ومازالت أوراق الخريف تتساقط عاما بعد عام
ربما حتى آخر قطرة من دمي!
كيف أخفي ملامحك الحزينة أيتها الأرض
وأنا المختالة فوق جراحك كشريط طويل للذكريات؟
غنّي، غنّي ..صوتك الريح
وأنا المشتاقة للسفر
لست بخبير ولا أومن البته بقراءة أفكار الآدميين ، لأنها عرضه للتغيير والتطور فى أقل من لحظه ، لكن حين يصطدم بصرى بأحدهم تصول وتجول الأفكار حوله فى بصيرتى ، ولإيمانى بما أعتقد ألعنها وأطردها خارج مسار تفكيرى ، ثم تدريجيا يفاجئنى واقعها حتى أصبحت أشعر بأنى سجن لشيطان سفلى يقف بينه وبين حريته إيماني .
أخذتُ كَفَّ نُخَالةٍ ، وتلوتُ مائة وثلاث مرات ، وبذرتهُ في كل طريق يمرُّ عليه العريس
تناثرت النخالة ، وتلاشت الدعوات ، وتمهدت الطرق ، وكذبت كل حيل الدجالين
أيقنت أن ما قدره الله للإنسان هو الخير .
سأقتبس بسمتك و اضعها على شفاه بطلة ما ، في رواية ما ، وحزنك النبيل لأوشي به معنى من المعاني الأثيرة ، وأضع ملامحك في حكاية عن عاشقة ، تدري أن الحياة أضيق من كلمة ،و أفشل من أن تكون سيادتها و استمرارها في التسلط على الآخرين . سوف أطعم بك النساء في قصصي وكتاباتي ، و سوف تكونين أنت الغجرية التي أنبتها في مضارب الغجر ، كلما كنت هناك ؛ لأنك تعنين الغالي الذي فشلت في الاحتفاظ به دائما ، و الحلم الذي أكابد ملاحقته عبر الزمن ،و لا أستطيع إلي الآن الإمساك به ، وضمه إلي ضلوعي لتنبت لي أجنحة ؛ كما تقول الأسطورة .. لأنك أنت الأسطورة ذاتها ! فأنت روايتي الحاضرة الغائبة ، و لم تكوني خارج يقيني ، و ما اكتشافاتي في فيضك إلا غوصا إلي أعماق ما وراء الماء من زلال ووهج !
: ألم تكتشفني كرواية إلا الآن ؟ كان الخجل ممزوجا بالفرح ، الخجل أمام الحنين الطافح ، والأشواق إلي احتواء مداها .. أكانت فريسة إذا و كنت صيادا لئيما ؟ أينا صاد الآخر ؟ الفريسة أم الصياد ؟ فأينا كان الفريسة على وجه حقيقي ، أم أن أحدنا حمل المعنيين ؟ الفريسة و الصياد .. أم الأمنية اللئيمة هي ما أحكم القبضة ، و مكنها من ممارسة اللعبة ،فأزاح الخوف و التردد ، كما هيأتني بكل الجفاف الذي شقق أوردتي سنين طوال ، و الخروج من سرطان التيه ، إلي يابسة الطفل الحالم ؟ التسلل من الذات بوعيها أو بغفلتها ، أيعني شيئا مهما ؟ ربما يعني ذاته هو ، كونه يتسلل ، يكون بعيدا عن مركز الدائرة ، حتى و لو تحت تأثير مغناطيسيتها ..أن تكون في مكانين وزمن واحد لا زمانين بيده خيطان ، يجذب هذا ، و يرخي ذاك ، و الأنفاس في كلا الجانبين موزعة ، بل وناشطة بما يكفي لغمر المكانين بما ترى الذات ، من صدق و كذب ، بكاء و فرح ، حركة و جمود ، صمت و صخب ، وربما يلتبس عليك ، لأيهما كان الصدق ، و لأيهما سوف يقطع الكذب مشواره ، لأيهما البكاء ومتى يكون الفرح حالة متوافقة مع الاثنين .. و أنت في نهاية الأمر مجرد شيء ، يشبه الموزع الكهربي ، و لا يمكن أن يكون أكثر من ذلك .. الموزع ليس إلا شيء ، و لا يمكن أن نصب عليه اتهاماتنا كونه يعطي ذاك ما لا يعطيه لهذا ، فهو يقدم ما يحمل حسب احتياجات قدرت بصورة مجردة تماما بالأرقام ومنسوب الاستهلاك وحدوده .. و لكن كيف لموزع كهربي أن ينال منه الشوق و الحنين حد البكاء ، و تصل به شجونه إلي الغضب و النقمة على ذاته ، فيترك مركزه أو بؤرته ، إلي مكان آخر بعيد ، ليحاسب نفسه ،و يغتسل من أحماله الثقيلة ، ليلقي بها بين المزارع ، و على حافة مصرف آسن يبكي وقته ، و من وضعه ليكون مجرد آلة .. شيء لا أكثر ، عليه أن يصدر المعاني ، أن يهزها بعنف أو يمسدها بحنان ورفق ..و كل مشاعره مهيأة لأن تعطي المعايشة حية ، بين خلق و إخفاق ، و بذاكرة واحدة ، يقيم مدائن من ذواكر ، يتعامل معها كلها على حده ، دون خوف من الالتباس .. فماذا لو أن الالتباس تسلل ، و بخفة قط ، مزق كل الخيوط ، و خمش كلا المكانين .. ليختل الموزع في إدارته ، فيعطي أحمالا أثقل لما لا يلائمه و لا يمكنه استهلاكه من الإحاطة به أو تفسيره ؟ : ألم تكتشفني كرواية إلا الآن ؟ لالالا ..هكذا صرخ بها : اكتشفتك كرواية و حياة حين كان مكان واحد لا مكانين ، و خيط لم يورق مزيدا من خيوط ! ثم ما تعني رواية ، إلا ترقيم و تراكيب لأزمنة سعادات و أحزان ، عشناها ..و الآن تقوم اللغة بدورها كاسرة حدود الصخب الذي أربك كل معاناتنا .. حبيبتي أنت أفسح من رواية و أبقى من مكان .. أنت زمن بين أزمنة الدنيا ، لا يتوقف ، و لا ينقطع حتى بانقطاع وريد الحياة ! بين تكلف و مغالاة ، و ليس أجمل من البساطة ، و البساطة اليوم لن ترضي إلا نفرا قليلا ، و ربما كانت حيث لا يجب أن تكون ، فليست مطلوبة في كل مجريات الأحداث ، و ليست حاضرة في كل المواقف ، على اختلافها ، قد تكون جارحة ، و بذيئة ، و الجارح و البذيء قد يكون مشعا و قريبا إلي فئة ما ، و قد لا يكون سوى درجة من درجات السقوط ، و ملهما لقاصر و ساذج في أسطورة الكذب ، التي تدعي النيابة عن الناس ، في مجالس النواب و الشورى ، وغيرها من تلك التي اخترعها البشر ، لتنظيم القتل و السلب و النهب ، و تغيب الحقوق ، و تهميش الكائن المعني ، و إعطائه مساحة أكبر في الغياب ، على خلاف ما جرت عليه كينونة الخلق ، و حتمها الواقع القديم لإدارة البلاد و العباد ! أيرضيك أن تكوني رواية ، و تكون مشاعرك ، بل كل جسدك عاريا على صفحاتها ، و لن تخرج عن كونها نميمة ، تأكل كل أخضر في براح الحياة التي أنجبناها بالحب ، و أحطناها بغلاف من الشرف و الواجب وحب الآخرين ؟
اترك تعليق: