فيف لاكلاس/الواحد والثلاثون/ منيرة الفهري

تقليص
This topic has been answered.
X
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • ناريمان الشريف
    رد
    المشاركة الأصلية بواسطة منيره الفهري مشاهدة المشاركة
    العزيزة استاذتي الإعلامية القديرة
    ناريمان الشريف
    سعيدة و أكثر بهذه المتابعة المثرية
    سانشر الجزء التالي بعد قليل
    لا تغيري المحطة ( ابتسامة)
    ههههه...
    أذني على المحطة ,, وهناك صوت يقول ( شششششش)
    أحلى منيرة
    محبتي

    اترك تعليق:


  • منيره الفهري
    رد
    المشاركة الأصلية بواسطة ناريمان الشريف مشاهدة المشاركة
    مع كل فصل أقرؤه ..
    أقرأ كل ما يليه ..
    وكالمعتاد أقرأ تحليل الأخ الهويمل ، ثم القراءة اللغوية للأخ فهمي
    وهنا يكتمل الاستمتاع من كل جوانبه
    في هذا الفصل .. سأشير إلى ما لفت نظري .. والحقيقة أنني أفترص الهنيهة لأقارن بين المقاومين في تونس وبين الفلسطينيين
    فأجد أن هناك تقارباً في طرق التفكير وفي استحداث الخدع لتضليل العدو ..
    فما فعلته النساء لتزويد الفلاقة بالطعام يماثل ما تفعله الفلسطينيات للمطاردين ، وأعجبني ما قاله الشيخاوي عن نساء تونس
    بأنهن نساء ونصف ، وما قاله محمود درويش عن المرأة الفلسطينية بأنها " جنازة تمشي على أقدام"
    كما أود الإشارة إلى أن العدو الفرنسي يختلف قليلاً عن العدو الصهيوني، حيث أن حادثة البئر والطفلة الغريقة، لو أن هذا الحدث حدث هنا، لرأيتِ الجنود الصهاينة يقدمون ما استطاعوا من جهد لإخراج الطفلة حتى لو اضطر الأمر أن ينزل أحدهم في البئر لانقاذها، هذا العمل بالتأكيد ليس من باب التضحية والخوف على الطفلة بل هو من باب تغيير صورتهم القذرة في عيوننا، وحنى يثبتوا لنا بأنهم إنسانيون ، فهم كما يقول المثل : يقتلون القتيل ويمشون في جنازته.
    وأذكر في إحدى المرات جاءوا لاعتقال زوج ابنتي وكبلوه وضربوه أمام عيون والده، عندها أغمي على والده، فتوقفوا عن ضرب الولد واشتغلوا في اسعاف الوالد .. وبعد أن صحا، عادوا واعتقلوا ابنه...
    لا أريد أن أطيل أكثر..حتى لا أكون مزعجة .. ولكن روايتك تفتح قريحتي على آلاف المشاهد التي حدثت وتحدث في بلادنا تشجع على عمل رواية لها علاقة بها.
    تحية طيبة .. متابعة
    ناريمان
    العزيزة استاذتي الإعلامية القديرة
    ناريمان الشريف
    سعيدة و أكثر بهذه المتابعة المثرية
    سانشر الجزء التالي بعد قليل
    لا تغيري المحطة ( ابتسامة)

    اترك تعليق:


  • منيره الفهري
    رد
    المشاركة الأصلية بواسطة محمد فهمي يوسف مشاهدة المشاركة
    جاء الفصلُ الحادي عشر خاليًا من الأخطاء اللغوية ، وطيدَ الصلةِ بأحداثِ الرواية وسردها باللغة العربية الفصحى
    ولكن هفوة إملائية واحدة في علامات الترقيم في أسلوب الاستفهام الواضح في :
    كانت جارتهم خالتي محبوبة تولول و تبكي: "أين الحكيم ؟! نادي الحكيم"
    فشكرا جزيلا لاهتمام الأديبة القديرة الأستاذة منيرة على دقة ربط ذهنها بالحدث وكيفية صياغته الصحيحة .
    ====================
    رابطة محبي اللغة العربية
    و الشكر كل الشكر للأستاذ الجليل
    محمد فهمي بوسف
    شكرا للمجهود الذي تبذله سيدي في تصويب الاخطاء
    تحياتي و كل التقدير

    اترك تعليق:


  • منيره الفهري
    رد
    المشاركة الأصلية بواسطة سلمى الجابر مشاهدة المشاركة
    و كالعادة تشويق و إفادة
    أنتظر الجزء الموالي بشغف
    شكرا أستاذتنا العزيزة منيرة الفهري لهذه المقاسمة الشيقة.
    شكرااا عزيزتي الأستاذة سلمى الجابر
    لمتابعتك القيمة
    كوني بالقرب دائما

    اترك تعليق:


  • منيره الفهري
    رد
    المشاركة الأصلية بواسطة الهويمل أبو فهد مشاهدة المشاركة
    بين بداية الجزء ونهايته يتجسد الدور المأسوي للاحتلال الأجنبي الذي لا يقف أثره عند بعده
    السياسي بل يتغلغل في مفاصل كينونة الإنسان والحيوان والمجتمع وحرية الحركة. وبهذا
    فالاحتلال يهدد – حرفيا -- السلامة المادية والمعنوية للأرض ومن عليها. ومثل هذه الآثار
    رأيناها في وصول غذاء ’’الفلاقة‘‘ وطريقة تحضيره ونقله بل رأينا أسوأ من ذلك في هيمنة
    الفرنسي على إصدار تراخيص مؤسسات الصحة العامة. وما مأساة ’’محبوبة‘‘ إلّا قطرة في
    بحر!

    في هذا الجزء، أختارت السيدة الفهري هذه المأساة لتثير الأبعاد الخفية للاحتلال وعرضت
    الأحداث بطريقة تجعل المأساة ليست مقصورة على ’’محبوبة‘‘، والدة الطفلة، بل على الجميع
    ومعهم القراء. فقد هيأت أفق التوقعات على امتداد عدة أجزاء من خلال القلق حول غياب سي
    الطاهر وسلامة عودته. ثم خصت القسم الأول من هذا الجزء لعودته. وبدأ الجزء في ’’الجبل‘‘
    حتى اسقبال سي الطاهر في بيته. وفي الجبل كان الجو جو احتفال وفرح وسعادة.

    كذلك هي الحال في بيته؛ حتى دموع غالية كانت دموع غبطة واطمئنان. بل حتى حيرة الأطفال
    حول غياب هدية ’’الحلوى‘‘ بددتها فاطمة بما حفظته ليوم مثل يوم هذه العودة. لا شيء في
    الخيال يمكن أن يبدد الفرحة أو يحول بين سي الطاهر و’’الماء الساخن‘‘!

    وما هي إلا لحظة وتدخل محبوبة مستغيثة ولحظة مثلها لتنظر’’غالية وسط البئر فراعها ما رأت:
    ابنة العاشرة ربيعا تطفو فوق الماء
    .‘‘ فيأتي الغول (الاحتلال) ليبدد من جاء لانتشال جسد الطفلة
    الغريقة. لم يحترم الاحتلال هول الفاجعة ولا مصيبة الأم المكلومة. وحسب محبوبة أن ابنتها طفلة
    غير مكلّفة، وأن ’’الغريق شهيد‘‘!

    لكن القارئ يطوي هذا الجزء وبالقلب ورم (على الاحتلال)
    الأستاذ الجليل و الناقد الكبير
    الهويمل أبو فهد
    لا تحلو روايتي إلا بتحليلك المثري القيم
    فشكرااا من القلب
    لم أجد كلمات تفيك حقك لذلك كان ردي مقتضبا ( ابتسامة)..
    تحياتي الصادقة جدا أستاذي العزيز

    اترك تعليق:


  • ناريمان الشريف
    رد
    مع كل فصل أقرؤه ..
    أقرأ كل ما يليه ..
    وكالمعتاد أقرأ تحليل الأخ الهويمل ، ثم القراءة اللغوية للأخ فهمي
    وهنا يكتمل الاستمتاع من كل جوانبه
    في هذا الفصل .. سأشير إلى ما لفت نظري .. والحقيقة أنني أفترص الهنيهة لأقارن بين المقاومين في تونس وبين الفلسطينيين
    فأجد أن هناك تقارباً في طرق التفكير وفي استحداث الخدع لتضليل العدو ..
    فما فعلته النساء لتزويد الفلاقة بالطعام يماثل ما تفعله الفلسطينيات للمطاردين ، وأعجبني ما قاله الشيخاوي عن نساء تونس
    بأنهن نساء ونصف ، وما قاله محمود درويش عن المرأة الفلسطينية بأنها " جنازة تمشي على أقدام"
    كما أود الإشارة إلى أن العدو الفرنسي يختلف قليلاً عن العدو الصهيوني، حيث أن حادثة البئر والطفلة الغريقة، لو أن هذا الحدث حدث هنا، لرأيتِ الجنود الصهاينة يقدمون ما استطاعوا من جهد لإخراج الطفلة حتى لو اضطر الأمر أن ينزل أحدهم في البئر لانقاذها، هذا العمل بالتأكيد ليس من باب التضحية والخوف على الطفلة بل هو من باب تغيير صورتهم القذرة في عيوننا، وحنى يثبتوا لنا بأنهم إنسانيون ، فهم كما يقول المثل : يقتلون القتيل ويمشون في جنازته.
    وأذكر في إحدى المرات جاءوا لاعتقال زوج ابنتي وكبلوه وضربوه أمام عيون والده، عندها أغمي على والده، فتوقفوا عن ضرب الولد واشتغلوا في اسعاف الوالد .. وبعد أن صحا، عادوا واعتقلوا ابنه...
    لا أريد أن أطيل أكثر..حتى لا أكون مزعجة .. ولكن روايتك تفتح قريحتي على آلاف المشاهد التي حدثت وتحدث في بلادنا تشجع على عمل رواية لها علاقة بها.
    تحية طيبة .. متابعة
    ناريمان

    اترك تعليق:


  • سلمى الجابر
    رد
    و كالعادة تشويق و إفادة
    أنتظر الجزء الموالي بشغف
    شكرا أستاذتنا العزيزة منيرة الفهري لهذه المقاسمة الشيقة.

    اترك تعليق:


  • الهويمل أبو فهد
    رد
    المشاركة الأصلية بواسطة منيره الفهري مشاهدة المشاركة
    Vive la classe
    فيف لاكلاس
    رواية في أجزاء
    بقلم
    منيرة الفهري


    الجزء الحادي عشر

    تحلق الرجال في مجموعات يتناولون الطعام و يهللون لنجاح خدعة خطتهم البارحة وتوظيفهم البطاريات و الكلاب. كان سي الطاهر يوزع الطعام الذي جلبه من الحطابات، و هن في الحقيقة نساء أهل القرية الأحرار اللاتي قسمن أنفسهن أربعا أربعا وكل أسبوع تقوم نساء إحدى المجموعات بإعداد الطعام من كسكسي، و خبز الفرن الترابي و بعض الفواكه و الحليب، و يضعنه في أكياس سميكة و يخرجن إلى الجبل بذريعة الاحتطاب، حتى إذا وصلن مواقع الفلاقة يسلمن الرجالَ الأمانةَ ثم يحثثن الخطى ليحتطبن و يغنين ويعدن مساءً و كلّ تحمل على ظهرها وسعها حطبا و في قلبها سعادة غامرة.
    -- "
    نساء بلادي نساء و نصف"، قالها الشيخاوي و هو يوزع الخبز المتبقي على الرجال.
    -- "
    أما أنا فأستودعكم الله، عليّ أن أعود إلى المستوصف"، قالها الحكيم و امتطى حصانه، داعيا الله أن يصل القرية سالما.

    -- "
    سيدي جاء"، صرخت فاطمة و هي تستقبل سي الطاهر الذي أنهكه التعب.

    خرجت غالية من الغرفة مسرعة. لم تقل شيئا، خانتها الكلمات ليسبقها الدمع. أخذت الحقيبة من زوجها في صمت و نادت فاطمة:
    -- "
    حضري لسي الطاهر ماء ساخنا".
    تجمع الأطفال حول أبيهم و هم فرحون سعداء، يتساءلون لِمَ لَم يجلب لهم الحلوى كعادته عندما يذهب إلى المدينة المجاورة. ألم يكن غائبا؟ فأين الحلوى؟
    و كأنّ فاطمة فهمت حيرتهم فخرجت إلى المطبخ حيث خبأت بعض الحلوى الحمصية وعادت بها، هامسة للأطفال: "جلبها لكم سيدي في طريقه"!
    سمعها "سيدي" فابتسم ممتنا شاكرا.
    و فجأة سُمع طرق شديد على باب السقيفة
    -- "
    ما الأمر؟ استر يا رب"
    تساءلت غالية، و اتجهت مسرعة تفتح الباب.
    كانت جارتهم خالتي محبوبة تولول و تبكي: "أين الحكيم؟ نادي الحكيم! "
    خرج سي الطاهر يستطلع الأمر.
    "
    ابنتي يا حكيم، كانت تمتح الماء من البئر القريبة فثقل عليها السطل و سقطت فيها، انقذني، انقذ ابنتي"!
    أسرع سي الطاهر و تبعته غالية مع الخالة محبوبة
    فالبئر قريبة. نظرت غالية وسط البئر فراعها ما رأت: ابنة العاشرة ربيعا تطفو فوق الماء. تجمهر الرجال و النساء حول البئر يحاولون استخراجها
    لكن الجندرمة الفرنسيس تفطنوا لهذا التجمع و أسرعوا ببنادقهم و كلابهم يفرقون الجمع.
    نظرت إليهم غالية شزرا و احتضنت خالتي محبوبة تهدئ من روعها.
    بينما اتجه سي الطاهر غاضبا نحو الجندرمة الفرنسيس.

    يتبع

    بين بداية الجزء ونهايته يتجسد الدور المأسوي للاحتلال الأجنبي الذي لا يقف أثره عند بعده
    السياسي بل يتغلغل في مفاصل كينونة الإنسان والحيوان والمجتمع وحرية الحركة. وبهذا
    فالاحتلال يهدد – حرفيا -- السلامة المادية والمعنوية للأرض ومن عليها. ومثل هذه الآثار
    رأيناها في وصول غذاء ’’الفلاقة‘‘ وطريقة تحضيره ونقله بل رأينا أسوأ من ذلك في هيمنة
    الفرنسي على إصدار تراخيص مؤسسات الصحة العامة. وما مأساة ’’محبوبة‘‘ إلّا قطرة في
    بحر!

    في هذا الجزء، أختارت السيدة الفهري هذه المأساة لتثير الأبعاد الخفية للاحتلال وعرضت
    الأحداث بطريقة تجعل المأساة ليست مقصورة على ’’محبوبة‘‘، والدة الطفلة، بل على الجميع
    ومعهم القراء. فقد هيأت أفق التوقعات على امتداد عدة أجزاء من خلال القلق حول غياب سي
    الطاهر وسلامة عودته. ثم خصت القسم الأول من هذا الجزء لعودته. وبدأ الجزء في ’’الجبل‘‘
    حتى اسقبال سي الطاهر في بيته. وفي الجبل كان الجو جو احتفال وفرح وسعادة.

    كذلك هي الحال في بيته؛ حتى دموع غالية كانت دموع غبطة واطمئنان. بل حتى حيرة الأطفال
    حول غياب هدية ’’الحلوى‘‘ بددتها فاطمة بما حفظته ليوم مثل يوم هذه العودة. لا شيء في
    الخيال يمكن أن يبدد الفرحة أو يحول بين سي الطاهر و’’الماء الساخن‘‘!

    وما هي إلا لحظة وتدخل محبوبة مستغيثة ولحظة مثلها لتنظر’’غالية وسط البئر فراعها ما رأت:
    ابنة العاشرة ربيعا تطفو فوق الماء
    .‘‘ فيأتي الغول (الاحتلال) ليبدد من جاء لانتشال جسد الطفلة
    الغريقة. لم يحترم الاحتلال هول الفاجعة ولا مصيبة الأم المكلومة. وحسب محبوبة أن ابنتها طفلة
    غير مكلّفة، وأن ’’الغريق شهيد‘‘!

    لكن القارئ يطوي هذا الجزء وبالقلب ورم (على الاحتلال)

    اترك تعليق:


  • محمد فهمي يوسف
    رد
    جاء الفصلُ الحادي عشر خاليًا من الأخطاء اللغوية ، وطيدَ الصلةِ بأحداثِ الرواية وسردها باللغة العربية الفصحى
    ولكن هفوة إملائية واحدة في علامات الترقيم في أسلوب الاستفهام الواضح في :
    كانت جارتهم خالتي محبوبة تولول و تبكي: "أين الحكيم ؟! نادي الحكيم"
    فشكرا جزيلا لاهتمام الأديبة القديرة الأستاذة منيرة على دقة ربط ذهنها بالحدث وكيفية صياغته الصحيحة .
    ====================
    رابطة محبي اللغة العربية

    اترك تعليق:


  • هالني مشهد البنت التي سقطت في البئر ..لو كانت في قلب المستعمر الفرنسي ذرة رحمة لهبّ الجندرمة لمساعدة الأهالي على إخراجها حية ..لكن لو كانت تلك الجثة البريئة و هي تطفو على الماء و ترى موقعها من الجنة تنطق لقالت لهم مقولة الشهيد عمر المختار للمحتل الإيطالي و هو أمام المشنقة : سوف تأتي أجيال من بعدي تقاتلكم أما أنا فحياتي سوف تكون أطول من حياة قاتلي .دام العطاء و التألق أختنا المنيرة ..نتابعك باهتمام

    اترك تعليق:


  • منيره الفهري
    رد
    Vive la classe
    فيف لاكلاس
    رواية في أجزاء
    بقلم
    منيرة الفهري


    الجزء الحادي عشر

    تحلق الرجال في مجموعات يتناولون الطعام و يهللون لنجاح خدعة خطتهم البارحة وتوظيفهم البطاريات و الكلاب. كان سي الطاهر يوزع الطعام الذي جلبه من الحطابات، و هن في الحقيقة نساء أهل القرية الأحرار اللاتي قسمن أنفسهن أربعا أربعا وكل أسبوع تقوم نساء إحدى المجموعات بإعداد الطعام من كسكسي، و خبز الفرن الترابي و بعض الفواكه و الحليب، و يضعنه في أكياس سميكة و يخرجن إلى الجبل بذريعة الاحتطاب، حتى إذا وصلن مواقع الفلاقة يسلمن الرجالَ الأمانةَ ثم يحثثن الخطى ليحتطبن و يغنين ويعدن مساءً و كلّ تحمل على ظهرها وسعها حطبا و في قلبها سعادة غامرة.
    -- "
    نساء بلادي نساء و نصف"، قالها الشيخاوي و هو يوزع الخبز المتبقي على الرجال.
    -- "
    أما أنا فأستودعكم الله، عليّ أن أعود إلى المستوصف"، قالها الحكيم و امتطى حصانه، داعيا الله أن يصل القرية سالما.

    -- "
    سيدي جاء"، صرخت فاطمة و هي تستقبل سي الطاهر الذي أنهكه التعب.

    خرجت غالية من الغرفة مسرعة. لم تقل شيئا، خانتها الكلمات ليسبقها الدمع. أخذت الحقيبة من زوجها في صمت و نادت فاطمة:
    -- "
    حضري لسي الطاهر ماء ساخنا".
    تجمع الأطفال حول أبيهم و هم فرحون سعداء، يتساءلون لِمَ لَم يجلب لهم الحلوى كعادته عندما يذهب إلى المدينة المجاورة. ألم يكن غائبا؟ فأين الحلوى؟
    و كأنّ فاطمة فهمت حيرتهم فخرجت إلى المطبخ حيث خبأت بعض الحلوى الحمصية وعادت بها، هامسة للأطفال: "جلبها لكم سيدي في طريقه"!
    سمعها "سيدي" فابتسم ممتنا شاكرا.
    و فجأة سُمع طرق شديد على باب السقيفة
    -- "
    ما الأمر؟ استر يا رب"
    تساءلت غالية، و اتجهت مسرعة تفتح الباب.
    كانت جارتهم خالتي محبوبة تولول و تبكي: "أين الحكيم؟ نادي الحكيم! "
    خرج سي الطاهر يستطلع الأمر.
    "
    ابنتي يا حكيم، كانت تمتح الماء من البئر القريبة فثقل عليها السطل و سقطت فيها، انقذني، انقذ ابنتي"!
    أسرع سي الطاهر و تبعته غالية مع الخالة محبوبة
    فالبئر قريبة. نظرت غالية وسط البئر فراعها ما رأت: ابنة العاشرة ربيعا تطفو فوق الماء. تجمهر الرجال و النساء حول البئر يحاولون استخراجها
    لكن الجندرمة الفرنسيس تفطنوا لهذا التجمع و أسرعوا ببنادقهم و كلابهم يفرقون الجمع.
    نظرت إليهم غالية شزرا و احتضنت خالتي محبوبة تهدئ من روعها.
    بينما اتجه سي الطاهر غاضبا نحو الجندرمة الفرنسيس.

    يتبع

    اترك تعليق:


  • منيره الفهري
    رد
    المشاركة الأصلية بواسطة ناريمان الشريف مشاهدة المشاركة
    وأنا كقارئة لا أستطيع إلّا أن أشيد بقوة وأثني على هذا التحليل الذكي والقراءة العميقة
    وهذه التحليلات التي توردها أخي ( الهويمل ) بعد كل جزء لا تقل أهمية بنظري عن السرد ذاته
    مع الاحترام الشديد لكاتبة الرواية الأديبة منيرة ..
    فاسمح لي أن أهنئك على هذه القراءة
    شكراً شكراً
    تحية ... ناريمان
    ما اروعك من قارئة
    أستاذتنا الرائعة ناريمان الشريف
    سعيييدة أنك هنا لمتابعتك روايتي
    كل الحب و الامتنان سيدتي الغالية

    اترك تعليق:


  • منيره الفهري
    رد
    المشاركة الأصلية بواسطة الهويمل أبو فهد مشاهدة المشاركة
    أهلا عزيزتي ناريمان.
    أعلم أنك لا تجاملين هنا. وأدّعي أن قراءتي جيدة. وأستغل ردك لأفسر ما أعنيه بـ(شبه العناوين). مثلا حين كتبت
    ’’الحادث شبه العابر هذا يعيدنا إلى تصميم سي الطاهر الآني (في الفصل العاشر بعد أن تذكر غالية ومسؤوليته)
    وانطلاقه فجرا، متحدرا من الجبل على صهوة جواده. الزمن الآني هنا يتقاطع مع التاريخي في حدث شبه عابر.‘‘
    كان أملي أن تستعيد الصورةُ صورةَ فصل سابق دون أن أشير إليها بسبب ضيق فسحة التعليق. فأنا وأنت نذكر
    غالية وسي الطاهر (في فصل سابق) ترادفا الحصان ومضيا لتوزيع حبة الكينا على سكان القرية المجاورة وحين وزعا
    ’’القرع‘‘. غالية كانت فارسا أيضا تستدعيها صورة الفارس متحدرا فجرا من الجبل. أليست هي من افتتحت
    الرواية، ليلا، بقولها "يا سي الطاهر، الجماعة جوا"؟ مثل هذه النواقيس التي تتفاعل في ذاكرة الحروف والكلمات
    والصور لا تفيها ’’شبه عن
    اوين‘‘ القراءة حقها. ومثلها ’’الحادث شبه العابر‘‘-- وهو حادث موت أو حياة--
    ليتذكر القارئ أن الوضع وضع مقاومة ومعها كل لحظة هي لحظة حياة أو موت أو لحظة اجتماع حول مدفأة!

    وشكرا لحضورك ومنحي هذه الفرصة
    مع ودّي وتقديري
    أكتب هذه الرواية من أعماق أعماقي
    لذلك كلما أنشر جزءً انتظر ردة فعل القارئ... فكنت أسعد جدااا كلما قرأت تعليقا.
    و هذه المرة و في هذا التحليل بالذات أدمعت عيناي و أنا أقرأه، فقد غُصتَ يا سيّدي في أغوار أغوار الأحداث و فكّرت فيما لم أفكر فيه أنا، الكاتبة المبتدئة.. قرأت هذا التعليق و أنا أشعر بالفخر لأنني استطعت أن أبلّغ ما في داخلي.. أو بالأحرى لأنك يا سيدي قلتَ كلّ ما لم أقله في سطور، قلتَ ما استعصى عليّ، ربما لتواتر الأحداث الكثيرة، ربّما لذاكرةٍ خانتني، ربما لضعف في التعبير... وجدتُني أقرأ هنا ما لم أُفصِح عنه.. و وجدتني أقرأه بصوت عال و على مسامع ابنتي و أنا سعيدة...
    لن أقول لك شكرا أستاذي العزيز الهويمل أبو فهد، نعم لن أشكرك لأن الشكر لا يفيك حقك.. فقد سأصمت و أعيد قراءة هذا التحليل و أسْتمْتِع.

    اترك تعليق:


  • منيره الفهري
    رد
    المشاركة الأصلية بواسطة محمد فهمي يوسف مشاهدة المشاركة
    وهذه المراجعة والتدقيق اللغوي لم تسفر معي إلا عن خطأ واحد غير متعمد بالطبع لوثاقتك من اللغة العربية الأصيلة
    فجزاك الله خيرا / وأنتظر تحليلات الأستاذ / الهوميل فهد المحترم
    رواية فيف لاكلاس/ منيرة الفهري/ ملتقى الأدباء والمبدعين العرب
    الجزء العاشر
    _ يا سي الطاهر، تثبّتْ من الطريق أولا، فالليل شديدُ الظلمة و عادة ما تكمن فيه المفاجآت، لا تنزل؛ هكذا"
    كان رأي الشيخاوي، و قد تعافَى.
    أسرج سي الطاهر حصانه و تهيأ للنزول من الجبل. لكن نصيحة الشيخاوي جعلته يتريث و يسبر محيطه وينظر هنا و هناك.
    تراجع قليلا و هو يشير بأُصبِعهِ ( مفرد أَصابع همزة فوقية مضمومة )نحو الجنوب، جاء الرجال و هالهم ما رأوا: فيلق من العسكر يتجهون نحو الجبل.
    كانت الظلمة حالكة لكن الفلاقة استطاعوا أن يميزوا الجندرمة بأضوائهم ووقْع خطاهم. و في لمحة بصر تراجع سي الطاهر و همس للرجال: استعملوا البطاريات و الكلاب.
    اتجه الجميع نحو المغارة التي يخزنون فيها المعدات و كان هناك أيضا العديد من الكلاب و قد رُبطت بحبل.
    أخذ الرجال يعلقون البطاريات بعد أن يشعلوها في رقبة الكلاب، و يطلقون سراحها، فتجري الكلاب في كل اتجاه من الجبل، و هكذا يضل الجندرمة الفرنسيس.
    و فعلا ابتعدت الأصوات و بدأ العسكر يتابعون الضوء المنبعث من البطاريات التي كانت تتنقل في كل اتجاه من الجبل و يطلقون الرصاص.
    و تبدأ مسيرة البحث و الجري، فالكلاب تنطلق و العسكر يجرون وراءها ــ و ( تحذف ) ويطلقون نار أسلحتهم يحسبون الضوء مع أحد الفلاقة.
    انبلج الصباح و عاد الهدوء إلى الجبل و الفلاقة سالمون وأياديهم على زناد بنادقهم متأهبين لكل طارئ.
    لم يتسنّ لِسي الطاهر العودة إلى القرية هذه المرة أيضا، فقد كان ينوي العودة ليلا لكن في كل مرة تبدأ المطاردة من جديد بين الرجال في الجبل و العسكر الفرنسيس،
    و كان الفلاقة في كل مرة ينفذون حيلة يُبعدون بها العسكر و ينالون منهم
    .
    و هكذا تُستنزَف ذخيرةُ العدو في إطلاق ناري عشوائي.
    تذكر سي الطاهر غالية و مسؤوليته كممرض وحيد في القرية و صمّم أن يعود إلى بيته، وليكلّفه ذلك ما يكلّفه.
    كانت نسمات الفجر تلفح وجهه و هو على صهوة جواده متحدرا، حذرا، بطيئا حتى يتبين طريقه و يستكشف الخطر إن وُجد.
    سمع أصواتا تقترب، من هم يا ترى؟ ( فصل الاشتباك بين الكلمتين منهم!!
    أهم الجندرمة قد عادوا؟ توقف و انتحى ناحية صخرة كبيرة حتى يرى من القادم. اقتربت الأصوات، كانت أشبه بغناء نسوة.
    تنفس الصعداء فقد تعرف على النساء الأربع اللاتي يقتربن و كل تمسك بقادوم لاقتلاع الحطب من الجبل و هن يغنين براحة بال و سعادة و كأن لا علم لهن بما يحدث في القرية
    .
    سلم عليهن سي الطاهر و أخذ منهن أكياسا ثقيلة وضعها على الحصان و عاد أدراجه إلى الجبل، بينما تعالت أصوات النسوة بالغناء و هن يجمعن الحطب.)
    بالتوفيق والسداد إن شاء الله
    أستاذي الجليل
    محمد فهمي يوسف
    لا أعرف كيف أشكرك على ما تبذله من جهد و اهتمام لروايتي المتواضعة.
    فقد كفيت و وفيت
    بارك الله فيك و جزاك الله بكل خير
    و سأنشر الجزء الحادي عشر قريبا بإذن الله
    تحياتي الصادقة.

    اترك تعليق:


  • محمد فهمي يوسف
    رد
    بعد التقدير والإطراء والثناء المحمود والشهادة الصادقة من المتابعين الكرام بلا مجاملة وإنما استحقاقا
    لأبطال الرواية الباسقة من تونس الباسلة .... بدءً بصاحبة القلم مؤلفة الرواية الأستاذة منيرة الفهري
    ثم الأبطال المتخيل أسماءهم ــ وهم يمثلون واقعا ملموسا ــ في أحداث واقع النضال التونسي ضد الجندرمة
    من الفرنسيين المحتلين لأرض تونس الشقيقة وهي قطعة من الوطن لنا جميعا ( وطننا العربي / هويتنا وديننا )
    فسي الطاهر ، وغالية زوجته ، وفاطمة ، وكل أفراد الفلاقة المجاهدين الشرفاء ما هم وغيرهم إلا ممثلين عن بقية
    أبطال الرواية الإبداعية التي جذبت القاريء والمتصفح والمتفهم لاستكمال عناصر ها الفنية في القص والحكاية
    التي استوفتها الأديبة الكريمة الأستاذة منيرة الفهري .............
    ثم يأتي دور جمال اللغة العربية التي صيغت بها الرواية ، وحيث تكتمل بالفصحى التي يفهمها العربي في أنحاء الوطن
    ولا يتوقف الأمر عند هذا الحد بل يتعداه هذا التحليل الفائق الجودة والذي يقرب مقصد المؤلفة للرواية إلى ما أغلق الفهم
    عنه رمز الفن القصصي الرابط لعملية التشويق والحبك القصصي وإن كان ــ بغير اللغة الفصحى ــ نحو ( اسم الرواية نفسه )،
    وبعض الألفاظ من اللغة التونسية الدارجة ــ ربما لا يفهمها غير أهلها من المغرب العربي ــ وقليل ممن يتابع الرواية بدقة
    لقد كان الأديب الناقد الأخ / الهوميل أبو فهد مثالا لذلك البطل الذي تصدى لهذا الأمر الجميل .
    والجميع ــ حسب اعتقادي ــ ممن قرأ سطور الأجزاء السابقة أو بعضا منها ينتظر بشوق لبقية الرواية والتي يكون فيها إن شاء الله
    فك عقدة أحداث الرواية المتشابكة بترك خيال القاريء الكريم ينتقل به إلى تخيل ينطبق على مضمون الرواية
    بشكل يغاير وجهة نظر غيره من القراء الأفاضل والنقاد والمحللين لفصولها والجميع سيقتنع بما تختتم به مؤلفة الرواية
    لأن المعنى كما يقولون : ( في بطن الراوي ) والمؤلف القدير لفن الرواية الواقعية )

    اترك تعليق:

يعمل...
X