لا تصدقيهم
لا يحمل الأثقال
سوى البغال..
صدقيهم إذا قالوا
يحملك
فأنت القيم الجميلة
وهم الأنذال
صدقيني
أنت العسل
وقلبي لك خفير.
صدقيني
أنت لي
النور والنسيم العليل.
درب الفران، بريمة، مكناس: تابع قال لي صديقي محمد اليوبي، وهو إنسان عبقري، لو كنت أسكن هذا الحي لاستخرجت منه قصصا مبهرة؛ والحق أن الرجل لو سار في درب الأدب، لقدم لنا دراسات نقدية غاية في الرصانة، ولكتب قصصا مبهرة، ولبسط أمامنا شعرا راقيا؛ فقد نشرت بعض المجلات العراقية في ثمانينيات القرن الماضي مقتطفات شعرية له، لما اطلع عليها، أقسم أن لا يعود للشعر مطلقا. كان يفكك أشعار أدونيس، ونحن تلاميذ في الثانوي، وكان من أوائل من اهتم بالمنهج البنيوي تطبيقا، وله فتوحات كثيرة، لقبه تلاميذه حين أصبح أستاذا، بالساحر، نظرا لطريقته الفريدة في تحليل النصوص ونقدها، بيد أنه اختار طريقا أخرى.
في حينا، هناك طواهر كثيرة لافتة، منها:
أنه كان ينادى علينا لا بأسمائنا الشخصية، ولا العائلية، ولا حتى باسم آبائنا، بل كان ينادى علينا باسم أمهاتنا، بها عرفنا، وعليها سرنا: يابن الضاوية، يا ابن حادة، يا ابن خدوج...
وكأن النداء باسم الأم هو الثابت، وأن الأب يمكن أن يكون غير الذي يعيش معنا، نداء يزلزل قناعتنا في انتسابنا، وفي الوقت نفسه، يؤكد قوة شخصية أمهاتنا، رغم أنهن لم يكن يخرجن إلى الشارع.
**
بعد سنوات الجفاف الذي ضرب بلادنا لمدة، حصلت هجرة قروية كثيفة، نال حينا نصيبا منها، حيث فتح واحد منهم دكانا لبيع الخضر، المحل كان قبل إصلاح المنزل الملحق به، مرحاضا لسكان المنزل، ثم صار مخزنا صغيرا قبل أن يصير محلا للبيع والشراء، كان يديره رجل كبير في السن، لطيف وبشوش، وكان يجالسه صديق له، الغريب أن أبناء الرجل بائع الخضر؛ نصفهم يشبهه، ونصفهم الآخر يشبه صديقه. الفئة الأولى بشعر أسود، والثانية بشعر أشقر.
من تينك العينين تنهرق الكلمات على صفحة قلبي فأرى سر الوجود من تينك العينين
ينهمر
سر الوجود
على صفحة قلبي
فلا أرى سواك
من تينك العينين
ينبعث نور
ينير ظلمات قلبي
فأدركت أن السر هو انت.
تعليق