العالم عالمان..
واحد خلفي و الآخر أمامي ..
لمن أنتمي ؟
ما عدت أدري .
كن تلقائيا هنا .. قصة / قصيدة / خاطرة
تقليص
هذا موضوع مثبت
X
X
-
أغار حبيبي إذا ما
حُسيناءُ مرّت بفكرِكْ
إذا لاحَ طيفٌ لأخرى
رشيقٌ يحومُ بسطرِكْ
إذا من دموع الغواني
وجدتَ معيناً لحبرِكْ
ودِدتُ لو أنّي وحدي
فراشةُ قنديل ِسحرِكْ
و كلُّ الهوى و الأماني
و عشقٌ يجيشُ بصدرِكْ
و حين يغريك سكرٌ
عيوني مزيجٌ بخمرِكْ
أعيش بقربك عمري
لا فوق دفترِ شِعرِكْ
اترك تعليق:
-
-
أعود لسيرة الماء
بلا ذاكرة
إلا من القيظ
أينتبه الحرف بعد خذلانه
إلي ما كان منه
أم يظل في ترحاله الحريف
يخوض في تيه انكساراته ؟!
اترك تعليق:
-
-
عند عتبة تشهد كل يوم وصولي
محفوفة بمجموعة من خيباتي
اجد خفافيش الوقت تنتظرني
لتمتص ما بقي في جعبتي من صبر
هو الضياع حشد الغضب من كل صوب
لينبعث الشرر جمرا من زوايا العيون
في الاعماق انفاس تتقطع
ثم تعاود ترقيع خيوطها
لتصل الليل الطويل ببصيص النور الهارب
ويح هذا الليل ....
كيف يتجرأ على ذبح ما تبقى من بشرى ؟
كيف يقيم الاعراس للخديعة ؟
كيف زين عرين الذئب بأزهار اللوز
وعطرها بعبق البراءة ؟
ليرش الرمل في عيون الطيبة ؟
اترك تعليق:
-
-
تنسل البدور من بين أناملي
مذعورة
بلا صوت
ليس إلا نظرات ما عهدتها
إلا حين كنت أطارد الماضي
بسيف جنوني
وكم سفكت دمه !
اترك تعليق:
-
-
كريزى
من ضحك ملون
تدك كبدي دكا
تزلزل ما بقى مني
قبل أن أقضم تراب الأرض
و أعقر أديمها
لعمق يتسع لغبائي و بلاهتي الملعونة !
اترك تعليق:
-
-
الورقة الأخيرة
الجنوبي
صورة
هل أنا كنت طفلاً
أم أن الذي كان طفلاً سواي
هذه الصورة العائلية
كان أبي جالساً، وأنا واقفُ .. تتدلى يداي
رفسة من فرس
تركت في جبيني شجاً، وعلَّمت القلب أن يحترس
أتذكر
سال دمي
أتذكر
مات أبي نازفاً
أتذكر
هذا الطريق إلى قبره
أتذكر
أختي الصغيرة ذات الربيعين
لا أتذكر حتى الطريق إلى قبرها
المنطمس
أو كان الصبي الصغير أنا ؟
أن ترى كان غيري ؟
أحدق
لكن تلك الملامح ذات العذوبة
لا تنتمي الآن لي
و العيون التي تترقرق بالطيبة
الآن لا تنتمي لي
صرتُ عني غريباً
ولم يتبق من السنوات الغربية
الا صدى اسمي
وأسماء من أتذكرهم -فجأة-
بين أعمدة النعي
أولئك الغامضون : رفاق صباي
يقبلون من الصمت وجها فوجها فيجتمع الشمل كل صباح
لكي نأتنس.
وجه
كان يسكن قلبي
وأسكن غرفته
نتقاسم نصف السرير
ونصف الرغيف
ونصف اللفافة
والكتب المستعارة
هجرته حبيبته في الصباح فمزق شريانه في المساء
ولكنه يعد يومين مزق صورتها
واندهش.
خاض حربين بين جنود المظلات
لم ينخدش
واستراح من الحرب
عاد ليسكن بيتاً جديداً
ويكسب قوتاً جديدا
يدخن علبة تبغ بكاملها
ويجادل أصحابه حول أبخرة الشاي
لكنه لا يطيل الزيارة
عندما احتقنت لوزتاه، استشار الطبيب
وفي غرفة العمليات
لم يصطحب أحداً غير خف
وأنبوبة لقياس الحرارة.
فجأة مات !
لم يحتمل قلبه سريان المخدر
وانسحبت من على وجهه سنوات العذابات
عاد كما كان طفلاً
سيشاركني في سريري
وفي كسرة الخبز، والتبغ
لكنه لا يشاركني .. في المرارة.
وجه
ومن أقاصي الجنوب أتى،
عاملاً للبناء
كان يصعد "سقالة" ويغني لهذا الفضاء
كنت أجلس خارج مقهى قريب
وبالأعين الشاردة
كنت أقرأ نصف الصحيفة
والنص أخفي به وسخ المائدة
لم أجد غير عينين لا تبصران
وخيط الدماء.
وانحنيت عليه أجس يده
قال آخر : لا فائدة
صار نصف الصحيفة كل الغطاء
و أنا ... في العراء
وجه
ليس أسماء تعرف أن أباها صعد
لم يمت
هل يموت الذي كان يحيا
كأن الحياة أبد
وكأن الشراب نفد
و كأن البنات الجميلات يمشين فوق الزبد
عاش منتصباً، بينما
ينحني القلب يبحث عما فقد.
ليت "أسماء"
تعرف أن أباها الذي
حفظ الحب والأصدقاء تصاويره
وهو يضحك
وهو يفكر
وهو يفتش عما يقيم الأود .
ليت "أسماء" تعرف أن البنات الجميلات
خبأنه بين أوراقهن
وعلمنه أن يسير
ولا يلتقي بأحد .
مرآة
-هل تريد قليلاً من البحر ؟
-إن الجنوبي لا يطمئن إلى اثنين يا سيدي
البحر و المرأة الكاذبة.
-سوف آتيك بالرمل منه
وتلاشى به الظل شيئاً فشيئاً
فلم أستبنه.
.
.
-هل تريد قليلاً من الخمر؟
-إن الجنوبي يا سيدي يتهيب شيئين :
قنينة الخمر و الآلة الحاسبة.
-سوف آتيك بالثلج منه
وتلاشى به الظل شيئاً فشيئاً
فلم أستبنه
.
.
بعدما لم أجد صاحبي
لم يعد واحد منهما لي بشيئ
-هل نريد قليلاً من الصبر ؟
-لا ..
فالجنوبي يا سيدي يشتهي أن يكون الذي لم يكنه
يشتهي أن يلاقي اثنتين:
الحقيقة و الأوجه الغائبة.
ديوان أوراق الغرفة رقم 8
لأمير شعراء الرفض
أمل دنقل
التعديل الأخير تم بواسطة ربيع عقب الباب; الساعة 23-11-2011, 08:35.
اترك تعليق:
-
-
الورقة الثانية عشرة
إلى محمود حسن إسماعيل .. في ذكراه
واحد من جنودك يا سيدي
قطعوا يوم مؤتة مني اليدين
فاحتضنت لوائك بالمرفقين
واحتسبت لوجهك مُستشهدي !
واحِدٌ من جنودك – يا أيها الشعر –
هل يصلُ الصوت ُ ؟
( و الريحُ مشدودةٌ بالمسامير ! )
هل يصل الصوت ُ ؟
( و العصافير مرصودة بالنواطير !)
هل يصل الصوت ُ ؟
أم يصل الموت ُ
قل لي ، فإني أناديك
من زمن الشعراء – الأناشيد
للشعراء – السجاجيد ِ
من زمن الشعراء – الصعاليك ِ
للشعراء ِ – المماليك
ارسم دائرة بالطباشيرِ
لا أتجاوزها !
كيف لي ؟و أنا أتمزّق بين رُخَّيْنِ !
و القدمان معلقتان بفخيّنِ !
أعياني الكرُّ و الفرُّ
و اجتازني الخيرُ و الشرُّ
أيسِرْ . تيسرتُ ، حتى تعسرتُ ، حتى تعثرتُ .
أيمِنْ . تيمنتُ ، حتى تيممتُ ، حتى تيتمت ْ
أين المفرُّ ؟ و أين المقرّ ؟
للخفافيشِ أسماؤها التي تتسمى بها !
فلِمن تتسمى إذا انتسب النور ُ!
و النور لا ينتمي الآن للشمس ِ
فالشمس ُ هالاتها تتحلق فوق العقالاتِ .
هل طلع البدر من يثرب أم من الأحمدي ؟
و بانت سعاد ُ ..
تراها تبين من البردة النبوية
أم من قلنسوة الكاهنين الخزرْ ؟
واحدٌ من جنودك يا سيدي
***
ألف بيتٍ و بيت ْ ..
و احتوتك الكويتْ !
فعرفت بموتك أين غدي !
***
واحدٌ من جنودكَ – يا أيها الشعر ُ - !
كل الأحبةِ يرتحلون َ
فترحل شيئاً فشيئاً من العين ألفةُ هذا الوطن ْ
نتغربُ في الأرض ِ . نصبح ُ أغربةً في التآبينِ
ننعي زهورَ البساتين
لا نتوقف في صحف اليوم إلا أمام العناوين
نقرؤها دون أن يطرف َ الجفنُ .
سرعان ما نفتح الصفحات قبيل الأخيرة ،
ندخل ُ فيها نجالس أحرفها ،
فتعود لنا ألفة ُ الأصدقاء ِ ، ذكرى الوجوه ِ
تعود لنا الحيوية ُ ، و الدهشة ُ العرضيةُ
و اللون ُ ، و الأمن ، و الحزن ُ .
هذا هو العالمُ المتبقي لنا : إنه الصمت ُ
و الذكريات ، السوادُ هو السوادُ هو الأهل الأهل والبيت ُ .
إن البياض الوحيدَ الذي نرتجيه
البياض الوحيد الذي نتوحد ُ فيهْ :
بياض الكفن !
واحدٌ من جنودكَ يا سيدي
خزه خُبْزُ ضيقْ
ماؤه بلُّ ريق
و الممات بعينيه كالمولِد
واحدٌ من جنودكَ يا سيدي
يركع الآن ينشد جوهرةً تتخبأ في الوحل
أو قمراً في البحيراتِ ،
أو فرساً نافراً في الغمام .
هاهو الآن ، لا نهر يغسل فيه الجروح
و ينهل من مائه شربةً تمسك الروح
لا منزلٌ لا مقامْ
فعلى الراحلينَ السلام
و السلام على من أقامْ
اترك تعليق:
-
-
الورقة الحادية عشرة
قالت امرأة في المدينة
(1)
سيف جدي على حائط البيت .. يبكي :
و صورته في ثيابِ الركوب ْ !
(2)
قالت امرأة في المدينة
من ذلك الأموي الذي يتباكى على دم عثمان !
من قال إن الخيانة تنجب غير الخيانة ؟
كونوا له يا رجال ..
أم تحبون أن يتفيّأ أطفالكم تحت
سيف ابن هند ؟
... ... .... ....
ربما ردت الريح - سيدتي – نصف ردّ
ضاع َ ... و ابتلعته الرمال !
نحن جيل الحروب ..
نحن جيل السباحة في الدم ..
ألقت بنا السفن الورقية فوق ثلوج العدم
( قبضات القلوب –
وحدها – حطمتها .. و ما زال فيها الأسى و الندوب ..)
***
نحن جيل الألم
لم نر القدس إلا تصاوير
لم نتكلم سوى لغة العرب الفاتحين
لم نستلم سوى راية العرب النازحين َ ،
و لم نتعلم سوى أن هذا الرصاص
مفاتيح باب فلسطين
فاشهد لنا يا قلم
أننا لن ننمْ
أننا لن نقف بين " لا " و " نعم "
ما أقل الحروف التي يتألف منها اسم ما ضاع من وطن ِ ،
و اسم من مات من أجله
من أخ ٍ و حبيب ْ !
هل عرفنا كتابة َ أسمائنا بالمداد
على كتبِ الدرس؟
ها قد عرفنا كتابة أسمائنا
بالأظافر في غرف الحبس
أو بالدماء على جيفة الرمل و الشمس ،
أو بالسواد على صفحات الجرائد قبل الأخيرة .
أو بحداد الأرامل في ردهات ( المعاشات) ،
أو بالغبار الذي يتوالى على الصور
المنزلية للشهداء
الغبار الذي يتوالى على أوجه الشهداء ..
إلى أن ..تغيبْ !!
قالت امرأة ٌ في المدينة :
من يجرؤ الآن أن يخفضَ العلم القرمزي
الذي رفعته الجماجم ْ ،
أو يبيع رغيف الدم الساخن المتخثر فوق الرمال .
أو يمد يد للعظام التي ما استكانت ْ
( و كانت رجال ..)
كي تكون قوائم َ مائدة للتواقيع
أو قلماً
أو عصا في المراسمْ ؟
... ... ... ...
لم يجبها أحدْ ..
غير سيف قديم ٍ .
و صورة جَد !
اترك تعليق:
-
-
الورقة العاشِرة
بكائية لصقر قريش
عمْ صباحاً ..أيها الصقر المُجنّح ْ
عمْ صباحاً ..
هل ترقبتَ كثيراً أن ترى الشمس َ
التي تغسلُ في ماء البحيرات الجراحا
ثم تلهو بكراتِ الثلج ،
تستلقي على التربةِ ،
تستلقي .. و تلفح ْ !
هل ترقبت كثيراً أن ترى الشمسَ ..لتفرح ْ
و تسد الأفق للشرق جناحا ؟
أنت ذا باق ٍ على الرايات ..مصلوباً ..مباحاً
تصرُّ الريحُ ؛ و أضلاعُك كالروض المُصَوَّحْ
تشتهي لذغة الشمس التي تنسج للدفءِ وشاحا !
أنت ذا باق ٍ على الرايات مصلوباً ...مباحا
-" اسقني..."
لا يرفع الجند سوى كوب دمٍ .. ما زال يسفحْ !
-" اسقني..."
- هاك الشرابَ النبويَّ ..
اشربه عذباً و قراحاً
مثلما يشربه الباكون ....
و الماشون في أنشودة الفقرِ ِ المسلح !
-" اسقني..."
لا يرفع الجند سوى كوب دمٍ ما زال يسفح !
بينما " السادة " في بوابة الصمت المملح
يتلقون الرياحا
ليلفوها بأطراف العباءات ...
يدقوا في ذراعيها المساميرَ ..
و تبقى أنتَ
( ما بين خيوط الوشى)
زراً ذهبياً
يتأرجح ْ !
وقف " الأغرابُ " في بوابة الصمت المملح
يشهرون الصلف الأسود في الوجه سلاحا
ينقلون الأرض : أكياساً من الرمل
و أكداساً من الظل
على ظهر الجواد العربي المترنح !
ينقلون الأرض ..
نحو الناقلات الراسيات – الآن – في البحر
التي تنوي الرواحا
دون أن تطلقَ في رأس الحصانْ
طلقة الرحمة ِ ،
أو تمنحه بعض امتنان ْ !
***
عم صباحا أيها الصقر المجنح
عم صباحا
سنة تمضي وأخرى سوف تأتي
فمتي يقبل موتي
قبل أن أصبح - مثل الصقر
صقرا مستباحاً ؟!
اترك تعليق:
-
-
الورقة التاسعة
خطاب غير تاريخي على قبر صلاح الدين
أنتَ تَسْترخي أخيراً..
فوداعاً..
يا صَلاحَ الدينْ.
يا أيُها الطَبلُ البِدائيُّ الذي تراقصَ الموتى
على إيقاعِه المجنونِ.
يا قاربَ الفَلِّينِ
للعربِ الغرقى الذين شَتَّتتْهُمْ سُفنُ القراصِنه
وأدركتهم لعنةُ الفراعِنه.
وسنةً.. بعدَ سنه..
صارت لهم "حِطينْ"..
تميمةَ الطِّفِل, وأكسيرَ الغدِ العِنّينْ
(جبل التوباد حياك الحيا)
(وسقى الله ثرانا الأجنبي!)
مرَّتْ خيولُ التُركْ
مَرت خُيولُ الشِّركْ
مرت خُيول الملكِ - النَّسر,
مرتْ خيول التترِ الباقينْ
ونحن - جيلاً بعد جيل - في ميادينِ المراهنه
نموتُ تحتَ الأحصِنه!
وأنتَ في المِذياعِ, في جرائدِ التَّهوينْ
تستوقفُ الفارين
تخطبُ فيهم صائِحاً: "حِطّينْ"..
وترتدي العِقالَ تارةً,
وترتدي مَلابس الفدائييّنْ
وتشربُ الشَّايَ مع الجنود
في المُعسكراتِ الخشِنه
وترفعُ الرايةَ,
حتى تستردَ المدنَ المرتهنَة
وتطلقُ النارَ على جوادِكَ المِسكينْ
حتى سقطتَ - أيها الزَّعيم
واغتالتْك أيدي الكَهَنه!
***
(وطني لو شُغِلتُ بالخلدِ عَنه..)
(نازعتني - لمجلسِ الأمنِ - نَفسي!)
***
نم يا صلاحَ الدين
نم.. تَتَدلى فوقَ قَبرِك الورودُ..
كالمظلِّيين!
ونحنُ ساهرونَ في نافذةِ الحَنينْ
نُقشّر التُفاحَ بالسِّكينْ
ونسألُ اللهَ "القُروضَ الحسَنه"!
فاتحةً:
آمينْ.
اترك تعليق:
-
-
الورقة الثامنة
مقابلة خاصة مع ابن نوح
جاء طوفان نوحْ !
... ... ... ... ...
المدينة تغرق شيئاً .. فشيئاً
تفرّ العصافير ،
و الماء يعلو .
على درجات البيوت – الحوانيت – مبنى البريد – البنوك –
التماثيل ( أجدادنا الخالدين ) – المعابد – أجولة القمح –
مستشفيات الولادة – بوابة السجن – دار الولاية –
أروقة الثكنات الحصينة.
العصافير تجلو . .
رويداً . .
رويدا . .
و يطفو الإوز على الماء ،
يطفو الأثاث . .
و لعبة طفل . .
و شهقة أم حزينة
الصبايا يلوحن فوق السطوحْ !
جاء طوفان نوحْ.
هاهم ((الحكماء)) يفرون نحو السفينةْ
المغنون – سائس خيل الأمير – المرابون – قاضي القضاة
( . . و مملوكه! ) –
حامل السيف – راقصة المعبد
( ابتهجت عندما انتشلت شعرها المستعارْ )
- جباة الضرائب – مستوردو شحنات السلاح –
- عشيق الأميرة في سمته الأنثوي الصبوحْ !
جاء طوفان نوحْ.
ها هم الجبناء يفرون نحو السفينةْ.
بينما كنت . .
كان شباب المدينةْ
يلجمون جواد المياه الجموح
ينقلون المياه على الكتفين.
و يستبقون الزمن
يبتنون سدود الحجارة
علّهم ينقذون مهاد الصبا و الحضارة
علّهم ينقذونَ . . الوطن!
. . صاح بي سيد الفلك – قبل حلول
السكينة :
(( انج من بلد .. لم تعد فيه روحْ!))
قلت:
طوبى لمن طعموا خبزه . .
في الزمان الحسنْ
و أداروا له الظهر
يوم المحن!
و لنا المجد – نحن الذين وقفنا
(و قد طمس الله أسماءنا !)
نتحدى الدمار . .
و نأوي إلى جبل لا يموت
( يسمونه الشعب !)
نأبى الفرار . .
و نأبى النزوحْ !
... ... ... ... ...
... ... ... ... ...
... ... ... ... ...
كان قلبي الذي نسجته الجروحْ
كان قلبي الذي لعنته الشروحْ
يرقد – الآن – فوق بقايا المدينة
وردة من عطنْ
هادئاً . .
بعد أن قال ((لا)) للسفينةْ
. . و أحب الوطن !
اترك تعليق:
-
-
الورقة السابعة
الخيول
(1)
الفتوحات - فى الأرض - مكتوبة بدماء الخيول
وحدود الممالك رسمتها السنابك
والركابان : ميزان عدل يميل مع السيف ..
حيث يميل !
* * *
اركضى أو قفى الآن .. أيتها الخيل
لست المغيرات صبحا
ولا العاديات- كما قيل - ضبحا
ولاخضرة فى طريقك تمحى
ولا طفل أضحى
إذا ما مررت به .. يتنحى
وهاهى كوكبة الحرس الملكى ..
تجاهد أن تبعث الروح فى جسد الذكريات
بدق الطبول
اركضى كالسلاحف
نحو زوايا المتاحف
صيرى تماثيل من حجر فى الميادين
صيرى أراجيح من خشب للصغار – الرياحين
صيرى فوارس حلوى بوسمك النبوى
وللصبية الفقراء حصانا من الطين
صيرى رسوما.. ووشما
تجف الخطوط به
مثلما جف – فى رئتيك – الصهيل !
(2)
كانت الخيل – فى البدء – كالناس
برية تتراكض عبر السهول
كانت الخيل كالناس فى البدء . .
تمتلك الشمس والعشب
والملكوت الظليل
ظهرها . . لم يوطًّأ لكى يركب القادة الفاتحون
ولم يلن الجسد الحر تحت سياط المروض
والفم لم يمتثل للجام
ولم يكن الزاد . . بالكاد ,
لك تكن الساق مشكولة ,
والحوافر لم يك يثقلها السنبك المعدنى الصقيل
كانت الخيل برية
تتنفس حرية
مثلما يتنفسها الناس
فى ذلك الزمن الذهبى النبيل
* * *
اركضى . . أو قفى
زمن يتقاطع
واخترت أن تذهبى فى الطريق الذى يتراجع
تنحدر الشمس
ينحدر الأمس
تنحدر الطرق الجبلية للهوة اللا نهائية :
الشهب المتفحمة
الذكريات التى أشهرت شوكها كالقنافذ
الذكريات التى سلخ الخوف بشرتها
كل نهر يحاول أن يلمس القاع
كل الينابيع إن لمست جدولا من جداولها
تختفى
وهى . . لاتكتفى !
فاركضى أو قفى
كل درب يقودك من مستحيل إلى مستحيل !
(3)
الخيول بساط على الريح . .
سار – على متنه – الناس للناس عبر المكان
والخيول جدار به انقسم
الناس صنفين :
صاروا مشاة ً.. وركبان
والخيول التى انحدرت نحو هوة نسيانها
حملت معها جيل فرسانها
تركت خلفها : دمعة الندم الأبدى
وأشباح خيل
وأشباه فرسان
ومشاة يسيرون – حتى النهاية – تحت ظلال الهوان .
اركضى للقرار
واركضى أو قفى فى طريق الفرار
تتساوى محصلة الركض والرفض فى الأرض .
ماذا تبقى لك الآن !
ماذا ؟
سوى عرق يتصبب من تعب
يستحيل دنانير من ذهب
فى جيوب هواة سلالاتك العربية
فى حلبات المراهنة الدائرية
فى نزهة المركبات السياحية المشتهاة
وفى المتعة المشتراة
وفى المرأة الأجنبية تعلوك تحت
ظلال أبى الهول ...
( هذا الذى كسرت أنفه
لعنة الانتظار الطويل )
استدارت –إلى الغرب – مزولة الوقت
صارت الخيل ناسا تسير إلى هوة الصمت
بينما الناس خيل تسير إلى هوة الموت !.
اترك تعليق:
-
ما الذي يحدث
تقليص
الأعضاء المتواجدون الآن 227445. الأعضاء 5 والزوار 227440.
أكبر تواجد بالمنتدى كان 489,513, 25-04-2025 الساعة 07:10.
اترك تعليق: