسمهما على الفور.
زجّ الجيش السوري سريعاً في مواجهته مع الشعب له أسباب ونتائج : وأهم تلك الأسباب : تركيبة الجيش القريبة من النظام الحاكم ، وقربه منه عقائدياً واستراتيجياً. أمّا عقائديا – مع الاعتذار عن دخولي في تلك الحيثيات ولكنها حقيقة وجب توضيحها - فأغلب إن لم كن كلّ القيادات العسكرية المؤثرة والفاعلة هي قيادات من الطائفة العلوية ذات الأقلية في النسيج التركيبي للشعب السوري. أما استراتيجياً : فهي حالة اللاحرب واللاسلم مع الكيان الصهيوني وما يعنيه ذلك من ضخٍّ هائل للأموال والامتيازات للقيادات الفاعلة والأقل فاعلية وللإفراد كذلك. وبمعنى أدق ولا يخلو من الطرافة " أكل ومرعى وقلة صنعة ".
أمّا النتائج : فهي نفسية على الأغلب . وذلك بزعزعة ثقة المواطن السوري بمدى فاعلية الجيش بحسم معركته مع النظام . وهذا سيضعف مؤكداً تطلعاته وانسجامه مع ثورات أخرى قريبة كان للجيش فيها الدور الفاعل والرئيسيّ في حسم المعركة لصالح الشعب.
بيد أني أجد أن ثمّ بصيص أمل من داخل النفق، وأربط ذلك الأمل برباطة جأش الشعب السوري وعزيمته وإصراره على المطالبة بحقوقه رغم آلة القمع والبطش. وما ارتكب في حقه من تقتيل وتدمير وقصف بلغ ذروته فجر اليوم . وأربط ذلك البصيص الخافت نسبياً بصحوة أفراد الجيش الوطنيين من أبناء الشعب المكلوم .. الصحوة التي لا بدّ منها قريباً وقد تكشّفت عندما أقدم وبجرأة عظيمة على تقديم بعض النواب وأصحاب القرار استقالاتهم على الملأ، مما قد يصاحبه من انقسامات أخرى قد تطال الأمن والجيش وبعض القوى الفاعلة والمؤثرة . وهذا وارد وغير مستبعد في ظلّ الهجمة الشرسة والممنهجة على المحافظات والمدن السورية وأمام العالم أجمع.
[/align][/align]
اترك تعليق: