أستاذتي منيرة الغالية ..
انتظرت في هذا الجزء أن تخبرينا ما جرى للطفلة التي غرقت بفارع الصبر
ولكنني قرأت هنا حدثاً آخر..يضع سي طاهر في موقف لا بد له أن يتصرف، وفعلاً تصرف بحكمة وبإيثار
جميل جداً الوصف الدقيق للمشهد النسائي الأليف المتعاون في صناعة ( الكسكسي) .. هذه الوجبة عندنا في فلسطين لها اسمان
فإن كان ناعماً سمي ( كسكسون ) وإن كان خشناً سمي ( مفتول ) .. وللعلم سكنت في ليبيا فترة وكنت آكل هذا الطبق الحار جداً على يدي السيدات الليبيات.. فعلاً طبق لذيذ .. ويبدو أنه طبق منتشر في شمال إفريقيا .
بوركت أصابعك التي تكتب .. وربي يزيدك صحة ..
لا تنسي أن تخبرينا ماذا جرى للطفلة ؟!
بانتظار ما تبقى
تحية ... ناريمان
فيف لاكلاس/الواحد والثلاثون/ منيرة الفهري
تقليص
This topic has been answered.
X
X
-
والله يا عزيزتي سلمىالمشاركة الأصلية بواسطة سلمى الجابر مشاهدة المشاركةأحداث لا تخلو من المفاجآت
كلما اقرا لك أتشوق للجزء التالي
الأستاذة المبدعة الصديقة منيرة الفهري
أتابعك بكل اهتمام
فقط عندي سؤال: أمازال الزمان يجود بمثل هؤلاء الرجال، أمثال سي الطاهر؟
ذات السؤال سألته لنفسي ، أين نحن من ذلك الزمان الذي كان الجار يضحي بحياته من أجل جاره
اليوم .. نحن في زمن ( كل من ايده اله) يعني ( اللهم نفسي نفسي وما عداي الطوفان)
يسعد صباحك ... ناريمان
اترك تعليق:
-
-
المشاركة الأصلية بواسطة منيره الفهري مشاهدة المشاركةVive la classe
فيف لاكلاس
رواية في أجزاء
بقلم
منيرة الفهري
الجزء الثالث عشر
تعالت الزغاريد و هن يعددن "العولة" من الكسكسي و المحمص. كن ست نساء من بينهن الخالة غالية و أمام كل منهن "صينية" كبيرة وُضع فيها دقيق و أيديهن تذهب و تجيء فيها يبرمنه مع الماء ليتشكل حبيبات كسكسي.
فقد أخذ سي الطاهر حصته من الدقيق منذ أسبوعين شأن كل أهالي القرية؛ وهي حصص يوزعها العمدة
بوصفها هبةً من سيدي الباي على رعيته.
و لا أحد يعرف مصدر هذا الدقيق.
كانت فاطمة و بعض الجارات يضعن الكسكسي على النار ليجهز ثم يخرجنه في لحاف و ينشرنه على سطح المنزل.
كانت المناسبة مناسبة فرح يسرقها الأهالي من الزمن، إذ تجتمع الجارات "يكسكسن" ويغنين و يمازحن مَنْ يدخل عليهن، ويبادرنه بعبارة: "علِيك الخِيط"، ما يعني لا تدخل هكذا بدون هدية. فيعود قاصدا الدكان المجاور و يجلب مشروبات غازية و شايا و سكرا وحلوى. كانت هذه هي العادة في القرية في هذه المناسبة.
وحين دخل سي الطاهر كان معه قارورة مشروب و علبة حلوى، و قبل أن تتكلم النسوة سبقهن قائلا: هذه هديتي لكُنَّ، فضحكن وأخذت غالية المشروب و الحلوى ووزعتها على الحاضرات في جو من الضحك و المرح.
كان اللحاف الممتلئ كسكسا، ثقيلا حملته فاطمة و الجارة و صعدتا به إلى سطح البيت، و بدأتا بنشر الكسكسي بأيديهما ليجف بأسرع وقت.
-- "ما هذا يا فاطمة! انظري هناك"! نادت الجارة فجأة.
رفعت فاطمة رأسها من على اللحاف و نظرت أمامها
كان الدخان كثيفا وألسنة النيران تلوح وتختفي،
نزلت فاطمة بسرعة و جرت تخبر سي الطاهر الذي ما زال في البيت:
سيدي، يبدو أن منزل أحد الجيران من الناحية الأخرى، يحترق، تعال و انظر. لم يصعد سي الطاهر السطح و لكنه خرج من السقيفة و نظر بعيدا، فاستبان فداحة الأمر.
لم يشأ أن يفسد فرحة النسوة و هن يعددن "العُولة" فخرج وحده ممتطيا جواده.
كان بالفعل بيت "ابَّيِّك عمر" يحترق و الأهالي يحاولون
إطفاء النيران و لم ينتبهوا إلى ابَّيِّكْ عمر، الرجل العجوز الذي ما زال بالداخل.
أدرك سي الطاهر الأمر و دخل البيت مسرعا بعد أن بلّله أحد الجيران بالماء، وبالفعل وجد عمّي عمر يحاول الخروج لكن النيران حالت دون ذلك. انتشله سي الطاهر و حمله على ظهره و خرج به وسط تهليل الأهالي.
و بجهد جهيد استطاع الجميع إطفاء الحريق و قد أصبح البيت ركاما من الرماد. بكى العجوز و هو يرى بيته على هذه الحالة لكن سي الطاهر مسك بيده قائلا ستكون ضيفي ما حييت، لا تقلق، فبيت أخيك الطاهر مفتوح لك.
أردف سي الطاهر عمّي عمر وراءه بمساعدة بعض الأهالي و قفل عائدا إلى بيته.
...
يتبع
النسوة يكسكسن": النسوة يبرمن بأيديهن دقيق القمح مع الماء ليشكلنه حبيبات تسمى محليا "الكسكسي" (لون طعام يعتبر الأكثر شهرة في تونس)
الجزء الثالث عشر يعرض باقتضاب صورة للمجتمع الريفي في مناسبة فصلية تبدو للوهلة الأولى
أنها مناسبة عفوية جاءت صدفة. لكنها، في تفاصيلها وما تخللها من أحداث، تُبرِز للواجهة بعدا
اجتماعيا (آنثروبولوجيا) خفيف ظل ومرحا عرفه البشر منذو فجر تاريخ التجمع الإنساني هو طقس
وحفل ’’الحصاد‘‘ أو’’الشكر‘‘. والجزء يغصّ بمؤشرات ’’الموسمية‘‘ والاحتفالية، التي من أهمها،
على سبيل المثال، افتتاح الجزء بزغاريد إعداد ’’العُولة‘‘ و توزيع حصص ’’القمح‘‘. وكون الموزع
هو صاحب السلطة المحلية السيد ’’العمدة‘‘ نزولا عند أمر ’’سيدي الباي‘‘ فإن للهبة بعدا سياسيا لا
يقل أهمية عن علاقة ’’القمح‘‘ بالبقاء والحياة. فمن البداية يصبح حفل الاستقبال بالزغاريد حفلا
’’حياتيا‘‘، حفلا يمجد غريزة ’’البقاء‘‘. ومع أن لكل من عناصر التجمع اهتماماته، تبقى أولوية سلامة
التجمع أعلاها.
نستطيع إذاً أن نقرأ تفاصيل الجزء من خلال تيمة ’’البقاء‘‘ ولنا أن نبدأ بالطعام (القمح الذي يحوّله حفلا
أو عيد شكر إلى كسكسي: ’’لون الطعام الأكثر شهرة في تونس‘‘ (كما يقول الهامش التفسيري). فالبقاء
لا يقبل بأقل من الأفضل لأن البقاء نفسه هو الأهم. كما أن الأقل لا يستحق الاحتفال ولا اهتمام الأسياد.
بين ’’الطقس‘‘ الاجتماعي أو الاحتفالي و’’الطعام‘‘ علاقة قوية إذ أن ما بينهما علاقة بقاء، هي الأقوى
من أي عامل آخر (بما في ذلك الجنس لأنه فردي الخصوصية). أما الطعام، كما هي حال الطقس، فأمر
جماعي وبالضرورة اجتماعي، بداية بالأسرة و الحي و القرية، فالمدينة ومن خلف الجميع ’’الدولة‘‘.
حتى طقوس ’’الزواج‘‘ في مظهرها العام تقوم على الحفل والطعام.
في هذا الجزء لا نرى إلا ما له علاقة بالطعام والمرح والفرح سواء كان بالزغاريد الاحتفالية أو باجتماع
النسوة التعاوني لإعداد مادة الكسكسي من القمح أو في عبارات المزاح المفاجئ للتذكير’’عليك الخيط‘‘،
ما يعني على الرجل أن ’’لا تدخل هكذا بدون هدية. فيعود قاصدا الدكان المجاور و يجلب مشروبات غازية
و شايا و سكرا وحلوى. كانت هذه هي العادة في القرية في هذه المناسبة‘‘. قد تكون هذه هي عادة القرية،
لكن بالتأكيد للقرى الأخرى عاداتها المشابهة، لأن عادة هذه القرية نفسها هي استنساخ لهبة ’’سيدي الباي
على رعيته‘‘. وما على الرجل أن يحضره هو، في بُعده الاجتماعي التعاوني، تعبير عن الامتنان والشكر
للدور الذي تؤديه النسوة في إعداد ما يحفظ البقاء!
سي الطاهر حضر محتاطا ومحملا بما يقتضيه الطقس التعاوني. غير أن البعد الحقيقي لما تجسده النسوة
في تعاونهن – وهو الإيثار— جسّده سي الطاهر في كفالته العجوز ’’ابَّيِّك عمر‘‘ مدى بقائه حيا بعد
كارثة احتراق بيته.
اترك تعليق:
-
-
الرجال يناضلون في الجبل من أجل تحرير البلاد و النسوة "يكسكسن " يعددن "العولة" و يناضلن من أجل المعيشة و البقاء
إنه التقاسم للأدوار الكفاحية يتجلى في أبهى مظاهره من أجل كسب معركة الأرض و العرض
نتابعك باهتمام أختنا المنيرة
تحياتنا الخالصة
اترك تعليق:
-
-
أحداث لا تخلو من المفاجآت
كلما اقرا لك أتشوق للجزء التالي
الأستاذة المبدعة الصديقة منيرة الفهري
أتابعك بكل اهتمام
فقط عندي سؤال: أمازال الزمان يجود بمثل هؤلاء الرجال، أمثال سي الطاهر؟
اترك تعليق:
-
-
Vive la classe
فيف لاكلاس
رواية في أجزاء
بقلم
منيرة الفهري
الجزء الثالث عشر
تعالت الزغاريد و هن يعددن "العولة" من الكسكسي و المحمص. كن ست نساء من بينهن الخالة غالية و أمام كل منهن "صينية" كبيرة وُضع فيها دقيق و أيديهن تذهب و تجيء فيها يبرمنه مع الماء ليتشكل حبيبات كسكسي.
فقد أخذ سي الطاهر حصته من الدقيق منذ أسبوعين شأن كل أهالي القرية؛ وهي حصص يوزعها العمدة
بوصفها هبةً من سيدي الباي على رعيته.
و لا أحد يعرف مصدر هذا الدقيق.
كانت فاطمة و بعض الجارات يضعن الكسكسي على النار ليجهز ثم يخرجنه في لحاف و ينشرنه على سطح المنزل.
كانت المناسبة مناسبة فرح يسرقها الأهالي من الزمن، إذ تجتمع الجارات "يكسكسن" ويغنين و يمازحن مَنْ يدخل عليهن، ويبادرنه بعبارة: "علِيك الخِيط"، ما يعني لا تدخل هكذا بدون هدية. فيعود قاصدا الدكان المجاور و يجلب مشروبات غازية و شايا و سكرا وحلوى. كانت هذه هي العادة في القرية في هذه المناسبة.
وحين دخل سي الطاهر كان معه قارورة مشروب و علبة حلوى، و قبل أن تتكلم النسوة سبقهن قائلا: هذه هديتي لكُنَّ، فضحكن وأخذت غالية المشروب و الحلوى ووزعتها على الحاضرات في جو من الضحك و المرح.
كان اللحاف الممتلئ كسكسا، ثقيلا حملته فاطمة و الجارة و صعدتا به إلى سطح البيت، و بدأتا بنشر الكسكسي بأيديهما ليجف بأسرع وقت.
-- "ما هذا يا فاطمة! انظري هناك"! نادت الجارة فجأة.
رفعت فاطمة رأسها من على اللحاف و نظرت أمامها
كان الدخان كثيفا وألسنة النيران تلوح وتختفي،
نزلت فاطمة بسرعة و جرت تخبر سي الطاهر الذي ما زال في البيت:
سيدي، يبدو أن منزل أحد الجيران من الناحية الأخرى، يحترق، تعال و انظر. لم يصعد سي الطاهر السطح و لكنه خرج من السقيفة و نظر بعيدا، فاستبان فداحة الأمر.
لم يشأ أن يفسد فرحة النسوة و هن يعددن "العُولة" فخرج وحده ممتطيا جواده.
كان بالفعل بيت "ابَّيِّك عمر" يحترق و الأهالي يحاولون
إطفاء النيران و لم ينتبهوا إلى ابَّيِّكْ عمر، الرجل العجوز الذي ما زال بالداخل.
أدرك سي الطاهر الأمر و دخل البيت مسرعا بعد أن بلّله أحد الجيران بالماء، وبالفعل وجد عمّي عمر يحاول الخروج لكن النيران حالت دون ذلك. انتشله سي الطاهر و حمله على ظهره و خرج به وسط تهليل الأهالي.
و بجهد جهيد استطاع الجميع إطفاء الحريق و قد أصبح البيت ركاما من الرماد. بكى العجوز و هو يرى بيته على هذه الحالة لكن سي الطاهر مسك بيده قائلا ستكون ضيفي ما حييت، لا تقلق، فبيت أخيك الطاهر مفتوح لك.
أردف سي الطاهر عمّي عمر وراءه بمساعدة بعض الأهالي و قفل عائدا إلى بيته.
...
يتبع
النسوة يكسكسن": النسوة يبرمن بأيديهن دقيق القمح مع الماء ليشكلنه حبيبات تسمى محليا "الكسكسي" (لون طعام يعتبر الأكثر شهرة في تونس)
اترك تعليق:
-
-
أشكر لك اهتمامك أستاذتي الغاليةالمشاركة الأصلية بواسطة ناريمان الشريف مشاهدة المشاركةكلما غبت فترة
أول ما أعود إلى روايتك ، فأجد جزءاً جديداً
أما اليوم فلا جديد
عسى أن يكون المانع خيراً
تحية ومحبة أستاذتي
بانتظارك ... ناريمان
ناريمان الشريف
و سأنشر الآن الجزء الثالث عشر بإذن الله
كوني بالقرب.
اترك تعليق:
-
-
هل أقول لك سرا؟ انا أيضا كنت اكتب هذا الجزء و انا أرتجف خوفا، صدقيني.المشاركة الأصلية بواسطة ناريمان الشريف مشاهدة المشاركةيا إلهي !!
هذا الجزء ،كابوس أم فيلم هندي ، والله إنني خفت من المشهد المرصود بدقة
كيف لميتة بالغرق أن تعود؟!
يبدو أنه كان مجرد إغماء ليس أكثر
على أية حال .. أنا أيضاً بانتظار سي طاهر وطبيب التشريح ماذا سيقولان؟
هذه الحلقة من الرواية سأقضيها الليلة في المستوصف هههههه
الله يسعد صباحك أستاذتي منيرة
تحية ترتجف ... ناريمات
شكرااا عزيزتي الأستاذة القديرة
ناريمان الشريف لمتابعتك الجميلة.
اترك تعليق:
-
-
ما تكتبه هنا من قراءات جميلة قيمة مثرية يزيد من قيمة الرواية... و أنتظره في كل مرة بفارغ الصبر.. و أحيانا أنتظره و أنا قلقة، خائفة أن يكون ما نشرتُه دون مستوى الأجزاء الأولى من الرواية... لكن سرعان ما يتبدد قلقي و تأتي قراءتك محفزة فأنكبُّ على الكتابة من جديد.المشاركة الأصلية بواسطة الهويمل أبو فهد مشاهدة المشاركة
الانطباع الذي يخرج به القارئ من قراءة هذا الجزء أول مرة هو الأمل لتصدمه الحقيقة مباشرة مع سطر الجزء الأخير.
وبحرفية عالية رغم بساطة اللغة التي تتناسب مع لغة طفلة بعمر فاطمة، فإن هذا الأمل بُنِي على برهانين في جزأين
وبينهما فترة نقاهة وتحضير: الجزء الأول يبدأ مع العيون الجاحظة والأنين، وتتصاعد قوة الأمل مع عودة فاطمة إلى
المستوصف ثانية بعد فترة النقاهة في المطبخ. وهنا نطقت "حياة" بدليل الحياة. وهذا "النطق" يعتمد على مناقشة
فاطمة لنفسها –في المطبخ— والنتائج التي توصلت إليها. وأول هذه: أنه من المستحيل أن يكون الممد على
طاولة التشريح هو "غريقة" الأمس؛ وثانيها: "لا بد أن ما رأته كان شبحا". القارئ طبعا لا يتفق مع نتيجة منطقها
الخاطئ في مقدماته ونتيجته، خاصة النتيجة الأولى. وبما أن استبعاد فاطمة للغريقة قد استحضر الغريقة في نفيها
فإنها أوحت للقارئ بأنها الاحتمال الوحيد لأن احتمال "الشبح" أمر خارج حدود المعقول أو حتى المعجزات.
وهنا يبني القارئ احتمالاته من منطلق صدق فاطمة في أنها رأت أمرا راعها؛ ومن روايتها لما رأته وسمعته فإن
أقرب الاحتمالات البعيدة أن تكون العيون والأنين لـ"حياة". مثل هذا الاحتمال ليس وليد القوانين الطبيعية
ولا المنطقية، وإنما نتيجة عاطفة التعاطف مع قدر الطفلة ضحية الغرق ومصيبة والدتها وتدخل الجندرمة
لتفريق جمهور الانقاذ (في نهاية الجزء السابق). أهمية هذا السبب الأخير أن القارئ لا يعلم ماذا حدث بعد
نهاية الجزء السابق وبداية الجزء الحالي. وكون القارئ يتعاطف مع الضحية فإنه هو نفسه "غريق يتشبث بقشة"
رغم كل الدلائل التي تستبعد مثل هذا الاحتمال (أقلها وأوضحها أن طبيب التشريح قادم بعد قليل، وأن
سي الطاهر نفسه على علاقة وطيدة بالأمور الطبية).
وحين انطلق سي الطاهر وغالية وفاطمة تصاعد مع انطلاقتهم أمل حياة "حياة" أو على الأقل كشف ما أرعب
فاطمة، لكن فجأة جاءت الصدمة مدوية دوي "السكون" الذي أعقب اقتحام فاطمة مكسورة الزوجين وخاب
ترقب القارئ. ولو تأمل القارئ الفصل وخصائصة لوجده ضجيجا من البداية لينتهى فجاءة بــ:
وكان السكون يخيّم على المكان.
الأستاذ العزيز الهويمل أبو فهد لا أعرف كيف أشكرك حقيقة.
اترك تعليق:
-
-
الاستاذ الجليل محمد فهمي يوسفالمشاركة الأصلية بواسطة محمد فهمي يوسف مشاهدة المشاركةالأستاذة منيرة الفهري الأديبة المبدعة في سردك كأنه واقع محسوس لمتصفحه أو معايشه من أبطال الرواية على السواء. قراءتي السريعة الساعة ما لمحت أي خطأ لغوي لفت نظري. لكني سأعود إليها لتدقيقها إن شاء الله
والتقدير لبطلة الرواية من صبايا تونس الشقيقة فاطمة الشجاعة التى حلت مشكلة ما نزل بالغالية زوجة سي الطاهر
شكرا جزيلا لحضورك الجميل دائما.
اترك تعليق:
-
-
كلما غبت فترة
أول ما أعود إلى روايتك ، فأجد جزءاً جديداً
أما اليوم فلا جديد
عسى أن يكون المانع خيراً
تحية ومحبة أستاذتي
بانتظارك ... ناريمان
اترك تعليق:
-
-
الانطباع الذي يخرج به القارئ من قراءة هذا الجزء أول مرة هو الأمل لتصدمه الحقيقة مباشرة مع سطر الجزء الأخير.
وبحرفية عالية رغم بساطة اللغة التي تتناسب مع لغة طفلة بعمر فاطمة، فإن هذا الأمل بُنِي على برهانين في جزأين
وبينهما فترة نقاهة وتحضير: الجزء الأول يبدأ مع العيون الجاحظة والأنين، وتتصاعد قوة الأمل مع عودة فاطمة إلى
المستوصف ثانية بعد فترة النقاهة في المطبخ. وهنا نطقت "حياة" بدليل الحياة. وهذا "النطق" يعتمد على مناقشة
فاطمة لنفسها –في المطبخ— والنتائج التي توصلت إليها. وأول هذه: أنه من المستحيل أن يكون الممد على
طاولة التشريح هو "غريقة" الأمس؛ وثانيها: "لا بد أن ما رأته كان شبحا". القارئ طبعا لا يتفق مع نتيجة منطقها
الخاطئ في مقدماته ونتيجته، خاصة النتيجة الأولى. وبما أن استبعاد فاطمة للغريقة قد استحضر الغريقة في نفيها
فإنها أوحت للقارئ بأنها الاحتمال الوحيد لأن احتمال "الشبح" أمر خارج حدود المعقول أو حتى المعجزات.
وهنا يبني القارئ احتمالاته من منطلق صدق فاطمة في أنها رأت أمرا راعها؛ ومن روايتها لما رأته وسمعته فإن
أقرب الاحتمالات البعيدة أن تكون العيون والأنين لـ"حياة". مثل هذا الاحتمال ليس وليد القوانين الطبيعية
ولا المنطقية، وإنما نتيجة عاطفة التعاطف مع قدر الطفلة ضحية الغرق ومصيبة والدتها وتدخل الجندرمة
لتفريق جمهور الانقاذ (في نهاية الجزء السابق). أهمية هذا السبب الأخير أن القارئ لا يعلم ماذا حدث بعد
نهاية الجزء السابق وبداية الجزء الحالي. وكون القارئ يتعاطف مع الضحية فإنه هو نفسه "غريق يتشبث بقشة"
رغم كل الدلائل التي تستبعد مثل هذا الاحتمال (أقلها وأوضحها أن طبيب التشريح قادم بعد قليل، وأن
سي الطاهر نفسه على علاقة وطيدة بالأمور الطبية).
وحين انطلق سي الطاهر وغالية وفاطمة تصاعد مع انطلاقتهم أمل حياة "حياة" أو على الأقل كشف ما أرعب
فاطمة، لكن فجأة جاءت الصدمة مدوية دوي "السكون" الذي أعقب اقتحام فاطمة مكسورة الزوجين وخاب
ترقب القارئ. ولو تأمل القارئ الفصل وخصائصة لوجده ضجيجا من البداية لينتهى فجاءة بــ:
وكان السكون يخيّم على المكان.
اترك تعليق:
-
-
الأستاذة منيرة الفهري الأديبة المبدعة في سردك كأنه واقع محسوس لمتصفحه أو معايشه من أبطال الرواية على السواء. قراءتي السريعة الساعة ما لمحت أي خطأ لغوي لفت نظري. لكني سأعود إليها لتدقيقها إن شاء الله
والتقدير لبطلة الرواية من صبايا تونس الشقيقة فاطمة الشجاعة التى حلت مشكلة ما نزل بالغالية زوجة سي الطاهر
اترك تعليق:
-
-
يا إلهي !!
هذا الجزء ،كابوس أم فيلم هندي ، والله إنني خفت من المشهد المرصود بدقة
كيف لميتة بالغرق أن تعود؟!
يبدو أنه كان مجرد إغماء ليس أكثر
على أية حال .. أنا أيضاً بانتظار سي طاهر وطبيب التشريح ماذا سيقولان؟
هذه الحلقة من الرواية سأقضيها الليلة في المستوصف هههههه
الله يسعد صباحك أستاذتي منيرة
تحية ترتجف ... ناريمات
اترك تعليق:
-
-
Vive la classe
فيف لاكلاس
رواية في أجزاء
بقلم
منيرة الفهري
الجزء الثاني عشر
أدارت مفتاح باب المستوصف و دخلت لتسبق غالية و تعقم أدوات التمريض و تُسعد سي الطاهر. كانت الظلمة تخيّم على القاعات لولا ضوء فانوس صغير حملته فاطمة بِيدها لِيضيءَ المكان.
و على غير العادة لمحت نورا ينبعث من قاعة الاستقبال، تعجبت و تقدمت لتستطلع الأمر. صاحت و انطلقت إلى البيت تاركة باب المستوصف مفتوحا. فقد استقبلتها عينان جاحظتان ووجه مخيف ، و سمعت أنينا خافتا ينبعث من الجسد الممدد على طاولة التشريح.
احتارت فيما عليها أن تفعله؟ هل توقظ الخالة غالية؟ هل تحكي لسي الطاهر ما رأته للتو في المستوصف؟
لا. لن تقول شيئا فلن يصدقها أحد. فهي تعرف رأي سي الطاهر في مثل هذه الحالات، فهو كان دائما يقول لهم حين يسمعها تحكي للأطفال حكاية الشبح و الجميلة: "الأشباح لا توجد إلا في مخيلتنا، لا وجود لمثل هذه الخرافات".
نعم لن تقول له ماذا رأت هناك فوق الطاولة. دخلت المطبخ و هي ترتعد خوفا و أشعلت البابور و وضعت عليه إناء الماء، لعلها تتشجع و تعود إلى المستوصف لتجلب أدوات التمريض.
لا. لا. لن تعود فقد رأت بأمّ عينها العينين الجاحظتين تحملقان بها و سمعت الأنين. هل يعقل ان تكون غريقة البئر، ابنة الخالة محبوبة حية؟ لا! مستحيل! فقد كانت هناك بالأمس عندما أخرجها الأهالي من البئر تحت حراسة من الجندرمة الفرنسيس و طرحوها أرضا و كانت جثة هامدة باردة بيضاء و كأنها الثلج، حتى أنها تذكرت كيف تساءلت امرأة من الحضور عن سرّ كل هذا البياض. لا. فقد ماتت ابنة العاشرة ربيعا و نقلوا جسدها إلى المستوصف لغرض التشريح.
لا بد أن ما رأته كان شبحا.
انتابتها موجة من الحيرة والقلق والخوف: ماذا تفعل و الكل نيام؛ و بعد أقل من نصف ساعة سينبلج الصباح و عليها أن تعقم الأدوات، فالطبيب سيأتي اليوم على غير عادته لتشريح الجثة، وهي خائفة جدا. لعلها على الأقل تذهب لتغلق باب المستوصف الذي تركته مفتوحا؟
كانت تحدث نفسها، فتسأل و تجيب في آن واحد و أوصالها ترتجف و دقات قلبها الصغير تتسارع.
أخيرا، حزمت فاطمة أمرها وطردت كل الهواجس من فكرها، تنحنحت و رفعت رأسها و عادت إلى المستوصف.
-- "ساعديني يا فاطمة، تعالي، أنا حياة ابنة محبوبة، تعالي لا تخافي ... فكّي الحبلَ عن رقبتي. تعالي، انقذيني"
هذه المرة انطلقت فاطمة إلى البيت و فتحت بقوة باب المكسورة، على غير عادتها عندما يكون سي الطاهر وزوجته نائمين.
قفز الحكيم من نومه كأنه كان مستعدا مِن أمْسِه ينتظر، وعلى محيّاه علامات استغراب. فهذه أول مرة تدخل فاطمة عليهما المكسورة دون استئذان.
كانت فاطمة ترتعش و تردد: حياة، حياة في المستوصف!
لم يفهمها سي الطاهر.
أفاقت غالية و سألت : من تكون حياة؟
--"الميتة، الجثة، الطفلة، حياة بنت محبوبة"!
أسرع سي الطاهر وغالية، للتثبت ممّا تهذي به فاطمة التي تلعثمت في الكلام.
كان باب المستوصف مفتوحا على مصراعيه و كان نور الصباح قد أضاء القاعاتِ و في إحداها كانت جثةالطفلة فوق طاولة التشريح وقد لُفّت بلحاف أبيض.
و كان السكون يخيّم على المكان.
....
يتبع
اترك تعليق:
-
ما الذي يحدث
تقليص
الأعضاء المتواجدون الآن 7007. الأعضاء 1 والزوار 7006.
أكبر تواجد بالمنتدى كان 1,072,363, 21-10-2025 الساعة 14:58.
اترك تعليق: