المشاركة الأصلية بواسطة بسباس عبدالرزاق
مشاهدة المشاركة
الأستاذ الفاضل بسباس عبد الرزاق
كانت مشاركتك المعنية حول المرأة المتعلمة وحدث لبس بسبب تراكم الردود وتداخلها مابين الهادف والهائج
لكن الفكرة بقيت معلقة في ذهني
حتى عدت وتتبعت المشاركات من جديد لأنسب المشاركة إلى كاتبها الأصلي من باب الأمانة .
أشكرك على مساهماتك الجديّة الفعالة وسأعرض مشاركتك السابقة:
بقلم /بسباس عبد الرزاق
السلام عليكم
ذات مرة قرأت تفسيرا لهذا الحديث الشريف الذي يصف النساء بالنقص في العقل و الدين، أما و النقص في الدين هو واضح للناس فلن اخوض فيه
و إن لم تخني ذاكرتي فهذا التفسير قرأته في كتاب للشيخ الشعراوي رحمه الله من سلسلته :
أنت تسأل و الإسلام يجيب..
لغة يقال عقل الرجل ناقته أي ربطها و أوثق رباطها بحيث لا تهرب منه.
و بذلك كان العقل هو أن تربط المعلومة أو مشاعرك و أحاسيسك ربطا محكما وثيقا حيث لا تهرب منك
و هنا نلاحظ جيدا أن المرأة ناقصة عقل في يخص تمسكها بعاطفتها و أحاسيسها حيث تكون عندها متفجرة و على شفى انفجار و ذلك راجع للمهمة المنوطة بها و التي أوكلهها الله لتقوم بها من تربية و حمل ... لذلك هي ناقصة عقل من هذه الرؤية.. و هو تفسير أراه جميلا و خلاقا.
و ليس الذكاء عقلا كذلك الفطنة و إنما هي محركات لو صح التعبير لمزاولة مهمتها في الحياة..
و لكم أن تتصوروا رجلا حاملا، حتما سيقتل ما في بطنه و هذا راجع لتركيبته النفسية و حتى الإجتماعية
و هنا أريد ان ألفت انتباهكم لأمر مهم
غياب الحب في بيوتنا راجع لعدة أسباب، أهمها غياب أرضية ثقافية و أخلاقية و كذلك تدمر النسيج الإجتماعي و تبني أوثانا جديدة و الوثن ليس بالضرورة صنما أو إلها. فالإسلام كان يرمي لنبذ الوثن كفكرة بالأساس و ليس كدين فقط. فعندما يغدو الفرد العربي ينتظر مكاسب من خلال صندوق اقتراع أو مستقبل مجهول عوض أن يبادر لتغيير واقعه من منطلق إسلامي قويم **إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ[الرعد:11]؟
تغدو فكرة الوثن كمفهوم لاصقة بذهنه و كسلم من خيوط رفيعة يتسلق فيها أحلامه و أوهامه و سرعان ما يسقط في جحيم الكوابيس.
كذلك بالنسبة للحب. فأعلى درجاته هو الحب الإلهي و الذي تبنى على قاعدته باقي أنواع الحب..
فالحب لابد أن يتعالى عن أي شهوة عابرة أو نظرة إعجاب قد تكون منوطة بالشكل لا أكثر أي هي مرتكزة على الجمال الظاهري عوض اعتمادها على عمق الإنسان و ذاته و شخصيته.
هناك مرض ينخر في مجتمعنا العربي
فعوض معالجته بدوائه الفعال نلجأ لتناول حبوب لمعالجة تأثيراته الجانبية...
فمن عوارض انعدام حالة حضارية نجد: الفقر الجهل الحقد القتل... فنجدنا نتناول حبة مال أو قرص علم و قد نحقن أنفسنا بعقاب لن يجدي
كان الأولى بنا معالجة انعدام هذه الحالة الحضارية بأن نؤسس لبناء الحضارة و أعتقد أن أول هذه القواعد هي نبذ الصنم
و تهديمه تماما، و تغيير انفسنا أولا
و هنا أستحضر مقولة مالك بن نبي رحمه الله: نحن لا نريد تعليم المسلم عقيدة هو يعرفها و لكن نريد أن نعيد لهذه العقيدة فعاليتها و تأثيرها الإجتماعي..بمعنى ادق تعاليم ديننا الحنيف مكدسة بداخلنا و معطلة فهي لا تؤدي وظيفتها التي كان مقررا لها أن تقوم بها...
إن أول عنصر مهم في الحضارة هو نحن أي الإنسان و هو الجوهر الحقيقي للحضارة، هنا مجال عملنا ... فكل متفحص لسيرة الرسول صلى الله عليه و سلم ..سيلاحظ دون أدنى شك اهتمامه بالمسلم كإنسان ..كعنصر أولي لبناء عالم و مجتمع إسلامي..أي أن تربية المسلم تربية سليمة أخلاقيا و عقديا و فكريا ... فمثلا في ألمانيا حسب علمي يمنع رسوب التلميذ حتى الثالثة متوسط و ذلك لأن التربية هي أهم عندهم من تحصيل النقاط فكيف لطفل يبلغ سبع سنوات أن يهتم بالنقاط و التنافس و هو لم يتلقى بعد سلوكيات المجتمع المتعارف عليها: فرجاء لاعبوا أولادكم سبعا و أدبوهم سبعا و صاحبوهم سبعا...
قد أكون تهت في موضوع الحوار و لكنه يفضي بالضرورة لهوية المجتمع و ثقافته و تاريخه
بالنسبة لي الحب هو شعور يحصل نتيجة لعدة أحداث و ليس نتيجة لنظرة
فأنا ممن لا يؤمن بالحب من النظرة الأولى
قد يحصل أن ينجذب الطرفين و لكن حب لا اعتقد بل و أجزم أن يستحيل حب من النظرة الأولى
هناك مغالطات و مهاترات تبثها شاشات تلفزية تبني لنا أوهاما و تصبح بعد حين وثنا نتبعده. ألا و هو الجنس الآخر فيتشتت مجهود شبابنا في الجامعات و الثانويات حول الجري وراء صداقات جرت علينا تفككا اجتماعيا خطيرا.
هذا بعيدا عن السبب الأول الذي لابد للمتعلم الذهاب من أجله للجامعة.. إنه العلم و الجامعة هي مركز لتلاقح الأفكار و نمو الأدمغة و بؤرة النور التي تشع على جوانب المجتمع
الحب لن يكون إلا في بيت: فالله جعل بين الزوجين مودة و رحمة و هنا قد يحصل عدم توافق بينهما لأسباب عدة و هنا شرع لنا الله الطلاق كحل لأزمة المودة التي ضربت بها مشاكل اجتماعية و نفسية و حتى دينية (من مثل عدم الفقه في الدين)
عن نفسي تزوجت زواجا تقليديا جدا.. و لكنني وجدت ضالتي و الحمد لله.. رغم فارق المستوى التعليمي و الثقافي و لكن ذلك لم يكن عائقا البته.
و أشير هنا ايضا لنظرة الجزائري بصفة عامة للمتعلمة و خاصة الجامعية في المجتمع الجزائري هي نظرة توجس و خوف و احيانا تهرب من الإرتباط و الزواج بها.. فحاليا اعلى نسب العنوسة هي بين المتعلمات.. أليس هذا النموذج الغربي هو من جلب لنا مشكلة معقدة جديدة... فخوفه مؤسس على خلفية فكرها المتحرر و ميولها للتهرب من مسؤولياتها المنزلية من تربية و اهتمام و رعاية ...
الثقافة و الحضارة هي إبداع و ليست ابتداع و اتباع
أعتذر على دخولي و لكن كان لابد ان أشارككم الرأي من زاوية مخافة و لكنها حتما تصب في صميم الأزمة التي تضرب بمجتمعاتنا
تقديري اساتذتي و كامل احتراماتي
تعليق