فيف لاكلاس/الواحد والثلاثون/ منيرة الفهري

تقليص
This topic has been answered.
X
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • ناريمان الشريف
    رد
    المشاركة الأصلية بواسطة منيره الفهري مشاهدة المشاركة
    فيف لاكلاس
    Vive la classe
    الجزء الثالث

    جلسوا على مائدة العشاء يتلذذون بما طبخت لهم الخالة غالية و هم يتهامسون و يخفضون من أصواتهم
    كانوا مجتمعين في قاعة استقبال المستوصف و سي الطاهر يتحدث مع هذا و يهمس لذاك و هم يتشاورون بأيديهم و يأكلون من حين لآخر
    كانوا عشرة من أكفإ شباب القرية و كانوا يبدون متحمسين للحديث أكثر منه لأكل الكسكسي اللذيذ
    كان باب المستوصف مغلقا تحسبا لأي طارئ
    سمع طرق على الباب و صوت أجش يسأل من هناك
    فتح سي الطاهر الباب، لقد كان ثلاثة من الجندرمة الفرنسيين يشيرون بأسلحتهم إلى الداخل و في عيونهم شر و بأس
    ابتسم سي الطاهر قائلا : تفضلوا معنا إلى مأدبة العشاء فاليوم هو حفل ختان ابني البكر و قد أصرت زوجتي على إعداد الكسكسي كما هي العادة في بلدتنا
    لم يجبه احد منهم و لكنهم اقتحموا المكان يفتشونه و يستطلعون
    خرجوا دون أن ينطقوا بكلمة و صوت سي الطاهر يلاحقهم
    تفضلوا، فالكسكسي لذيذ جدا
    أغلق سي الطاهر الباب و احكم إغلاقه و بحركة لا إرادية جذب كرسيا و جلس عليه ليتنفس الصعداء
    أشار للجماعة ان يواصلوا أكلهم
    و دخل غرفة من المستوصف ليتفقد حبات القرع الكبيرة فوجدها كما هي لم يمسها الجندرمة و لم يعيروها اهتماما
    انتابه شعور بالارتياح و نادى أربعة من الشباب، أعطى كل واحد منهم سكينا و أمرهم ان يفتحوا حبات القرع بحكمة بحيث يتم إغلاقها دون التفطن انها جوفاء من الداخل
    سارع الآخرون في تنظيف مائدة العشاء دون جلبة و لا ضوضاء
    دخل سي الطاهر بيته من السقيفة و معه الرجال يحملون أطباق الاكل الشبه فارغة، وضعوها في ركن من البيت و اتجهوا جميعهم نحو البئر الذي يتوسط الحوش.

    ....
    يتبع
    في هذا الجزء ..
    تذكرت فدائيي فلسطين والأساليب العجيبة الرهيبة التي يمارسونها في مقارعة المحتل، ولا تخطر على باله البته
    والحقيقة أنها فكرة فريدة أن يحتفظ الفدائي بالممنوعات ( كالأسلحة والقنابل وما شابه) داخل حبات القرع الكبيرة ...
    حلقة مميزة ,,, وكأنها مشهد سينمائي بكل تفاصيله
    أتابعك
    سأقرأ المشهد الرابع بحول الله
    بورك القلم يا عزيزتي منيرة
    تحية قلبية ... ناريمان

    اترك تعليق:


  • ناريمان الشريف
    رد
    المشاركة الأصلية بواسطة منيره الفهري مشاهدة المشاركة
    استاذتي القديرة و الإذاعية الرائعة
    ناريمان الشريف
    يسعدني جدااا ان تنال روايتي إعجابك
    و هذا شرف لي كبير..
    فشكرااا من القلب.
    تحياتي و امتناني سيدتي الجميلة
    أنا التي أشكرك من قلبي
    وأعدك بمتابعتك لهذه الرواية حتى آخرها
    علماً بأنني - ولا أخفيك - لم أفهم العنوان ؟
    فما المقصود ب ( فيف - لاكلاس) ؟!
    تحية ومحبة ... ناريمان

    اترك تعليق:


  • منيره الفهري
    رد
    المشاركة الأصلية بواسطة ناريمان الشريف مشاهدة المشاركة
    قرأت جزئي روايتك عزيزتي منيرة
    الجزء الأول فيه عنصر التشويق وهذا ما يدفعني للاستمرار

    وأعجبتني تصرفات سي طاهر الحكيم في الجزء الأول
    وفي الثاني .. أثارت دهشتي زوجته غالية وهي تمارس مهنة التمريض وهي خريجة ابتدائي
    سأتابعك ..
    كل الاحترام والتقدير
    استاذتي القديرة و الإذاعية الرائعة
    ناريمان الشريف
    يسعدني جدااا ان تنال روايتي إعجابك
    و هذا شرف لي كبير..
    فشكرااا من القلب.
    تحياتي و امتناني سيدتي الجميلة

    اترك تعليق:


  • محمد فهمي يوسف
    رد
    راقني ما نوى فعله الأستاذ / فوزي سليم بيترو
    من تجميع فصول الرواية المنشورة . كما فعلت منذ الفصل الأول
    لمراجعتها من الناحية اللغوية ( تدقيق بتأنٍ ) حسبما أرجو أن تخرج به
    في النهاية ( كرواية في مكتبات الوطن العربي ) في معارض الكتاب الدولية
    السنوية إن شاء الله .

    اترك تعليق:


  • محمد فهمي يوسف
    رد
    الأخت الأديبة المبدعة الأستاذة منيرة الفهري
    والمتابعون الأفاضل .يسعدني وجودكم هنا جميعا
    أخص بالذكر / المحلل البارع المتابع بنظرته النقدية الإيجابية الفاعلة
    والتي أثنت عليه مؤلفة الرواية المحترمة كما شكرت وأثنت على كل المشجعين لها من الفريق
    معكم إن شاء الله منذ نشرت الفصل الأول من روايتها الشيقة التي جذبتنا بروعة ترابط أحداثها،
    وإحكام تسلسلها مع التدرج إلى عقدة الرواية ثم انكشاف الحل تدريجيا أيضا ،
    وتصوير شعور كل من شارك من الأبطال من شخوصها وإبرازه بحروفها وكلماتها عن ذلك للمتصفح الكريم
    فتحية للأستاذة منيرة ودعاء بالتوفيق لها في تحقيق رغبتها في نشر الرواية بعد إلقاء الضوء عليها هنا في:
    ملتقى الأدباء والمبدعين العرب ،تحت رعاية عميد الملتقى الأخ الأستاذ / محمد شعبان الموجي,,الذي
    دعانا و شجعنا وعاونني بشكل كبير على دخول الملتقى بعد غيبة عنكم ووجهنا إلى رابط الرواية .
    فتحية لكل الحضور هنا والتي سعدت بتعليقاتهم الطيبة .

    اترك تعليق:


  • الهويمل أبو فهد
    رد
    المشاركة الأصلية بواسطة منيره الفهري مشاهدة المشاركة
    فيف لاكلاس
    Vive la classe
    رواية في أجزاء

    بقلم
    منيرة الفهري

    الجزء السادس


    Zia, zia Fatma
    دزيا، دزيا فاطمة
    مسكت عزيزة فستان فاطمة و هي تردد هذه الكلمات و الخوف باد على محياها و وقفت وراءها تحتمي بها، فقد شعرت ابنة الخامسة ربيعا أن هناك خطرا ما و هي تستفيق من قيلولتها لترى أناسا يلبسون نفس اللباس في الحوش و يمسكون اشياء طويلة لا تعرف ماذا تسميها و يبدو أنهم غاضبون لأنهم كانوا يصرخون وهم يكلمون أباها.
    أسرعت تحتمي بفاطمة و تمسك فستانها و تردد
    Ho paura
    أو باورا
    فهمت فاطمة أن البنت الصغيرة خائفة فراحت تحدثها:
    لا تخافي، سينتهي كل شيء. هؤلاء الرجال يعملون مع أبيك جاءوا يسألونه شيئا
    لكن عزيزة لم تصدق، هؤلاء الرجال بيدهم عصي من حديد رأتها من قبل في القرية عندما أخذها أبوها ليشتري لها حلوى من الدكان المجاور ، و هم يفتشون في كل مكان و يبعثرون كل شيء
    مسحت فاطمة بحنان على رأس البنت الصغيرة و بدأت تهدئ من روعها. ابتسمت فاطمة رغم الموقف الحرج و تذكرت أن عزيزة تتكلم الإيطالية بطلاقة فقد كانت مربيتها " طليانة" عندما كان سي الطاهر يعمل في مدينة شمال البلاد، ثم عادوا إلى القرية و تولت هي الاعتناء بها
    تذكرت فاطمة كم بكت عزيزة لفقدان مربيتها "ماريا"، لكن فاطمة استطاعت بحبها الكبير لها أن تنسيها "ماريا". فكانت عزيزة تناديها احيانا " دزيا ماريا" فتقول لها مداعبة: أنا دزيا فاطمة
    سكتت عزيزة و هي ترى الناس الغرباء يغادرون البيت و سي الطاهر يأمرها و إخوتها أن يدخلوا الغرفة و لا يخرجوا منها.
    اعترض الهادي، ابن السبع سنوات و رجا أمه ان يبقى في الحوش لانه سيعلم عزيزة لعبة " الريقلة"، لكن أمه أمرته ان يدخل و بسرعة، و كذلك فعلت خديجة و سالم، و تبعتهم فاطمة
    عادت الخالة غالية و هي تحمل طبقا من "المحمص بالخضرة" الساخن و جلست تأكل مع أبنائها الأربعة و قريبتها فاطمة، بينما جلس سي الطاهر على مقربة منهم يأكل طبقه المفضل في فصل الشتاء
    حل الليل و التف الأطفال حول فاطمة تحكي لهم حكاية الغول و القدية.
    بينما تمدد سي الطاهر على حاشية في ركن من الغرفة و أخذ يهمس لزوجته بحماس مشيرا للبئر.
    .....
    يتبع



    الريقلة: هي لعبة تعتمد على القفز في مربعات رسمت على الأرض.

    المحمص بالخضرة: و تسمى أيضا "الجاري"، أكلة تونسية تعتمد على الكثير من الخضار و تعد عادة في فصل الشتاء.
    الجزء السادس امتداد للجزء الخامس ومكمّل له ويكاد أن يكون على منوال البنية نفسها. لكن أهم ما يميزه
    عن غيره هو وجود الطفلة (عزيزة) ذات الخمسة أعوام، وردة فعلها حول ما يجري أمامها من أحداث. فهي
    خائفة مما تشاهد، وعبّرت عن خوفها عمليا ولفظيا ولو بلغة أجنبية (أنا خائفة:
    Ho paura). وكونها تحتمي
    بفاطمة التي نعلم خوفها هي الأخرى يضاعف المأساة والمفارقة. فأطمة تستمر في تهدئة الصغيرة وتقول
    لعزيزة أن الجندرمة زملاء عمل لوالدها. أما وصف عزيزة للجندرمة فيثير الأسى والضحك في آن، ويعكس منظور
    الإدراك المرتبك في ذهن طفل يرى الخطر ولا يجد له تفسيرا. فاطمة نفسها ليست أحسن حالا من الصغيرة،
    فهي أيضا طفلة بكل المقاييس لكنها أحرقت كل مراحل الطفولة وبراءتها لتلعب دور الناضجة الراشدة لتهدئ
    روع عزيزة رغم كل ما ينتاب الطفلتين من وجل و رعب. مثل هذا المشهد القصير (وهو بداية الجزء) لا يذكّر فقط
    القارئ بالجزء السابق بل يثير ما للوجود الأجنبي من أبعاد نفسية واجتماعية على المجتمع بكل شرائحه. وعلى
    المجتمع أن يتعايش مع هذا الانتهاك الصارخ لطبيعتة وخصوصيته. هذا خلاصة ما دار بين فاطمة وعزيزة:


    "لا تخافي، سينتهي كل شيء. هؤلاء الرجال يعملون مع أبيك جاءوا يسألونه شيئا".
    لكن عزيزة لم تصدق، هؤلاء الرجال بيدهم عصي من حديد رأتها من قبل في القرية
    عندما أخذها أبوها ليشتري لها حلوى من الدكان المجاور ، و هم يفتشون في كل مكان
    و يبعثرون كل شيء.


    عدم تصديق عزيزة ليس مجرد إدراك طفل بل وصف حال مستشرٍ. فالجندرمة ليسوا زوّارا لبيت سي الطاهر، بل رأتهم في كل
    مكان في بيئتها المباشرة. وحيثما حلّوا "يبعثرون كل شيء". هذا ما رأته عزيزة بالعين المجردة. لكنها لم تر بعثرتهم ما هو
    أهم وأغلى من "الأشياء"، وما يجعل الرجال يتبعثرون في "الجبل". هذه مرحلة لم تبلغها عزيزة بعد، ولم تشاهدها في "دكان"!


    قراءة مشهد بداية الجزء يمهد لتقديم أطفال الأسرة وحياتها ودور فاطمة فيها. فهي حياة تبدو في حالة مد وجزر مستمرة. وفي
    بقية المشهد تعود حياتهم إلى طبيعتها: هادي يريد أن يبقى في الحوش ليعلم عزيزة لعبة "الريقلة". لكن الأم (وقد كان يوما
    عصيبا) تريد جمع الجميع في أمان الداخل وكأنها تريدهم تحت نظرها. فالآن الجميع بأمان وليس هناك أفضل من العودة إلى
    الحياة الطبيعية والغذاء اللذيذ في ليلة من ليالي الشتاء. لكن شبح الحقيقة يلوح في الخلفية الصامتة:

    فاطمة "تحكي للأطفال حكاية الغول والقديسة" أما
    سي الطاهر، بعد يوم شاق وعصيب، بدل أن يداعب ويلاطف
    زوجته "يهمس بحماس لزوجته مشيرا إلى البئر".

    اترك تعليق:


  • ناريمان الشريف
    رد
    قرأت جزئي روايتك عزيزتي منيرة
    الجزء الأول فيه عنصر التشويق وهذا ما يدفعني للاستمرار

    وأعجبتني تصرفات سي طاهر الحكيم في الجزء الأول
    وفي الثاني .. أثارت دهشتي زوجته غالية وهي تمارس مهنة التمريض وهي خريجة ابتدائي
    سأتابعك ..
    كل الاحترام والتقدير

    اترك تعليق:


