مختصر خطبة يوم الجمعة في الحرم المكي الشريف

**مها راجح** · 15-08-2025, 10:01

المشاركة الأصلية بواسطة منيره الفهري مشاهدة المشاركة

جزاك الله كل الخير الرائعة بكل المقاييس
الأستاذة الغالية مها راجح
جعلنا الله من تقاته.امين يا رب العالمين
تحياتي و كل التقدير.

ربي يسعدك غاليتنا الاستاذة منيرة دنيا واخرة
ربي يكتب لك الخير اينما كنتويجعل ايامك هناء وصحة وعافية ويكرمك برؤية عائلتك غانمين سالمين

**مها راجح** · 15-08-2025, 10:13

أوصيكم بتقوى الله واعلموا أن لا شيء يقع في هذا الكون إلا بتقدير الله و بمشيئته و حكمته وارادته من ليل و نهار و رياح و أمطار وتحول وتكرار،ما يجعل المؤمن أن يدرك أن هذه الدنيا ليست بدار قرار و ذلك من آيات الله الكونية (وإن كل شيء عنده بمقدار) الآية
(إن في خلق السموات والأرض واختلاف الليل والنهار لآيات لأولي الألباب..) الآية
من منا لم يؤذه حر الصيف ومن منا لم يلفح وجهه لهيب الشمس ،كلنا وجد نصيبه من ذلك قل أو كثر، إنه واعد الصيف الذي يذكر به عباده حر المحشر والنار (تدنى الشمس من الخلق يوم القيامة حتى تكون منهم بمقدار ميل) قال سليم بن عامر والله ما ادري ما يعني بالميل المسافة الأرض أم الميل الذي تكتحل به العين) الحديث
إن شدة الحر من الآيات التي يرسلها الله لعباده تخويفا وعبرة (اشتكت النار إلى ربها وقالت يا ربي أكل بعضي بعضا، فأذن لها بنفسين نفس في الشتاء ونفس في الصيف فهو أشد ما تجدون في الحر واشد ما تجدون في الزمهرير) الحديث
استعيذوا أيها المؤمنون من تزود من حر الدنيا لحر الآخرة ومن صبر على العبادة لينعم بالنعيم يوم تبلى السرائر (يا أيها الذين آمنوا قوا أنفسكم نارا..) الآية
كان أبو الدرداء يفول(صوموا يوما شديدا حره لحر يوم النشور و صلوا ركعتين في الليل لظلمة القبور)
اعلموا أن ما يصيب المؤمن من شدة وجهد إعياء كله مدون ومكتوب عند من لا تضيع عنده القربات ولا تفقد عنده الطاعات، بها تكفر السيئات وتضاعف الحسنات(ما يصيب المؤمن من وصب ولا نصب ولا سقم ولا حسن حتى الهم يهمه إلا كفر الله من سيئاته) الحدبث
الأعمال يضاعف أجرها ويزاد ثوابها بقدر ما قام بها أصحابها من نية واخلاص وتجلد واصطبار ،والاحتساب في الأعمال الصالحة وعند المكروهات هو البدار إلى طلب الأجر والتسليم والصبر
ومن رحمة الله بعباده أنه ما شرع لهم من أعمال لا يطيفونها ولم يكلفهم ما يشق عليهم
(اذا اشتد الحر فليبردوا بالصلاة..) الحديث و الإبراد في الصلاة تأخيرها إلى آخر وقتها حين يخف وقت الظهيرة ويقاس عليه من العبادات ما يجوز فيه التأجيل كقضاء الصيام(قالت عائشة كان يكون علي الصوم من رمضان فما استطيع أن اقضي إلا في شعبان)
احمدوا الله على سائر الظروف والأحوال و اشكروه على الوسائل والأسباب الذي خفف عنكم عناء الحر وسمومه من الظلال وأجهزة التبريد وتفكروا بالمعوزين والفقراء ومن ذلك سقيا الماء البارد في هذه الأيام وتذكروا اخوانا لكم في الدين انضم إلى ما لحقهم من شدة الحر ألم الفقد ونقص في الأنفس والثمرات،فارفع اللهم ما حل بهم
اعلموا أن التسخط والتضجر على شدة الحر من الاعتراض على قضاء الله وقدره
اتقوا الله و احفظوا قلوبكم ألسنتكم فإن من تحقيق التوحيد الرضا والتسليم لأحكام الله الشرعية و سننه الكونية
اللهم صل وسلم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
دعا الإمام لفلسطين أجمل الدعاء جزاه الله عنا خيرا
#من_خطبة_يوم_الجمعة
21 صفر 1447 هجري

**مها راجح** · 22-08-2025, 10:39

أوصيكم بتقوى الله واعلموا أن المسلم إذا اعطي شكر وإذا منع حمد و إذا ابتلي صبر، فعطاء الله رحمة ومنعه حكمة وابتلاؤه منحة
كثرت ادوات التواصل وقل التواصل واتسعت الدور وضاقت الصدور والشيطان ينزغ بين المؤمنين فلا تكونوا عونا له على اخوانكم
أنت سعيد اذا كنت تسعد بسعادة الآخرين (ان الشيطان كان عدوا مبينا) الآية
الإنسان قصير النظر ضعيف الفكر لا يعلم الغيب ومع هذا يحاول ان يستكشف ما وراء الحدود ويتخذ من الوسائل والأسباب ما عساه أن يدرك شيئا من مراده، فأنى له ذلك و هو المخلوق الضعيف.. يلجأ إلى النجوم و يستفت الابراج معلق بين السماء والأرض يبحث عن بشير ويحذر من نذير ينظر في الفال ويخشى الشؤم يطلب من معبوداته الإشارات والدلالات لعله يهتدي الصواب في أسفاره وتجاراته يستقسم بالأزلام و يلقي الأوراق والاعواد في المعابد ويضرب بالحصى ويرصد حركة النجوم ،كل ذلك من أجل أن يستنطق المجهول ويطلع الغيب ويعرف سر القدر قال الرسول عليه افضل الصلاة والسلام (اقروا الطير على مكاناتها) الحديث جاء الإسلام بكماله وجماله و هديه وجلاله لينقذ الإنسان من هذه التخبطات والجهالات فشرع له صلاة الاستخارة هذه السنة العظيمة توحيد واخلاص ولجوء إلى الله سبحانه و تعالى و طلب الخير من الله سبحاته وهو رب الأرباب ومسبب الأسباب، فيسال المسلم ربه أن يهديه ويصرف عنه الشر وييسر الخير له حيث كان..
المسلم حين يستخير فإنه يسلم الأمر لله ويلجأ إليه ويبرأ من حوله وقوته إلى حول الله وقوته
الاستخارة تعلق قلب المؤمن بربه ورضاه بما قسم له وهي حب الله وتعظيمه ومدعاة لراحة البال و امتثال الأمر لشرع الله
صفة الاستخارة بينها الرسول صلى الله عليه وسلم ( إذا هم احدكم في الأمر فليركع ركعتين من غير فريضة ثم يقول اللهم اني استخيرك بعلمك واستقدرك بقدرتك واسالك من فضلك العظيم فإنك تعلم ولا أعلم وتقدر ولا اقدر... ) الحديث
الاستخارة تكون في الأمور التي لا يتقيد العبد فيها للصواب،أما ماهو معروف خيره من شره فإنه لا استخارة فيه كالعبادات وصنائع المعروف وتجنب المعاصي الاستخارة تكون في المباحات في الأمور الدنيوية كالزواج أو شراء منزل أو مركوب وما إلى ذلك
الاستخارة عند أول ما يهم فيه العبد(إذا هم احدكم) الحديث
قيل إن الدعاء قبل السلام افضل كما كان يفعل النبي عليه الصلاة والسلام والأمر واسع إذا شاء قبل السلام أو بعده
والحكمة في تقدم الصلاة في دعاء الاستخارة أن يجمع العبد بين خيري الدنيا والآخرة وهو محتاج إلى ربه و لا شيء أعظم من الصلاة..
الاستخارة لا تمنع من الاستشارة (والجمع بينهما من تمام العمل وكماله) كما قيل
وتكون الاستشارة قبل الاستخارة ،و إذا استخار المسلم فليفعل ما بدا له سواء أن شرح له صدره أو لا فلا يلتفت لإشارات او علامات من رؤى منامية أو تعلق بأسماء او أشخاص أو أيام أو أحوال فهذا معارض لحقيقة الاستخارة و مقصدها التي هي الركون إلى الله عز وجل وتفويض الأمر كله لله
من المهم بعد الاستخارة ان نحسن الظن بالله ونوقن أن ربنا يكتب لنا مافيه صلاحنا ومصلحتنا (إذا لم تجد حلاوة في قلبك وانشراح فاتركه) كما قيل
السرور بالله قربى وقرة عين تحث على الجد والسير إليه (وربك يعلم ما تكن به الصدور) الآية
من فوض أمره لله كفاه و من سأله بصدق واخلاص أعطاه ومن استخار لن يندم ومن اعتمد على حسن اختيار الله لم يتمنى غير ما اختاره الله له (من سعادة ابن آدم استخارته الله و رضاه بما قضاه ،بينما شقاوته تركه الاستخارة وسخطه على قضاء الله) الحديث
اتقوا الله واعلموا أنه من اعطي أربعة لم يمنع من أربعة فمن اعطي الشكر لم يمنع المزيد ومن اعطي التوبة لم يمنع القبول ومن اعطي الاستخارة لم يمنع الخيار ومن اعطي المشورة لم يمنع الصواب
اللهم صل وسلم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه
دعا الإمام لفلسطين جزاه الله خيرا
#من_خطبة_يوم_الجمعة
28 صفر1447 هجري

**مها راجح** · 29-08-2025, 10:48

اتقوا الله فمن اتقاه حفظه بحفظه و برعايته رعاه(يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وقولوا قولا سديدا يصلح لكم أعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم..) الآية
المتقون قوم فعلوا خيراً وعلى درج العلياء رجوا ،ولهم في الدنيا فيها ارج ،تحيا وتعيش بها المهج
في ظل عالم يموح بالفتن والاضطرابات يحتاج المرء إلى أن يتلمس طريق النجاة فلا بد من منهج وضاء يستدل به الطريق لينأى عن الفهم السقيم ويرقى الى الدرج المستقيم ويتدرج في مدارج السالكين إلى رضا رب العالمين وأنى له ذلك إلا بإيمان راسخ ومنهج عقيدة واضحة ثابتة كعقيدة ومنهج السلف الصالح رحمهم الله
(خير الناس قومي ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم)الحديث
قال أمير المؤمنين عمر بن عبدالعزيز رحمه الله (سن رسول الله صلى الله عليه وسلم و ولاة الأمر من بعده سننا الأخذ بها اتباع لكتاب الله ليس لأحد من الخلق حق في تغييرها ولا تبديلها ولا النظر في شيء خالفها،من اهتدى بها فهو المهتدي ومن استنصر بها فهو المنصور ومن تركها واتبع غير سبيل المؤمنين ولاه الله ما تولى واصلاه جهنم وساء مصيرا)
معاشر المسلمين، إن الناظر إلى منهج السلف الصالح يلقى معالما واصولا وقيما روابح يتميز بها هذا المنهج الأشم، لم يشارك فيه أي منهج آخر وأول معالم من معالمه(( العناية بالتوحيد)) ..
العناية بالتوحيد الخالص لله تعالى فلا انداد ولا شركاء ولا أمثال ولا نظراء(ليس كمثله شيء وهو السميع البصير) الآية
فلا صنم ولا ضريح ولا وثن يقصد ولا يتقرب إلى الأموات
يتوج هذا المعلم الإخلاص لله في القول والعمل (وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين حنفاء..) الآية
انهم سيرون الله عيانا (وجوه يومئذ ناضرة إلى ربهم ناظرة)الآية ،نسأل الله أن يمتعنا بالنظر إلى وجهه الكريم
ومن أهم القيم الروابح التي يتميز بها منهج سلفنا الصالح الرد إلى القرآن والسنة في كل صغيرة و كبيرة(فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول إن كنتم تؤمنون بالله وباليوم الآخر) الاية
القرآن عند السلف كلام الله المنزل بالوحي غير مخلوق فيردون إلى المتشابه فيه بالمحكم والمجمل للمبين في مواءمة بين النصوص و مقصدها المعقول والمنقول كل ما وافق الكتاب والسنة اثبتوه وكل ما خالفها ابطلوه فهم لا يعدلون من النص الصحيح ولا يحكمون على نصوص الوحي بالعقول ،
فالقرآن والسنة عند سلف الأمة المنهل العذب الروي فيرجع إليهما كل مهتد وهادي حتى لا يضل ولا يشقى
كن في امورك كلها متمسك بالوحي لا بزخارف الهذيان وانصر كتاب الله والسنن التي جاءت عن المبعوث بالفرقان..
امة الإسلام،ومن الاصول العظيمة العناية بالعلم والمعرفة
ومن معالم منهج سلفنا الصالح رحمهم الله شعيرة من اخص خصائصهم وسمة بارزة عندهم انها شعيرة لزوم الجماعة والإمامة وما تقتضيه من السمع والطاعة (واعتصموا بحبل الله ولا تفرقوا) الآية
حبل الله هو الجماعة
استشعروا جلال الألفة والجماعة (ولا تنازعوا فتفشلوا فتذهب ريحكم) الآية
منهج متجدد بطبعه وعقيدة اساسهاكل ما يتوافق مع أحكام الإسلام و مقاصده،كما إنها ليست حكرا على احد بل هي دعوة شاملة لاتباع هدي الرسول ظاهرا وباطنا والبعد عن البدع والمخالفات وصدق المحبة للمصطفى عليه افضل الصلاة والسلام(قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم) الآية
تمسكوا بحبل الله واتبعوا الهدى
ومن المعالم المتلألئة لمنهج السلف الصالح التوسط والاعتدال في الأقوال والأفعال والاطلاع إلى أمر الدعوة إلى الله على بصيرة واعزاز شريعة الأمر بالمعروف بالمعروف والنهي عن المنكر بلا منكر والحرص على العدل والإنصاف حتى مع المخالف
في هذا الزمان كثرت شبه الخطابة وحمالة الأوجه و اقتفى كثير من منتسبي الإسلام الشكليات والمظاهر و الاحتمالات والظواهر فإنه ليتحتم التأكيد على لزوم منهج السلف الصالح
عليكم التمسك بأصوله وقيمه الروابح لتحقيق الأخوة الإسلامية و الاعتصام والوئام ونبذ الفرقة والانقسام و البعد عن الإرهاب فإن أصحابها لا للإسلام نصروا ولا للكفر كفروا ولا اصلحوا دينا والله المستعان
التأكيد على الدعوة إلى التضامن الإسلامي ونصرة قضايا المسلمين وعلى راسها قضية فلسطين، الواجب علينا نصرهم والأخذ بالأسباب إلى ذلك ،فواجب على المسلمين اغاثتهم عبر القنوات الرسمية الموثوقة
و علينا الإكثار من الدعاء لهم من لا يهتم بأمر المسلمين فليس منهم
اللهم صل وسلم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
دعا الإمام لفلسطين جزاه الله عن المسلمين خير الجزاء
#من_خطبة_يوم_الجمعة
6 ربيع اول 1447هجرية

**مها راجح** · 05-09-2025, 11:13

اتقوا الله و تفقدوا أنفسكم واحوالها و راقبوا قلوبكم وأعمالها فإن مكامن القلوب اصل أعمال الجوارح واحوالها
إن من أعظم ما ينغص على العبد طمأنينته في هذه الحياة و سعادته بعد الممات تحليه بخلق ذميم و وصف قبيح تنفر منه الفطرة السوية و تشمئز منه النفوس النقية، ذلكم هو خلق (الحسد)
الحسد داء خطير و شر مستطير متى ما تسرب إلى قلب العبد و روحه إلا وعكر عليه صفوه وكدر عليه خاطره
الحسد آفة قلبية خطيرة تتجلى في تمني الحاسد زوال النعمة عن الغير
و هو صنفان /احدهما أن يسعى ذلك بالقول أو الفعل لتنقلب النعمة إليه ، والآخر من غايته ومناه أن يراها زالت عن المحسود ولو لم ترجع إليه ، وهذا أخبث الصنفين وشرهما..
وعلامة هذا الداء وامارته أنه يستاء المرء من أن يرى العباد في خير و نعمة من الله إذا رأى الحاسد أو نما لعلمه أو طرق لسمعه بأن الله أنعم على عبد من عبيده بنعمة من مركب أو مسكن أو بسط اليه في رزقه انقبض قلبه واضطربت روحه و تمنى أن الله لم ينعم عليه بها وسرعة زوالها،قلبه مفعم بالأنانية
ومن أثر ذلك أن يتنكر لفضل الله ويكفر بنعمه عليه فلا يرى لله عليه نعمة ولا منة
الحسد سبب أول معصية عصي الله بها في السماء وسبب أول لذنب عصي فيه بالأرض حينما حسد ابليس أبانا آدم عليه السلام لما خص له من تكريم وتفضيل عندما أمر بالسجود له(فابى واستكبر وكان من الكافرين)الآية
و كان الدافع لأول جريمة عرفها الوجود حينما حسد قابيل أخاه هابيل فقتله(فاصبح من الخاسرين) الآية
وهو في الأصل خلق أهل الشرك والكفران لا أهل التوحيد والايمان (ود كثير من أهل الكتاب لو يردونكم من بعد أيمانكم كفارا حسدا من عند أنفسهم من بعد ما تبين لهم الحق) الآية
وهو داء الأمم السابقة (دب إليكم داء الأمم قبلكم الحسد والبغضاء هي الحالقة حالق الدين لا حالقة الشعر والذي نفسي بيده لا تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا ولا تؤمنوا حتى تحابوا ،أفلا أنبئكم بما يثبت ذلك لكم افشوا السلام بينكم) الحديث
و لفظاعة هذا الداء وقبحه تجد الحاسد يبرر لنفسه ويسوق لها من هذا الخلق الذميم
ولقد ورد ذم الحسد في السنة النبوية في كثير من الاحاديث(ولا تباغضوا ولا تحاسدوا ولا تدابروا وكونوا عباد الله اخوانا) الحديث
لقد جعل الله الإنسان على محبة نفسه والحرص على نفع ذاته وجعل ذلك مناطا التكليف و ميدانا للتزكية (إن الانسان خلق هلوعا إذا مسه الشر جزوعا وإذا مسه الخير منوعا..) الآية لذلك قل من يسلم من هذا الداء ولو بشيء يسير
المقصود أن الحسد مرض نفسي لا جسدي يقصد الروح وهو مرض غالب (ما خلا جسد من حسد )لكن اللئيم يبديه والكريم بخفيه
أنه ما على ما استقر من ذلك في قلبه و محاسب على ما استمرأته نفسه الأمارة بالسوء (وإن تبدوا ما في أنفسكم أو تخفوه يحاسبكم به الله) الآية
الحسد من أعظم ما يأتي من حسنات العبد فيمحوها ويزيلها (إياكم و الحسد فإن الحسد يأكل الحسنات كما تأكل النار الحطب) الحديث
احذروا من الاتصاف بهذا الخلق الذميم والوصف القبيح الذي يقف وراء اكثر العداوات وأكثر النزاعات بين الأفراد والأسر والجماعات (قل أعوذ برب الفلق من شر ما خلق ومن شر غاسق إذا وقب ومن شر النفايات في العقد من شر حاسد إذا حسد) سورة الفلق
علاج هذا الداء أن يتعوذ المؤمن من شر نفسه وأن يدعوا الله أن يهديه لأحسن الأخلاق وأن يصرف عنه سيئها،و أن يسأل المؤمن ربه ان يطهر قلبه نحو اخوانه المسلمين من أعظم ما يعين المؤمن من الخلاص من هذا الداء أن يقف على حقيقة من طوى عليه من اضرار نفسية ومحاذير شرعية و ما يترتب من عقوبات أخروية
الحاسد يزداد هما وغما كل ما ازداد عباد الله نعمة وفضلا(إن تمسسكم حسنة تسؤهم وإن تصبكم سيئة يفرحوا بها) الآية
الحاسد يعارض الله في مشيئته و ارادته ولو لم يشعر، فالحاسد ليس باعلم بالخلق وما يستحقونه من الخير من الله
و ليدرك أن من ابتلي بهذا الداء لن يغير من أمر الله شيئا ولن يحول بين فضل الله وبين عباده (و إن يمسسك الله بضر فلا كاشف له إلا هو) الاية
على المرء أن يروض نفسه على محبة الخير للغير ويدعو لهم بالمزيد ويجاهد فإنه بالغ إلى ذلك لا محالة(من يتحرى الخير يعطى ومن يتوقى الشر يوقى) الحديث اللهم صل وسلم على سبدنا محمد
#من_خطبة_جمعة_اليوم
13 ربيع اول 1447هجري

**مها راجح** · اليوم, 10:36

اتقوا الله الذي لم يخلقكم سدى ولم يترك امركم مهملا فقد فاز من اطاع ربه وتبتل إليه تبتيلا وأدى فرائضه أداء جميلأ ،وقد خاب وخسر من اذهب زمانه باطلا..
لما كان الإنسان لا بد أن ينتقل من هذه الدنيا إلى الدار الآخرة ارسل الله إلى عباده رسلا منهم لتعريفهم بالدار التي سينتقلون إليها وبصفة الطريق الموصل إليها،
فقد وصف رسولنا الكريم وصفا موجزا شافيا كافيا لقيام الساعة(ونفخ في الصور فصعق من في السموات ومن في الأرض إلا من شاء الله ثم نفخ فيه أخرى فإذا هم قيام ينظرون)الآية
تأملوا هذه الآيات من أواخر سورة الزمر وتعرفوا على ما دلت عليه وتفكروا في كمال الله وقدرته حتى تتيقنوا أنه واحد أحد فرد صمد لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد، حي قيوم ليس له شريك بل جميع الخلق في قبضته وتحت قهره ،يسمع سرهم ونجواهم
فلا يجوز لك أيها المسلم أن تجعل لك واسطة بينك وبين الله، فإنه قريب إليك أقرب من حبل الوريد
وهو سبحانه مستو على عرشه ليس كمثله شيء وهو السميع البصير علق الآمال بالله وحده والجأ إليه في كل الأحوال، اطلبوا منه المدد والحوائج فهو الذي بيده مقادير الأمور وخزائن السموات والأرض اسالوه الهداية والتوفيق فلايملكهما أحد سواه
أحسن الحديث كتاب الله وخير الهدى هدي نبينا محمد صلى الله عليه وسلم وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار تحصنوا بكتاب الله وسنة نبيه من محدثات الأمور، واعبدوا الله على علم وبصيرة واتقوه وراقبوه فإنه يراكم ويسمعكم
و أكثروا من قول لا إله إلا الله فإنها مفتاح الجنة وتحققوا معناها
صلوا وسلموا على نبيكم محمد صلى الله عليه وسلم الصلاة عليه من حقه على أمته فبها تنشرح صدوركم وتقضى حوائجكم وتغفر ذنوبكم وتستحقون شفاعته لكم
اللهم صل وسلم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
#من_خطبة_يوم_الجمعة
27 ربيع اول1447 هجري

**مها راجح** · اليوم, 10:49

اتقوا الله حق تقاته و احرصوا على طاعته و مرضاته و اذكروا أنه خلقكم لعبادته فاخلصوا له الدين واحسنوا له العمل..
تزكية النفوس وتقويمها وإصلاح القلوب وتطهيرها امل يسعى إليه العقلاء في كل الثقافات والحضارات فسلكوا إليه مسالك شتى وحسبوا فيهم بأخذهم بها إدراك المنى وبلوغ الآمال في الحظوة بالحياة الطيبة والعيش الهانئ
وإن السعادة التي تطيب بها الدنيا و تطمئن بها القلوب هي تلك التي يبينها ويكشف بها الكتاب الحكيم والسنة الشريفة بأوضح عبارة وادقها وآجلها على الدلالة المقصود
ولقد ارسل الله رسله وانزل كتبه ليرشد الناس إلى سبل تزكية أنفسهم وإصلاح قلوبهم وهذا لن يتحقق إلا حين يؤدون حق الله عليهم في إخلاص العبودية له(وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون) الآية
وقد جاء في كتاب الله وسنة الرسول بيان الطريق إلى هذه التزكية التي جعل الله فيها فلاح المرء مرهون بها وجعل الخيبة والخسران مرهون بضدها بإفساد النفس بالخطايا
قال تعالى(ونفس وما سواها فألهمها فجورها وتقولها) الآية
إن هذا الكتاب المبارك الذي جعله الله روحا تحيا به القلوب و نورا (ما كنت تدري ما الكتاب ولا الإيمان ولكن جعلناه نورا نهدي به من نشاء من عبادنا وانك لتهدي إلى صراط مستقيم) الآية ،ليصرح أن اساس التزكية في الإسلام وروحها و محورها توحيد الله تعالى،
فالقلوب بيده وهو يقلبها ويصرفها كيف يشاء وكيف اراد (من يهد الله فهو المهتد ومن يضلل فلا هادي له) الآية ،هذا فضله وعطاؤه وما فضل الكريم بممنون
إن اثر التوحيد في التزكية بل في حياة المسلم ليبدو جليلا في توحيد الهدف والغاية وإتفاق العلم والعمل حتى يكون فهم المسلم وعفيدته وعمله منتظما في سلك واحد متوافق لا تعارض فيه ولا تضارب
ومما يزكي النفوس تجديد الإيمان فيها على الدوام إذ إن الإيمان يخلق كما تخلق الثياب لهذا كان صحابة الرسول يأخذ احدهم بيد الآخر ويقول تعال نؤمن ساعة ،فيجلسان يذكران الله
في ذكر الله تعالى وطاعته وتلاوة كتابه أعظم ما يجدد الإيمان في نفس المؤمن ويعمل على زيادة إيمانه بصدق الالتجاء إلى الله تعالى (اللهم آت نفوسنا تقواها و زكها أنت خير من زكاها) الآية
و مما يزكي النفس ويصلح القلب دوام تذكر نعم الله التي أنعم الله بها عباده ،قال تعالى (وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها إن الله غفور رحيم) الآية
تذكر النعم يورث الذاكرة كمال التعلق به وتمام التوجه إليه وخضوعا وتذلل له سبحانه و معرفة ذلك ودوام تذكره باعث على معرفة العبد لعجزه وضعفه وافتقاره إلى ربه في كل شؤونه غير إن تذكر النعم لابد من اقترانه بالعمل
العمل الذي يرضاه الله ويحبه وحقيقة فعل الخيرات وترك المنكرات على هدى من الله ومتابعة لرسول الله صلى الله عليه وسلم مع العناية الخاصة بالفرائض إذ هي احب ما يتقرب العبد إلى ربه (ولا يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى احبه وإذا احببته كنت سمعه الذي يسمع به وبصره الذي يبصر به و يده التي يبطش بها ورجله التي يمشي عليها..) الحديث
و مما يزكي النفس اعلام القلوب فإن القلب ملك الجوارح يصلح بصلاحه ويفسد بفساده(ألا فإن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله واذا فسدت فسد الجسد كله ألا وهي القلب) الحديث
ومن اعمال القلوب نية المرء ومقصوده من كل عمل يعمله
اتقوا الله و اتخذوا من كتاب الله وسنة نبيكم خير منهج ابتغاء رضوان الله
إن التوبة من أعظم الأسباب لتزكية النفس وإصلاح القلب يحب الله التوابين، ولو لم تكن التوبة احب الأشياء لما ابتلى بالذنب أكرم الخلق عليه
للتوبة عنده سبحانه منزلة ليس لغيرها من الطاعات، لهذا يفرح الله بتوب عبده أعظم فرحة
حقيقة التوبة الرجوع إلى الله، إلتزام فعل ما يحب وترك ما يكره، فهي رجوع من مكروه إلى محبوب فالرجوع إلى المحبوب جزء مسماها والرجوع عن المكروه هو الجزء الآخر
لهذا علق الله الفلاح المطلق على فعل المامور وترك المحظور(وتوبوا إلى الله جميعا أيها المؤمنون لعلكم تفلحون)الآية
كل تائب مفلح
اتقوا الله وتوبوا إليه ابتغاء رضوانه
اللهم صل وسلم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
دعا الإمام افضل الدعاء لفلسطين جزاه الله خيرا
#من_خطبة_يوم_الجمعة
11 ربيع ثاني1447 هجري

مختصر خطبة يوم الجمعة في الحرم المكي الشريف

تعليق

تعليق

تعليق

تعليق

تعليق

تعليق

تعليق

ما الذي يحدث