كن تلقائيا هنا .. قصة / قصيدة / خاطرة

تقليص
هذا موضوع مثبت
X
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • بسمة الصيادي
    رد
    الخريف يحوم حول أوراقي ، كانت غصوني أبعد من أن يطولها وأجمل من أن يقوى على كسرها ..!
    لكن وكما ترحل أسراب الدوري... يرحل زهر اللوز..ويموت الغاردينيا !

    "الغاردينيا ..!" أتذكر حبيبي جميل زهرتي التي أخبئها بعيدا عن يد الخريف وعن أعاصير الأيام ..
    لابد أني سألتقيه اليوم على نفس المقعد، ينتظرني منذ أسابيع بكثير من الحزن والأسئلة ..!
    ارتديت معطفي الأسود، قبعة الصوف الرمادية وصمتي ..أما حقيبة الذكريات فتقصدت أن أتركها
    على أريكة وحدتي .. حتى لا تكون سبب ضعفي .... !
    نزلت الحرم الجامعي، خطواتي تحمل انكساري ...وثغري يرتجف من كلام لن أقوله ..!

    الشجر يعزف على قيثارة الريح ويداي ترقصان بردا وتوترا تحت مظلة مطر خفيف ..
    هاو هو مقعدنا ، أراه يفتقدنا كيف لا ونحن لازمناه لسنين، منذ السنة الدراسية الأولى
    إلى اليوم ووعدناه أن نظل معه أثناء بدء تحضيرنا لرسالة الدكتورا في السنة القادمة ..!
    ها هو يعاتبني بصمت .. يقف عليّه عصفور دوري.. "عصفور دوري!!
    لم لم يهاجر مع ذويه ؟ المسكين..."
    جلست أحدثه باهتمام بينما كان غير مبال إلا بالقفز مع خفقات قلبي المتصاعدة ..

    أتى جميل .. كبلت يديّ ببعضهما وجلست كما المذنب أثناء صلاة التوبة
    بخفته التي اعتدتها جلس بقربي ولأنه حنون نسي العتاب واللوم، فكّ قيود يديّ، شبك
    أصابعه بأصابعي "لمَ لم ألبس القفازات .. كيف نسيت أن لمسته بمقدورها أن تعلن موتي وحياتي ..أن تهزم كل قلاعي "
    -"هل تشعرين بالبرد حبيبتي ؟" سأل بلهفة تحول الجليد إلى بركان
    -قليلا ...
    -هل أنت مريضة ؟
    -لا ... اسمع "جميل" أنا مضطرة للعودة إلى قريتي نهائيا ..
    -نهائيا .؟؟ كيف ..؟ لماذا ..؟والدراسة وحلم الدكتورا ومنزلنا الذي نؤثثه منذ عام ..وأنا ..!هل أذهب معك
    لأطلبك من أهلك كما اتفقنا ..!
    -لا ... لدي من اليوم مشاريعي الخاصة ..!
    -ماذا ..؟أية مشاريع..؟ لا أفهمك انت غريبة جدا هذه الفترة ..؟ فهميني ..
    جن جميل ..بدأ يهذي، لأول مرة يخرج عن هدوئه
    لأول مرة لا أجيب على أسئلته ... تركته يجن مع المقعد ورحلت ..!
    أسأل نفسي:- لمَ لم أخبره بالسر ؟
    -كي يبقى مبتسما
    أعشق ابتساماته وأسنان اللؤلؤ التي تشرق منها شمس وجودي .. والغمازة .."آه من غمازتك يا "جميل" كم غرقت فيها.." !



    مشيت طويلا دون أن أعرف وجهتي، فالدرب شاحب مثل وجنتي....عند توحد لون الإنسان مع لون المكان تُخلق المتاهة ..!
    الاتجاهات انحصرت في زاوية واحدة ..... هي وجهة واحدة ..!

    الأيام الأخيرة لفها وشاح السكون .. أقفلت باب غرفة سكني بمفتاح صدئ، بالكرسي،بالوسائد ..
    ونمت هكذا أتوسد نسيم الحزن .. خرير جداول الليل .. ولحن تردده كل ليلة ذات البومة السمينة، المنتفخة بالهواء،
    تماما مثل العمر،شهيق وزفير داخل بالون يكبر ويكبر ..فقط ليفقع ذات قدر !

    هجرت كل من أحب.. الغريب يحتاج إلى غربة أكبر ..!
    والمسافر يكره لحظات الوداع ..خاصة إن أقلعت به الطائرة هكذا بدون جواز سفر ..دون حقائب ..دون عودة !!

    كان السرطان بدايةً دهشة شطرت فاهي إلى نصفين ، بل كذبة لم أصدقها ...كذبة غيرت قوانين حياتي، وضعت الحقيقة بمعادلة منصفة مع السراب..!

    كذبة تحمل ألما حقيقيا .. تهدد بنحر عنق العمر .. السكين التي في يدها حقيقية ..ليست لعبة كما ظننت..!

    بعدها تحولت إلى معركة من أجل البقاء .. تحديت المرض .. لكن الألم يقهر الإرادة والمسكنات تجعل ساعد المقاومة هزيلا ..أكاد أخسر آخر جولة ..!


    تنبهت أني لم أراهن على الكثير ... ليست الخسارة كبيرة وماذا سأخلف ورائي غير كتابات يتيمة، أوراق بردانة وخصلات متشردة ..
    وغمازة سأسرحل إليها ؟!

    فكرت بأحلام لم أحققها ، أحلام أكبر من عدد أيامي القادمة ....
    وضعت لائحة بما أرغب في القيام به ، من أسخف الأشياء حتى أعقدها ..
    أما الشفاء فلم يكن على لائحتي لأنه مجرد احتمال يضعه الطبيب ليواسي به مريضه وينفيه في صدره احتراما لصدق مهنته .. !

    ركبت الدراجة بين الأزقة كما اشتهيت طويلا ، ضحكت كثيرا وبكيت أكثر .. وكتبت مزيدا من القصائد...!
    وحدها القهوة كنت أقف عاجزة عن شربها رغم إدماني عليها ، فلا نكهة ولا رائحة لها ..من دون حبيبي جميل ..!


    بعد شتاء طويل ، نالت مني عواصفه وبعثرت آخر ورودي ، وصلتني الدعوة للمشاركة بأمسية شعرية
    في الجامعة .. كنت قد توقفت عن كتابة الشعر، لأن الدماء صارت تخالط أوراقي ، وسطوري لم تعد سوى خصلاتي
    المتساقطة أتعثر بها فتموت القصيدة قبل ولادتها ..!

    حضنت آخر قصيدة كتبتها وذهبت إلى نفس المكان حيث خيبتي وعمري الذي خسرت .. حيث ينتظرني ذات الدوري الراقص !
    أمام حشد من الشعراء والأساتذة والطلاب وقفت هيكل أنثى، أخفي رأسي بشال حريري مخادع، أمثل دور الشاعرة ..
    "كيف تلقي الشعر أنثى من دون جدائلها ؟ "
    ولكي لا تفضحني كلماتي ، لم تكن قصيدة عن الحب أو الوطن ،عن الحياة أو الموت .. كانت فنجان قهوة لم أشربه مع جميل،
    كانت عبق البن والياسمين ، وابتسامة الحقائب حين تلقي نفسها في بحر المغيب ..بين موجة قهوة .. وشاطئ مطر ..!
    كانت همساتي الأخيرة لجميل الذي لم يحضر، ليته يعي كم أحتاج أن أموت بين ذراعيه .. أن أحتسي الحياة من غمازتيه ..!
    كانت أحجية صفق لها الجمهور بدهشة .. صفقوا لأول مرة للوداع دون أن يعرفوا ..!
    وحدي كنت أعرف أنها القصيدة الأخيرة .. لأن الأحلام كلما تحقق كلما اقتربت النهاية ..!

    في حضرة الشعر كنت أنا وكذبة ..كيف تجرأت ..؟ كذبتان على ورقة البوح الخضراء ؟!
    انحسبت خجلة نحو الباحة ..كانت خالية إلا من أنين مقاعدها ..تذكرت هادي ونور .. يوم افترقا
    ولدي وغالية .. وغيرهم الكثير ..تذكرت أصابعي المتشابكة بأصابع جميل ... !
    أيقنت أنها متكررة مأساة المقاعد .. وأن الدوري لا يرقص فوقها ..إنما هو جمر الحنين يجعله يقفز ألما
    أو ربما هي طقوس خاصة ... نحن لا نعرف لغة الطيور .. لأننا لم نطر يوما .. !

    قررت بحزم ألا ألتفت ورائي، خطيرة هي عناكب الماضي رغم رقّتها .. حضنت قصيدة القهوة
    وببطء مشيت .. لا أدري لم البطء ..؟ ربما أردت أتيح له الفرصة ليتبعني ... ذلك الدوريّ الصغير !
    التعديل الأخير تم بواسطة بسمة الصيادي; الساعة 17-10-2011, 15:13.

    اترك تعليق:


  • د.نجلاء نصير
    رد
    تكالبوا على اقتناص الغنائم ....وحينما فرغوا أدركوا أنهم قتلوا أمهم .

    اترك تعليق:


  • زياد هديب
    رد
    أحب صوت نانسي عجرم
    وأحفظ أغاني الشيخ إمام
    وأسأل نفسي أحياناً:لوطلبوا إلى الشيخ تصوير فيديو كليب
    ماذا كان سيجيب؟
    السؤال الثاني
    بعد موتي من سيذكر بالتفصيل
    كم مصر....بهية؟

    اترك تعليق:


  • زياد هديب
    رد
    أحدثك من لواندا عاصمة أنغولا
    ولا أعلم لماذا لم يعد حتى الآن
    محبة لك
    بقدر ما قلبوا الجيم دال
    كم أنت دميل

    اترك تعليق:


  • ربيع عقب الباب
    رد
    المشاركة الأصلية بواسطة زياد هديب مشاهدة المشاركة
    لا يجوب القرية إلا ليلاً.
    اذكر أنه كان متوسط القامةككل رجال القرية الذين أعرفهم من وقع أقدامهم.لكنني لم أهتد إليه،فقد كان يبدل مشيته كل ليلة-كالطقس في هذه الأيام-.
    لم يكن ليثيرني لولا غرابة السلوك والاتجاه الوحيد نحو مغارة تبعد كثيراً -خصوصاً في الليل-،وكم أخاف الليل والخطوات التي لا تحدثك إلا عن الموت والجن....
    قلت في نفسي :إنه لا يراني،ولن أهدأ حتى أعرف من هو.
    تبعته حازماً،
    كان يحث الخطى غير ملتفت إلى كل ما يحيطه
    اختفى في كوم الظلام ،أسرعت..وكان قلبي ككرة التنس حين تهرب من بين يديك
    همست:لن أعدل ،مهما كان الثمن فقد أدركت ضالتي ولن أعود خائباً
    اقتربت من باب المغارة المفتوح للريح والشذاذ
    من حسن طالعي - ويا له من طالع - أنني اقتنعت في الآونة الأخيرة بالعلاقة الحميمة بين الرجولة والتدخين
    شحذت كل ما أملك من فضول،وبنقرة واحدة على الولاعة -في المكان المخصص لهذه الغاية-
    اشتعلت حلكة المكان
    كانت المغارة تشهق من صفير الوحدة
    لا شيء في المكان سوى هيكل عظمي ،ما يزال النمل يؤنس وحدته
    لم أعلم حتى اللحظة،كيف وصلت فراشي الدافئ
    حين أفقت..
    سألت أمي
    لماذ لم يعد أبو محمد من السعودية؟


    مدهش هذا القص
    ترى لماذا لم يعد أبو محمد من السعودية ؟
    و أنا أستطيع الإجابة
    و لكن بعد بلع بعض دهشتي !

    بوركت

    اترك تعليق:


  • زياد هديب
    رد
    لا يجوب القرية إلا ليلاً.
    اذكر أنه كان متوسط القامةككل رجال القرية الذين أعرفهم من وقع أقدامهم.لكنني لم أهتد إليه،فقد كان يبدل مشيته كل ليلة-كالطقس في هذه الأيام-.
    لم يكن ليثيرني لولا غرابة السلوك والاتجاه الوحيد نحو مغارة تبعد كثيراً -خصوصاً في الليل-،وكم أخاف الليل والخطوات التي لا تحدثك إلا عن الموت والجن....
    قلت في نفسي :إنه لا يراني،ولن أهدأ حتى أعرف من هو.
    تبعته حازماً،
    كان يحث الخطى غير ملتفت إلى كل ما يحيطه
    اختفى في كوم الظلام ،أسرعت..وكان قلبي ككرة التنس حين تهرب من بين يديك
    همست:لن أعدل ،مهما كان الثمن فقد أدركت ضالتي ولن أعود خائباً
    اقتربت من باب المغارة المفتوح للريح والشذاذ
    من حسن طالعي - ويا له من طالع - أنني اقتنعت في الآونة الأخيرة بالعلاقة الحميمة بين الرجولة والتدخين
    شحذت كل ما أملك من فضول،وبنقرة واحدة على الولاعة -في المكان المخصص لهذه الغاية-
    اشتعلت حلكة المكان
    كانت المغارة تشهق من صفير الوحدة
    لا شيء في المكان سوى هيكل عظمي ،ما يزال النمل يؤنس وحدته
    لم أعلم حتى اللحظة،كيف وصلت فراشي الدافئ
    حين أفقت..
    سألت أمي
    لماذ لم يعد أبو محمد من السعودية؟

    اترك تعليق:


  • محمد زكريا
    رد
    المشاركة الأصلية بواسطة ربيع عقب الباب مشاهدة المشاركة
    جميل يامحمد
    كل ما كتبت هنا رائع
    هذه و غيرها مما نثرت
    لا تبتعد محمد
    و زدنا مما تحمل أيها الجميل !

    محبتي
    أستاذي الأرقى \ ربيع
    أكون هنا دوماً
    اقرأ وأتعلم منكم
    كل الشكر لك سيدي
    ومحبتي التي تعلم

    اترك تعليق:


  • ربيع عقب الباب
    رد
    المشاركة الأصلية بواسطة محمد زكريا مشاهدة المشاركة
    ذات يومٍ ..أحد العرب أهدى ملك فرنسا (ساعة) ..فظنها الأخير (عفريت)
    اليوم ..وبعد أن باع خونة العرب كل أمجادنا .. (بساعة )
    جاء العفريت

    وقضم آخر لقمة من شيءٍ كان يسمى يوماً ((كرامة ))

    جميل يامحمد
    كل ما كتبت هنا رائع
    هذه و غيرها مما نثرت
    لا تبتعد محمد
    و زدنا مما تحمل أيها الجميل !

    محبتي

    اترك تعليق:


  • محمد زكريا
    رد
    حيثُ تبحر سفنكِ
    أجدني أغرقْ

    اترك تعليق:


  • محمد زكريا
    رد
    ذات يومٍ ..أحد العرب أهدى ملك فرنسا (ساعة) ..فظنها الأخير (عفريت)
    اليوم ..وبعد أن باع خونة العرب كل أمجادنا .. (بساعة )
    جاء العفريت

    وقضم آخر لقمة من شيءٍ كان يسمى يوماً ((كرامة ))

    اترك تعليق:


  • محمد زكريا
    رد
    قرر أن يتحررمن كل القيود ..ليهب أحداقهُ الحرية
    مازال حتى تاريخ الساعة

    يحاول أن يجد المفتاح

    اترك تعليق:


  • محمد زكريا
    رد
    عجبت ُ من علماء الطب
    استطاعو أن يخترعو مصلاً لكلِّ شيء ... إلا النسيان
    متى ستجد هذهِ المعجزة الطبية ..طريق النور

    اترك تعليق:


  • محمد زكريا
    رد
    بالخاليات.. لطالما تغنى بأمجاد ثورة الأجداد
    ويوم قامت ثورة الأحفاد

    قرر أن يكون
    مجرد طبلة

    اترك تعليق:


  • محمد زكريا
    رد
    في مرتعِ الأحلام ... أميراً .. يسكنُ قصراً ذا خدمٍ وحشم
    ليفاجئه الصباحُ على أحدِ الأرصفة ..يركلهُ شرطي المرور

    إنهض ياهذا
    حتى الأحلام ممنوعة في الحِمى

    اترك تعليق:


  • ربيع عقب الباب
    رد
    خذيني على معصمك
    هدهدي ذاك الالم
    مسدي بعضي ببعضي
    و اشهقي شهقتين
    واحدة لي
    و أخرى لموتي
    و اكتبي كلمتين
    واحدة لي
    و أخري لبعثي
    و ارسمي على جبهتك
    قلبا
    يلف غمامة روحي
    يحتوي ما تبقى
    و هل تبقي
    مني
    سواكِ ؟!
    التعديل الأخير تم بواسطة ربيع عقب الباب; الساعة 13-10-2011, 21:34.

    اترك تعليق:

يعمل...
X