  • منيره الفهري
    رد
    فيف لاكلاس
    Vive la classe
    رواية في أجزاء

    بقلم
    منيرة الفهري

    الجزء السادس


    Zia, zia Fatma
    دزيا، دزيا فاطمة
    مسكت عزيزة فستان فاطمة و هي تردد هذه الكلمات و الخوف باد على محياها و وقفت وراءها تحتمي بها، فقد شعرت ابنة الخامسة ربيعا أن هناك خطرا ما و هي تستفيق من قيلولتها لترى أناسا يلبسون نفس اللباس في الحوش و يمسكون اشياء طويلة لا تعرف ماذا تسميها و يبدو أنهم غاضبون لأنهم كانوا يصرخون وهم يكلمون أباها.
    أسرعت تحتمي بفاطمة و تمسك فستانها و تردد
    Ho paura
    أو باورا
    فهمت فاطمة أن البنت الصغيرة خائفة فراحت تحدثها:
    لا تخافي، سينتهي كل شيء. هؤلاء الرجال يعملون مع أبيك جاءوا يسألونه شيئا
    لكن عزيزة لم تصدق، هؤلاء الرجال بيدهم عصي من حديد رأتها من قبل في القرية عندما أخذها أبوها ليشتري لها حلوى من الدكان المجاور ، و هم يفتشون في كل مكان و يبعثرون كل شيء
    مسحت فاطمة بحنان على رأس البنت الصغيرة و بدأت تهدئ من روعها. ابتسمت فاطمة رغم الموقف الحرج و تذكرت أن عزيزة تتكلم الإيطالية بطلاقة فقد كانت مربيتها " طليانة" عندما كان سي الطاهر يعمل في مدينة شمال البلاد، ثم عادوا إلى القرية و تولت هي الاعتناء بها
    تذكرت فاطمة كم بكت عزيزة لفقدان مربيتها "ماريا"، لكن فاطمة استطاعت بحبها الكبير لها أن تنسيها "ماريا". فكانت عزيزة تناديها احيانا " دزيا ماريا" فتقول لها مداعبة: أنا دزيا فاطمة
    سكتت عزيزة و هي ترى الناس الغرباء يغادرون البيت و سي الطاهر يأمرها و إخوتها أن يدخلوا الغرفة و لا يخرجوا منها.
    اعترض الهادي، ابن السبع سنوات و رجا أمه ان يبقى في الحوش لانه سيعلم عزيزة لعبة " الريقلة"، لكن أمه أمرته ان يدخل و بسرعة، و كذلك فعلت خديجة و سالم، و تبعتهم فاطمة
    عادت الخالة غالية و هي تحمل طبقا من "المحمص بالخضرة" الساخن و جلست تأكل مع أبنائها الأربعة و قريبتها فاطمة، بينما جلس سي الطاهر على مقربة منهم يأكل طبقه المفضل في فصل الشتاء
    حل الليل و التف الأطفال حول فاطمة تحكي لهم حكاية الغول و القدية.
    بينما تمدد سي الطاهر على حاشية في ركن من الغرفة و أخذ يهمس لزوجته بحماس مشيرا للبئر.
    .....
    يتبع



    الريقلة: هي لعبة تعتمد على القفز في مربعات رسمت على الأرض.

    المحمص بالخضرة: و تسمى أيضا "الجاري"، أكلة تونسية تعتمد على الكثير من الخضار و تعد عادة في فصل الشتاء.

    اترك تعليق:


  • منيره الفهري
    رد
    المشاركة الأصلية بواسطة الهويمل أبو فهد مشاهدة المشاركة
    بنية الجزء الخامس تعتمد على ضدية الغازي المحتل مقابل عيّنة من أهل الوطن. البعد الآخر لهذه البنية هو التقابل
    بين القوة والضعف. ورأينا إرهاصات هذا التقابل منذو ليلة الجزء الأول واستمرار السرية حتى تكشف الأمر مع
    "القرع" ثم زيارة الجندرمة الأولى الصامتة واليوم نزول الرجال من الجبل والعودة إليه، فعودة الجندرمة إلى دار سي
    الطاهر في غيابه.


    اليوم، لبناء الضدية، الجندرمة سبعة عددا ومدججون بالسلاح لتأكيد قوة طرفهم وضعف الطرف الآخر. وهو ضعف
    واضح: رجل و زوجته وأطفال. وعزز هذا الضعف خوف الزوجة وهلع فاطمة. رباطة جأش سي الطاهر وهدؤه ليست
    دليل قوة مادية ويمكن تفسيرها بأنه لا يريد مضاعفة رعب المرتعبين ولا يريد إدانة نفسه، لكنها في المقابل قوة ربما تفوق
    الأسلحة والعدد. وهي قوة ظهرت في الحوار المقتضب القصير: الإيمان بالمسئولية عن سلامة الأهالي. والأهالي ليسوا في
    فراغ وإنما على أرض. فهو مسئول عن الأرض ومن عليها. لهذا احتد المحاور الجندرمي (الأهالي رعايانا ومسئوليتنا). نعلم
    من الأجزاء السابقة أن هذا ادعاء كاذب لأن المستوصف لم يخطر لهم على بال حتى عاد سي الطاهر من دراسته. وقد
    رأينا مدى أهمية المستوصف في دور غالية حين تولت مسئولية حقن الرجل المسن. فأين كان دور الجندرمة في مثل هذه
    الحالات؟


    أثار سي الطاهر قضية المسئولية وترك الجدل حولها، لأن الجدل عقيم والمسئول أوضح من أن يوضح. فالمسئولية هنا تشبه
    إنشاء المستوصف واستخدامه وسيلة لإثبات مسئوليته (بوصفه رمز المواطن) ولتحقيق المسئولية تحقيقا فعليا (بالقرع وما يرمز
    إليه): لذلك كان "الفعل" وليس الجدل هو ما آمن به. انتهى الجزء قبل أن نرى نتيجة اقتحام الجندرمة دار سي الطاهر (تشويق
    وننتظر)


    على قصر هذا الجزء إلا أنه محوري بنيويا ومن حيث الأفكار الرئيسة. وبقراءة الجزء امتدادا للأجزاء السابقة ندرك أن فاطمة
    شعلة نشاط وتلعب دور مرشد القارئ ومراسلة الأحداث التي لا نراها في بيت سي الطاهر أثناء جولاته الصحية. ولهذا الحضور
    ابتدأ الجزء الرابع بقول سي الطاهر (
    أسرجي الحصان يا فاطمة) وابتدأ الجزء الخامس (جاءت فاطمة مسرعة و هي تتلعثم بالكلام)
    وطلب إليها سي الطاهر: (
    ساعدي خالتك في إنزال الحقيبة من السرج يا فاطمة). فهي إلى الآن ملء السمع والبصر.
    الله الله الله على التعليق الذي يزيد من قيمة الرواية الأدبية و يعطيها أبعادا كثيرة..
    سعيدة بتعليقاتك أستاذي الجليل
    الهويمل أبو فهد

    و كم نحن في حاجة لمثل هذه القامات السامقة في الملتقى
    شكراااا سيدي

    اترك تعليق:


  • منيره الفهري
    رد
    المشاركة الأصلية بواسطة المختار محمد الدرعي مشاهدة المشاركة
    مازال الأهالي في ربوعنا يتذكرون و يروون على مسامعنا كيف كانوا يضعون الذخيرة وسط القرع و البطيخ و يزودون بها المجاهدين في الجبال .
    شكرا للابداع نتابعك بشوق
    شكرا أخي و أستاذي العزيز
    المختار محمد الدرعي
    سعيدة و أكثر أنك تتابع الرواية
    تحياتي و كل الامتنان

    اترك تعليق:


  • منيره الفهري
    رد
    المشاركة الأصلية بواسطة سلمى الجابر مشاهدة المشاركة
    الأستاذة المتألقة دائما و صديقتي الراقية منيرة الفهري
    تشويق كبير في كل الأجزاء، ننتظر الجزء الخامس بشغف
    صديقتي الأستاذة المحامية الشابة
    سلمى الجابر
    سعيييدة أنك تتابعين معي الرواية
    تحياتي يا غالية

    اترك تعليق:


  • منيره الفهري
    رد
    المشاركة الأصلية بواسطة أحمد على مشاهدة المشاركة
    ما زلت أقرأ
    وأيضا أصفق لأخي الرائع الهويمل أبو فهد
    على مداخلاته الراقية ..
    الأخت القديرة منيرة الفهري
    استمتعت بالمكوث هنا
    تقديري واحترامي
    الاستاذ الفاضل و أخي العزيز
    أحمد علي
    شكرا من القلب لحضورك الجميل و قد أسعدني كثيرااا
    و أطمع ان تتابع معنا الرواية
    تحياتي و كل الامتنان

    اترك تعليق:


  • الهويمل أبو فهد
    رد
    بنية الجزء الخامس تعتمد على ضدية الغازي المحتل مقابل عيّنة من أهل الوطن. البعد الآخر لهذه البنية هو التقابل
    بين القوة والضعف. ورأينا إرهاصات هذا التقابل منذو ليلة الجزء الأول واستمرار السرية حتى تكشف الأمر مع
    "القرع" ثم زيارة الجندرمة الأولى الصامتة واليوم نزول الرجال من الجبل والعودة إليه، فعودة الجندرمة إلى دار سي
    الطاهر في غيابه.


    اليوم، لبناء الضدية، الجندرمة سبعة عددا ومدججون بالسلاح لتأكيد قوة طرفهم وضعف الطرف الآخر. وهو ضعف
    واضح: رجل و زوجته وأطفال. وعزز هذا الضعف خوف الزوجة وهلع فاطمة. رباطة جأش سي الطاهر وهدؤه ليست
    دليل قوة مادية ويمكن تفسيرها بأنه لا يريد مضاعفة رعب المرتعبين ولا يريد إدانة نفسه، لكنها في المقابل قوة ربما تفوق
    الأسلحة والعدد. وهي قوة ظهرت في الحوار المقتضب القصير: الإيمان بالمسئولية عن سلامة الأهالي. والأهالي ليسوا في
    فراغ وإنما على أرض. فهو مسئول عن الأرض ومن عليها. لهذا احتد المحاور الجندرمي (الأهالي رعايانا ومسئوليتنا). نعلم
    من الأجزاء السابقة أن هذا ادعاء كاذب لأن المستوصف لم يخطر لهم على بال حتى عاد سي الطاهر من دراسته. وقد
    رأينا مدى أهمية المستوصف في دور غالية حين تولت مسئولية حقن الرجل المسن. فأين كان دور الجندرمة في مثل هذه
    الحالات؟


    أثار سي الطاهر قضية المسئولية وترك الجدل حولها، لأن الجدل عقيم والمسئول أوضح من أن يوضح. فالمسئولية هنا تشبه
    إنشاء المستوصف واستخدامه وسيلة لإثبات مسئوليته (بوصفه رمز المواطن) ولتحقيق المسئولية تحقيقا فعليا (بالقرع وما يرمز
    إليه): لذلك كان "الفعل" وليس الجدل هو ما آمن به. انتهى الجزء قبل أن نرى نتيجة اقتحام الجندرمة دار سي الطاهر (تشويق
    وننتظر)


    على قصر هذا الجزء إلا أنه محوري بنيويا ومن حيث الأفكار الرئيسة. وبقراءة الجزء امتدادا للأجزاء السابقة ندرك أن فاطمة
    شعلة نشاط وتلعب دور مرشد القارئ ومراسلة الأحداث التي لا نراها في بيت سي الطاهر أثناء جولاته الصحية. ولهذا الحضور
    ابتدأ الجزء الرابع بقول سي الطاهر (
    أسرجي الحصان يا فاطمة) وابتدأ الجزء الخامس (جاءت فاطمة مسرعة و هي تتلعثم بالكلام)
    وطلب إليها سي الطاهر: (
    ساعدي خالتك في إنزال الحقيبة من السرج يا فاطمة). فهي إلى الآن ملء السمع والبصر.

    اترك تعليق:


  • مازال الأهالي في ربوعنا يتذكرون و يروون على مسامعنا كيف كانوا يضعون الذخيرة وسط القرع و البطيخ و يزودون بها المجاهدين في الجبال .
    شكرا للابداع نتابعك بشوق

    اترك تعليق:


  • منيره الفهري
    رد
    فيف لاكلاس
    Vive la classe
    رواية في أجزاء
    بقلم منيرة الفهري

    الجزء الخامس


    جاءت فاطمة مسرعة و هي تتلعثم بالكلام،
    سيدي، خالتي، الجندرمة الفرنسيس في الدار
    لم ينبس سي الطاهر ببنت شفة و لم يحرك ساكنا
    بل قال في هدوئه المعهود: ساعدي خالتك في إنزال الحقيبة من السرج يا فاطمة.
    نظرت إليه الخالة غالية مندهشة و لسان حالها يقول : من أين يأتي سي الطاهر بكل هذا الهدوء؟
    كانوا سبعة من الجندرمة الفرنسيس يطوقون الحوش و رشاشاتهم جاهزة لأي طارئ. حياهم سي الطاهر بكل أدب قائلا:مرحبا لم أكن اعرف أنكم ستأتون بيتي و إلا لكنت أجلت جولتي في الأرياف. سأله أحد الجندرمة و ماذا كنت تفعل في الأرياف انت و زوجتك؟
    أجاب سي الطاهر بكل برود: كنا نوزع حبة الكينا على الأهالي.
    _ و من آذنك أن تفعل ذلك؟
    أجاب سي الطاهر مستنكرا: أنا ممرض القرية و هذه مسؤوليتي، فهناك من لا يستطيع التنقل إلى القرية و كما تعرف هناك وباء حل بنا و علينا أخذ الاحتياطات اللازمة.
    _ بل مسؤوليتنا نحن، هم رعايانا و نحن من نقرر ماذا نفعل لهم.

    كتم سي الطاهر غيظه و اصطكت أسنانه و لم يقل شيئا، فهو يعرف ان الجدال لا يأتي بنتيجة مع هؤلاء الطغاة الجبابرة، و عليه بالفعل.. الفعل و لا شيء غير الفعل. و قد بدأ هو و شباب القرية في خطة عمل لتسليح الأهالي، كل الأهالي. تذكر جولته بالأمس على حصانه مصحوبا بالخالة غالية و هو يتقدم عربة ملئت حبات قرع، و بها أربعة من الشباب ينادون : قرع، قرع
    فينزل رجال من الجبل ليشتروا القرع و يعطون البائع نقودا و يشكرونه.
    ثم يسرع الرجال عائدين إلى الجبل، يأخذون بنادقهم و يعمرونها بالخراطيش التي ملئت بها حبات القرع.
    و يواصل سي الطاهر رحلته مطمئنا إلى نجاح العملية ليزود الاهالي بالكينا كعادته و يعود أدراجه إلى القرية قرير العين.

    تذكر هذا و ابتسم بارتياح،
    صرخ كبير الجندرمة موجها الكلام لسى الطاهر: سمعنا انك تساعد الفلاقة الذين لاذوا بالجبل.
    و بكل رصانة و ثقة في النفس يجيب سي الطاهر
    و هل لي أن أعرف كيف أساعدهم و انا اعمل طول النهار و حتى الساعات القليلة التي ارتاحها أصطحب زوجتي و نذهب لتوزيع الدواء على الأهالي في الأرياف؟
    أمر الجندرمي الفرنسي زملاءه بأن يفتشوا الغرفة و المطبخ و أركان الحوش
    _ و حتى البئر فتشوه
    ارتعدت الخالة غالية حينها لكنها سرعان ما تنفست الصعداء حين تذكرت ان لا شيء في البئر و أن الأكياس البلاستيكية ذهبت إلى أصحابها في الجبل.
    ----
    يتبع

    اترك تعليق:

يعمل...
X