[align=center]
بينه ووبينها، وبين "رسائل لم تكتب لها" ، كنت أنا ..
وقفت أقرأ رسائل لم تكتب لي ..
ولم تكتب لغيري..
رسائل كانت تكتب للحرف، لشخص الحرف..
أيقنت أخيرا دوري، أنا الجمهور الذي لا يصفّق في آخر العرض، بل يبكي ...
والآن بعد أن أسدلت الستائر، ما كلمتك سيدي للجمهور؟
أو ما كلمتك لحرفك الكريم؟
سأمزّقها، سأحرقها، وأرميك معها، لنار أنت أشعلتها ...
كنت تجلس حول مواقد قلبي، لتحكي قصص خيالية ..
تمسك يدك بيدي، لأنها أتقنت الدور ..
أما الآن فقد تغيّرت الفصول، أنتهى موسم التخييم، وولّت أيام الصغر ...
يا شاعرا، يختال فوق الجرح، برداء البلسم،
نقشت قصائد على معصمي، وتقول أنك أخطأت العنوان !
أذكر شالك الحريري الذي كان يلفّني، أذكر نظرة كانت تحرسني ...
أكان أمان كاذب ...أكانت ملامح حبّ مشوّهة...؟
لا تعتذر الآن شاعري، ولا تخف ..
هل سمعت يوما، بضحيّة إنتقمت من قاتلها؟
مات ما فات، وأنا في طريقي إلى سماء الصفاء ..
وأشكر كلماتك التي مشت في جنازتي، لكن لا تتعب نفسك، ذاهبة أنا إلى قبر وحدتي ..
ذاهبة إلى عالم لست أنت فيه، عالم القصائد فيه محرّمة، وطقوس الحروف حول النار محرّمة...
فوداعا... وداعا .. واحذر مرّة أخرى السير في الضباب، لئلا تخطئ بالعناوين...
.............................
[/align]
اترك تعليق: