نحو حوار هادفٍ و هادئ، أي الجنسين الأصدق في الحب: الرجل أم المرأة ؟

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • حسين ليشوري
    طويلب علم، مستشار أدبي.
    • 06-12-2008
    • 8016

    المرأة تابع للرجل في الحب و في غيره.

    المشاركة الأصلية بواسطة سمرعيد مشاهدة المشاركة
    أسعد الله أوقاتك بكل خير صاحب الرأي الرشيد، والفكر العتيد، يسرني ويشرفني أنك حاضرٌ هنا.
    سبحان الله .. دائما و أبدا
    و ما شغلني عن متابعة الموضوع، وغيره من المواضيع ؛ أحداثُ غزة ومايحصل في وطننا الحبيب أيضاً..لاعليك أستاذي الموقر..لا يصح في النهاية إلا الصحيح..وأنا واثقة أن هناك من يقدّر ويحترم ويتابع ؛حتى وإن لم يعترف بذلك.. ونحن بانتظار ماتريد قوله ؛ لنتبادل الرأي ونصل إلى أفكار سليمة معافاة من براثن الجهل وما يمت إليه بصلة..
    عندما ننثر أفكارنا بذورَ خير ومحبة ؛ نعود لنطمئن عليها، ولنحصد نتاجاً طيباً مفيداً..هذا ما نصبو إليه دائما إخوتي وأخواتي في ملتقى الخير والجمال..
    تحيتي لك أستاذنا القدير (حسين ليشوري) ولجميع الحاضرين

    السلام عليك أستاذة سمر و عساك و أهلنا في سوريا الصابرة بخير وعافية.
    قرأت تعقيبك الطيب هذا أمس و لم أرد التعليق عليه في حينه حتى أنضج بعض الخواطر، و أولها أن المرأة في الحب أو في غيره من الأمور التي تربطها بالرجل إنما هي تابعة للرجل و ليست مستقلة عنه تمام الاستقلال، هي جزء منه أو هي بعضه أو هي فرع منه و الفرع تابع لأصله و ليس مستقلا أو مستغنيا عنه البتة و اقرئي إن شئت قول الله تعالى في الآيات الثلاث التاليات:
    1- {
    وَاللَّهُ جَعَلَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا وَجَعَلَ لَكُم مِّنْ أَزْوَاجِكُم بَنِينَ وَحَفَدَةً وَرَزَقَكُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ ۚ أَفَبِالْبَاطِلِ يُؤْمِنُونَ وَبِنِعْمَتِ اللَّهِ هُمْ يَكْفُرُونَ} (النحل/16) ؛
    2- {
    وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً ۚ إِنَّ فِي ذَ‌ٰلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ} (الروم/21) ؛
    3- {
    فَاطِرُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ۚ جَعَلَ لَكُم مِّنْ أَنفُكُسِمْ أَزْوَاجًا وَمِنَ الْأَنْعَامِ أَزْوَاجًا ۖ يَذْرَؤُكُمْ فِيهِ ۚ لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ ۖ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ} (الشورى/11) ؛ و إن الحب في العلاقات الإنسانية حب هادف، أو هو حب مغرض، له هدف نبيل أو غرض شريف و ليس هو نزوة شهوانية مؤقتة أو "مؤبدة" بأبدية الإنسان المحدودة حتما و قد أراد المفسدون ممن أضلهم الله تعالى و جعل على قلوبهم و أبصارهم غشاوات بعضها أكثف من بعض من الغربيين في الغرب المتفسخ و المستغربين في الشرق المستنسخ أن يجعلوا "الحب" متاجرة أو مقايضة أو لعبة أو لهوا يمارسون من خلاله هواياتهم الحيوانية المنحطة.
    هذا و إن الحب عند الرجل غيره عند المرأة بحكم اختلاف الطبيعة، فالرجل أميل إلى تحكيم العقل في الحب و المرأة أميل إلى تحكيم القلب فيه إلا أن ينقلب "الرجل" امرأة بالتّخنُّث و المرأةُ رجلا بالاسترجال فيصير الحب حينئذ قاسما مشتركا بينهما في الانحراف العاطفي، و كيف لا ينحرفان في الحب و قد انحرفا في الفطرة التي فطرهما الله تعالى عليها ؟
    إن مأساتنا في الحب أو في غيره إنما أتتنا من تحنُّفنا و انحرافنا عن المفاهيم الصحيحة والصحية التي كان يجب علينا اقتباسها من ديننا الحنيف بنصوصه الصحيحة الصريحة و ليس التي ألبست فُهُومَ الأشخاص "المقدسة" تقديسا مزيفا ليس لها منه سوى ما ألصقه بها من أهواء الأشخاص و نزواتهم، و هنا مربط المشكل كله، في الحب و غيره من المفاهيم ولاسيما التي تحمل شحنة كبيرة من العاطفة أو الشهوة أو الهوى.
    و إذا أردنا أن نطمئن إلى ما يجب أن يكون عليه الحب من الأسس أو العُمُد فلننظر إلى خلق الرسول محمد، صلى الله تعالى عليه وآله و سلم تسليما كثيرا، فقد كان، صلى الله عليه وآله وسلم، النموذج الصحيح و المثل الأعلى في الحب و في غيره مع أزواجه، رضي الله تعالى عنهن كلهن و سائر أصحابه الكرام رضي الله تعالى عنهم أجميعن، و قد كان، صلى الله تعالى عليه وآله، رجلا في الحب كما كان بطلا في الحرب، أما اليوم و بسبب التَّحنُّف الذي أشرت إليه آنفا صار "الرجل" بطلا في الحب المزيف و "رجلا" في حرب التلطف المغرض، و قد قال الرسول، صلى الله عيله وآله وسلم:"لا يؤمن أحدكم حتى يكون هواه تبعا لما جئت به"، فمن أراد أن يستقيم في حبه فما عليه إلا أن يقيس حبَّه على حب قدوته ولا قدوة لنا في أي شيء إلا محمد، صلى الله عليه وآله وسلم، وحده أو من تباعه من الصالحين، فإن ابتغينا الهدى في غير هديه ضللنا، هذه حقيقة علمية لا نقاش فيها كما لا نقاش في" واحد زائد واحد يساويان اثنين" (1+1=2).
    هذا وللحديث بقية إن شاء الله تعالى.
    طاب يومك و تقبل الله منا صالح الأعمال ولاسيما في هذا اليوم المبارك، يوم الجمعة، و هو خير يوم طلعت فيه الشمس.

    sigpic
    (رسم نور الدين محساس)
    (رسّام بجريدة المساء الجزائرية 1988)

    "القلم المعاند"
    (قلمي هذا أم هو ألمي ؟)
    "رجوت قلمي أن يكتب فأبى، مُصِرًّا، إلاَّ عِنادا
    و بالرَّفض قابل رجائي و في الصَّمت تمــادى"

    تعليق

    • عثمان هوشر
      أديب وكاتب
      • 04-05-2014
      • 70

      الحب لا يعرف التمييز الجنسي... فنبض القلب لا يفرق بين تاء التانيث وواو الجماعة
      عثمان هوشر

      تعليق

      • حسين ليشوري
        طويلب علم، مستشار أدبي.
        • 06-12-2008
        • 8016

        المشاركة الأصلية بواسطة عثمان هوشر مشاهدة المشاركة
        الحب لا يعرف التمييز الجنسي... فنبض القلب لا يفرق بين تاء التانيث وواو الجماعة
        مبروك على تاء التأنيث واو الجماعة، بارك الله لتاء التأنيث في واوها و بارك لواو الجماعة في تائه، و جمع بينهما بخير و رزقهما ذرية صالحة من حروف الصحة و وقاهما حروف العلة !
        sigpic
        (رسم نور الدين محساس)
        (رسّام بجريدة المساء الجزائرية 1988)

        "القلم المعاند"
        (قلمي هذا أم هو ألمي ؟)
        "رجوت قلمي أن يكتب فأبى، مُصِرًّا، إلاَّ عِنادا
        و بالرَّفض قابل رجائي و في الصَّمت تمــادى"

        تعليق

        • حسين ليشوري
          طويلب علم، مستشار أدبي.
          • 06-12-2008
          • 8016

          من عوامل ضلالنا العاطفي أننا أعرضنا عن الهداية الرّبّانية و أقبلنا على الغواية القبّانية (نسبة إلى نزار قباني) !
          sigpic
          (رسم نور الدين محساس)
          (رسّام بجريدة المساء الجزائرية 1988)

          "القلم المعاند"
          (قلمي هذا أم هو ألمي ؟)
          "رجوت قلمي أن يكتب فأبى، مُصِرًّا، إلاَّ عِنادا
          و بالرَّفض قابل رجائي و في الصَّمت تمــادى"

          تعليق

          • حسين ليشوري
            طويلب علم، مستشار أدبي.
            • 06-12-2008
            • 8016

            كتبت منذ لحظات فقط مشاركة وردت حين كتابتها و نشرها في الملتقى، متصفح أختنا الأديبة الأريبة لبنى علي "رسائل فكريّة":"عندما تكون صادقا مع نفسك ثم مع الناس تكسب نفسك حتما و تكسب عقلاء الناس !" و أرى أنها خاطرة إيجابية يمكننا بثها ها هنا لأنها تتصل مباشرة بموضوعنا هذا لأن الصدق أساس الحب و كيف يحب إنسان وهو كاذب على نفسه و من ثمة هو يكذب على الناس ابتداء ممن يدعي حبه وانتهاء إلى من يعلمون بحبه ؟ فليس عجبا أنه لا يكون "الحب السليم إلا في القلب السليم" كما اتفقنا عليه قبلا وُجِد ذلك عند الرجل أم عند المرأة.
            sigpic
            (رسم نور الدين محساس)
            (رسّام بجريدة المساء الجزائرية 1988)

            "القلم المعاند"
            (قلمي هذا أم هو ألمي ؟)
            "رجوت قلمي أن يكتب فأبى، مُصِرًّا، إلاَّ عِنادا
            و بالرَّفض قابل رجائي و في الصَّمت تمــادى"

            تعليق

            • سمرعيد
              أديب وكاتب
              • 19-04-2013
              • 2036

              أسعد الله أوقاتكَ أستاذنا القدير حسين ليشوري،وجزاك الله كلّ خير على الإضافة القيمة والمهمة من آيات الله الكريمات ؛
              مع خالص الشكر والتقدير ،وبعدُ أخي الكريم..

              لقد فسر سيد قطب قوله تعالى :
              ( ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجاً لتسكنوا إليها ... )
              أن من حكمة الخالق أن خلق كل من الجنسين على نحو يجعله موافقاً للآخر ملبياً لحاجاته
              الفطرية ، والنفسية ، والجسدية ،بحيث يجد عنده الراحة والطمأنينة والاستقرار ..


              فالزواج ،هو المظلة الآمنة التي تحمي الحب ،وتصونه وتحافظ عليه ..
              ومن يترك نفسه لأهوائه وشهواته فقد قتل الحب الحقيقي بلاشك..
              ولايوجد حب صادق وحب غير صادق، لأنه الصدق والنية الصافية السليمة ؛
              أساس الحب ومن دونه لايُسمى الحب حبـا ..
              وللحديث بقيــة..إن شاء الله

              تعليق

              • سمرعيد
                أديب وكاتب
                • 19-04-2013
                • 2036

                كانت جداتنا تقول:
                (يا مأمنة بالرجال ،مثل المي بالغربال..)
                يعني الرجال ليس لهم أمان،مع احترامي لجميع الرجال
                طبعا هذه المقولة لم تأتِ من فراغ؛بل هي خلاصة تجارب من جيل نساء عانى من قهر الرجال..
                قد لاينال المثل قبول العديد من الرجال ،ومع ذلك فأنا أطرح هذا المثل للمناقشة
                راجية أن تكون الردود موضوعية هادفة ..وهادئة..
                هل توافق (توافقين) هذا الرأي ؟
                أم أنها ثرثرة نساء وحسب!!!
                التعديل الأخير تم بواسطة سمرعيد; الساعة 15-09-2014, 04:30.

                تعليق

                • سمرعيد
                  أديب وكاتب
                  • 19-04-2013
                  • 2036

                  أتساءل..
                  هل تغيرت نظرة المرأة للرجل مابين الماضي والحاضر..
                  أم الرجال هم أنفسهم قد تبدلت نظرتهم للمرأة فتحسنت معاملتهم لها..

                  كان الرجل بالنسبة للمرأة كل شيء في حياتها؛تموت ولا تترك العش الذي جمعهما..
                  فمن العار أن تترك المرأة زوجها أو ترفض له طلب مهما يكن ؛حتى لوكان أن يتزوج بثانية وثالثة..
                  ومع كل هذا كانت البيوت عامرة بالحب والحنان..والأمان الذي باتت مفقودا
                  في كثير من البيوت العصرية ..
                  وللحديث بقية..

                  التعديل الأخير تم بواسطة سمرعيد; الساعة 17-09-2014, 10:27.

                  تعليق

                  • حسين ليشوري
                    طويلب علم، مستشار أدبي.
                    • 06-12-2008
                    • 8016


                    الحمد لله الذي خلق الرجل أولا ثم خلق له من نفسه زوجا ليسكن إليها وجعل بينهما مودة ورحمة.
                    ثم أما بعد، إن الأمثال، العربية أو غيرها، نتاج تجارب الناس في الحياة، فجميلها جميل و قبيحها قبيح و التجارب الإنسانية تختلف من بيئة اجتماعية إلى أخرى، و البيئة الاجتماعية نتاج ثقافة ما، و إن تقدير الجمال و القبح أو الحَسن و السيء والمقبول و المرفوض مرتبط كذلك بالثقافة المحلية و التي يكونها الناس لأنفسهم من مصادر كثيرة أهمها الدين، حقا كان أم باطلا، و اجتهادات "عقلاء" القوم و كُبرائهم و حكمائهم، و لذا يجب علينا عندما نسمع بمثل أو قول أو "حكمة" ما أن نقيسه على ما ثبت عندنا من الحق ألا وهو كتاب الله تعالى ثم ما صح من السنة النبوية الشريفة و سنة المشهود لهم بالعقل الراجح من سلف الأمة الإسلامية، و حتى ما يأتينا من غيرنا من الأقوام فإننا نقيسه على مصادرنا الصحيحة الصريحة فإن وافقها قبلناه و ما ناقضها أو خالفها رددناه حتى و إن كان غيرنا يراه صوابا أو "حقا" و هكذا في أمورنا كلها.
                    و بناء على ما تقدم، فإننا عندما نسمع مثلا كمثل جدة أختنا العزيزة سمر عيد الذي يزعم:"
                    يا مأمنة بالرجال، مثل المي بالغربال" بمعنى ألا أمانة للرجال كما لا أمانة للغربال مع الماء، أي لا ثقة في الرجال كما لا ثقة في الغربال مع الماء، أو إذا كنت تثق في الغربال مع الماء فثق في الرجال مع النساء، و أرى أن هذا التأويل الأخير هو المقصود من المثل، مع أن الغربال في نفسه ثقة مع غير الماء أو مع غير السوائل، فإنه ثقة مع البُرِّ و الشعير و الدقيق و السميد و غيرها من المواد الصلبة، إذن أين المشكلة، هل المشلكة في الغربال أم في غيره كالماء مثلا ؟ فإذا كان الغربال لا يمسك الماء فلأنه غير مصنوع لإمساك السوائل بل لإمساك ما صلُب من المواد، فلماذا نحمل الغربال مسئولية انفلات السوائل ؟ أليس في هذا تحميلا له ما لا يطيق أو ما لم يوضع لأجله ؟ بلىا !
                    ولنعد إلى المثل كمنتوج اجتماعي/ثقافي، هل هو صحيح كله و لجميع الحالات ؟ لا، طبعا ! المثل يرشد النساء ألا يثقن في أزواجهن في مسألة إعادة الزواج، و هذا صحيح إلى درجة عالية جدا اللهم إلا في بعض الحالات التي يفضل فيها بعض الرجال الاكتفاء بزوجة واحدة فقط و إن استطاعوا ألا يتزوجوا إلا ببعض امرأة، نِصْفِها أو شِطرِها، لفعلوا !
                    إن "ال"، أداة التعريف في المثل موضوع حديثنا تفيد الاستغراق أو التعميم و هذا خطأ "علمي" أو "معرفي" يؤدي إلى تعميم الحكم على الرجال كلهم أنهم لا يؤتمنون في كل شيء و هذا غير صحيح البتة و ما أظن قائلته تقصد التعميم أبدا، لكن توظيف المثل من الأجيال التي جاءت بعد وضعه تظن ألا ثقة في الرجال مطلقا و لعل النساء المعاصرات قد وقعن في المغالطة التي يوقعهن فيها المثل ...المغالط مع أن الجدة العزيزة، جدة أختنا سمر عيد، قد وثقت في بعلها و نثرت له بطنها فأنجبت منه و أحفدت و إن "سمرا" لإحدى الحفيدات الكريمات.
                    هذا وللحديث تتمة إن شاء الله تعالى.


                    sigpic
                    (رسم نور الدين محساس)
                    (رسّام بجريدة المساء الجزائرية 1988)

                    "القلم المعاند"
                    (قلمي هذا أم هو ألمي ؟)
                    "رجوت قلمي أن يكتب فأبى، مُصِرًّا، إلاَّ عِنادا
                    و بالرَّفض قابل رجائي و في الصَّمت تمــادى"

                    تعليق

                    • سمرعيد
                      أديب وكاتب
                      • 19-04-2013
                      • 2036



                      والحمد لله أن التقيت بكم ، فحظيت بشرف مشاركتكم وردودكم العامرة بالفائدة والخير والجمال..
                      هذا المثل ،أستاذي القدير،لم يكن خاصاً بجدتي، بل هو مثل شعبي عام،وأظنه منتشراً
                      في مجتمعاتناالعربية وباللهجة المحلية الخاصة بكل بيئة ..
                      لكن جدتي والجارة ..وبنات الحارة يرددن هذا المثل..لكثرة معاناتهن من ظلم وغدر الرجال..
                      ربما اختلفت الأساليب ما بين قديم وحديث، لكن المضمون واحد..
                      أوافقك أيها الحكيم في أن التعميم غير صحيح، وأن المثل يعكس سلبية نظرة المرأة في الرجل وانعدام ثقتها به
                      وأن الغدر صفة غير عامة وقد تلتصق بالنساء كما الرجال..
                      وأؤكد أن الثقة ضرورية بين الأزواج، وأن تكون متبادلة أيضا..
                      لكن هذا المثل يخدم بنات حواء كثيرا في مرحلة ماقبل الزواج..
                      كيلا تقع فريسة ثقة عمياء ، تجرح أحاسيسها وقد تدمّر مستقبلها..
                      فالرجل ليس عدوا للمرأة، بل صديقا ورفيق درب وحياة..
                      لكن الحذر مطلوب، فلربما انقلب الدهر؛وكان أعلم بالمضرّة(كما قال الشاعر رحمه الله)
                      كثيرٌ من الفتيات يقعن فريسة الثقة العمياء، ويجلسن ينبدن حظهن العاثر، بعد فوات الأوان..
                      (هذا مخرج آمن لقبول المثل، وأنا أوافقه ....وسامحوني..)

                      تعليق

                      • حسين ليشوري
                        طويلب علم، مستشار أدبي.
                        • 06-12-2008
                        • 8016


                        السلام عليكم ورحمة الله تعالى و بركاته.


                        ثم أما بعد، يقال "اختيار المرء جزء من عقله" كما يقال "إذا تجاوز الأمر عن حده انقلب إلى ضده" و قد رأيت الابتداء بهذين المثلين لأنني أرى أنهما يتربطان بما سبق من حديثٍ عن مَثَل جدة أختنا سمر عيد محور حوارنا هنا، فتكرار المَثَل أو توظيفه جزء من عقلية المكرر أو الموظف له، فالجدة، جدة أختنا سمر عيد، بتكرارها مَثَلها، المشكوك في موضوعيته أو علميته، تنبئ عن قناعة شخصية دفينة في نفسها، كما أن المَثَل بتكراره يؤثر في مكرِّره أو موظفه رغما عنه و إن المثل المُناقَش هنا يحمل سلبية واضحة لأنه بتعميم حكمه يجعل المرأة ليس تحذر الرجال فقط بل تتوجس منهم خيفة و حتى كرها، أو بغضا، دفينا لا مبرر له سوى الثقافة المغشوشة و هنا يظهر ما أرمي إليه بسياقتي المثل الثاني "إذا تجاوز الأمر عن حده انقلب إلى ضده".
                        الحذر والاحتياط ضروريان في الحياة الاجتماعية كلها و ليسا مقصورين على الرجل فقط بل يجب على المرأة أن تحذر حتى من بنات جنسها لأنهن أخطر عليها من الرجال أو من الرجل، فكما أن الصاحب ساحب فكذلك الصاحبة ساحبة إلى الخير أو إلى الشر كذلك، إن المثل المسوق في أحاديث الجدة، جدة أختنا سمر عيد، يحذر المرأة من الغفلة عن زوجها فإنه قد يتزوج عليها امرأة أخرى أو امرأتين أو ثلاثا و عليها أن "تراقبه" حتى لا "يخونها" إن كان الزواج بثانية أو ثالثة أو رابعة خيانة.
                        الحذر مطلوب ليس من الرجال فقط بل و من النساء أيضا فقد "يخون" الرجل زوجته بالتزوج بصديقتها أو زميلتها أو قريبتها التي عرَّفته بها هي نفسُها، هذا من جهة، و من جهة أخرى، إن الحذر الشديد من الزواج يجعل المرأة ذات شخصية ضعيفة، مريضة، يجب معالجتها أو مداواتها قبل فوات الأوان فتعنس أو تبور و كلامي هنا لا يعني أنْ على المرأة أن تجرب أو تخوض مغامرة عاطفية قبل الزواج حتى تتأكد من حسن اختيارها أو سوئه، فلا تجربة قبل الزواج الشرعي في ملتي واعتقادي، إنما هو التوكل على الله و الاستخارة و الاستشارة ثم العشرة بالحسنى ثم الصبر على الأذى إن وقع واحتساب الأجر عند الله تعالى أو الافتراق بالمعروف.
                        هذا وللحديث بقية إن شاء الله تعالى.
                        sigpic
                        (رسم نور الدين محساس)
                        (رسّام بجريدة المساء الجزائرية 1988)

                        "القلم المعاند"
                        (قلمي هذا أم هو ألمي ؟)
                        "رجوت قلمي أن يكتب فأبى، مُصِرًّا، إلاَّ عِنادا
                        و بالرَّفض قابل رجائي و في الصَّمت تمــادى"

                        تعليق

                        • سمرعيد
                          أديب وكاتب
                          • 19-04-2013
                          • 2036



                          أهلا بك دائما أخي القدير حسين ليشوري..
                          ما أجمل الصباح عندما يحمل إلينا هذا الحضور الوارف حيث حلّ، المنوّر حيث هلّ..!!

                          الأمثال الشعبية خلاصة تجارب عامة ،أو تجربة خاصة..
                          وهذا المثل ؛كما أخبرتك أخي الفاضل، مولود قبل ولادة جدتي الغالية رحمها الله ..
                          وهو مثل شعبي منتشر في مجتمعاتنا العربية ،ومتداول بكثرة أيضاً..

                          وتتفاوت الأمثل في موضوعيتها ، كما تتفاوت في سلبيتها وايجابيتها ..
                          فما يوافقني ،قد لايناسبك..وما أراه صحيحا اليوم قد أرفضُه غدا..
                          وحتى لانظلم جداتنا العزيزات؛ وخاصة جدتي الغالية (رحمها الله)،فقد كانت تقول أيضاً:
                          "الرجل رحمة ولو كان فحمة"
                          "زوج من عود ولا قعود"

                          كما يقول المثل المصري:
                          "ضل راجل ولاظل حيطة.."
                          وغيره الكثير...
                          وحتى لاندين المثل ،ونظلمه أيضا؛فقد حذّرت الأمثال من المرأة والصديق والجار والأقارب والأهل..
                          فلمَ نرفض هذا ونقبل ذاك!!..كلها أمثال حسب الحالة والزمان والمكان..


                          و الأمثال التي حذّرت من النساء أكثر بكثير من نظيرتها تجاه الرجل:

                          "احذر عناد الرهبان وكيد النّسوان وغضب السّلطان"
                          "النسوان زي القطط بياكلوا وينكروا"
                          "الشيطان أستاذ الرجل وتلميذ المرأة"

                          (وماحدا زعل منا ..)

                          ومن الصديق:
                          احذر عدوك مرة واحذر صديقك الف مرة..
                          فلربما انقلب الصديق.. فكان اعلم بالمضرة


                          ومن الجار:
                          الجيران نيران..
                          دار بلا جار تسوى ألف دينار.


                          ومن الأقارب..:
                          "الأقارب عقارب"

                          ومن الأهل..:
                          "البغض في الأهل والحسدفي الجيران"


                          وهذا لايعني أن الجميع سيئون..أبدا ..أبدا..
                          لم يكن في كلامي السابق ولامعانيّ مايحذّر من الزواج ولم أتطرق إلى هذا الفكر من قبل ولامن بعد!!
                          وليس من المعقول أن أطرح مثل هذا الفكر المخالف لما أعتقد تماما..!!!
                          (لاتظلموني)


                          ولكني أتعمد وأقصد أخذ الحيطة والحذر في التعامل مع الرجال قبل الزواج..
                          وهذا لايعني بأن الأزواج (كلَّهم) معصومون عن الخطأ ،وبرأيي الزواج الثاني بلاسبب مقنع خطأ يرتكبه الرجل..
                          وفيه ظلم وإجحاف بحق الزوجة الأولى ؛(ولست بصدد التوسع في هذا الموضوع هنا)

                          وأنا مع الرجوع إلى العقل في اختيار الزوج ،وعدم ترك العواطف والثقة العمياء ،تعرقل الاختيار الصحيح..
                          والاستخارة والاستشارة ضرورية والخير فيما يختاره الله دائما..
                          مع أن الحذر لايمنع القدر(كما يقول المثل) أيضاً..وهذا المثل يناقض الأول..!!
                          فالأمثال كما تبين لنا متناقضة حسب الحالة والمزاج..
                          مع خالص الشكر للأستاذ القدير حسين ليشوري الذي يتفضل بمتابعة وإثراء مواضيعنا..



                          تعليق

                          • حسين ليشوري
                            طويلب علم، مستشار أدبي.
                            • 06-12-2008
                            • 8016

                            المشاركة الأصلية بواسطة سمرعيد مشاهدة المشاركة
                            (...) وأنا مع الرجوع إلى العقل في اختيار الزوج، وعدم ترك العواطف والثقة العمياء، تعرقل الاختيار الصحيح..والاستخارة والاستشارة ضرورية والخير فيما يختاره الله دائما..مع أن الحذر لايمنع القدر(كما يقول المثل) أيضاً..وهذا المثل يناقض الأول..!! فالأمثال كما تبين لنا متناقضة حسب الحالة و المزاج..
                            و عليكم السلام ورحمة الله تعالى و بركاته.
                            أهلا بالأستاذة العاقلة سمر عيد وعساك بخير وعافية.
                            ثم أما بعد، العقل في اختيار الزوج لا يكفي وحده و إنما يكفي إن كان يستند إلى الشرع الصحيح أما إن كان مرجعه الثقافة الشعبية بما لها و بما عليها فإنه مرفوض جملة و تفصيلا، أو نقبل ما يوافق الشرَّعَ منه و نرفض ما يخالفه حتى و إن كان ذلك المرفوض يعجبنا أو يوافق أهواءنا الشخصية، و كما جاء في "عمدة التفسير" للأستاذ أحمد شاكر، رحمه الله تعالى:"والَّذي نَفسي بيدِهِ ، لا يؤمنُ أحدُكُم حتَّى يَكونَ هواهُ تبعًا لما جِئتُ بِهِ"، يقول الشرع:"إذا جاءكم من ترضون دينه وخُلُقه فأنكحوه، إلا تفعلوا تَكُنْ فتنة في الأرض و فساد" فالدين، أو التَّدين، دليل السلوك مع الله و الخُلُق دليل السلوك مع الناس، و الله أعلم، فمن توفر فيه الشرطان وجب تزويجه (أو تزوُّجه بالنسبة للمرأة التي تملك أمرها كالثيب) حتى و إن خالف أهواءنا الشخصية الذاتية العشوائية، فمن حسُن تدينه و حسُنت سيرته في المجتمع صار أهلا للتزويج حتى و إن لم يكن غنيا أو جميلا أو ذا منصب أو جاه أو واجهة، لكن الناس اليوم صاروا يقيسون الأهلية للتزويج بما يملكه الخطيب من "المالية" أو "المادية" و ليس بما هو أهله من الخيرية، و الأهلية تقدر بالشرع، الأهلية الشرعية، و ليس بالمنفعية.
                            إذن، الواجب علينا كمسلمين أن نقيس الأشياء و الأمور بالنقل الصحيح الصريح و ليس بالعقل الفصيح "المليح".
                            تحيتي و تقديري و شكري المتجدد على التقدير الكبير للعبد الفقير.
                            sigpic
                            (رسم نور الدين محساس)
                            (رسّام بجريدة المساء الجزائرية 1988)

                            "القلم المعاند"
                            (قلمي هذا أم هو ألمي ؟)
                            "رجوت قلمي أن يكتب فأبى، مُصِرًّا، إلاَّ عِنادا
                            و بالرَّفض قابل رجائي و في الصَّمت تمــادى"

                            تعليق

                            • حسين ليشوري
                              طويلب علم، مستشار أدبي.
                              • 06-12-2008
                              • 8016


                              الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف المرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه الغر الميامين.
                              ثم أما بعد، أقترح إعادة قراءة المشاركات التالية: رقم 129 لسمر عيد، و رقم 141 لنجاح عيسى و رقم 143 لسمر عيد و كلها ليوم 05/05/2014، ففيها فيما أحسب ما يمكن مناقشته و نقده و نقضه.
                              قراءة ممتعة.
                              تحياتي.
                              sigpic
                              (رسم نور الدين محساس)
                              (رسّام بجريدة المساء الجزائرية 1988)

                              "القلم المعاند"
                              (قلمي هذا أم هو ألمي ؟)
                              "رجوت قلمي أن يكتب فأبى، مُصِرًّا، إلاَّ عِنادا
                              و بالرَّفض قابل رجائي و في الصَّمت تمــادى"

                              تعليق

                              • سمرعيد
                                أديب وكاتب
                                • 19-04-2013
                                • 2036

                                السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
                                تحية صباحية معطرة بعبق الياسمين المسافر إلى جميع الحاضرين المارين على حروفنا...وبعد..
                                لفتة طيبة منك،أستاذ(حسين ليشوري) أن تعود وتقلّب الصفحات،وتعيد إليها رونق الحياة !!
                                لك أستاذي أن تقرأها وتنقدها و أن تنقضها إن شئت..!!
                                ولكن يبقى هذا رأي خاص قد يوافق أشخاصا وقد لايوافق..
                                أشكرك لك اهتمامك ومتابعتك
                                مع التقدير..

                                تعليق

                                يعمل...
                                X