( ما ألذك )
كان الجميع ينظر إليها وكأنها شيئا أسطوريا ..
فقد كانت تسير خطواتها وتعكس قوة ترتسم فوق وجهها .
لتنعكس على كل من ينظر داخل عينيها، ليرى عينين مشعتين بالثقة بالقوة، ونوع من أنواع الثورة .. كان هذا الأمر بالنسة إليها أسلوب تستخدمه لحماية لذاتها ، من كل طماع خبيث .. وحتى لا يشعر أحدهم بأنها سهلة المنال . فلم يكن عندها مانع بإعجابهم بنهجها بمسيرتها، ولكن.. عليهم أن يعجبوا بها دون الإقتراب حتى من بعيد، أو لمس أسوار حصنها المنيع .....
كانت ترى نظرات الإعجاب في عيني كل ناظر إليها . ولكن ذلك لم يحركها أبدا، ولم يجعلها يوما تشعر بالغرور، أو التكبر، على العكس فكلما ازداد إعجاب الناس بها! ازدادت خوفا ووجلا ، وتوجهت بمحاكاة خالقها : إلهي ابعد عني أولاد الحرام ..
وما كانت تشعر بأناها الحقيقي إلا، عندما تسمع صوته يأتيها من البعيد، محملا بحنان الدنيا، يبعث في نفسها الأمان والإحساس بالمحبة ..
كانت تضع أصابعها العشرة لتسترسل بالتقلب بين أصابعه العشرة ،ليمدها بطاقة أيجابية، تمنحها إحساسا لا تحسه إلا حين تعانق أصابعها أصابعه الطيبة، الحنونة .
وهناك فقط، أمام عينيه، كانت تسترسل ببكاء مرير يقطع فؤادها فتظهر له وجهها الحقيقي الذي يجهله الجميع ..
فحين يرى بها كل من عرفها تلك الأسطورة التي وقفت شامخة ببناءها المتين، بناء يخشى الإقتراب إليه، كل من يعبر بجانبه،
كان هو يكشف عن وجهها الحزين وجهها الضعيف الطفولي، وجهها المحبن المتواضع ووجوه أخرى كانت تخشى إظهارها كي لا تتحطم الأسطورة ، فتتحطم معها جدران الأمان ......
هناك كانت تتجلى بشفافيتها، فيقف أمامها قائلا :
ما ألذك !!!!!
تعليق