وفي فجر الحب
همى
على بتلات قلبي
الندى
فانتعش
وببليغ الشعر تكلما
بيد أن قرون الشمس حين طلعت
غاضها المشهد
وأنبت في صدرها
ظلاما أبكما
فسلطت أشعتها
كأقدام الغزاة
تطأ
حقول الورد
تمتص الرحيق
وتترك قلبي
يصارع الردى
وتنسى
أن قد صار
في فم الحقد
تمرا حصرما..
لم يقتل حبيبته
لا،
ولا شك فيها
وما رماها بنرد الخيانة
كل ما قام به
أنه أمسك بجيدها برقة وحنان
وطبع قبلة
طويلة على شفتيها
قبلة حارة كصحراء شاسعة
تطلب الارتواء
ثم وضعها برفق
على السرير وباقة عشق
وانصرف إلى شجون الحرب
فلا تتهموا القائد الإفريقي
بالوحشية
فهامته مجللة بالانتصارات
وقلبه تاج من نبضات ديدمونة.
اسألوا عني
من تحبون، ومن تشاؤون
سيخبرونكم:
أني أخرج من منزلي صباحا
على الساعة الثامنة بالضبط
وأسلك هذا الدرب
لأبلغ تلك المقهى
وأجلس على الطاولة نفسها
قريبا من الرصيف، بعيدا عن الأعين
وأشرب قهوتي السوداء
كالعادة
يخبرونكم:
أني أنكب على قراءة كل الجرائد
وأنغمس في حبل الكلمات
أقطعها وتقطعني
وحين يأتي الظهر وئيدا
أنهض
أنفح النادل بقشيشا فوق الثمن
مع ابتسامة منكسرة
وأعود من الطريق نفسها
محملا بالطعام
في قفة عمياء
وأدخل إلى منزلي
كعادتي دائما...
لكنهم
لن يخبرزك
أني أقفل الباب على وحدتي
وأبكي وحشة المكان.
تعليق