مدنية مدنية لا عسكرية ولا دينية "دعوة للحوار"

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • د. وسام البكري
    رد
    المشاركة الأصلية بواسطة أسماء المنسي مشاهدة المشاركة
    [FONT="Courier New"][COLOR="Black"][SIZE="5"]
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    أهلاً ومرحباً دكتور وسام البكري





    متفقة معك تماماً دكتور وسام فيما سبق ... ولكن لدي سؤال

    من هم أولي الأمر ؟


    [SIZE=5][FONT=Arial][COLOR=blue]



    وهنا أيضاً اتفق معك أستاذي .. بدليل إقامة الحدود على غير المسلمين ، وهو ما ذهب إليه الإمام الشافعي في تطبيق حد السرقة والزنا وغيرها من الحدود على غير المسلمين.





    دكتور وسام
    أشكرك جزيل الشكر لمداخلتك القيم
    واسمح لي بسؤال قد يكون خارج الموضوع ولكن أرى أن له صله بالموضوع وهو:

    هل هناك دليل على أن الرسول -صلى الله عليه وسلم- منع بيع الخمور أو أغلق الخمارات؟

    تحية وتقدير [/CENTER]

    أهلاً بك أستاذة أسماء مجدداً ...

    سؤالك: مَن هم أولي الأمر ؟.

    قال الطبري (ت310هـ) في تفسير قوله تعالى: "يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم" : ((قال أهل التأويل: "واختلف أهل التأويل في "أولي الأمر" الذين أمر الله عباده بطاعتهم في هذه الآية)) ثم يذكر معاني كثيرة في تفسيره. (يُنظَر: جامع البيان 4 / 150.

    وأظن أن محل الخلاف في معانيها لا يُجدي نفعاً الآن في موضوعك.
    ========

    أما سؤالك الثاني: هل هناك دليل على أن الرسول - صلى الله عليه وسلم - منع بيع الخمور أو أغلق الخمارات؟.

    فأدلتنا هي الآيات الكريمة وأحاديث الرسول (ص) وأفعاله المسمّاة بالسنّة النبوية الشريفة، وقد فصّل العلماء فيها في أغلب كتب الفقه، وتحريم الخمر كتحريم الزنا وغيره من المحرمات قولاً وعملاً؛ وإذا شككتِ في تفسير الآيات الكريمة وفي صحة الأحاديث النبوية وفي تاريخ السيرة النبوية، الدالة جميعها على التحريم والمنع عملاً، فبالإمكان الاستدلال على ذلك عقلاً؛ إذ كيف يعقل عاقل أن الشرع يُحرّم الشيءَ قولاً ويُبيحهُ عملاً ؟ !!.
    فإذا كان هذا، فالتشريع باطل إذاً !، ولغوٌ، وضربٌ من العبث !!.

    وحاشا لله ولرسوله أن يسمحا ببيع الخمور، وهي محرّمة قطعاً.
    حديثي في زمن التحريم القطعي.

    وأما العثور على شارب خمرٍ خلسةً، أو بائع خمرٍ خلسةً، فهذا لا يعني أن الشرب والبيع محللان، بل هما يمثلان حالتين من حالات ارتكاب الذنوب، ووجوب وقوع العقاب عليهما بحسب الشرع.
    ========

    ولكني ألمَحُ من طلبك الدليل على أن الرسول (ص) منع بيع الخمور أو أغلق الخمارات، هو إقرار على كون دولة الرسول (ص) مدنية وليست دينية إسلامية؛ لأن الدولة الإسلامية لا تُبيح هذا نقلاً وعقلاً ..

    وإذا كان كذلك، فما عَدا مِمّا بَدا في خلافك ؟ !.

    مع التقدير

    اترك تعليق:


  • حسين ليشوري
    رد
    المشاركة الأصلية بواسطة توفيق بن حنيش مشاهدة المشاركة
    شيخي وأستاذي ليشوري...ماذا عساني اقول غير الشّكر الجزيل والشّكر لا يكفيك ...اقبلني تلميذا عندك لأتعلّم من منهجك في الخطاب لقد اقنعت يا شيخ...وليعلم الجمع أنّه من شغل نفسه بالحقائق المطلقة (الكبيرة ) وتشاغل عن الطرق الموصلة إليها لن يجاوز في مسيره "أحلامه" دمت بودّ
    العفو أخي الكريم توفيق و أدعو الله لي و لك و لجميع المسلمين بأن يفقهنا في ديننا و أن يثبتنا على الصراط المستقيم، اللهم آمين يا رب العالمين.
    [align=justify]البحث عن الحقيقة، أو عن الحق، واجب المسلم حتى لا يكون في دينه كالإمعة أو يكونها فعلا !
    ثم إن مضوع نظام الحكم في الإسلام من المواضيع الشائكة و الحساسة و لا تُتناول إلا ببرودة أعصاب و تجرد من الذاتية و رغبةٍ في البحث عن الحقيقة صادقةٍ و إلا ضعنا و أضعنا غيرنا معنا ؛ و بحكم اشتغالي بالدعوة إلى الحكم الإسلامي منذ سنين و بحكم تكويني المتخصص في التواصل العلمي الجامعي فأنا أحرص الحرص كله أن أكون مقنعا في حديثي العام فضلا عن الحديث الخاص و اسمح لي أن أقترح عليك زيارة موضوعي "جراحة الأفكار بين المدارسة و الممارسة" الموجود في الرابط أدناه لتشكل فكرة أولية عن أسلوبي في الحوار لما أكون "هادئا" "هاديا" "هادفا" (!!!) :
    http://www.almolltaqa.com/vb/showthread.php?30267
    [/align]
    أشكر لك أخي توفيق تنويهك الكبير بشخصي الصغير فهذا من كرمك بارك الله فيك.
    تحيتي لك و مودتي كذلك.

    اترك تعليق:


  • توفيق بن حنيش
    رد
    المشاركة الأصلية بواسطة حسين ليشوري مشاهدة المشاركة

    أختي الكريمة و العزيزة أسماء : أهلا و سهلا بك في بيتك الكريم.
    قبل أي حديث في الموضوع الشيق و الخطير الذي نحن بصدده أعتذر إليك عن التأخر في شكرك على ما تفضلت به من تنويه، فقد قطع "الصّبّ" النتي في بيتي لأيام، هذا من جهة، و من جهة أخرى أنا لا أنزعج البتة من الأسئلة أيًّا كانت
    فما بالك بأسئلة تهمني شخصيا ؟ لإن موضوع نظام الحكم في الإسلام موضوع كبير و خطير و قد تنكسر على صخوره قرون الوعول فكيف بأقلام الفحول و رؤى العقول و اختلاف الأقران لاختلاف الفهوم و الأهواء و القرائن (؟!!!) و هو موضوع قد شغلت به سنين طويلة و لا أزال مشغولا به.
    ثم أما بعد : سألتني مرات أسئلة وجيهة كثيرة و الإجابة عنها تحتاج إلى مجال أوسع و فهوم أرحب لتشعبها و اختلاف الرؤى فيها بيد أنني أود اختصار النقاط التي سأتكلم فيها بإذن الله تعالى هنا و الآن فيما يلي مع الملاحظة أنني أكتب عفو الخاطر وحسب ورود الخواطر:
    1 ـ إن كل ما يقال في الموضوع إنما هو مما نفهمه، أو فهمناه، من النصوص الواردة فيه و النصوص تختلف من حيث ثبوتها و دلالتها و قطعيتها و ظنيتها و لكل رأيه حسب قراءته و فهمه و ميوله و قناعاته و أهوائه، و الناس، أقصد بالناس طلاب العلم طبعا، في هذا يتساوون في الحقوق، حق الفهم و التأويل أو التفسير، و لا فضل لأحد على أحد إلا بالحجة الصحيحة و الدليل القاطع و هما نسبيان كما تعلمين ؛
    2 ـ إن الرسول محمد بن عبد الله، صلى الله عليه و سلم، زيادة على كونه نبيا يوحى إليه فهو قائد متعدد المواهب و عبقري فذ كشخص أو كفرد من أفراد الناس، و لذا يختلف العلماء في النظر إليه من زاوية من زوايا شخصيته الفذة و الفريدة من نوعها كلية، و من هنا جاء الاختلاف في قضية الحكم ليس في عصر الناس هذا بل و بُُعيد وفاته، صلى الله عليه و سلم، بل اختلفوا أثناء مرضه و وعكته التي توفي بعدها، صلى الله عليه و سلم ؛
    3 ـ قضية الحكم في الإسلام قضية "دنياوية" بحتة و ليست "دينية" كما هو شأن الصلاة و الصيام و الزكاة و غيرها من الفرائض "الدينية"، فقد ورد عن عمر بن الخطاب، رضي الله عنه، في مسألة مبايعة أبي بكر الصديق، رضي الله عنه، خليفة لرسول الله، صلى الله عليه و سلم، أنه قال " لقد رضيك الرسول، صلى الله عليه و سلم، لديننا، أي إمامة الصلاة، فكيف لا نرضا بك لدنيانا؟ و من هنا يتبين أن قضية الخلافة، أو الحكم عموما، من قضايا تنظيم الدنيا و ترتيب الحياة و أكبر دليل أنها، الخلافة، من قضايا الدنيا أن الرسول، صلى الله عليه و سلم، لم يحدد لها كيفية و لا صيغة و لا أشخاصا تاركا أمرها لاجتهاد المسلمين، أو أهل الحل و العقد فيهم، ليروا رأيهم فيها، كما فعل في شأن الصلاة بقوله "صلوا كما رأيتموني أصلي" أو الحج "خذوا عني مناسككم"، مع التنبيه المؤكد إلى ضرورة فهم كلمة "دين" لغة و اصطلاحا فعلى هذا الفهم يتضح الكلام و يسهل و تختصر الطريق إلى الاتفاق الأخير ؛
    4 ـ الخوف، إن جاز الخوف من أحد غير الله تعالى، إنما هو من "الإسلاميين" الجاهلين و المتسرعين و الذين يحسبون أنهم برفعهم شعار "الحكم الإسلامي" سيتبعهم الناس و هم واهمون في هذا تماما لأن كثيرا من الناس حتى من المسلمين أنفسهم من يخشى الحكم الإسلامي فكيف بغيرهم ؟ و ليس الخوف من الإسلام دين الله الحنيف الكامل في أحكامه و تشريعاته الشامل لحيوات الناس كلها و كلهم أجمعين ؛
    5 ـ الحديث في موضوع "نظام الحكم في الإسلام" يقتضي الاطلاع على ما كتب فيه، و لذا أقترح عليك، إن سمحت، بعض العناوين التي أراها تكفي في البداية لتكوين فكرة قاعدية في الموضوع:
    ـ "النظريات السياسية الإسلامية"، تأليف الدكتور محمد ضياء الدين الريس، رحمه الله تعالى ، طبعة دار المعارف بمصر ؛
    ـ "الإسلام و الخلافة في العصر الحديث" للمؤلف نفسه، ينقد فيه كتاب "الإسلام و أصول الحكم" للشيخ علي عبد الرزاق، رحمه الله تعالى، طبعة دار التراث بالقاهرة ؛
    ـ "الإسلام و أوضاعنا السياسية" للأستاذ عبد القادر عودة، رحمه الله تعالى، طبعة الزيتونة للإعلام و النشر، الجزائر، أو أية طبعة له ؛
    ـ "الإسلام بين جهل أبنائه و عجز علمائه" للمؤلف نفسه، رحمه الله تعالى، طبعة دار القرآن الكريم، من منشورات "الإتحاد الإسلامي العالمي للمنظمات الطلابية" ؛
    ـ "نظام الحكم في الإسلام" من إعداد الأساتيذ : بغالة عبد السلام، سلامي محمد، يونس بدر الدين، طبعة قصر الكتاب بالبُُليدة، الجزائر،(و ما أظنك تجدينه)؛
    كما أن في الموضوع كتبا كثيرة جدا قديمة و حديثة يمكنها توضيح الموضوع أو ... تعقيده أكثر و أكثر !!!
    6 ـ البحث الموضوعي عموما و في موضعنا هذا خصوصا يقتضي منا الهدوء و الصبر و الحلم و الأناة و ليس لأحد منا، أيا كان، حق الحجب على رأي الآخرين حتى و إن اختلفوا معنا أو ناقضوا رأينا أو عاندوا فيه إذ لا أحد يملك "الحق" وحده و الآخرون "يملكون" الباطل و الحقيقة المطلقة عند الله سبحانه وحده و "حقائقنا" نسبية كلية ؛
    7 ـ عشت عام 1991 تجربة خطيرة جدا إذ نشرت في شهر جوان مقالة زعزعت الحركة الإسلامية في الجزائر بعنوان "الإسلاميون لا يصلحون لقيادة الجزائر حاليا" و في شهر أوت مقالة ثانية بعنوان "لماذا لا يصلح الإسلاميون لقيادة الجزائر حاليا" أبين فيها أسباب عجز الإسلاميين لقيادة الجزائر في تلك الأثناء مع أنهم كانوا يرون أنفسهم سيتولون الحكم بعد شهور قليلة فقد كانوا حصلوا على الأغلبية الكاملة في المجالس المحلية في جوان 1990 و على الأغلبية النسبية في مقاعد المجلس الوطني، البرلمان، فثار جماعات منهم ضدي و لولا ستر الله لي لكنت اليوم في خبر كان و لما استطعت التحدث إليكم هنا، و بعد شهور قليلة من نشر المقالتين، أي في ديسمبر1991، انقلبت الأوضاع في الجزائر رأسا لعقب و تحقق ما حذرت منه في جوان و أوت و ما كنت كتبته عن المخاطر التي تهدد الحركة الإسلامية في الجزائر في مقالات أخرى كثيرة أهمها "الإصلاحات السياسية الجديدة و صلح الحديبية"، في مارس 1989، لكن "لا رأي لمن لا طاعة له" كما قال الإمام علي بن أبي طالب، رضي الله عنه ؛
    8 ـ إن أكبر عيب في كثير من "الإسلاميين" و أخطرَه أنهم لا يحبون النقد و لا من ينقدهم و إن كان على صواب و إنهم ليعملون بالرأي القاتل "رأينا صواب لا يحتمل الخطأ و رأي غيرنا خطأ لا يحتمل الصواب" مع أن العكس هو الصواب إن حاسبناهم حسابا علميا دقيقا فكثير من آرائهم خاطئة تماما و لا تحتمل الصواب و لاسيما فيما يخص السياسة المحلية أو الإقليمية أو الدولية ؛
    9 ـ لي رجاء خاص منك، أختي الفاضلة أسماء: أنت محامية و تبحثين عن الحقيقة و تحرصين على الحق و لا تقبلين إلا القضايا المدعمة بالأدلة و الحجج و البراهين و هذه خصلة جميلة و نبيلة و ... قليلة، إذن لا تنفعلي و لا تنزعجي من كلام بعض إخواننا الباحثين مثلك عن الحقيقة حتى و إن بدو أو ظهروا لنا أنهم يملكونها أو ... يحتكرونها ! و قد سبق لي أن كتبت إلى أخينا و أستاذنا المبجل، و الذي أحترمه جدا، أستاذنا الدكتور الفاضل وسام البكري في شأن اللغة العربية :"
    اللغة العربية بحر واسع و محيط شاسع و الكل يغترف من لججه فيحتج أو يَلَجُّ و نحن جميعا هواة احتجاج و لسنا رعاة لجاج !" و أقول هنا : "إن موضوع نظام الحكم في الإسلام موضوع كبير وخطير و الكل يدلي فيه بدلوه فيصيب أو يخطئ و نحن جميعا هواة احتجاج و لسنا رعاة لجاج" و أعوذ بالله من الأهواء و الشحناء و البغضاء و ... الرياء !
    أختي الكريمة أسماء أسأل الله لي و لك و لجميع المسلمين العفو و العافية و المعافاة الدائمة في الدين و الدينا و الآخرة، هذا و الله أعلم و نسبة العلم إليه، سبحانه، أسلم.
    تحيتي و تقديري كما تعلمين.


    شيخي وأستاذس ليشوري...ماذا عساني اقول غير الشّكر الجزيل والشّكر لا يكفيك ...اقبلني تلميذا عندك لأتعلّم من منهجك في الخطاب لقد اقنعت يا شيخ...وليعلم الجمع أنّه من شغل نفسه بالحقائق المطلقة (الكبيرة )وتشاغل عن الطرق الموصلة إليها لن يجاوز في مسيره "أحلامه" دمت بودّ

    اترك تعليق:


  • حسين ليشوري
    رد
    المشاركة الأصلية بواسطة أسماء المنسي مشاهدة المشاركة
    أستاذي و معلمي حسين ليشوري
    أهلاً و مرحباً بك
    أرجو توضيح أن الدولة الأسلامية هي دولة مدنية نظرياً و واقعياً كيف ذلك؟
    أتمنى أن لا تنزعج من كثرة اسئلتي فـ أنا طامعة في كرمك وفكرك وعلمك الوفير داعية الله أن يزيدك منه.
    تحية و تقدير

    أختي الكريمة و العزيزة أسماء : أهلا و سهلا بك في بيتك الكريم.
    قبل أي حديث في الموضوع الشيق و الخطير الذي نحن بصدده أعتذر إليك عن التأخر في شكرك على ما تفضلت به من تنويه، فقد قطع "الصّبّ" النتي في بيتي لأيام، هذا من جهة، و من جهة أخرى أنا لا أنزعج البتة من الأسئلة أيًّا كانت
    فما بالك بأسئلة تهمني شخصيا ؟ لإن موضوع نظام الحكم في الإسلام موضوع كبير و خطير و قد تنكسر على صخوره قرون الوعول فكيف بأقلام الفحول و رؤى العقول و اختلاف الأقران لاختلاف الفهوم و الأهواء و القرائن (؟!!!) و هو موضوع قد شغلت به سنين طويلة و لا أزال مشغولا به.
    ثم أما بعد : سألتني مرات أسئلة وجيهة كثيرة و الإجابة عنها تحتاج إلى مجال أوسع و فهوم أرحب لتشعبها و اختلاف الرؤى فيها بيد أنني أود اختصار النقاط التي سأتكلم فيها بإذن الله تعالى هنا و الآن فيما يلي مع الملاحظة أنني أكتب عفو الخاطر وحسب ورود الخواطر:
    1 ـ إن كل ما يقال في الموضوع إنما هو مما نفهمه، أو فهمناه، من النصوص الواردة فيه و النصوص تختلف من حيث ثبوتها و دلالتها و قطعيتها و ظنيتها و لكل رأيه حسب قراءته و فهمه و ميوله و قناعاته و أهوائه، و الناس، أقصد بالناس طلاب العلم طبعا، في هذا يتساوون في الحقوق، حق الفهم و التأويل أو التفسير، و لا فضل لأحد على أحد إلا بالحجة الصحيحة و الدليل القاطع و هما نسبيان كما تعلمين ؛
    2 ـ إن الرسول محمد بن عبد الله، صلى الله عليه و سلم، زيادة على كونه نبيا يوحى إليه فهو قائد متعدد المواهب و عبقري فذ كشخص أو كفرد من أفراد الناس، و لذا يختلف العلماء في النظر إليه من زاوية من زوايا شخصيته الفذة و الفريدة من نوعها كلية، و من هنا جاء الاختلاف في قضية الحكم ليس في عصر الناس هذا بل و بُُعيد وفاته، صلى الله عليه و سلم، بل اختلفوا أثناء مرضه و وعكته التي توفي بعدها، صلى الله عليه و سلم ؛
    3 ـ قضية الحكم في الإسلام قضية "دنياوية" بحتة و ليست "دينية" كما هو شأن الصلاة و الصيام و الزكاة و غيرها من الفرائض "الدينية"، فقد ورد عن عمر بن الخطاب، رضي الله عنه، في مسألة مبايعة أبي بكر الصديق، رضي الله عنه، خليفة لرسول الله، صلى الله عليه و سلم، أنه قال " لقد رضيك الرسول، صلى الله عليه و سلم، لديننا، أي إمامة الصلاة، فكيف لا نرضا بك لدنيانا؟ و من هنا يتبين أن قضية الخلافة، أو الحكم عموما، من قضايا تنظيم الدنيا و ترتيب الحياة و أكبر دليل أنها، الخلافة، من قضايا الدنيا أن الرسول، صلى الله عليه و سلم، لم يحدد لها كيفية و لا صيغة و لا أشخاصا تاركا أمرها لاجتهاد المسلمين، أو أهل الحل و العقد فيهم، ليروا رأيهم فيها، كما فعل في شأن الصلاة بقوله "صلوا كما رأيتموني أصلي" أو الحج "خذوا عني مناسككم"، مع التنبيه المؤكد إلى ضرورة فهم كلمة "دين" لغة و اصطلاحا فعلى هذا الفهم يتضح الكلام و يسهل و تختصر الطريق إلى الاتفاق الأخير ؛
    4 ـ الخوف، إن جاز الخوف من أحد غير الله تعالى، إنما هو من "الإسلاميين" الجاهلين و المتسرعين و الذين يحسبون أنهم برفعهم شعار "الحكم الإسلامي" سيتبعهم الناس و هم واهمون في هذا تماما لأن كثيرا من الناس حتى من المسلمين أنفسهم من يخشى الحكم الإسلامي فكيف بغيرهم ؟ و ليس الخوف من الإسلام دين الله الحنيف الكامل في أحكامه و تشريعاته الشامل لحيوات الناس كلها و كلهم أجمعين ؛
    5 ـ الحديث في موضوع "نظام الحكم في الإسلام" يقتضي الاطلاع على ما كتب فيه، و لذا أقترح عليك، إن سمحت، بعض العناوين التي أراها تكفي في البداية لتكوين فكرة قاعدية في الموضوع:
    ـ "النظريات السياسية الإسلامية"، تأليف الدكتور محمد ضياء الدين الريس، رحمه الله تعالى ، طبعة دار المعارف بمصر ؛
    ـ "الإسلام و الخلافة في العصر الحديث" للمؤلف نفسه، ينقد فيه كتاب "الإسلام و أصول الحكم" للشيخ علي عبد الرزاق، رحمه الله تعالى، طبعة دار التراث بالقاهرة ؛
    ـ "الإسلام و أوضاعنا السياسية" للأستاذ عبد القادر عودة، رحمه الله تعالى، طبعة الزيتونة للإعلام و النشر، الجزائر، أو أية طبعة له ؛
    ـ "الإسلام بين جهل أبنائه و عجز علمائه" للمؤلف نفسه، رحمه الله تعالى، طبعة دار القرآن الكريم، من منشورات "الإتحاد الإسلامي العالمي للمنظمات الطلابية" ؛
    ـ "نظام الحكم في الإسلام" من إعداد الأساتيذ : بغالة عبد السلام، سلامي محمد، يونس بدر الدين، طبعة قصر الكتاب بالبُُليدة، الجزائر،(و ما أظنك تجدينه)؛
    كما أن في الموضوع كتبا كثيرة جدا قديمة و حديثة يمكنها توضيح الموضوع أو ... تعقيده أكثر و أكثر !!!
    6 ـ البحث الموضوعي عموما و في موضعنا هذا خصوصا يقتضي منا الهدوء و الصبر و الحلم و الأناة و ليس لأحد منا، أيا كان، حق الحجب على رأي الآخرين حتى و إن اختلفوا معنا أو ناقضوا رأينا أو عاندوا فيه إذ لا أحد يملك "الحق" وحده و الآخرون "يملكون" الباطل و الحقيقة المطلقة عند الله سبحانه وحده و "حقائقنا" نسبية كلية ؛
    7 ـ عشت عام 1991 تجربة خطيرة جدا إذ نشرت في شهر جوان مقالة زعزعت الحركة الإسلامية في الجزائر بعنوان "الإسلاميون لا يصلحون لقيادة الجزائر حاليا" و في شهر أوت مقالة ثانية بعنوان "لماذا لا يصلح الإسلاميون لقيادة الجزائر حاليا" أبين فيها أسباب عجز الإسلاميين لقيادة الجزائر في تلك الأثناء مع أنهم كانوا يرون أنفسهم سيتولون الحكم بعد شهور قليلة فقد كانوا حصلوا على الأغلبية الكاملة في المجالس المحلية في جوان 1990 و على الأغلبية النسبية في مقاعد المجلس الوطني، البرلمان، فثار جماعات منهم ضدي و لولا ستر الله لي لكنت اليوم في خبر كان و لما استطعت التحدث إليكم هنا، و بعد شهور قليلة من نشر المقالتين، أي في ديسمبر1991، انقلبت الأوضاع في الجزائر رأسا لعقب و تحقق ما حذرت منه في جوان و أوت و ما كنت كتبته عن المخاطر التي تهدد الحركة الإسلامية في الجزائر في مقالات أخرى كثيرة أهمها "الإصلاحات السياسية الجديدة و صلح الحديبية"، في مارس 1989، لكن "لا رأي لمن لا طاعة له" كما قال الإمام علي بن أبي طالب، رضي الله عنه ؛
    8 ـ إن أكبر عيب في كثير من "الإسلاميين" و أخطرَه أنهم لا يحبون النقد و لا من ينقدهم و إن كان على صواب و إنهم ليعملون بالرأي القاتل "رأينا صواب لا يحتمل الخطأ و رأي غيرنا خطأ لا يحتمل الصواب" مع أن العكس هو الصواب إن حاسبناهم حسابا علميا دقيقا فكثير من آرائهم خاطئة تماما و لا تحتمل الصواب و لاسيما فيما يخص السياسة المحلية أو الإقليمية أو الدولية ؛
    9 ـ لي رجاء خاص منك، أختي الفاضلة أسماء: أنت محامية و تبحثين عن الحقيقة و تحرصين على الحق و لا تقبلين إلا القضايا المدعمة بالأدلة و الحجج و البراهين و هذه خصلة جميلة و نبيلة و ... قليلة، إذن لا تنفعلي و لا تنزعجي من كلام بعض إخواننا الباحثين مثلك عن الحقيقة حتى و إن بدو أو ظهروا لنا أنهم يملكونها أو ... يحتكرونها ! و قد سبق لي أن كتبت إلى أخينا و أستاذنا المبجل، و الذي أحترمه جدا، أستاذنا الدكتور الفاضل وسام البكري في شأن اللغة العربية :"
    اللغة العربية بحر واسع و محيط شاسع و الكل يغترف من لججه فيحتج أو يَلَجُّ و نحن جميعا هواة احتجاج و لسنا رعاة لجاج !" و أقول هنا : "إن موضوع نظام الحكم في الإسلام موضوع كبير وخطير و الكل يدلي فيه بدلوه فيصيب أو يخطئ و نحن جميعا هواة احتجاج و لسنا رعاة لجاج" و أعوذ بالله من الأهواء و الشحناء و البغضاء و ... الرياء !
    أختي الكريمة أسماء أسأل الله لي و لك و لجميع المسلمين العفو و العافية و المعافاة الدائمة في الدين و الدينا و الآخرة، هذا و الله أعلم و نسبة العلم إليه، سبحانه، أسلم.
    تحيتي و تقديري كما تعلمين.


    اترك تعليق:


  • أسماء المنسي
    رد
    المشاركة الأصلية بواسطة أحمد أبوزيد مشاهدة المشاركة
    الأستاذة الفاضلة / أسماء المنسى ...


    الدين الإسلامى لا يفرض على أهله الإلتزام بمرجعية دينية محددة حيث الحرية كاملة فى مراجعة رجال الدين نختار أهل الثقة منهم ..
    و نستفتيهم و نتعلم منهم ....
    و إذا ضرب الشك و الأمور المتشابهات الفكر علينا بإستفتاء القلب كما أمرنا رسول الله صلى الله عليه و سلم ...
    بالنسبة لشخصى شيخنا الفاضل محمد متولى الشعراوى رحمه الله عليه إن شاء الله ..
    هو من يرتاح له قلبى ... مجرد إحساس بالراحة النفسية ...
    فى إحدى المرات كنت فى حاجة إلى إستفسار .. ذهبت إلى الأزهر الشريف
    و خرجت و وجدت قلبى غير مستريح لم أنفذ بالرغم من تساهل الكلام و لكنى أخذت بالشديد ....
    هذا لا يعنى مطلقاً و نهائيا إن كلام عالم الأزهر خطأ ...
    آيضاً عندما نتعرض لأى عالم علينا إستفتاء القلب عن الشك و هنا نقول القلب و ليس العقل ...
    و إذا كان هناك إتفاق بين العقل و القلب فهذا أمر جميل ...
    لذلك حضرتك فى حل من الإعتماد على رآى القرضاوى ...
    اتفق معك في ذلك ؛ ولكن سبب إقحام القرضاوي في الحوار إنك تستدل به وهو ليس بدليل حتى يستدل به أحد.

    و يمكنك البحث أكثر فى هذا الشأن ...
    و أضيف ... بالفعل لقد شاهدت حوار تليفزيونى لشيخ الأزهر الحالى و هو عالم جليل يؤكد على مدنية الدولة و مدنية دولة الرسول الكريم و كلامى كله المذكور هنا هو ما سمعته منه

    شيخ الأزهر الآن عالم جليل!!!!
    في حين أن القرضاوي قال عنه "خائن" .... عجبي

    المشاركة الأصلية بواسطة أحمد أبوزيد مشاهدة المشاركة
    أقتبس من مشاركة حضرتك الأتى : -
    المشاركة الأصلية بواسطة أحمد أبوزيد مشاهدة المشاركة

    على الرغم من إن الحوار لي -نسيت حرف السين هنا كنت أقصد ليس حوار أديان- حوار أديان ولكن أود أن ألفت النظر إلى
    المرتد عن الأسلام حده القتل هل تسمي هذا حرية اعتقاد؟

    أستاذة أسماء .

    لا أستطيع الرد على هذا السؤال و صياغته ...
    و لكن أقول لقد تعلمنا من الأمريكان و الأوروبيين فى إدارتهم للمنظمات الأقتصادية بعدم جواز قبول عودة الموظف للعمل مرة أخرى بعد تقديم إستقالته
    قد نجد هناك قسوة و لكن للحق أقول إنه قرار صائب أى فرد فى المنظمة يقدم إستقالته بكامل حريته ليس له الحق فى الرجوع للعمل فى المنظمة مرة أخرى ....
    عندما نفذت هذا القرار فى إدارتى إنخفض معدل دوران التغير فى العمالة و تحقق إستقرار كبير أدى إلى زيادة المبيعات و جودة خدمة إدارة المبيعات
    عندما إلتحق الفرد بالشركة كان بكامل إرادته و عندما خرج كان أيضاً بكامل إرداته فإذا أراد العودة من حقى أن أرفض حتى لا يتسبب هذا فى إنهيار المنظمة حيث سيكون خروج و دخول الأفراد ناموس للتجربة ... مما يؤثر بشكل سلبى على المنظمة ... و هنا أنا أتصرف بكامل حريتى ..
    .
    أستاذ أحمد لقد فهمت سؤالي خطأ أو ق أكون أنا صغته خطأ
    المرتد عن الأسلام أي المسلم الذي يترك الأسلام حده القتل ؛ وليس قدم استقالته ثم أراد العودة مرة أخرى بمجرد تقديمه استقالته يجب قتله هذا ما قصدته من السؤال

    المشاركة الأصلية بواسطة أحمد أبوزيد مشاهدة المشاركة
    أقتبس من مشاركة حضرتك الأتى : -
    المشاركة الأصلية بواسطة أحمد أبوزيد مشاهدة المشاركة


    وانظر لما فعلته المحكمة المصرية من تدخل في شريعة الأقباط بتحليل الزواج الثاني لهم ...

    أستاذة أسماء

    أتفق كل الأتفاق .. هذا خطأ جسيم ...
    عذراً أستاذة حيث إن مصر دولة مدنية علمانية لا تطبق الشريعة الأسلامية
    و عندما نطبق الشريعة الإسلامية إن شاء الله فى ظل حكم التيار الأسلامى بعد نجاحه فى سبتمبر القادم لن يتم التدخل فى قانون الأحوال الأجتماعية لغير المسلمين ...
    الرجاء أن تصبرى قليلاً ..... ( حلوة صح ) ...
    .
    المادة الثانية من الدستور المصري
    الشريعة الأسلامية هي مصر رئيسي للتشريع ، واللغة العربية هي اللغة .....
    هل هذه مدنية علمانية ؟!!!!!
    خلي بالك أنا دارسة قانون وعارفة الدستور بينص على إيه.

    المشاركة الأصلية بواسطة أحمد أبوزيد مشاهدة المشاركة
    أقتبس من مشاركة حضرتك الأتى : -
    المشاركة الأصلية بواسطة أحمد أبوزيد مشاهدة المشاركة

    وأكرر سؤالي لجميع الأعضاء المؤيدين لأسلام الدولة
    هل تأييدكم هذا يعتبر تأييد للدولة الدينية سواء مسيحية أو أسلامية أو دين أخر؟؟
    أستاذة أسماء

    الدين عند الله الأسلام ... لا دين غيره ..
    المسيحية و اليهودية رسائل سماوية ...
    و ما دون ذلك هى أفكار و ثقافات فقط لا غير
    ( التكرار يعلم الشطار ) ...
    بالتأكيد أستاذة أسماء طلبنا بتطبيق شريعتنا علينا هو تقرير لحق لكل إنسان فى ان يطلب تطبيق شريعته على دولته ...
    .
    وهل تُسمي هذا ديمقراطية؟!!
    فرض قناعتك ورأيك على الأخرين "بقولك إن الدين عن الله الأسلام"
    هذه شريعة المسلمين ولكن يجب أن يكون هناك حرية لمن خلقهم الله أحرار ، ولا نقيدهم بشريعتنا وبـ "إن الدين عند الله الأسلام"لأننا لسنا ف حوار ديني
    وهنا إستخلصت من مداخلتك أنك تؤيد الدولة الدينية بصفة عامة.

    المشاركة الأصلية بواسطة أحمد أبوزيد مشاهدة المشاركة
    أقتبس من مشاركة حضرتك الأتى : -
    المشاركة الأصلية بواسطة أحمد أبوزيد مشاهدة المشاركة

    هل تطبيق الدين الحق وتصفية الضمائر والتعامل بما يخدم الصالح العام وليس الشخصي يحتاج لملائكة؟!!!!!!!!!!!

    أستاذة أسماء ..
    برافوووووووووو أختى أسماء
    بالتأكيد لا يحتاج إلى ملائكة و لكن يحتاج لفترة من البناء لأركان المجتمع على القيم و الأخلاق و التربية الدينية الصحيحة ...
    .
    جيد أننا متفقون أنه لا يحتاج لملائكة.
    لقد تم الأجابة على جميع التساؤلات و إن فاتنى شىء أرجو الإعادة شكراً ...

    تحياتى و تقديرى
    أحمد أبوزيد[/quote]


    أشكرك ولي عودة
    تحية وتقدير

    اترك تعليق:


  • أحمد أبوزيد
    رد
    الأستاذة الفاضلة / أسماء المنسى ...


    الدين الإسلامى لا يفرض على أهله الإلتزام بمرجعية دينية محددة حيث الحرية كاملة فى مراجعة رجال الدين نختار أهل الثقة منهم ..
    و نستفتيهم و نتعلم منهم ....
    و إذا ضرب الشك و الأمور المتشابهات الفكر علينا بإستفتاء القلب كما أمرنا رسول الله صلى الله عليه و سلم ...
    بالنسبة لشخصى شيخنا الفاضل محمد متولى الشعراوى رحمه الله عليه إن شاء الله ..
    هو من يرتاح له قلبى ... مجرد إحساس بالراحة النفسية ...
    فى إحدى المرات كنت فى حاجة إلى إستفسار .. ذهبت إلى الأزهر الشريف
    و خرجت و وجدت قلبى غير مستريح لم أنفذ بالرغم من تساهل الكلام و لكنى أخذت بالشديد ....
    هذا لا يعنى مطلقاً و نهائيا إن كلام عالم الأزهر خطأ ...
    آيضاً عندما نتعرض لأى عالم علينا إستفتاء القلب عن الشك و هنا نقول القلب و ليس العقل ...
    و إذا كان هناك إتفاق بين العقل و القلب فهذا أمر جميل ...
    لذلك حضرتك فى حل من الإعتماد على رآى القرضاوى ...
    و يمكنك البحث أكثر فى هذا الشأن ...
    و أضيف ... بالفعل لقد شاهدت حوار تليفزيونى لشيخ الأزهر الحالى و هو عالم جليل يؤكد على مدنية الدولة و مدنية دولة الرسول الكريم و كلامى كله المذكور هنا هو ما سمعته منه

    أقتبس من مشاركة حضرتك الأتى : -

    على الرغم من إن الحوار لي حوار أديان ولكن أود أن ألفت النظر إلى
    المرتد عن الأسلام حده القتل هل تسمي هذا حرية اعتقاد؟

    أستاذة أسماء .

    لا أستطيع الرد على هذا السؤال و صياغته ...
    و لكن أقول لقد تعلمنا من الأمريكان و الأوروبيين فى إدارتهم للمنظمات الأقتصادية بعدم جواز قبول عودة الموظف للعمل مرة أخرى بعد تقديم إستقالته
    قد نجد هناك قسوة و لكن للحق أقول إنه قرار صائب أى فرد فى المنظمة يقدم إستقالته بكامل حريته ليس له الحق فى الرجوع للعمل فى المنظمة مرة أخرى ....
    عندما نفذت هذا القرار فى إدارتى إنخفض معدل دوران التغير فى العمالة و تحقق إستقرار كبير أدى إلى زيادة المبيعات و جودة خدمة إدارة المبيعات
    عندما إلتحق الفرد بالشركة كان بكامل إرادته و عندما خرج كان أيضاً بكامل إرداته فإذا أراد العودة من حقى أن أرفض حتى لا يتسبب هذا فى إنهيار المنظمة حيث سيكون خروج و دخول الأفراد ناموس للتجربة ... مما يؤثر بشكل سلبى على المنظمة ... و هنا أنا أتصرف بكامل حريتى ...


    أقتبس من مشاركة حضرتك الأتى : -


    وانظر لما فعلته المحكمة المصرية من تدخل في شريعة الأقباط بتحليل الزواج الثاني لهم ...

    أستاذة أسماء

    أتفق كل الأتفاق .. هذا خطأ جسيم ...
    عذراً أستاذة حيث إن مصر دولة مدنية علمانية لا تطبق الشريعة الأسلامية
    و عندما نطبق الشريعة الإسلامية إن شاء الله فى ظل حكم التيار الأسلامى بعد نجاحه فى سبتمبر القادم لن يتم التدخل فى قانون الأحوال الأجتماعية لغير المسلمين ...
    الرجاء أن تصبرى قليلاً ..... ( حلوة صح ) ....

    أقتبس من مشاركة حضرتك الأتى : -

    وأكرر سؤالي لجميع الأعضاء المؤيدين لأسلام الدولة
    هل تأييدكم هذا يعتبر تأييد للدولة الدينية سواء مسيحية أو أسلامية أو دين أخر؟؟
    أستاذة أسماء

    الدين عند الله الأسلام ... لا دين غيره ..
    المسيحية و اليهودية رسائل سماوية ...
    و ما دون ذلك هى أفكار و ثقافات فقط لا غير
    ( التكرار يعلم الشطار ) ...
    بالتأكيد أستاذة أسماء طلبنا بتطبيق شريعتنا علينا هو تقرير لحق لكل إنسان فى ان يطلب تطبيق شريعته على دولته ....

    أقتبس من مشاركة حضرتك الأتى : -

    هل تطبيق الدين الحق وتصفية الضمائر والتعامل بما يخدم الصالح العام وليس الشخصي يحتاج لملائكة؟!!!!!!!!!!!

    أستاذة أسماء ..
    برافوووووووووو أختى أسماء
    بالتأكيد لا يحتاج إلى ملائكة و لكن يحتاج لفترة من البناء لأركان المجتمع على القيم و الأخلاق و التربية الدينية الصحيحة ....

    لقد تم الأجابة على جميع التساؤلات و إن فاتنى شىء أرجو الإعادة شكراً ...

    حقاً ...

    بالنسبة لموضوع الصحفى ...

    هذا الرجل يلعب لأجندة إيرانية ضد المصالح العربية و عندما تقدم بهذة المقالة كان هناك خلاف بين القرضاوى و المرجعية الدينية الأيرانية فى موضوعات لا تهمنا هنا ...
    فما كان منه غير الهجوم على القرضاوى لخدمة أسياده فى إيران

    مجرد توضيح سريع ...

    تحياتى و تقديرى
    أحمد أبوزيد

    اترك تعليق:


  • أحمد أبوزيد
    رد
    [FONT="Arial"][COLOR="Navy"][SIZE="5"][B][QUOTE=أسماء المنسي;691767][CENTER]
    .


    : من قال إن باقي الطوائف الأسلامية الغير سنية ترضى بالدكتورالقرضاوي كبيراً لهم؟!!!



    .


    IZE=5]كذلك الدكتور القرضاوي
    بما إنك جمعت لسنة بالإضافة للشيعة
    هل ترضى الشيعة أن يمثلها القرضاوي؟ بالطبع لا
    فلا تقل أنه يمثل المسلمين جميعاً سنة + شيعة.




    أستاذة أسماء جميل أن نسأل عندما لا نعلم حتى نعلم

    القرضاوى رئيس الأتحاد العالمى لعلماء المسلمين

    و نائبه عالم دين شيعى ...

    آى إن الأتحاد العالمى لعلماء المسلمين يضم علماء الدين السنة و الشيعة معاً .

    و يتم أختيار قيادات الأتحاد بالإنتخاب

    أصبحت الصورة أكثر إيضاحاً

    آى إن الرئيس و نائبه منتخبان من جميع علماء المسلمين

    السنّة و الشيعة ...

    و بالتالى عندما نقول إن القرضاوى قائد كتيبة علماء المسلمين فهذاا كلام صحيح



    هل وضحت الصورة


    أستاذة أسماء

    توضيح بسيط ... و هام جداً

    التوافق بين علماء الدين السنّة و الشيعة كبير جداً و مساحة الخلاف ضيقة جداً
    و هذا ليس الأن ...
    إنه منذ الأربعينيات من القرن الماضى
    فى عهد الشيخ شلتوت شيخ الأزهر
    عندما أجاز التعبد على المذهب الجعفرى الشيعى

    أما ما يوجد الأن من إرتفاع فى درجة الحرارة فى العلاقات السنية الشيعية فهذا مرجعه إلى أسباب سياسية بحته و مصالح خاصة

    فلا يجب أن نجعل الساسة يضحكون علينا

    مساحة التوافق كبيرة و الضيقة هى الأصغر و لكن للأسف يتم إستغلال الأصغر سياسياً فتصبح هى الذراع التى تهدم و تحرق و تقتل ....

    تحياتى و تقديرى
    أحمد أبوزيد
    التعديل الأخير تم بواسطة أحمد أبوزيد; الساعة 14-07-2011, 08:01.

    اترك تعليق:


  • أسماء المنسي
    رد
    المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أسماء المنسي

    " هل فعلاً الأسلام والقائمين عليه يكفل حرية الاعتقاد والممارسة و و و .....؟!!
    رأيي لا أرى ذلك فـ إن كنت تراه إقنعني.



    = = =
    المشاركة الأصلية بواسطة أحمد أبوزيد مشاهدة المشاركة


    أستاذة أسماء

    الدين الإسلامى ...

    يضمن حرية الأعتقاد و الممارسة ...

    للرد على الإستفسار تم إعداد آلاف الكتب و رسائل الماجستير و الدكتوراه .. تؤكد على هذا

    بل إن العلماء و المستشرقون من أعداء الدين شهدواااااا على ذلك


    على الرغم من إن الحوار لي حوار أديان ولكن أود أن ألفت النظر إلى
    المرتد عن الأسلام حده القتل
    هل تسمي هذا حرية اعتقاد؟!!!!
    المشاركة الأصلية بواسطة أحمد أبوزيد مشاهدة المشاركة
    تاريخ الدولة الأسلامية يذكر ...
    المشاركة الأصلية بواسطة أحمد أبوزيد مشاهدة المشاركة

    لم تهدم كنيسة أو معبد ..
    لم يقتل طفل أو تغتصب أمرأة
    لم يهان شيخ
    لم تحرق أرض زراعية
    لم تقتل بهائم ....
    لم يتم إكتشاف مقبرة جماعية واحدة فى تاريخ الفتوحات الإسلامية

    أصحاب جميع الشرائع عاشوا فى ظل الدولة الإسلامية فى حرية و أمان أكثر مما عاشوا فى ظل حكوماتهم ...

    أنظرى ماذا فعل عمرو بن العاص مع نصارى مصر عند الفتح ...
    .

    وانظر لما فعلته المحكمة المصرية من تدخل في شريعة الأقباط بتحليل الزواج الثاني لهم.
    المشاركة الأصلية بواسطة أحمد أبوزيد مشاهدة المشاركة
    أما ما يخص القائمين على تنفيذ الشريعة الأسلامية ....
    المشاركة الأصلية بواسطة أحمد أبوزيد مشاهدة المشاركة

    هناك صناديق الأنتخابات التى تحكمهم ....

    من يخالف سيخرج و من ينفذ فليستمر ...

    و من المؤكد أختى الكريمة هذا الأمر لا يستطيع أحد أن يضمنه لشخصك الكريم لأنهم بشر

    و أنتِ تطلبِ عمل لا ينفذه غير الملائكة
    هل تطبيق الدين الحق وتصفية الضمائر والتعامل بما يخدم الصالح الام وليس الشخصي يحتاج لملائكة؟!!!!!!!!!!!

    تحياتى و تقديرى
    أحمد أبوزيد
    أعود وأقول
    لسنا في حوار عقائدي
    وأكرر سؤالي لجميع الأعضاء المؤيدين لأسلام الدولة
    هل تأييدكم هذا يعتبر تأييد للدولة الدينية سواء مسيحية أو أسلامية أو دين أخر؟؟


    تحياتي

    اترك تعليق:


  • أسماء المنسي
    رد
    أكرر مداخلتي لتذكير أستاذ أحمد أبوزيد بها حيث أنه وعد بالرد عليها في وقت لاحق


    المشاركة الأصلية بواسطة أحمد أبوزيد مشاهدة المشاركة

    الأستاذة االفاضلة / أسماء

    لا تريدى لى أن أستريح حتى فى المساء .... حاضر سوف أرد

    أختى أسماء ...
    أعتذر منك سوف أستكمل الرد على المشاركة غدا بعد أن أنتهى من الرد على دكتور وسام لأنى مجهد جداً و محتاج ابعد عن التفكير بعض الوقت



    تحياتى و تقديرى
    أحمد أبوزيد

    وهي

    المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أسماء المنسي
    أستاذ أحمد أبو زيد
    أتمنى أن تتقبل كلامي هذا فـ الاختلاف ظاهرة صحية



    أولاً كيف نثق بشخص يُصدر فتاوي متناقضة ، أنا اعلم إننا بشر ولسنا معصومين ولكن على الأقل يجب أن تكون هناك ثقة في علم وفكر وفتاوي الشخص الذي نتعلم منه.
    الدكتور يوسف القرضاوي قد أصدر فتوى بجواز إنضمام المسلمين في أمريكا إلى الجيش الأمريكي والمشاركة في عمليات الجيش ضد أفغانستان -أي أجاز للمسلم أن يقاتل أخيه المسلم- !!!!.
    وأصدر أيضاً فتوى بأن قتال أمريكا أصبح فرض عين على كل مسلم !!!!.
    فـ كيف أثق في شخص يصدر فتوى ونقيضها وفتوى تعارض شرع الله ؟!!
    ومع ذلك ليس حوارنا فتاوى القرضاوي فـ لن أتوسع فيه ولكن كنت أريد إيضاح أننا يجب أن نستند في أدلتنا إلى من هم ثقة.


    ثانياً قولك أن "علماء الدين لا يزيدون عن غيرهم من الناس ويضطهدون ...."
    نعم معك حق فـ هم لا يزيدون عن غيرهم من الناس إلا في أمر واحد فقط إنهم يضعون فوق رؤوسهم هالة من نور ؛ ويسجدون لكل من يخدم مصالحهم الشخصية ؛ إلا من رحم ربي.


    ثالثاً الدولة الدينية أو الثيوقراطية
    وهنا سأورد لك سبب من أسباب الماركسين في المطالبة بالدولة اللائكية كما ذكرتها لأستاذنا الفاضل حسين ليشوري في المداخلة رقم "94" لهذا الحوار:


    - إن الدولة الدينية تلغي الفكر ، أي إنها تمنع حرية التفكير وتُكفر الفلسفة وتضع التفكير في حيز ضيق وتحدده بأن يكون تأكيد لما جاء في الدين فأي تفكير يتعارض ولو جزئياً مع الدين يُعد تكفير وتنكيل لصاحبه ولمن يتبعه و أكبر دليل على ذلك ما حدث لـ ابن رشد حيث تم نفيه وإحراق كتبه.
    = = =



    وهنا أتحدث عن الدولة الدينية في منظور العرب وليس الغرب كما ذكر الدكتور القرضاوي.
    وأيضاً أود أن أوضح إن مفهوم الدولة الدينية يختلف بإختلاف الأديان
    فـ حضرتك تقول أن الأسلام ليس به رجل دين بالمعنى الكهنوتي وأن الدولة الأسلامية لايكون فيها الحاكم رب وذلك لأن الشريعة الإسلامية لا تنص على ذلك ؛ ولكن من الممكن أن تكون دولة أخرى دينية غير إسلامية تنص شريعتها على أن يكون لحاكم رب ، أو بها رجل الدين بالمعنى الكهنوتي ؛ ولكن في الأخير كلها دول دينية تختلف فقط في الأديان.
    لذلك أقول أن مفهوم الدولة الدينية يختلف باختلاف الأديان.
    هذا رأيي وقد أكون خطأ



    تحياتي



    تحية وتقدير

    اترك تعليق:


  • أسماء المنسي
    رد
    المشاركة الأصلية بواسطة اسماعيل الناطور مشاهدة المشاركة
    لا تخافوا من الدين فهو دستور الله
    وهناك فرق بين دين الله وما يكتبه البعض وما قدمته لنا الأحزاب والجماعات التي تشتغل بالدين ولا تعمل به

    لا يجب أن تكون هناك أحزابا تحمل مسميات دينية لأن هذا متجارة وإدعاء
    ولكن يجب أن تكون هناك تشريعات خاضعة للدين وللدين فقط


    للتذكير ....
    بعد إنكشاف الدور الماسوني في الثورات العربية
    وهذا ما أقوله منذ البداية
    الدين شئ والقائمين على تطبيقه شئ أخر
    فـ كيف لنا أن نكون دولة دينية مثلما يطالب البعض؟!!!!

    اتفق معك في أن تكون التشريعات خاضعة للدين ولكن أي دين ؟
    إن قولت إسلام فـ عن أي إسلام تتحدث؟!!!!
    وإن قولت مسيحية فـ عن أي مسيحية تتحدث؟!!!!
    فـ الأديان تعددت في عصرنا هذا
    لم يعد هناك إسلام ومسيحية ويهودية فقط
    بل
    يوجد شيعة وسنة وهابية وعلوية وأرثوذكسية وكاثوليكية وبروتستانتية

    بالأضافة إلى أننا رأينا الدول التي تخذ الشريعة الأسلامية مصدر رئيسي للتشريع وفشلها الذريع في تطبيق ذلك
    لم تطبق الحدود
    تدخلت في شرائع الأقلية
    ناقضت شريعتها التي تتخذها مصدر تشريع


    وفي النهاية
    أشكرك للتذكر أستاذ إسماعيل

    تحية وتقدير

    اترك تعليق:


  • توفيق بن حنيش
    رد
    المشاركة الأصلية بواسطة علي المجادي مشاهدة المشاركة
    يا استاذ توفيق لضيق الوقت فاني احيلك على هذا الرابط في ما يخص ما سقته في مداخلتك هذه ...وساعقب على ما ذكرته سابقا لاحقا وذلك لضيق الوقت.....دمت بود

    http://www.ebnmaryam.com/vb/t182199.html

    أستاذ علي شكرا جزيلا على الرابط لقد وجدت فيه فائدة كبيرة ولكني مع ذلك أنقل غليك هذا المقطع من ذلك الموقع (وان خلفاء بنى امية لم ينظروا بعين الرضا الى كثرة دخول المسيحين فى الاسلام . وذلك لانخفاض الضرائب المجبية نتيجة نقص الجزية , فقد هبطت الضرائب ايام معاوية الى النصف عما كانت عليه ايام عثمان لتزاحم الاقباط على دخول الاسلام ., ومن اجل ذلك ضيق الخلافاء باب دخول الاسلام , واستدل على رأيه بما كتبه حيان الى عمر بن عبد العزيز اذ قال له: اذا دامت الحال فى مصر على ما هى عليها لآن اصبح مسيحيوا البلاد مسلمين,, وخسرت الخلافة ما تجتبيه من اموال , فارسل اليه عمر بن العزيز "ويحك ان الله قد بعث محمد صلى الله عليه وسلم هاديا ولم يبعثه جابيا " . (التعصب والتسامح بين الاسلام والمسيحية – الشيخ محمد الغزالى ص188 ))ألا ترى معي أنّ في عدم إجبار الآخرين على الإسلام يعود إلى استراتيجية الأمويين التي اولت المال المرتبة الأولى وقد قرأت يوما أنّ الأمويين كانوا لا يقبلون الشّهادة إلاّ بعد أن يكشفوا عن الرّجل ليروا إن كان مختونا ...أقول هذا لأنّي أعلم جيّدا أنّ المسلمين ذبحوا بعضهم فكيف نصوّرهم ملا ئكة إنّهم مثل كلّ الناس وكلّ الأمم بنوا خضارة فيهاا من الرّوعة ما فيها وفيها من الهنات ما فيها ..دمت لي صديقا يا علي ومرّة أخرى أشكرك على الرابط

    اترك تعليق:


  • علي المجادي
    رد
    المشاركة الأصلية بواسطة توفيق بن حنيش مشاهدة المشاركة
    قرأت في ردّ من الر دود أنّ المسلمين لم يعتدوا أبدا على رموز الأمم الاخرى ...أدعو من يعتقد ذلك أن يراجع التاريخ بعيدا عن الشعارات ..الجامع الشّهير في استمبول وربما اسمه جامع محمد الفاتح أقول ربما كان في الأصل كنيسة ومازال إلى يوم الناس هذا يحمل الأيقونات المسيحية ...ماذا فعل المسلمون بإيوان كسرى ؟ولماذا هذا الحقد بين الفرس والعرب؟ماذا فعلوا في البلقان؟الرجاء مراجعة التاريخ ...
    يا استاذ توفيق لضيق الوقت فاني احيلك على هذا الرابط في ما يخص ما سقته في مداخلتك هذه ...وساعقب على ما ذكرته سابقا لاحقا وذلك لضيق الوقت.....دمت بود

    اترك تعليق:


  • علي المجادي
    رد
    المشاركة الأصلية بواسطة توفيق بن حنيش مشاهدة المشاركة
    قرأت في ردّ من الر دود أنّ المسلمين لم يعتدوا أبدا على رموز الأمم الاخرى ...أدعو من يعتقد ذلك أن يراجع التاريخ بعيدا عن الشعارات ..الجامع الشّهير في استمبول وربما اسمه جامع محمد الفاتح أقول ربما كان في الأصل كنيسة ومازال إلى يوم الناس هذا يحمل الأيقونات المسيحية ...ماذا فعل المسلمون بإيوان كسرى ؟ولماذا هذا الحقد بين الفرس والعرب؟ماذا فعلوا في البلقان؟الرجاء مراجعة التاريخ ...
    يا سي توفيق لضيق الوقت ساناقش معك ماقمت بالتعقيب عليه في تعليقك السابق ...ولضيق الوقت كذلك قمت بنقل هذا الرد من مكان اخر وهو يتناول نفس ما تطرقت اليه في تعليقك هذا ليس من عادتي النسخ واللصق الا اني اضطررت لضيق الوقت ...



    بسم الله الرحمن الرحيم
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    اللهم اغفر لى ولوالدى وللمؤمنين والمؤمنات يوم يقوم الحساب
    اللهم صل على محمد وعلى آله وصحبه وسلم
    سماحة الاسلام
    "وإذا قارنا بين موقف العرب المسلمين من الإسبان عندما فتحوا الأندلس عام 711م، وموقف الملوك الإسبان ومحكمة التفتيش من العرب المسلمين بعد سقوط غرناطة عام 1492م، تبدو لنا الصورة متناقضة تمامًا. فعندما فتح العرب الأندلس لم يُجبروا أحدًا على اعتناق الإسلام انطلاقًا من قواعد قرآنية مثل : {لا إكراه في الدين} و {ولو شاء الله لجعلكم أمة واحدة} ... إلخ. وإنما انتشر الإسلام في أوساط الإسبان انتشارًا عفويًا، وأطلق على الذين تحولوا من المسيحية إلى الإسلام مصطلح «المولدين». أما الإسبان الذين ظلوا على المسيحية وعاشوا في ظل الدولة العربية الإسلامية - وعُرفوا باسم «المستعربين» - فقد عاشوا عيشة كريمة . والتزم العرب بكل المعاهدات التي أُبرمت معهم، وسهر الأئمة والفقهاء المسلمون على حسن تنفيذها، حيث تمتع هؤلاء بموجبها بحريتهم الدينية والقضائية والإدارية والاقتصادية. ومع أنهم احتفظوا بلغتهم وتقاليدهم وكنائسهم وكهنتهم وآدابهم، فإنهم أعجبوا بلغة العرب وثقافتهم وعاداتهم فأضحوا عمليًا عربًا. ولم يفكر عرب الأندلس، ولا لحظة واحدة، في إبادتهم أو طردهم أو إجبارهم على اعتناق الإسلام بحجة تحقيق الوحدة الدينية والسياسية، ولم يُؤخذ على بني أمية في الأندلس، الأمراء منهم والخلفاء، أي تصرف فيه ظلم أو جور بحق المستعربين . ومن هنا تبدو المفارقة في تاريخ الأندلس فالإسبان الذين اضطهدوا العرب وطردوهم من إسبانيا بعد سقوط غرناطة عام 1492م هم أحفاد هؤلاء «المستعربين» الذين سبق أن تمتعوا بحماية العرب ورعايتهم. كما كان موقف رجال الكنيسة الإسبان عجيبًا حقًا، حيث شجعوا الملوك الإسبان على نقض المعاهدات مع العرب، وعلى إجبار المسلمين على التنصر، وعلى تحويل المساجد إلى كنائس، كما شجعوا محكمة التفتيش على مطاردة وسجن ومصادرة وإحراق وإبادة وطرد العرب المسلمين. لقد ترتب على الأعمال الوحشية التي ارتكبتها محكمة التفتيش الإسبانية، على امتداد قرن ونيف ، ومن ثم على قرار الطرد الجماعي للمورسكيين، نتائج بالغة الخطورة من حيث تنوعها وعمقها وشموليتها. فمن الناحية الاقتصادية، فقدت إسبانيا مئات الآلاف من المورسكيين ذوي الخبرة الواسعة في شئون الزراعة والري والصناعة والتجارة... وبالتالي تدهورت الحياة الاقتصادية فيها تدهورًا سريعًا، في حين ازدهرت كل ميادين الاقتصاد في البلدان التي هاجروا إليها. أما الحياة الثقافية فقد انحطت أيضًا انحطاطًا شاملاً نتيجة الرعب الذي نشرته محكمة التفتيش في أوساط المثقفين المورسكيين، حيث انعدم النقد وتوقف الإبداع، وانشغل المثقفون في حماية أرواحهم من جرائم المحكمة ودسائس رجالها عن المشاركة في النهضة الأوربية الحديثة. كما أن طرد مئات العلماء المورسكيين من إسبانيا أدى إلى فقدان الكثير من العناصر المبدعة، هذا فضلاً عن أن إحراق المحكمة لكتب التراث العربي شكل كارثة علمية لا تعوض لا بالنسبة إلى إسبانيا فحسب، وإنما بالنسبة إلى الإنسانية قاطبة ،في حين كان المورسكيون رواد الحداثة والتقدم في بلدان المغرب العربي بعد استقرارهم فيها. أما من الناحية الأخلاقية فقد أدت أعمال محكمة التفتيش إلى انحطاط القيم الأخلاقية، حيث انعدمت الثقة بين أبناء المجتمع الواحد الذين أخذوا يتبادلون التهم التي لا يبررها سند، لا سيما وقد خصصت المحكمة - كما أشرنا - مكافآت مادية ومعنوية للوشاة والمخبرين، وراح ضحية ذلك آلاف من الأبرياء. كما أصبح بعض المفتشين مضرب المثل في قسوتهم وجرائمهم وسوء أخلاقهم، حتى أن بعضهم لم يتورع عن اغتصاب زوجات المتهمين وبناتهم باسم محكمة التفتيش. لقد كانت محكمة التفتيش الإسبانية، في حقيقتها، منظمة «إرهابية» في فكرها وسلوكها: وجاءت أعمالها كارثة على اليهود و العرب المسلمين من ناحية وعلى إسبانيا ومستقبلها السياسي والحضاري من ناحية أخرى. لقد فشلت هذه المحكمة في معالجة مسألة الأقليات الدينية في إسبانيا لأن أيديولوجيتها ومناهج عملها وأدواتها تناقضت مع الدين والعقل والتاريخ. حقًا إنها «تجربة» تستحق الدراسة". (محاكم التفتيش هل يمكن أن تعود؟ )مجلة العربى ).. الدكتور عادل زيتون)
    يقول توماس أرنولد في كتابه (الدعوة إلى الإسلام) ص 73:
    "ولما بلغ الجيش الإسلامي وادي الأردن، وعسكر أبو عبيدة في بلدة فحل، كتب الأهالي النصارى في تلك البلاد إلى العرب الفاتحين يقولون: يا معشر المسلمين! أنتم أحب إلينا من الروم، وإن كانوا على ديننا، وأنتم أوفى لنا وأرأف بنا، وأكفُّ عن ظلمنا، وأحسن ولاية علينا، ولكنهم غلبونا على أمرنا".
    وقال: "وغلَّق أهل حمص أبواب مدينتهم، دون جيش هرقل، وأبلغوا المسلمين أن ولايتهم وعدلهم أحب إليهم من ظلم الإغريق والروم وتعسفهم".
    وقال أيضا: " لقد عامل المسلمون المسيحيين العرب بتسامح عظيم منذ القرن الأول للهجرة، واستمر هذا التسامح في القرون المتعاقبة، ونستطيع بحق أن نحكم أن القبائل المسيحية التي اعتنقت الإسلام إنما اعتنقته عن اختيار وإرادة حرة، وإن العرب المسيحيين الذين يعيشون في وقتنا هذا بين جماعات مسلمة لشاهد على هذا التسامح"
    ويشهد على ذلك المستشرق "هنرى دى كاستيرى" الذى يقول : ان دخول اهل الذمة فى الاسلام كان يحتاج الى محضر يثبت امام القاضى ويوضح فيه ان المسيحى الذى اعتنق الاسلام دخل فيه عن اقناع تام غير خائف او مكره , وان خلفاء بنى امية لم ينظروا بعين الرضا الى كثرة دخول المسيحين فى الاسلام . وذلك لانخفاض الضرائب المجبية نتيجة نقص الجزية , فقد هبطت الضرائب ايام معاوية الى النصف عما كانت عليه ايام عثمان لتزاحم الاقباط على دخول الاسلام ., ومن اجل ذلك ضيق الخلافاء باب دخول الاسلام , واستدل على رأيه بما كتبه حيان الى عمر بن عبد العزيز اذ قال له: اذا دامت الحال فى مصر على ما هى عليها لآن اصبح مسيحيوا البلاد مسلمين,, وخسرت الخلافة ما تجتبيه من اموال , فارسل اليه عمر بن العزيز "ويحك ان الله قد بعث محمد صلى الله عليه وسلم هاديا ولم يبعثه جابيا " . (التعصب والتسامح بين الاسلام والمسيحية – الشيخ محمد الغزالى ص188 )
    ويؤكد هذه الشهادة المستشرق "جيبون" حيث يقول : "ان الاسلام الذى نشر لواءة بين المسيحين والمسلمين اكثر من اربعة قرون كان مؤسسا على تسامح الاسلام وتعاليمه نحو الخير والسلام " . (افتراءات واباطيل - المستشار على عبد اللاه طنطاوى ص46 )
    بعيدا عن الحروب واسبابها
    ولاختصار الطريق بعيدا عن الحروب واسبابها يقول العقاد:
    وايسر من استقصاء الحروب واسبابها في صدر الاسلام ان نلقى نظرة عامة على خريطة العالم في الوقت الحاضر لنعلم ان السيف لم يعمل فى انتشار الدين الاسلامى الا القليل مما عمله الاقناع والقدوة الحسنة . فان البلاد التى قلت فيها حروب الاسلام هى البلاد التى يقيم فيها كثر مسلمى العالم , وهى بلاد اندونسياة والهند والصين وسواحل القارة الافريقية وما يليها من سهول الصحارى الواسعة فان عدد المسلمين فيها قريب من ثلثمائة مليون , ولم يقع فيها من الحروب بين المسلمين وابناء تلك البلاد الا القليل الذى لا يجدى في تحويل الالاف عن دينهم بل الملايين
    ونقارن بين هذه البلاد والبلاد التى اتجهت اليها غزوات المسلمين لاول مرة في صدر الدعوة الاسلامية : وهى بلاد العراق والشام . فان عدد المسلمين فيها اليوم قلما يزيد على عشرة ملايين يعيش بينهم من اختاروا البقاء ععلى دينهم من المسيحين واليهود واشباه الوثنين . ومن المفيد في هذا الصدد ان نعقد المقارنة بين البلاد التى قامت فيها الدولة الاسلامية والبلاد إلى قامت فيها الدولة المسيحية من القارة الاروبية . فلم يبق في هذه القارة احد ععلى دينه الاول قبل دخول المسيحية . وقد اقام المسلمون قرونا في الاندلس وخرجوا منها وابناؤها اليوم كلهم مسيحيون . [حقائق الاسلام واباطيل خصومه – العقاد ص169 , 170]
    ثم يستطرد العقاد فى كتابه عبقرية محمد محكما المنطق فيقول : حين بدأ محمد صلى الله عليه وسلم كان وحيدا لا مال معه ولا سلاح واسلم الكثير من الناس الذين لم يخضعوا للسيف ليسلموا , وانما تعرضوا بأسلامهم للسيف واحتملوا السيف في سبيل الله . (عبقرية محمد – عباس محمود العقاد )
    بينما يقول الدكتور "مراد هوفمان "في كتابه " الاسلام في الالفية الثالثة " بفضل هذا التسامح الدينى تعايش وتقبل المسلمون الديانات الاخرى واتباعها , وهم يفعلون ذلك إلى الان , ولم يحتذوا بالمثال المسيحى – لنذكر يونيفاتيوس فى جرمانيا , ومحاكم التفتيش في اسبانيا على سبيل المثال – الذى اجبر اتباع ديانات اخرى بالقوة على اعتناق المسيحية .. ثم يستطرد ويتجسد التسامح الدينى – الذى نص عليه القرآن في مظاهر متعددة مثل بقاء اليونان على مسيحيتها بالرغم من حكم الاتراك المسلمين لها لما يزيد على 500 عام .
    أمَّا توماس آرنولد فقال عن تسامح الإسلام بعيدا عن استقصاء الحروب واسبابها : "ومن أمثلة تسامح الإسلام أنَّ القبائل المسيحية التي اعتنقت الإسلام فعلت ذلك عن اختيار وإرادة حرة، وأنَّ العرب المسيحيين الذين يعيشون في زمننا هذا بين جماعات مسلمة لدليل على هذا التسامح، وأنَّ كثيرين من قبيلة غسان، وهم من أشد القبائل أصالة في العروبة دخلوا المسيحية في نهاية القرن الرابع الميلادي تقريباً، ولا يزالون متمسكين بالدين المسيحي"(انظر: الدعوة إلى الإسلام، ترجمة حسن إبراهيم حسن و"آخرين"، مكتبة النهضة المصرية، القاهرة، ط/3، 1970م، ص 70.).
    ومن عباراته: "لا يعرف الإسلام من بين ما نزل به من خطوب وويلات خطباً أعنف من غزوات المغول، فلقد انسابت جيوش جنكيزخان، واكتسحت في طريقها العواصم الإسلامية، وقضت على ما كان بها من مدنية وحضارة، إلاَّ أنَّ الإسلام لم يلبث أنْ نهض من غفوته، واستطاع عن طريق دعاته أنْ يجذب أولئك الفاتحين ويجبرهم على اعتناقه"(المصدر السابق ، ص 248-250.).
    ويقول في مكان آخر: "ظهر أنَّ فكرة أنَّ السيف كان العامل في تحويل الناس إلى الإسلام بعيدة عن التصديق، وظهر أنَّ الدعوة والإقناع كانا الطابعين الرئيسين لحركة الدعوة"(المصدر السابق ص88).
    وتحت نفس العنوان يقول جستاف لوبون : "وسيرى القارئ حين نبحث في فتوح العرب وأسباب انتصاراتهم أنَّ القوة لم تكن عاملاً في انتشار القرآن فقد ترك العرب الفاتحون المغلوبين أحراراً في أديانهم، وقد أثبت التاريخ أنَّ الأديان لا تفرض بالقوة"(حضارة العرب ، ترجمة عادل زعيتر ، مطابع عيسى الحلبي وشركاه ، ط / 4 ، ص 127 .).
    لقد عرف الخلفاء الأوائل رضي الله عنهم كيف يحجمون عن حمل أحد بالقوة على ترك دينه، وعرفوا كذلك كيف يبتعدون عن إعمال السيف فيمن لم يسلم(المصدر السابق ص129).
    ويلاحظ أنَّ الصليبيين عندما جاءوا إلى الشرق الإسلامي كان هدفهم محو الإسلام والقضاء عليه، وذلك حين ضعفت الخلافتان العباسية والفاطمية، ولكن ظهر عكس ما كان متوقعاً؛ فإذا بالإسلام يجذب إليه مجموعات من الصليبيين، دخلوا الإسلام وحاربوا مع المسلمين"(محمد حسين فضل الله : الإسلام ومنطق القوة ، ص 212).
    وفي القرن السابع الهجري هجم المغول على العالم الإسلامي، وكان هجومهم قاسياً وحشياً، أزالوا به الخلافة العباسية سنة 656هـ، وأصبح لهم اليد العليا، ولكن سرعان ما جذبهم الإسلام إليه، مما يدل على أنَّ الإسلام لم ينتشر بين المغول بالقوة"(المصدر السابق ص213).
    إنَّ الإسلام هو دين الرحمة والرفق، ولا رحمة ولا رفق مع الإرهاب، لذلك لا يبيح الإسلام في ميادين القتال أنْ تقتل المرأة، ولا الطفل، ولا الشيخ الكبير، أو كل من لا يحمل السلاح، كما لا يبيح ترويع عابد في محرابه أو راهب في صومعته، ولا الإجهاز على الجريح، ولا التمثيل بجثة قتيل، كل ذلك اعترافاً بإنسانية الإنسان حتى لو كان ميتاً (انظر: د. أحمد محمد الحوفي: سماحة الإسلام، مكتبة نهضة مصر، دون طبعة ودون تاريخ، ص 65.).
    اما اذا تكلمنا عن الفتوحات الاسلامية نجد ان تلك الفتوحات لم يكن مقصوداً منها التوسُّع لإخضاع العالم بحد السيف، بل كانت تهدف إلى مساواة الشعوب كلها في ظل الإسلام، يضاف إلى ذلك أنَّ الإسلام لم ينتشر في البلاد المفتوحة إلاَّ بعد مضي عدة سنوات على تلك الفتوحات. وكانت أهم أسباب انتشاره: سماحته وتسامحه، ومخالطة المسلمين غيرهم من السكان، لذلك نرى أنَّ الإسلام منتشر اليوم في بلاد ليس للمسلمين عليها نفوذ أو سلطان(منير شفيق: الإسلام في معركة الحضارة، الناشر للطباعة والنشر والتوزيع والإعلان، بيروت، دار البرق للنشر، تونس، ط/1، 1991م، ص 89.).
    ويلاحظ وجود عدد كبير من غير المسلمين في البلاد الإسلامية لم يتعرضوا لأي نوع من أنواع الاضطهاد بسبب عقيدتهم، كما يلاحظ وجود أكثريات إسلامية في المناطق التي لم تتأثر بالفتح الإسلامي إلاَّ بعد وقت طويل. فقد تقبل الناس الدعوة في هذه المناطق بصدر رحب، لأنَّ الدعوة انتشرت بالحكمة والموعظة الحسنة، وكانت تدعو إلى دين الفطرة(المصدر السابق ص210).
    الاسباب الحقيقية
    اما اذا استقصينا الاسباب الحقيقية التى ادت إلى ذلك فيمكن ان نرجع إلى كتاب فقه الجهاد للشيخ العلامة الدكتور يوسف القرضاوى فتحت عنوان أهداف القتال في الإسلام ارجع الشيخ القرضاوى الاهداف الى :
    1- رد الاعتداء: دفع الاعتداء وردُّه بالقوة، سواء كان هذا الاعتداء واقعًا على الدين أم على الوطن والأرض.
    فأما الاعتداء على الدين، فيتمثل في فتنة المسلمين عن دينهم، واضطهادهم من أجل عقيدتهم، أو الوقوف في وجه الدعوة ومنعها، والصدِّ عنها، والتعرُّض لدعاتها بالأذى إلى حدِّ القتل.
    يقول تعالى: {وَقَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَلا تَعْتَدُوا إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ * وَاقْتُلُوهُمْ حَيْثُ ثَقِفْتُمُوهُمْ وَأَخْرِجُوهُمْ مِنْ حَيْثُ أَخْرَجُوكُمْ وَالْفِتْنَةُ أَشَدُّ مِنَ الْقَتْلِ وَلا تُقَاتِلُوهُمْ عِنْدَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ حَتَّى يُقَاتِلُوكُمْ فِيهِ فَإِنْ قَاتَلُوكُمْ فَاقْتُلُوهُمْ كَذَلِكَ جَزَاءُ الْكَافِرِينَ * فَإِنِ انْتَهَوْا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ} البقرة: 190- 192.
    وتؤيد الكتابة الايطالية لورا فيشيا فاغليرى الدكتور يوسف القرضاوى حيث تقول فى هذا الصدد فى مؤلفها "دفاع عن الاسلام " : "ان الاسلام لا يبيح امتشاق الحسام الا دفاعا عن النفس ... وهو ينظر الى الحرب على انها حريق يجب اطفاؤه بأسرع ما يمكن كلما اندلعت ناره ... ولقد سن مجموعة من القواعد والعادات ابتغاء جعل الحرب انسانية . (دفاع عن الإسلام، ترجمة منير البعلبكي، دار العلم للملايين، ط/5، 1981م، ص 11(
    وتضيف في موضع آخر من كتابها "دفاع عن الإسلام": "لقد كانت الحرب عند المسلمين وسيلة لحماية الدين الجديد وتعظيمه، ولم تكن غاية في ذاتها، بل كانت دفاعاً ضرورياً لا عدواناً جائراً"(المصدر السابق ص38).
    وترى أنَّ القرآن عبَّر عن هذا المعنى حين قال:{وَقَاتِلُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَلاَ تَعْتَدُواْ إِنَّ اللّهَ لاَ يُحِبِّ الْمُعْتَدِينَ }(البقرة:190).
    ويقول الشيخ محمد ابو زهرة : كان قتال الاسلام الذى شرعه الله ونفذه النبى صلى الله عليه وسلم دفاعا وليس اعتداء , ولكن من الدفاع ما يلبس لباس الهجوم , فانه بمجرد ان انتشر الاسلام فى البلاد العربية وجاء بمبادىء الاخوة الانسانية العامة , والمساواة بين الخلق , والتكافل الاجتماعى , ومنع القوى فى ان يتحكم بالضعيف , توجس الملوك الظالمين خيفة من ذيوعه وانتشاره فى ديارهم , وبين رعايهم فوقفوا له بالمرصاد , فكسرى هم ان يقتل النبى , وهرقل قتل الذين دخلوا فى الاسلاممن اهل الشام , وبذلك صار الاسلام يرلد به السوء وينال بالاذى , وتنتهز الفرص لللانقضاض عليه , وما كان من شأن القائد ان ينتظر عدوه حتى يغزوه , ومن هنا لبس الدفاع ثوب الهجوم . (من مقال منشور بمجلة لواء الاسلام بعنوان الجهاد فى الاسلام , عدد ذى القعدة والحجة , 1379ه – 1960م) .
    وغنى عن البيان ان هذه الحرب تعتبر بلغة العصر الحديث حربا وقائية . والحروب التى يخوضها المسلمون محكومة بقوانين الاسلام التى تلزمها بأيثار المسلم عند اول بوادره , وحماية حق الحياة لغير المقاتلين من الاطفال والنساء والشيوخ والاسرى , ورعاية الجرحى والمصابين , ثم تحمى حرية العقيدة , وحرية العمل , وحرية التعبير لمن كانوا اعداء الامس اذا ما جنوا للسلم والقوا السلاح ولم تكن حروب المسلمين للفتح والاستعمار انما كانت فتوح ايمان وتعمير وبنيان ولم تكن كما زعموا _ الغنائم والسلب والنهب سببا من اسبابها , فقد وضع الاسلام للحرب قوانينا تحكمها من بدأ اعلانها حتى تضع اوزارها , ولقد نهى الاسلام المسلمين عن مباغتة المعاهدين لهم بالحرب اذا نقضوا عهودهم معهم , بل امرهم بمكاشفتهم قبل حربهم حتى يكونوا على بينة من امرهم , وان سماحة الاسلام كان لها السبق فى هذا الشأن منذ اربعة عشر قرنا على القوانين المعاصرة التى تضمنتها قرارات مؤتمر لاهاى سنة 1907 والذى نص على ان يجب ان لا تبدأ الاعمال الحربية الا بعد اخطار سابق . (افتراءات واباطيل – المستشار على عبداللاه طنطاوى ص40 , 41 )
    2- منع الفتنة أو تأمين حرية الدعوة: وهذا ما صرَّح به القرآن الكريم في آيتين من كتاب الله، إحداهما في سورة البقرة في قوله تعالى: {وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لا تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ لِلَّهِ فَإِنِ انْتَهَوْا فَلا عُدْوَانَ إِلَّا عَلَى الظَّالِمِينَ} [البقرة:193].
    والثانية في سورة الأنفال في قوله تعالى: {وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لا تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ كُلُّهُ لِلَّهِ فَإِنِ انْتَهَوْا فَإِنَّ اللَّهَ بِمَا يَعْمَلُونَ بَصِيرٌ} [الأنفال:39].
    إنقاذ المستضعفين من خلق الله، من ظلم الجبَّارين، وتسلُّط المستكبرين في الأرض بغير الحقِّ، الذين يستخفُّون بحرمات الضعفاء، ويسومونهم سوء العذاب، ويُهدِرون إنسانيتهم، لأن في أيديهم القوة المادية التي تمنع الأيدي أن تُدافع، وتُخرس الألسنة أن تتكلم، وتُكره الناس على أن يسكتوا عن الحقِّ أو ينطقوا بالباطل.
    يقول تعالى: {فَلْيُقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يَشْرُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا بِالْآخِرَةِ وَمَنْ يُقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيُقْتَلْ أو يَغْلِبْ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْراً عَظِيماً * وَمَا لَكُمْ لا تُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ وَالْوِلْدَانِ الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْ هَذِهِ الْقَرْيَةِ الظَّالِمِ أَهْلُهَا وَاجْعَلْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ وَلِيّاً وَاجْعَلْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ نَصِيراً} [النساء:75،74].
    تأديب الناكثين للعهود ولا يرعَون المواثيق، فهم يحافظون عليها ما دامت في صالحهم، فإذا رأوا أنها لم تعُد تخدُمهم، وكان بهم قوة: ضربوا بها عُرض الحائط، وداسوها بأقدامهم، ولم يرعَوا لعهد حرمة، ولم يرقبوا في مؤمن إلاًّ ولا ذمَّة.
    وقد أشار القرآن إلى موقف هؤلاء القوم ونقضهم المستمر للعهود المُبرمة بينهم وبين المسلمين، فقال تعالى: {إنَّ شَرَّ الدَّوَابِّ عِندَ اللَّهِ الَّذِينَ كَفَرُوا فَهُمْ لا يُؤْمِنُونَ * الَّذِينَ عَاهَدتَّ مِنْهُمْ ثُمَّ يَنقُضُونَ عَهْدَهُمْ فِي كُلِّ مَرَّةٍ وهُمْ لا يَتَّقُونَ * فَإمَّا تَثْقَفَنَّهُمْ فِي الحَرْبِ فَشَرِّدْ بِهِم مَّنْ خَلْفَهُمْ لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ} [الأنفال: 55-57].
    فرض السلام الداخلي بالقوة: وهناك نوع من القتال يختلف عما ذكرناه، فهو ليس موجَّها إلى غير المسلمين، بل هو موجَّه إلى المسلمين أنفسهم، لفضِّ النزاع المُسلَّح بينهم، فله هدف محدَّد، وغاية معلومة، وهي: فرض السلام الداخلي بالقوة بين الطائفتين المتنازعتين من المسلمين، وهذا ما كلَّف الله به الأمة المسلمة متضامنة، فهو من فروض الكفاية الواجبة على الأمة، وأول مَن يطالب به الخليفة أو الإمام أو مَن يقوم مقامه.
    يقول تعالى: {وَإِنْ طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا فَإِنْ بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى الْأُخْرَى فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِيءَ إلى أَمْرِ اللَّهِ فَإِنْ فَاءَتْ فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا بِالْعَدْلِ وَأَقْسِطُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ * إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ} [الحجرات:10،9]. [فقه الجهاد 1/ 423- 4]
    وتحت عنوان القتال المرفوض في الإسلام
    تحدث الشيخ القرضاوي عن مجموعة من الأهداف المرفوضة للقتال في الرؤية الإسلامية، ومنها:
    هدف محو الكفر من العالم مرفوض: وهو هدف مناقض مناقضة صريحة لما قرَّره القرآن من أن اختلاف الناس في أديانهم وعقائدهم، وانقسامهم إلى مؤمنين وكافرين، وموحِّدين ووثنيين، ومصدِّقين بالرسل ومكذِّبين لهم: كل هذا واقع بمشيئة الله تعالى التي لا تنفصل عن حكمته عزَّ وجلَّ، فهو الذي خلق الناس مختلفين، أو قابلين للاختلاف في الإيمان وضدِّه، كما قال تعالى: {وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَآمَنَ مَنْ فِي الْأَرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعاً أَفَأَنْتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّى يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ} [يونس:99]، {وَلَوْ شِئْنَا لَآتَيْنَا كُلَّ نَفْسٍ هُدَاهَا} [السجدة:13]، {وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ} [هود:118]، {هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ فَمِنْكُمْ كَافِرٌ وَمِنْكُمْ مُؤْمِنٌ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ} [التغابن:2].
    هدف قسر الناس -أو بعضهم- على الإسلام مرفوض: القرآن يرفض مبدأ الإكراه في الدين، وقد قال تعالى في القرآن المكي لرسوله محمد: {وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَآمَنَ مَنْ فِي الْأَرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعاً أَفَأَنْتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّى يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ} [يونس:99]، وهذا استفهام إنكاري معناه النفي القاطع لفكرة الإكراه، وأن هذا ليس في قدرة الرسول؛ لأنه ضدَّ المشيئة الإلهية.
    الهدف الاقتصادي للجهاد مرفوض [وهذا لا ينفي تحقق مكاسب اقتصادية بسبب الحروب التي خاضها المسلمون من أجل نشر الإسلام وتبليغه للعالمين، لكن الغاية في الأساس هي التبليغ والدعوة وليست التسلط على أموال الناس بغير حق]: الحقُّ أن الإسلام يمنع الفرد المجاهد، أو الجماعة المجاهدة، أن تدخل في نيتها وفي غاياتها: المغانم الدنيوية، سواء كانت مادية مثل الأموال والمغانم والمكاسب، أم كانت معنوية مثل الجاه والشهرة والمحمدة عند الناس.
    وإذا دخل شيء من ذلك في غاية الجهاد أو نية المجاهد: أفسد الجهاد، وأضاع أجره، وأخرجه من اعتباره جهادا في سبيل الله.
    الأديان والجهاد
    ويتحدث الشيخ القرضاوي عن الجهاد بين شريعة التوراة وشريعة القرآن ويذكر نصوصا من التوراة وهو النص المقدس عند اليهود والنصارى على حد سواء.
    تقول التوراة في (سفر تثنية الاشتراع) في (الإصحاح العشرين) تحت عنوان (شرائع حصار وفتح المدن البعيدة) في الفقرة العاشرة وما بعدها:
    (وحين تتقدمون لمحاربة مدينة فادْعُوها للصلح أوَّلاً. فإن أجابتكم إلى الصلح واستسلمت لكم، فكلُّ الشعب الساكن فيها يصبح عبيدا لكم. وإن أبت الصلح وحاربتكم فحاصروها، فإذا أسقطها الربُّ إلهكم في أيديكم، فاقتلوا جميع ذكورها بحدِّ السيف. وأما النساء والأطفال والبهائم، وكلُّ ما في المدينة من أسلاب، فاغنموها لأنفسكم، وتمتَّعوا بغنائم أعدائكم التي وهبها الربُّ إلهكم لكم. هكذا تفعلون بكلِّ المدن النائية عنكم، التي ليست من مدن الأمم القاطنة هنا) انتهى.
    هذا أمر التوراة الصارم لبني إسرائيل، أو لليهود المؤمنين بشريعة موسى في شأن حصار المدن البعيدة وفتحها: إذا أجابت دعوة السلم والصلح، فجميع أهلها عبيد لهم بلا استثناء! وإذا لم تُسلِّم لهم فليحاربوا، وإذا سقطت في أيديهم، فعليهم أن (يقتلوا جميع ذكورها بحدِّ السيف)، هكذا أمرهم (الربُّ الإله). ولم تقبل شريعة التوراة من هؤلاء بديلا لقتلهم بحدِّ السيف: أن يدخلوا في دين اليهودية مثلا، أو يدفعوا لهم جزية، أو غير ذلك. ولم يستثنِ أمر (الربِّ الإله) أحدا من الذكور: لا شيخا كبيرا، ولا طفلا صغيرا.
    شرائع حصار وفتح مدن أرض الموعد: أما شعوب المنطقة التي يطلق عليها (أرض الميعاد) أي سكان أرض فلسطين، فتقول التوراة في شأنها: (أما مدن الشعوب التي يَهَبها الرب إلهكم لكم ميراثا، فلا تَسْتَبْقوا فيها نَسَمَة حية، بل دمِّروها عن بكرة أبيها، كمدن الحثِّيِّين والأموريين والكنعانيين والفرزيين والحويين واليبوسيين، كما أمركم الربُّ إلهكم، لكي لا يعلِّموكم رجاستهم التي مارسوها في عبادة آلهتهم، فتغووا وراءهم وتخطئوا إلى الربِّ إلهكم)[ انظر: الكتاب المقدس (التوراة) سفر التثنية: الإصحاح العشرين (10- 18) صـ392، 393] انتهى.
    ويعلق شُرَّاح التوراة على هذه الفِقرة فيقولون: (كيف يمكن لإله رحيم أن يأمر بإهلاك كل المراكز الآهلة بالسكان؟ لقد فعل ذلك لحماية بني إسرائيل من عبادة الأوثان، التي كانت، ولابد، ستجلب الخراب عليهم (20:18) وفي الحقيقة؛ لأن بني إسرائيل لم يقضوا تماما على هذه الشعوب الشرِّيرة كما أمرهم الله، تعرَّضوا باستمرار لاضطهادهم، وإلى الكثير من سفك الدماء والتخريب، أكثر مما لو كانوا أطاعوا توجيهات الله قبل كلِّ شيء)!! اهـ.
    فأين هذا مما جاء به القرآن من قوله تعالى: {وَقَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَلا تَعْتَدُوا إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ * وَاقْتُلُوهُمْ حَيْثُ ثَقِفْتُمُوهُمْ وَأَخْرِجُوهُمْ مِنْ حَيْثُ أَخْرَجُوكُمْ وَالْفِتْنَةُ أَشَدُّ مِنَ الْقَتْلِ وَلا تُقَاتِلُوهُمْ عِنْدَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ حَتَّى يُقَاتِلُوكُمْ فِيهِ} [البقرة:191،190].
    الانتشار بحد السيف
    يؤكد الشيخ القرضاوي إشاعة كثير من المنصِّرين -أو المبشِّرين– والمستشرقين المتعصِّبين: أن الإسلام لم ينتشر في العالم إلا بحدِّ السيف، وإخضاع الناس لعقيدته بالقوة العسكرية، ولولا هذا ما انفتحت له القلوب، ولا اقتنعت به العقول، ولكنها أُكرهت عليه إكراها تحت بريق السيوف، فخيَّرهم بين الإسلام والقتل، فإما أن يُسلِم وإما أن يطير عنقه!
    وهذه فِرْية تكذِّبها تعاليم الإسلام القطعية، وتكذِّبها وقائعه التاريخية، ويكذِّبها المنصفون من المؤرخين المستشرقين أنفسهم.
    فأما تعاليم الإسلام، فهي تنفي الإكراه في الدين نفيا مطلقا عاما، بقوله تعالى في القرآن المدني: {لا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ} [البقرة:256].
    وهو يؤكد ما جاء في القرآن المكي من قوله تعالى بصيغة الاستفهام الإنكاري: {أَفَأَنْتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّى يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ} [يونس:99]، وقوله تعالى على لسان نوح: {أَنُلْزِمُكُمُوهَا وَأَنْتُمْ لَهَا كَارِهُونَ} [هود:28].
    وأما وقائع التاريخ، فهي تقول: إن المسلمين حينما فتحوا البلاد، لم يتدخَّلوا قط في شئون دينها، ولم يرغموا أحدا قط على تغيير عقيدته، ولم يثبت التاريخ واقعة واحدة أكره فيها فرد غير مسلم، أو أسرة غير مسلمة، أو بلدة غير مسلمة، أو شعب غير مسلم، على الدخول في الإسلام.
    ولقد اتَّخذ المبشِّرون والمستشرقون من الفتوح الإسلامية: دليلا على أن الإسلام إنما انتشر بهذه القوة والسرعة، نتيجة لأنه قهر الناس بالسيف، فدخل الناس تحت بريقه مذعنين طائعين.
    ونقول لأصحاب دعوى انتشار الإسلام بالسيف: إن السيف يمكنه أن يفتح أرضا، ويحتلَّ بلدا، ولكن لا يمكنه أن يفتح قلبا. ففتح القلوب وإزالة أقفالها يحتاج إلى عمل آخر، من إقناع العقل، واستمالة العواطف، والتأثير النفسي في الإنسان.
    وأما المستشرقون المنصفون من المؤرِّخين الغربيين، فحسبنا منهم عَلَم واحد، شهد له الجميع بالأصالة في علمه، والاستقصاء في بحثه، ومعاناته في الحصول على وثائقه من شتَّى المصادر، ومختلف الأقطار، ومختلف اللغات، ألا وهو البحَّاثة القدير (توماس آرنولد) كما يتجلَّى ذلك في كتابه (الدعوة إلى الإسلام) الذي أثبت فيه بما لا يَدَع مجالا للشكِّ أن الإسلام لم ينتشر في العالم بحدِّ السيف، بل انتشر بالدعوة والحجَّة والإقناع، وأخلاق المسلمين، ولم يثبت في التاريخ قط أن شعبا من الشعوب، أو قبيلة من القبائل، أو حتى أسرة من الأسر أُجبروا على التخلِّي عن دينهم، أو الدخول في الإسلام.
    كما اعترف بذلك بحقٍّ المؤرخ الفيلسوف الاجتماعي الفرنسي (غوستاف لوبون) في كتابه (حضارة العرب)، وكذلك المستشرق البريطاني المعروف (مونتجمري وات) في كتابه (الإسلام والمسيحية في العالم المعاصر).[ فقه الجهاد 1/ 479- 4]
    والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

    التعديل الأخير تم بواسطة علي المجادي; الساعة 13-07-2011, 18:26.

    اترك تعليق:


  • توفيق بن حنيش
    رد
    قرأت في ردّ من الر دود أنّ المسلمين لم يعتدوا أبدا على رموز الأمم الاخرى ...أدعو من يعتقد ذلك أن يراجع التاريخ بعيدا عن الشعارات ..الجامع الشّهير في استمبول وربما اسمه جامع محمد الفاتح أقول ربما كان في الأصل كنيسة ومازال إلى يوم الناس هذا يحمل الأيقونات المسيحية ...ماذا فعل المسلمون بإيوان كسرى ؟ولماذا هذا الحقد بين الفرس والعرب؟ماذا فعلوا في البلقان؟الرجاء مراجعة التاريخ ...

    اترك تعليق:


  • توفيق بن حنيش
    رد
    المشاركة الأصلية بواسطة أحمد أبوزيد مشاهدة المشاركة
    السيد الأستاذ الدكتور / وسام البكرى .

    رابعاً : - الدولة المدينة و موقفها من إقامة الحدود فى الإسلام .

    إن إقامة الحدود فى الإسلام على أفراد المجتمع لا يعنى إننا بصدد دولة دينية بل يؤكد على مدنية الدولة التى تطبق قانون البلاد على جميع الأفراد المقمين على أرضها دون تفرقة ....
    فإذا كانت الدولة تطبق أحكام الشريعة الأسلامية فمن المؤكد إن القوانين سوف تكون مصدرها الشريعة الإسلامية و إن كانت الدولة تطبق القانون المدنى سوف يتم تطبيق القانون المدنى ...'استاذي الفرق بين القانون المدني الذي يطبّق على الكلّ وقانون الشريعة هو فرق جوهري فالقانون الأوّل يراعي مصلحة فئة وأمة ولا يراعي مصالح كلّ الفئات بينما القانون المدني قانون وضع بالتراضي والقبول المتبادل )

    إذا عملية التطبيق واحدة و إن إختلف مصر التشريع سواء كان تشريع دينى أو مدنى ...
    مادام هناك عدل فى تطبيق القانون ولا تفرقة بين أفراد المجتمع على أساس دينى أو عرقى أو طائفى ...

    خامساً : - موقف غير المسلمين من تطبيق الشريعة الأسلامية .

    عند قيام الفرد بإرتكاب جريمة ضد فرد أخر ...
    هذا العمل لا يمس الفرد المجنى عليه فقط بل يمس المجتمع بأكمله و تكون الجريمة فى حق المجتمع آيضاً و بالتالى فأن قانون المجتمع هو الذى يطبق على الجانى و بما إننا بصدد دولة إسلامية حيث أغلبية أفراد المجتمع من المسلمين و قد إتفقوا فيما بينهم بإختيار الشريعة الأسلامية مصدر للتشريع فإن أحكام الحدود هى التى سوف تطبق حتى يحصل المجتمع على حقه و إذا كنا بصدد دولة لا تطبق الشريعة الإسلامية فإن قانون المجتمع الذى إتفق عليه هو الذى سسيطبق آيضاً ...
    إذن تطبيق الحدود على غير المسلمين لا يخص الشريعة الأسلامية بل يخص المجتمع الذى إتفق على هذا ...
    و من الناحية القانونية هذا أمر أساسى فمن إرتكب جريمة ما فى دولة ما سوف يطبق عليه قانون الدولة بغذ النظر عن دينه أو جنسيته
    و نذهب سوياً إلى الولايات المتحدة الأمريكية حيث يوجد ( 56 ) ولاية كلاً منها تطبق قانونها الخاص على أرضها بغض النظر عن جنسية الفرد بل على الفرد الأمريكى ذاته بغض النظر عن مكان إقامته فنجد ولايات لا تطبق عقوبة الإعدام شنقاً و تطبق الإعدام بالصعق الكهربائى و ولايات أخرى لا تطبق الأعدام نهائياً بل تكتفى بالسجن مدى الحياة حتى قوانين المرور تختلف من ولاية لأخرى ...
    إذا تطبيق الحدود على غير مسلمين فى بلد تطبق الشريعة الأسلامية ليس عيباً أو إضطهاد بل تطبيق لنظام المجتمع و هذا يعتبر من أهم ركائز الدولة المدنية ....
    و عندما نتناول تطبيق قانون الأحوال الشخصية و هذا عمل يمس حياة الفرد ولا يمس المجتمع ....
    فسنجد إن الدولة الأسلامية هى الأكثر عدلاً و إحتراماً لجميع الشرائع السماوية فلا تطبيق للشريعة الأسلامية على غير المسلمين فى الأحوال الشخصية بل تطبق عليهم شرائعهم و أعتقد إن الأستاذة أسماء قد درست فى كلية الحقوق قانون الأحوال الشخصية لغير المسلمين .....
    و فى هذا الصدد ننظر ماذا تفعل الدول العلمانية و الليبرالية عند تناولها للأحوال الشخصية لأصحاب الشرائع السماوية المقمين على أرضها'(نعم لك أن تنظر إلى فرنسا وبريطانيا التي يصلي فيها المسلمون في الشوارع ولو حدث هذا في إيران وكان المصلون سنة لرايت العجب العجاب ولو حدث هذا في السعودية والبحرين وكان المصلزن شيعة لرأيت الخير العميم )
    سنجد الإضهاد بعينه و ذاته حيث يطبق عليهم القانون العلمانى و ترث المرأة نفس نصيب الرجل و يحرم على الرجل تعدد الزوجات و يحرم من حقوقه التى أقرها دينه الأسلامى ....(لنأخذ المثال التونسي :لا أحد في تونس قال إنّ التعدّد حرام وأتحدى كلّ من يدّعي عكس ذلك ولكن قالوا ممنوع ...ويجوز أن نفتدي بالصحابي الخليفة عمر الذي عطّل الحدود في عام الرمادة ...ربي لا يريد للإنسان إلاّ خيرا ..فكثرة النسل وإهانة المرأة ليست ضرورية في عصرما ألا ترى أنّ رسول الله قد منع عليا من أن يتزرّج على فاطمة واغتبر الضرة ضررا يلحق بابنته فلنقتد بالرسول )


    تحياتى و تقديرى
    أحمد أبوزيد
    شكرا على سعة صدرك ولنتواصل

    اترك تعليق:

يعمل...
X