أتذكرين ذلك المساء .. و أنت هنا بضلعى ،
تحدقين فى وجهى تارة ،
و تارة تدفنينى فيك ،
ووقت تسرع خطواتى من خشيتى ،
تجذبيننى : لم تركض و أنا أسير بجانبك ؟"
فأتهالك حتى تحملينى خارج الإسفلت !!
قلت : هى امرأة لا تخون
قالت : و كنت لا أخون
قلت : صيغت من وفاء ايزيس
قالت : فمن أشعل قيظ ست ؟
قلت : ربما كانت سيدة تشبهك .. بالطبع لم تكن هى !
بعد أيام أو ربما شهور لم أفرق بينهما !!
هى مدينة غامضة غموض تاريخ أجدادنا الفراعين ، طيبة مثل قلوب أهلها ، شريرة فى انغماسها فى ردغة الرضى والخنوع ، قديسة فى عشقها لله ، فاجرة حين تسفر عن وجه غير وجهها .. وهى إلى جانب هذا ساحرة متمردة .. مسحورة .. قاسية حنون .دومة الصغار ، وقمحة الكبار ، وقرة عين العسس ، ومسخهم الذى يحاولون منذ روعها طلعت حرب باشا ، وحولها إلى ثكنة للفقراء ، رهينة رضى .. أو نقمة مديريه ؛ حتى تظل مدينة رخيصة مهانة .. ذليلة قذرة تعلو على أكتافها المدن اللقيطة – المدن البغيضة – وتظل مسبحة العباد 00خبيرة الأمس * ، ومرتع اللصوص وحاملى السيوف وركائز الخيام و المدى !!
هى مبكى الأبدان ، يتفجر نهر عرق عمالها ليلا ونهارا ، فى العنابر التى تؤدى رقصها الوحشى دون توقف ؛ لتمتلىء خزائن السادة الجدد، وتنتفخ أرصدتهم ، وحدود ضياعهم !! طوبى لك يامدينتى .. كم من حقير رفعته فى السماء .. كم من عاشق امتصصت دماءه .. حولته لنتف .. خرقة تنتظر إيزيس كي ترتاح روحه .. وتستقر .. وحورس لينفخ فيها روح الحياة .. ومحمد بن عبدالله ليعلو بها قمم النضال !!
طوبى لنا .. نحن المسكونين بعشقها .. مدينتى ..محلتى الكبرى
تعليق