اسمح لي أستاذنا الفاضل الدكتور وسام البكري أن أضيف على ما تفضلت به بخصوص التمنيّ والترجي بعد أن تلوت نداء الله تعالى للذين آمنوا وهو ينهاهم عن التمنّي
ومما جاء في تفسير ابن كثير :
وقال السدي: قوله: في الآية { وَلا تَتَمَنَّوْا مَا فَضَّلَ اللَّهُ بِهِ بَعْضَكُمْ عَلَى بَعْضٍ } فإن الرجال قالوا: نريد أن يكون لنا من الأجر الضعف على أجر النساء، كما لنا في السهام سهمان. وقالت النساء: نريد أن يكون لنا أجر مثل أجر الرجال الشهداء، فإنا لا نستطيع أن نقاتل، ولو كتب علينا القتال لقاتلنا فأبى الله ذلك، ولكن قال لهم: سلوني من فضلي قال: ليس بعرض الدنيا.
وفي الحديث الشريف :
قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : الكيس من دان نفسه و عمل لما بعد الموت و العاجز من اتبع نفسه هواها
شرح الآجرومية - حسن حفظي
وَلَا تَتَمَنَّوْا مَا فَضَّلَ اللَّهُ بِهِ بَعْضَكُمْ عَلَى بَعْضٍ لِلرِّجَالِ نَصِيبٌ مِمَّا اكْتَسَبُوا وَلِلنِّسَاءِ نَصِيبٌ مِمَّا اكْتَسَبْنَ وَاسْأَلُوا اللَّهَ مِنْ فَضْلِهِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا (32)النساء
ومما جاء في تفسير ابن كثير :
وقال السدي: قوله: في الآية { وَلا تَتَمَنَّوْا مَا فَضَّلَ اللَّهُ بِهِ بَعْضَكُمْ عَلَى بَعْضٍ } فإن الرجال قالوا: نريد أن يكون لنا من الأجر الضعف على أجر النساء، كما لنا في السهام سهمان. وقالت النساء: نريد أن يكون لنا أجر مثل أجر الرجال الشهداء، فإنا لا نستطيع أن نقاتل، ولو كتب علينا القتال لقاتلنا فأبى الله ذلك، ولكن قال لهم: سلوني من فضلي قال: ليس بعرض الدنيا.
وقد روي عن قتادة نحو ذلك. وقال علي بن أبي طلحة، عن ابن عباس: قوله:
{ وَلا تَتَمَنَّوْا مَا فَضَّلَ اللَّهُ بِهِ بَعْضَكُمْ عَلَى بَعْضٍ } قال ولا يتمنى الرجل فيقول: "ليت لو أن لي مال فلان وأهله!" فنهى الله عن ذلك، ولكن يسأل الله من فضله.
وكذا قال محمد بن سيرين والحسن والضحاك وعطاء نحو ذلك وهو الظاهر من الآية ولا يرد على هذا ما ثبت في الصحيح: "لا حَسَد إلا في اثنتين: رجل آتاه الله مالا فسَلَّطَه على هَلَكَتِهِ في الحق، فيقول رجل: لو أن لي مثل ما لفلان لعَمِلْتُ مثله. فهما في الأجر سواء" فإن هذا شيء غير ما نهت الآية عنه، وذلك أن الحديث حَضَّ على تمني مثل نعمة هذا، والآية نهت عن تمني عين نعمة هذا، فقال: { وَلا تَتَمَنَّوْا مَا فَضَّلَ اللَّهُ بِهِ بَعْضَكُمْ عَلَى بَعْضٍ } أي: في الأمور الدنيوية، وكذا الدينية أيضا لحديث أم سلمة، وابن عباس. وهكذا قال عطاء بن أبي رباح: نزلت في النهي عن تمني ما لفلان، وفي تمني النساء أن يكن رجالا فيغزون. رواه ابن جرير.
{ وَلا تَتَمَنَّوْا مَا فَضَّلَ اللَّهُ بِهِ بَعْضَكُمْ عَلَى بَعْضٍ } قال ولا يتمنى الرجل فيقول: "ليت لو أن لي مال فلان وأهله!" فنهى الله عن ذلك، ولكن يسأل الله من فضله.
وكذا قال محمد بن سيرين والحسن والضحاك وعطاء نحو ذلك وهو الظاهر من الآية ولا يرد على هذا ما ثبت في الصحيح: "لا حَسَد إلا في اثنتين: رجل آتاه الله مالا فسَلَّطَه على هَلَكَتِهِ في الحق، فيقول رجل: لو أن لي مثل ما لفلان لعَمِلْتُ مثله. فهما في الأجر سواء" فإن هذا شيء غير ما نهت الآية عنه، وذلك أن الحديث حَضَّ على تمني مثل نعمة هذا، والآية نهت عن تمني عين نعمة هذا، فقال: { وَلا تَتَمَنَّوْا مَا فَضَّلَ اللَّهُ بِهِ بَعْضَكُمْ عَلَى بَعْضٍ } أي: في الأمور الدنيوية، وكذا الدينية أيضا لحديث أم سلمة، وابن عباس. وهكذا قال عطاء بن أبي رباح: نزلت في النهي عن تمني ما لفلان، وفي تمني النساء أن يكن رجالا فيغزون. رواه ابن جرير.
أما ما جاء في تفسير الشعرواي – رحمه الله -
{ وَلاَ تَتَمَنَّوْاْ مَا فَضَّلَ الله بِهِ بَعْضَكُمْ على بَعْضٍ } فساعة ترى جنساً أخذ شيئاً وجنساً آخر أخذ شيئاً ، إياك تشغل بالك وتتمنى وتقول : « أريد هذه » ، ولكن اسأل الله من فضله؛ لأن كلمة « ولا تتمنوا » هي نهي عن أن تتمنى ما فضل الله به بعضا على بعض ، ولذلك يقول : { واسألوا الله مِن فَضْلِهِ } . وما دمت تسأل الله من فضله؛ فهنا أمل أن يعطيك .
وقد يرى البعض هنا مشكلة فيتساءل : كيف ينهانا الله عن أن نتمنى ما فضل الله به بعضنا على بعض فقال : { وَلاَ تَتَمَنَّوْاْ مَا فَضَّلَ الله بِهِ بَعْضَكُمْ على بَعْضٍ } مع أن فضل الله من شأنه أن يفضل بعضنا على بعض بدليل قوله : { وَرَفَعْنَا بَعْضَهُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ } فضلاً على أنني أطمع في أن أسأل الله ليعطيني؛ لأنه - سبحانه - ما أمرنا بالسؤال إلاّ ليعطينا .
ونقول : لا ، التمني عادة أن تطلب شيئاً يستحيل أو لم تجر به العادة ، إنما السؤال والدعاء هو مجال أن تأتي إلى شيء تستطيع الحصول عليه ، فأوضح : لا تذهب إلى منطقة التمني ، ولذلك ضربوا المثل للتمني ببيت الشاعر :
ألا ليت الشباب يعود يوماً ... فأخبره بما فعل المشيب
تمنىّ الشاعر أن يعود الشباب يوماً فهل هذا يتأتى؟ إنه لا يتأتى . أو أن يقول قائل : ليت الكواكب تدنو لي فأنظمها ، هل يمكن أن يحدث ذلك؟ لا . ولكن هذا القول يدل على أن هذا الشيء محبوب وإن كان لم تجر به العادة ، أو هو مستحيل ، إذن فالسؤال يجب أن يكون في حدود الممكن بالنسبة لك .
وقد يرى البعض هنا مشكلة فيتساءل : كيف ينهانا الله عن أن نتمنى ما فضل الله به بعضنا على بعض فقال : { وَلاَ تَتَمَنَّوْاْ مَا فَضَّلَ الله بِهِ بَعْضَكُمْ على بَعْضٍ } مع أن فضل الله من شأنه أن يفضل بعضنا على بعض بدليل قوله : { وَرَفَعْنَا بَعْضَهُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ } فضلاً على أنني أطمع في أن أسأل الله ليعطيني؛ لأنه - سبحانه - ما أمرنا بالسؤال إلاّ ليعطينا .
ونقول : لا ، التمني عادة أن تطلب شيئاً يستحيل أو لم تجر به العادة ، إنما السؤال والدعاء هو مجال أن تأتي إلى شيء تستطيع الحصول عليه ، فأوضح : لا تذهب إلى منطقة التمني ، ولذلك ضربوا المثل للتمني ببيت الشاعر :
ألا ليت الشباب يعود يوماً ... فأخبره بما فعل المشيب
تمنىّ الشاعر أن يعود الشباب يوماً فهل هذا يتأتى؟ إنه لا يتأتى . أو أن يقول قائل : ليت الكواكب تدنو لي فأنظمها ، هل يمكن أن يحدث ذلك؟ لا . ولكن هذا القول يدل على أن هذا الشيء محبوب وإن كان لم تجر به العادة ، أو هو مستحيل ، إذن فالسؤال يجب أن يكون في حدود الممكن بالنسبة لك .
وفي الحديث الشريف :
قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : الكيس من دان نفسه و عمل لما بعد الموت و العاجز من اتبع نفسه هواها
وتمنى على الله
هذا حديث صحيح على شرط البخاري و لم يخرجاه
هذا حديث صحيح على شرط البخاري و لم يخرجاه
أما تعريف التمني والترجي في :
شرح الآجرومية - حسن حفظي
التمني طلب ما يستحيل حصوله أو ما يبعد حصوله، التمني طلب المستحيل أو ما يبعد حصوله، وأما الترجي فهو طلب ما هو قريب الحصول أو ممكن الحصول أو متوقع الحصول أيضًا
الخلاصة
تبيّن لي - من وجهة نظر الأقدمين - أن التمنّي أمر متعذر الحصول كأن أتمنى أن أنام وأصحو وأنا على سطح القمر ... فهذا أمر مستحيل لا يمكن حصوله .. أما أن أرجو من الله أن يهديني ويصلحني ويكتبني من الأبرار فهذا أمر ممكن إذا ما التزمت بطاعة الله ورسوله ....
إذا فالتمنيّ مستحيل مناله ، والترجيّ ممكن الحصول عليه ..
والله أعلم
تبيّن لي - من وجهة نظر الأقدمين - أن التمنّي أمر متعذر الحصول كأن أتمنى أن أنام وأصحو وأنا على سطح القمر ... فهذا أمر مستحيل لا يمكن حصوله .. أما أن أرجو من الله أن يهديني ويصلحني ويكتبني من الأبرار فهذا أمر ممكن إذا ما التزمت بطاعة الله ورسوله ....
إذا فالتمنيّ مستحيل مناله ، والترجيّ ممكن الحصول عليه ..
والله أعلم
اترك تعليق: