أخيرا تنفس :" معضلة كبيرة و علىّ وحدي حلها بعد تعقدها ".
ببسمة رائقة :" قل ما يريق نضارة وجهك يامولاي .. قل ".
دار ثانية و لكن برباطة جأش :" علىّ أن أشرب النهر .. أتصدق هذا ، كان شرطه ؟".
دنا العبد بنفس البسمة :" هذا جائز و ربي ".
هتف :" جائز .. يقول جائز .. أي عقل في هذا أخبرني ؟!".
بنفس البسمة :" إذا قطع النهر عن الجريان .. جاز لك شربه ".
جحظت عين ولي العهد :" يا الله .. واحدة بواحدة .. يا لك من حكيم ".
و علا صوته ساعيا إلي أبيه الملك !
التعديل الأخير تم بواسطة ربيع عقب الباب; الساعة 29-07-2012, 21:30.
المشهد الأول
في حجرة نومه بينما الزوج نائمة .. كان يدور و يتحرك بين الغضب و الرقة ، الانفعال ، التقدم و التراجع
: كيف أفعل ؟ كيف أيها الملك ؟ أي عقاب أنزلته بي الليلة ؟ من قال لك أني اود رئاسة جند الملك العظيم .. لا أريد .. لا أريد
كيف اخترتني من بين كل هؤلاء الجنود ، لا بد أنني كنت سيئا و متطلعا لدرجة انك رأيت علامات ذلك على .. ياربي .. كيف كنت مجرما إلي هذا الحد .. لا بد أنه جرب ذلك مع أخرين من قبلي .. لم لا بد .. قد تكون الأولى التي يفعل فيها ذلك .. لو لم يرك متطلعا لم أقدم على ذلك ..
رئاسة جند الملك سليمان ، ليس بالمنصب الهين ، بل المنصب الأخطر في المملكة السليمانية .. و اي جندي يرنو إلي ذلك .. و الثمن ليس باهظا .. ليس باهظا .. كيف ليس باهظا ؟ كيف أعدمت النظر و القلب .. بل الثمن خطير إلي أبعد ما تتصور أيها الآبق .. أن تقتل زوجك بهذا السيف .. تقتلها .. تقتل كل مشاعرك و انفاسك .. هذه التي تنام كملاك .. تقتلها .. تريق دمها
كأي كلب او قطة أو هومة .. ياربي .. كيف أيها الملك .. كيف ؟
كيف انسى حبي لها ، حبها لي .. رعايتها لي .. حدبها بي .. وقوفها إلي جانبي في أعسر المواقف و أبأسها .. كيف .. وقد فضلتني على كثيرين .. كيف .. أكاد أجن .. أجن .. لالالالا .. لا أريد رئاسة الجند .. لا أريد شيئا .. لا أريد ( يلقي بالسيف جانبا في رعب .. يتقدم من الفراش .. يحتضنها ) لا لآ لآ .. اني أحبك .. كيف تكون الحياة دونك غاليتي .. كيف ؟
الزوج : ( تصحو فزعة ) مالك يارجل .. مالك تصرخ ؟
هو : لا شىء .. أحس حنينا إليك .. ضميني .. ضميني بقوة
الزوج : لهذا الحد حبيبي .. ألم تكن معي منذ قليل و بين احضاني .. ألم تعش دائما في روحي و قلبي ؟
هو : بلا .. لكنني لا أدري .. ما بي .. أحس أني أموت شوقا إليك .. خذيني و لا تسألي
الزوج : تعال .. ما أجملك هذا المساء !
هو : بل ما أجملك أنت !
( يهمس ) كيف حملت السيف من يد الملك إلي هنا .؟ كيف طاوعك قلبك أيها اللئيم .. كيف ؟
لتكون على رأسها .. هنا .. ألا تعرف أنه في لحظة ضعف قد تفعل ، و دون أن تدري .ز لن يحاسبك أحد هيا .. لن تكون مجرما و قاتلا .. بل تكافأ على ذلك .. هيا .. لا لآ ( يصرخ بها )
الزوج : لست على عادتك .. ماذا تأبطت الليلة ؟ قل لي .. لن أحزن أو أتضايق .. هيا حبيبي قل
هو : لا لآ .. و جمال عينيك لا شىء إطلاقا .. لا شىء .. انتظريني .. فمولاي الملك ينتظرني .. لن أجعلك تنتظرين كثيرا .. لحظة .. غمضة عين و أكون هنا .. هيا هيئ نفسك لليلة جنون .. هيا لن أتأخر .. لن أتأخر
الزوج : انتظر .. نسيت سيفك
هو : نعم .. نعم .. على ان آخذه معي .. نعم على أن اعود به إلي الملك
يلتقط السيف و هو يتراجع .. يتراجع حتى يختفي ( ستار )
المشهد الثاني
حجرة النوم نفسها و هو يغط في نوم ثقيل
الزوج تحمل السيف .. و في صراع مع نفسها
: لكنه عرش أورشليم .. أي حب يامعتوهة .. اي عشرة .. و الرجال على الأرصفة .. حين تكونين على عرش أورشليم
سوف تكون جيوش الرجال تحت أمرتك .. تختارين كل ليلة زوجا ( هاهاهاهاها )
قالها سليمان الملك .. هاتي لي رأس زوجك تكونين ملكة أورشليم .. ياربي .. كيف افوت فرصة مثل هذه ؟
لا بد أنني تافهة ، و لا اليق بالعرش .. لالالالالا .. أنا قوية بما يكفي لأحكم اورشليم .. و يزحف الرجال تحت عرشي و قدمي
( تقترب من الفراش .. تقترب و هي تبكي ) سامحني زوجي العزيز ، العرش أكبر و اوقع من العواطف و الحب ( تنزل على رقبته بالسيف - مع خفوت الاضاءة و الاظلام )
ستار
التعديل الأخير تم بواسطة ربيع عقب الباب; الساعة 29-07-2012, 22:30.
أخيرا .. خلف الميدان بعد شهور طويلة ، قضاها على الرصيف ، و بين جموع الثوار و غير الثوار
خاوي الوفاض ، لا يملك شيئا .. حتى ما كان يدخره ، أكله الوقت ، و لم يعد من عمل ، و لا مال
رفع المرتبة الوحيدة ، فإذا بسريره خزانة ، فتحها ، و التقط منها جوهرتين ثمينتين ، هما كل ما بقي
له من متاع .. لكنه للاسف لم يستطع أن يفرق بينهما ، أيها الأصيلة ، و أيها الزائفة ، التي اصطنعها لغرض في نفس يعقوب ؛
فقد حرص على تكون الأخيرة ، بنفس الوزن ، و الحجم ، و البريق ، حتى الرنين .. تاه تماما عن
رؤية الأصل .. و بعد طول تعب و جوع ، أحضر حجرا ، و بلا أي اهتمام ، كان يردد : حادي بادي
كرمب زبادي
سيدي محمد
البغدادي
شاله و حطه
كله على دي ..
و استقرت كفه على واحدة
و بلا تفكير دقها ، فتناثر النور مضيئا كل المكان .
هنا فقط حط باكيا ضاحكا : التبس عليك كل شىء ، و أنت المحنك ، القادر على قراءة الطيب من الخبيث !
انفلت عقله تماما .. لملم الضوء المتناثر ، و بكفيه
يضغطه على الزائفة .
لكنها كانت تأبى .. فما كان منه إلا أن قذفها بقوة .. وهو يصرخ !!
التعديل الأخير تم بواسطة ربيع عقب الباب; الساعة 30-07-2012, 07:30.
كل ما أذهب إليه أن أكسر أنياب ( ياجو ) :
النفاق و الحقد الأسود ؛
حتي لا تكون ديدمونة ضحية
الكلب ياجو هذا
و يذهب عطيل بكل مجده و عقله ؛
و ليذهب شكسبير إلي الجحيم
ربما أعلم .. أكثر مما ينبغي
فخلي عنك ما تبحثين عنه .. !
المجتمعات العربية مثل النعامة تماما ، فهم يمتلكون القدرة على إخفاء رؤوسهم في الرمل ، ويمتلكون ركلة ساق قوية ^_^
قد كان لي أمل تبعثر في الليالي.. و اندثر
قد كان لي عمر ككل الناس..ثم مضى العمر فاروق جويدة همسة : ما زلت " طالبة " فضلا لا أحب أن يناديني أحد ما " أستاذة " ، ودمتم بود
حين أنهى أبو أيوب الموت ، باستخراج هذا الكم الهائل من الرصاص ، بمساعدة " أوجات " ، كان رأسه في حالة ثورة ، و بحث مضني ، عن مكان يواري فيه هذا الشهيد ، فلا بد أنهم وراءه ، و لن يتوقفوا حتى يقضوا عليه . بين التوابيت كان يتوقف ، و بغضب يتحرك ، وهو يتذكر تلك الليلة الغامضة ، وكيف حل وثاق كامل أخي العمدة ، في غيبة من الخفر ، و رجال الدوار ، و كيف ألبسه ثيابه ، ليخرج وحده دون أن يعترضه أحد ، من بعد يلحق به ، ليؤسس له طريقا ، و مخبئا يليق به ، و يكون بعيدا عن قبضة العمدة الكبير :" التعذيب كان أكبر من الجريمة .. قل لي .. ما الذي لا أعرفه ؟". بعصبية كان يستدير ، ثم يجهش باكيا : لم أكن أدري .. قالت لي و لكن بعد فوات الأوان ". التبس الأمر على أبي أيوب ، و توقف عن مطاردة الإجابة ، و أعطاه عنوانا في بحري ، و طريقا لن يكون فيه عرضة لمطاردة رجال الدرك . نفض رأسه من زغب و ريش تلك الأفكار ، قبل أن تستفحل ، و يلتهمه الوقت ، هو وسعيد ، الذي ينام بين الحياة و الموت ، يعاني من حمى قاسية :" أوجات .. أيتها الرائعة .. قولي لي .. أين أذهب به .. و العالم يحاصره .. ردي علىّ أيتها المبجلة ؟ ". حدث الراقدين ، واحدا واحدا ، ألح في طلب المساعدة ، ودموعه نهر يغرق وجهه ، و أسفل قدميه .. و الغضب مارد متهور ، يعربد داخله :" هاته أبا أيوب .. ضعه هنا بين ذراعي ". التفت مذعورا .. انتظر أن يأتيه الصوت مرة أخرى .. انتظر طويلا :" أقلت شيئا أيتها المبجلة ؟ ". :" انته أبا أيوب ، إنهم في الطريق .. أنسيت أن عليك الرحيل أيضا ؛ لن يرحموك .. هيا ". لكن قلبه لم يطاوعه ، لم يعطه فرصة للهرب ، بل ساقه إلي مكمن قريب ، فجوة كعين كبيرة بين صخرتين ، تطل على الشمس و تستدير مع القمر إلي حيث أوجات . كان على غير عادته تماما ، و لا يدري ما سبب ذلك . ما الذي يستدعي صورة كامل الآن ، بكل هذه القوة ، و هذا الإصرار ، وهو بعيد من زمن طويل ، بعيد حتى عن الذاكرة .. رغم أن ليلة هروبه تركت آثارا دامغة على جلده ، و في روحه ، و إلي الآن لم يستطع إزاحتها ، حتى في أفضل الأوقات انغماسا ، مع سعدية و سعيد !
التعديل الأخير تم بواسطة ربيع عقب الباب; الساعة 31-07-2012, 08:34.
فما أن أصبح وحيدا ، و قبل كفيه فرحا ، بخروج كامل ، وهروبه من قبضة الحرس ، و إخراج علبة التبغ ، لاستنشاق عبق الارتياح ، إلا و كان العمدة الكبير على رأسه :" فعلتها .. فعلتها أبا أيوب .. فعلتها ". لم ينتظر منه جوابا ، بل شق صوته ظلام الكون ، مناديا على الخفراء ، و طالبهم بتعريته ، و سحبه بين النخلتين في البهو الكبير ، حيث شد إليهما ، من بعد كان الكرباج ينحت على جلده خرائط :" كيف تجاسرت على خيانتي .. كيف ؟". لم يجب ، كما لم يصدر عنه صوت في تلك الليلة ، وفي كل الليالي ، كان كل همه أن ينجو كامل ، من جحيم أخيه الذي لا يتوقف عند حد ، و كلمات كامل الأخيرة ترن في أذنه :" لم أكن أدري .. قالت لي ، و لكن بعد فوات الأوان ".
التعديل الأخير تم بواسطة ربيع عقب الباب; الساعة 31-07-2012, 08:35.
تعليق