نحو حوار هادفٍ و هادئ، أي الجنسين الأصدق في الحب: الرجل أم المرأة ؟

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • حسين ليشوري
    طويلب علم، مستشار أدبي.
    • 06-12-2008
    • 8016

    المشاركة الأصلية بواسطة ادريس الحديدوي مشاهدة المشاركة
    صراحة إخوتي أخواتي السلام عليكم ... دعونا نكمل المشوار.
    من خلال التعاريف التي تفضل بها كل من الأستاذ حسين ليشوري و الأستاذة سمر عيد يتبين من بداية تعريفهما أنه "شعور" و من خلال مقالة الأستاذ حسين ليشوري أن هناك نوعا من الحب اسمه الحب العقلي إن لم تخني الذاكرة .. لذلك كان من الضروري تحديد وعاء الحب و منبعه هل القلب أم العقل ؟ ثم هل يريد الأستاذ حسين من خلال مقالته "الحب العقلي " أن يشير إلى أن حب الرجل الجزء الأكبر منه حب عقلي عكس حب المرأة التي ينبع من القلب بحكم طبيعتها و حنانها الذي لا جدال فيه أقوى من الرجل بآلاف الأميال.
    ننتظر مشاركة من له الرغبة القوية في إغناء النقاش و الوصول به إلى بر الأمان.
    والسلام عليكم


    و عليكم السلام و رحمة الله تعالى وبركاته.
    أهلا بك أخي الفاضل الأستاذ إدريس و عساك بخير و عافية.
    شكر الله لك سعيك وجزاك الله عنا جميعا خيرا.
    ثم أما بعد، لعل بعض من له نظرة "مدرسية" لا تتجاوز ما لُقِّنَه في مدرسته بمختلف مستواياتها فهو يردده بأمانة ببغائية لن يفهم ما يأتيه به "المجتهدون" الذين تحرروا نسبيا من "المدرسية" المُقيِّدة الحريصة على إبقاء تلاميذها، أو قل عبيدها، تحت نير العبودية الفكرية أو العقدية.
    من يقرأ بعض النصوص "الشرعية" التي وصلتنا عن النبي، صلى الله عليه و سلم، و علماء الصحابة و التابعين و من تبعهم بإحسان، رضي الله تعالى عنهم أجمعين، بـ "عين" العقل، البصيرة، و ليس بعين الرأس الباصرة التي قد تكون حولاء أو عوراء أو عمياء أو لا تميز الألوان، عمى الألوان، بعضها من بعض، يمكنه رؤية أشياء كثيرة و استنباط ما لا يمكن للأعمى رؤيته أو تخمينه حتى.
    عند قراءتنا لنص واحد من كلام عائشة أم المؤمنين، رضي الله تعالى عنها، في مسألة تقبيل النبي، صلى الله عليه و آله و سلم، لأزواجه في نهار رمضان و ما مدى تحكمه، صلى الله عليه و سلم، في إربه نفهم قدرته، صلى الله عليه وسلم، على التحكم في قلبه بعقله.
    إن قراءة النصوص "الشرعية" تحتاج إلى أدوات، مفاتيح، ضرورية لا يمكن الوصول إلى أسرارها إلا بها و أهم مفتاح هو اللغة العربية، لغة النبي، صلى الله عليه و سلم، ثم ما يقتضيه علم أصول الفقه الإسلامي من أدوات تفسير النصوص كما ضبطها العلماء المختصون، و هذا موضوع قد يخرجنا من سياق حديثنا عن الحب و غيره لكنه يعطينا فكرة عن المنهج المتبع فيما أقترحه من آراء دون ذكر منهجي الذي أعتمده ثقة مني بثقة المتلقين في العبد الضعيف فيأتي كلامي مرسلا.
    نعم، أخي الفاضل، نحن أمام معضلة حقيقية و هي القدرة على التمييز بين ما للقلب من "فكر" و ما للعقل من "عاطفة" و كيف نميز بين حب القلب و حب العقل و هذا ما أحاول معالجته معكم، لكن يبدو أن الحول الفكري الذي يعاني منه كثير من المتلقين يحول دون مواصلة الحديث بهدوء و روية فكان لزاما علي قرص آذان بعض التلاميذ المشاغبين من حين إلى آخر عساهم يكفون عن مشاغبتهم فيجلسون على مقاعد الدرس مربِّعين أيديهم ... صاغرين مصغين.
    أشكر لك أخي الفاضل الأستاذ إدريس حضورك الطيب و تفاعلك البناء الذي يُغني و لا يُلغي.

    sigpic
    (رسم نور الدين محساس)
    (رسّام بجريدة المساء الجزائرية 1988)

    "القلم المعاند"
    (قلمي هذا أم هو ألمي ؟)
    "رجوت قلمي أن يكتب فأبى، مُصِرًّا، إلاَّ عِنادا
    و بالرَّفض قابل رجائي و في الصَّمت تمــادى"

    تعليق

    • بوبكر الأوراس
      أديب وكاتب
      • 03-10-2007
      • 760

      ابتسم ، فأن الوجوه الكالحة لا تصلح إلا للتسول ...أرى أقلام لا تريد أن تعيش في هدوء وهناء وراحة فهي تسعى أن تفسد هذا الملتقى الكبير بتصرفات حمقاء

      تعليق

      • سمرعيد
        أديب وكاتب
        • 19-04-2013
        • 2036

        أسعد الله أوقاتكم جميعاً بكل خير..
        أصبحت أتتبع خيوط الجريمة؛ إن أسمينا ذلك الشعورَ-الحبَ-جريمةً ،
        لأعرف من هو المسؤول عن حدوثه؟!
        يبدو أنه عندما يدخل الحبُ القلبَ؛ لايمر بغرفة التحكم (العقل)
        وإلا لصادره وحجزه حتى يتعرف أهدافه ومآربه،ويقرر إن كان صالحا ليسمح له بالدخول ،
        أم يرفضه ويثنيه عن عزيمته إن كان غير ذلك.

        لكنه -الحب- يسلك طريقا بعيدا عن رادار العقل، ويستوطن حجرات القلب ،متمكننا من الفؤاد..
        منتشراً في الأوردة والشرايين ، ملتصقا بخضاب الدم ، ولايخرج من الجسد إلا وقد أهلكه ودمّره..هذا إن كان غير صالح ،كما أسلفت..
        و..علينا أن نميز مابين ماهو كائن ومايجب أن يكون كما يقول الأستاذ حسين ليشوري
        أي أن الحب سيغزو أرضنا؛ وما علينا إلا أن نعد العدة لاستقباله
        فنجهز القلب بأجهزة استخباراتية متطورة لتمكنه من الاختيار الصحيح..
        نعم لاتستغربوا.. القلب..يساعد العقل في القبول والرفض،
        ولي قناعة تامة أن القلب يمكنه أن يميز ويختار،
        إن كان قلباً صادق الإيمان محصناً ضد الأعداء والطغيان.
        و قلب المؤمن دليله
        قد نقابل في هذه الحياة أناساً لانرتاح لهم يرفضهم القلب،من النظرة الأولى..
        وأنا بصراحة أستشير قلبي وهو متعاون تماما مع عقلي وهناك هدنة تامة ،ومصالحة دائمة، بينهما
        ولايخيب ظني
        وجهة نظر..فمارأيكم ؟!!!

        بعد يوم كامل من التعب والعناء دخلت أحيي الحاضرين والحاضرات
        و أسامرهم في هذه الأمسية الربيعية..

        تصبحون على خير
        التعديل الأخير تم بواسطة سمرعيد; الساعة 13-05-2014, 19:54.

        تعليق

        • حسين ليشوري
          طويلب علم، مستشار أدبي.
          • 06-12-2008
          • 8016

          المشاركة الأصلية بواسطة بوبكر الأوراس مشاهدة المشاركة
          ابتسم ، فأن الوجوه الكالحة لا تصلح إلا للتسول ...أرى أقلام لا تريد أن تعيش في هدوء وهناء وراحة فهي تسعى أن تفسد هذا الملتقى الكبير بتصرفات حمقاء

          قصيدة "ابتسم"
          إيليا أبوماضي
          قال:" السماء كئيبة !" و تجـهّمـــا *** قلت:ابتسم يكفى التّجهم فى السّمـــا !
          قال: الصّبا ولَّى! فقلت له:ابتسـم *** لن يرجع الأسف الصّبـا المتصرِّمـا !
          قال:الّتى كانت سمائى فى الهوى*** صارت لقلبـــيَ فى الغـرام جهنّمـــا
          خانـت عهودى بـعــدمـا ملَّكتـُـهـا *** قلبــى، فكيف أطيـق أن أتبسّمــــــا !
          قلت: ابتسم واطرب فلـو قارنتها *** قضيت عمــرك كلـــه متألِّمــــــــــا !
          قال:التِّجارة فـى صــراع هـائـل *** مــــثل المسافــر يقتلــه الظّمــــــــا
          أو غــادة مسـلــولــة محتـاجــــة *** لــدم، وتنفــث كلمـــا لهثت دمــــــا !
          قلت: ابتسم، ما أنت جالب دائها *** وشفـــائها، فــإذا ابتسمت فربمـــــا
          أيكون غيرك مجرما، وتبيتى وجل *** كأنك أنت صرت المجرمـــــــــا ؟
          قال:العدى حولى علت صيحـاتهم *** أأسر والأعداء حولى فى الحمـى ؟
          قلت: ابتسم، لم يطلبوك بذمـهــــم *** لـو لم تكن منهم أجل وأعظمــــا !
          قال:المواسم قد بدت أعلامــها *** وتعرضت لى فى الملابس والدمـــى
          وعلــتى للأحباب فـــرض لازم *** لكــن كفى لــــيس تملك درهمـــــــا
          قلت: ابتسم، يكفيـك أنك لم تـزل *** حيا، ولست من الأحبة معدمـــــــا !
          قـال الليــالى جرعتنى العلقمـــا *** قلت:ابتسـم، ولئن جرعت العلقمـــا
          فلعــل غيــرك إن رآك مرنــما *** طــــرح الكــــآبة جانبا وترنمـــــــــا
          أتراك تغنــــم بالتبرم درهمــــا *** أم أنت تخســر بالبشاشة مغنمــــــا ؟
          يا صاح لا خطر على شفتيــك أن *** تتثلما، والـــوجه أن يتحطمــــــــا
          فاضحـك فإن الشهـب تضحك والد *** جى متلاطم ولذا نحب الأنجمـا !
          قال: البشاشة ليـــس تسعد كائنـــــا *** يأتى إلى الدنيا ويذهب مرغمـــــــا
          قلت: ابتسـم مادام بينك والـــردى *** شبر، فإنك بعــد لــن تتبسمــــــــــــا


          sigpic
          (رسم نور الدين محساس)
          (رسّام بجريدة المساء الجزائرية 1988)

          "القلم المعاند"
          (قلمي هذا أم هو ألمي ؟)
          "رجوت قلمي أن يكتب فأبى، مُصِرًّا، إلاَّ عِنادا
          و بالرَّفض قابل رجائي و في الصَّمت تمــادى"

          تعليق

          • أم يونس
            عضو الملتقى
            • 07-04-2014
            • 182

            المشاركة الأصلية بواسطة سمرعيد مشاهدة المشاركة
            بعد يوم كامل من التعب والعناء دخلت أحيي الحاضرين والحاضرات
            و أسامرهم في هذه الأمسية الربيعية..

            تصبحون على خير

            كلمة طيبة وابتسامة رغم العناء : أعْرِف هذه النفس ..."عظيمة جداً "!

            التعديل الأخير تم بواسطة أم يونس; الساعة 13-05-2014, 20:56.

            تعليق

            • حسين ليشوري
              طويلب علم، مستشار أدبي.
              • 06-12-2008
              • 8016

              أختي الفالضة الأستاذة سمر: السلام عليك و رحمة الله تعالى و بركاته و أسعد الله أوقاتك بكل خير.
              و الحمد لله على سلامتك.
              كدت أكتب لولا تحفظ بسيط:
              "أشهد ألا امرأة أدركت "المسألة" إلا أنت، إلا أنت،
              و أتقنت الإجابةَ بروحها الجميلة إلا أنت، إلا أنت".
              لا يا أُخيّة، الحب فيه و فيه، و هو ليس جريمة مطلقا و لا مكيدة و لا شرا كله ولا خيرا كله.
              من الحب ما هو نعمة و منه ما هو نقمة، و من الحب ما يدخل صاحبه جنة النعيم و منه ما يكب "متعاطيه" على وجهه في لظى الجحيم.
              ما قامت السموات و الأرض و الحياة إلا بالحب الحقيقي الأقدس و ما فسدت الأرض ببرها و بحرها إلا بالحب الأنجس.
              و العقل وحده هو الفيصل بين الحب المقدس و الحب المنجس و ليس كالوحي الصحيح نبراسا للتمييز بينهما.
              هذا و للحديث بقية إن شاء الله تعالى.
              موفقة إن شاء الله تعالى يا أستاذة سمر.

              sigpic
              (رسم نور الدين محساس)
              (رسّام بجريدة المساء الجزائرية 1988)

              "القلم المعاند"
              (قلمي هذا أم هو ألمي ؟)
              "رجوت قلمي أن يكتب فأبى، مُصِرًّا، إلاَّ عِنادا
              و بالرَّفض قابل رجائي و في الصَّمت تمــادى"

              تعليق

              • ادريس الحديدوي
                أديب وكاتب
                • 06-10-2013
                • 962

                بالنسبة لي أرى أن الحب مفتاح السعادة .. و مادام الشيطان عدو الناس فلا بد أن يحارب سعادتهم لذلك فهو يدمر قلوبهم لأنها العقل الباطني الذي يجمع بين خصوبة الأرض و نسماتها وبين منبه يتنبه لكل ما يهدد حياتهم و سعادتهم .
                إذا حاولنا استقراء آيات القرآن الكريم نجدها تتحدث عن "التفكر في خلق الله" .. لأنه الطريق المختصر لحب الله و الايمان به .. ألا يعني هذا أن للعقل دورا في السعادة و بالتالي دورا في انتقاء من يحبنا و من يكرهنا .. و أن اعمال العقل في بداية المشوار مسألة ضرورية قبل أن يتسرب الحب المزيف إلى القلب فيدمره ... كم من فتاة سقطت في حب شخص سيئ الخصال ( سكير و منحرف ) ينصحونها بمخاطر ذلك الشاب مستقبلا و لا تكترث لنصحهم لأنها تدعي حبها له و أنها مستحيل أن تعيش بدونه ... هنا نسأل أين عقلها .. أين تفكيرها يا ترى؟؟ من طبيعة الحال فالحب هنا ترسب في غفلة العقل و الأمل الكادب..
                من خلال هذا المثال و غيرها يتضح ان الحب لا يستوطن إلا في القلب .. والقلب لا يمكنه أن يتنبأ بزيفه رغم عيوب الشخص لأن هناك عوامل أخرى تسهل ولوجه إلى القلب و لا يستطيع هذا الأخير مقاومتها كحسن الشكل و جماله و روعة الصوت و عذوبته... مما يعني أن للعقل دورا مهما و رئيسيا في اختيار الحب الصحيح وبالتالي الوصول إلى السعادة المنشودة
                للحديث بقية والسلام عليكم
                ما أجمل أن يبتسم القلم..و ما أروعه عندما تنير سطوره الدرب..!!

                تعليق

                • سمرعيد
                  أديب وكاتب
                  • 19-04-2013
                  • 2036

                  المشاركة الأصلية بواسطة أم يونس مشاهدة المشاركة

                  كلمة طيبة وابتسامة رغم العناء : أعْرِف هذه النفس ..."عظيمة جداً "!

                  صباح الخير أختي أم يونس
                  وتحية قلبية معطرة بالمحبة والكلمة الطيبة على دروب الخير تجمعنا..
                  تقديري ومحبتي.

                  تعليق

                  • سمرعيد
                    أديب وكاتب
                    • 19-04-2013
                    • 2036

                    حسين ليشوري
                    أختي الفالضة الأستاذة سمر: السلام عليك و رحمة الله تعالى و بركاته
                    و أسعد الله أوقاتك بكل خير.
                    و الحمد لله على سلامتك.
                    كدت أكتب لولا تحفظ بسيط:
                    "أشهد ألا امرأة أدركت "المسألة" إلا أنت، إلا أنت،
                    و أتقنت الإجابةَ بروحها الجميلة إلا أنت، إلا أنت".
                    لا يا أُخيّة، الحب فيه و فيه، و هو ليس جريمة مطلقا و لا مكيدة و لا شرا كله ولا خيرا كله.
                    من الحب ما هو نعمة و منه ما هو نقمة، و من الحب ما يدخل صاحبه جنة النعيم و منه ما يكب "متعاطيه" على وجهه في لظى الجحيم.

                    ما قامت السموات و الأرض و الحياة إلا بالحب الحقيقي الأقدس
                    و ما فسدت الأرض ببرها و بحرها إلا بالحب الأنجس.
                    و العقل وحده هو الفيصل بين الحب المقدس و الحب المنجس
                    و ليس كالوحي الصحيح نبراسا للتمييز بينهما.
                    هذا و للحديث بقية إن شاء الله تعالى.
                    موفقة إن شاء الله تعالى يا أستاذة سمر.


                    *****

                    وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته..
                    وأسعد الله أوقاتك جميعاً ،وكلل خطاك بالتوفيق دائماً
                    أخي القدير حسين ليشوري ،وبعد..

                    أعلم أنك الحب نعمة،وليس جريمة..
                    وأعلم أنه شيء جميل ورائع
                    إن كان حقيقاً ، معطراً بالصدق معبقاً بالوفاء..
                    ولكنه
                    إن كان غير ذلك،فإن حجم الدمار الذي يخلفه واسع وعميق جداً
                    فقد
                    يدمر أشخاصاً وأسراً كبيرة..

                    وقد ذكرتُ في -حديث المساء- أن مرور الحب عن طريق غير العقل ؛
                    سيؤدي إلى نتائج سيئة جداً

                    لكنني لي قناعتي الخاصة؛ أن القلب
                    قد يجيد النظر ويحسن الاختيار؛
                    إن كان
                    متصالحاً مع العقل،مطيعاً لقرارته الحكيمة؛
                    إن كان هذا القلب صالحاً نقياً صافياً
                    ولا أقول طيباً لدرجة انفلات زمام الأمورمن يده، ووقوعه ضحية الشر
                    بل أدخلت للعقل دور الوسيط لاختيار القرار :
                    " نقابل في هذه الحياة أناساً لانرتاح لهم يرفضهم القلب،من النظرة الأولى..
                    وأنا بصراحة أستشير قلبي وهو متعاون تماما مع عقلي وهناك هدنة تامة ،
                    ومصالحة دائمة، بينهما

                    ولايخيب ظني"

                    ولايمكن نفي دور القلب إطلاقاً
                    أليس للانسان نظرة خاصة فيمن نقابلهم!!
                    أليس للقلب حدسٌ خاص به!!
                    قد أكون مخطئة من وجهة النظر العلمية
                    لكنني مقتنعة بأن
                    ((قلب المؤمن دليله))..



                    تعليق

                    • سمرعيد
                      أديب وكاتب
                      • 19-04-2013
                      • 2036

                      ادريس الحديدوي
                      بالنسبة لي أرى أن الحب مفتاح السعادة .. و مادام الشيطان عدو الناس فلا بد أن يحارب سعادتهم لذلك فهو يدمر قلوبهم لأنها العقل الباطني الذي يجمع بين خصوبة الأرض و نسماتها وبين منبه يتنبه لكل ما يهدد حياتهم و سعادتهم .
                      إذا حاولنا استقراء آيات القرآن الكريم نجدها تتحدث عن "التفكر في خلق الله" .. لأنه الطريق المختصر لحب الله و الايمان به .. ألا يعني هذا أن للعقل دورا في السعادة و بالتالي دورا في انتقاء من يحبنا و من يكرهنا .. و أن اعمال العقل في بداية المشوار مسألة ضرورية قبل أن يتسرب الحب المزيف إلى القلب فيدمره ... كم من فتاة سقطت في حب شخص سيئ الخصال ( سكير و منحرف ) ينصحونها بمخاطر ذلك الشاب مستقبلا و لا تكترث لنصحهم لأنها تدعي حبها له و أنها مستحيل أن تعيش بدونه ... هنا نسأل أين عقلها .. أين تفكيرها يا ترى؟؟ من طبيعة الحال فالحب هنا ترسب في غفلة العقل و الأمل الكاذب..
                      من خلال هذا المثال و غيرها يتضح ان الحب لا يستوطن إلا في القلب .. والقلب لا يمكنه أن يتنبأ بزيفه رغم عيوب الشخص لأن هناك عوامل أخرى تسهل ولوجه إلى القلب و لا يستطيع هذا الأخير مقاومتها كحسن الشكل و جماله و روعة الصوت و عذوبته...
                      مما يعني أن للعقل دورا مهما و رئيسيا في اختيار الحب الصحيح وبالتالي الوصول إلى السعادة المنشودة
                      للحديث بقية والسلام عليكم

                      *****
                      السلام عليكم أخي ادريس

                      -صدقت ، للعقل دور هام في قراراتنا ،

                      ولكن الحب لاينتظر قرارا،لأنه شعور عفوي نحس به ،
                      فهو ليس قرار سفر، ولاقرار دراسة ..ولاقرار صفقة..
                      والفتاة التي تقع فريسة أهوائها ستسقط على رأسها طبعاً،
                      لأنها بالأساس لم تحصن نفسها بالأصل،
                      ولم تجعل من قلبها بيئة صالحة لتقبل من هو صالح ،
                      فلايرتاح قلبها إلا لمن هو على شاكلتها،
                      (حتى الطيور على أشكالها تقع)

                      فللقلب دور في التفكير والإدراك،
                      وهناك اتصالات خاصة بينه وبين العقل
                      وليس العقل وحده المسؤول عن اتخاذ القرار
                      هذه رؤيتي ،والله أعلم
                      التعديل الأخير تم بواسطة سمرعيد; الساعة 14-05-2014, 07:37.

                      تعليق

                      • حسين ليشوري
                        طويلب علم، مستشار أدبي.
                        • 06-12-2008
                        • 8016

                        الأستاذة سمر عيد: السلام عليك ورحمة الله تعالى و بركاته.
                        طبتِ و طاب سعيكِ وزادكِ الله تعالى من أفضاله الظاهرة و الباطنة، اللهم آمين يا رب العالمين.

                        ثم أما بعد، ها نحن قد تقدما شوطا لا بأس به في حوارنا الهادئ و الهادف رغم ما تخلله من مشاكسات و مناوشات كلامية أساسها "الحب" الصحيح و المزيف.

                        لقد اقتنعنا نسبيا، و بنسبة جدية، أن للحب مصدرا (القلب) و مهيمنا (العقل)، و بهذا قد منحنا العقل دورا في الحب، أليس كذلكِ ؟ بلىا.

                        و هذا الاقتناع النسبي يفرض علينا عرض تساؤلات أُخر، أراها مهمة، و هي: ما هو القلب الذي نتحدث عنه ؟ و ما هو العقل ؟ و هل يفكر الإنسان بقلبه أم "بعقله" ؟ و هل يمكن، إن كان للعقل شعور، أن يختلف الحب العقلي عن أخيه الحب القلبي ؟ و هذه أسئلة ستدخلنا في دوامة الفلسفة و علم النفس الإسلامي المؤمن و الذي يختلف عن علم النفس الغربي الكافر و الضال و الفاسق.

                        أرى حتى نتقدم في الحديث أن نعود بعض العودة إلى تراثنا الإسلامي في مثل هذه القضايا و قد عالج علماؤنا القدماء من أمثال حجة الإسلام أبي حامد الغزالي، رحمه الله تعالى و غفر له و عفا عنه و عنا جميعا، هذه المواضيع في كثير من كتبه و على رأسها كتابه الضخم "إحياء علوم الدين" و كتابه الآخر "معارج القدس في مدارج معرفة النفس" و هذا الأخير صعب القراءة و صعب الفهم على من لم يتعود لغة أبي حامد و أسلوبه في الكتابة ؛ كما أن الطبيب ابن سينا و ابن رشد و غيرهما من العلماء الإسلاميين "عالجوا" موضوع النفس و الروح و القلب و العقل و الفؤاد و اللب و ... الحب بما لا يغري بالاستزادة من غيرهم إن كان عدم الاستزادة، من غيرهم، ممكنا.

                        فإن انتهجنا أسلوب المدرسة النفسية الإسلامية في فهم تلك العناصر الغامضة فسنتعرف على معنى القلب و العقل و النفس و الروح و غيرها من المواضيع من خلال ما قدمه هؤلاء من تعاريف تنطلق من النصوص الشرعية الإسلامية و مع هذا النهج فستبقى معرفتنا نسبية من حيث الدقة و إصابة الحقيقة لأن الذين حاولوا تعريف تلك العناصر إنما انطلقوا من فهومهم الخاصة لنصوص ظنية الدلالة و إن كانت قطعية الثبوت ؛ و إن نحن استقينا معرفتنا في محاولة فهم هذه الأشياء من مصادر غربية بعيدة عن ثقافتنا الإسلامية فسنظل نبحث و نبحث و نبحث و لن نصل إلى يقين كامل لأن تلك المصادر تبحث هي الأخرى لنفسها عن الحقيقة و اليقين فيها ؛ إذن لماذا لا نعود إلى مصادرنا نأخذ منها ما يناسب ثقافتنا الإسلامية الخاصة بدلا من التيه مع التائهين في مواضيع ليس فيها برد اليقين ؟

                        فما القلب و ما العقل و ما النفس و ما الروح و ما الفؤاد و ما اللب ؟ هذه العناصر المتباينة التسميات فلذلك ستكون متباينة الجواهر، أو "الماهيات"، حتما، و على من يريد محاولة فهمها فليعد إلى مصادرنا الإسىلامية و ما أكثرها و ما أغلقها و ما أفقدها.

                        هذا حديث قد يطول بنا لكنه ضروري لمحاولة فهم عماذا نتحدث من موضوع الحب و غيره من المشاعر في النفس البشرية و إلا فسنبقى تائهين مع التائهين في مغامرة البحث عن اليقين في مواضيع ليس فيها يقين لأنها مؤسسة في أصلها على نصوص ظنية الدلالة و إن كانت قطعية الثبوت، و الله الهادي إلى الرشد.


                        فاللهم ألهمنا الرشاد في التفكير و السداد في التعبير و القصد في المسير، اللهم آمين يا رب العالمين و الحمد لله في الأول و الأخير.
                        sigpic
                        (رسم نور الدين محساس)
                        (رسّام بجريدة المساء الجزائرية 1988)

                        "القلم المعاند"
                        (قلمي هذا أم هو ألمي ؟)
                        "رجوت قلمي أن يكتب فأبى، مُصِرًّا، إلاَّ عِنادا
                        و بالرَّفض قابل رجائي و في الصَّمت تمــادى"

                        تعليق

                        • حسين ليشوري
                          طويلب علم، مستشار أدبي.
                          • 06-12-2008
                          • 8016

                          المشاركة الأصلية بواسطة ادريس الحديدوي مشاهدة المشاركة
                          بالنسبة لي أرى أن الحب مفتاح السعادة .. و مادام الشيطان عدو الناس فلا بد أن يحارب سعادتهم لذلك فهو يدمر قلوبهم لأنها العقل الباطني الذي يجمع بين خصوبة الأرض و نسماتها وبين منبه يتنبه لكل ما يهدد حياتهم و سعادتهم .
                          إذا حاولنا استقراء آيات القرآن الكريم نجدها تتحدث عن "التفكر في خلق الله" .. لأنه الطريق المختصر لحب الله و الايمان به .. ألا يعني هذا أن للعقل دورا في السعادة و بالتالي دورا في انتقاء من يحبنا و من يكرهنا .. و أن اعمال العقل في بداية المشوار مسألة ضرورية قبل أن يتسرب الحب المزيف إلى القلب فيدمره ... كم من فتاة سقطت في حب شخص سيئ الخصال ( سكير و منحرف ) ينصحونها بمخاطر ذلك الشاب مستقبلا و لا تكترث لنصحهم لأنها تدعي حبها له و أنها مستحيل أن تعيش بدونه ... هنا نسأل أين عقلها .. أين تفكيرها يا ترى؟؟ من طبيعة الحال فالحب هنا ترسب في غفلة العقل و الأمل الكادب..
                          من خلال هذا المثال و غيرها يتضح ان الحب لا يستوطن إلا في القلب .. والقلب لا يمكنه أن يتنبأ بزيفه رغم عيوب الشخص لأن هناك عوامل أخرى تسهل ولوجه إلى القلب و لا يستطيع هذا الأخير مقاومتها كحسن الشكل و جماله و روعة الصوت و عذوبته... مما يعني أن للعقل دورا مهما و رئيسيا في اختيار الحب الصحيح وبالتالي الوصول إلى السعادة المنشودة
                          للحديث بقية والسلام عليكم
                          و عليكم السلام و رحمة الله تعالى و بركاته.
                          أهلا بك أخي الفاضل الأستاذ إدريس و عساك بخير و عافية.
                          إذن، و حسب ما حمَّرتُه من كلامك في المقتبس إننا اتفقنا حتى الآن أن للحب موطنا أو محلا (القلب) و له مهيمنا أو مسيطرا (العقل).
                          لكن، هل يجوز اختيار أمثلتنا في بحثنا هذا من مجتمعات بعيدة البعد كله عن الحق و قد تكون معاييرها في اختيار ما تختار و رفض ما ترفض نباعة من أهواء النفس و إغواء الشيطان و ما يمليانه في تزيين السوء و تحبيب الشر ؟ و كذلك من العادات و التقاليد الموروثة عن الآباء و الأجداد و التي لا تمت بصِلة إلى الحق ؟ و عندما نتحدث عن "الحق" إنما نعني الإسلام فقط.
                          كيف يكون "العقل" سليما و هو نتاج ثقافة محلية و بيئة اجتماعية قد لا تمتان إلى الدين الحق بوشيجة ؟
                          ألا يقال: "إن الإنسان ابن بيئته" ؟ بلىا، إذن كيف نقتبس الحق من بيئة ليست على الحق ؟
                          أنا أتحدث عن البيئة العربية المعاصرة العامة و ليس عن بيئة محلية خاصة طبعا، لأن العرب
                          كلَّهم، من المحيط إلى الخليج، مضروبون بعصى واحدة مع تباين درجة الضرب و حدته و نسبته كمًّا و كيْفا.
                          إن هذا الحديث يعيدنا إلى ما كنت تحدثت عنه من ضرورة التمييز بين "ما هو كائن" و "ما يجب أن يكون" لنعرف حالنا من القرب أو البعد مما يجب أن يكون.
                          أشكر لك أخي الفاضل الأستاذ إدريس تفاعلك المثمر و الدافع للتقدم و أراك كرمانة الميزان التي تثبته حتى لا يطيش.
                          تحيتي و مودتي و تقديري ودمت على التواصل البناء الذي يُغني و لا يُلغي..

                          sigpic
                          (رسم نور الدين محساس)
                          (رسّام بجريدة المساء الجزائرية 1988)

                          "القلم المعاند"
                          (قلمي هذا أم هو ألمي ؟)
                          "رجوت قلمي أن يكتب فأبى، مُصِرًّا، إلاَّ عِنادا
                          و بالرَّفض قابل رجائي و في الصَّمت تمــادى"

                          تعليق

                          • حسين ليشوري
                            طويلب علم، مستشار أدبي.
                            • 06-12-2008
                            • 8016

                            السعي الحثيث في البحث عن الحب و توجيه الحديث.

                            السعي الحثيث في البحث عن الحب و توجيه الحديث.
                            الحمد لله رب العالمين معلم الملائكة و الناس أجمعين ما لم يكونوا يعلمون من أمور الدين.
                            فاللهم يا معلم الملائكة و آدم و إبراهيم و مفهم سليمان علمنا و فهمنا واهدنا سواء السبيل إلى أن نلقاك و أنت عنا راض يوم الدين، اللهم آمين يا رب العالمين.

                            ثم أما بعد، نستأنف، بحول الله وقوته، حديثنا الذي بدأناه في المشاركتين رقم 486 و515 حيث اقترحت منهجا أراه سيساعدنا في البحث عن ماهية الحب و اختلاف كل من المرأة و الرجل فيه صدقا و وفاء و إخلاصا.
                            و قبل مواصلة الحديث أرى ضرورة تبيان الفرق بين الجدل المحمود و الجدل المذموم حسب ما يتبن لي منه.
                            الجدل ليس محمودا كله كما أنه ليس مذموما كله فمنه هذا و منه ذاك، و قد جادلت الملائكة ربها في شأن آدم، عليه السلام، قبل خلقه، كما جادل إبليس ربه في شأن السجود لآدام بعد خلقه تنفيذا لأمر الله تعالى، فكان هذان الجدالان نموذجين للجدل المحمود و الجدل المذموم كليهما.
                            كما جادلت المرأة التي ظاهرها زوجها النبيَّ، صلى الله عليه و آله و سلم، جدالا محمودا استمع الله تعالى إليه و أنزل فيه سورة كاملة يُتعبَّد بها قياما في الصلاة و تلاوة في غيرها إلى آخر الزمن و هي محفوظة بحفظ الله تعالى للقرآن المجيد.
                            إذن، فالجدل الذي يستهدف الخير و النصح و الإرشاد إلى الحق ليس مذموما بل هو مطلوب لإحقاق الحق و إبطال الباطل و إلا لما أمرنا الله تعالى بمجادلة أهل الكتاب إلا بالتي هي أحسن.
                            هذه مقدمة سريعة و بسيطة لوضع النقاط على الحروف حتى لا نتسرع في الحكم على أي حوار بأنه جدل مذموم.

                            ذكرت في مشاركتي رقم 515 المشار إليها آنفا عناصر المنهج المقترح الأربعة و هي:
                            المشاركة الأصلية بواسطة حسين ليشوري مشاهدة المشاركة
                            أولا: ضبط الألفاظ المستخدمة في الحديث عن المرأة العربية المعاصرة ؛
                            ثانيا: ترك الحساسيات الذاتية الهدامة و محاولة التحلي بالموضوعية البناءة في معالجة قضية المرأة العربية المعاصرة ؛
                            ثالثا: تعريف حقيقة المرأة ككائن بشري مخالف للرجل تمام الاختلاف بنيويا و نفسيا و عقليا ؛
                            رابعا: إدراك خطورة الجمود على مفاهيم فاسدة في شأن المرأة عموما و المرأة العربية المعاصرة خصوصا.
                            تناولت في تلك المشاركة العنصرين الأول و الثاني تنوالا سريعا و سأتناول في هذه، إن شاء الله تعالى، العنصرين المتبقيين الثالث و الرابع مبتدئا بالعنصر الثالث.

                            ثالثا: تعريف حقيقة المرأة ككائن بشري مخالف للرجل تمام الاختلاف بنيويا و نفسيا و عقليا.
                            أنقل فيما يلي نص ما قاله الدكتور الفرنسي الأصل الأمريكي الجنسية "
                            Alexis Carrel" في كتابه الممتاز "الإنسان ذلك المجهول" حيث يقول بعد حديث مطول عن الجسم و وجوه النشاط الفسيولوجية في الفصل الثالث و بعد حديث عن وظائف الغدد الجنسية، ما يلي:"(...) إن الاختلافات الموجودة بين الرجل و المرأة لا تأتي من الشكل الخاص للأعضاء التناسلية، و من وجود الرحم و الحمل، أو من طريقة التعليم، إذ أنها ذات طبيعة أكثر أهمية من ذلك.. إنها تنشأ من تكوين الأنسجة ذاتها و من تلقيح الجسم كله بمواد كيمائية محددة يفرزها المبيض. و لد أدى الجهل بهذه الحقائق الجوهرية بالمدافعين عن الأنوثة إلى الاعتقاد بأنه يجب أن يتلقى الجنسان تعليما واحدا، و أن يمنحا قوى واحدة و مسئوليات متشابهة، و الحقيقة أن المرأة تختلف اختلافا كبيرا عن الرجل، فكل خلية من خلايا جسمها تحمل طابع جنسها.. و الأمر نفسه صحيح بالنسبة لأعضائها. و فوق كل شيء، بالنسبة لجهازها العصبي. فالقوانين الفسيولوجية غير قابلة للين مثل قوانين العالم الكوكبي.. فليس في الإمكان إحلال الرغبات الإنسانية محلها. و من ثم فنحن مضطرون إلى قبولها كما هي. فعلى النساء أن ينمين أهليتهن تبعا لطبيعتهن دون أن يحاولن تقليد الذكور، فإن دورهن في تقدم الحضارة أسمى من دور الرجال، فيجب عليهن ألا يتخلين عن وظائفهن المححدة" اهـ بنصه و فصه من الصفحتين 108 و 109 من نشرة مكتبة المعارف، بيروت، لبنان، الثانية لعام 1977.

                            و بعد هذا الكلام من مختص معروف عالميا و حائز على جائزة نوبل في الطب، ألا يمكن أن نعيد التفكير في موضوع المرأة و ما تمتاز به من فروق مع الرجل لا يجوز إغفالها في التربية و التعليم و التنشئة الاجتماعية ؟ هذا إن صدقناه في مزاعمه تلك عن المرأة، أما إن لم نصدقه، فهذا حديث آخير، من هنا نلج إلى العنصر الرابع من عناصر منهجنا.

                            رابعا: إدراك خطورة الجمود على مفاهيم فاسدة في شأن المرأة عموما و المرأة العربية المعاصرة خصوصا.

                            إن الحديث عن حال المرأة العربية المعاصرة يجرنا إلى العودة إلى أوضاع الأمة العربية منذ عصر الانحطاط بعد العصور الذهيبة التي مرت بها منذ عهد النبوية الشريفة إلى عهد الخلفاء الراشدين المهديين إلى الخلافة الأُموية ثم العباسية ثم العثمانية ثم عصر الانحطاط و التدهور المزري إلى عصر الاستدمار الغربي الفاسد و المفسد في الوقت نفسه و الذي أدخل البلاد العربية كلها في دوامة التخلف الخبيثة المدروسة بدقة و المطبقة بإحكام إلى يومنا هذا.

                            فنحن غارقون في مستنقعات التخلف الآسنة منذ أن غزا الاستدمار الغربي الخبيث الديار العربية كلها، ثم بعد رحيله، إن رحل فعلا، فقد استوردنا مناهجة التربوية و السياسية الفاسدة و حرصنا على العمل بها بغباء يفوق الخيال و إن الحقيقة في كثير من مظاهرها لتفوق الخيال مهما كان واسعا.

                            إننا نستطيع أن نجزم و بكل ثقة أن الأمة العربية في غير وعيها الكامل بل هي مخدرة و "مسطولة" و غارقة في أوهامها و هي تحسب أن الغرب يريد لها الخير، و من مظاهر "سطلتها" أنها لا تزال راضية بما غرزه الغرب الخبيث فيها منذ قرون و لا يزال يرسخه في "العقل" العربي المجنون حقيقة و ليس ادعاءً.

                            إن تقليد المرأة العربية لأختها الغربية تقليد ساقها و يسوقها و سيسوقها إلى التهلكة النهائية و هي على أية حال هالكة و مهلكة في الوقت نسفه.

                            هذا و للحديث بقية، إن شاء الله تعالى، و الله أعلم و نسبة العلم إليه، سبحانه، أسلم، سبحانك لا علم لنا إلا ما علمتنا إنك أنت العليم الحيكم.

                            و السلام عليكم و رحمة الله تعالى و بركاته.

                            sigpic
                            (رسم نور الدين محساس)
                            (رسّام بجريدة المساء الجزائرية 1988)

                            "القلم المعاند"
                            (قلمي هذا أم هو ألمي ؟)
                            "رجوت قلمي أن يكتب فأبى، مُصِرًّا، إلاَّ عِنادا
                            و بالرَّفض قابل رجائي و في الصَّمت تمــادى"

                            تعليق

                            • بوبكر الأوراس
                              أديب وكاتب
                              • 03-10-2007
                              • 760

                              شكرا لك أخي ليشوري الطيب على هذ الأبيات الشعرية الرائعة وعلى الفيديو شكرا لك ...ابتسم

                              تعليق

                              • حسين ليشوري
                                طويلب علم، مستشار أدبي.
                                • 06-12-2008
                                • 8016

                                للتأمل:
                                [glow=#ff0000][glint] "الصِّدق أُسُّ الصَّداقة، و التَّصديق برهان الثِّقة، و الوفاء عمود الإخاء، و لا خير فيمن لا يرى لك مثل ما ترى له من الخير"
                                (حسين ليشوري)
                                [/glint] [/glow]
                                sigpic
                                (رسم نور الدين محساس)
                                (رسّام بجريدة المساء الجزائرية 1988)

                                "القلم المعاند"
                                (قلمي هذا أم هو ألمي ؟)
                                "رجوت قلمي أن يكتب فأبى، مُصِرًّا، إلاَّ عِنادا
                                و بالرَّفض قابل رجائي و في الصَّمت تمــادى"

                                تعليق

                                يعمل...
                                X