فيف لاكلاس/الواحد والثلاثون/ منيرة الفهري

تقليص
This topic has been answered.
X
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • حلقة كانت بطلتها الخالة غالية زوجة سي الطاهر حيث استطاعت أن تنجز ما كان يشغل بال الطبيب و الممرض و ثبتت الحقنة في ذراع المريض في الوقت المناسب بحرفية ..كانت حلقة مميزة شاهدنا من خلالها صور حية لحياة التونسيين زمن الإحتلال الفرنسي و ما كان يميزها من تآزر و تكاتف من أجل تحقيق المصلحة العامة
    نتابعك باهتمام أديبتنا المنيرة
    خالص تحياتنا

    اترك تعليق:


  • منيره الفهري
    رد
    Vive la classe
    فيف لا كلاس

    الجزء الثاني

    سي الطاهر هو ممرض القرية و موضع ثقتها، و قد اعتاد الأهالي أن ينادوه الحكيم، لأنه حكيم بالفعل، حكيم في مهنته، حكيم في تصرفاته، حكيم في علاقاته الاجتماعية
    عاد إلى قريته بعد أن قضى سنوات عديدة في شمال البلاد بحكم عمله.
    لم يعجبه ان يتنقل الاهالي إلى بلدة مجاورة للتداوي. اقترح على العمدة أن يبنوا مستوصفا للقرية حتى يتجنب الأهالي عناء التنقل في ذلك الوقت العصيب من الخمسينات و المحتل الفرنسي في كل مكان يفتش كل من مر للمدينة لقضاء حاجة
    لم يتجاوب معه العمدة لأن القرار يكون بيد الفرنسيين انذاك، وعده فقط أن يتحدث مع المقيم ( هكذا كان
    (يسمى المسؤول الفرنسي
    في أول فرصة تسنح له، و بقى سي الطاهر ينتظر على أحر من الجمر و معه الأهالي الذين اختاروا أن يأتوه إلى منزله ليعطيهم حقنة او ليسكن آلامهم بقرص شديد الاصفرار يسمونه، الكينا، وسبحان الله، هذا القرص كان يشفي من كل الأمراض
    عاد العمدة بعد أكثر من شهرين و معه بشرى إقامة المستوصف بالقرية لكنه أبلغه أنه ينقصهم المحل. فأين سيكون هذا المبنى الحكومي يا ترى.
    لم يتردد سي الطاهر كثيرا و اقترح على العمدة أن يعطيه نصف بيته الكبير و يترك غرفة شاسعة و مطبخا و حوشا و هذا يكفي عائلته.
    و كم كانت فرحة الأهالي كبيرة بهذا الإنجاز الحلم

    جاء الطبيب الذي يزور المستوصف مرة كل اسبوع و انبهر بما وجد فيه من معدات تمريض بسيطة و لكنها تفي بالحاجة جهز بها المستوصف في ظرف وجيز
    جمعت لها التبرعات و اشتراها ممرض القرية من العاصمة
    و هكذا حاز سي الطاهر ثقة مسؤوليه في المهنة
    تجمع المرضى في قاعة الاستقبال و بدأ سي الطاهر ينادي بالإسم ليفحصهم الطبيب، فهذا قد سقط من الحمار و كسرت رجله و هذه قد امتلأ جسدها ببقع حمراء و هذا يشكو من وجع كبير على مستوى الصدر..و الطفل الصغير يشكو من حمى شديدة.
    و كان الممرض يتصرف حسب تعليمات الطبيب فيضمد رجل الأول بضمادة في طرفها لوحتان سميكتان، و يعطي الثانية مرهما لدهن جسمها
    و يعطي الآخر حبة " الكينا" العجيبة
    جاء دور عجوز، سمع الطبيب شكواه ثم نادي على سي الطاهر قائلا: هذا المريض حالته استعجالية تتطلب حقنة في العرق لكن يجب أن تدوم الحقنة خمس دقائق و الا يموت الرجل
    تردد سي الطاهر قائلا: هذه مسؤولية كبيرة، ماذا لو أخطأت بدقيقة؟
    انا اعطي الحقنة للمريض
    التفت الطبيب، كانت زوجة سي الطاهر الخالة غالية التي أتت تساعد زوجها في تنظيم المرضى
    قالت في صوت خافت:انا معتادة على إعطاء الحقن و سأكون عند حسن الظن و ستدوم الحقنة خمسة دقائق إن سمح لي سي محمد علي( كان هذا اسم الطبيب)
    اندهش سي الطاهر من جرأة و شجاعة زوجته و انتابه فخر و هو ينتظر قرار الطبيب
    اعطى هذا الأخير الخالة غالية الحقنة و أشار إلى ساعة معلقة في الحائط. و بكل ثقة في النفس تقدمت الخالة غالية من المريض و حقنته في ذراعه و هي تدفع
    الحقنة ببطء و تنظر للساعة
    أما سي الطاهر و الطبيب فكانا يتأملان دون أن ينبسا ببنت شفة و في صدر كل منهما قلب ينبض بسرعة شديدة
    و في الثانية الأخيرة من الخمس دقائق كان الدواء قد استنفد من الحقنة
    استلت الخالة غالية الحقنة من ذراع المريض و أشارت عليه أن يرتاح على كرسي وضع للغرض.
    لم يصدق سي الطاهر و لا الطبيب ان هذه المرأة أنقذت حياة المريض بشجاعتها، هذه المرأة التي كانت دراستها ابتدائية لكنها تعلمت من زوجها كل أسرار المهنة
    قال الطبيب بصوته الجهوري: سيدتي انا سعيد بما حصل اليوم و سأمنحك شهادة حتى تستطيعين مساعدة زوجك و حقن المرضى

    تذكر سي الطاهر كل هذا و هو ينادي زوجته لأن قاعة الاستقبال امتلأت بالمرضى

    اترك تعليق:


  • منيره الفهري
    رد
    و سنواصل الرحلة بإذن الله مع الجزء الثاني من الرواية

    اترك تعليق:


  • منيره الفهري
    رد
    المشاركة الأصلية بواسطة سلمى الجابر مشاهدة المشاركة
    أرى هنا بداية رواية موفقة
    شكرا أستاذتنا الجميلة منيرة الفهري لهذه المقاسمة
    سأتابعك و ابدي رأيي طبعا
    العزيزة جدا أستاذتنا المحامية الشابة
    سلمى الجابر
    سعدت بحضورك الراقي هنا
    ودي و وردي عزيزتي

    اترك تعليق:


  • منيره الفهري
    رد
    المشاركة الأصلية بواسطة الهويمل أبو فهد مشاهدة المشاركة
    يبدو أننا مع قاصة محترفة. فالبداية تشير لما يقتضي التفسير والكشف لاحقا. "العملية" ذات طابع سري
    وتمت بنجاح لكننا لا نعلم ما هي. المهتمون بالعملية أربعة رجال والفهري وزوجته. هذا يجعل
    العملية على جانب كبير من الأهمية. مثل هذه البداية تجعل من التشويق عنصرا مهما، وخير البدايات
    ما يبدأ في "وسط الأحداث" (in medias res). فالقارئ لا يعرف ما قبلها ولا ما يترتب عليها
    لذلك هو يحاول فك أسرار حدث البداية. وعنصر السرية يضاعف التشويق، فالأربعة جاءوا بدون
    أسماء ولا صفات والمادة التي أحضروها لُفَّت بأكياس وأودعت في بئر. بداية جاذبة و محيرة.
    و كم أسعد عندما أجد منكم تعليقا أستاذنا الجليل الفاضل الهويمل ابو فهد
    أسعدتني جملة" نحن أمام قاصة محترفة"، ليتني اكون كذلك.
    تحياتي الصادقة جدا
    سنواصل الرحلة مع "فيف لاكلاس" بإذن الله

    اترك تعليق:


  • منيره الفهري
    رد
    المشاركة الأصلية بواسطة عبد المجيد برزاني مشاهدة المشاركة
    جميل هذا السرد ، وأجمل منه هذا النفس الروائي الذي يطبعه ويجعله، إلى حد بعيد، مشوقا ...
    سلم القلم أستاذة منيرة وسلمت من كل سوء.
    أستاذي العزيز عبد المجيد برزاني
    أسعدني مرورك جدااا
    تقبل تحياتي بما يليق

    اترك تعليق:


  • مها راجح
    رد
    نتابع جميلتنا الاستاذة منيرة ..
    تحياتي

    اترك تعليق:


  • سلمى الجابر
    رد
    أرى هنا بداية رواية موفقة
    شكرا أستاذتنا الجميلة منيرة الفهري لهذه المقاسمة
    سأتابعك و ابدي رأيي طبعا

    اترك تعليق:


  • منيره الفهري
    رد
    المشاركة الأصلية بواسطة رشيد الميموني مشاهدة المشاركة
    قرات بكل تمعن فبدا لي سردا ممتعا يخفي آخره تشويقا وقد تحمل الأجزاء الأخرى مفاجآت .
    أنتظر بكل شغف ما ستأتي به الأحداث ..
    قص رائع يستثير فضول أي قارئ
    دمت بمودة صديقتي منيرة
    الأديب القدير، متعدد المواهب
    و الصديق العزيز
    رشيد الميموني
    سعدت كثيرا بهذه الإطالة الجميلة و هذه الكلمات الرقيقة الراقية..
    تحياتي و كل التقدير

    اترك تعليق:


  • منيره الفهري
    رد
    المشاركة الأصلية بواسطة سائد ريان مشاهدة المشاركة
    Vive la classe

    العم مترجم جوجل قال لي أن هذه الجملة بلغة إيطالية و تعني
    (يعيش الفصل)

    و عند الفهرية الخبر اليقين
    اما عن العنوان فله حكاية قد تكون أكثر تشويقا من الرواية أصلها.
    انتظرني أستاذنا الفنان الموهوب و الاخ الفاضل العزيز سائد ريان

    اترك تعليق:


  • منيره الفهري
    رد
    المشاركة الأصلية بواسطة سائد ريان مشاهدة المشاركة
    تشويق جميل ... ننتظر ما يتبع بشغف
    تحاياي للعنقاء الفهرية و لسي الطاهر البطل - حسبما ورد في الجزء الأول .. نراه بطلا -

    بوركت اليراعة المطواعة
    شكرا من القلب يا سائد الخير
    لهذا الحضور الجميل الذي يحفزني لمزيد من العطاء
    تحياتي و كل الود

    اترك تعليق:


  • أربعة رجال يحملون أربعة أكياس مستطيلة
    يتسللون ليلا إلى حوش سي الطاهر.. يضعون الأكياس في البئر
    و تنتهي الحلقة دون أن نعرف ماذا بداخل الأكياس و لماذا وضعت في البئر و ما سر هؤلاء الأربعة.. . أمر يحيّر المتابع
    في انتظار الكشف عن الحقيقة في الحلقة المقبلة
    .. أستاذة منيرة تقبلي تحياتي

    نحن في انتظار كشفك لنا عن أطوار هذه الحقائق
    الدفينة.

    اترك تعليق:


  • الهويمل أبو فهد
    رد
    يبدو أننا مع قاصة محترفة. فالبداية تشير لما يقتضي التفسير والكشف لاحقا. "العملية" ذات طابع سري
    وتمت بنجاح لكننا لا نعلم ما هي. المهتمون بالعملية أربعة رجال و سي الطاهر وزوجته. هذا يجعل
    العملية على جانب كبير من الأهمية. مثل هذه البداية تجعل من التشويق عنصرا مهما، وخير البدايات
    ما يبدأ في "وسط الأحداث" (in medias res). فالقارئ لا يعرف ما قبلها ولا ما يترتب عليها
    لذلك هو يحاول فك أسرار حدث البداية. وعنصر السرية يضاعف التشويق، فالأربعة جاءوا بدون
    أسماء ولا صفات والمادة التي أحضروها لُفَّت بأكياس وأودعت في بئر. بداية جاذبة و محيرة.

    اترك تعليق:


  • عبد المجيد برزاني
    رد
    جميل هذا السرد ، وأجمل منه هذا النفس الروائي الذي يطبعه ويجعله، إلى حد بعيد، مشوقا ...
    سلم القلم أستاذة منيرة وسلمت من كل سوء.

    اترك تعليق:


  • رشيد الميموني
    رد
    قرات بكل تمعن فبدا لي سردا ممتعا يخفي آخره تشويقا وقد تحمل الأجزاء الأخرى مفاجآت .
    أنتظر بكل شغف ما ستأتي به الأحداث ..
    قص رائع يستثير فضول أي قارئ
    دمت بمودة صديقتي منيرة

    اترك تعليق:

يعمل...
X