كنت مستلقية فوق أرجوحة معلقه بين شجرتين ن شبه نائمه رأيت أجمل منظر ممكن أن يراه إنسان . أرسلت الشمس أشعتها الدافئة فوق وجهي وجسدي ،أحسست بدفء غريب . كانت غيوم بيضاء صغيرة كالثلج ، غطت كل السماء . أما الشجرتين التين كانت أرجوحتي معلقة بجذعهما فقد كانتا مزيجا من ساقي كينا وأغصان زيتون ، سمعت في نفس الوقت صوتا لأطفال يلعبون ، يضحكون كعادتي في الواقع لم يضايقني صوت ضجيجهم القادم من الجنة ، على العكس لقد اكتمل إحساسي بالجنة بمرافقة أصواتهم المشاغبة التي تبعث في نفسي الفرح ........
فجأة سمعت صوتا عظيما لقدوم طائرات . خلال ثانية غطت كل السماء . ما عدت أرى لا شمس ولا غيوم ، أظلمت الدنيا حولي ، شعرت بفزع ، انكمشت كطفلة صغيرة لا حول ولا قوة لي . أغمضت عيني من شدة الخوف فراعني أني فقدت صوت الأطفال ، تذكرتهم وبالرغم من خوفي ، قفزت عن الأرجوحة وركضت حافية القدمين أصرخ وأفتش عنهم لكني لم أجدهم . صوت الطائرات كان يعلو ويصخب . لم يمنعني خوفي من متابعة الركض ، حتى وصلت إلى جبل غريب ليس كجبالنا وقفت على قمته فشعرت بألم في قدمي ،
نظرت إذ بهما تنزفان ، مع هذا لم أتوقف عن القفز من صخرة لأخرى باحثة عنهم ، حتى تعبت قدماي وجدت مغارة وقفت على بابها خائفة ........
فجأة سمعت صوتا عظيما لقدوم طائرات . خلال ثانية غطت كل السماء . ما عدت أرى لا شمس ولا غيوم ، أظلمت الدنيا حولي ، شعرت بفزع ، انكمشت كطفلة صغيرة لا حول ولا قوة لي . أغمضت عيني من شدة الخوف فراعني أني فقدت صوت الأطفال ، تذكرتهم وبالرغم من خوفي ، قفزت عن الأرجوحة وركضت حافية القدمين أصرخ وأفتش عنهم لكني لم أجدهم . صوت الطائرات كان يعلو ويصخب . لم يمنعني خوفي من متابعة الركض ، حتى وصلت إلى جبل غريب ليس كجبالنا وقفت على قمته فشعرت بألم في قدمي ،
نظرت إذ بهما تنزفان ، مع هذا لم أتوقف عن القفز من صخرة لأخرى باحثة عنهم ، حتى تعبت قدماي وجدت مغارة وقفت على بابها خائفة ........
لم أستطع رؤية شيئا داخل المغاره ولكني سمعت صدى لبكاء مكتوم لأطفال صغار فأخذت أناديهم بكل ما أوتيت من قوه : اخرجوا تعالوا إلي ، سأخبئكم من هذه الطائرات فجأة خرج أربعة أطفال ، خائفون ترتعد أوصالهم . وإذ بهم يتحولون لأولادي الأربعة ، مع أن أولادي في الحقيقة كبروا ، رأيت وجوههم وهم صغار ولكن بملامح أخرى لم أراها قبل اليوم ، ملامح ترسم خوف ورعب ، ضممتهم إلى صدري ، أمسكت كل اثنين بيد واحدة ، رفعت قدمي عن الأرض وحاولت الطيران فلم أفلح ، بقيت أحاول والنزيف بأخمض قدمي يزداد حتى خلته صار شلالا كاد يغطي الأرض تحتي ، من خلال صوت صريخ أولادي وصوت الطائرات المرعب والوجع الذي أحسسته ، صارت قدمي تغوص على قمة الجبل ، نظرت بوجوه ملائكتي ، رأيت نظرة مستجيره وكأنهم يستنجدون بي ،عندها حاولت بكل ما أوتيت من قوة وانطلقت مرة واحدة وطرت كنسر حلقت عاليا وحططت حيث كانت أرجوحتي معلقة ، لم أجدها نظرت وإذا بها معلقة في الا شيء بين الأرض والسماء ، اتجهت إليها وضعت أطفالي فاستكانوا بعض الشيء خلال لحظة حلم واحدة اختفت تلك الطائرات العملاقة ، نظرت إلى السماء وإذ بالغيوم تحولت كلها لعصافير بيضاء نقية ،همست لأطفالي: إفتحوا عيونكم وانظروا نحو السماء .............
أتسائل الآن بعد هذا الحلم : هل هذه العصافير هي أرواح الأطفال الأبرياء الذين لاقوا حتفهم من هذه الطائرات العملاقة ،
هل تحول أولادي لأطفال كوني طوال فترة الحرب كنت أخشى عليهم وأتمنى لو بقيوا أطفالا ولم يذهب كل واحد منهم بطريقه ؟فعندما كانوا أطفالا كان باستطاعتي حمايتهم بحضني من هذا العالم المظلم الظالم ، اما الىن فقد ذهب كل في طريقه ، فبات من الصعب علي ضمهم تحت جناحي كل ليلة ، كما كنت أضمهم وهم صغار ..
ترى : هل كانت هذه العصافير هي رمزا للسلام المبتور الجناحين ؟؟؟؟؟؟؟ أم رمزا للسلام الذي يسير فوق جثث أطفالنا ؟؟؟
كوني متفائلة ، سأفسر حلمي على هذا النحو .........
لا بد أن تنقشع الغيوم وتتوقف أمطار الدماء ويأتي يوما نهب به لهذه العصافير الصغيرة أعشاش وأراجيح مبنية ما بين الأرض والسماء ، لتحظى أجيالنا القادمة بالحياة بكرامة بأمان ، دون خوف ودون ظلم.[/center]
تعليق