مدنية مدنية لا عسكرية ولا دينية "دعوة للحوار"

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • مخلص الخطيب
    رد
    أستاذي مخلص الخطيب

    سؤال اخر بعد إذنك
    إن المادة الثانية من الدستور مصري تنص على أن : "الشريعة الإسلامية هي المصدر الرئيسي للتشريع وأن اللغة العربية .....إلى نهاية المادة" .
    هذه المادة تصبغ مصر بالطابع الديني الإسلامي

    فـ هل ترى أن الشريعة الإسلامية هي المصدر الرئيسي للتشريع في مصر إلا في حالة الأحوال الشخصية ؟؟

    هل تُطبق حدود الشريعة الإسلامية في القضاء المصري ؟؟
    هل ترى تطبيق للمادة الثانية من الدستور المصري في مصر ؟؟

    تحياتي

    ****************

    أخت أسماء، تعطيني ما لا أستحقه من أهمية،
    بوجود إخوة عمالقة في الفقه الديني وعلم التشريع.
    وتبقى لهم الكلمة العليا، إذا ما قورنت بهم.
    لكن، سأجيب بما يمكنني بد استئذان حضراتهم.

    شكلياً، نعم الشريعة في مصر هي مصدر التشريع.
    عملياً، لا.. فصفة " المصدر الرئيسي"،
    تعني أن هنالك مصادر أخرى.
    كلنا نعرفها، مصادر علمانية وضعية مُشوّهة،
    يعني لا علمانية محضة، ولا إسلامية أبداً.


    لا.. لا تُطبّق حدود الشريعة الإسلامية في مصر،
    فمثلاً، لا قطع اليد، ولا إقامة الحد مطبقان فيها،
    استشارة المفتي بحالة حكم بالإعدام مأخوذ بها.

    ما يصبغ مصر بالطابع الديني، هو أزهره الشريف
    وكذلك سلوكيات المسلمين الصادقين، غير المنافقين.

    وكم كـثـُر المنافقون، كبقية العرب والمسلمين ؟!
    يُظهرون ويجهرون ما هو معاكس لما يضمرون.

    إجاباتي لا تـُلزم غيري. مع شكري وتحيتي.

    اترك تعليق:


  • أسماء المنسي
    رد
    المشاركة الأصلية بواسطة عبدالرؤوف النويهى مشاهدة المشاركة
    [align=justify]
    شكراً للأستاة القديرة / أسماء المنسى ..على هذا الطرح المتزامن مع ثورة 25يناير 2011م ،الثورة الشعبية بكل ماتعنيه الكلمة ، وأحمد الله سبحانه وتعالى على أننى عاصرت هذه الثورة الشعبية الخالدة بإذن الله وتوفيقه.
    [align=justify]
    [/align]منذ سنوات طويلة ..طويلة .كان السؤال بداخلى لايموت ،متى تشرق شمس الحرية ؟؟
    لقد عم الظلام كل الدروب والحوارى والشوارع والقرى والمدن وعشش القهر وسكن ونام فى الأفئدة وانهارت الأرواح وتكسرت الهمم تحت وطأة الإذلال والطغيان .
    عشت وشاركت فى إنتفاضة17و18ينار 1977م ..طالباً كنت فى كلية حقوق القاهرة.
    رأيت بعينى صحوة شبابية عارمة هزت عرش السادات وأذلته ،فقال فيها ما لايتفوه به حاكم يحترم قدره ومسؤوليته أمام الله والتاريخ.
    [align=justify]
    [/align]منذ هذا اليوم ..عاهدت نفسى على الدفاع عن الحرية ..كتبت فى بعض الصحف عن الحرية أولاً وأخيراً.
    [align=justify]
    [/align]كتبت عن "الحرية تُغنى "وطال هتافى عبر سنوات طويلة ..ولما تكأكأت علىّ الأمراض فى السنوات الأخيرة وركبنى الهم أن أغادر الدنيا ولم أر شمس الحرية التى عشقتها صبياً وشاباً وشيخاً فى نهاية عمره الستينى ،فحزنت حزناً شديداً زاد فى ألمى فكتبت "حسرة الأغنية ..التى لم تتم " ودارت معظم مواضيعى وتعليقاتى عن الدرة التى أعشقها.. الحرية .

    اليوم.. رأيت وشاركت فى ثورة شعبية قوضت أركان الطغيان والإستبداد والاستعباد.

    اليوم ..شفيت من أمراضى وصحا القلب من غفوته التى حيّرت الأطباء . اليوم تدفقت الدماء فى العروق.

    اليوم ..أهتز من داخلى ،من أعماقى ..آهٍ وآهٍ منك ياحريتى ..يانور عيونى ..يانهارى الذى طال انتظارى لأنواره المبهرة .
    [align=justify]
    [/align]اليوم ..أصرخ من الفرح وترفض عيناى النوم تريد أن تظل مفتوحة لترى الطوفان البشرى يتحرك فى كل مكان ليهد معاقل الظلم والمحسوبية والشر الذى تفشى فى كل شىء.
    كانت أرضاً لاتنبت الزهور كما قال المسرحى والأديب العظيم محمود دياب.
    [align=justify]
    [/align]اليوم ..أهتف بكل الشعوب المقهورة لاخوف بعد اليوم ولامستحيل يقف أمام إرادة الشعوب.
    [align=justify]
    [/align]اليوم ..ولأول مرة ،منذ وقت طويل، أكتب بحب وفرحة وسرور ،لقد إنقشع الليل الطويل الذى طغى وعم أرض الخوف.
    [/align]
    هذه بداية ..وسوف أكتب وأشارك ،أستاذتنا أسماء المنسى ،فيما تطرحينه .


    سلام الحار لأخى الغالى الصديق الصدوق الأستاذ الدكتور وسام البكرى .

    [align=justify]
    وإلى لقاء قريب ..قريب ..إن شاء الله.
    [/align]
    دكتور عبد الرؤوف النويهي

    كلنا انتظرنا هذه الثورة التي جاءت متأخرة ولكن نحمد الله على أنها حدثت بالأخير
    نتمنى جميعاً أن تشرق شمس الحرية على كل بلد حُرم منها

    انتظر عودتك التي ستُثري الحوار بلا شك



    تحياتي

    اترك تعليق:


  • أسماء المنسي
    رد
    المشاركة الأصلية بواسطة مخلص الخطيب مشاهدة المشاركة
    أخي الكريم محمد إسحق الريفي

    الأخت أسماء وصفت العلمانية حرفياً كما يلي :
    فصل الدين عن الحياة وعدم الالتزام بالعقيدة الدينية أو الهدي السماوي.


    وكما تعرف أكثر مني، إن فصل الدين عن الحياة يختلف عن فصل الدين عن السياسة أو عن الدولة. الفرد يتصرف بحياته كما يرغب وبشاء ويهوى، المتدين يلتزم بسلوك دينه ويؤدي واجباته أو لا يؤديها... إلخ، أما السياسة (في عصرنا) فهي من وضع الإنسان، حتى في بلادنا العربية وفي الدول الإسلامية باستثناء حكومة طالبان التي لم تدم.


    وكما ذكرت، ما من دولة اليوم تطالب بأن تكون الشريعة هي دستور أي بلد عربي أو بلد إسلامي، بل الدساتير والقوانين توضع من البشر، وتتغير في بلادنا وفق نهج الحاكم، حتى "خادم الحرمين الشريفين" يطبق الشريعة والحد بشكل انتقائي، فالزانية تجلد ويُروّج عن جلدها، وكأنها زنت مع قط أو فأر، أما الزاني فلا نعرف اسمه ولا يمكن ذكره.

    حين يسرق أحد أبناء الأسرة لا تقطع يده، ولا نسمع سوى عن قطع أيادي فقراء أو مختلين عقلياً. كل شيء انقائي في السعودية، بمعنى أنهم يتلاعبون في الشريعة كما يهوون. ولن أتطرق لشريعة النظام الإسلامي في إيران الذي يدعي تطبيق الشريعة، بيد أن الإنسان يغيّر هذه الشريعة وفق أهوائه ومشاربه ومعتقده، بيد أن اسمه هو "ولي الفقيه". ثم ليس لدينا في التاريخ تجربة سياسية اعتمدت على الشريعة، سوى في حياة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم.
    إذن أستاذ مخلص العيب ليس في نظام الدولة -دينية كانت أم غير ذلك- بل السبب في من يطبقون القانون والدستور العيب في من يملك السلطة العيب في الضمائر والنفوس وليس في النظام.
    فالنظام محدد و واضح ولكن نحن من نحيد عنه وليس هو.
    فالسعودية كما ذكرت حضرتك دولة إسلامية ولكنها لا تُطبق الشريعة فـ هل العيب في الشريعة نفسها أم في من يطبقها؟؟


    لا أرى أي مانع من أن يكون الإسلام هو المرجعية في بلد كالصومال وجيبوتي أو كبلاد المغرب العربي، حيث كل المواطنين مسلمون من طائفة واحدة.

    أما أن يكون الإسلام مرجعية بلد كفلسطين وسوريا ولبنان والأردن والعراق ومصر، فلا أوافق عليها، لأننا في قرن نطالب العالم أن يتفهم قضايانا، فكيف نعطيه فكرة أن المسيحي يعيش في بلد مرجعيته دين آخر، لأن غالبية سكانه من هذا الدين ؟ العلمانية ليست إلحاداً ولا إباحية، فأنا مسلم وأغار على ديني في فرنسا، ورأيت بأم عيني خلال 40 سنة مساجد بُنيت ومعابد وما شاكل ذلك. والقانون لا يفرق بين دين وآخر.
    هنا اتفق معك واختلف ، بمعنى نعم .. معك حق في أن العلمانية ليست إلحاداً ولا إباحية ولكن بمصر كمثال القانون الذي يُطبق لا يميز بين الأديان فالكل سواسية أما في الأحوال الشخصية لغير المسلمين فتُطبق الشريعة الخاصة بأصحاب الخصومة إلا إذا أرتضى أصحاب الخصومة أن تفصل بينهم الشريعة الإسلامية.


    أضيف أخي محمد إسحق، أن مواطني بلاد الجزيرة العربية هم من طائفتيْن كريمتيْن السنية والشيعية، وكل طائفة تشكل تقريباً ديناً لوحده، فعلى أي طريقة ستسيّر البلاد ؟ وما نراه في عراقنا العربي دليل قاطع على التمسك بطائفية مقيتة لا بدين إسلامي موحّد.

    وفي كل الأحوال، لكي نتماشى مع معطيات عصرنا، أرى، وهذا لا يلزم سواي، أن نتماشى مع تقدم العالم المعاصر، بشكل يتأقلم مع معتقدنا دونما تطرف، كل حسب مذهبه أو طائفته.

    لا أعرف إن كنت قد أجبت على تساؤلك الوجيه، لكني حاولت، وأكرر إنه رأيي الشخصي.

    وتقبل كل المودة والمحبة والأخوة العربية الإسلامية.
    أستاذي مخلص الخطيب

    سؤال اخر بعد إذنك
    إن المادة الثانية من الدستور مصري تنص على أن : "الشريعة الإسلامية هي المصدر الرئيسي للتشريع وأن اللغة العربية .....إلى نهاية المادة" .
    هذه المادة تصبغ مصر بالطابع الديني الإسلامي

    فـ هل ترى أن الشريعة الإسلامية هي المصدر الرئيسي للتشريع في مصر إلا في حالة الأحوال الشخصية ؟؟
    هل تُطبق حدود الشريعة الإسلامية في القضاء المصري ؟؟
    هل ترى تطبيق للمادة الثانية من الدستور المصري في مصر ؟؟



    تحياتي

    اترك تعليق:


  • أسماء المنسي
    رد
    المشاركة الأصلية بواسطة محمد اسحق الريفي مشاهدة المشاركة
    أخي الأستاذ مخلص الخطيب،

    ما فهمته من كلام الأستاذة أسماء المنسي حول موقف العلمانية من الدين أن النظام العلماني ينظر إلى الدين على أنه قضية شخصية فحسب، وأن القوانين التي تحكم البلاد والعباد وتحدد السياسة الداخلية والخارجية للدولة العلمانية هي قوانين مدنية وضعية لا مرجعية دينية لها وتخضع لحكم الأغلبية.

    من ناحية أخرى، هل ترى بأسا في أن تكون مرجعية المسلمين الذين يشكلون أغلبية السكان في بلد ما الإسلام؟

    وبالله التوفيق
    أستاذ محمد إسحق الريفي

    شكراً لمداختلك ، ولكن اسمح لي أن اسأل

    ما هي مميزات و مساوئ الدولة الدينية ؟

    لأنني فهمت من سؤالك للأستاذ مخلص أنك ترجح الدولة ذات المرجعية الدينية
    ولا أتحدث هنا عن الإسلام فقط بل عن الدين فالفاتيكان دولة دينية كما السعودية دولة دينية -كمثال- ؛ لذلك أرجو من حضرتك توضيح مميزات وعيوب الدولة الدينية ؟


    تحياتي

    اترك تعليق:


  • حسين ليشوري
    رد
    الإسلام هو الحل و لا حل غيره.

    بسم الله الرحمن الرحيم
    الحمد لله الذي هدانا إلى الإسلام و جعلنا من أمة خير الأنام محمد بن عبد الله عليه الصلاة و السلام.
    "إن الدين عند الله الإسلام" !
    "و من يبتغ غير الإسلام دينا فلن يقبل منه و هو في الآخرة من الخاسرين" !
    "
    شَرَعَ لَكُمْ مِنَ الدِّينِ مَا وَصَّى بِهِ نُوحًا وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ وَمَا وَصَّيْنَا بِهِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ كَبُرَ عَلَى الْمُشْرِكِينَ مَا تَدْعُوهُمْ إِلَيْهِ اللَّهُ يَجْتَبِي إِلَيْهِ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي إِلَيْهِ مَنْ يُنِيبُ"
    **********

    أختي الفاضلة أسماء : تحية طيبة فالسلام عليك و رحمة الله تعالى و بركاته، أرجو من الله تعالى أن تكوني بألف خير في شئونك كلها.

    قرأت موضوعك المتميز و بعض ردودك و بعض تعاليق الإخوة المشاركين و أحببت المشاركة بوجهة نظري المتواضعة و التي بدأتها بما سردته من آيات بينات من الذكر الحكيم كمقدمة أساسية لمشاركتي هذه.

    قبل أي حديث عن شكل النظام الذي يود بعض الناس فرضه ليس في مصر فقط بل في العالم الإسلامي كله أرى أن نحدد معنى كلمة "دين" قبل الخوض في متاهات الثرثرة و اللغط الذي يود البعض فرضه على الناس قسرا.

    فما الدين أساسا ؟ هو الطريقة أو السلوب الذي يرتضيه الفرد في تنظيم حياته في جميع جوانبها الاجتماعية و النفسية و الاقتصادية و السياسية و الثقافية سواء استمد ذلك من وحي إلهي منزل أو من تشريع بشري مخترع أو مبتدع، و من هنا يمكننا أن نقول إن "العلميانية" مثلا دين و إن "اللادينية" دين و إن "الإلحاد" دين و إن "الشيوعية" دين و إن الإشتراكية دين و إن "الكفر" بالله سبحانه و تعالى دين و هكذا إلى ما لا نهاية، فالعلمانية دين من لا دين سماويا له و مثلها اللادينية حتى و إن أنكر العلمانيون ذلك أو نفوه عن أنفسهم أو تعجبوا من هذا الطرح أو استغربوا منه، و الدليل أن "الدين" مهما كان حاجة فطرية في الإنسان لا يمكنه أن يعيش بدونه مهما ادعى الإلحاد و الكفر بالله تعالى و التحرر من أوامر الدين السماوي أو الأديان الوضعية كالبوذية و البراهمية أو الكنفوسيوشية و المزدكية و غيرها، و من أراد أن يتعمق في كلمة "دين" اشتقاقا و معنى فعليه بالمعاجم و القواميس !

    و عودة إلى موضوعك، أقول إن من العجب العجاب أن يدعي البعض الحرية و الديمقراطية و التحرر ثم نراهم يحاولون فرض آرائهم و أفكارهم و وجهات نظرهم على الناس !؟ إن الحكم للصندوق ما دمنا سنحتكم إليه مرغمين فما يقرره بالاقتراع النزيه و الصحيح و الصريح سيُحكَّم، أما إن تركنا لعقيدتنا فلا حل إلا الإسلام و لا حل غيره !

    هذا لأننا نرى أن لو كان "الدين" قضية دنياوية فقط و لا يترتب عنه مصير في الآخرة لخضنا مع الخائضين و لتفلسفنا مع المتفلسفين الحقيقيين و المفلسين، لكن القضية مرتبطة ارتباطا وثيقا بالآخرة و "تقرير المصير" فيها و لذا فلا مجال للعب و الضحك و المزاح و القضية خطيرة جدا و لا مجال لترك السفهاء يقررون مصيرنا في الدينا لأن الدينا في نظرنا جسر إلى الآخرة و فيها يتقرر، و لذا أرى أن ينص الدستور المصري، أو غيره من دساتير البلدان العربية و الإسلامية، بناء على مبدإ الأغلبية و الأكثرية التي يؤمن بها الديمقراطيون أنفسهم، أن "الإسلام" أو "الشريعة الإسلامية" هو المصدر الوحيد و الأوحد للتشريع بما فيه الدستور نفسه.

    أما "المتفلسفين" المفلسين فيكفيهم إفلاسا أنهم لا يلتزمون حتى بما يؤمنون به هم أنفسهم من إقرار للحرية الشخصية في اختيار ما يقرر مصير الأشخاص، ومن ثمة فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر لكن إن اختار البعض الكفر لنفسه فلا يفرضه على الناس و الحديث قياس، و الإسلام هو الحل و لا حل غيره البتة !

    "و العصر إن الإنسان لفي خسر، إلا الذين آمنوا و عملوا الصالحات و تواصوا بالحق و تواصوا بالصبر "

    أختي الفاضلة أسماء : تقبلي أخلص تحياتي و أصدق تمنياتي لك بالتوفيق في شئونك كلها.

    اترك تعليق:


  • مخلص الخطيب
    رد
    المشاركة الأصلية بواسطة [b
    محمد اسحق الريفي[/b];620449]أخي مخلص الخطيب،

    أنت تؤمن بالديمقراطية كما أفهم من مداخلاتك، ولكنك على ما يبدو ترفض أن يكون من حق الأغلبية المسلمة أن تضع الدستور الذي يتفق معها ومع عقيدتها، وترفض في بلد فيه أغلبية مسلمة، مثل مصر أو فلسطين، أن يكون الإسلام المصدر الأساس للتشريع، وبهذا فأنت تناقض نفسك، وتضع شروطا على الديمقراطية تستبعد الاحتكام إلى الشريعة الإسلامية، وكأن العلمانية هي القدر الذي يجب أن تخضع له أمتنا العربية المسلمة!

    نمط الحياة الغربي أشقى العالم وذبح إنسانية الإنسان، وجعله أسير الأفكار البشرية الضالة، وأدى إلى قتل عشرات الملايين من الناس، وفي هذا قال الشاعر الهندي طاغور عن الغرب: "لقد حلقتم في السماء كالطير، وغصتم في البحر كالسمك، ولكنكم فشلتم أن تسيروا على الأرض كالإنسان." الإسلام هو المنقذ الوحيد للبشرية مما تعاني من تسلط عصابات إجرامية عليها، ونحن المسلمين لا نقبل بغير الشريعة الإسلامية دستورا ونظاما للحكم ونهجا للعيش في أمن وسلام وعزة وكرامة. ألا ترى أن فرنسا وغيرها من الدول الغربية بدأت تطبق مبادئ الاقتصاد الإسلامي كي تنقذ نفسها من الأزمة الاقتصادية التي ضربت الغرب الرأسمالي؟ أنا أعرف من صديق لي يعيش في مدينة ليون الفرنسية أن كل يوم يتحول ثلثون فرنسيا إلى الإسلام رغم الهجمة الإعلامية الشرسة على الإسلام في فرنسا وفي الغرب. هذا باختصار شديد، ولو كان المقام مناسبا للحديث عن الإسلام لأسهبت، ولكن أخشى أن أخرج عن سياق الموضوع أو أدخل في جدل لا يفيدنا في هذه الظروف الحرجة التي تمر بها أمتنا العربية الإسلامية.
    تحيتي ومودتي

    أخي محمد إسحق الريفي،

    فهمت جيداً أني من مُطبّقي الديمقراطية في فرنسا، وأتمنى أن تصلنا عن طريق أبناء أمتنا العربية المتواجدين في بلد يمارس الديمقراطية، بمعنى، أني لا أقبل تطبيق ديمقراطية بدون أقلمتها مع قيمنا وموروثاتنا وحضارتنا وتفكيرنا. ديمقراطية أمريكا الزائفة مزقت عراقنا الحبيب وزرعت طائفية متصارعة مقيتة، نرفضها ونرفض التربة التي نبتت بها.

    لعله من الطبيعي في مكان أن تفرز الديمقراطية، بانتخابات حرة ونزيهة، في بلد كمصر وفلسطين ممثلين ورئيساً من دين الأغلبية السنية، تماماً كما يجري في تركيا وماليزيا وإندنوسيا مثلاً، وتبرز في إيران رئيساً وممثلين من الأغلبية الشيعية. بيد أن هذه الدول (باستثناء إيران) لا تأخذ على عاتقها نشر عقيدتها (الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر) وتبقى إسلامية وسطية لا دعوية، إنها دول إسلامية لا تعتمد الشريعة، فدساتيرها تتغير من المسؤولين.

    طبعاً، من حق الأغلبية المنتخبة بنزاهة ولمدة معينة في أي بلد عربي أن تضع الدستور المناسب لعقيدتها، واعتماداً على منطق تبادل السلطات، يصبح من حق الأغلبية التالية تغيير الدستور، وفعل كل شيء ليوم الانتخابات القادمة.
    مثلاً، يحق لأغلبية منتخبة بنزاهة ودون ضغط في البحرين تطبيق الشريعة حسب طائفة الأغلبية الشيعية، ويحق للأغلبية المنتخبة في لبنان تغيير الدستور ليصل إلى شريعة الإسلام الشيعي كون الشيعة هي الطائفة الأكثر عدداً.
    الأمر معقد في بلادنا العربية، فهناك الدينان الإسلامي والمسيحي، وهناك الأعراق المختلفة، وهناك الطوائف المتعددة، أمر يجعل من نتائج الانتخابات مشكوكاً بها ولا تـُرضي أحداً، وتجارب لبنان والعراق وفلسطين المحتلة ومصر، دليل على ذلك.
    ثم أي شريعة نقصد، تلك التي مصدرها قرأن محمد (ص) فقط عند طائفة، أم تلك التي تعتقد بقرآن محمد وبقرآن فاطمة عند طائفة أخرى، تلك التي تبيح إبراز صور النبي الكريم وعلي، أم تلك التي تحرمها... بلادنا ليست سهلة. باختصار، لو كان تطبيق الشريعة أمراً سهلاً، لكان قد حصل ونجح منذ 14 قرناً، والسؤال يبقى مطروحاً.
    لا أرى كيف توصلت أخي محمد إسحق لنتيجة أني أعارض نفسي. المنتخبون بنزاهة هم الذين يحسمون أمر دساتيرهم وفق معتقداتهم، والديمقراطية تعني أيضاً إمكانية تبادل السلطات وبالتالي تبديل الدستور. وإن كنت عارضت نفسي فأنا لست سوى إنسان، أخطأ كثيراً وأصيب أحياناً، فاسمح لي على هذا التناقض الذي لم أعثر عليه.

    أخي محمد إسحق،
    أكرر ما ذكرته، إني من مناهضي تطبيق النمط العلماني الديمقراطي الغربي، بل بأقلمته مع تقاليدنا، بمعنى أخذ ما هو إيجابي ورفض ما هو سلبي لما نؤمن به ولما ورثناه.

    أراك تعارض نفسك أخي، فبعد أن وصفت الغرب بالضلال والإجرام، ذكرت أن فرنسا طبّقت نهج الاقتصاد الإسلامي، وأن ثلاثين فرنسياً يعتنقون الإسلام يومياً في فرنسا. أمر لم ألاحظه شخصياً. بل لاحظت وعرفت وتعرفت على شباب عرب يتزوجون من فرنسيات ويعلنّ إسلامهن طالما هنّ متزوجات مع المسلم، لكن الزيجات في غالبيتها الساحقة لا تطول.
    لنفترض أن كل ما ذكرته صحيحاً، ألا يعني هذا أن فرنسا لا تعادي الدين كدولة ديمقراطية علمانية وحيدة في أوربا (إنكلترا ليست علمانية ولا أمريكا).

    ما تفضلت به عن فرنسا أمر إيجابي قد يوصل فرنسا ببطء وعلى هكذا معدّل تأسلم النساء، ليعتنق كل الشعب الفرنسي ديننا الحنيف. يا لها من إيجابيات ! أو من تضخيم الأمور عند صديقك المحترم.

    كما تفضلت أخي محمد إسحق، لن نحول موضوع الأستاذة أسماء إلى منبر ديني أو حضاري، وسنعود لموضوعها احتراماً لجهدها، حول أنظمة الحكم السياسية.

    أشكر تواضعك بالرد على الرأي الذي أبديته.

    مع تحيتي وسلامي.
    التعديل الأخير تم بواسطة مخلص الخطيب; الساعة 17-02-2011, 13:53.

    اترك تعليق:


  • جلاديولس المنسي
    رد
    عمل النظام البائد بكل ما أوتي من جبروت على الرعب من الدولة الدينية بكل ما أوتي من ألاعيب ومكر غرس بداخل السواد الأعظم التخوف والإبتعاد عن مجرد التفكير بماهية الدولة الدينيه
    فإلى من يرفض ومن يناهض ...
    ما هي دلائل فشل هذه الدولة ...؟
    ولما تخوفكم من دولة تحتكم إلى شريعة السماء ....؟

    اترك تعليق:


  • محمد اسحق الريفي
    رد
    أخي مخلص الخطيب،

    أنت تؤمن بالديمقراطية كما أفهم من مداخلاتك، ولكنك على ما يبدو ترفض أن يكون من حق الأغلبية المسلمة أن تضع الدستور الذي يتفق معها ومع عقيدتها، وترفض في بلد فيه أغلبية مسلمة، مثل مصر أو فلسطين، أن يكون الإسلام المصدر الأساس للتشريع، وبهذا فأنت تناقض نفسك، وتضع شروطا على الديمقراطية تستبعد الاحتكام إلى الشريعة الإسلامية، وكأن العلمانية هي القدر الذي يجب أن تخضع له أمتنا العربية المسلمة!

    نمط الحياة الغربي أشقى العالم وذبح إنسانية الإنسان، وجعله أسير الأفكار البشرية الضالة، وأدى إلى قتل عشرات الملايين من الناس، وفي هذا قال الشاعر الهندي طاغور عن الغرب: "لقد حلقتم في السماء كالطير، وغصتم في البحر كالسمك، ولكنكم فشلتم أن تسيروا على الأرض كالإنسان." الإسلام هو المنقذ الوحيد للبشرية مما تعاني من تسلط عصابات إجرامية عليها، ونحن المسلمين لا نقبل بغير الشريعة الإسلامية دستورا ونظاما للحكم ونهجا للعيش في أمن وسلام وعزة وكرامة. ألا ترى أن فرنسا وغيرها من الدول الغربية بدأت تطبق مبادئ الاقتصاد الإسلامي كي تنقذ نفسها من الأزمة الاقتصادية التي ضربت الغرب الرأسمالي؟ أنا أعرف من صديق لي يعيش في مدينة ليون الفرنسية أن كل يوم يتحول ثلثون فرنسيا إلى الإسلام رغم الهجمة الإعلامية الشرسة على الإسلام في فرنسا وفي الغرب. هذا باختصار شديد، ولو كان المقام مناسبا للحديث عن الإسلام لأسهبت، ولكن أخشى أن أخرج عن سياق الموضوع أو أدخل في جدل لا يفيدنا في هذه الظروف الحرجة التي تمر بها أمتنا العربية الإسلامية.

    تحيتي ومودتي

    اترك تعليق:


  • عبد الرحيم محمود
    رد
    [align=center]كاتبتنا الغالية
    مع أني أستغرب طرح شعار لا دينية من مثقفين مفترض أنهم يقودون ثورة عدم فرض الرأي واحترام التعدد ، إلا أنهم هنا قرروا قبل بدء اللعبة أنهم يريدون الفوز ، وذلك بإخلاء المنافس ، وهم يعرفون أن المنافس الحقيقي واللاعب الأبرز على الساحة هم التيار الإسلامي الذي عانى القهر والكبت والسجن والتعذيب والنفخ والشبح ونهش الكلاب البوليسية ردحا طويلا من الزمن من زمن فاروق الذي قتل زعيمهم الشيخ البنا رحمه الله إلى محمد نجيب إلى عبد الناصر ومخابراته التي قتلت الشيخ سيد قطب رحمه الله وجلدت أخته ألف جلدة بعد أن ألبسوها الأوفرهول (!) ، ومرورا بعصر السادات ومحاولة إذلال الشيخ عمر التلمساني رحمه الله وانتهاء بالعهد المبارك في عهد مبارك الذي تصفونه بما يقشعر له البدن والإحساس .
    فهل هم يريدون دولة بلا مباديء ؟
    أم دولة تمارس فيها الرذيلة بلا أدنى محاسبة ، نظام حرية الفوضى ؟؟
    لم تضعون خطوطكم الحمر قبل الاحتكام للشعب وصندوق الانتخابات ؟؟؟
    لم تفرضون خياركم وترفضون خيار الشعب عبر حرية التصويت ؟؟
    هل أصبح الدين عندكم مرضا أو جربا يجب محاربته بالقطران ؟؟؟
    لا أظن أن هذا الطلب جاء من ثورة مثقفين ، لا بل ربما جاء من مجموعة تريد الانفلاش والانفلات لمصر فلا أحد يسأل أحدا عما يعمل ، هل تريدون دولة لا أخلاقية لا تحكمها سوى قوانين سوف يأتي يوما ما حاكم مباركي فيغيرها ويضع الشعب والوطن في جيبه ؟
    وتهتفون بعدها أنت الشعب والشعب أنت ؟؟؟؟؟!!!
    اتركو الصندوق الانتخابي يقرر من يكون الأولى بقيادة البلد ، وتحديد ما يرتضيه من نظام ، ولا تفرضوا لونكم ولا فكركم على الناس وتجعلوا من فكرهم ووجودهم خارج حدود الوطن كما فعل من كان قبلكم .
    فمتى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحرارا .
    شكرا كاتبتنا الراقية .
    [/align]

    اترك تعليق:


  • زحل بن شمسين
    رد
    الدولة المدنية هي طريقنا للتطور والحق والعدالة والارتقاء

    المشاركة الأصلية بواسطة أسماء المنسي مشاهدة المشاركة
    " مدنية .. مدنية .... لا عسكرية .. ولا دينية "







    كان هذا مطلب من مطالب ثورة 25 يناير

    فما هي الدولة العسكرية والدينية التي يرفضها الثوار ؟
    وما هي الدولة المدنية التي يطالبون بإقامتها ؟


    سيكون حوارنا حول أنظمة الدولة محاولة منا الإجابة على الأسئلة في عدة محاور منها :

    مفهوم الدولة المدنية
    مفهوم الدولة الدينية
    مفهوم الدولة العسكرية
    مفهوم الدولة العلمانية

    وما هو النظام الأصلح للدول ؟؟




    أتمنى أن نشارك جميعاً بالأراء لنصل معاً إلى الأفضل








    تحياتي

    يا اسماء ومنك الاسماء الحسنى وليس المنسى..؟

    نحن كأمة مادرحية عبر التاريخ منذ السومريين والاشوريين والفراعنة والقرطاجيين

    عند النهوض كانت الامة تقرن بين الثلاثة المدنية والعسكرية والدينية.... مثلا على ذلك ايام اخناتون والنبي محمد والنبي موسى وسرجون الحكيم.
    ولكن ليس بوجههي الكهنوتي كما هو بايران..؟!
    وليس بوجههي العسكري كما هو بامريكا ؟! العسكر يحكم ويقولون ديموقراطية؟؟؟؟
    وليس بوجههي المادي المطلق كما هو بالغرب اي العلمانية المنافقة( ملكة بريطانيا هي راس الكنيسة وبنفس الوقت راس الدولة اي نفاق هذا ويقولون بالعلمانية؟؟؟)

    بما اننا امة الايمان لابد ان يكون العماد الاساسي بالتشريع مصدره الاساسي ديني وهذا لايعني ان تكون دولة دينية..
    ولا بد من وجود جيش عقائدي يحمي المشروع الحضاري وهذا ليس من الضروي ان يحكم العسكر بل يحمي الوطن.

    وبما اننا امة فيها كثير من الاديان والاثنيات مثلا على ذلك العراق يوجد فيه 6 اديان :
    اليزيدية
    المجوسية
    الصابئة
    الموسوية
    المسيحية
    المحمدية

    ومن الاثنيات لاتعد ولا تحصى...
    الحكم المدني هو الشرط الاساسي لحماية المجتمع باكمله من الاطهاد وحماية الاقليات..
    لان السودان اكبر تجربة كارثية امامنا ...السودان يتقسم ولا احد يتكلم؟؟؟؟؟؟؟؟ وكان سبب التقسيم الدولة الدينية التي فرضت على شعب السودان ....اي تسييس الدين بالسودان هو سبب البلاء ولسنا بحاجة لهذا البلاء ؟؟؟

    زحل بن شمسين

    اترك تعليق:


  • أسماء المنسي
    رد
    المشاركة الأصلية بواسطة مخلص الخطيب مشاهدة المشاركة
    تــــــوضــــــيـــــــح

    جاء في مداخلة الأستاذة الفاضلة الكاتبة أسماء المنسي ما يلي :

    أولاً :

    فصل الدين عن الحياة وعدم الالتزام بالعقيدة الدينية أو الهدي السماوي.

    هذا تفسير خاطئ تماماً، ففي دولة العلمانية التي أعيش فيها، فرنسا، الدين متواجد في القلوب وفي البيوت وفي الكنائس والمساجد والمعابد، (حتى المعابد البوذية منذ 20 سنة). أرجو عدم الخلط بين ما يُنقل وما يُعاش حقيقة.
    أستاذ مخلص الحياة هنا يُقصد بها الدولة ومؤسساتها ومنظماتها وليس الحياة اليومية للأفراد وتكملة التعريف الذي ذكرته في مشاركتي كان يوضح هذا
    "وإنما للبشر أن يعالجوا شئونهم المختلفة على أسس مادية بحتة ووفق مصالحهم ووجهات نظرهم وميولهم."
    لم أقصد بكلامي إنتزاع الدين من القلوب والمعاملات الشخصية بل كل حديثي وأساس الحوار عن الدول وليس المعاملات الشخصية بين الأفراد.



    ثانياً :

    فلا دخل للدين في شئون الحياة المختلفة -السياسية والاقتصادية والاجتماعية والأخلاقية-


    خطأ فاحش بالتعريف هنا كذلك، ما تركه الدين في مختلف الميادين الأخلاقية والتعاملية لم تمسه العلمانية، لكنها أضافت عليه أخلاقيات تتعلق بالتطور العلمي والتكنولوجي، كاحترام الضوء الأحمر والزواج دون موافقة الأهل بالضرورة... إلخ.

    لابأس من معرفة العلمانية والتعمق بها كسلوك ومبدأ وليس كنظام سياسي أو دين أو نظرية... أكرّر : إنه سلوك سياسي واقتصادي واجتماعي (بمعنى ما يجب تقديمه للمجتمع) دون المسّ بالمشاعر المجتمعية كالدين والحب، مثلاً.

    ذكرت ذلك من الخبرة والتجربة التي مارستها منذ أربعة عقود في فرنسا وليس فقط من قراءة مقالة هنا وكتاب هناك من أشخاص قضوا عطلة سياحية دولة أوربية أو كسبوا تدريباً مهنياً أو حصلوا على شهادة عليا، بعيدين عن الحياة مع الفقير ومتوسط الدخل والغني، مع الجاهل البسيط والمتعلم والمثقف... ثم يعودون ليعلمونا دروساً عن العلمانية والديمقراطية والحرية والتعددية والإباحية وووو.

    سلام.



    طبعاً الحديث عن الدولة العلمانية تتقنه الدول العلمانية ولست أنا ، فـ أنا مجرد طالبة معرفة ؛ ولكن أكرر أنني لم أقصد ما وصل إليك أستاذي



    تحياتي

    اترك تعليق:


  • مخلص الخطيب
    رد
    المشاركة الأصلية بواسطة [b
    محمد اسحق الريفي[/b];620290]أخي الأستاذ مخلص الخطيب،
    ما فهمته من كلام الأستاذة أسماء المنسي حول موقف العلمانية من الدين أن النظام العلماني ينظر إلى الدين على أنه قضية شخصية فحسب، وأن القوانين التي تحكم البلاد والعباد وتحدد السياسة الداخلية والخارجية للدولة العلمانية هي قوانين مدنية وضعية لا مرجعية دينية لها وتخضع لحكم الأغلبية.
    من ناحية أخرى، هل ترى بأسا في أن تكون مرجعية المسلمين الذين يشكلون أغلبية السكان في بلد ما الإسلام؟

    وبالله التوفيق


    أخي الكريم محمد إسحق الريفي

    الأخت أسماء وصفت العلمانية حرفياً كما يلي :
    فصل الدين عن الحياة وعدم الالتزام بالعقيدة الدينية أو الهدي السماوي.


    وكما تعرف أكثر مني، إن فصل الدين عن الحياة يختلف عن فصل الدين عن السياسة أو عن الدولة. الفرد يتصرف بحياته كما يرغب وبشاء ويهوى، المتدين يلتزم بسلوك دينه ويؤدي واجباته أو لا يؤديها... إلخ، أما السياسة (في عصرنا) فهي من وضع الإنسان، حتى في بلادنا العربية وفي الدول الإسلامية باستثناء حكومة طالبان التي لم تدم.

    وكما ذكرت، ما من دولة اليوم تطالب بأن تكون الشريعة هي دستور أي بلد عربي أو بلد إسلامي، بل الدساتير والقوانين توضع من البشر، وتتغير في بلادنا وفق نهج الحاكم، حتى "خادم الحرمين الشريفين" يطبق الشريعة والحد بشكل انتقائي، فالزانية تجلد ويُروّج عن جلدها، وكأنها زنت مع قط أو فأر، أما الزاني فلا نعرف اسمه ولا يمكن ذكره.

    حين يسرق أحد أبناء الأسرة لا تقطع يده، ولا نسمع سوى عن قطع أيادي فقراء أو مختلين عقلياً. كل شيء انقائي في السعودية، بمعنى أنهم يتلاعبون في الشريعة كما يهوون. ولن أتطرق لشريعة النظام الإسلامي في إيران الذي يدعي تطبيق الشريعة، بيد أن الإنسان يغيّر هذه الشريعة وفق أهوائه ومشاربه ومعتقده، بيد أن اسمه هو "ولي الفقيه". ثم ليس لدينا في التاريخ تجربة سياسية اعتمدت على الشريعة، سوى في حياة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم.

    لا أرى أي مانع من أن يكون الإسلام هو المرجعية في بلد كالصومال وجيبوتي أو كبلاد المغرب العربي، حيث كل المواطنين مسلمون من طائفة واحدة.

    أما أن يكون الإسلام مرجعية بلد كفلسطين وسوريا ولبنان والأردن والعراق ومصر، فلا أوافق عليها، لأننا في قرن نطالب العالم أن يتفهم قضايانا، فكيف نعطيه فكرة أن المسيحي يعيش في بلد مرجعيته دين آخر، لأن غالبية سكانه من هذا الدين ؟ العلمانية ليست إلحاداً ولا إباحية، فأنا مسلم وأغار على ديني في فرنسا، ورأيت بأم عيني خلال 40 سنة مساجد بُنيت ومعابد وما شاكل ذلك. والقانون لا يفرق بين دين وآخر.

    أضيف أخي محمد إسحق، أن مواطني بلاد الجزيرة العربية هم من طائفتيْن كريمتيْن السنية والشيعية، وكل طائفة تشكل تقريباً ديناً لوحده، فعلى أي طريقة ستسيّر البلاد ؟ وما نراه في عراقنا العربي دليل قاطع على التمسك بطائفية مقيتة لا بدين إسلامي موحّد.

    وفي كل الأحوال، لكي نتماشى مع معطيات عصرنا، أرى، وهذا لا يلزم سواي، أن نتماشى مع تقدم العالم المعاصر، بشكل يتأقلم مع معتقدنا دونما تطرف، كل حسب مذهبه أو طائفته.

    لا أعرف إن كنت قد أجبت على تساؤلك الوجيه، لكني حاولت، وأكرر إنه رأيي الشخصي.

    وتقبل كل المودة والمحبة والأخوة العربية الإسلامية.

    اترك تعليق:


  • أسماء المنسي
    رد
    المشاركة الأصلية بواسطة مخلص الخطيب مشاهدة المشاركة
    [align=center]يبدو أن موضوع كهذا، لا يهمّ الأعضاء.[/align][align=center]
    لا اختلف معك في هذا أستاذ مخلص ولكن من العيب أن موضوع كهذا يتحدث عن أنظمة تثور الدول من أجلها لا يهم الأعضاء فـ هم في الأخير من الشعوب التي يطبق عليها نظام الدولة ويتأثرون بهذه الأنظمة.

    وعدتً بالعودة، وها أنا أفي بوعدي لأؤكد :
    أنّ تدخلي قد يساهم بتشنج الآخرين، كوني
    علمانياً، مؤمنا بديني، متعلقاً بعروبتي.
    وأنا أقدر عودتك وأشكرك عليها أستاذ مخلص
    طبيعي أن نجد من يُخالفنا لأنها طبيعة كونية ولكن تأكد تماماً أنني لن أسمح بالتطاول على أي شخص بمتصفحي ؛ فالاختلاف شئ والتجاوز شئ اخر.

    وبالتالي لا يمكن لي تصور أي دولة دينية
    أو عسكرية، باستثناء ما هو قائم حالياً، للأسف.
    ولكن ما هو قائم حالياً هل يجدي نظامهم نفعاً أم لا يقدم أي نفع؟


    تربة أمتنا العربية المجتمعية غير مجهزة لوضع
    نظام حرية كما هو حال دول الغرب.
    في بلاد الغرب قامت حروب وحروب
    لفصل الدين عن الدولة،
    في بلادنا هذا الأمر مستحيل وغير ممكن.
    فكيفما توجهت، تتوجه بفكر ديني إسلامي،
    برغم أن دساتير 21 دولة عربية من 22 هي
    من وضع الإنسان،
    نعم .. معك حق في هذا
    فـ إيران مثلاً منذ 1925 كانت تتجه إلى النظام العلماني إلى أن قامت الثورة الإيرانية الإسلامية1979 ، وتحولت إيران إلى دولة دينية.
    وليست إيران فقط إتجهت إلى الدولة العلمانية فـ حدث هذا في تونس ومصر والكويت وسوريا

    ومطلب ثورة 25 يناير الأهم
    هو إلغاء الدستور أو تعديله أو إعادة نسخه من جديد
    من الإنسان لصالح الإنسان المصري.

    ومع هذا بنتاب بعضنا العناد والتمسك بالشريعة
    كنظام حكم، لقطع اليد ولوضع الحد رجماُ أو ضرباً.

    إني مع دستور مدني مختلط جمهوري - برلماني
    أو برلماني بحت، وبسلوك سياسي علماني، يحترم
    ممارسة كل الأديان لطقوسها وتقاليدها، كما هو
    الحال في دول أوربا، حيث أتعايش مع العلمانية.

    لا أمانع من إبقاء مادة أن دين الدولة هو الإسلام
    بصفته دين الأغلبية، لا بصفته مصدر التشريع.

    [/align]
    إن مطلب ثورة 25 يناير يحتاج إلى تغيير الدستور بأكمله أو تعديل وإلغاء مواد كثيرة به غير المواد التي طالب الثوار بتغيرها ، فـ مثلاً المادة الثانية من الدستور المصري تنص على : أن الشريعة الإسلامية هي مصدر التشريع.

    أستاذ مخلص الخطيب
    ما هو موقفك من الدولة العسكرية فـ ما عيوب النظام العسكري في رأيك أستاذي ؟؟



    تحياتي

    اترك تعليق:


  • محمد اسحق الريفي
    رد
    أخي الأستاذ مخلص الخطيب،

    ما فهمته من كلام الأستاذة أسماء المنسي حول موقف العلمانية من الدين أن النظام العلماني ينظر إلى الدين على أنه قضية شخصية فحسب، وأن القوانين التي تحكم البلاد والعباد وتحدد السياسة الداخلية والخارجية للدولة العلمانية هي قوانين مدنية وضعية لا مرجعية دينية لها وتخضع لحكم الأغلبية.

    من ناحية أخرى، هل ترى بأسا في أن تكون مرجعية المسلمين الذين يشكلون أغلبية السكان في بلد ما الإسلام؟

    وبالله التوفيق

    اترك تعليق:


  • مخلص الخطيب
    رد
    المشاركة الأصلية بواسطة أسماء المنسي مشاهدة المشاركة
    تبعاً لمن يرى أن الدولة المدنية هي نتاج الفكر العلماني ؛ فإنهم يعرفون العلمانية على أنها:


    فصل الدين عن الحياة وعدم الالتزام بالعقيدة الدينية أو الهدي السماوي ، فلا دخل للدين في شئون الحياة المختلفة -السياسية والاقتصادية والاجتماعية والأخلاقية- وإنما للبشر أن يعالجوا شئونهم المختلفة على أسس مادية بحتة ووفق مصالحهم ووجهات نظرهم وميولهم.

    لذلك يرى كثيرون أن الدولة المدنية نتاج الفكر العلماني وإنها أقرب إلى الدولة العلمانية.

    يُتبع
    تــــــوضــــــيـــــــح
    جاء في مداخلة الأستاذة الفاضلة الكاتبة أسماء المنسي ما يلي :

    أولاً :

    فصل الدين عن الحياة وعدم الالتزام بالعقيدة الدينية أو الهدي السماوي.

    هذا تفسير خاطئ تماماً، ففي دولة العلمانية التي أعيش فيها، فرنسا، الدين متواجد في القلوب وفي البيوت وفي الكنائس والمساجد والمعابد، (حتى المعابد البوذية منذ 20 سنة). أرجو عدم الخلط بين ما يُنقل وما يُعاش حقيقة.


    ثانياً :

    فلا دخل للدين في شئون الحياة المختلفة -السياسية والاقتصادية والاجتماعية والأخلاقية-


    خطأ فاحش بالتعريف هنا كذلك، ما تركه الدين في مختلف الميادين الأخلاقية والتعاملية لم تمسه العلمانية، لكنها أضافت عليه أخلاقيات تتعلق بالتطور العلمي والتكنولوجي، كاحترام الضوء الأحمر والزواج دون موافقة الأهل بالضرورة... إلخ.

    لابأس من معرفة العلمانية والتعمق بها كسلوك ومبدأ وليس كنظام سياسي أو دين أو نظرية... أكرّر : إنه سلوك سياسي واقتصادي واجتماعي (بمعنى ما يجب تقديمه للمجتمع) دون المسّ بالمشاعر المجتمعية كالدين والحب، مثلاً.

    ذكرت ذلك من الخبرة والتجربة التي مارستها منذ أربعة عقود في فرنسا وليس فقط من قراءة مقالة هنا وكتاب هناك من أشخاص قضوا عطلة سياحية دولة أوربية أو كسبوا تدريباً مهنياً أو حصلوا على شهادة عليا، بعيدين عن الحياة مع الفقير ومتوسط الدخل والغني، مع الجاهل البسيط والمتعلم والمثقف... ثم يعودون ليعلمونا دروساً عن العلمانية والديمقراطية والحرية والتعددية والإباحية وووو.

    سلام.

    اترك تعليق:

يعمل...
X