مدنية مدنية لا عسكرية ولا دينية "دعوة للحوار"

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • حسين ليشوري
    رد
    المشاركة الأصلية بواسطة أسماء المنسي مشاهدة المشاركة
    أستاذي حسين ليشوري
    أتمنى أن تكون قد إستجمعت أنفاسك وأن تكون بكل خير
    أنا لست كذلك سيدي ، فـ أنا لا أفرض رأيي ولم أقول إن رأيي هو الصواب وغيري على خطأ
    كلامي مجرد توضيح لقناعتي حتى أجد من يصححها إذا كانت خاطئة أو يؤكدها إذا كانت صحيحة ، وبإذن الله لن أكون أبداً ممن يفترضون صواب رأيهم وخطأ غيرهم دائماً أبداً.
    بل دائما أسأل حتى اعلم وإن كنت اعلم أسأل أيضاً لأتأكد من معلوماتي فـ كيف تجدني أقول إنني على صواب وغيري على خطأ.....
    = = =
    ولكن لن يمعني هذا من سؤالك مجدداً إلا لو أزعجتك اسئلتي فـ يحق لك عدم الرد ، لدي اسئلة كثيرة الآن ولكن أبرزها:
    إذا اتفقنا على إسلامية الدولة فـ إلى أي إسلام نحتكم؟؟
    أستاذ حسين ليشوري
    اعلم تماماً إنني أرهقتك بأسئلتي الكثيرة ولكن هذا من كرمك وعلمك زادك الله منه فـلا تبخل عليّ فـ أنا اتعلم منكم جميعاً.
    تحية وتقدير
    أهلا بك أختي الكريمة أسماء و عساك بخير.
    الحمد لله على كل حال و نعوذ به، سبحانه، من حال أهل النار.
    تأكدي يا أستاذتنا الكريمة أنني لا و لن أنزعج من أسئلتك مهما كانت، فأنا مثلك باحث عن الحق و الصدق، و ما قلته عنك لأستاذنا الفاضل الدكتور وسام البكري إلا من قبيل إثارتك أكثر حتى أعلم بيقين مقاصدك و أسبر قناعاتك ثم إنني لم أجزم في حقك بشيء و إنما قلت "كأنها ..." و ليس في هذا جزم و لا حسم، هذا من جهة، و من جهة أخرى إننا، أنا و غيري من طلبة العلم، نحاول الوصول إلى قناعات شخصية يمكن تعميمها و نشرها حتى نشكل قاعدة واسعة و متينة يمكننا الانطلاق منها في بناء فكر سياسي إسلامي وسطي يقبله غيرنا من إخواننا من بني جلدتنا أولا و من غير المسلمين غير المعادين لنا و لا لديننا ثانيا، أما الأعداء التقليديون و الخصوم الدائمون فلا يعنوننا البتة ما داموا أعداء و خصوما محاربين حاقدين.
    المشكل الأساس في المسلمين المترددين المعاندين الذين يجعلون عقولهم قبل النصوص الصحيحة الصريحة و يجحدون ما هو معلوم من الدين بالضرورة و الذين يقبلون بعض الكتاب و يرفضون بعضه و لا ينظرون إلى السنة النبوية الشريفة الصحيحة كمصدر ثان للتشريع الإسلامي، و هم، أي المسلمون المعاندون، يتبعون أهواءهم بغير علم و لا هدى و لا كتاب منير، و هم لا يعرفون أن الإيمان منزوع عمن لا يجعل هواه تبعا لما جاء به الرسول الكريم، صلى الله عليه و سلم، الذي يقول: "لا يؤمن أحدكم حتى يكون هواه تبعا لما جئت به"، و الأخطر من هذا كله أنهم لا يملكون أدوات النظر في النصوص من فهم جيد للغة العربية، لغة النصوص، و لا أصول الفقه و قواعد الاستنباط ! هذا ما أريد التنبيه عليه قبل الاسترسال في الحديث، وكلامي هذا لا يعني أنني أملك ما أشترطه في غيري، كلا و الله فأنا ممن يشملهم هذا الرأي.
    ثم أما بعد، تقولين: "
    إذا اتفقنا على إسلامية الدولة فـ إلى أي إسلام نحتكم؟الإسلام واحد و هو كلٌّ لا يتجزأ و الذي ينبغي أن يسود هو النصوص الصريحة الصحيحة من الكتاب القرآن الكريم و السنة النبوية الشريفة الصحيحة و سنة الخلفاء الراشدين المهديين، أبي بكر و عمر وعثمان و علي، رضي الله عنهم جميعا و أرضاهم، ثم ما يوافق العصر من فتاوي السلف الصالح، ثم اجتهاد العلماء الذين يرضاهم علماء الأمة إذ الحديث عن العلماء و معهم و ليس عن الغوغاء و معها.
    إن الاقتناع بوجوب إقامة النظام الإسلامي و تطيبق الشريعة الإسلامية في المجتمع المسلم، أفرادا و أسرا و جماعات، من المعلوم من الدين بالضرورة و هو من مقتضيات الإسلام و الإيمان بالله ربا و بمحمد، صلى الله عليه و سلم، نبيا و رسولا و بالإسلام دينا، و من جحد هذا فعليه إعادة النظر في إسلامه و تجديد إيمانه قبل فوات الأوان، أي قبل أن يدركه الموت و هو على تلك الحال من الجاهلية و ليس الجهل فقط.
    القضية الحقيقية هي في على أي نصوص نعتمد و من يعتمدها و من يطبقها و أعني بالنصوص تلك التي تشكل إشكالا من حيث ثبوتها و دلالتها و هنا مربط الفرس كما يقال إذ لكل طائفة من المسلمين نصوصها المعتمدة عندها، و لذا فقد اختصرنا الطريق، عن قانعة و يقين، أننا اخترنا منهج أهل السنة و الجماعة ممن رضوا بالله ربا و بمحمد، صلى الله عليه و سلم، نبيا و رسولا، و بالخلفاء الراشدين المهديين الأربعة، رضي الله عنهم جميعا و أرضاهم، أئمةً و قادةً و بصالح الأمة ممن سار على دربهم و اقتفى آثارهم و اتبع منهاجهم، و هذا لا يعني رفض ما يصح من نصوص الطوائف الأخرى لتصحيح ما عندنا أو تعديله.
    أعلم أن كلامي هذا هو إلى الإنشاء أقرب منه إلى الرد "العلمي" فهو "غير مقنع" بيد أنني على يقين أن من له اطلاع على النصوص يعرف أنني أنطلق في كلامي هذا و الذي قبله من خلفية صحيحة.
    أسأل الله تعالى لي و لك و لسائر المسلمين أن يجعل أهواءنا تبعا لما جاء به محمد بن عبد الله، صلى الله عليه و سلم، و ألا يجعلنا ممن قال فيهم الله سبحانه:{أَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ أَفَأَنتَ تَكُونُ عَلَيْهِ وَكِيل }الفرقان43 و{أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ وَأَضَلَّهُ اللَّهُ عَلَى عِلْمٍ وَخَتَمَ عَلَى سَمْعِهِ وَقَلْبِهِ وَجَعَلَ عَلَى بَصَرِهِ غِشَاوَةً فَمَن يَهْدِيهِ مِن بَعْدِ اللَّهِ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ}الجاثية23. أسأل الله لي و لك و لجميع المسلمين العفو و العافية و المعافاة الدائمة في الدين و الدينا و الآخرة، و إلى حديث آخر إن شاء الله تعالى.
    دمت، أختي الكريمة أسماء، في رعاية الله وحفظه، اللهم آمين يا رب العالمين.

    اترك تعليق:


  • أسماء المنسي
    رد
    المشاركة الأصلية بواسطة توحيد مصطفى عثمان مشاهدة المشاركة
    لا بدَّ لي بدايةً من أن أشكر الأستاذة الكريمة أسماء المنسي على متابعتها الدؤوبة لهذا الموضوع البالغ الأهميَّة. وإن كان لي من كلمةٍ أخصُّها بها فإني أذكِّرها بقول ابن عباس رضي الله عنه حين سُئل: بمَ حصَّلت هذاالعلم؟ فأجاب: أوتيتُ لساناً سؤولاً وقلباً عقولاً.

    بل كل الشكر لحضرتك ولمن ساعدني في هذا الحوار بتحملهم اسئلتي.

    تابعي أسئلتكِ وتساؤلاتكِ أستاذة أسماء، ولا تجعلي من اتهام أحدٍ لكِ – كائناً ما كان هذاالاتهام، وكائناً مَن كان المتهِّم - عائقاً يحيل بينك وبين بحثك، فليس هنالك من أسئلةٍ محرَّمة وأخرى جائزة طالما أن القصد هو الوصول إلى العلم، وبالتالي معرفة الحق لاتِّباعه.
    أشكرك أستاذ توحيد.

    المشاركة الأصلية بواسطة توحيد مصطفى عثمان مشاهدة المشاركة
    في الموضوع، أرجو أن تسمحي لي ببعض الإشارات السريعة، على أن أعود للتفصيل وإبداء الرأي لاحقاً
    المشاركة الأصلية بواسطة توحيد مصطفى عثمان مشاهدة المشاركة

    - أود التأكيد بدايةً على ضرورة تحديد مصطلحات الموضوع وضبطها –كما تفضَّل وأشار إلى ذلك الدكتور القدير وسام، والأخ العزيز الأستاذ حسين- وأعتقد أن الموضوع سيظل يدور في حلقة مفرغة إن لم يتم تحديد هذه المصطلحات، ومن ثم التوافق –إن أمكن- على تحديدٍ واحدٍ يُبنى عليه الرأي، فلا يكفي عرض الآراء المختلفة –كما جاء في المقالة التي أشار إليها الأستاذ الكريم حسين- لأن ذلك يعمِّق الاختلاف في عموم المسألة، بحيث يتبنى أحد الأطراف فهماً محدَّداً قاله أحدهم ويتبنى الطرف المقابل فهماً آخر قاله غيره.




    نعم أستاذي يجب توضيح المصطلحات ولكن يجب مع توضيحها نحدد إذا كان هذا التعريف في نظرنا نحن أم لا حتى تتضح الصورة.

    وأهم شئ أن نتقبل الرأي الأخر فـ من الممكن أن يكون على صواب.

    وهنا أسأل سؤالاً: لماذا لا نقوم نحن بإعمال فكرنا ووضع فهومنا لهذه المصطلحات؟!!!

    المشاركة الأصلية بواسطة توحيد مصطفى عثمان مشاهدة المشاركة
    -
    المشاركة الأصلية بواسطة توحيد مصطفى عثمان مشاهدة المشاركة
    أتفق تماماً مع الأستاذ حسين في قوله –القديم المتجدِّد- عن عدم صلاحية المطالبين بإقامة حكم إسلامي في الجزائر زمن كتابة مقالته المشار إليها، ويمكنني أن أزيد عليه فأقول: إنه لا توجد حتى الآن في أي دولة عربية أي حركة أو جماعة أوتنظيم أو حتى أشخاص يمتلكون الأهلية لذلك، بناء عليه فإنه من الخطأ الجسيم المطالبة بإقامة حكم تحت أي مسمَّى ديني في أي دولة عربية؛ والسبب –برأيي- أن هنالك إشكالات كبرى في فهم الإسلام الحقيقي، وبالتالي إن أي حكم يقوم باسم الإسلام اليوم سوف يسيء للإسلام والمسلمين بالقدر نفسه الذي سوف يسيء لغير المسلمين، وربما تكون الإساءة للإسلام والمسلمين أكثر من الإساءة لغيرهم.
    المشاركة الأصلية بواسطة توحيد مصطفى عثمان مشاهدة المشاركة

    وأكبر دليل على ذلك أن هنالك عشرات المسائل المرتبطة التي لم تُحدَّد حتى الآن بشكل دقيق ومضبوط وموافق لما جاء به القرآن الكريم والسنَّة المطهَّرة، وأنا هنا لا أتحدث عن المسائل الجزئية الخلافية بطبيعتها، بل أقصد المسائل الرئيسة التي يُبنى عليها مئات المسائل الجزئيَّة.


    رأي يجب علينا جميعاً إحترامه ، واتفق معك فيه

    وهنا أود أن أقول : إن البشر غير معصومين فـ كيف نجعل أحد أمين علينا ويحكم فينا بالأسلام الذي لم يفسره أحد غير معصوم!! من الطبيعي أنه سيخطأ وبالتالي يقع ظلم وبالتالي لن يكون حكمه كما قال ربه بل حكمه كما فهم هو من كلام ربه وهنا يكمن الخلاف.

    المشاركة الأصلية بواسطة توحيد مصطفى عثمان مشاهدة المشاركة
    والسؤال الذي يفرض نفسه في هذه الحال
    المشاركة الأصلية بواسطة توحيد مصطفى عثمان مشاهدة المشاركة

    إن كان من الخطأ الآن –كما أزعم- الدعوة لقيام حكمٍ باسم الإسلام، فما الحل إذن؟

    أقول: تعالوا نضبط مصطلحاتنا أولاً، وسنرى بعدها أننا قد قطعنا شوطاً كبيراً جداً في الطريق إلى الجواب.
    وأطرح هنا بعض المصطلحات التي تشكل بمجملها منظومة متكاملة ومترابطة في هذا الباب الذي نتحدث عنه:

    الدين... الإسلام... الإيمان... الشريعة.

    الدولة... الحكم... الحاكم.

    الوطن... المواطن... المواطنة.

    الشعب... الأمَّة.

    أعلم أن هذا يحتاج لجهد كبير، لكني أراه واجب الأداء في مقابل التحدي الكبير الذي نواجهه.
    المشاركة الأصلية بواسطة توحيد مصطفى عثمان مشاهدة المشاركة

    أسأل الله لنا جميعاً التقوى في السرِّ، والسداد في القول، لعلَّ الله يصلح لنا أعمالنا ويغفر لنا ذنوبنا ويهدينا سواء السبيل.



    وكيف لنا أن نضبط هذه المصطلحات فـ كل منا يتحدث من قناعته الشخصية فـ ستجد هذه المصطلحات مختلفة بين الشخص والأخر.


    أستاذ توحيد عثمان
    أشكرك جزيل الشكر لمداخلتك منتظرة منك التفصيل كما ذكرت

    تحية وتقدير
    التعديل الأخير تم بواسطة أسماء المنسي; الساعة 18-07-2011, 09:49.

    اترك تعليق:


  • أسماء المنسي
    رد
    المشاركة الأصلية بواسطة حسين ليشوري مشاهدة المشاركة
    أستاذي الفاضل الدكتور وسام البكري : تحية طيبة لك و أسعد الله أوقاتك بكل خير.
    أعتذر إليك، أستاذي، عن التأخر في الرد على ما اقترحته علي و أصدقك القول، و لن تجدني إن شاء الله إلا صادقا، إنني كنت أستجمع أنفاسي بعد ما قرأته من ردود أختنا أسماء و اعتراضاتها المتكررة كأنها تريد إقناعنا بأنها على الصواب و غيرها على خطأ ما لم توافق على كلامه، و أنا شخصيا أرحب بتخطئتها لي لعلي أصحح أفكاري أو أعدل منها و أنني غير منزعج البتة من تخطئتها لنا جميعا فهي، حسبما تبين لي، باحثة عن الحقيقة التي تخدم قناعاتها أو أهواءها، و الإنسان الباحث عن الحق بصدق يفرح لما يتبين له الصواب و لا يهمه من أي وعاء خرج، هذه قناعتي الشخصية.

    ..............
    .
    تحيتي و تقديري.


    أستاذي حسين ليشوري
    أتمنى أن تكون قد إستجمعت أنفاسك وأن تكون بكل خير

    أنا لست كذلك سيدي ، فـ أنا لا أفرض رأيي ولم أقول إن رأيي هو الصواب وغيري على خطأ
    كلامي مجرد توضيح لقناعتي حتى أجد من يصححها إذا كانت خاطئة أو يؤكدها إذا كانت صحيحة ، وبإذن الله لن أكون أبداً ممن يفترضون صواب رأيهم وخطأ غيرهم دائماً أبداً.
    بل دائما أسأل حتى اعلم وإن كنت اعلم أسأل أيضاً لأتأكد من معلوماتي فـ كيف تجدني أقول إنني على صواب وغيري على خطأ.....

    = = =

    ولكن لن يمعني هذا من سؤالك مجدداً إلا لو أزعجتك اسئلتي فـ يحق لك عدم الرد ، لدي اسئلة كثيرة الآن ولكن أبرزها:
    إذا اتفقنا على إسلامية الدولة فـ إلى أي إسلام نحتكم؟؟

    أستاذ حسين ليشوري
    اعلم تماماً إنني أرهقتك بأسئلتي الكثيرة ولكن هذا من كرمك وعلمك زادك الله منه فـلا تبخل عليّ فـ أنا اتعلم منكم جميعاً.


    تحية وتقدير

    التعديل الأخير تم بواسطة أسماء المنسي; الساعة 17-07-2011, 23:50.

    اترك تعليق:


  • حسين ليشوري
    رد
    المشاركة الأصلية بواسطة د. وسام البكري مشاهدة المشاركة

    الأستاذ الفاضل حسين ليشوري

    في ضوء مشاركتك التي تُشير إلى مفهوم (الدين) في موضوع آخر ـ وهو موضوع لم ينتهِ إلى رأي محدّد، وإنما عرض التعريفات والآراء فقط ـ:

    ما المفهوم الذي تراهُ يصف علاقة الإسلام بالدولة وصفاً مناسباً ؟؛

    فتصل إليّ الفكرة أكثر وضوحاً و تحديداً.

    مع وافر تقديري.
    أستاذي الفاضل الدكتور وسام البكري : تحية طيبة لك و أسعد الله أوقاتك بكل خير.
    أعتذر إليك، أستاذي، عن التأخر في الرد على ما اقترحته علي و أصدقك القول،
    و لن تجدني إن شاء الله إلا صادقا، إنني كنت أستجمع أنفاسي بعد ما قرأته من ردود أختنا أسماء و اعتراضاتها المتكررة كأنها تريد إقناعنا بأنها على الصواب و غيرها على خطأ ما لم توافق على كلامه، و أنا شخصيا أرحب بتخطئتها لي لعلي أصحح أفكاري أو أعدل منها و أنني غير منزعج البتة من تخطئتها لنا جميعا فهي، حسبما تبين لي، باحثة عن الحقيقة التي تخدم قناعاتها أو أهواءها، و الإنسان الباحث عن الحق بصدق يفرح لما يتبين له الصواب و لا يهمه من أي وعاء خرج، هذه قناعتي الشخصية.

    أما عن سؤالك الكريم فالوصف أن نظام الحكم في الإسلام نظام متفرد لا يشبهه أي نظام وضعي مهما كان راقيا و رائقا و من الخطأ المنهجي أن نقارن بين نظام الحكم الإسلامي و بين غيره من الأنظمة و الوضعية إلا لتبيين زيفها و بطلانها و كذبها و قصورها عن تحقيق السعادة و العدل و الأمن التي يحققها النظام الإسلامي إن طبق بدقة.
    النظام الإسلامي يمزج بين الربانية و البشرية و بين المثالية و الواقعية
    مزجا حكيما، و عندما وصفت نظام الحكم الإسلامي بأنه نظام مدني تماما وظفت الدلالة اللغوية لكلمة مدني و ليس الدلالة الاصطلاحية كما يفهما السياسيون في الشرق و الغرب قبله.
    النظام الإسلامي هو النظام الإسلامي و ليس شيئا آخر فهو نظام حكم متفرد يستمد تشريعه من الإسلام بمصادره الأساسية و الثانوية : الكتاب، القرآن المجيد، و السنة النبوية الشريفة الصحيحة و سنة الخلفاء الراشدين المهديين، القياس على المصادر الثلاثة الأساسية و اجتهاد العلماء الأكفاء، و غير هذه المصادر التشريعية الثانوية مما تعرضه كتب أصول الفقه الإسلامي.
    النظام الإسلامي ليس نظاما "ثيوقراطيا" و لا هو نظام عسكري و لا هو نظام وضعي تماما و فيه من الوضعية ما يقتضيه المستحدث من الأمور فيجتهد العلماء فيضعون الأحكام المناسبة للمستحدث أو ليتماشوا مع زمانهم و مكانهم و أوضاعهم المستجدة.
    أما قضية "تأجيل بعض الأحكام" فليس على إطلاقه، فالشريعة لا تتجزأ فإما أن تأخذ كلها أو تترك كلها، لكن "التأجيل" يكون في بعض الأمور فقط كإقامة الحدود على المخالفين للشريعة حتى تتمكن الدولة من سد الذرائع و قطع أساب المخالفة و هذا ليس بدعا في القول فقد أوقف عمر بن الخطاب، رضي الله عنه، إقامة حد السرقة في عام المجاعة لاضطرار الناس و عدم قدرة الدولة على إطعامهم ؛ هذا استطراد اقتضاه المقام و قد أشرتَ أنت إلى هذا من قبل و اعترضت على من قال بتأجيل بعض أحكام الشريعة، و الشريعة كل لا يتجزأ من حيث المبدأ ونحن متفقون تماما في هذا.
    و الخلاصة أن نظام الحكم الإسلامي نظام متفرد و لا يشبهه نظام آخر أيا كان.
    و يمكننا أن نقول إن النظام الإسلامي نظام مضاد للإنظمة الوضعية المخالفة له و المختلفة عنه كلها و مناقض لها و لا يجوزمقارنته بها لأن من شروط المقارنة تكافؤ المقارنَيْن من حيث الطبيعة و الأصل و الغاية و الوظيفة و اختلافهما من حيث القيمة و الجدوى و الصحة و البطلان، كمقارنة، مثلا، الإسلام باليهودية، أو الإسلام بالنصرانية، أو اليهودية بالنصرانية، أما مقرانة الإسلام بالأنظمة الوضعية البشرية القاصرة فلا يجوز، التجويزهنا عقلي فكري و ليس شرعيا فقهيا.
    لست أدري ما مدى توفيقي في الإجابة عن السؤال المطروح لأنني أعلم أن ما عرضته هنا معلوم عند أستاذنا الفاضل و لكنني عرضته حتى يطلع عليه غيره ممن يهمهم الموضوع.
    أكرر شكري و اعتذاري.
    تحيتي و تقديري.

    اترك تعليق:


  • د. وسام البكري
    رد
    المشاركة الأصلية بواسطة أسماء المنسي مشاهدة المشاركة



    أهلاً بك ومرحبا دكتور وسام البكري
    أسعد الله أوقاتك

    بداية اعتذر على تأخيري في الرد على مداخلتك هذه
    نبدء
    بالنسبةلسؤالي عن أولي الأمر فـ أنا اعلم إن هناك اختلاف في تفسيرها مثلما ذكرت حضرتك ولكن اختلف معك حينما قلت أن معانيها لا تُجدي نفعاً بالحوار.
    نحن هنا في الملتقى إذا اتفقنا على دينية الدولة و إسلامية دولة ما سنكون أمام خلاف أخر
    لأن باختلاف المعاني والتفسيرات والأهواء ستجد تفرق المسلمين أكثر من فرقتهم هذه وحتى لو لم يتفرقوا أكثر فـ فرقتهم هذه كافية لإنشاء خلاف ليس له أخر.
    لذلك رأيي أن كثرة معاني أولي الأمر تعنينا في هذا الحوار.

    = = =

    أما بخصوص بيع الخمر
    فـ أنا حقاً أريد المعرفة ولا أجد آية تؤكد عل إغلاق أماكن بيع الخمور ، أكرروأقول آية قرآنية فـ الأحاديث مختلف فيها كثيراً ولا أخذ بالخلاف لذل أريد آية قرآنية.
    وقولك أستاذي الفاضل إن العثور علىشارب خمر خلسة ليس بدليل على عدم الإغلاق فـ هنا أريد سؤالك لماذا حصرتها في خلسة؟
    إن ابن عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- عندما شرب الخمر لم يُحدد إذا كان شرب خلسة أم لا ، والعموم إنها ليست بخلسة لأنه لم يوجد دليل على إغلاق أماكن بيع الخمور.
    أم قول حضرتك إن هذا السؤال أريد منه توضيح مدنية دولة الرسول -صلى الله عليه وسلم- أو إسلاميتها فـ لا لم أقصد ذلك ولكنه سؤال ورد إلى ذهني وولكن من الممكن يكون دليل لغيري ولكنه ليس له حجة قوية في إسلامية دولة الرسول -صلى الله عليه وسلم- لأن إسلامية دولته لها أدلة كثيرة لا تقبل الشك في نظري ولم أجد أحد م الأساتذة هنا الذين يؤيدون إسلامية الدولة يقول دليل قطعي على مدنية دولته ، لا أعرف لماذا بما إنهم متأكدون من مدنيتها لماذا لا يوجد دليل!!!!

    أريد أن أذكر في هذا السعودية على سبيل المثال دولة إسلامية -حتى لو ظاهرياً- ولكنها الأولى في إستيراد السجائر مع العلم إن السجائر محرمة.

    إذا سمحت لي أن أسأل سؤال اخر أستاذي
    عن حد الردة
    سفر الخروج الاصحاح 22 : "من ذبح لآلهة إلا للرب فقتله حلال"
    سفر التثنية الاصحاح 17 : "لا تذبحوا للرب إلهكم ثورا أو شاة يكون فيه أي عيب أو عاهة، لأن ذلك رجس لدى الرب إلهكم ؛ إذا وجدتم فيما بينكم في إحدى مدنكم التي أعطاكم الرب إلهكم أن رجلا أو امرأة فعل الشر أمام الرب إلهكم، فخالف عهده وذهب فعبد آلهة أخرى وسجد لها، أو للشمس أو القمر أو سائر كواكب السماء، مما لم آمر به وسمعتم الخبر وتحققتم منه جيدا فكان صحيحا ثابتا أن الرجل أو المرأة صنع الرجس في بني إسرائيل ؛ فأخرجوا ذلك الرجل أو تلك المرأة إلى خارج المدينة وارجموه بالحجارة حتى يموت"
    وطبعا في الأسلام يوجد خلاف على حد الردة
    فـ هل ترى هذا حرية اعتقاد؟؟

    دكتور وسام
    تحية وتقدير

    وأهلاً بك أستاذة أسماء المنسي وبعودتك لمتابعة الردود على الموضوع، وأصفك بـ (الباحثة النشيطة) ـ من النساء ـ في الصالون الفكري والملتقى بشكل عام.

    قولك: (لذلك رأيي أن كثرة معاني أولي الأمر تعنينا في هذا الحوار).
    نعم .. حين نتفق على إسلامية الدولة أو دينيتها سنناقش في معاني (أُولي الأمر). ولكن الأمر مبكر جداً.

    وأما قولك: (فـ أنا حقاً أريد المعرفة ولا أجد آية تؤكد عل إغلاق أماكن بيع الخمور ، أكرروأقول آية قرآنية فـ الأحاديث مختلف فيها كثيراً ولا أخذ بالخلاف لذل أريد آية قرآنية).
    فأولاً أن الرسول (ص) مبيّن للآيات ومكمّل للقرآن الكريم في التشريع، فهل وجدتِ في القرآن عدد الركعات في كل صلاة أو كيفية الصلاة والوضوء والحج والعمرة وغيرها من الشعائر ؟!! حتى تطلبي دليل غلق الخمارات من القرآن ؟!!. وثانياً: يكفينا لَعْنَ الرسول (ص) بائع الخمر وشاربها وناقلها .. إلخ دليلاً على منع بيعها.

    وأما الآيات الدالة على حرمة الخمر حرمةً قطعية، فهي قوله تعالى: (يسألونك عن الخمر والميسر قل فيهما إثم كبير، ومنافع للناس وإثمهما اكبر من نفعهما) البقرة 219. وقوله تعالى: يا أيها الذين آمنوا إنما الخمر والميسر والأنصاب والأزلام رجسٌ من عمل الشيطان فاجتنبوه لعلكم تُفلحون* إنما يريد الشيطان أن يُوقعَ بينكم العداوة والبغضاء في الخمر والميسر ويصدّكم عن ذكر الله وعن الصلاة فهل أنتم مُنتَهون ؟) المائدة 90ـ91.
    فالخمر إثمٌ في الآيات الكريمة ومن عمل الشيطان، وقد حرّم الله الإثم بكل صوره تحريماً قاطعاً في قوله تعالى: (قل إنما حرّم ربّي الفواحش ما ظهر منها وما بطن والإثم) الأعراف 33. فهل بعد هذا من تحريم ؟! وقد قلت سابقاً لا يمكن للرسول (ص) أن يترك ما أنزله الشرع بلا تنفيذ. فالغلق نتيجة للتحريم، كما أنه يمنع بيوت الدعارة لمنع الزنا .. وهكذا بقية الأفعال المحرّمة.

    وأما الاستشهاد بدولة ما على أنها إسلامية؛ فقد قلت في مشاركة سابقة الآتي:
    إنّ تاريخنا ليس بأبيض ناصع البياض، ولا بأسود فاحم السواد، ولكنه تاريخ لم يحمل سمات الدولة الإسلامية على مدى قرون طويلة، فما الدولة الأموية ولا الدولة العباسية ولا الدولة العثمانية وما تخللها (جميعها) من دول صغيرة بدولة إسلامية بالمصطلح الصحيح للدولة الإسلامية، فهي دول ملكية وراثية أخذت ما تشتهي من الشرع، وأقامت بنيتها على أساس وراثي متسلط، بل إنّ بعضها أساء إلى الإسلام وإلى القرآن الكريم، ومَن لا يعرف بضرب القرآن بالسّهام، وضرب الكعبة بالمنجنيق واستحلال حرمة المسلم فيها !!!.

    وأما قولك: (وطبعا في الأسلام يوجد خلاف على حد الردة .. فـ هل ترى هذا حرية اعتقاد؟؟).
    طبعاً يوجد خلاف في كل شيء في المذهب الواحد؛ فكيف بمذاهب متعددة ؟!.

    أما (حرية الاعتقاد)، فلا أريد أن أكون مغالياً؛ فالإسلام هو الإسلام بشريعته وأحكامه؛ فهذه أحكام القتل والزنا والسرقة والأسير والمعتدي والآثم والمرتد؛ فلا يمكننا إذا حكمنا إسلامياً نترك الشرع وأحكامه حتى لا يُقال عنّا أننا ضد حرية الفرد !!، فالحرية الإسلامية حرية ملتزمة. وأما غير ذلك، فإما انحراف أو ممالاة للغرب وحرياته الخاصة به.

    وأما قولك: (رضي الله عنه- عندما شرب الخمر لم يُحدد إذا كان شرب خلسة أم لا ، والعموم إنها ليست بخلسة لأنه لم يوجد دليل على إغلاق أماكن بيع الخمور).
    لا أعرف بهذه الرواية .. نوّرينا نوّرك الله: هل رضي الله عنه شرب الخمر بعد التحريم القطعي ؟!.

    ولك كل تقدير.

    اترك تعليق:


  • أسماء المنسي
    رد
    المشاركة الأصلية بواسطة د. وسام البكري مشاهدة المشاركة


    أهلاً بك أستاذة أسماء مجدداً ...

    سؤالك: مَن هم أولي الأمر ؟.

    قال الطبري (ت310هـ) في تفسير قوله تعالى: "يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم" : ((قال أهل التأويل: "واختلف أهل التأويل في "أولي الأمر" الذين أمر الله عباده بطاعتهم في هذه الآية)) ثم يذكر معاني كثيرة في تفسيره. (يُنظَر: جامع البيان 4 / 150.

    وأظن أن محل الخلاف في معانيها لا يُجدي نفعاً الآن في موضوعك.
    ========

    أما سؤالك الثاني: هل هناك دليل على أن الرسول - صلى الله عليه وسلم - منع بيع الخمور أو أغلق الخمارات؟.

    فأدلتنا هي الآيات الكريمة وأحاديث الرسول (ص) وأفعاله المسمّاة بالسنّة النبوية الشريفة، وقد فصّل العلماء فيها في أغلب كتب الفقه، وتحريم الخمر كتحريم الزنا وغيره من المحرمات قولاً وعملاً؛ وإذا شككتِ في تفسير الآيات الكريمة وفي صحة الأحاديث النبوية وفي تاريخ السيرة النبوية، الدالة جميعها على التحريم والمنع عملاً، فبالإمكان الاستدلال على ذلك عقلاً؛ إذ كيف يعقل عاقل أن الشرع يُحرّم الشيءَ قولاً ويُبيحهُ عملاً ؟ !!.
    فإذا كان هذا، فالتشريع باطل إذاً !، ولغوٌ، وضربٌ من العبث !!.
    وحاشا لله ولرسوله أن يسمحا ببيع الخمور، وهي محرّمة قطعاً.
    حديثي في زمن التحريم القطعي.

    وأما العثور على شارب خمرٍ خلسةً، أو بائع خمرٍ خلسةً، فهذا لا يعني أن الشرب والبيع محللان، بل هما يمثلان حالتين من حالات ارتكاب الذنوب، ووجوب وقوع العقاب عليهما بحسب الشرع.
    ========

    ولكني ألمَحُ من طلبك الدليل على أن الرسول (ص) منع بيع الخمور أو أغلق الخمارات، هو إقرار على كون دولة الرسول (ص) مدنية وليست دينية إسلامية؛ لأن الدولة الإسلامية لا تُبيح هذا نقلاً وعقلاً ..

    وإذا كان كذلك، فما عَدا مِمّا بَدا في خلافك ؟ !.


    مع التقدير

    أهلاً بك ومرحبا دكتور وسام البكري
    أسعد الله أوقاتك

    بداية اعتذر على تأخيري في الرد على مداخلتك هذه
    نبدء
    بالنسبةلسؤالي عن أولي الأمر فـ أنا اعلم إن هناك اختلاف في تفسيرها مثلما ذكرت حضرتك ولكن اختلف معك حينما قلت أن معانيها لا تُجدي نفعاً بالحوار.
    نحن هنا في الملتقى إذا اتفقنا على دينية الدولة و إسلامية دولة ما سنكون أمام خلاف أخر
    لأن باختلاف المعاني والتفسيرات والأهواء ستجد تفرق المسلمين أكثر من فرقتهم هذه وحتى لو لم يتفرقوا أكثر فـ فرقتهم هذه كافية لإنشاء خلاف ليس له أخر.
    لذلك رأيي أن كثرة معاني أولي الأمر تعنينا في هذا الحوار.

    = = =

    أما بخصوص بيع الخمر
    فـ أنا حقاً أريد المعرفة ولا أجد آية تؤكد عل إغلاق أماكن بيع الخمور ، أكرروأقول آية قرآنية فـ الأحاديث مختلف فيها كثيراً ولا أخذ بالخلاف لذل أريد آية قرآنية.
    وقولك أستاذي الفاضل إن العثور علىشارب خمر خلسة ليس بدليل على عدم الإغلاق فـ هنا أريد سؤالك لماذا حصرتها في خلسة؟
    إن ابن عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- عندما شرب الخمر لم يُحدد إذا كان شرب خلسة أم لا ، والعموم إنها ليست بخلسة لأنه لم يوجد دليل على إغلاق أماكن بيع الخمور.
    أم قول حضرتك إن هذا السؤال أريد منه توضيح مدنية دولة الرسول -صلى الله عليه وسلم- أو إسلاميتها فـ لا لم أقصد ذلك ولكنه سؤال ورد إلى ذهني وولكن من الممكن يكون دليل لغيري ولكنه ليس له حجة قوية في إسلامية دولة الرسول -صلى الله عليه وسلم- لأن إسلامية دولته لها أدلة كثيرة لا تقبل الشك في نظري ولم أجد أحد م الأساتذة هنا الذين يؤيدون إسلامية الدولة يقول دليل قطعي على مدنية دولته ، لا أعرف لماذا بما إنهم متأكدون من مدنيتها لماذا لا يوجد دليل!!!!

    أريد أن أذكر في هذا السعودية على سبيل المثال دولة إسلامية -حتى لو ظاهرياً- ولكنها الأولى في إستيراد السجائر مع العلم إن السجائر محرمة.

    إذا سمحت لي أن أسأل سؤال اخر أستاذي
    عن حد الردة
    سفر الخروج الاصحاح 22 : "من ذبح لآلهة إلا للرب فقتله حلال"
    سفر التثنية الاصحاح 17 : "لا تذبحوا للرب إلهكم ثورا أو شاة يكون فيه أي عيب أو عاهة، لأن ذلك رجس لدى الرب إلهكم ؛ إذا وجدتم فيما بينكم في إحدى مدنكم التي أعطاكم الرب إلهكم أن رجلا أو امرأة فعل الشر أمام الرب إلهكم، فخالف عهده وذهب فعبد آلهة أخرى وسجد لها، أو للشمس أو القمر أو سائر كواكب السماء، مما لم آمر به وسمعتم الخبر وتحققتم منه جيدا فكان صحيحا ثابتا أن الرجل أو المرأة صنع الرجس في بني إسرائيل ؛ فأخرجوا ذلك الرجل أو تلك المرأة إلى خارج المدينة وارجموه بالحجارة حتى يموت"
    وطبعا في الأسلام يوجد خلاف على حد الردة
    فـ هل ترى هذا حرية اعتقاد؟؟

    دكتور وسام
    تحية وتقدير

    اترك تعليق:


  • أسماء المنسي
    رد
    المشاركة الأصلية بواسطة حسين ليشوري مشاهدة المشاركة
    العفو أخي الكريم توفيق و أدعو الله لي و لك و لجميع المسلمين بأن يفقهنا في ديننا و أن يثبتنا على الصراط المستقيم، اللهم آمين يا رب العالمين.
    المشاركة الأصلية بواسطة حسين ليشوري مشاهدة المشاركة


    [align=justify]البحث عن الحقيقة، أو عن الحق، واجب المسلم حتى لا يكون في دينه كالإمعة أو يكونها فعلا ![/align]

    [align=justify]


    ثم إن مضوع نظام الحكم في الإسلام من المواضيع الشائكة و الحساسة و لا تُتناول إلا ببرودة أعصاب و تجرد من الذاتية و رغبةٍ في البحث عن الحقيقة صادقةٍ و إلا ضعنا و أضعنا غيرنا معنا ؛ و بحكم اشتغالي بالدعوة إلى الحكم الإسلامي منذ سنين و بحكم تكويني المتخصص في التواصل العلمي الجامعي فأنا أحرص الحرص كله أن أكون مقنعا في حديثي العام فضلا عن الحديث الخاص و اسمح لي أن أقترح عليك زيارة موضوعي "جراحة الأفكار بين المدارسة و الممارسة" الموجود في الرابط أدناه لتشكل فكرة أولية عن أسلوبي في الحوار لما أكون "هادئا" "هاديا" "هادفا" (!!!) :


    http://www.almolltaqa.com/vb/showthread.php?30267
    [/align]


    أشكر لك أخي توفيق تنويهك الكبير بشخصي الصغير فهذا من كرمك بارك الله فيك.

    تحيتي لك و مودتي كذلك.

    أستاذي حسين ليشوري

    متفقة تماماً أن هذا الحوار يجب أن يكون ببرودة أعصاب وتجرد من الذاتية
    فـ أنا عندما أتناقش يجب أن أتجرد من كل شئ
    لا أكون مسلمة ولا مسيحية ولا يهودية عندما نتكلم في الدين
    ولا أكون منتمية لأي حزب سياسي عندما نتكلم في السياسة

    مع إنني عندما فعلت ذلك قيل عني الكثير
    في الدين قد كفروني ورفضوا الرد على اسئلتي الدينية
    وفي السياسة قيل ليبرالية
    ومرات علمانية ومرات متشددة صعيدية

    ولكني مقتنعة مثلك بالتجرد للوصول للحقائق


    لدي سؤال يُحيرني
    حضرتك كتبت مقالات عن عدم صلاحية الأسلاميون للحكم في الجزائر
    والآن
    تدعو للحكم الأسلامي
    هل يصلح الأسلاميون الآن للحكم في أي دولة وليس الجزائر فقط؟؟

    تحيةو تقدير

    اترك تعليق:


  • أسماء المنسي
    رد
    المشاركة الأصلية بواسطة حسين ليشوري مشاهدة المشاركة
    أختي الكريمة و العزيزة أسماء : أهلا و سهلا بك في بيتك الكريم.
    قبل أي حديث في الموضوع الشيق و الخطير الذي نحن بصدده أعتذر إليك عن التأخر في شكرك على ما تفضلت به من تنويه، فقد قطع "الصّبّ" النتي في بيتي لأيام، هذا من جهة، و من جهة أخرى أنا لا أنزعج البتة من الأسئلة أيًّا كانت فما بالك بأسئلة تهمني شخصيا ؟ لإن موضوع نظام الحكم في الإسلام موضوع كبير و خطير و قد تنكسر على صخوره قرون الوعول فكيف بأقلام الفحول و رؤى العقول و اختلاف الأقران لاختلاف الفهوم و الأهواء و القرائن (؟!!!) و هو موضوع قد شغلت به سنين طويلة و لا أزال مشغولا به.
    ثم أما بعد : سألتني مرات أسئلة وجيهة كثيرة و الإجابة عنها تحتاج إلى مجال أوسع و فهوم أرحب لتشعبها و اختلاف الرؤى فيها بيد أنني أود اختصار النقاط التي سأتكلم فيها بإذن الله تعالى هنا و الآن فيما يلي مع الملاحظة أنني أكتب عفو الخاطر وحسب ورود الخواطر:
    1 ـ إن كل ما يقال في الموضوع إنما هو مما نفهمه، أو فهمناه، من النصوص الواردة فيه و النصوص تختلف من حيث ثبوتها و دلالتها و قطعيتها و ظنيتها و لكل رأيه حسب قراءته و فهمه و ميوله و قناعاته و أهوائه، و الناس، أقصد بالناس طلاب العلم طبعا، في هذا يتساوون في الحقوق، حق الفهم و التأويل أو التفسير، و لا فضل لأحد على أحد إلا بالحجة الصحيحة و الدليل القاطع و هما نسبيان كما تعلمين ؛
    أستاذي الفاضل حسين ليشوري
    إن طلاب العلم والعلماء في نظري متساوون ، أما التفسيرات والتأويلات فـ هي تختلف تبعاً لاختلاف العقول
    من الممكن أن يتفق عالمان في تفسير معين ولكنهما مختلفان في طرق الوصول لهذا التفسير ؛ وهذا يُرجعني للدولة الدينية فـ تفسير القرآن لم يكن وحي من السماء ولم يكن منزل في الكتاب.
    فـ يختلف التفسير تبعاً لاختلاف الأهواء والعقول والظنون و .....
    ولا يعقل أن يمحو البشر إنسانيتهم ويُساقوا وراء أحد الغير معصومين بحجة أنه فسر القرآن كما فهمه وتوصله إليه بناء على تفسيره هذا يحكم ويقتص من الأخرين وإذا اعترض أحد على هذا التفسير فـإنه كافر يجب قتله لأنه زنديق خرج عن القافلة واعتدى على رموز الدين لأنه استخدم عقله الذي وهبهه له الله عز وجل.




    المشاركة الأصلية بواسطة حسين ليشوري مشاهدة المشاركة
    2 ـ إن الرسول محمد بن عبد الله، صلى الله عليه و سلم، زيادة على كونه نبيا يوحى إليه فهو قائد متعدد المواهب و عبقري فذ كشخص أو كفرد من أفراد الناس، و لذا يختلف العلماء في النظر إليه من زاوية من زوايا شخصيته الفذة و الفريدة من نوعها كلية، و من هنا جاء الاختلاف في قضية الحكم ليس في عصر الناس هذا بل و بُُعيد وفاته، صلى الله عليه و سلم، بل اختلفوا أثناء مرضه و وعكته التي توفي بعدها، صلى الله عليه و سلم ؛
    وأنا لم أتطرق للرسول -صلى الله عليه وسلم- سوى عندما ذكرت حضرتك وأستاذ أحمد أبوزيد وبعض الأساتذة مقولة "مدنية دولة الرسول"
    من هنا وجب التطرق للرسول -صلى الله عليه وسلم- ومدنية دولته التي لم أجد أحد يتحدث عنها بأدلة قطعية لا تقبل الشك.



    المشاركة الأصلية بواسطة حسين ليشوري مشاهدة المشاركة
    3 ـ قضية الحكم في الإسلام قضية "دنياوية" بحتة و ليست "دينية" كما هو شأن الصلاة و الصيام و الزكاة و غيرها من الفرائض "الدينية"، فقد ورد عن عمر بن الخطاب، رضي الله عنه، في مسألة مبايعة أبي بكر الصديق، رضي الله عنه، خليفة لرسول الله، صلى الله عليه و سلم، أنه قال " لقد رضيك الرسول، صلى الله عليه و سلم، لديننا، أي إمامة الصلاة، فكيف لا نرضا بك لدنيانا؟ و من هنا يتبين أن قضية الخلافة، أو الحكم عموما، من قضايا تنظيم الدنيا و ترتيب الحياة و أكبر دليل أنها، الخلافة، من قضايا الدنيا أن الرسول، صلى الله عليه و سلم، لم يحدد لها كيفية و لا صيغة و لا أشخاصا تاركا أمرها لاجتهاد المسلمين، أو أهل الحل و العقد فيهم، ليروا رأيهم فيها، كما فعل في شأن الصلاة بقوله "صلوا كما رأيتموني أصلي" أو الحج "خذوا عني مناسككم"، مع التنبيه المؤكد إلى ضرورة فهم كلمة "دين" لغة و اصطلاحا فعلى هذا الفهم يتضح الكلام و يسهل و تختصر الطريق إلى الاتفاق الأخير ؛
    عذراً ولكني هنا اختلف مع حضرتك
    قولك أن الرسول -صلى الله عليه وسلم- ترك الخلافة ولم يحدد لها شخصاً لأنها أمور دنياوية
    سأتحدث في أمرين هامين وهما:
    فرقت هذه النقطة المسلمين "ذهب قوم إلى أن الرسول قد حدد شخص للخلافة ؛ وذهب أخرون إلى أنه لم يحدد"
    سيقول لي أحدهم إن هذا ليس بحوارنا أرد وأقول إنه في صميم الحوار
    إذا اتفقنا على دينية الدولة أو إسلاميتها فـ عن أي إسلام تتحدثون؟
    الأمر الأخر: إن الله عز وجل قد رضي لنا الأسلام وأتمه ولكن هل يعقل أنه يتركه ليتفرق ويتشتت بدون أن يترك أحد يحافظ عليه؟
    هنا أتحدث عن الأسلام وليس القرآن فـ كلنا متفقون أن القرآن محفوظ
    ولكن بعد موت رسول الله -صلى اله عليه وسلم- من الطبيعي أن يختلف المسلمون مثلما اختلفوا في عهده فـ هل يعقل أن يموت الرسول دون أن يختار أحد يحافظ على الأسلام !!! هذا الاختيار يتمثل في الخلافة التي ذكرتها حضرتك أنها دنياوية.
    إن كنت على خطأ أرجو تصحيح خطأي بالأدلة.



    المشاركة الأصلية بواسطة حسين ليشوري مشاهدة المشاركة
    4 ـ الخوف، إن جاز الخوف من أحد غير الله تعالى، إنما هو من "الإسلاميين" الجاهلين و المتسرعين و الذين يحسبون أنهم برفعهم شعار "الحكم الإسلامي" سيتبعهم الناس و هم واهمون في هذا تماما لأن كثيرا من الناس حتى من المسلمين أنفسهم من يخشى الحكم الإسلامي فكيف بغيرهم ؟ و ليس الخوف من الإسلام دين الله الحنيف الكامل في أحكامه و تشريعاته الشامل لحيوات الناس كلها و كلهم أجمعين ؛
    أستاذي الفاضل
    هل ترى أحد ممن ينادون بالحكم الأسلامي الآن صالح للأسلام ؟
    رأيي لايوجد أحد نهائياً بل حتى معظم الشعب الذي يطالب بدينية الدولة ليس صالح لها.
    بالأضافة إلى أن حضرتك تقول إنهم واهمون في أ يتبعهم أحد ولكن عذراً أراك مخطأ في هذا
    فـ العرب يُساقون -إلا من رحم ربي وهم قليلون- تجدهم ينتفضون حماية للدين وهم لايفقهون
    وهذا من تخلفهم
    وأقول لك رواية حدثت أمامي في انتخابات مجلس الشعب الأخير أحد الأسر لم تكن لها رغبة في الانتخاب ولكن حين علمت أن هناك مرشح مسلم أمام مرشح مسيحي ذهبوا لانتخاب المسلم الذي لايعرفون عن خطته شئ -بل يعرفون سوء سلوكه العام- وليس ذلك لتدينهم بل لعقليتهم المحدودة.
    لذلك أقول لكَ سترى العرب يُساقون وراء هؤلاء الأسلاميون.



    المشاركة الأصلية بواسطة حسين ليشوري مشاهدة المشاركة

    5 ـ الحديث في موضوع "نظام الحكم في الإسلام" يقتضي الاطلاع على ما كتب فيه، و لذا أقترح عليك، إن سمحت، بعض العناوين التي أراها تكفي في البداية لتكوين فكرة قاعدية في الموضوع:

    ـ "النظريات السياسية الإسلامية"، تأليف الدكتور محمد ضياء الدين الريس، رحمه الله تعالى ، طبعة دار المعارف بمصر ؛

    ـ "الإسلام و الخلافة في العصر الحديث" للمؤلف نفسه، ينقد فيه كتاب "الإسلام و أصول الحكم" للشيخ علي عبد الرزاق، رحمه الله تعالى، طبعة دار التراث بالقاهرة ؛
    ـ "الإسلام و أوضاعنا السياسية" للأستاذ عبد القادر عودة، رحمه الله تعالى، طبعة الزيتونة للإعلام و النشر، الجزائر، أو أية طبعة له ؛
    ـ "الإسلام بين جهل أبنائه و عجز علمائه" للمؤلف نفسه، رحمه الله تعالى، طبعة دار القرآن الكريم، من منشورات "الإتحاد الإسلامي العالمي للمنظمات الطلابية" ؛
    ـ "نظام الحكم في الإسلام" من إعداد الأساتيذ : بغالة عبد السلام، سلامي محمد، يونس بدر الدين، طبعة قصر الكتاب بالبُُليدة، الجزائر،(و ما أظنك تجدينه)؛
    كما أن في الموضوع كتبا كثيرة جدا قديمة و حديثة يمكنها توضيح الموضوع أو ... تعقيده أكثر و أكثر !!!
    أشكرك جزيلاً على هذه الكتب
    ولكن مثلما قلتُ حضرتك : يمكنها توضيح الموضوع أو ... تعقيده أكثر وأكثر
    رأيي أن نحتكم لعقولنا أفضل ، نقرأ ونطلع ونستفيد من أراء الأخرين ولكن في الأخير نستخدم ما أكرمنا الله به



    المشاركة الأصلية بواسطة حسين ليشوري مشاهدة المشاركة
    6 ـ البحث الموضوعي عموما و في موضعنا هذا خصوصا يقتضي منا الهدوء و الصبر و الحلم و الأناة و ليس لأحد منا، أيا كان، حق الحجب على رأي الآخرين حتى و إن اختلفوا معنا أو ناقضوا رأينا أو عاندوا فيه إذ لا أحد يملك "الحق" وحده و الآخرون "يملكون" الباطل و الحقيقة المطلقة عند الله سبحانه وحده و "حقائقنا" نسبية كلية ؛
    هذا ما أقوله دوماً أستاذي ولكن الحق يُقال
    لا أحد يسمع
    نستثني أنفسنا دوماً لا أعرف لماذا



    المشاركة الأصلية بواسطة حسين ليشوري مشاهدة المشاركة
    7 ـ عشت عام 1991 تجربة خطيرة جدا إذ نشرت في شهر جوان مقالة زعزعت الحركة الإسلامية في الجزائر بعنوان "الإسلاميون لا يصلحون لقيادة الجزائر حاليا" و في شهر أوت مقالة ثانية بعنوان "لماذا لا يصلح الإسلاميون لقيادة الجزائر حاليا" أبين فيها أسباب عجز الإسلاميين لقيادة الجزائر في تلك الأثناء مع أنهم كانوا يرون أنفسهم سيتولون الحكم بعد شهور قليلة فقد كانوا حصلوا على الأغلبية الكاملة في المجالس المحلية في جوان 1990 و على الأغلبية النسبية في مقاعد المجلس الوطني، البرلمان، فثار جماعات منهم ضدي و لولا ستر الله لي لكنت اليوم في خبر كان و لما استطعت التحدث إليكم هنا، و بعد شهور قليلة من نشر المقالتين، أي في ديسمبر1991، انقلبت الأوضاع في الجزائر رأسا لعقب و تحقق ما حذرت منه في جوان و أوت و ما كنت كتبته عن المخاطر التي تهدد الحركة الإسلامية في الجزائر في مقالات أخرى كثيرة أهمها "الإصلاحات السياسية الجديدة و صلح الحديبية"، في مارس 1989، لكن "لا رأي لمن لا طاعة له" كما قال الإمام علي بن أبي طالب، رضي الله عنه ؛
    وهل تراهم يصلحون الآن ؟
    سواء في الجزائر أو غيرها



    المشاركة الأصلية بواسطة حسين ليشوري مشاهدة المشاركة
    8 ـ إن أكبر عيب في كثير من "الإسلاميين" و أخطرَه أنهم لا يحبون النقد و لا من ينقدهم و إن كان على صواب و إنهم ليعملون بالرأي القاتل "رأينا صواب لا يحتمل الخطأ و رأي غيرنا خطأ لا يحتمل الصواب" مع أن العكس هو الصواب إن حاسبناهم حسابا علميا دقيقا فكثير من آرائهم خاطئة تماما و لا تحتمل الصواب و لاسيما فيما يخص السياسة المحلية أو الإقليمية أو الدولية ؛
    متفقة معك وأزيد ليس الأسلاميين فقط بل الناس عموماً إلا من رحم ربي
    لا يقبلون النقد نهائياً بل ويجدونه محاربة لشخصهم الكريم في حين أنه نقد للفكر أو للمعلومة وليس للشخص
    وهنا في الملتقى أكبر دليل على ذلك
    حتى وإن قال الشخص إنه تقبل النقد ولكن هذا يكون ظاهرياً وتبدأ الحرب الباردة بين المنتقد والناقد



    المشاركة الأصلية بواسطة حسين ليشوري مشاهدة المشاركة





    9 ـ لي رجاء خاص منك، أختي الفاضلة أسماء: أنت محامية و تبحثين عن الحقيقة و تحرصين على الحق و لا تقبلين إلا القضايا المدعمة بالأدلة و الحجج و البراهين و هذه خصلة جميلة و نبيلة و ... قليلة، إذن لا تنفعلي و لا تنزعجي من كلام بعض إخواننا الباحثين مثلك عن الحقيقة حتى و إن بدو أو ظهروا لنا أنهم يملكونها أو ... يحتكرونها ! و قد سبق لي أن كتبت إلى أخينا و أستاذنا المبجل، و الذي أحترمه جدا، أستاذنا الدكتور الفاضل وسام البكري في شأن اللغة العربية :"اللغة العربية بحر واسع و محيط شاسع و الكل يغترف من لججه فيحتج أو يَلَجُّ و نحن جميعا هواة احتجاج و لسنا رعاة لجاج !" و أقول هنا : "إن موضوع نظام الحكم في الإسلام موضوع كبير وخطير و الكل يدلي فيه بدلوه فيصيب أو يخطئ و نحن جميعا هواة احتجاج و لسنا رعاة لجاج" و أعوذ بالله من الأهواء و الشحناء و البغضاء و ... الرياء !
    أنا لست منفعلة أستاذي بل سعيدة بهذا الحوار الممتع
    لقد قرأت هذا الخلاف أو الحوار "في الجديد اللغوي"
    وأقولها من بعدك "جميعنا هواة احتجاج ولسنا رعاة لجاج"
    أختي الكريمة أسماء أسأل الله لي و لك و لجميع المسلمين العفو و العافية و المعافاة الدائمة في الدين و الدينا و الآخرة، هذا و الله أعلم و نسبة العلم إليه، سبحانه، أسلم.


    تحيتي و تقديري كما تعلمين.







    أستاذي ومعلمي حسين ليشوري


    أشكرك جزيل الشكر لـ حوارك الشيق الذي يُسعدني دوماً
    وأتمنى أن لا تنزعج من كلماتي فـ أنا أبحث عن الحق وأرجو المساعدة


    تحيةوتقدير
    التعديل الأخير تم بواسطة أسماء المنسي; الساعة 16-07-2011, 16:16.

    اترك تعليق:


  • توحيد مصطفى عثمان
    رد
    لا بدَّ لي بدايةً من أن أشكر الأستاذة الكريمة أسماء المنسي على متابعتها الدؤوبة لهذا الموضوع البالغ الأهميَّة. وإن كان لي من كلمةٍ أخصُّها بها فإني أذكِّرها بقول ابن عباس رضي الله عنه حين سُئل: بمَ حصَّلت هذاالعلم؟ فأجاب: أوتيتُ لساناً سؤولاً وقلباً عقولاً.

    تابعي أسئلتكِ وتساؤلاتكِ أستاذة أسماء، ولا تجعلي من اتهام أحدٍ لكِ – كائناً ما كان هذاالاتهام، وكائناً مَن كان المتهِّم - عائقاً يحيل بينك وبين بحثك، فليس هنالك من أسئلةٍ محرَّمة وأخرى جائزة طالما أن القصد هو الوصول إلى العلم، وبالتالي معرفة الحق لاتِّباعه.

    في الموضوع، أرجو أن تسمحي لي ببعض الإشارات السريعة، على أن أعود للتفصيل وإبداء الرأي لاحقاً:

    - أود التأكيد بدايةً على ضرورة تحديد مصطلحات الموضوع وضبطها –كما تفضَّل وأشار إلى ذلك الدكتور القدير وسام، والأخ العزيز الأستاذ حسين- وأعتقد أن الموضوع سيظل يدور في حلقة مفرغة إن لم يتم تحديد هذه المصطلحات، ومن ثم التوافق –إن أمكن- على تحديدٍ واحدٍ يُبنى عليه الرأي، فلا يكفي عرض الآراء المختلفة –كما جاء في المقالة التي أشار إليها الأستاذ الكريم حسين- لأن ذلك يعمِّق الاختلاف في عموم المسألة، بحيث يتبنى أحد الأطراف فهماً محدَّداً قاله أحدهم ويتبنى الطرف المقابل فهماً آخر قاله غيره.

    وهنا أسأل سؤالاً: لماذا لا نقوم نحن بإعمال فكرنا ووضع فهومنا لهذه المصطلحات؟!!!

    - أتفق تماماً مع الأستاذ حسين في قوله –القديم المتجدِّد- عن عدم صلاحية المطالبين بإقامة حكم إسلامي في الجزائر زمن كتابة مقالته المشار إليها، ويمكنني أن أزيد عليه فأقول: إنه لا توجد حتى الآن في أي دولة عربية أي حركة أو جماعة أوتنظيم أو حتى أشخاص يمتلكون الأهلية لذلك، بناء عليه فإنه من الخطأ الجسيم المطالبة بإقامة حكم تحت أي مسمَّى ديني في أي دولة عربية؛ والسبب –برأيي- أن هنالك إشكالات كبرى في فهم الإسلام الحقيقي، وبالتالي إن أي حكم يقوم باسم الإسلام اليوم سوف يسيء للإسلام والمسلمين بالقدر نفسه الذي سوف يسيء لغير المسلمين، وربما تكون الإساءة للإسلام والمسلمين أكثر من الإساءة لغيرهم.

    وأكبر دليل على ذلك أن هنالك عشرات المسائل المرتبطة التي لم تُحدَّد حتى الآن بشكل دقيق ومضبوط وموافق لما جاء به القرآن الكريم والسنَّة المطهَّرة، وأنا هنا لا أتحدث عن المسائل الجزئية الخلافية بطبيعتها، بل أقصد المسائل الرئيسة التي يُبنى عليها مئات المسائل الجزئيَّة.

    والسؤال الذي يفرض نفسه في هذه الحال:

    إن كان من الخطأ الآن –كما أزعم- الدعوة لقيام حكمٍ باسم الإسلام، فما الحل إذن؟

    أقول: تعالوا نضبط مصطلحاتنا أولاً، وسنرى بعدها أننا قد قطعنا شوطاً كبيراً جداً في الطريق إلى الجواب.

    وأطرح هنا بعض المصطلحات التي تشكل بمجملها منظومة متكاملة ومترابطة في هذا الباب الذي نتحدث عنه:

    الدين... الإسلام... الإيمان... الشريعة.

    الدولة... الحكم... الحاكميَّة.

    الوطن... المواطن... المواطنة.

    الشعب... الأمَّة.

    أعلم أن هذا يحتاج لجهد كبير، لكني أراه واجب الأداء في مقابل التحدي الكبير الذي نواجهه.

    أسأل الله لنا جميعاً التقوى في السرِّ، والسداد في القول، لعلَّ الله يصلح لنا أعمالنا ويغفر لنا ذنوبنا ويهدينا سواء السبيل.
    التعديل الأخير تم بواسطة توحيد مصطفى عثمان; الساعة 19-07-2011, 20:55.

    اترك تعليق:


  • د. وسام البكري
    رد
    المشاركة الأصلية بواسطة حسين ليشوري مشاهدة المشاركة
    يطيب لي أن أنقل إلى الإخوة و الأخوات المهتمين بهذا لموضوع الخطير المقالة القيمة التي يتناول فيها كاتبها تعريف الدين لغة و اصطلاحا و مفهموما عساهم يستفيدون منها للخروج من "أزمة" مفهوم الدين و "إشكالية" صفة الدينية !
    و المقالة موجودة في الرابط التالي و لم أتدخل فيها إلا بتقليص المساحات بين الفقرات فقط:

    http://www.alagidah.com/vb/showthread.php?t=572
    و قراءة ممتعة و مفيدة إن شاء الله تعالى.
    الأستاذ الفاضل حسين ليشوري
    في ضوء مشاركتك التي تُشير إلى مفهوم (الدين) في موضوع آخر ـ وهو موضوع لم ينتهِ إلى رأي محدّد، وإنما عرض التعريفات والآراء فقط ـ:
    ما المفهوم الذي تراهُ يصف علاقة الإسلام بالدولة وصفاً مناسباً ؟؛
    فتصل إليّ الفكرة أكثر وضوحاً وتحديداً.
    مع وافر تقديري.

    اترك تعليق:


  • د. وسام البكري
    رد
    المشاركة الأصلية بواسطة حسين ليشوري مشاهدة المشاركة

    العفو أستاذي الفاضل الدكتور و سام البكري لا تعتذر لي بل أنا من يجب عليه الاعتذار إذ خالفت شريعة الصالون الفكري.
    في الواقع لقد فرحت كثيرا بالمقالة فأحببت نقلها حرفيا لأسهل على الكسالى قراءتها هنا لما فيها من فوائد جمة في تبيين مفاهيم الدين و هو ما أتبناه عموما منذ فترة بأن لـ"الدين" مفاهيم كثيرة و من الخطأ حصرها في مفهوم واحد فقط، و لذا فمن المقبول لغة و اصطلاحا أن نقول، مثلا، إن "اللادينية" دين من لا دين له، و أن الكفر بالله تعالى دين و أن اللائيكية و الشيوعية و الاشتراكية و الرأسمالية و الديموقراطية و غيرها من الأنظمة، أو النظم، الوضعية هي أديان كذلك لكنها أديان باطلة حتما بالمنظور الإسلامي للدين الحق : الإسلام و الإسلام وحده و ما دونه من الأديان أديان باطلة أو منسوخة أو ممسوخة و غير صالحة لا للفرد و لا للمجتمع !
    يبدو أن الموضوع سيبقى يدور في حلقة مفرغة ما لم نضبط المصطلحات ضبطا دقيقا و نهائيا كما تفضلت به في المشاركة 174 و ما لم نتخلص من "المعزوطية" المتجذرة في بعض النفوس.
    أسأل الله أن يلهمنا الرشاد في التفكير و السداد في التعبير و القصد في المسير إنه، سبحانه، على ذلك قدير و بالإجابة جدير نعم المولى و نعم النصير و الحمد لله في الأول و الأخير ؛ لست أدري كيف أشكرك، أستاذي المبجل، على جهودك الطيبة في تثقيفنا و تنوير عقولنا بيد أنني أدعو الله لك بأن يزيدك علما و حلما و فهما و كرما،
    اللهم آمين يا رب العالمين.

    تقبل، أستاذي الفاضل، أخلص تحياتي و أصدق تمنياتي لك.

    أستغفر الله العليّ العظيم أستاذي المبجّل حسين ليشوري
    فأنا ومَن في الملتقى نتعلم منكم وما زلنا .. وما أنا إلا عبد فقير يُشرف على الصالون إدارياً، ويُتابع حواراتكم العلمية الجميلة.
    ولو سمحنا للمنقولات، فسيكون الصالون حاله حال منتدى الموضوعات المنقولة.
    وسأحذف بعد أقل من ساعة مشاركتي ومشاركتك الكريمة وأية مشاركة خارج إطار الحوار في الموضوع.
    ودمتم موفّقين.

    اترك تعليق:


  • حسين ليشوري
    رد
    المشاركة الأصلية بواسطة د. وسام البكري مشاهدة المشاركة
    عذراً أستاذنا الجليل حسين ليشوري، ضوابط النشر في الصالون الفكري تسمح بنشر رابط الموضوع، ولا مانع من الاكتفاء بجزء صغير على سبيل الاستشهاد والتعقيب عليه.
    وقد حدث مثل هذا في أثناء انقطاع الصب النتّي عنك، وأجرينا الإجراء نفسه، علماً أن لديّ نسخة احتياطية من مشاركتك هذه.
    وأهلاً وسهلاً بعودتك الميمونة.
    واعتذاري الشديد لك مجدداً.
    العفو أستاذي الفاضل الدكتور و سام البكري لا تعتذر لي بل أنا من يجب عليه الاعتذار إذ خالفت شريعة الصالون الفكري.
    في الواقع لقد فرحت كثيرا بالمقالة فأحببت نقلها حرفيا لأسهل على الكسالى قراءتها هنا لما فيها من فوائد جمة في تبيين مفاهيم الدين و هو ما أتبناه عموما منذ فترة بأن لـ"الدين" مفاهيم كثيرة و من الخطأ حصرها في مفهوم واحد فقط، و لذا فمن المقبول لغة و اصطلاحا أن نقول، مثلا، إن "اللادينية" دين من لا دين له، و أن الكفر بالله تعالى دين و أن اللائيكية و الشيوعية و الاشتراكية و الرأسمالية و الديموقراطية و غيرها من الأنظمة، أو النظم، الوضعية هي أديان كذلك لكنها أديان باطلة حتما بالمنظور الإسلامي للدين الحق : الإسلام و الإسلام وحده و ما دونه من الأديان أديان باطلة أو منسوخة أو ممسوخة و غير صالحة لا للفرد و لا للمجتمع !
    يبدو أن الموضوع سيبقى يدور في حلقة مفرغة ما لم نضبط المصطلحات ضبطا دقيقا و نهائيا كما تفضلت به في المشاركة 174 و ما لم نتخلص من "المعزوطية" المتجذرة في بعض النفوس.
    أسأل الله أن يلهمنا الرشاد في التفكير و السداد في التعبير و القصد في المسير إنه، سبحانه، على ذلك قدير و بالإجابة جدير نعم المولى و نعم النصير و الحمد لله في الأول و الأخير ؛ لست أدري كيف أشكرك، أستاذي المبجل، على جهودك الطيبة في تثقيفنا و تنوير عقولنا بيد أنني أدعو الله لك بأن يزيدك علما و حلما و فهما و كرما،
    اللهم آمين يا رب العالمين.

    تقبل، أستاذي الفاضل، أخلص تحياتي و أصدق تمنياتي لك.

    اترك تعليق:


  • د. وسام البكري
    رد

    الأستاذ الفاضل أحمد أبو زيد
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    يُسعدني حوارك وحوار الزملاء الأعزاء في هذا الموضوع الجاد، فضلاً عن صاحبة الموضوع الأستاذة الكريمة أسماء المنسي، سائلاً المولى العلي القدير أن يُلهمنا الصواب والسّداد.
    .
    أودّ أن أُثير مشكلة محددة في هذا الموضوع، ولا أدّعي أني أول مَن أثارها، فلقد أثارتها الأستاذة أسماء من قبلُ، أَلا هي تحديد مفاهيم المصطلحات؛ ولعل أبرزها (الدولة الدينية) و (الدولة المدنية)، وأنا على يقين سيُثير هذا استغراب عدد من الزملاء ومنهم الأستاذ (أحمد أبو زيد) نفسه، بوصفه من المُسهمين في توضيح هذه المفاهيم في المشاركات السابقة.

    .
    ولكن يُؤسفني أن أدَع ما أوضحتموهُ جانباً، مع احترامي لوجهة نظركم فيها. أما السبب الذي يدعوني إلى ذلك، فهو الرؤية المعروفة والمعهودة لمفهوم الدولة الدينية في إطار الدين الإسلامي، ولمفهوم الدولة المدنية، اللذين يحقق الباحثون فيهما، ويدققون مقومات كل منهما. هذان المفهومان اعتزلهما الزملاء وأخذوا بوصف دولة الرسول (ص) بـ (المدنية)، ونَبْذ وصف (الدينية) عنها !!.
    .

    وأشد ما أخشاه أن يكون هذا كالذي يرى أنّ (إسلاميتنا علمانية) في مقابل أنّ (علمانيتنا إسلامية) !!، فهو يؤمن بإسلاميته، لكنه يريد العلمانية أيضاً، فيجعل إحداهما بدلاً عن الأخرى أو إحداهما متأثرة بالأخرى !، ومن ثَمَّ فلا مَناصَ من الاعتراف بالعَلمانية وبالإسلامية أيضاً في خلطةٍ واضحة منه للتقريب بينهما في أفضل الأحوال !!.
    .
    وشبيه هذا ما أجدهُ من الإصرار على تحديد جديد لمفهوم دولة الرسول (ص) لجعلها مدنية !!.
    .
    وأمّا الأدلة المَسوقة للاستدلال بها على مدنية دولة الرسول (ص) فهي في أغلبها أدلة على دينية دولته (ص)، فمن الخطأ، بل من غير المنطقي قياس دينية (إسلامية) دولة الرسول (ص) على ثيوقراطية القرون الوسطى في العالَم الغربيّ، فما العهود والمواثيق وحفظ الجار وأحكام حفظ المجتمع من الانحلال والانهيار، وحفظ حقوق الإنسان المسلم وغير المسلم إلا من دينية (إسلامية) دولة الرسول (ص).
    .
    وهنا يتضح الخلط الذي تعمّدهُ بعضهم بجرّة قلم ـ هكذا ـ أن يخلط بين الدينية (الإسلامية) وغير الدينية، فيزعم أنّ الإسلام يَدَعَ الحرية للآخرين كما تؤكده القوانين المدنية الحالية، وهي أشبه بالمطلقة، وهذا غير صحيح البتة !، فالإسلام وضع الحرية في حدود إسلامية واضحة، فهي الحرية الملتزمة، فلا يمكن أن يُبيح شرب الخمر ولا بيعها، ولا السماح بالزّنا ولا الاتّجار بالممنوعات، ولا يُمكن أن يترك العقوبات الإسلامية (الحدود) التي شرّعها الشارع، فإذا ما فعلت تركت الحكومة أو الدولة جزءاً أو كلاً مما مضى وغيره، فهي ليست دينية إسلامية وإنما مدنية، أخذت جزءاً مما يُفيدها من الشرع الإسلامي وأخذت القوانين الأخرى من القوانين الوضعية سواء أكانت هي وضعتها أو نسختها من قوانين دول أخرى.
    .
    فالدولة الإسلامية ليست إسلامية بالاسم فقط، ولا لأنها أقرّت الإسلام ديناً رسمياً للدولة !!؛ بل لأنها تطبّق الشرع كما أنزله الله سبحانه وتعالى في القرآن الكريم وما وضّحه الرسول الكريم (ص) في سنّته، وولاة الأمر من بعده.
    .
    إنّ تاريخنا ليس بأبيض ناصع البياض، ولا بأسود فاحم السواد، ولكنه تاريخ لم يحمل سمات الدولة الإسلامية على مدى قرون طويلة، فما الدولة الأموية ولا الدولة العباسية ولا الدولة العثمانية وما تخللها (جميعها) من دول صغيرة بدولة إسلامية بالمصطلح الصحيح للدولة الإسلامية، فهي دول ملكية وراثية أخذت ما تشتهي من الشرع، وأقامت بنيتها على أساس وراثي متسلط، بل إنّ بعضها أساء إلى الإسلام وإلى القرآن الكريم، ومَن لا يعرف بضرب القرآن بالسّهام، وضرب الكعبة بالمنجنيق واستحلال حرمة المسلم فيها !!!.
    .
    وأما أنّ الحاكم الديني لا يستشير الشعب، فهذا مأخوذ من ثيوقراطية القرون الوسطى ومن القرون القديمة، فلا ينطبق على (دينية الدولة الإسلامية)، لأن الصحيح أن الحكم الإسلامي يتضمن نوعين؛ نوع لا يقبل النقاش، وهو يتجلى في الأحكام التي يجب فيها تطبيق الشريعة، ونوع آخر يقبل الشورى فيه، كإقرار الحرب أو وضع المنازعات أو آليات تنظيم المجتمع والدولة وغير ذلك.
    .
    لا أفهم كيف يمكننا تصوير الحاكم الإسلامي بالحاكم المطلق وكأنه إله، أليس هذا من مخلفات الدول التي حكمت باسم الدين في عصورنا الماضية ؟!.
    .
    إن أكثر أخطائنا هو التطبيق غير الصحيح للأحكام الإسلامية.
    .
    إن إطلاقكم مصطلح (المدنية) على (دينية الدولة الرسول ص) لَهُو مخالف لمفاهيم المصطلحات الشائعة والمتعرف عليها، وكأني بكم تنادون بالدولة المدنية (كما يبدو من ظاهر نصوصكم) باسم تطبيق الأحكام الشرعية، فبالله عليكم وأنت أخي الفاضل أستاذ أحمد أبو زيد كيف يكون هذا ؟ المصطلح من وادٍ والتطبيق من وادٍ آخر !!.
    .
    أمّا أنكم تريدون أن تقولوا للآخرين الذين ينادون بالدولة المدنية: (إنّ الحكم الإسلامي هو الحكم المدني) !، تقصدون منه إعلاء شأن الحكم الإسلامي ومحاولة تطبيقه؛ فاسمحوا لي أن أقول لكم: إن الإسلام كما تعرفون دين ونظام دولة، أحدهما يكمّل الآخر، وإن الإسلام لا يعلو شأنه ولا يسفل بمجاراة دعاة الدولة المدنية !!، فنترك لهم مصطلحهم الخاص، فلهم أحكام في دولتهم المدنية تُجاري كل أنواع المباحات التي يحرّمها الإسلام.
    .
    وأخيراً أسأل: هل دعاة الدولة المدنية يقبلون بالقصاص الخاص بالآثم والمعتدي بالمثل، أو بالحدود والتعزيرات، كالجلد بالسوط ثمانين جلدة للشارب، وبقطع يد السارق، وقتل الزاني والزانية، وبأحكام الحرب والأسرى والغنائم، والزكاة وأخذ الجزية، وغيرها من الأحكام التي يرفضها دعاة الدولة المدنية ؟ !!.
    .
    علماً أن تطبيق الأحكام الإسلامية + نظام حكم إسلامي غير وراثي = دولة إسلامية.
    .
    وأما الأخذ بجزء بحسب ما نشتهي وترك الآخر، فلا .. ومن المحال تسميته بالحكم الإسلامي (الديني).
    .
    وتفضّل بوافر الشكر والتقدير.

    اترك تعليق:


  • د. وسام البكري
    رد
    عذراً أستاذنا الجليل حسين ليشوري، ضوابط النشر في الصالون الفكري تسمح بنشر رابط الموضوع، ولا مانع من الاكتفاء بجزء صغير على سبيل الاستشهاد والتعقيب عليه.
    وقد حدث مثل هذا في أثناء انقطاع الصب النتّي عنك، وأجرينا الإجراء نفسه، علماً أن لديّ نسخة احتياطية من مشاركتك هذه.
    وأهلاً وسهلاً بعودتك الميمونة.
    واعتذاري الشديد لك مجدداً.

    اترك تعليق:


  • حسين ليشوري
    رد
    تعريف الدين.

    يطيب لي أن أنقل إلى الإخوة و الأخوات المهتمين بهذا لموضوع الخطير المقالة القيمة التي يتناول فيها كاتبها، محمد الغانم من "ملتقى العقائد و المذاهب المعاصرة"، تعريف الدين لغة و اصطلاحا و مفهموما عساهم يستفيدون منها للخروج من "أزمة" مفهوم الدين و "إشكالية" صفة الدينية !
    و المقالة موجودة في الرابط التالي:
    http://www.alagidah.com/vb/showthread.php?t=572
    و قراءة ممتعة و مفيدة إن شاء الله تعالى.
    التعديل الأخير تم بواسطة حسين ليشوري; الساعة 16-07-2011, 09:16.

    اترك تعليق:

يعمل...
X