المرأة تابع للرجل في الحب و في غيره.
السلام عليك أستاذة سمر و عساك و أهلنا في سوريا الصابرة بخير وعافية.
قرأت تعقيبك الطيب هذا أمس و لم أرد التعليق عليه في حينه حتى أنضج بعض الخواطر، و أولها أن المرأة في الحب أو في غيره من الأمور التي تربطها بالرجل إنما هي تابعة للرجل و ليست مستقلة عنه تمام الاستقلال، هي جزء منه أو هي بعضه أو هي فرع منه و الفرع تابع لأصله و ليس مستقلا أو مستغنيا عنه البتة و اقرئي إن شئت قول الله تعالى في الآيات الثلاث التاليات:
1- {وَاللَّهُ جَعَلَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا وَجَعَلَ لَكُم مِّنْ أَزْوَاجِكُم بَنِينَ وَحَفَدَةً وَرَزَقَكُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ ۚ أَفَبِالْبَاطِلِ يُؤْمِنُونَ وَبِنِعْمَتِ اللَّهِ هُمْ يَكْفُرُونَ} (النحل/16) ؛
2- {وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ} (الروم/21) ؛
3- {فَاطِرُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ۚ جَعَلَ لَكُم مِّنْ أَنفُكُسِمْ أَزْوَاجًا وَمِنَ الْأَنْعَامِ أَزْوَاجًا ۖ يَذْرَؤُكُمْ فِيهِ ۚ لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ ۖ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ} (الشورى/11) ؛ و إن الحب في العلاقات الإنسانية حب هادف، أو هو حب مغرض، له هدف نبيل أو غرض شريف و ليس هو نزوة شهوانية مؤقتة أو "مؤبدة" بأبدية الإنسان المحدودة حتما و قد أراد المفسدون ممن أضلهم الله تعالى و جعل على قلوبهم و أبصارهم غشاوات بعضها أكثف من بعض من الغربيين في الغرب المتفسخ و المستغربين في الشرق المستنسخ أن يجعلوا "الحب" متاجرة أو مقايضة أو لعبة أو لهوا يمارسون من خلاله هواياتهم الحيوانية المنحطة.
هذا و إن الحب عند الرجل غيره عند المرأة بحكم اختلاف الطبيعة، فالرجل أميل إلى تحكيم العقل في الحب و المرأة أميل إلى تحكيم القلب فيه إلا أن ينقلب "الرجل" امرأة بالتّخنُّث و المرأةُ رجلا بالاسترجال فيصير الحب حينئذ قاسما مشتركا بينهما في الانحراف العاطفي، و كيف لا ينحرفان في الحب و قد انحرفا في الفطرة التي فطرهما الله تعالى عليها ؟
إن مأساتنا في الحب أو في غيره إنما أتتنا من تحنُّفنا و انحرافنا عن المفاهيم الصحيحة والصحية التي كان يجب علينا اقتباسها من ديننا الحنيف بنصوصه الصحيحة الصريحة و ليس التي ألبست فُهُومَ الأشخاص "المقدسة" تقديسا مزيفا ليس لها منه سوى ما ألصقه بها من أهواء الأشخاص و نزواتهم، و هنا مربط المشكل كله، في الحب و غيره من المفاهيم ولاسيما التي تحمل شحنة كبيرة من العاطفة أو الشهوة أو الهوى.
و إذا أردنا أن نطمئن إلى ما يجب أن يكون عليه الحب من الأسس أو العُمُد فلننظر إلى خلق الرسول محمد، صلى الله تعالى عليه وآله و سلم تسليما كثيرا، فقد كان، صلى الله عليه وآله وسلم، النموذج الصحيح و المثل الأعلى في الحب و في غيره مع أزواجه، رضي الله تعالى عنهن كلهن و سائر أصحابه الكرام رضي الله تعالى عنهم أجميعن، و قد كان، صلى الله تعالى عليه وآله، رجلا في الحب كما كان بطلا في الحرب، أما اليوم و بسبب التَّحنُّف الذي أشرت إليه آنفا صار "الرجل" بطلا في الحب المزيف و "رجلا" في حرب التلطف المغرض، و قد قال الرسول، صلى الله عيله وآله وسلم:"لا يؤمن أحدكم حتى يكون هواه تبعا لما جئت به"، فمن أراد أن يستقيم في حبه فما عليه إلا أن يقيس حبَّه على حب قدوته ولا قدوة لنا في أي شيء إلا محمد، صلى الله عليه وآله وسلم، وحده أو من تباعه من الصالحين، فإن ابتغينا الهدى في غير هديه ضللنا، هذه حقيقة علمية لا نقاش فيها كما لا نقاش في" واحد زائد واحد يساويان اثنين" (1+1=2).
هذا وللحديث بقية إن شاء الله تعالى.
طاب يومك و تقبل الله منا صالح الأعمال ولاسيما في هذا اليوم المبارك، يوم الجمعة، و هو خير يوم طلعت فيه الشمس.
المشاركة الأصلية بواسطة سمرعيد
مشاهدة المشاركة
السلام عليك أستاذة سمر و عساك و أهلنا في سوريا الصابرة بخير وعافية.
قرأت تعقيبك الطيب هذا أمس و لم أرد التعليق عليه في حينه حتى أنضج بعض الخواطر، و أولها أن المرأة في الحب أو في غيره من الأمور التي تربطها بالرجل إنما هي تابعة للرجل و ليست مستقلة عنه تمام الاستقلال، هي جزء منه أو هي بعضه أو هي فرع منه و الفرع تابع لأصله و ليس مستقلا أو مستغنيا عنه البتة و اقرئي إن شئت قول الله تعالى في الآيات الثلاث التاليات:
1- {وَاللَّهُ جَعَلَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا وَجَعَلَ لَكُم مِّنْ أَزْوَاجِكُم بَنِينَ وَحَفَدَةً وَرَزَقَكُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ ۚ أَفَبِالْبَاطِلِ يُؤْمِنُونَ وَبِنِعْمَتِ اللَّهِ هُمْ يَكْفُرُونَ} (النحل/16) ؛
2- {وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ} (الروم/21) ؛
3- {فَاطِرُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ۚ جَعَلَ لَكُم مِّنْ أَنفُكُسِمْ أَزْوَاجًا وَمِنَ الْأَنْعَامِ أَزْوَاجًا ۖ يَذْرَؤُكُمْ فِيهِ ۚ لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ ۖ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ} (الشورى/11) ؛ و إن الحب في العلاقات الإنسانية حب هادف، أو هو حب مغرض، له هدف نبيل أو غرض شريف و ليس هو نزوة شهوانية مؤقتة أو "مؤبدة" بأبدية الإنسان المحدودة حتما و قد أراد المفسدون ممن أضلهم الله تعالى و جعل على قلوبهم و أبصارهم غشاوات بعضها أكثف من بعض من الغربيين في الغرب المتفسخ و المستغربين في الشرق المستنسخ أن يجعلوا "الحب" متاجرة أو مقايضة أو لعبة أو لهوا يمارسون من خلاله هواياتهم الحيوانية المنحطة.
هذا و إن الحب عند الرجل غيره عند المرأة بحكم اختلاف الطبيعة، فالرجل أميل إلى تحكيم العقل في الحب و المرأة أميل إلى تحكيم القلب فيه إلا أن ينقلب "الرجل" امرأة بالتّخنُّث و المرأةُ رجلا بالاسترجال فيصير الحب حينئذ قاسما مشتركا بينهما في الانحراف العاطفي، و كيف لا ينحرفان في الحب و قد انحرفا في الفطرة التي فطرهما الله تعالى عليها ؟
إن مأساتنا في الحب أو في غيره إنما أتتنا من تحنُّفنا و انحرافنا عن المفاهيم الصحيحة والصحية التي كان يجب علينا اقتباسها من ديننا الحنيف بنصوصه الصحيحة الصريحة و ليس التي ألبست فُهُومَ الأشخاص "المقدسة" تقديسا مزيفا ليس لها منه سوى ما ألصقه بها من أهواء الأشخاص و نزواتهم، و هنا مربط المشكل كله، في الحب و غيره من المفاهيم ولاسيما التي تحمل شحنة كبيرة من العاطفة أو الشهوة أو الهوى.
و إذا أردنا أن نطمئن إلى ما يجب أن يكون عليه الحب من الأسس أو العُمُد فلننظر إلى خلق الرسول محمد، صلى الله تعالى عليه وآله و سلم تسليما كثيرا، فقد كان، صلى الله عليه وآله وسلم، النموذج الصحيح و المثل الأعلى في الحب و في غيره مع أزواجه، رضي الله تعالى عنهن كلهن و سائر أصحابه الكرام رضي الله تعالى عنهم أجميعن، و قد كان، صلى الله تعالى عليه وآله، رجلا في الحب كما كان بطلا في الحرب، أما اليوم و بسبب التَّحنُّف الذي أشرت إليه آنفا صار "الرجل" بطلا في الحب المزيف و "رجلا" في حرب التلطف المغرض، و قد قال الرسول، صلى الله عيله وآله وسلم:"لا يؤمن أحدكم حتى يكون هواه تبعا لما جئت به"، فمن أراد أن يستقيم في حبه فما عليه إلا أن يقيس حبَّه على حب قدوته ولا قدوة لنا في أي شيء إلا محمد، صلى الله عليه وآله وسلم، وحده أو من تباعه من الصالحين، فإن ابتغينا الهدى في غير هديه ضللنا، هذه حقيقة علمية لا نقاش فيها كما لا نقاش في" واحد زائد واحد يساويان اثنين" (1+1=2).
هذا وللحديث بقية إن شاء الله تعالى.
طاب يومك و تقبل الله منا صالح الأعمال ولاسيما في هذا اليوم المبارك، يوم الجمعة، و هو خير يوم طلعت فيه الشمس.
تعليق