فيف لاكلاس/الواحد والثلاثون/ منيرة الفهري

تقليص
This topic has been answered.
X
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • منيره الفهري
    مدير عام. رئيس ملتقى الترجمة
    • 21-12-2010
    • 9870

    المشاركة الأصلية بواسطة أحمد الكاتب مشاهدة المشاركة
    تتجلى في هذا الجزء من رواية "فيف لاكلاس" براعة الكاتبة منيرة الفهري في دمج اليومي البسيط بالبطولي الكبير، دون أن تخل بتوازن السرد أو تُفرط في الدراما. لغة ناعمة لكنها تحمل في طياتها توترًا خفيًّا، ومشاهد تمزج بين الاحتفال والخطر، بين الزغاريد والقلق، بين الأهازيج ووقع الأقدام الهاربة من قبضة المحتل.

    الكاتبة تُحسن رسم شخصياتها ببساطة الحياة الريفية: الخالة غالية التي تخفي ارتجافها خلف ملامحها الصلبة، الخالة محبوبة بمكرها الأنثوي المدروس، وفاطمة بصمتها العاشق. التفاصيل الصغيرة، كحركة الأطفال حول الجمل، ولمسة الماء المعطر، وابتسامة فاطمة الخجولة، كلها تُسهم في بناء مشهد حي لا يُنسى.

    الزفاف المزيف ليس مجرد حيلة روائية، بل رمز ذكي لمقاومة تتقن التنكر في عباءة الفرح، ولنساء يحملن الوطن في زغاريدهن، ولرجال يعبرون إلى الخطر بصمت.

    "فيف لاكلاس" ليست فقط قصة عن قرية زمن الاستعمار، بل هي قصة عن البساطة المقاومة، عن مجتمع يعرف أن يزرع الشجاعة في ثنايا التفاصيل، وأن يُخفي الثورة خلف ابتسامة امرأة وقبلة شمعة.

    ما زلنا في البداية، والكاتبة تعد بمزيد من الدهشة.


    الأستاذ القدير أحمد الكاتب

    سُررتُ كثيرًا بكلماتك العميقة والمُلهمة، وقد أسعدني هذا التلقي الواعي للنص وتفاصيله. أن تصل المشاهد الصغيرة بروحها الكاملة، وأن تُقرأ الشخصيات بما تحمله من توتر ودفء، هو أعظم ما قد يتمناه كاتب. شكرًا لقراءتك النقية، ولروحك التي التقطت الهمس خلف الزغاريد، والقلق بين خطوات الفرح. سأظل أكتب ما دام هناك من يقرأ بهذا الحس.

    تعليق

    • منيره الفهري
      مدير عام. رئيس ملتقى الترجمة
      • 21-12-2010
      • 9870

      المشاركة الأصلية بواسطة الهويمل أبو فهد مشاهدة المشاركة
      حفل زفاف "حياة" أم جنازة حياة

      نعلم أن حياة ابنة محبوبة غرقت في الجزء الحادي عشر، ونعلم من الجزئين:
      29 و 30 أن محبوبة تريد زفافها


      لنتذكر إذن، أن فاطمة في صبيحة (ج29) بين النوم واليقظة كانت

      لا تدري ... أ نامت تلك الليلة أم لم تنم فقد انتبهت على صوت غالية يوقظها.
      فسمعت عبارة محبوبة تقول: باركي لي يا غالية فَغَدًا عرس حياة."
      كان باب السقيفة مفتوحا على غير العادة و قد دخلت الخالة محبوبة
      و هي تزف الخبر. ضحكت فاطمة و قالت : صباح الخير ياخالة. ماذا؟
      كلنا نعرف أنّ حياة رحمها الله فماذا تقولين؟
      جلست محبوبة على ركن من
      دكان المطبخ بجانب غالية و قالت في همس: قصدتُ أنّ ابنة أخي التي تسكن
      القرية المجاورة ستُزَفّ لِعريسها من بيتي غدا مساء
      . فكوني معي و سأقول لكل
      الجيران...
      (ج29)


      وحين زارت أم العروس غالية في المستوصف في اليوم التالي، داعبتها غالية:
      "
      أليس اليوم عرس ابنة أخيك؟" أجابت محبوبة: "بلى، بلى، جئتك في أمر مستعجل،
      تعالي إلى بيتي بعد ربع ساعة فقد استجدت أمور مفاجِئة
      " وانطلقت العجوز "كأنها
      بنت العشرين
      " (ج30)


      اليوم وقد شاهدنا حفل زفاف كما شهده جنود الجندرمة تكشف لنا أن الزفاف لم يكن
      غير زفاف حياة سي الطاهر والطبيب محمد علي الى النجاة من موت محقق.
      وكلاهما معنيان بالحياة

      ردك جميل و عميق كما عودتنا أستاذنا القدير الجليل الهويمل ابو فهد
      فعلا لم يكن هذا الزفاف مجرد مناسبة اجتماعية، بل كان رمزا و ستارا لحكاية نجاة وبداية جديدة، و انبعاث روح من بين الرماد تتجاوز المعنى الظاهري لتحتضن عمق الحياة نفسها.
      كل التحية و التقدير .

      تعليق

      • المختار محمد الدرعي
        مستشار أدبي. نائب رئيس ملتقى الترجمة
        • 15-04-2011
        • 4257


        النص غني بالصور الحسية والبصرية، مثل
        "تتهادى بتؤدة تحت ضوء القناديل"، "أهداب ذهبية"، "زغرودة تذوب في ضوضاء الاحتفال"، ما يخلق مشهدًا سينمائيًا نابضًا بالحياة.

        التوتر والتشويق:
        يظهر تدريجيًا عبر التناقض بين المظهر الاحتفالي والقلق الداخلي للشخصيات، خصوصًا غالية وفاطمة.

        الثيمة الرئيسية:
        التمويه في سبيل الحرية، حيث يوظف الكاتب تقاليد المجتمع لخدمة النضال، في مشهد عبقري يتقاطع فيه الحلم بالواقع.

        الدلالة الرمزية:

        الجحفة: رمز للحرية المقيدة التي تتحرر بفضل التعاون والمخاطرة.

        الزفاف: خدعة تمويهية تنقذ حياة مقاومين، ما يعكس عبقرية الشعب المقاوم.

        الزغاريد: سلاح صوتي لطمس الحقيقة.

        الرسائل التي يحملها النص:

        مقاومة الاستعمار لا تتم فقط بالسلاح، بل أيضًا بالحيلة والتكافل الشعبي.

        النساء لسن خارج دائرة النضال، بل لهن دور محوري في المقاومة.

        الحب يمكن أن يعيش ويتنفس حتى في خضم المعركة، كما تجسده مشاعر فاطمة.

        خاتمة تحليلية:
        نصٌ نابض بالتفاصيل الحية والمشاعر الصادقة، يمزج بين الاحتفال والحزن، الحب والخوف، الحياة والموت، في مشهد رمزي يلخص واقع أمة تقاتل من أجل كرامتها. لقد جعلت الكاتبة من زفاف مزيف حدثًا حقيقيًا في مسار التحرر، وحوّلت لحظة احتفال تقليدية إلى درس في الشجاعة والدهاء.

        شكرا للإبداع و الامتاع مبدعتنا منيرة
        مع خالص الود و التحية



        [youtube]8TY1bD6WxLg[/youtube]
        الابتسامة كلمة طيبة بغير حروف



        تعليق

        يعمل...
        X