المشاركة الأصلية بواسطة ادريس الحديدوي
مشاهدة المشاركة
و عليكم السلام و رحمة الله تعالى وبركاته.
أهلا بك أخي الفاضل الأستاذ إدريس و عساك بخير و عافية.
شكر الله لك سعيك وجزاك الله عنا جميعا خيرا.
ثم أما بعد، لعل بعض من له نظرة "مدرسية" لا تتجاوز ما لُقِّنَه في مدرسته بمختلف مستواياتها فهو يردده بأمانة ببغائية لن يفهم ما يأتيه به "المجتهدون" الذين تحرروا نسبيا من "المدرسية" المُقيِّدة الحريصة على إبقاء تلاميذها، أو قل عبيدها، تحت نير العبودية الفكرية أو العقدية.
من يقرأ بعض النصوص "الشرعية" التي وصلتنا عن النبي، صلى الله عليه و سلم، و علماء الصحابة و التابعين و من تبعهم بإحسان، رضي الله تعالى عنهم أجمعين، بـ "عين" العقل، البصيرة، و ليس بعين الرأس الباصرة التي قد تكون حولاء أو عوراء أو عمياء أو لا تميز الألوان، عمى الألوان، بعضها من بعض، يمكنه رؤية أشياء كثيرة و استنباط ما لا يمكن للأعمى رؤيته أو تخمينه حتى.
عند قراءتنا لنص واحد من كلام عائشة أم المؤمنين، رضي الله تعالى عنها، في مسألة تقبيل النبي، صلى الله عليه و آله و سلم، لأزواجه في نهار رمضان و ما مدى تحكمه، صلى الله عليه و سلم، في إربه نفهم قدرته، صلى الله عليه وسلم، على التحكم في قلبه بعقله.
إن قراءة النصوص "الشرعية" تحتاج إلى أدوات، مفاتيح، ضرورية لا يمكن الوصول إلى أسرارها إلا بها و أهم مفتاح هو اللغة العربية، لغة النبي، صلى الله عليه و سلم، ثم ما يقتضيه علم أصول الفقه الإسلامي من أدوات تفسير النصوص كما ضبطها العلماء المختصون، و هذا موضوع قد يخرجنا من سياق حديثنا عن الحب و غيره لكنه يعطينا فكرة عن المنهج المتبع فيما أقترحه من آراء دون ذكر منهجي الذي أعتمده ثقة مني بثقة المتلقين في العبد الضعيف فيأتي كلامي مرسلا.
نعم، أخي الفاضل، نحن أمام معضلة حقيقية و هي القدرة على التمييز بين ما للقلب من "فكر" و ما للعقل من "عاطفة" و كيف نميز بين حب القلب و حب العقل و هذا ما أحاول معالجته معكم، لكن يبدو أن الحول الفكري الذي يعاني منه كثير من المتلقين يحول دون مواصلة الحديث بهدوء و روية فكان لزاما علي قرص آذان بعض التلاميذ المشاغبين من حين إلى آخر عساهم يكفون عن مشاغبتهم فيجلسون على مقاعد الدرس مربِّعين أيديهم ... صاغرين مصغين.
أشكر لك أخي الفاضل الأستاذ إدريس حضورك الطيب و تفاعلك البناء الذي يُغني و لا يُلغي.
تعليق