فيف لاكلاس/الواحد والثلاثون/ منيرة الفهري

تقليص
This topic has been answered.
X
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • رشيد الميموني
    رد
    سرد لا يفقد تشويقه ويحيل الذاكرة الجماعية إلى ما كان يحصل في البلدان المغاربية التي كانت تقاوم الاستعمار سرا .
    أتابع بشغف .
    خالص المودة

    اترك تعليق:


  • منيره الفهري
    رد
    المشاركة الأصلية بواسطة سلمى الجابر مشاهدة المشاركة
    فاتني الكثير بسبب غيابي
    اعتذر منك أستاذتنا القديرة منيرة الفهري
    سأعيد قراءة كل الاجزاء ثم أعود إن شاء الله.
    الأستاذة المحامية الشابة و الصديقة العزيزة
    سلمى الجابر
    شكراا للمتابعة و رأيك في ما أكتب يهمني جدااا
    تحياتي و امتناني.

    اترك تعليق:


  • منيره الفهري
    رد
    المشاركة الأصلية بواسطة ناريمان الشريف مشاهدة المشاركة
    في هذا الجزء أحسست بخوف على سي طاهر، فطبيعة أهالي المناطق المحتلة تخاف من غياب أي فرد من أفراد المدينة أو القرية
    لأن الغياب يعني أمرين: إما اعتقال وإما اغتيال .. ونظراً لأن تفسير الغياب لا ثالث له ، بدأ القلق يتسلل إلي ، وهذا حافز للاستمرار في قراءة ما يلي من أجزاء.
    ولكنني أود التنويه إلى خطأ لغوي شائع - أرجو أن تتقبليني - وهو الفرق بين نفذ ونفد
    فقد جاء في سورة الكهف " قُل لَّوْ كَانَ الْبَحْرُ مِدَادًا لِّكَلِمَاتِ رَبِّي لَنَفِدَ الْبَحْرُ قَبْلَ أَن تَنفَدَ كَلِمَاتُ رَبِّي وَلَوْ جِئْنَا بِمِثْلِهِ مَدَدًا (109)
    نفد أي انتهى،
    أما نفذ فيتضح معناها من الآية الكريمة في سورة الرحمن " يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ وَالْإِنسِ إِنِ اسْتَطَعْتُمْ أَن تَنفُذُوا مِنْ أَقْطَارِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ فَانفُذُوا ۚ لَا تَنفُذُونَ إِلَّا بِسُلْطَانٍ (33)
    نفذ أي اخترق
    بارك الله فيك ويعطيك العافية يا رب
    تحية ... ناريمان
    أستاذتي الإعلامية القديرة
    ناريمان الشريف
    شكرااا من القلب لمداخلتك المفيدة هنا و قد أصلحت الخطأ: نفذ.
    و ألف شكر على المعلومة
    تحياتي و كل التقدير سيدتي و أختي العزيزة

    اترك تعليق:


  • منيره الفهري
    رد
    المشاركة الأصلية بواسطة الهويمل أبو فهد مشاهدة المشاركة
    محنة غياب سي الطاهر أُستُغِلت، على الأقل مرحليا، في رسم الشخصيات. غالية أظهرت رباطة جأش في كتم
    الخبر وإدارة المستوصف في غيابه مع أنها تعاني بشدة ليس فقط عاطفيا لغياب شريك حياتها وإنما مهنيا في خوفها
    من اكتشاف مزاولتها مهنة ليست مجازة لممارستها. بل لم تبح بغيابه لأحد وحتى فاطمة لم تشر إليه إلا بأدنى الحدود.
    مع ظهور بو جمعة تحول "انفجار" ليلة البارحة إلى ابتسامات وراحة بال. ولم يخطر لها ما سيحدث لو اكتشف الكون
    أنها تمارس مهنة بلا ترخيص. بالنسبة إلى فاطمة، غياب سي الطاهر أظهر لنا جانبا جديدا من محاسن شخصيتها.
    فقد اتخذت مبادرة توضح أن قلقها لغياب سي الطاهر كان كبيرا لدرجة أنها من دوافعها الذاتية تركت العشاء
    لتسترق السمع لحديث الجندرمة علّها تحصل على خبر يشير إلى سي الطاهر. كل هذا مع أن لغتها الفرنسية
    ضعيفة. كلاهما يمكن وصفهما بأنهما من النساء اللائي يتحملن المسؤولية ويمكن الاعتماد عليهن.

    على مستوى الأسرة، وبعد الأخبار الطيبة، غالية تناولت عشاءها بشهية مفتوحة واطمأنت مرحليا
    على سلامة شريك حياتها.
    أشكرك كثيرا لهذه المتابعة المثرية جداااا لروايتي فيف لاكلاس
    الأستاذ الجليل الفاضل
    الهويمل أبو فهد
    كل الكلمات لا تفيك حقك أستاذي و أخي العزيز
    فمليووون شكررر

    اترك تعليق:


  • منيره الفهري
    رد
    المشاركة الأصلية بواسطة المختار محمد الدرعي مشاهدة المشاركة
    يبقى التواصل دائما مع حبة الكينا و ابداع العم الطاهر و الخالة غالية في الأساليب النضالية
    التي ترتكز على مراوغة و تمويه
    الجندرمة الفرنسية
    خالص تحياتنا أختنا المنيرة
    الاستاذ الفاضل و الأديب القدير
    المختار محمد الدرعي
    شكرا لمتابعتك للرواية التي تسعدني كثيرااا
    تحياتي و كل امتناني أخي العزيز

    اترك تعليق:


  • ناريمان الشريف
    رد
    المشاركة الأصلية بواسطة منيره الفهري مشاهدة المشاركة
    Vive la classe
    فيف لاكلاس
    رواية في أجزاء
    بقلم
    منيرة الفهري

    الجزء الثامن

    _ كان يوما عصيبا
    أجابت فاطمة: الحمد لله أنه مر على خير يا خالتي
    تباطأت الخالة غالية في نزع مئزرها الأبيض الذي تلبسه عندما تساعد سي الطاهر في المستوصف
    ساعدتها فاطمة قائلة :هاته سأغسله الآن
    _لا لا تغسليه قد لا يجف و ربما أحتاجه غدا
    آه، تذكرت غياب سي الطاهر الذي لم تجد له تفسيرا، يوم و ليلة و هو في الجبل و لا تعرف عنه شيئا و لا يحق لها أن تسأل أي أحد من شباب القرية خشية ان يسري خبر غيابه.
    تجمعت مع أولادها على مائدة العشاء الذي أعدته فاطمة: شكشوكة و خبز الفرن الترابي
    دعت الخالة غالية فاطمة لتتعشى معهم لكنها لم تجب.
    أين ذهبت في هذا الوقت يا ترى؟
    عادت فاطمة بعد قليل تقول إنها خرجت للشارع و بقيت تسترق السمع على دورية جندرمة علها تسمع خبرا عن سي الطاهر، لم تستطع أن تتبين شيئا فقد كانوا يتحدثون بالفرنسي و رغم أن سي الطاهر علمها بعض الكلمات لكنهم كانوا يتكلمون بسرعة
    استطاعت فقط أن تفهم كلمة الجبل، السلاح، الفلاقة، غدا صباحا
    نظرت إليها الخالة غالية شاكرة و لسان حالها يقول لو كانت خديجة ابنتي ما فعلت ما تفعله معنا فاطمة.
    جلست هذه الأخيرة مع سالم و خديجة و الهادي و عزيزة الذين كانوا ينتظرونها على مائدة العشاء. أما غالية فقد اكتفت بقطعتي خبز غمستا في الشكشوكة و حمدت الله و اعتكفت في المكسورة تفكر في هذا المصاب الذي حل بها.
    ماذا لو حدث شيء لسى الطاهر عشيرها، لا سمح الله. كيف سيعيشون من دونه و ماذا سيأكلون. من المستحيل أن يتركها المقيم الفرنسي تعمل بالمستوصف
    ثم بأية صفة؟ هي لا تملك شهادة تمريض مثل سي الطاهر.. تذكرت الشهادة التي منحها لها الطبيب سي محمد علي، لكنها ابتسمت ابتسامة عريضة، هي مجرد ورقة غير معترف بها.. ماذا تفعل لو حدث مكروه لزوجها لا قدر الله، كيف ستعيل أبناءها؟
    حتى المبلغ الكبير الذي كان يحتفظ به سي الطاهر في "السدة" للأيام العصيبة نفذ من أيام ، فقد كان سي الطاهر حريصا على أن يقيم مأدبات العشاء المكلفة لأعيان القرية ليشحذ وعيهم بالقضية. أطلقت زفرة عميقة و هي تذكر كيف كان أعيان البلد يأكلون و يتغامزون و قد نبهت سي الطاهر لذلك، لكنه لم يسمعها قائلا : لا تبالغي يا غالية
    دخلت فاطمة المكسورة تسأل الخالة غالية إن كانت تريد شيئا قبل أن تنام هي و الأطفال. أشارت لها غالية أن تقترب و أجلستها على ركبتها ثم احتضنتها بشدة و بكت بكاء مرا
    ....
    يتبع

    السدة: و هي مكان مغلق تحت السقف يستعمل لتخبئة الأشياء الثمينة، لا يعرف مكانها إلا أهل البيت.
    في هذا الجزء أحسست بخوف على سي طاهر، فطبيعة أهالي المناطق المحتلة تخاف من غياب أي فرد من أفراد المدينة أو القرية
    لأن الغياب يعني أمرين: إما اعتقال وإما اغتيال .. ونظراً لأن تفسير الغياب لا ثالث له ، بدأ القلق يتسلل إلي ، وهذا حافز للاستمرار في قراءة ما يلي من أجزاء.
    ولكنني أود التنويه إلى خطأ لغوي شائع - أرجو أن تتقبليني - وهو الفرق بين نفذ ونفد
    فقد جاء في سورة الكهف " قُل لَّوْ كَانَ الْبَحْرُ مِدَادًا لِّكَلِمَاتِ رَبِّي لَنَفِدَ الْبَحْرُ قَبْلَ أَن تَنفَدَ كَلِمَاتُ رَبِّي وَلَوْ جِئْنَا بِمِثْلِهِ مَدَدًا (109)
    نفد أي انتهى،
    أما نفذ فيتضح معناها من الآية الكريمة في سورة الرحمن " يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ وَالْإِنسِ إِنِ اسْتَطَعْتُمْ أَن تَنفُذُوا مِنْ أَقْطَارِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ فَانفُذُوا ۚ لَا تَنفُذُونَ إِلَّا بِسُلْطَانٍ (33)
    نفذ أي اخترق
    بارك الله فيك ويعطيك العافية يا رب
    تحية ... ناريمان

    اترك تعليق:


  • سلمى الجابر
    رد
    فاتني الكثير بسبب غيابي
    اعتذر منك أستاذتنا القديرة منيرة الفهري
    سأعيد قراءة كل الاجزاء ثم أعود إن شاء الله.

    اترك تعليق:


  • الهويمل أبو فهد
    رد
    محنة غياب سي الطاهر أُستُغِلت، على الأقل مرحليا، في رسم الشخصيات. غالية أظهرت رباطة جأش في كتم
    الخبر وإدارة المستوصف في غيابه مع أنها تعاني بشدة ليس فقط عاطفيا لغياب شريك حياتها وإنما مهنيا في خوفها
    من اكتشاف مزاولتها مهنة ليست مجازة لممارستها. بل لم تبح بغيابه لأحد وحتى فاطمة لم تشر إليه إلا بأدنى الحدود.
    مع ظهور بو جمعة تحول "انفجار" ليلة البارحة إلى ابتسامات وراحة بال. ولم يخطر لها ما سيحدث لو اكتشف الكون
    أنها تمارس مهنة بلا ترخيص. بالنسبة إلى فاطمة، غياب سي الطاهر أظهر لنا جانبا جديدا من محاسن شخصيتها.
    فقد اتخذت مبادرة توضح أن قلقها لغياب سي الطاهر كان كبيرا لدرجة أنها من دوافعها الذاتية تركت العشاء
    لتسترق السمع لحديث الجندرمة علّها تحصل على خبر يشير إلى سي الطاهر. كل هذا مع أن لغتها الفرنسية
    ضعيفة. كلاهما يمكن وصفهما بأنهما من النساء اللائي يتحملن المسؤولية ويمكن الاعتماد عليهن.

    على مستوى الأسرة، وبعد الأخبار الطيبة، غالية تناولت عشاءها بشهية مفتوحة واطمأنت مرحليا
    على سلامة شريك حياتها.

    اترك تعليق:


  • منيره الفهري
    رد
    المشاركة الأصلية بواسطة محمد شهيد مشاهدة المشاركة
    أشكرك أيتها المنيرة الهادئة على ترحيبك كما عهدته منك في كل عودة بعد غيبة. أتابع معك أحداث السلسلة علماً بأنني أرى أنك entre de bonnes mains و أنت رفقة ثلة من القراء الذين هم أدرى بخبايا الحكي و أعلم بأصول السرد.

    هل أحداث الرواية حقيقية أم هي من نسيج الخيال؟

    مودتي

    م.ش.
    شكرا لك محمد شهيد على كلماتك الجميلة دائما
    و يشرفني جدااا انك ممن سيتابع هذه الرواية الواقعية بامتياز... ليس فيها من الخيال سوى العبارات التي أنتقيها لوصف الأحداث... و حتى هذه ليست من الخيال في شيء...
    تحياتي..
    نشرت الجزء التاسع.. لا تنس ( ابتسامة)

    اترك تعليق:


  • محمد شهيد
    رد
    المشاركة الأصلية بواسطة منيره الفهري مشاهدة المشاركة
    محمد شهيد هنا؟ يا فرحنا يا فرحنا...
    أهلا أهلا بك بعد طول غياب و قد افتقدنا مواضيعك و تعليقاتك القيمة ..
    أما متابعتك لروايتي فهذا فخر لي و لا شك.. و إثراء لكتاباتي المتواضعة.. أعول عليك أن تصوب ما تراه خاطئا و أن تجود علي بأفكارك النيرة البناءة
    شكرااا من القلب أيها الراقي.
    أشكرك أيتها المنيرة الهادئة على ترحيبك كما عهدته منك في كل عودة بعد غيبة. أتابع معك أحداث السلسلة علماً بأنني أرى أنك entre de bonnes mains و أنت رفقة ثلة من القراء الذين هم أدرى بخبايا الحكي و أعلم بأصول السرد.

    هل أحداث الرواية حقيقية أم هي من نسيج الخيال؟

    مودتي

    م.ش.

    اترك تعليق:


  • يبقى التواصل دائما مع حبة الكينا و ابداع العم الطاهر و الخالة غالية في الأساليب النضالية
    التي ترتكز على مراوغة و تمويه
    الجندرمة الفرنسية
    خالص تحياتنا أختنا المنيرة

    اترك تعليق:


  • منيره الفهري
    رد
    Vive la classe
    فيف لاكلاس
    رواية في أجزاء
    بقلم
    منيرة الفهري

    الجزء التاسع

    لم تغمض عينيها تلك الليلة، و لم تعرف طعم النوم و هي تتقلب حينا و تنهض حينا لتتفقد الأطفال على الدكانة.
    فجأة و دون سابق إنذار و في يوم و ليلة انقلبت حياتها من امرأة سعيدة بما تقدمه لعائلتها و وطنها، إلى مسؤولة حائرة تتملكها الهواجس و الأفكار السوداء.
    بان فجر اليوم الثاني و سي الطاهر لم يظهر بعد و الهدوء يخيم على المكان و كأنه الهدوء الذي يسبق العاصفة. نهضت غالية، وصلت الفجر و دعت أن يكون زوجها على أحسن حال و ألّا يطول غيابه.
    دخلت المطبخ و أشعلت البابور ثم ذهبت لقن الدجاج في الركن البعيد من الحوش لتجلب بيضا تحضرّه فطورا للأطفال و فاطمة. سخنت الماء و وضعت فيه الحليب الجاف ليصبح غذاءً متكاملا و وضعت على الطبق قطعا من الخبز و البيض المسلوق. همت بأن تحمل الطبق إلى الغرفة لكن فاطمة كانت أسرع منها، حيّت هذه الأخيرة غالية، وعاتبتها: لماذا تتعبين نفسك يا خالتي، كنت سأحضّر كل هذا بنفسي، فقط تأخرت لأنني كنت أنظف المستوصف.
    يا الله ما أروعك يا فاطمة!
    أسرت بها لنفسها ثم قالت: حسبت أنك نائمة، شكرا يا ابنتي، حماك الله.
    ابتسمت فاطمة و أرادت أن تسألها إن استجدت أخبار عن سي الطاهر، لكنها أحجمت حتى لا تثير المواجع.
    الساعة الثامنة صباحا، موعد فتح المستوصف. ارتدت غالية مئزرها الأبيض و خرجت من السقيفة لتستقبل المرضى الذين تجمعوا في الزنقة أمام المستوصف.
    و كالعادة تساءل بعضهم عن غياب الحكيم؛ و كالعادة أجابت غالية إنه مريض في البيت.
    و لكن إلى متى سيصدق الأهالي مرض سي الطاهر؟
    يا رب، يا رب، كن عوني و لا تخذلني و رد لي زوجي سالما،
    أطلقت زفرة عميقة، ثم ابتسامة عريضة و نادت أول مريض.
    ماذا لو جاء الجندرمة و وجدوها تفحص المرضى عوضا عن زوجها؟ أكيد سيكتشفون الأمر
    نادت غالية المريض الرابع، وكان شابا يافعا لا تظهر عليه أعراض المرض. سألته: "مِمَّ تشكو يا بني؟"
    همهم الشاب ثم همس إلى غالية: "أنا بوجمعة، "أرسلني سي الطاهر من الجبل، يقول لك إنه بخير و لكنه بقى هناك لأن حالة الشيخاوي حرجة و سيعود حال تعافي المريض".
    نظرت إليه و قلبها يكاد يخرج من بين أضلعها و أشارت عليه أن يتبعها.
    دخلت غالية و الشاب إلى الغرفة الداخلية من المستوصف و جلست على كرسي هناك و سألت الشاب أن يعيد ما قاله منذ قليل و يوضح لها الأمر أكثر. أعاد بوجمعة على مسمعها الكلام نفسه ثم ختم: "سيدتي إنّ سي الطاهر يسألك أن تعطيني ضمادات و حُقَنا ومطهّرا و بعض حبات الكينا".
    لم تصدق غالية أن زوجها بخير و راحت تجوب المستوصف لتضع ما طلبه سي الطاهر في حقيبة بلاستيكية صغيرة و أعطتها الشاب الذي ما زال ينتظر في الغرفة الداخلية.
    أقبلت غالية على باقي المرضى و هي سعيدة تبتسم و تكلمهم بكلام جميل و تواسيهم و تمزح
    مع مريضة المستشفى الدائمة و هي عجوز في السبعين من عمرها تأتي كل يوم إلى المستشفى تطلب حبة كينا لأن رأسها يؤلمها و الكينا أحسن دواء لها، حسب رأيها.. حتى أن سي الطاهر كان يمازحها بجملته المعتادة: لو شربت كأس شاي معتق لخف الوجع.
    داعبتها غالية و رددت كلام الحكيم نفسه، فضحكت المريضة و انصرفت.
    أغلقت غالية المستوصف و عادت إلى البيت و أسرعت تخبر فاطمة بما حصل معها. ثم جلست مع الأطفال على المائدة تأكل بشهية ما أعدته فاطمة من طعام.

    اترك تعليق:


  • منيره الفهري
    رد
    المشاركة الأصلية بواسطة محمد شهيد مشاهدة المشاركة
    سلام على المنيرة راوية الأحداث التاريخية و على كل المتابعين و المتابعات أصحاب المداخلات النقدية. أتابع معكم بإذن الله. و لو حصل عندي استفسار أو خطرت ببالي فكرة أثناء متابعتي للسرد و النقد فإنني لن أتهاون في تقديمها لكم على مائدة هذا المتصفح الأدبي اللذيذ.


    و لا يسعني قبل ذا و ذاك إلا أن أنوه بطريقة عرض الكتابة “الآنية” في حلقات (كما كانت تدون الروايات المعروفة في حلقات تنشرها صحف محلية و وطنية أيام بدايات النشر الصحفي في أوربا و الشرق الأوسط، قبل أن تعمم التجربة لتشمل صحف شمال أمريكا و باقي البلدان العربية التي كانت تنتج ثلة من خيرة الأدباء على مختلف الأجناس الأدبية النثرية و الشعرية). و هذا النوع من الكتابة “الآنية” يمتاز بكونه يمهد لمرحلة النشر للعمل الأدبي في حلته النهائية التي تخرج للقاريء على شكل إصدار قد يعاد طبعه المرة تلو المرة إن كُتب له النجاح، أو يندثر في حالة عدم استجابة القاريء للمضمون. و يشكل ورشة كتابة تصطحبها (في آن) رؤية القاريء الناقد الذي غالبا ما تجري رياح استقباله للنص بما لا تشتهيه سفينة المؤلف. فبحسب درجة الثقة المتبادلة بين مكونات ثلاثية التجربة الأدبية (منتج/مؤلف ؛ مستقبِل/ قاريء؛ و بينهما الموصل/الناشر) تكون أهمية المنتوج المقترح (العمل الأدبي قي حلته النهائية). و هذا الشكل في الكتابة و النشر و القراءة هو ذاته ما أردت أن أنوه به في مداخلتي السريعة هاته. و كأنتا أمام ورشة فنان تشكيلي in situ يشهد تطوراتها جميع أطراف التجربة و قد تكون النتيجة مفاجئة للمتلقي و المبدع على حد سواء. و ليس بالغريب أن نشهد في بعض اللحظات انفلات عقال الأحداث من الكاتب نفسه، بينما يوفق الناقد في كبح جماع الشخصيات المتمردة على ولي نعمتها الذي لولاه لم تخرج الأحداث من العدمِ! و إن نشوة البناء/الهدم (سميها إن شيت سادية أو مازوخية حتى) لأبلغ عندي من المضمون نفسه. لأنها جدلية تؤثث لمفهوم الكتابة الفلسفي الأعمق من خربشات الأحداث التي قد تكون ذات أهمية عند البعض و قد لا تفلح في شد انتباه البعض الآخر.

    مودتي
    م.ش.
    محمد شهيد هنا؟ يا فرحنا يا فرحنا...
    أهلا أهلا بك بعد طول غياب و قد افتقدنا مواضيعك و تعليقاتك القيمة ..
    أما متابعتك لروايتي فهذا فخر لي و لا شك.. و إثراء لكتاباتي المتواضعة.. أعول عليك أن تصوب ما تراه خاطئا و أن تجود علي بأفكارك النيرة البناءة
    شكرااا من القلب أيها الراقي.

    اترك تعليق:


  • منيره الفهري
    رد
    المشاركة الأصلية بواسطة الهويمل أبو فهد مشاهدة المشاركة
    ابتدأ الجزء الثامن بـ (كان يوما عصيبا)، وتأكيدا لهذه الحقيقة انتهى بـ (و بكت بكاء مرا
    فكأن البداية وجدت تتمتها في النهاية. وفي الوسط حكاية وقصة. "اليوم العصيب" هو يوم
    الجزء السابع ويوم غياب سي الطاهر بعد زيارة العكرمي السرية لمنزل سي الطاهر في
    منتصف الليل الحالك وخبر إصابة الشيخاوي. وبهذا نكون مع اليوم العصيب قد استحضرنا
    أحداث أجزاء عدة مثل جندرمة الجزء السادس وقبلها توزيع "القرع" في الخامس وقبله جولة
    سي الطاهر لتوزيع الدواء على أهل القرية المجاورة في اليوم الرابع. وفي مثل هذا الربط
    تتشكل وحدة المادة وتسلسلها المنطقي. ورأينا هذا الربط المحكم زمنيا وأحداثا في الأجزاء
    الأخرى.

    أما حكاية الوسط وقصته فهو رباطة جأش غالية (تحت ضغط غياب زوجها واحتمال ما
    قد يتعرض له وتتعرض له الأسرة من مخاطر حياتية) والتعبير عنه بانفجارها باكية في
    ظلام الليل البهيم. ولم تجد غالية معادلا موضوعيا، تُفرّغ من خلاله شحنة احتباس هواجس
    المجهول غير طفلة ضمّتها في أوهن لحظات الضعف الإنساني.


    فاطمة (المعادل الموضوعي الذي يستقبل ثورة العاطفة ويحتويها) تهيأت لمثل هذا الدور.
    فهي تهتم بسلامة الأطفال، وتتكفل بكثير من المهام البيتية وتخرج أحيانا لتستطلع اخبارا من
    الجندرمة عن سي الطاهر وحاضرة أبدا عند الحاجة. حتى غالية في لحظة تأملية قالت إن
    ما تقوم به فاطمة من أجل الأسرة وسلامتها لا تفعله حتى ابنتها "خديجة". وعليه، لا غرابة
    أن تجد غالية فيها خير متنفس لاحتقان لا تعبر عنه لغة غير لغة الدموع، فبكت بكاءا مرا.


    الجزء في بعده السياسي والاجتماعي يرسم ما قد تتعرض له أية أسرة تحت الاحتلال الأجنبي
    خاصة الأسر الوطنية مقابل من يستميلهم سي الطاهر بالمأدبات المكلفة (ما أدى إلى إنفاقه ما
    لدى الأسرة من مدخرات حفظتها ليوم يخشاه الجميع. وقد أشارت غالية إلى غمز أولئك ولمزهم).

    حقيقة لا أجد كلماتي لأشكرك على ما تجود به علي من تعليقات قيمة ثرية تزيد من قيمة الرواية..
    أستاذي الجليل الراقي
    الهويمل أبو فهد
    شكراااا و ألف.

    اترك تعليق:


  • محمد شهيد
    رد
    سلام على المنيرة راوية الأحداث التاريخية و على كل المتابعين و المتابعات أصحاب المداخلات النقدية. أتابع معكم بإذن الله. و لو حصل عندي استفسار أو خطرت ببالي فكرة أثناء متابعتي للسرد و النقد فإنني لن أتهاون في تقديمها لكم على مائدة هذا المتصفح الأدبي اللذيذ.


    و لا يسعني قبل ذا و ذاك إلا أن أنوه بطريقة عرض الكتابة “الآنية” في حلقات (كما كانت تدون الروايات المعروفة في حلقات تنشرها صحف محلية و وطنية أيام بدايات النشر الصحفي في أوربا و الشرق الأوسط، قبل أن تعمم التجربة لتشمل صحف شمال أمريكا و باقي البلدان العربية التي كانت تنتج ثلة من خيرة الأدباء على مختلف الأجناس الأدبية النثرية و الشعرية). و هذا النوع من الكتابة “الآنية” يمتاز بكونه يمهد لمرحلة النشر للعمل الأدبي في حلته النهائية التي تخرج للقاريء على شكل إصدار قد يعاد طبعه المرة تلو المرة إن كُتب له النجاح، أو يندثر في حالة عدم استجابة القاريء للمضمون. و يشكل ورشة كتابة تصطحبها (في آن) رؤية القاريء الناقد الذي غالبا ما تجري رياح استقباله للنص بما لا تشتهيه سفينة المؤلف. فبحسب درجة الثقة المتبادلة بين مكونات ثلاثية التجربة الأدبية (منتج/مؤلف ؛ مستقبِل/ قاريء؛ و بينهما الموصل/الناشر) تكون أهمية المنتوج المقترح (العمل الأدبي قي حلته النهائية). و هذا الشكل في الكتابة و النشر و القراءة هو ذاته ما أردت أن أنوه به في مداخلتي السريعة هاته. و كأنتا أمام ورشة فنان تشكيلي in situ يشهد تطوراتها جميع أطراف التجربة و قد تكون النتيجة مفاجئة للمتلقي و المبدع على حد سواء. و ليس بالغريب أن نشهد في بعض اللحظات انفلات عقال الأحداث من الكاتب نفسه، بينما يوفق الناقد في كبح جماع الشخصيات المتمردة على ولي نعمتها الذي لولاه لم تخرج الأحداث من العدمِ! و إن نشوة البناء/الهدم (سميها إن شيت سادية أو مازوخية حتى) لأبلغ عندي من المضمون نفسه. لأنها جدلية تؤثث لمفهوم الكتابة الفلسفي الأعمق من خربشات الأحداث التي قد تكون ذات أهمية عند البعض و قد لا تفلح في شد انتباه البعض الآخر.

    مودتي
    م.ش.
    التعديل الأخير تم بواسطة محمد شهيد; الساعة 30-10-2021, 02:27.

    اترك تعليق:

يعمل...
X