أيهما أصح ؟؟

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • د. وسام البكري
    أديب وكاتب
    • 21-03-2008
    • 2866

    رد: دون/ بدون

    الأستاذة الكريمة هاجر ..

    شكراً جزيلاً لإضافتك المفيدة والقيّمة.

    ودمت بخير
    د. وسام البكري

    تعليق

    • رزان محمد
      أديب وكاتب
      • 30-01-2008
      • 1278

      شكراً للأخت الكريمة هاجر للتكرم بالإجابة.
      التعديل الأخير تم بواسطة رزان محمد; الساعة 24-10-2009, 17:12.
      أراها الآن قادمة خيول النصر تصهل في ضياء الفجر
      للأزمان تختصرُ
      وواحات الإباء تفيء عند ظلالها الأقمار تنهمرُ
      وأقسم إنها الأحرار تنتصرُ
      سيكتب مجدها ألقا نجوم الدهر والقدرُ
      بلى؛ فالله لايغفو ..يجيب دعاء مضطرٍ بجوف الليل
      للمظلوم، والمضنى
      فيشرق في الدجى سَحَرُ
      -رزان-

      تعليق

      • بنت الشهباء
        أديب وكاتب
        • 16-05-2007
        • 6341

        أتمنى لك ، أم أرجو لك ؟

        سؤال إلى أهل العلم واللغة

        ورد في كتاب الله العلي القدير
        أَمَانِيُّهُمْ

        وَقَالُوا لَنْ يَدْخُلَ الْجَنَّةَ إِلَّا مَنْ كَانَ هُودًا أَوْ نَصَارَى تِلْكَ أَمَانِيُّهُمْ قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ
        (111)البقرة
        كما ورد في أكثر من موضع كلمة يَرْجُونَ

        إِنَّ الَّذِينَ آَمَنُوا وَالَّذِينَ هَاجَرُوا وَجَاهَدُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أُولَئِكَ يَرْجُونَ رَحْمَةَ اللَّهِ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ
        (218)البقرة

        والفرق بين الرجاء والتمني :
        أحدهما محمودا والأخر مذموما
        التمني لا يسلك طريق الاجتهاد
        والجد والرجاء بخلاف ذلك
        فلهذا كان التمني يورث صاحبه الكسل .(1)

        (1)روح نهج البلاغة
        المؤلف : عبد الحميد بن هبة الله بن محمد بن الحسين بن أبي الحديد، أبو حامد، عز الدين (المتوفى : 656هـ)

        سؤالي :
        إن كانت الأمنية في الآية الأولى مذمومة ومتعذرة الحصول ، والرجاء في الآية الثانية هي طريق الاجتهاد والجدّ للوصول الهدف فهل يصح إذا أن نقول :

        أتمنى لك من الله النجاح

        أم علينا أن نصحح ما يجب قوله :

        أرجو لك من الله النجاح

        وجزاكم الله خيرا




        أمينة أحمد خشفة

        تعليق

        • د. وسام البكري
          أديب وكاتب
          • 21-03-2008
          • 2866

          أستاذتنا الفاضلة بنت الشهباء
          شكراً جزيلاً لهذا السؤال القيّم، الذي ينتشر في المنتديات انتشار النار في الهشيم، وهذه فرصة لبيان دقة ما تفضلتِ به على ألسنة العلماء المذكورين.

          من المعروف أن العلماء الأوائل أخذوا اللغة عن الأعراب الأقحاح، فجمعوا مادتهم اللغوية، لتكون معجمات شاملة للغتنا العربية، ولا يمكننا أخذ اللغة عن غير اللغوي ، إلا ما كان نوعاً من الاجتهاد بدليل أو بغير دليل.

          لم يرد في معجماتنا العربية من أولّها إلى آخرها هذا التفريق بين التمني والرجاء، ولا في المعجم المعتبر بعد ابن قيّم الجوزية وغيره الذي جمع معجمات مَن سبقه، وهو معجم (تاج العروس) لمرتضى الزّبيدي، الذي شرح القاموس المحيط للفيروز آبادي وأضاف عليه !.

          وخلاصة ما ذكره المعجميون العرب في (الفرق بين التمني والرجاء) الآتي:

          أولاً: التَّمَنِّي:

          التَّمَنِّي: حديث النفس بما يكون وبما لا يكون، قال: والتَّمَنِّي السؤال للرَّب في الحوائج.
          وفي الحديث: إِذا تَمَنَّى أَحدُكم فَلْيَسْتَكثِرْ فإِنَّما يسْأَل رَبَّه، وفي رواية: فلْيُكْثِرْ.
          قال ابن الأَثير: التَّمَنِّي تَشَهِّي حُصُولِ الأَمر المَرْغوب فيه، وحديثُ النَّفْس بما يكون وما لا يكون، والمعنى: إِذا سأَل اللهَ حَوائجَه وفَضْله فلْيُكْثِرْ، فإِن فضل الله كثير وخزائنه واسعة.

          * تَمَنَّيت الشيء أَي قَدَّرته وأَحْبَبْتُ أَن يصير إِليَّ مِن المَنى وهو القدر.

          وهناك معانٍ أخرى للتَّمنِّي؛ وهي الكذب والتلاوة والقراءة.


          ثانياً: الرجاء:

          الرَّجَاءُ من الأَمَلِ،وفي الحديث: إِلاَّ رَجاةَ أَن أَكُونَ من أَهْلِها؛ وقد تكرر في الحديث ذكر الرَّجاء بمعنى التَّوَقُّعِ والأَمَل.
          وقال ثعلب: قال الفرَّاء: الرَّجاءُ في معنى الخَوْفِ لا يكون إِلا مع الجَحْدِ، تقول: ما رَجَوْتُكَ أَي ما خِفْتُك، ولا تقول رَجَوْتُك في معنى خِفْتُك. ... كقوله عز وجل: لا يَرْجُونَ أَيَّامَ اللهِ هذه؛ للذين لا يَخافون أَيامَ الله، وكذلك قوله تعالى: لا تَرْجُونَ لله وَقَاراً.

          ============================

          التمني والرجاء عند النحويين:

          لا يختلف الفرق بينهما عند النحويين عمّا فرّقه اللغويون، ولكنّهم لخّصوه بالآتي:

          التّمَنِّي: يكون في الممكن، وفي غير الممكن. وأداته: ليتَ. ولفظه: أتمنّى.
          الترجّي: لا يكون إلا في الممكن. وأداته: لعلَّ. ولفظه: أَرجو.

          المقصود بـ (الممكن): غير المستحيل.
          و (غير الممكن): المستجيل.
          -------------
          ولذلك: يصحّ أن نقول في (التَّمّني):
          ليتَ الشبابَ يعودُ يوماً. و أتمنى الشبابَ يعودُ يوماً. (للمستحيل)؛ من المستحيل عودة الشباب.
          و يصحّ أن نقول:
          ليتَ زيداً ينجح. و أتمنى زيداً ينجح. (لغير المستحيل)؛ ليس من المستحيل نجاحه.
          السبب: لأن التَّمنّي للمستحيل وغير المستحيل، أي للممكن حصوله، وغير الممكن حصوله.
          --------
          ولذلك: يصحّ أن نقول في (الرَّجاء):
          لعلّ زيداً ينجحُ. و أَرجو نجاحَ زيدٍ. (لغير المستحيل)؛ ليس من المستحيل نجاحه.
          و لا يصحّ أن نقول:
          لعلّ الشّبابَ يعودُ يوماً. و أَرجو أن يعودَ الشّبابُ يوماً. (لأنه من المستحيل)؛ أي: من المستحيل عودته، فلا رجاءَ فيه.
          السبب: لأن الرّجاء لغير المستحيل فقط، أي: للممكن حصوله فقط.

          =========
          تحليل الآيات الكريمة

          1. قال تعالى: (وَقَالُوا لَنْ يَدْخُلَ الْجَنَّةَ إِلَّا مَنْ كَانَ هُودًا أَوْ نَصَارَى تِلْكَ أَمَانِيُّهُمْ قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَالبقرة 111.

          قال الزمخشري في الكشاف عن حقائق التنزيل وعيون الأقاويل:1/305:
          قلت: أُشيرَ بها إلى الأماني المذكورة، وهو أمنيتهم أن لا ينزل على المؤمنين خير من ربهم، وأمنيتهم أن يردوهم كفاراً، وأمنيتهم أن لا يدخل الجنة غيرهم: أي تلك الأماني الباطلة أمانيهم .... والأُمنية: أُفعولة من التمنّي، مثل: الأضحوكة والأعجوبة، ( هاتوا برهانكم ): هلموا حجتكم على اختصاصكم بدخول الجنة ( إن كنت صادقين ) في دعواكم وهذا أهدم إليه شيئ لمذهب المقلدين وأن كل قول لا دليل عليه فهو باطل غير ثابت.


          جامع البيان، الطبري: 1/688.
          قال الطبريّ: لن يدخل الجنة إلا من كان هودا أو نصارى أنه أماني منهم يتمنونها على الله بغير حق ولا حجة ولا برهان ولا يقين علم بصحة ما يدعون ، ولكن بادعاء الأباطيل وأماني النفوس الكاذبة.


          2. (إِنَّ الَّذِينَ آَمَنُوا وَالَّذِينَ هَاجَرُوا وَجَاهَدُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أُولَئِكَ يَرْجُونَ رَحْمَةَ اللَّهِ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ) البقرة 218.


          يتبع رجاءً
          د. وسام البكري

          تعليق

          • بنت الشهباء
            أديب وكاتب
            • 16-05-2007
            • 6341

            أستاذنا الفاضل
            الدكتور وسام البكري
            يسعدني ويشرّفني أن أقرأ اليوم ما تفضلّت به من إيضاحات مفيدة تخصّ الرجاء والتمنّي ، والفرق بينهما
            وما زلت أنتظر منك عودتك لنستمع إلى التحليل والنتائج بخصوص الرجاء والتمنّي
            ولك منا جزيل الشكر والتقدير

            أمينة أحمد خشفة

            تعليق

            • بنت الشهباء
              أديب وكاتب
              • 16-05-2007
              • 6341

              اسمح لي أستاذنا الفاضل الدكتور وسام البكري أن أضيف على ما تفضلت به بخصوص التمنيّ والترجي بعد أن تلوت نداء الله تعالى للذين آمنوا وهو ينهاهم عن التمنّي


              وَلَا تَتَمَنَّوْا مَا فَضَّلَ اللَّهُ بِهِ بَعْضَكُمْ عَلَى بَعْضٍ لِلرِّجَالِ نَصِيبٌ مِمَّا اكْتَسَبُوا وَلِلنِّسَاءِ نَصِيبٌ مِمَّا اكْتَسَبْنَ وَاسْأَلُوا اللَّهَ مِنْ فَضْلِهِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا (32)النساء




              ومما جاء في تفسير ابن كثير :



              وقال السدي: قوله: في الآية { وَلا تَتَمَنَّوْا مَا فَضَّلَ اللَّهُ بِهِ بَعْضَكُمْ عَلَى بَعْضٍ } فإن الرجال قالوا: نريد أن يكون لنا من الأجر الضعف على أجر النساء، كما لنا في السهام سهمان. وقالت النساء: نريد أن يكون لنا أجر مثل أجر الرجال الشهداء، فإنا لا نستطيع أن نقاتل، ولو كتب علينا القتال لقاتلنا فأبى الله ذلك، ولكن قال لهم: سلوني من فضلي قال: ليس بعرض الدنيا.
              وقد روي عن قتادة نحو ذلك. وقال علي بن أبي طلحة، عن ابن عباس: قوله:
              { وَلا تَتَمَنَّوْا مَا فَضَّلَ اللَّهُ بِهِ بَعْضَكُمْ عَلَى بَعْضٍ } قال ولا يتمنى الرجل فيقول: "ليت لو أن لي مال فلان وأهله!" فنهى الله عن ذلك، ولكن يسأل الله من فضله.
              وكذا قال محمد بن سيرين والحسن والضحاك وعطاء نحو ذلك وهو الظاهر من الآية ولا يرد على هذا ما ثبت في الصحيح: "لا حَسَد إلا في اثنتين: رجل آتاه الله مالا فسَلَّطَه على هَلَكَتِهِ في الحق، فيقول رجل: لو أن لي مثل ما لفلان لعَمِلْتُ مثله. فهما في الأجر سواء" فإن هذا شيء غير ما نهت الآية عنه، وذلك أن الحديث حَضَّ على تمني مثل نعمة هذا، والآية نهت عن تمني عين نعمة هذا، فقال: { وَلا تَتَمَنَّوْا مَا فَضَّلَ اللَّهُ بِهِ بَعْضَكُمْ عَلَى بَعْضٍ } أي: في الأمور الدنيوية، وكذا الدينية أيضا لحديث أم سلمة، وابن عباس. وهكذا قال عطاء بن أبي رباح: نزلت في النهي عن تمني ما لفلان، وفي تمني النساء أن يكن رجالا فيغزون. رواه ابن جرير.

              أما ما جاء في تفسير الشعرواي – رحمه الله -

              { وَلاَ تَتَمَنَّوْاْ مَا فَضَّلَ الله بِهِ بَعْضَكُمْ على بَعْضٍ } فساعة ترى جنساً أخذ شيئاً وجنساً آخر أخذ شيئاً ، إياك تشغل بالك وتتمنى وتقول : « أريد هذه » ، ولكن اسأل الله من فضله؛ لأن كلمة « ولا تتمنوا » هي نهي عن أن تتمنى ما فضل الله به بعضا على بعض ، ولذلك يقول : { واسألوا الله مِن فَضْلِهِ } . وما دمت تسأل الله من فضله؛ فهنا أمل أن يعطيك .
              وقد يرى البعض هنا مشكلة فيتساءل : كيف ينهانا الله عن أن نتمنى ما فضل الله به بعضنا على بعض فقال : { وَلاَ تَتَمَنَّوْاْ مَا فَضَّلَ الله بِهِ بَعْضَكُمْ على بَعْضٍ } مع أن فضل الله من شأنه أن يفضل بعضنا على بعض بدليل قوله : { وَرَفَعْنَا بَعْضَهُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ } فضلاً على أنني أطمع في أن أسأل الله ليعطيني؛ لأنه - سبحانه - ما أمرنا بالسؤال إلاّ ليعطينا .
              ونقول : لا ، التمني عادة أن تطلب شيئاً يستحيل أو لم تجر به العادة ، إنما السؤال والدعاء هو مجال أن تأتي إلى شيء تستطيع الحصول عليه ، فأوضح : لا تذهب إلى منطقة التمني ، ولذلك ضربوا المثل للتمني ببيت الشاعر :
              ألا ليت الشباب يعود يوماً ... فأخبره بما فعل المشيب
              تمنىّ الشاعر أن يعود الشباب يوماً فهل هذا يتأتى؟ إنه لا يتأتى . أو أن يقول قائل : ليت الكواكب تدنو لي فأنظمها ، هل يمكن أن يحدث ذلك؟ لا . ولكن هذا القول يدل على أن هذا الشيء محبوب وإن كان لم تجر به العادة ، أو هو مستحيل ، إذن فالسؤال يجب أن يكون في حدود الممكن بالنسبة لك .




              وفي الحديث الشريف :



              قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : الكيس من دان نفسه و عمل لما بعد الموت و العاجز من اتبع نفسه هواها
              وتمنى على الله
              هذا حديث صحيح على شرط البخاري و لم يخرجاه

              أما تعريف التمني والترجي في :




              شرح الآجرومية - حسن حفظي
              التمني طلب ما يستحيل حصوله أو ما يبعد حصوله، التمني طلب المستحيل أو ما يبعد حصوله، وأما الترجي فهو طلب ما هو قريب الحصول أو ممكن الحصول أو متوقع الحصول أيضًا

              الخلاصة
              تبيّن لي - من وجهة نظر الأقدمين - أن التمنّي أمر متعذر الحصول كأن أتمنى أن أنام وأصحو وأنا على سطح القمر ... فهذا أمر مستحيل لا يمكن حصوله .. أما أن أرجو من الله أن يهديني ويصلحني ويكتبني من الأبرار فهذا أمر ممكن إذا ما التزمت بطاعة الله ورسوله ....
              إذا فالتمنيّ مستحيل مناله ، والترجيّ ممكن الحصول عليه ..
              والله أعلم





              أمينة أحمد خشفة

              تعليق

              • د. وسام البكري
                أديب وكاتب
                • 21-03-2008
                • 2866

                المشاركة الأصلية بواسطة بنت الشهباء مشاهدة المشاركة
                أستاذنا الفاضل

                الدكتور وسام البكري
                يسعدني ويشرّفني أن أقرأ اليوم ما تفضلّت به من إيضاحات مفيدة تخصّ الرجاء والتمنّي ، والفرق بينهما
                وما زلت أنتظر منك عودتك لنستمع إلى التحليل والنتائج بخصوص الرجاء والتمنّي

                ولك منا جزيل الشكر والتقدير
                الأستاذة القديرة بنت الشهباء
                الشكر والتقدير الوافرين لإطرائك الجميل، وأعدك بأن أتواصل في الموضوع في المشاركة نفسها، وسنتناقش فيه فقرةً فقرة.

                وتقبّلي تقديري واحترامي.
                د. وسام البكري

                تعليق

                • عبد الرحيم محمود
                  عضو الملتقى
                  • 19-06-2007
                  • 7086

                  المشاركة الأصلية بواسطة بنت الشهباء مشاهدة المشاركة
                  سؤال إلى أهل العلم واللغة


                  ورد في كتاب الله العلي القدير
                  أَمَانِيُّهُمْ

                  وَقَالُوا لَنْ يَدْخُلَ الْجَنَّةَ إِلَّا مَنْ كَانَ هُودًا أَوْ نَصَارَى تِلْكَ أَمَانِيُّهُمْ قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ
                  (111)البقرة
                  كما ورد في أكثر من موضع كلمة يَرْجُونَ

                  إِنَّ الَّذِينَ آَمَنُوا وَالَّذِينَ هَاجَرُوا وَجَاهَدُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أُولَئِكَ يَرْجُونَ رَحْمَةَ اللَّهِ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ
                  (218)البقرة

                  والفرق بين الرجاء والتمني :
                  أحدهما محمودا ( محمود ) والأخر مذموما (مذموم)
                  التمني لا يسلك طريق الاجتهاد
                  والجد والرجاء بخلاف ذلك
                  فلهذا كان التمني يورث صاحبه الكسل .(1)

                  (1)روح نهج البلاغة
                  المؤلف : عبد الحميد بن هبة الله بن محمد بن الحسين بن أبي الحديد، أبو حامد، عز الدين (المتوفى : 656هـ)

                  سؤالي :
                  إن كانت الأمنية في الآية الأولى مذمومة ومتعذرة الحصول ، والرجاء في الآية الثانية هي طريق الاجتهاد والجدّ للوصول الهدف فهل يصح إذا أن نقول :

                  أتمنى لك من الله النجاح

                  أم علينا أن نصحح ما يجب قوله :

                  أرجو لك من الله النجاح

                  وجزاكم الله خيرا


                  نقول نرجو لك النجاح وليس أتمنى ، وسوف أرد تفصيلا على الفرق في المعنيين بالرد على الدكتور البكري لاحقا .
                  نثرت حروفي بياض الورق
                  فذاب فؤادي وفيك احترق
                  فأنت الحنان وأنت الأمان
                  وأنت السعادة فوق الشفق​

                  تعليق

                  • ولاء أبو شاويش
                    عضو الملتقى
                    • 27-10-2009
                    • 29

                    [align=center]
                    موضوع قيم
                    استفدت منه كثيراً ، شكراً لكم جميعاً
                    [/align]
                    [CENTER][FONT=Mudir MT][SIZE=4][COLOR=blue][B]والذين اقتسموا أيامنا وانتشروا.. لم يحبونا كما نشاء [/B][/COLOR][/SIZE][/FONT][/CENTER]
                    [CENTER][FONT=Mudir MT][SIZE=4][COLOR=blue][B]لم يحبونا ولكن .. عرفونــــــا[/B][/COLOR][/SIZE][/FONT][/CENTER]

                    تعليق

                    • غاده بنت تركي
                      أديب وكاتب
                      • 16-08-2009
                      • 5251

                      السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

                      وَلَا تَتَمَنَّوْا مَا فَضَّلَ اللَّهُ بِهِ بَعْضَكُمْ عَلَى بَعْضٍ لِلرِّجَالِ نَصِيبٌ مِمَّا اكْتَسَبُوا وَلِلنِّسَاءِ نَصِيبٌ مِمَّا اكْتَسَبْنَ وَاسْأَلُوا اللَّهَ مِنْ فَضْلِهِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا (32)النساء


                      والله أعلمـ ،
                      التعديل الأخير تم بواسطة غاده بنت تركي; الساعة 28-10-2009, 11:39.
                      نســــــــــــــــــــامح : لكن لا ننســـــــــى
                      الحقوق لا تـُعطى ، وإنما تـُـنـتزَع
                      غادة وعن ستين غادة وغادة
                      ــــــــــــــــــ لاوالله الاّ عن ثمانين وتزيد
                      فيها العقل زينه وفيها ركاده
                      ــــــــــــــــــ هي بنت ابوها صدق هي شيخة الغيد
                      مثل السَنا والهنا والسعادة
                      ــــــــــــــــــ مثل البشاير والفرح ليلة العيد

                      تعليق

                      • د / حسانين أبو عمرو
                        أديب وكاتب
                        • 15-10-2009
                        • 32

                        السلام عليكم

                        الأساتذة الأجلاء
                        أكرمكم الله جميعا
                        قال أبو هلال العسكري في الفروق اللغوية :
                        الفرق بين الأمل والطمع : قيل: أكثر ما يستعمل الأمل فيما يستبعد حصوله، فإنَّ مَنْ عزم على سفر إلى بلد بعيد يقول: " أملت الوصول إليه " ولا يقول: " طمعت " إلا إذا قرب منه، فإنَّ الطمع لا يكون إلا فيما قرُب حصولُه.وقد يكون الأمل بمعنى الطمع.
                        وأما الرجاء: فهو بين الأمل والطمع، فإن الراجي قد يخاف أن لا يحصُل مأمولُه.ولهذا يستعمل بمعنى الخوف. قال: "والرَّجاء قد يكون بمعنى الخوف كما في قول الشاعر:
                        وحالفها في بيت نوب عواسل *
                        إذا لسعته النحل لم يرج لسعها
                        والمعني : من كان يخشى البعث، ويخاف الجزاء والحساب أو يأمُل الثواب فليبادر بالطاعة قبل أن يلحقه الأجل".
                        ومنه قوله تعالى: " من كان يرجو لقاء الله فإن أجل الله لآتٍ ". أي يخافه.وقال بعضهم: الأمل يكون في الممكن والمستحيل.والرجاء يختص بالممكن. قلت: الصحيح أنَّ هذا الفرق بين التمني والرجاء.وأما الأمل فلا يكون في المستحيل.
                        التعديل الأخير تم بواسطة د / حسانين أبو عمرو; الساعة 28-10-2009, 15:58.

                        تعليق

                        • عبد الرحيم محمود
                          عضو الملتقى
                          • 19-06-2007
                          • 7086

                          المشاركة الأصلية بواسطة د. وسام البكري مشاهدة المشاركة
                          أستاذتنا الفاضلة بنت الشهباء


                          شكراً جزيلاً لهذا السؤال القيّم، الذي ينتشر في المنتديات انتشار النار في الهشيم، وهذه فرصة لبيان دقة ما تفضلتِ به على ألسنة العلماء المذكورين.

                          من المعروف أن العلماء الأوائل أخذوا اللغة عن الأعراب الأقحاح، فجمعوا مادتهم اللغوية، لتكون معجمات شاملة للغتنا العربية، ولا يمكننا أخذ اللغة عن غير اللغوي ، إلا ما كان نوعاً من الاجتهاد بدليل أو بغير دليل.

                          لم يرد في معجماتنا العربية من أولّها إلى آخرها هذا التفريق بين التمني والرجاء، ولا في المعجم المعتبر بعد ابن قيّم الجوزية وغيره الذي جمع معجمات مَن سبقه، وهو معجم (تاج العروس) لمرتضى الزّبيدي، الذي شرح القاموس المحيط للفيروز آبادي وأضاف عليه !.

                          وخلاصة ما ذكره المعجميون العرب في (الفرق بين التمني والرجاء) الآتي:

                          أولاً: التَّمَنِّي:

                          التَّمَنِّي: حديث النفس بما يكون وبما لا يكون، قال: والتَّمَنِّي السؤال للرَّب في الحوائج.
                          وفي الحديث: إِذا تَمَنَّى أَحدُكم فَلْيَسْتَكثِرْ فإِنَّما يسْأَل رَبَّه، وفي رواية: فلْيُكْثِرْ.
                          قال ابن الأَثير: التَّمَنِّي تَشَهِّي حُصُولِ الأَمر المَرْغوب فيه، وحديثُ النَّفْس بما يكون وما لا يكون، والمعنى: إِذا سأَل اللهَ حَوائجَه وفَضْله فلْيُكْثِرْ، فإِن فضل الله كثير وخزائنه واسعة.

                          * تَمَنَّيت الشيء أَي قَدَّرته وأَحْبَبْتُ أَن يصير إِليَّ مِن المَنى وهو القدر.

                          وهناك معانٍ أخرى للتَّمنِّي؛ وهي الكذب والتلاوة والقراءة.


                          ثانياً: الرجاء:

                          الرَّجَاءُ من الأَمَلِ،وفي الحديث: إِلاَّ رَجاةَ أَن أَكُونَ من أَهْلِها؛ وقد تكرر في الحديث ذكر الرَّجاء بمعنى التَّوَقُّعِ والأَمَل.
                          وقال ثعلب: قال الفرَّاء: الرَّجاءُ في معنى الخَوْفِ لا يكون إِلا مع الجَحْدِ، تقول: ما رَجَوْتُكَ أَي ما خِفْتُك، ولا تقول رَجَوْتُك في معنى خِفْتُك. ... كقوله عز وجل: لا يَرْجُونَ أَيَّامَ اللهِ هذه؛ للذين لا يَخافون أَيامَ الله، وكذلك قوله تعالى: لا تَرْجُونَ لله وَقَاراً.

                          ============================

                          التمني والرجاء عند النحويين:

                          لا يختلف الفرق بينهما عند النحويين عمّا فرّقه اللغويون، ولكنّهم لخّصوه بالآتي:

                          التّمَنِّي: يكون في الممكن، وفي غير الممكن. وأداته: ليتَ. ولفظه: أتمنّى.
                          الترجّي: لا يكون إلا في الممكن. وأداته: لعلَّ. ولفظه: أَرجو.

                          المقصود بـ (الممكن): غير المستحيل.
                          و (غير الممكن): المستجيل.
                          -------------
                          ولذلك: يصحّ أن نقول في (التَّمّني):
                          ليتَ الشبابَ يعودُ يوماً. و أتمنى الشبابَ يعودُ يوماً. (للمستحيل)؛ من المستحيل عودة الشباب.
                          و يصحّ أن نقول:
                          ليتَ زيداً ينجح. و أتمنى زيداً ينجح. (لغير المستحيل)؛ ليس من المستحيل نجاحه.
                          السبب: لأن التَّمنّي للمستحيل وغير المستحيل، أي للممكن حصوله، وغير الممكن حصوله.
                          --------
                          ولذلك: يصحّ أن نقول في (الرَّجاء):
                          لعلّ زيداً ينجحُ. و أَرجو نجاحَ زيدٍ. (لغير المستحيل)؛ ليس من المستحيل نجاحه.
                          و لا يصحّ أن نقول:
                          لعلّ الشّبابَ يعودُ يوماً. و أَرجو أن يعودَ الشّبابُ يوماً. (لأنه من المستحيل)؛ أي: من المستحيل عودته، فلا رجاءَ فيه.
                          السبب: لأن الرّجاء لغير المستحيل فقط، أي: للممكن حصوله فقط.

                          =========
                          تحليل الآيات الكريمة


                          1. قال تعالى: (وَقَالُوا لَنْ يَدْخُلَ الْجَنَّةَ إِلَّا مَنْ كَانَ هُودًا أَوْ نَصَارَى تِلْكَ أَمَانِيُّهُمْ قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَالبقرة 111.

                          قال الزمخشري في الكشاف عن حقائق التنزيل وعيون الأقاويل:1/305:
                          قلت: أُشيرَ بها إلى الأماني المذكورة، وهو أمنيتهم أن لا ينزل على المؤمنين خير من ربهم، وأمنيتهم أن يردوهم كفاراً، وأمنيتهم أن لا يدخل الجنة غيرهم: أي تلك الأماني الباطلة أمانيهم .... والأُمنية: أُفعولة من التمنّي، مثل: الأضحوكة والأعجوبة، ( هاتوا برهانكم ): هلموا حجتكم على اختصاصكم بدخول الجنة ( إن كنت صادقين ) في دعواكم وهذا أهدم إليه شيئ لمذهب المقلدين وأن كل قول لا دليل عليه فهو باطل غير ثابت.

                          جامع البيان، الطبري: 1/688.
                          قال الطبريّ: لن يدخل الجنة إلا من كان هودا أو نصارى أنه أماني منهم يتمنونها على الله بغير حق ولا حجة ولا برهان ولا يقين علم بصحة ما يدعون ، ولكن بادعاء الأباطيل وأماني النفوس الكاذبة.

                          2. (إِنَّ الَّذِينَ آَمَنُوا وَالَّذِينَ هَاجَرُوا وَجَاهَدُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أُولَئِكَ يَرْجُونَ رَحْمَةَ اللَّهِ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ) البقرة 218.




                          يتبع رجاءً
                          الدكتور وسام المحترم
                          من حيث أن الحكم الشرعي يقدم على الحكم النحوي ، وهذا بحث طويل ليس مكانه الآن فقد اقتضت حكمة الله تعالى أن يستعمل حرف التمنى لعل فيما لا يتوقع حدوثه من المسند إليه ، والفرق بين لعل والتمنى كبير ، فالحرف هذا يفيد مع التمنى عدم إمكان الحدوث إلا لو كان المسند إليه هو الله تعالى أو الفاعل للأمنية هو الله تعالى .
                          ولو نظرنا لاستعمالات لعل في كتاب الله لوجدنا أن ما بعدها لا يتحقق إلا في تلك الحالة المذكورة .
                          أما قولنا : لعلّ زيدا ينجح ، فهو قول من يستبعد لا بل يجعل الأمر مستحيلا لأنه يعرف أن زيدا لن ينجح لأنه لم يدرس ، وسبق له الإخفاق في دراسته ، وليس لأننا نرجو له النجاح ، ولا تقال إلا من يائس من نجاح زيد لا من آمل له بالنجاح ، ولعل لا تفيد دائما التمنى ، قال تعالى : لعلنا نتبع السحرة إن كانوا هم الغالبين / الشعراء :40 .
                          وقال أيضا : وإن أدري لعله فتنة لكم ومتاع إلى حين / الأنبياء : 111.
                          وقال أيضا : وقال لفتيانه اجعلوا بضاعتهم في رحالهم لعلهم يعرفونها / يوسف : 62 .
                          أما الرجاء : فكلمات الرجاء تفيد تغليب حدوث ما يأتي بعدها .
                          وأما قول النبي صلى الله عليه وسلم : إِذا تَمَنَّى أَحدُكم فَلْيَسْتَكثِرْ فإِنَّما يسْأَل رَبَّه ، فليس فيها لعل ، والخلط بين لعل التي تفيد التمني والتمني ذاته وقع به كثيرون .
                          فالحرف لعل : يفيد التمني وفوقه عدم إمكان الحدوث إلا على الله أو من الله ، والتمني لا يفيد لعل .
                          فالتمني شيء ولإفادة لعل معنى التمني شيء آخر مختلف تماما .
                          نثرت حروفي بياض الورق
                          فذاب فؤادي وفيك احترق
                          فأنت الحنان وأنت الأمان
                          وأنت السعادة فوق الشفق​

                          تعليق

                          • عبد الرحيم محمود
                            عضو الملتقى
                            • 19-06-2007
                            • 7086

                            الإخوان الكرام
                            أنا أوضحت الفرق بين التمني بالحرف لعل والرجاء ، وأوضحت ما يفيد التمنى بحرف التمني لعل والرجاء .
                            نثرت حروفي بياض الورق
                            فذاب فؤادي وفيك احترق
                            فأنت الحنان وأنت الأمان
                            وأنت السعادة فوق الشفق​

                            تعليق

                            • بنت الشهباء
                              أديب وكاتب
                              • 16-05-2007
                              • 6341

                              المشاركة الأصلية بواسطة ولاء أبو شاويش مشاهدة المشاركة
                              [align=center]
                              موضوع قيم
                              استفدت منه كثيراً ، شكراً لكم جميعاً
                              [/align]
                              المشاركة الأصلية بواسطة غاده بنت تركي مشاهدة المشاركة
                              السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


                              وَلَا تَتَمَنَّوْا مَا فَضَّلَ اللَّهُ بِهِ بَعْضَكُمْ عَلَى بَعْضٍ لِلرِّجَالِ نَصِيبٌ مِمَّا اكْتَسَبُوا وَلِلنِّسَاءِ نَصِيبٌ مِمَّا اكْتَسَبْنَ وَاسْأَلُوا اللَّهَ مِنْ فَضْلِهِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا (32)النساء



                              والله أعلمـ ،

                              أختي الغالية ولاء
                              وأختي العزيزة غادة
                              أشكركما على متابعة هذا الموضوع ...
                              واليوم كنت أكلم أختي بخصوص هذا الموضوع فأخبرتني بأن الأستاذ مبروك عطية وعلى قناة دريم 2 من يوم الجمعة كان يتكلم بخصوص الفرق بين التمنيّ والترجي ، وأنه استخلص قوله بأن الأصح أن نقول :
                              أرجو من الله ،
                              لا أن نقول
                              أتمنى من الله
                              ولي رجاء لمن يجد بحث الأستاذ مبروك عطية أن يضيفه هنا بهدف أن تعمّ الفائدة على الجميع ؛ حتى ولو اختلفت آراء الفقهاء واللغويين فهذا لن يضيرنا لأن الغاية أن نصل معا لرؤية واضحة تعيننا للوصول إلى هدفنا ...

                              وجزاكم الله خيرا

                              أمينة أحمد خشفة

                              تعليق

                              • بنت الشهباء
                                أديب وكاتب
                                • 16-05-2007
                                • 6341

                                المشاركة الأصلية بواسطة د / حسانين أبو عمرو مشاهدة المشاركة
                                الأساتذة الأجلاء
                                أكرمكم الله جميعا
                                قال أبو هلال العسكري في الفروق اللغوية :
                                الفرق بين الأمل والطمع : قيل: أكثر ما يستعمل الأمل فيما يستبعد حصوله، فإنَّ مَنْ عزم على سفر إلى بلد بعيد يقول: " أملت الوصول إليه " ولا يقول: " طمعت " إلا إذا قرب منه، فإنَّ الطمع لا يكون إلا فيما قرُب حصولُه.وقد يكون الأمل بمعنى الطمع.
                                وأما الرجاء: فهو بين الأمل والطمع، فإن الراجي قد يخاف أن لا يحصُل مأمولُه.ولهذا يستعمل بمعنى الخوف. قال: "والرَّجاء قد يكون بمعنى الخوف كما في قول الشاعر:
                                وحالفها في بيت نوب عواسل *
                                إذا لسعته النحل لم يرج لسعها
                                والمعني : من كان يخشى البعث، ويخاف الجزاء والحساب أو يأمُل الثواب فليبادر بالطاعة قبل أن يلحقه الأجل".
                                ومنه قوله تعالى: " من كان يرجو لقاء الله فإن أجل الله لآتٍ ". أي يخافه.وقال بعضهم: الأمل يكون في الممكن والمستحيل.والرجاء يختص بالممكن. قلت: الصحيح أنَّ هذا الفرق بين التمني والرجاء.وأما الأمل فلا يكون في المستحيل.
                                واسمح لي أستاذنا الفاضل الدكتور حسانين أبو عمرو أن أضيف إلى ما ذكرته لنا هنا بخصوص الفرق بين التمنيّ والترجي


                                فأما الفرق بين الأمل والرجاء وبين الأمنية فظاهر؛ وذاك أن الأمل والرجاء يعلقان بالأمور الاختيارية، وبالأشياء التي لها هذا المعنى.
                                فأما الأمنية، فقد تتعلق بما لا اختيار له ولا روية؛ فإنه ليس يمنع مانع من تمنى المحال والأشياء التي لا تمييز فيها ولا لها.
                                والأمل أخص بالمختار.
                                والرجاء كأنه مشترك، وقد يرجو الإنسان المطر والخصب، وليس يأمل إلا من له قدرة وروية.
                                وأما المنى فهو - كما علمت - شائع في الكل، ذاهب كل مذهب، فقد يتمنى الإنسان أن يطير، أو يصير كوكباً أو يصعد إلى الفلك فيشاهد أحواله.
                                وليس يرجو هذا ولا يأمله.
                                ثم قد يرجو المطر، وليس يأمل إلا منزل القطر، ومنشىء الغيث.
                                فهذه فروق واضحة.
                                فأما قولك؛ لم تواصى الناس بقصر الأمل، وقطع الأماني، وصرف الرجاء إلا في الله تعالى؟ فأقول:
                                لأن سائر الأشياء المأمولة والمرجوة والمتمناة منقطعة المدد، متناهية العدد، ثم هي متلاشية في أنفسها، مضمحلة بائدة فاسدة، لا يثبت شيء منها على حال لحظة واحدة، فلو وصل الواصل إليها، وبلغ نهمته منها لأوشك ان يتلاشى ويضمحل ذلك الشيء في نفسه، أو يتلاشى ويضمحل الأمل فيه، آو رجاؤه وتمنيه.
                                فأما ما اتصل من هذه بالله - تعالى ذكره - فهو أبدى غير منقطع ولا مضمحل، بل الله - تعالى - دائم الفيض به، أبدى الجود منه.
                                تعالى اسمه وتقدس، ولا قوة إلا به، وهو حسبنا ومعيننا وناصرنا وهادينا إلى صراط مستقيم.(1)
                                المصدر
                                (1) الهوامل والشوامل
                                المؤلف : التوحيدي


                                أمينة أحمد خشفة

                                تعليق

                                يعمل...
                                X