يصف علي طنطاوي الديوان الأول لنزار «قالت لي السمراء بأنه كتاب صغير زاهي الغلاف، ناعمة، ملفوف بالورق الشفاف الذي تلف به علب الشيكولاتة في الأعراس» وهو يشتمل على وصف ما يكون به الفاسق القارح، والبغي المتمرسة والوقحة وصفاً واقعياً لا خيال فيه لأن صاحبه ليس بالأدب الواسع الخيال، بل هو مدلل غني عزيز على أبويه. وفي الكتاب، مع ذلك، تجديد في بحور العروض يختلط فيه البحر البسيط بالبحر الأبيض المتوسط، وتجديد في قواعد النحو لأن الناس قد ملّوا رفع الفاعل ونصب المفعول».
وفي كتاب آخر عن نزار، صادر في تونس، عنوانه «نزار الذي نراه» يصف المنصف المزغني زنار قباني بالشاعر الشعبي الفصيح، وهو في ذلك يشير إلى جماهيرية الشاعر وبساطة لغته وثراء تجربته، وثرى جميلة الماجري في نزار، في الكتاب نفسه، فاحت صورة جيل من النساء، في حين يفسر المنصف الوهايبي ذيوع صيت شعر الشاعر ببعد الشفوية في شعره.
ويتجلى حضور نزار في الساحة الثقافية في احتفاء المدن به وبشعره، في حياته وبحضوره فمدينة القيروان التونسية أول مدينة عربية تكحل عينيها بقصائده: «تكتبها بماء الذهب على قميصها، أول مدينة منذ العصر الجاهلي تعتبر قصائده من المقدسات وتعلقها على جدران الكعبة، أول مدينة ليبرالية تتزوج الشعر بلا مهر. القيروان تكتب أسماءنا على خزفها «بقلم نزاري قباني) وقد ورد في: «نزار قباني في عيون النقاد»..
كن تلقائيا هنا .. قصة / قصيدة / خاطرة
تقليص
هذا موضوع مثبت
X
X
-
نزار قباني، المتربع على مجد شعبي لا نظير له في العالم العربي، لا يستهويه ارتداء زي الناقد الأدبي؛ فهو إذا ما سُـئل في الشعر راح يجيب بدلال الطفل الواثق من محبة الآخرين له، لأنهم يستظرفون كل ما يصدر عن عفويته، حتى حماقات الطفولة جميلة، وربما كانت صفة الحماقة في غير مكانها حين تطلق على البراءة.
هكذا هو نزار قباني في كتاباته وأحاديثه حول الشعر.
في كتابه «ما هو الشعر» لن نرى من النقد الأدبي إلا قصيدة نزارية تتحدث عن الشعر، فالأحكام النقدية ينبغي استنباطها بعملية تأويلية.
لنستمع ما هو الشعر عند نزار قباني:
«ليس للشعر صورة فوتوغرافية معروفة وليس له عمر معروف، أو أصل.. ولا أحد يعرف من أين أتى، وبأي جواز سفر يتنقل.. المعمّرون يقولون: إنه هبط من مغارة في رأس الجبل، واشترى خبزاً، وقهوة، وكتباً، وجرائد من المدينة.. ثم اختفى..» ويتابع قباني: ماذا قال سكان الشواطئ عنه وماذا قال أطفال المدينة ونساء المدينة، ومعلمو المدارس؟!.. وتأويل كل ذلك أنه ليس ثمة تعريف للشعر: «ليس هناك نظرية للشعر.. كل شاعر يحمل نظريته معه» هذه العبارة الأخيرة ربما كانت الأقرب الى اللغة النقدية أو العقلية أو التجريدية الذهنية.
إن إدراك نزار قباني أن فوزه لم يكن إلا بامتلاكه الأدوات الإبداعية يجعله متهيباً من استعمال أدوات النقد، فالشعر غير مطالب بالنظرية والتنظير، وإذاً فلماذا المغامرة!: «الشعراء الذين حاولوا أن ينظّروا في الشعر خسروا شعرهم، ولم يربحوا النظرية، باعوا الشمس.. واشتغلوا على تركيب لمبة كهربائية من خمسين شمعة..».
هذه هي لغة الحدس والعرفان أمام لغة المنطق والعقل.. فالعقل محدود وقاصر أمام الأوقيانوس العظيم للحدس والخيال.
لا يريد نزار قباني من الشاعر أن يدخل مشرحة النقد، فعمله هو أن يفتن بالجمال، لا أن يحلل تركيبه:
«باعوا فم الحبيبة الجميلة.. واهتموا بعدد أسنانها» ولكن ماذا بشأن الناقد غير المعني بالإبداع؟
لا يجيب نزار، إنه معني بما يخصه، وهو شاعر، ولذا يجيب حول ما يعني الشعراء.
ولذا فإن فكرة أرجحية الحدس على العقل تستغرق صفحات في كتاب «ما هو الشعر» إن لم نقل إنها تمثل عموده الفقري: «ما أسهل كتابة الشعر.. وما أصعب الكلام عنه.. الشعر هو الرقص.. والكلام عنه، هو علم مراقبة الخطوات... وأنا بصراحة أحب أن أرقص.. ولا يعنيني التفكير بحركة قدمي، لأن مجرد التفكير بما أفعل يفقدني توازني.. إنني أرقص.. ولا أعرف كيف. وأكتب الشعر كما لا تدري السمكة كيف تسبح.. والأرنب كيف يقفز.. والنهد كيف يخالف الجاذبية الأرضية».
ومنحى «اللاأدرية» هو منحى حدسي أيضاً، لا يتورط في القوالب الذهنية الجاهزة، ولذا يلجأ إليه نزار: «ما هو الشعر؟ لا أعرف.. لا أعرف.. لا أعرف..».
إذا كان هذا هو جوابه فلماذا يضع كتاباً يقع في مئتين وست صفحات وإن كان من القطع الصغير بعنوان «ما هو الشعر؟».
إن نزار قباني كما أسفلنا يريد أن يكتب قصيدة موضوعها هو الشعر، وهذا ليس أمراً طارئاً وجديداً في الموضوعات الشعرية؛ فالشعر قد شُغل بنفسه منذ القدم كموضوع وفي شعرنا العربي نرى جذور هذا الموضوع ضاربة في الشعر الجاهلي، كما نرى أغصانه ممتدة الى أحدث قصائدنا.
ونزار قباني في قصيدته هذه يطرح أفكاراًَ في نظرية الشعر تلبس لغة الشعر وتخييلاته، إلا أنها في المحصلة أفكار يمكن أن تستنبط لتشكّل رأياً لنزار قباني في نظرية الشعر نلخصها على النحو الآتي:
1 الشعر ثورة كونية ميتافيزيقية. 2 القصيدة الجيدة هي قصيدة تتصادم مع عصرها. 3 الشعر ثورة في اللغة. 4 شروط الشعر هي الحرية المطلقة «الطفولة الشيطنة..». 5 الشعر من أعمال المعارضة لا الموالاة، لأنه يقوم على الرفض لا القبول. 6 الشعر رسالة، ولذا ينبغي أن تصل الى المرسل إليه. التعديل الأخير تم بواسطة مالكة حبرشيد; الساعة 18-11-2011, 17:14.
اترك تعليق:
-
-
قيلَ الكثيرُ منَ الكلامِ، نقداً وهجاءً ومدْحاً وتكريماً وتسفيهاً، عن الشاعر نزار قباني، ومن المؤكد لديّ أنه سيقالُ كثيرٌ في المستقبل أيضاً. فما الذي يستطيعُ القارىءُ الناقدُ تقديمَه منْ أفكارٍ جديدةٍ في هذا الصدد ؟.لقد أطاح نزار منذ تجاربه الشعرية الأولى – وهذا المهمّ، أي أنه وعى ذلك باكراً – بتمثالِ المرأةِ وأسقطَ عنها كلّ قناعٍ وحجابٍ ممكنٍ، ليُظهرَها على أنها جزء من حياتنا التي نعيشها ونعانيها، لا فكرةٌ قائمةٌ في مخيلتنا المكبوتة فقط. وبهذا اقترب من تفاصيلها ونثرياتها ولغتها اليوميةِ، وكانت هذه الثورة بحاجة إلى مصاحِباتٍ فنيةٍ تسهم في إنجازِ قصيدةٍ ذاتِ جمالياتٍ مختلفةٍ ومحرّضةٍ، لذلك جاءت لغةُ نزار جديدةً ولا تخضعُ لا لمألوف المتلقي العربي العادي، وأعرافه المستقرة، ولا تخضع كذلك للنمطِ الشعري المتداول بين أوساط الشعراء.
لهذا ودون تكرارٍ لمقدّماتٍ وشروحٍ تمهيديّةٍ، متوفّرة لمن يحتاجها، سأحاولُ هنا بناءَ عددٍ من الأفكار التي أراها أساسيةً في هذا المجال، من خلال مواصلتي لتفكيك الصورة النمطية المرتسمة في وعيِ النقد العربي من جهةٍ، وفي وعيِ أو لا وعيِ المتلقّي، (أو الجماهير) بالتعبير الذي لا أستسيغه، من جهة أخرى.
من ملامحِ التجديد في علاقة شعر نزار قباني بالمرأة
قدّمَ نزار تجديداً واضحاً في علاقة الشاعر العربي بالمرأة. وذلك عندما ننظر إلى وضع المرأة/الأنثى في الشعر العربي قبل نزار، وكيف كانت تتمظهرُ كموضوعٍ فنّيّ من جهة وكموضوع بشري من جهة ثانية. فالشعر العربي يقدم لنا نماذج من المرأة نرى أنها لا تختلف أو تتباينُ كثيراً بين شاعرٍ جاهلي أو عذري، إلى شاعر حسِّيٍّ إلى آخر صوفيّ؛ فإن كل هذه النماذج وفي غالبيتها، تقدمُ المرأة/الأنثى بصورةٍ غائمة وضبابيّةٍ، بحيث تظهرُ وكأنها شيءٌ أو موضوعٌ لا ملامح ولا علامات فارقة له، وبلا طعمٍ ولا رائحة، ولا يمكن للمتلقي تخيّلُ وجودِ المرأة بصورةٍ ملموسة ومدركَة. إذ ثمّةَ فجوةٌ حادّةٌ بين صورةِ المرأة الحقيقية كما يتعايشُ معها الإنسان، وصورتها الشّعرية المفارقة للواقع. وكانَ هذا يشكّلُ ظاهرة عامةً من الطبيعي أن يكون لها استثناءات كالعادة، وهي استثناءات كانت تحقّق بعض الاختراقات الهامشية التي لم تصنع ظاهرة بديلة وموازية (على سبيل المثال نذكر بعضَ أشعار امرىء القيس - القصيدة اليتيمة)، ليظلَّ النموذجُ السّائدُ هو امرأةٌ حبيبةٌ ينشئها الشاعر كتلةً ضبابيّة تتشابه في سماتها ومفردات تكوينها. فليس هناك فرق جوهري بين " فاطم امرىء القيس " أو " خولة طرفة " أو " أسماء الحارث اليشكريّ " أو نساء عمر بن أبي ربيعة أو ليلى أو... الخ. والغريبُ أن تمتدّ هذه الصورة النمطية حتى عصور لاحقة وصولا إلى أحمد شوقي وإبراهيم ناجي والشابي على سبيل المثال، وهذا ما سوف نأتي فيما بعد على ذكره ثانيةً مستشهدين برؤية نزار نفسه للمسألة...
تطالعُنا هنا صورةُ امرأةٍ لا تفاصيل لها، ولا إحساس ولا كيانٌ مستقلّ، ولا نعرف عنها إلا ما يريد الشاعر أن ينقله إلينا، وما علينا إلا تصديقه. وما الأمثلة القليلة التي يمكن أنْ تشكّل خروجاً على هذا النمط إلا دليل على أنه هو النمط القاعدة، والمتوارثُ من جيل إلى جيلٍ. فهي الجميلة دون أن نعرف كيفيةَ جمالِها، وهي شهيّةٌ دون أن تظهر إلا صدى لشهوة الشاعر، وكأنها أنثى محجّبةٌ مضروبٌ عليها خمار مع أنها موضوع للحبّ والغزل والجنس كذلك.
إذا من هنا أشرنا إلى اقتحامه للمحرمين الاجتماعي والفني معاً، ولم يكن اقترابُه من لغة الحياة اليومية والبعيدة عن المطلقاتِ والكليات إلا سببا جوهريّا من أسبابِ عداء المجتمع الذكوري المقدس في بُعدَيْهِ الديني والثقافي للشاعر، ولمغامراته التي قرّب فيها لغةَ الشعر من لغة النثر، مكمّلا بذلك الوظيفةَ التي كان النثرُ العربي يقوم بها من توصيفٍ خارقٍ ومدهشٍ ومحرجٍ للجسد الأنثوي.
والمجابهةُ الاجتماعيةُ العنيفةُ التي ووجِهَ بها نزار قد تكون دليلنا على أنّ الشاعر العربيّ عندما يقتربُ من عراء المرأة وجغرافيةِ جسدِها كاملةً، فكأنه يخترقُ القانونَ الاجتماعي والديني، أو بتعبيرٍ آخر، كأنه يتجرّأ فيعلن على الملأ تلك الصورة الحقيقية للمرأة التي نتستر عليها جميعاً. والمسألة في منشئها الفني تصبح على الشكل التالي: لقد أنزل نزار الشعر من عليائه وميتافيزيقيّته وما ورائياته الضبابية المتعلقة بالمرأة والجسد، إلى الأرض ليلتقط لنا المرأة وهي على التراب وفي حياتها اليومية لا المرآة القائمة في ذهن الشاعر وتهويماته. وهذا كان يقتضي من اللغة الشعرية أن تتغير، وتبحث لها عن احتمالاتٍ أخرى جديدة لم تكن في حسابات الشاعر العربي. من هنا كان لا بدّ للغة الشعر أن تتوسل بلغة النثرِ من حيث قدرة هذا الأخير على تحقيق المهمة الجديدة للشاعر، وهي تحويل الموضوع المطلق إلى موضوع نسبيّ. أي ترحيل المرأة من
اترك تعليق:
-
-
لم يحظَ الشاعر الراحل نزار قباني باهتمام جدِّي من قبل النقاد العرب على رغمٍ من نجوميته الشعرية التي لم يبُّزها أحد طوال حياته. فقد " ملأ الدنيا وشغَلَ الناس " بجماهيريته ونجوميته، ومع ذلك فقد ظل شِعره مهمّشاً على الصعيد النقدي الى أجل غير مسمّى. ويبدو أن الناقد صلاح نيازي كان يعرف سلفاً بأن نزار قباني " لا يُطيق النقد " ولا " يغفر " لمنتقديه! لذلك تريث قليلاً قبل أن ينشر دراساته النقدية الأربع في كتاب مستقل. كانت أولها " قالت لي السمراء " 1944 .شرع نيازي في قراءته النقدية لتجربة نزار الشعرية من جملة تصورات ذاتية وموضوعية لعل أبرزها أن شعر نزار قباني هو " سيرة ذاتية " وكنت أتمنى على الناقد أن يسميها " سيرة ذاتية- شعرية " لكي نميزّها عن أنواع أدبية أخرى محايثة لها كالسيرة الغيرية، والسيرة الذاتية- الروائية، واليوميات، والشهادات، والرسائل، والمحاورات وما الى ذلك. وحقيقة الأمر أن تجربة نزار الشعرية ليست كلها سيرة ذاتية، فهناك عدد غير قليل من الدواوين الشعرية التي تتمحور حول أفكار وثيمات ورؤى موضوعية لا علاقة لها بالمنحى الذاتي السيري ونذكر منها، تمثيلاً لا حصراً، " هوامش على دفتر النكسة "، " ثلاثية أطفال الحجارة "، " السيرة الذاتية لسياف عربي " وأضاف في مكان آخر بأن شعر قباني هو " وثيقة شخصية " غير أن الوثائق في الجانب الأدبي لا قيمة لها ما لم تنصهر في سياق فني لافت للإنتباه. والحق يقال إن ثلث تجربة نزار الشعرية في الأقل تتوفر شروط ومقاييس العمل الفني الناجح. آخذين بنظر الإعتبار أن هذه التجربة برمتها تلعب على ثنائية " البساطة والعمق " وربما يكون التوصيف أكثر دقة لو قلنا أن نزاراً قد إجترح فعلاً تقنية " السهل الممتنع " في عدد كبير من قصائده الذاتية والموضوعية. تناول نيازي في كتابه النقدي أربع مجموعات شعرية وهي " قالت لي السمراء "، " قصائد "، " قصائد متوحشة " و " كتاب الحب " وقد أعتبر الناقد أن " كتاب الحب " هو أهم دورة شعرية في حياة نزار قباني، وهو تقييم دقيق فيما يتعلق بشعر قباني السير-ذاتي
اترك تعليق:
-
-
ويقول نزار قباني دائما =
يعانق الشرق أشعاري .. ويلعنها
فألف شكر لمن أطرى . . ومن لعنا
فكم مذبوحة . .دافعت عن دمها
وكل خائفة أهديتها وطنا
وكل نهد . .أنا أيدت ثورته
وما ترددت في أن أدفع الثمنا
أنا مع الحب حتى حين يقتلني
إذا تخليت عن عشقي .. فلست أنا
اترك تعليق:
-
-
يقول نزار قباني =
ثقافتنا
فقاقيع من الصابون والوحل
فمازالت بداخلنا
"رواسب من " أبي جهل
ومازلنا
نعيش بمنطق المفتاح والقفل
نلف نساءنا بالقطن
ندفنهن في الرمل
ونملكهن كالسجاد
كالأبقار في الحقل
ونهذا من قوارير
بلا دين ولا عقل
ونرجع أخر الليل
نمارس حقنا الزوجي كالثيران والخيل
نمارسه خلال دقائق خمسه
بلا شوق ... ولا ذوق
ولا ميل
نمارسه .. كالات
تؤدي الفعل للفعل
ونرقد بعدها موتى
ونتركهن وسط النار
وسط الطين والوحل
قتيلات بلا قتل
بنصف الدرب نتركهن
يا لفظاظة الخيل
قضينا العمر في المخدع
وجيش حريمنا معنا
وصك زواجنا معنا
وقلنا : الله قد شرع
ليالينا موزعه
على زوجاتنا الأربع
هنا شفه
هنا ساق
هنا ظفر
هنا إصبع
كأن الدين حانوت
فتحناه لكي نشبع
تمتعنا " بما أيماننا ملكت "
وعشنا من غرائزنا بمستنقع
وزورنا كلام الله
بالشكل الذي ينفع
ولم نخجل بما نصنع
عبثنا في قداسته
نسينا نبل غايته
ولم نذكر
سوى المضجع
ولم نأخذ سوى
زوجاتنا الأربع
اترك تعليق:
-
-
كلُّ الملصقات التي وضعوها على صدري ..من شاعر المرأة ..
إلى شاعر النهد ..
إلى شاعر المراهقات ..
إلى شاعر المجتمع المخملي ..
إلى شاعر الدانتيل الأزرق ..
إلى شاعر الغزل الحسي ..
إلى شاعر الإباحية ..
إلى الشاعر الفاجر ..
إلى الشاعر التاجر ..
إلى الشاعر الملعون ..
إلى الشاعر الرجيم ..
إلى شاعر الهزيمة والإحباط ..
إلى شاعر الهجاء السياسي ..
كل هذه الملصقات تساقطت كالورق اليابس على الأرض
وبقيت الأشجار واقفة ....
اترك تعليق:
-
-
هل تسمعين صهيل أحزاني ؟ - لنزار قبانيما تفعلين هنا ؟ما تفعلين هنا ؟فالشاعر المشهور ليس أنالكنني ...بتوتري العصبي أشبههوغريزة البدويّ أشبههوتطرفي الفكري أشبههوجنوني الجنسي أشبههوبحزني الأزلي أشبهههل تسمعين صهيل أحزاني ؟ما تبتغين لديّ سيدتي ؟فالشاعر الأصلي ليس أنابل واحد ثانييا من تفتش في حقيبتهاعن شاعرٍ غرقت مراكبهلن تعثري أبداً عليّ بأي عنوانشبحٌ أنا … بالعين ليس يُرىلغةٌ أنا من غير أَحْرُفهاملك أنا … من غير مملكةوطنٌ أنامن غير أبواب وحيطانيا غابتي الخضراء يؤسفنيأنْ جئتِ بعد رحيل نيسانأعشاب صدري الآن يابسةوسنابلي انكسرت ..وأغصانيلا نار في بيتي لأوقدهافليرحم الرحمن نيرانيلا تحرجيني .. يا بنفسجتيأشجار لوزك لا وصول لهاوثمار خوخك .. فوق إمكانيلم يبق عندي ما أقدّمهللحبغير صهيل أحزانيأغزالة بالباب واقفة ؟من بعدما ودّعت غزلانيماذا تُرى أهدي لزائرتي ؟شعري القديم ؟نسيتُ قائلهونسيتُ كاتبهونسيتُ نسيانيهل هذه الكلمات شغل يدي ؟إني أشكّ بكل ما حوليبدفاتريبأصابعيبنزيف ألوانيهل هذه اللوحات من عملي ؟أم أنها لمصوّرٍ ثانييا طفلةً . . جاءت تُذَكِّرنيبمواسم النعناع والماءِماذا سأكتبُ فوق دفترها ؟ما عدتُ أذكرُ شكل إمضائي !!لا تبحثي عني .. فلن تَجدِيمني ..سوى أجزاء أجزائييا قطتي القزحيّة العينينلا أحدفي شارع الأحزان يعرفنيلا مركب في البحر يحملنيلا عطر مهما كان يسكرنيلا ركبة شقراء .. أو سمراء تدهشنيلا حبّيدخل مثل سكينٍ بشريانيبالأمس .. كان الحب تسليتيفالنهد .. أرسمه سفرجلةًوالعطر أمضغه بأسنانيبالأمس كنتُ مقاتلاً شرساًفالأرض أحملها على كتفيوالشعر أكتبه بأجفانيواليوم لا سيف ولا فرسسقطت على نهديك أوسمتيوملاحمي الكبرى وتيجانيعن أي شيء تبحثين هنا ؟فالشاعر المشهور ليس أنابل واحد ثانيمقهى الهوى فرغت مقاعدهحوليوما أكملتُ فنجاني
اترك تعليق:
-
-
يقول نزار قباني في مقدمة ديوانه(( هل تسمعين صهيل أحزاني)) الذي صدر عام 1994م :
(( حين دخلت الى بحر الشعر قبل خمسين عاما لم يكن لدي فكرة عن فن الغوص وعن اخلاق البحر , ظننت ان الماء لن يصل الى ما فوق ركبتي وانني سوف العب بالرمل والموج والأصداف .وأخذ حمام شمس لبضع ساعات ثم اعود الى قواعدي ولكنني لم اعد الى البر ابدا وحين جاءت امي بعد غروب الشمس لتبحث عني قال لها رئيس دورية خفر السواحل العوض بسلامتك ياسيدتي ابنك مخطوف خطفته احدى جنيات البحر وتزوجته ولا امل بعودته ,صرخت امي باكية : ولكنه ابني , اتوسل اليك يا سيدي ان تعيد الي ابني اجابها رئيس الدورية – انني افهم احزانك يا سيدتي واتعاطف معك ولكن تجربتي الطويلة مع البحر تسمح لي بان اصارحك ان الزواج من حوريات البحر زواج كاثوليكي ولاتوجد في سجلا ت مخفرنا اية سابق لحورية اختطفت رجلا واعادته الى احضان امه , وقالت امي استحلفك باولادك يا سيدي ,افعل شيئا لأنقاذ ابني , انه لايزال صغيرا على الحب .. وصغيرا على الزواج ... اني اعطيك كل خواتمي واساوري لتقدمها الى الحورية علها تطلق سراح ابني ,قال لها رئيس الدورية: ان حوريات البحر يا سيدتي في حالة عُرى كامل صيفا وشتاء ولذلك فأن الأساور والخواتم والساعات المطعمة بالماس لا تثيرهن ولا تعني لهن شيئا , ان رشوة حوريات البحر مهمة مستحيلة , قالت امي : ولكن ولدي لا يعرف شيئا عن الحب وعن الزواج , انه لا يزال تلميذا في الثانوية العامة اجابها رئيس الدورية وهو يخفي ابتسامة ماكرة : لا تقلقي . لا تقلقي يا سيدتي فسوف تعلمه حوريات البحر اسرار الحب تحت الماء الى ان يتخرج أميرالا في اكادمية البحر.
اترك تعليق:
-
-
نزار قباني طفلاً في عام 1935.
ولد في دمشق القديمة لعائلة ثريّة إذ كان والده تاجرًا دمشقيًا معروفًا،[3] وسوى ذلك من أنصار الكتلة الوطنية التي قارعت الانتداب الفرنسي.[4] وبحسب ما يقول في مذكراته، فقد ورث القباني من أبيه، ميله نحو الشعر كما ورث عن عمه أبو خليل القباني حبه للفن بمختلف أشكاله.[4] يقول في مذكراته أيضًا، أنه خلال طفولته كان يحبّ الرسم ولذلك "وجد نفسه بين الخامسة والثانية عشر من عمره غارقًا في بحر من الألوان"،[4] ومن ثم شُغف بالموسيقى، وتعلّم على يد أستاذ خاص العزف والتلحين على آلة العود، لكنّ الدراسة خصوصًا خلال المرحلة الثانوية، جعلته يعتكف عنها.
خلال طفولته انتحرت شقيقته، بعد أن أجبرها أهلها على الزواج من رجل لم تكن تحبّه، وهو ما ترك أثرًا عميقًا في نفسه، ولم يكشف عن القصة باكرًا بل قال أنها توفيت بمرض القلب، إلا أن كوليت خوري كشفت عكس ذلك،[5] وهو ما ثبت في مذكراته الخاصة أيضًا، إذى كتب: "إن الحبّ في العالم العربي سجين وأنا أريد تحريره". كما ارتبط بعلاقة خاصة مع والدته، التي لم تفطمه حتى بلغ السابعة وظلّت تطعمه بيدها حتى الثالثة عشر من عمره.[4]
عام 1939 كان نزار في رحلة بحريّة مع المدرسة إلى روما، حين كتب أول أبياته الشعريّة متغزلاً بالأمواج والأسماك التي تسبح فيها، وله من العمر حينها 16 عامًا، ويعتبر تاريخ 15 أغسطس 1939 تاريخًا لميلاد نزار الشعري، كما يقول متابعوه.[4] وفي عام 1941 التحق نزار بكلية الحقوق في جامعة دمشق، ونشر خلال دراسته الحقوق أولى دواوينه الشعريّة وهو ديوان "قالت لي السمراء" وقد قام بطبعه على نفقته الخاصة، وقد أثار موضوع ديوانه الأول، جدلاً في الأوساط التعليمية
شكراً لك أستاذي الغالي ربيع
على هذه الدراسة المستفيضة
لشاعر له بصمة، تقوى كلّ يوم أكثر ..
فهو بحقّ شاعر المرأة ، والوطن ،والإنسانيّة .
استمتعت جداً هنا ...وسأتابع باهتمامٍ إن شاء الله ، وربّما أستحضر بعض القصائد له .
حيّااااااااااك ربيعنا ..
اترك تعليق:
-
-
نستكمل معا بعض ما قيل عن نزار قباني
حياته و أشعاره ومواقفه
و كلها منقولة عن مواقع الشبكة
و من يحب الإضافة باجتهاده أهلا به !
شكرا
اترك تعليق:
-
-
نبذة حول الشاعر: نزار قباني
الاسم : نزار توفيق قباني
تاريخ الميلاد : 21 مارس 1923 .
محل الميلاد : حي مئذنة الشحم ..أحد أحياء دمشق القديمة .
حصل على البكالوريا من مدرسة الكلية العلمية الوطنية بدمشق ، ثم التحق بكلية الحقوق بالجامعة السورية وتخرّج فيها عام 1944 .
عمل فور تخرجه بالسلك الدبلوماسي بوزارة الخارجية السورية ، وتنقل في سفاراتها بين مدن عديدة ، خاصة القاهرة ولندن وبيروت ومدريد ، وبعد إتمام الوحدة بين مصر وسوريا عام 1959 ، تم تعيينه سكرتيراً ثانياً للجمهورية المتحدة في سفارتها بالصين .
وظل نزار متمسكاً بعمله الدبلوماسي حتى استقال منه عام 1966 .
طالب رجال الدين في سوريا بطرده من الخارجية وفصله من العمل الدبلوماسي في منتصف الخمسينات ، بعد نشر قصيدة الشهيرة " خبز وحشيش وقمر " التي أثارت ضده عاصفة شديدة وصلت إلى البرلمان .
كان يتقن اللغة الإنجليزية ، خاصة وأنه تعلّم تلك اللغة على أصولها ، عندما عمل سفيراً لسوريا في لندن بين عامي 1952- 1955.
الحالة الاجتماعية :
تزوّج مرتين .. الأولى من سورية تدعى " زهرة " وانجب منها " هدباء " وتوفيق " وزهراء .
وقد توفي توفيق بمرض القلب وعمره 17 سنة ، وكان طالباً بكلية الطب جامعة القاهرة .. ورثاه نزار بقصيدة شهيرة عنوانها " الأمير الخرافي توفيق قباني " وأوصى نزار بأن يدفن بجواره بعد موته .وأما ابنته هدباء فهي متزوجة الآن من طبيب في إحدى بلدان الخليج .
والمرة الثانية من " بلقيس الراوي ، العراقية .. التي قُتلت في انفجار السفارة العراقية ببيروت عام 1982 ، وترك رحيلها أثراً نفسياً سيئاً عند نزار ورثاها بقصيدة شهيرة تحمل اسمها ، حمّل الوطن العربي كله مسؤولية قتلها ..
ولنزار من بلقيس ولد اسمه عُمر وبنت اسمها زينب . وبعد وفاة بلقيس رفض نزار أن يتزوج .
وعاش سنوات حياته الأخيرة في شقة بالعاصمة الإنجليزية وحيداً .
قصته مع الشعر :
بدأ نزار يكتب الشعر وعمره 16 سنة ، وأصدر أول دواوينه " قالت لي السمراء " عام 1944 وكان طالبا بكلية الحقوق ، وطبعه على نفقته الخاصة .
له عدد كبير من دواوين الشعر ، تصل إلى 35 ديواناً ، كتبها على مدار ما يزيد على نصف قرن أهمها " طفولة نهد ، الرسم بالكلمات ، قصائد ، سامبا ، أنت لي " .
لنزار عدد كبير من الكتب النثرية أهمها : " قصتي مع الشعر ، ما هو الشعر ، 100 رسالة حب " .
أسس دار نشر لأعماله في بيروت تحمل اسم " منشورات نزار قباني " .
يقول عن نفسه : "ولدت في دمشق في آذار (مارس) 1923 بيت وسيع، كثير الماء والزهر، من منازل دمشق القديمة، والدي توفيق القباني، تاجر وجيه في حيه، عمل في الحركة الوطنية ووهب حياته وماله لها. تميز أبي بحساسية نادرة وبحبه للشعر ولكل ما هو جميل. ورث الحس الفني المرهف بدوره عن عمه أبي خليل القباني الشاعر والمؤلف والملحن والممثل وباذر أول بذرة في نهضة المسرح المصري.
امتازت طفولتي بحب عجيب للاكتشاف وتفكيك الأشياء وردها إلى أجزائها ومطاردة الأشكال النادرة وتحطيم الجميل من الألعاب بحثا عن المجهول الأجمل. عنيت في بداية حياتي بالرسم. فمن الخامسة إلى الثانية عشرة من عمري كنت أعيش في بحر من الألوان. أرسم على الأرض وعلى الجدران وألطخ كل ما تقع عليه يدي بحثا عن أشكال جديدة. ثم انتقلت بعدها إلى الموسيقى ولكن مشاكل الدراسة الثانوية أبعدتني عن هذه الهواية.
وكان الرسم والموسيقى عاملين مهمين في تهيئتي للمرحلة الثالثة وهي الشعر. في عام 1939، كنت في السادسة عشرة. توضح مصيري كشاعر حين كنت وأنا مبحر إلى إيطاليا في رحلة مدرسية. كتبت أول قصيدة في الحنين إلى بلادي وأذعتها من راديو روما. ثم عدت إلى استكمال دراسة الحقوق
تخرج نزار قباني 1923 دمشق - 1998 لندن في كلية الحقوق بدمشق 1944 ، ثم التحق بالعمل الدبلوماسي ، وتنقل خلاله بين القاهرة ، وأنقرة ، ولندن ، ومدريد ، وبكين ، ولندن.
وفي ربيع 1966 ، ترك نزار العمل الدبلوماسي وأسس في بيروت دارا للنشر تحمل اسمه ، وتفرغ للشعر. وكانت ثمرة مسيرته الشعرية إحدى وأربعين مجموعة شعرية ونثرية، كانت أولاها " قالت لي السمراء " 1944 ، وكانت آخر مجموعاته " أنا رجل واحد وأنت قبيلة من النساء " 1993 .
نقلت هزيمة 1967 شعر نزار قباني نقلة نوعية : من شعر الحب إلى شعر السياسة والرفض والمقاومة ؛ فكانت قصيدته " هوامش على دفتر النكسة " 1967 التي كانت نقدا ذاتيا جارحا للتقصير العربي ، مما آثار عليه غضب اليمين واليسار معا.
في الثلاثنين من أبريل/ نيسان 1999 يمر عام كامل على اختفاء واحد من أكبر شعراء العربية المعاصرين: نزار قباني.
وقد طبعت جميع دواوين نزار قباني ضمن مجلدات تحمل اسم ( المجموعة الكاملة لنزار قباني ) ، وقد أثار شعر نزار قباني الكثير من الآراء النقدية والإصلاحية حوله، لأنه كان يحمل كثيرا من الآراء التغريبية للمجتمع وبنية الثقافة ، وألفت حوله العديد من الدراسات والبحوث الأكاديمية وكتبت عنه كثير من المقالات النقدية .التعديل الأخير تم بواسطة ربيع عقب الباب; الساعة 18-11-2011, 14:05.
اترك تعليق:
-
-
نزار قباني: شاعر الحب والثورة
"لقد القيت القبض على الشعب العربى من المحيط إلى الخليج!" هكذا كان يقول الشاعر الراحل نزار قبانى عندما كان يسأل عن علاقته بجمهور الشعر فى العالم العربى وكان على حق "إذ أنه ولا شاعرا عربيا واحدا استطاع أن يصل إلى قلوب العرب مغربا ومشرقا، وبجميع فئاتهم الأغنياء كما الفقراء، النساء كما الرجال، الكبار كما الصغار، مثلما فعل هو.
ويعود ذلك بالأساس إلى أنه ابتكر لنفسه، ومنذ البداية لغة سهلة، بسيطة، سائلة، عذبة، تطير مثل فراشة جذلى لتحط على كل قلب. بالإضافة إلى ذلك، خاطب نزار قبانى الناس بما يفهمون، وخصص شعره لقضاياهم النفسية والعاطفية والاجتماعية والسياسية، وثار على التقاليد البالية، تلك التى تحط من قيمة المرأة بالخصوص. لذا أراد أن يكون صوتها، وصرختها المدوّية، ولسانها المكبوت. فكان شاعر المرأة والحب بامتياز:
"يقول عنى الأغبياء
إنى دخلت إلى مقاصير النساء..
وما خرجت
ويطالبون بنصب مشنقتي
لأنى عن شؤون حبيبتي..
شعرا كتبت
أنا لم أتاجر- مثل غيري- بالحشيش..
ولا سرقت ولا قتلت...".
ومفاخرا بأنه نقل الحبّ من الكهوف المعتمة إلى الهواء الطلق يقول نزار قباني:
"يا الهي..!
عندما نعشق ماذا يعترينا؟
ما الذى يحدث فى داخلنا...؟
ما الذى يكسر فينا..؟
كيف نرتدّ إلى طور الطفولة
كيف تغدو قطرة الماء محيطا
ويصير النخل أعلى
ومياه البحر أحلى
وتصير الشمس أسوارا من الماس ثمينا
حين نغدو عاشقينا".
بيت "مئذنة الفحم"
مع أوائل الربيع، وتحديدا يوم 21 مارس/آذار 1923 ولد نزار قبانى فى مدينة دمشق. وكان والده توفيق قباني، صاحب معمل للملبّس والسكاكر.
ويقول نزار قباني، بان بيت "مئذنة الفحم" حيث ولد كان بمثابة المفتاح إلى شعره، والمدخل الصحيح له. فقد كان هذا البيت الدمشقى العتيق شبيها بـ"قارورة عطر" وكانت "شجرة النارنج تحتضن ثمرها، والدالية حامل، والياسمينة ولدت الف قمر أبيض وعلقتهم على قضبان النوافذ وأسراب السنونو لا تصطاف إلا عندنا" كما يقول نزار قبانى فى كتابه البديع "قصتى مع الشعر". ويضيف قائلا: "لقد ترك بيتنا بصماته واضحة على شعري. تماما كما تركت غرناطة وقرطبة واشبيلية بصماتها على الشعر الأندلسي".
وفى عام 1945، نال شهادة الحقوق من الجامعة السورية غير أنه لم يمارس المحاماة.
وقد ساعدته اللغة الفرنسية التى تعلمها فى الثانوية على اكتشاف كبار الشعراء الفرنسيين خصوصا فيكتور هوجو وشارل بودلير وبول فرلين وبول فاليرى وأيضا كورناى وموسيه والكساندر دوماس.
وكان انتحار شقيقته "وصال" بالسم بسبب رفض العائلة تزويجها ممن تحب، حدثا قاسيا على الفتى نزار، بل لعله الحادث الذى حدد الهدف الأساسى لمسيرته الشعرية. وعن هذا الحادث الأليم، كتب نزار قبانى يقول فى "قصتى مع الشعر:
"صورة أختى الكبرى وصال وهى تموت من أجل الحب.. محفورة فى لحمي. لا أزال أذكر وجهها الملائكي، وقسماتها النورانية، وابتسامتها الجميلة وهى تموت.. كانت فى ميتتها أجمل من رابعة العدوية... وأروع من كليوباترا المصرية".
ويضيف نزار قبانى قائلا:
"هل كان موت أختى فى سبيل الحب أحد العوامل النفسية التى جعلتنى أتوفر لشعر الحب بكل طاقاتي، وأهبه أجمل كلماتي؟ هل كانت كتاباتى عن الحب، تعويضا لما حرمت منه أختى أو انتقاما لها من مجتمع يرفض الحب، ويطارده بالفؤوس والبنادق؟ اننى لا أؤكد هذا العامل النفسي، ولا أنفيه ولكننى متأكد من أن مصرع أختى العاشقة، كسر شيئا فى داخلي.. وترك على سطح بحيرة طفولتى أكثر من دائرة.. وأكثر من اشارة استفهام".
شاعر الحب والمرأة بامتياز
وفى عام 1944، صدرت مجموعة نزار قبانى الشعرية الأولى وكانت بعنوان: "قالت لى السمراء". وقد أثارت هذه المجموعة حال صدورها موجة عارمة من السخط، وطالب المتزمتون بمحاكمته بسبب قصيدة عنوانها "نهداك" كانت ضمن القصائد التى احتوتها المجموعة المذكورة، فى هذه القصيدة يقول نزار قباني:
"سمراء صبى نهدك الأسمر فى دنيا فمي
نهداك نبعا لذة حمراء تشعل لى دمي
صنمان عاجيان.. قد ماجا ببحر مضرم
صنمان! إنى أعبد الأصنام رغم تأثمي".
ومنذ ذلك الحين، اصبح نزار قبانى شاعر الحب والمرأة بامتياز غير أنه كان يرفض أن يوضع فى زجاجة الحب ويختم عليه بالشمع الأحمر ذلك أن مثل هذا الأمر تحديد ساذج للحب وتحديد ساذج للشاعر أيضا إذ أن الذى يحب المرأة فى نظره يحب وطنا، والذى يحب وجها جميلا، يحب العالم. أما البلاد العربية حسب رأيه فلا ترى الحب إلا من ثقب الابرة ولا تراه إلا من خلال جغرافية جسد المرأة وهو يقول موضحا موقفه من الحب:
"الحب عندى عناق للكون، وعناق للانسان، والوطن قد يصبح فى مرحلة من المراحل عشيقة أجمل من كل العشيقات، وأغلى من كل العشيقات".
وعن موقفه من المرأة، يقول نزار قباني:
"إنى أربط قضية تحرير المرأة بحرب التحرير الاجتماعية التى يخوضها العالم العربى اليوم. إنى أكتب اليوم لانقاذها من أضراس الخليفة وأظافر رجال القبيلة. إننى أريد أن أنهى حالة المرأة الوليمة، أو المرأة "المنسف" وأحررها من سيرة عنترة وأبى زيد الهلالي".
غير أن نزار قبانى يرى أنه ليس الرجل هو الذى يحرر المرأة، وإنما المرأة هى التى تحرر الرجل. وها هو يقول فى ذلك:
يا امرأة تتمنّى أن أحرّرها/فى حين أبحث عن أنثى تحررني
وقد عمل نزار قبانى فى السلك الديبلوماسى ابتداء من العام 1945.
وتنقل من القاهرة إلى لندن إلى بيكين ومدريد حيث وقف على أمجاد عرب الاندلس واستوحى من ذلك العديد من قصائده. وفى عام 1948، صدرت مجموعته الشعرية الثانية، وكانت بعنوان: "طفولة نهد". وفى احدى قصائد هذه المجموعة يقول نزار قباني:
"وجلست فى ركن ركين
تتسرّحين
وتنقّطين العطر من قارورة وتدمدمين
لحنا فرنسى الرنين
لحنا كأيامى حزين
قدماك فى الخف المقصب
جدولان من الحنين
وقصدت دولاب الملابس
تقلعين.. وترتدين
وطلبت أن أختار ماذا تلبسين
أفلى اذن..؟
أفلى أنا تتجمّلين...؟".
ولكن، بعد حين يكتشف الشاعر أن تلك المرأة الجميلة تتجمل لسواه وليس له كما ظن أول الأمر، فيقول ملتاعا:
"وبدأت أكتشف اليقين
وعرفت أنك للسوى تتجملين
وله ترشين العطور
وتقلعين
وترتدين
ولمحت طوق الياسمين
فى الأرض مكتوم الأنين
كالجثة البيضاء..
تدفعه جموع الراقصين
ويهم فارسك الجميل بأخذه
فتمانعين..
وتقهقهين..
"لا شيء يستدعى انحناءك..
ذاك طوق الياسمين.."
أنور المعداوى والأضواء الأولى
وفى "قصتى مع الشعر" يقول نزار قبانى بأن صديقه أنور المعداوى كان له الفضل الكبير فى القاء الأضواء الأولى على شعره. وقد تحمّس أنور السعداوى لديوان "طفولة نهد" الذى صدر فى القاهرة، وأقنع الأستاذ أحمد حسن الزيات صاحب مجلة "الرسالة" المصرية بنشر مقال حول هذا الديوان.
غير أنّ أحمد حسن الزيات ذبح ديوان "طفولة نهد" من الوريد إلى الوريد كما يقول نزار قبانى ذلك أنه ارضاء للمحافظين والمتزمتين من قراء مجلة "الرسالة"، غيّر اسم الديوان من "طفولة نهد" إلى "طفولة نهر". بعد هذا الديوان، أصبح نزار قبانى معروفا لا فى بلاده سوريا فقط وإنما فى العديد من البلدان العربية الأخرى.
وكان واضحا للنقاد ولأحباء الشعر أنه استطاع من خلال الديوانين المذكورين أن ينحت لنفسه لغة خاصة، سماها "اللغة الثالثة"، وفى "قصتى مع الشعر" هو يحدد صفات هذه اللغة الجديدة قائلا:
"لن يصل بى الغرور إلى الحد الذى أزعم فيه أننى "اخترعت" لغة.. فاللغة ليست أرنبا يخرج من قبعة الحاوي، ولكننى اسمح لنفسى بأن أقول أننى طرحت فى التداول لغة موجودة على شفاه الناس، ولكنهم كانوا يخافون التعامل بها."
الشعر يتخلى عن ارستقراطيته
ويضيف نزار قبانى قائلا:
"كانت لغة الشعر متعالية، بروقراطية، بروتوكولية، لا تصافح الناس إلا بالقفازات البيضاء ولا تستقبلهم إلا بالقبة المنشأة وربطة العنق الداكنة.. وكل ما فعلته أننى أقنعت الشعر بأن يتخلى عن ارستقراطيته ويلبس القمصان الصيفية المشجرة، وينزل إلى الشارع ليلعب مع أولاد الحارة.. ويضحك معهم، ويبكى معهم.. وبكلمة واحدة، رفعت الكلفة بينى وبين لغة "لسان العرب" و"محيط المحيط" وأقنعتها بأن تجلس مع الناس فى المقاهي، والحدائق العامة، وتتصادق مع الأطفال، والتلاميذ، والعمال، والفلاحين، وتقرأ الصحف اليومية، حتى لا تنسى الكلام.."
غير أن انشغال نزار قبانى بالمرأة وبالحب، لم يلهه عن القضايا الاجتماعية والسياسية التى يواجهها العالم العربي. وكان يرى أن الشاعر هو صوت شعبه، وسوطه أيضا فإذا ما انتقده وعرّاه فليس ذلك بهدف الكشف عن عوراته ومساوئه، وإنما لكى يحثّه على النهوض والسير إلى الأمام بدلا من الخنوع والاستكانة والاستسلام لمرض فقدان المناعة. ومحددا رسالة الشعر، يقول نزار قباني:
طالشعر ليس حمامات نطيّرها
نحو السماء ولا نايا وريح صبا
لكنه غضب طالت أظافره
ما أجبن الشعر إن لم يركب الغضبا".
وفى قصيدة أخرى، يقول ساخرا من الوضع الذى عليه الشعر والشاعر فى العالم العربي:
"الشعر لدينا درويش
يترنّح فى حلقات الذكر
والشاعر يعمل حوذيا لأمير القصر
الشاعر مخصى الشفتين فى هذا العصر
يمسح للحاكم معطفه
ويصبّ له اقداح الخمر
الشاعر مخصى الكلمات
وما اشقى خصيان الفكر".
وفى قصيدة أخرى، يقول ساخطا على نفسه كشاعر مجبر على الطاعة والخنوع أمام الحاكم الطاغية والمستبد:
"أمارس الركوع والسجود
أمارس القيام والقعود
أمارس التشخيص خلف حضرة الامام
وهكذا يا سادتى الكرام
أدور كالحبة فى مسبحة الامام
لا عقل لي.. لا رأس.. لا أقدام".
وكانت قصيدة "خبز وحشيش وقمر" من أشهر قصائد نزار قبانى السياسية، وأنجحها فنيا، وفيها وصف دقيق لحالة الخمول التى يعيشها العرب حكاما ومحكومين، نخبا وأناسا عاديين، وفى هذه القصيدة البديعة، يقول نزار قباني:
"أى ضعف وانحلال..
يتولاّنا إذا الضوء تدفق
فالسجاجيد.. وآلاف السلال..
وقداح الشاي.. والأطفال.. تحتل التلال فى بلادي
حيث يبكى الساذجون..
ويعيشون على الضوء الذى لا يبصرون..
فى بلادي
حيث يحيا الناس من دون عيون..
حيث يبكى الساذجون..
ويصلّون
ويزنون
ويحيون اتكال..
منذ أن كانوا يعيشون اتكال..
وينادون الهلال:
"يا هلال..
أيها النبع الذى يمطر ماس
وحشيشا ونعاس..
أيها الرب الرخامى المعلق
أيها الشيء الذى ليس يصدق"
دمت للشرق.. لنا
عنقود ماس
للملايين التى قد عطلت فيها الحواس".
"هوامش على دفتر النكسة".. والشهرة
واثر هزيمة حرب حزيران 1967، نظم قصيدة حملت عنوان: "هوامش على دفتر النكسة" كانت مفصلا جديدا فى مسيرته الشعرية. وفى هذه القصيدة التى جعلت منه الشاعر الأشهر فى العالم العربى من المحيط إلى الخليج، يقول نزار قباني:
"أنعى لكم يا أصدقائي، اللغة القديمة
والكتب القديمة
أنعى لكم..
كلامنا المثقوب، كالأحذية القديمة
ومفردات العهر، والهجاء، والشتيمه
أنعى لكم.. أنعى لكم
نهاية الفكر الذى قاد إلى الهزيمهْ..".
ثم يصرخ قائلا:
"يا وطنى الحزين
حوّلتنى بلحظة
من شاعر يكتب شعر الحب والحنين
لشاعر يكتب بالسكين"
صورة الوطن.. "بناء سمفوني"
وردا على أولئك الذين شككوا فى صدق وطنيته، ونعتوه فى يوم من الأيام بـ"الشاعر الفاجر" كتب نزار قبانى يقول:
"إن مفهومى للوطن والوطنية مفهوم تركيبى وبانورامي، وصورة الوطن عندى تتألف كالبناء السمفونى من ملايين الأشياء، ابتداء من حبة المطر إلى ورقة الشجر، إلى رغيف الخبز، إلى مزراب الماء، إلى مكاتيب الحب، إلى رائحة الكتب، إلى طيارات الورق، إلى حوار الصراصير الليلية، إلى المشط المسافر فى شعر حبيبتي، إلى سجادة صلاة أمي، إلى الزمن المحفور على جبين أبي.. من هذه الشرفة الواسعة أرى الوطن، واحتضنه وأتوحد معه. فالكتابة عن الوطن ليست موعظة، ولا خطبة، ولا افتتاحية جريدة يومية تتحدث بطريقة دراماتيكية عن خيوله، وبيارقه، وفرسانه، وأعدائه، الذين "نضجت جلودهم قبل نضج التين والعنب" وعن بطولات أمير المؤمنين الذى يمد رجليه فوق "جفن الردى وهو نائم" "..".
من هذه الزاوية المنفتحة على الانسان من الخارج والداخل، اسمح لنفسى أن أقول بصوت عال: إن شعرى كله ابتداء من أول فاصلة حتى آخر نقطة فيه، وبصرف النظر عن المواد الأولية التى تشكله، والبشر الذين يملؤونه من رجال ونساء والتجربة التى تضيئه سواء كانت تجربة عاطفية أو سياسية.. هو شعر وطني"
ويفجر موت الرئيس المصرى جمال عبد الناصر، حزن نزار قباني، فيكتب فى رثائه، أربع قصائد واصفا إياه بـ"الهرم الرابع"، وفى احدى هذه القصائد هو يقول:
"قتلناك يا آخر الأنبياء
قتلناك
ليس جديدا علينا
اغتيال الصحابة والأولياء
فكم من رسول قتلنا
وكم من أمام ذبحناه وهو يصلى صلاة العشاء
فتاريخنا كله محنة
وأيامنا كلها كربلاء".
وفى نفس القصيدة، وبنفس النغم الساخط الحزين، يضيف نزار قبانى قائلا:
"قتلناك يا جبل الكبرياء
وآخر قنديل زيت
يضيء لنا فى ليالى الشتاء
لماذا قبلت المجيء إلينا؟
فمثلك كان كثيرا علينا
فليتك فى أرضنا ما ظهرت
وليتك كنت نبى سوانا".
لكن سرعان ما يستدرك نزار قبانى ليقول بأن البطل لا يموت، وأن الأمل باق، وأن يوم الحرية لابد آت. وها هو يقول:
"مازال هنا عبد الناصر
فى طمى النيل وزهر القطن
وفى أطواق الفلاحات
فى فرح الشعب
وحزن الشعب
وفى الأمثال وفى الكلمات
ما يزال هنا عبد الناصر
من قال الهرم الرابع مات؟".
من شعر الحب إلى شعر السياسة
ومعبّرا عن هذا التحول من شعر الحب إلى شعر السياسة، قال نزار قبانى فى أحد الحوارات التى أجريت معه بان هذا التحول ليس تجارة رابحة مطلقا، فالنوم فى عيون النساء حسب رأيه أكثر طمأنينة من النوم بين الأسلاك الشائكة، وتجارة العطر أربح من تجارة الخل، غير أن هذا التحول كان نتيجة هزة داخلية، كسرت كل ألواح الزجاج فى نفسه.. دفعة واحدة، ومن نثارات الزجاج التى خلفتها هزيمة حزيران المرة على أرض حواسه صرخ بصوت آخر.
ويضيف نزار قبانى قائلا:
"وأريد أن أؤكد أن شعرى السياسى علقنى على أكثر من صليب، وأكثر من حبل مشنقة، إن نصف الأنظمة العربية تقف من شعرى السياسي، موقف العداء والرفض، وتمنع كتبى من الدخول إلى أراضيها. فى حين أنها كانت تدللنى كشاعر حب وتفتح ذراعيها. وقد كان بامكانى أن أتبع مبدأ التقية كما يفعل الباطنيون والجبناء، ولكنى اخترت أن أموت على الطريقة البوذية حرقا، لأننى أؤمن أن الكتابة نوع من الشهادة، وأن الشاعر الحقيقى هو الذى يذبح بسيف كلماته، كما فعل سقراط والحلاج. إننى شاعر اختار المسير دائما على حد الخنجر، وأظن أن النوم على حد الخنجر ليس نوما مريحا، ولا مرغوبا فيه".
فى المرحلة الأخيرة من حياته، ظل نزار قبانى مشدودا إلى الموضوعين الأساسيين اللذين ارتبطا بمسيرته الشعرية على مدى خمسين عاما، أى الحب والسياسة. وفى ديوانه "خمسون عاما فى مديح النساء"، يقول فى قصيدة حملت عنوان: "1994":
"عندما صمّمت أن أجعلك حبيبتي
لم أكن ديمقراطيا – كما ادّعي-
ولا حضاريا – كما ادعي-
ولا مثقفا – كما ادعى-
وانما كنت رجلا يحمل فوق جلده
وشم القبائل الافريقية
وميراث الف عام من البداوة
اننى لا أؤمن بالحب
عن طريق البرلمانات
ومجالس الشورى
والاستفتاءات الشعبية
ولا يمكننى أن أحب امرأة بالمراسلة
أو بالطرق البيروقراطية
فأنا الذى أقرر من تكون حبيبتي
وأنا الذى ارسم تقاطيعها كما أريد
وأطيل شعرها.. كما أريد
وأدوزن خصرها.. كما أريد
وأهندس نهدها بالحجم الذى أريد".
وفى قصيدة سياسية حملت عنوان: "متى يعلنون وفاة العرب" يقول نزار قبانى وقد امتلأت نفسه غما على ما أصاب العرب من هزائم عبر القرن العشرين:
"إذا أعلنوا ذات يوم وفاة العرب
ففى أى مقبرة يدفنون
ومن سوف يبكى عليهم؟
وليس لديهم بنات.. وليس لديهم بنون
وليس هنالك حزن
وليس هنالك من يحزنون؟".
السخرية من الكارهين للحرية
وساخرا من العرب الكارهين للحرية، هو يقول:
"يختلف العرب على رؤية هلال رمضان.. وعلى عدد أيام شهر الصوم.. وعلى اطلاق مدافع العيد.. ولكنهم متفقون على توقيت واحد.. لاطلاق نار مدافعهم على هلال الحرية". وقبل أن يتوفاه الأجل ازداد تشاؤم نزار قبانى من العرب وأوضاعهم، وبدا وكأنه لم يعد يرى فى الأفق أى بارقة أمل، وهو يكتب أبياتا حزينة تبدو كما لو أنه وصيته:
"يا أحبائى وراء البحر
هل يوجد وقت عندكم للشعر؟
هل من اذن عاشقة تسمعني؟
هل لديكم خبر عن كبرياء المتنبي؟
وغرور المتنبي
وطموح المتنبي
أم نسيتم يا ترى هذا المليك الأعظما
رحم الله كلاما عربيا
لم نعد نشبهه، لم يعد يشبهنا
أيها السادة: إنى مستقيل
من صراخى واحتجاجى وجنوني
مستقيل من فمي، حتى،
ومن لون عيوني.
فاعذروني
لم أعد أؤمن أن الشعر ديوان العرب
عندما يصدر مرسوم
بمحو الشعر من ذاكرة الناس
فماذا سوف يبقى للعرب؟".
اترك تعليق:
-
-
نزار قباني ( مقدمة لموضوع كبير )
حياته المبكرة
نزار قباني طفلاً في عام 1935.
ولد في دمشق القديمة لعائلة ثريّة إذ كان والده تاجرًا دمشقيًا معروفًا،[3] وسوى ذلك من أنصار الكتلة الوطنية التي قارعت الانتداب الفرنسي.[4] وبحسب ما يقول في مذكراته، فقد ورث القباني من أبيه، ميله نحو الشعر كما ورث عن عمه أبو خليل القباني حبه للفن بمختلف أشكاله.[4] يقول في مذكراته أيضًا، أنه خلال طفولته كان يحبّ الرسم ولذلك "وجد نفسه بين الخامسة والثانية عشر من عمره غارقًا في بحر من الألوان"،[4] ومن ثم شُغف بالموسيقى، وتعلّم على يد أستاذ خاص العزف والتلحين على آلة العود، لكنّ الدراسة خصوصًا خلال المرحلة الثانوية، جعلته يعتكف عنها.
خلال طفولته انتحرت شقيقته، بعد أن أجبرها أهلها على الزواج من رجل لم تكن تحبّه، وهو ما ترك أثرًا عميقًا في نفسه، ولم يكشف عن القصة باكرًا بل قال أنها توفيت بمرض القلب، إلا أن كوليت خوري كشفت عكس ذلك،[5] وهو ما ثبت في مذكراته الخاصة أيضًا، إذى كتب: "إن الحبّ في العالم العربي سجين وأنا أريد تحريره". كما ارتبط بعلاقة خاصة مع والدته، التي لم تفطمه حتى بلغ السابعة وظلّت تطعمه بيدها حتى الثالثة عشر من عمره.[4]
عام 1939 كان نزار في رحلة بحريّة مع المدرسة إلى روما، حين كتب أول أبياته الشعريّة متغزلاً بالأمواج والأسماك التي تسبح فيها، وله من العمر حينها 16 عامًا، ويعتبر تاريخ 15 أغسطس 1939 تاريخًا لميلاد نزار الشعري، كما يقول متابعوه.[4] وفي عام 1941 التحق نزار بكلية الحقوق في جامعة دمشق، ونشر خلال دراسته الحقوق أولى دواوينه الشعريّة وهو ديوان "قالت لي السمراء" وقد قام بطبعه على نفقته الخاصة، وقد أثار موضوع ديوانه الأول، جدلاً في الأوساط التعليمية في الجامعة:[4]
ومنذ ديوانه الأول، أثار هذا الصوت المختلف جدلاً عنيفًا، وصفه نزار فيما بعد فقال "لقد هاجموني بشراسة وحش مطعون، وكان لحمي يومئذ طريًا".
العمل الدبلوماسي
نزار قباني عام 1944 وهو العام الذي أصدر به ديوانه الأول "قالت لي السمراء".
تخرج نزار عام 1945 والتحق بوازرة الخارجية السوريّة، وفي العام نفسه عيّن في السفارة السوريّة في القاهرة وله من العمر 22 عامًا.[6] كانت القاهرة حينذاك، تشهد ذروة ثقافية وصحفيّة، وفيها طبع نزار ثالث دواوينه "طفولة نهد"، الذي لم يكن جريئًا في عنوانه فحسب بل في لغته الشعريّة التي لم تكن مألوفة في ذاك الوقت. ديوان "طفولة نهد" اجتذب ناقدين كبار لمناقشته والرد عليه، من أمثال توفيق الحكيم وكامل الشناوي وأنور المعداوي،[4] وبينما تحمّس له المجددين فقد أثار الديوان حفيظة المحافظين والتقليديين حتى أنّ حسن الزيات أسماه في معرض نقده "طفولة نهر".[4] لكن الديوان بشكل عام، شكل انطلاقة له في الأوساط الثقافية المصريّة حتى بات أحد رموزها. ولما كان العمل الدبلوماسي من شروطه التنقل لا الاستقرار، فلم تطل إقامة نزار في القاهرة، فانتقل منها إلى عواصم أخرى مختلفة، فعمل في السفارات السوريّة في أنقرة ولندن (1952 - 1955) ومدريد (1955 - 1959) وبكين (1959 - 1961) وبيروت حتى استقال عام 1966، ليتفرغ للعمل الأدبي.[6]
الأعمال الأدبية
انتقل بعدها إلى بيروت حيث أسس دار نشر خاصة تحت اسم «منشورات نزار قباني»، وبدأ أولاً بكتابة الشعر العمودي ثم انتقل إلى شعرالتفعيلة، وساهم في تطوير الشعر العربي الحديث إلى حد كبير. تناولت كثير من قصائده قضية حرية المرأة، إذ تناولت دواوينه الأربعة الأولى قصائد رومانسية. وكان ديوان قصائد من «نزار قباني» الصادر عام 1956 نقطة تحول في شعر نزار، حيث تضمن هذا الديوان قصيدة «خبز وحشيش وقمر» التي انتقدت بشكل لاذع خمول المجتمع العربي.
تميز قباني أيضاً بنقده السياسي القوي، ومن أشهر قصائده السياسية «هوامش على دفتر النكسة» عام 1967 التي تناولت هزيمة العرب في حرب 1967. ومن أهم أعماله الأخرى «حبيبتي» 1961، و«الرسم بالكلمات» 1966، «وقصائد حب عربية» 1993. وفي حوار أجراه مع الشاعر المذيع سفيان جبر لتلفزيون الشارقة عام 1993 بعتبر نزار قباني أن شعره السياسي أهم من شعره العاطفي، بل ويعتبر نثره أهم من شعره.
الذكرى والانتقاد
قال النقاد عن نزار أنه "مدرسة شعرية" و"حالة اجتماعية وظاهرة ثقافية" وأسماه حسين بن حمزة "رئيس جمهورية الشعر".[7] كما لقبّه "أحد آباء القصيدة اليومية": إذ قرّب الشعر من عامة الناس.[7] الأديب المصري أحمد عبد المعطي حجازي وصف نزار بكونه "شاعر حقيقي له لغته الخاصة، إلى جانب كونه جريئًا في لغته واختيار موضوعاته"، لكنه انتقد هذه الجرأة "التي وصلت في المرحلة الأخيرة من قصائده "لما يشبه السباب".[8] الشاعر علي منصور قال أن نزار قد حفر اسمه في الذاكرة الجماعيّة وأنه شكل حالة لدى الجمهور "حتى يمكن اعتباره عمر بن أبي ربيعة في العصر الحديث".[8] وعن شعره السياسي قال حسين بن حمزة: " أذاق العرب صنوفًا من التقريظ جامعًا بين جلد الذات وجلد الحكام، في طريقة ناجعة للتنفيس عن الغضب والألم".[7]
له أيضًا دور بارز في تحديث مواضيع الشعر العربي "إذ ترأس طقوس الندب السياسي واللقاء الأول مع المحرمات"،[9] وكذلك لغته "إذ كان نزار مع الحداثة الشعرية، وكتب بلغة أقرب إلى الصحافة تصدم المتعوّد على المجازات الذهنية الكبرى. وقد ألقت حداثته بظلال كثيفة على كل من كتب الشعر، وذلك لكون قصائد نزار سريعة الانتشار".[9]
من ناحية ثانية، كانت قصيدته «خبز وحشيش وقمر» سببًا بجدال ضخم انتشر في دمشق ووصل حتى قبة البرلمان، نتيجة اعتراض بعض رجال الدين عليه ومطالبتهم بقتله،[10] فما كان منه إلا أن أعاد نشرها خارج سوريا، وقبل ذلك عام 1946 كتب الشيخ رفاعة الطهطاوي في القاهرة عام 1946، مقالة جاء فيها: "كلامه مطبوع على صفة الشعر، لكنه يشمل على ما يكون بين الفاسق والقارح والبغي المتمرسة الوقحة"،[10] وقال أيضًا: "في الكتاب تجديد في بحور العروض، يختلط فيه البحر البسيط والبحر الأبيض المتوسط، وتجديد في وقاعد النحو لأن الناس ملّوا رفع الفاعل ونصب المفعول".[10] رغم ذلك فقد قررت محافظة دمشق تسمية الشارع الذي ولد فيه على اسمه، وقد قال نزار إثر قرار المحافظة:[10]
هذا الشارع الذي أهدته دمشق إليّ، هو هدية العمر وهو أجمل بيت أمتلكه على تراب الجنّة. تذكروا أنني كنت يومًا ولدًا من أولاد هذا الشارع لعبت فوق حجارته وقطفت أزهاره، وبللت أصابعي بماء نوافيره.
في عام 2008 ولمناسبة الذكرى الخامسة والثمانين لمولده، وتزامنًا مع احتفالية دمشق "عاصمة الثقافة العربية" واليوم العالمي للشعر، طاف محبّو الشارع وشخصيات من المجتمع المدني وألقوا في الشوارع والساحات قصائد له "عن عشق دمشق"،[10] كما قامت الأمانة العامة للاحتفالية بطبع كتاب تذكاري يؤرخ عنه بعنوان «نزار قباني" قنديل أخضر على باب دمشق» وهو من تاليف خالد حسين.[10] كذلك تستعد وزارة الثقافة السورية لإعداد متحف خاص عنه، كما قامت شركة الشرق السوريّة بإنتاج مسلسل تلفزيوني عنه.[11]
نزار والشعر
بدأ نزار بكتابة الشعر وعمره 16 عام، وأصدر أول دواوينه قالت لي السمراء عام 1944 ب دمشق حين كان طالباً بكلية الحقوق، وطبعه على نفقته الخاصة. لنزار عدد كبير من الدواوين، تصل إلى 35 ديواناً، كتبها على مدار ما يزيد على نصف قرن أهمها طفولة نهد، الرسم بالكلمات، قصائد ، سامبا، أنت لي وعدد من الكتب النثرية أهمها : قصتي مع الشعر، ما هو الشعر ، 100 رسالة حب.
- يعتبر كتاب قصتي مع الشعر السيرة الذاتية لنزار قباني.. حيث كان رافضا مطلق الرفض ان تكتب سيرته على يد أحد سواه !
- طبعت جميع دواوين نزار قباني ضمن مجلدات تحمل اسم المجموعة الكاملة لنزار قباني.
خبز وحشيش وقمر
- قصيدة " خبز وحشيش وقمر " التي أثارت رجال الدين في سوريا ضده، وطالبوا بطرده من السلك الدبلوماسي، وانتقلت المعركة إلى البرلمان السوري وكان أول شاعر تناقش قصائده في البرلمان.
عندما يُولدُ في الشرقِ القَمرْ فالسطوحُ البيضُ تغفو...تحتَ أكداسِ الزَّهرْيتركُ الناسُ الحوانيتَ.. ويمضونَ زُمرْلملاقاةِ القمرْ..
هوامش على دفتر النكسة
- قصيدة هوامش على دفتر النكسة.. أثارت عاصفة شديدة في العالم العربي، وأحدثت جدلاً كبيراً بين المثقفين العرب.. ولعنف القصيدة صدر قرار بمنع إذاعة أغاني نزار وأشعاره في الإذاعة والتلفزيون.
إذا خسرنا الحربَ لا غرابهْ لأننا ندخُلها..بكلِّ ما يملكُ الشرقيُّ من مواهبِ الخطابهْبالعنترياتِ التي ما قتلت ذبابهْلأننا ندخلها..بمنطقِ الطبلةِ والربابهْ
حرب تشرين
- في عام 1974 مـ كتب نزار قصيدته الشهير التي يتفاخر فيها بالنصر وحبه لدمشق.
شمس غرناطةَ أطلت علينا..... بعد يأس وزغردت ميسلون يا دمشق البسي دموعي سواراً.....وتمنّي.. فكلُّ شيء يهونُوضعي طَرحَةَ العروس لأجلي.....إنَّ مَهْرَ المُناضلات ثمينُنحنُ عكا ونحنُ كرمل حيفا.....وجبال الجليل.. واللطرونُكل ليمونة ستنجب طفلاً.....ومحالٌ أن ينتهي الليمونُ
بلقيس
- عندما قتلت بلقيس حمّل نزار الوطن العربي كله مسؤولية قتلها.
:سأقول في التحقيق.. اني قد عرفت القاتلين.. بلقيس..يافرسي الجميلة..إنني من كل تاريخي خجولهذي بلاد يقتلون بها الخيول..سأقول في التحقيق:كيف أميرتي اغتصبت..وكيف تقاسموا الشعر الذي يجري كأنهار الذهبسأقول كيف استنزفوا دمها..وكيف استملكوا فمها..فما تركوا به ورداولا تركوا به عنبا..هل موت بلقيس..هو النصر الوحيد في تاريخ كل العرب؟"
- في عام 1990 صدر قرار من وزارة التربية والتعليم المصرية بحذف قصيدته "عند الجدار" من مناهج الدراسة بالصف الأول الإعدادي لما تتضمنه من معاني غير لائقة. وقد أثار القرار ضجة في حينها واعترض عليه كثير من الشعراء.
[عدل] شعره الغنائي
- على مدى 50 عاماً كان أهم المطربين العرب يتسابقون للحصول على قصائد نزار قباني. ومنهم:
- أم كلثوم : غنت له أغنيتين : أصبح عندي الآن بندقية، رسالة عاجلة إليك.. من ألحان محمد عبد الوهاب.
- عبد الحليم حافظ أغنيتين أيضاً هما : رسالة من تحت الماء، وقارئة الفنجان من ألحان محمد الموجي.
- نجاة الصغيرة :5 أغان أيضاً، ماذا أقول له، متى ستعرف كم أهواك، أسألك الرحيلا,.سيد الكلمات وأيظن.القصائد لحنها عبد الوهاب.
- فايزة أحمد : قصيدة واحدة هي : رسالة من امرأة من ألحان محمد سلطان.
- فيروز : غنت له " وشاية " لا تسألوني ما اسمه حبيبي " من ألحان عاصي رحباني.
- ماجدة الرومي :بيروت ست الدنيا وكلمات ومع جريدة وأحبك جدا وطوق الياسمين.
- طلال مداح : متى ستعرف كم أهواك، جاءت تمشي بستحياء والخوف يطاردها، لحن طلال مداح.
- كاظم الساهر : الكثير من القصائد : إني خيّرتك فاختاري'، زيديني عشقاً ، علّمني حبك، مدرسة الحب، قولي أحبك، أكرهها، أشهد، هل عندك شك"تقولين الهوى""الرسم بالكلمات""كبري عقلك""اجلس في المقهى" و"الحب المستحيل" ,"يدك ", "واني احبك " ,"مدرسة الحب "، " مع بغدادية "، " صباحك سكر "، " حبيبتي والمطر"،
- أصالة : غنت له قصيدة إغضب,القصيدة الدمشقية.
- عاصي الحلاني : غنى له قصيدة القرار.
- لطيفة التونسية : غنت له قصيدة ياقدس وتلوموني الدنيا".
- إلهام المدفعي :بغداد.
في الشعر
- (1944) قالت لي السمراء
- (1948) طفولة نهد
- (1949) سامبا
- (1950) أنت لي
- (1956) قصائد
- (1961) حبيبتي
- (1966) الرسم بالكلمات
- (1968) يوميات امرأة لا مبالية
- (1970) قصائد متوحشة
- (1970) كتاب الحب
- (1970) مئة رسالة حب
- (1972) أشعار خارجة على القانون
- (1978) أحبك أحبك والبقية تأتي
- (1978) إلى بيروت الأنثى مع حبي
- (1978) كل عام وأنت حبيبتي
- (1979) أشهد أن لا امرأة إلا أنت
- (1979) اليوميات السرية لبهية المصرية
- (1981) هكذا أكتب تاريخ النساء
- (1981) قاموس العاشقين
- (1982) قصيدة بلقيس
- (1985) الحب لا يقف على الضوء الأحمر
- (1985) أشعار مجنونة
- (1986) قصائد مغضوب عليها
- (1987) سيبقى الحب سيدي
- (1988) ثلاثية أطفال الحجارة
- (1988) الأوراق السرية لعاشق قرمطي
- (1988) السيرة الذاتية لسياف عربي
- (1988) تزوجتك أيتها الحرية
- (1989) الكبريت في يدي ودويلاتكم من ورق
- (1989) لا غالب إلا الحب
- (1991) هل تسمعين صهيل أحزاني ؟
- (1991) هوامش على الهوامش
- (1992) أنا رجل واحد وأنت قبيلة من النساء
- (1994) خمسون عاما في مديح النساء
- (1995) تنويعات نزارية على مقام العشق
- (1998) أبجدية الياسمين
[عدل] في النثر
- قصتي مع الشعر.
- ما هو ؟
- والكلمات تعرف الغضب.
- عن الشعر والجنس والثورة.
- الشعر قنديل أخضر.
- العصافير لا تطلب تأشيرة دخول.
- لعبت بإتقان وها هي مفاتيحي.
- المرأة في شعري وفي حياتي.
- بيروت حرية لا تشيخ.
- الكتابة عمل انقلابي.
- شيء من النثر.
في المسرح
- مسرحية جمهورية جنونستان.. لبنان سابقا (1977).
اترك تعليق:
-
المشاركة الأصلية بواسطة إيمان الدرع مشاهدة المشاركةـــ الغرفة 208 ـــ
لمحت خلف الباب وميض برقٍ يرعد، في قلب امرأةٍ ،أسندتْ ظهرها إلى مخدّات الوجع..
تضع يداً على بطنها النازف ، والأخرى على طفلةٍ حديثة الولادة ، ملفوفة بقماشةٍ بائسة الرائحة قيل: إنها الخامسة ...
تخبّئها من صفعات العيون ، وركلات الأفواه .
الحماة تتنهّد بحرقةٍ ، وزفرات الأب تحرق نبضهاالضعيف ،من سوء مابُشّر به ..
والنسوة يتقاطرن إليها، كمجلسٍ للعزاء ، والمواساة ، يبحثن عن تسكين ساذجٍ لأنّاتها.
وهي تغصّ بالبكاء، تهزّ رأسها بصمتٍ ، وسكونٍ،تهرب بنظرها إلى جدران غير مرئيّةٍ ، مزروعةٍ في نبضها.
ربّاه ..أيّ وجعٍ يسكن صدرها !!!؟؟
ما أشبهه بجرحٍ قديمٍ ، مفتوحٍ منذ الأزل ، من غير انغلاقٍ.
ربّاه .. لقد وأدوها بفؤوس جهلهم ، وأهالوا على قلبها التراب
من قبل أن تشرق شمسها في يومها الأوّل ..
ألا من خلاصٍ ..لظلامٍ متوارثٍ ، في عهدٍ نتشدّق بحضارته؟؟!!!
سحقاً لهذه القلوب المتحجّرة ..كم أوغلتْ في تشويه ملامح بناتنا ..؟؟!!
هو كما قلت عزيزتي ايمان
جهل متوارث ....ظلام متوارث
وللاسف الشديد في زمن كثر فيه الحديث
عن الحرية والحقوق والديمقراطية
كنت رائعةايمان كما عادتك
اترك تعليق:
-
ما الذي يحدث
تقليص
الأعضاء المتواجدون الآن 387429. الأعضاء 5 والزوار 387424.
أكبر تواجد بالمنتدى كان 551,206, 15-05-2025 الساعة 03:23.
اترك تعليق: