و بين قوسين ضاع العمر...
" لو" و " ليت " .
كن تلقائيا هنا .. قصة / قصيدة / خاطرة
تقليص
هذا موضوع مثبت
X
X
-
المشاركة الأصلية بواسطة إيمان الدرع مشاهدة المشاركةإنها أمي
تمنّيت لو أعرف مبرّراً لغيابك، أنا التي انتظرتك من عهد الغيم حين عانق الشجر، أنا التي منحتك عطر الياسمين، حتى نطقت بعينيك الحزينتين ألوان الفرح.
تمنّيت لو أخمدت هذه النار المتأجّجة كلّ يومٍ في ضلوعي بالسؤال عنك، فمن مثلك لا يخون، ولا ينكث عهداً، لأن الضياء لا يعرف لزوجة الطين.
لمَ ابتعدتَ؟ هكذا...بصمتٍ قاتلٍ، فتك بكلّ أجنحتي، ورماني على قارعة نبضي المستكين.
أعرف.. أعرف أنّ ما قيل في الليلة الأخيرة لزيارتك لنا، قد آلم كبرياءك، حين استحثّك والدي على إسراع الخطا نحو الزفاف.
شهورٌ طويلة مضتْ على خطوبتنا، ولم ننجز وعد أحلامنا، في عشّ هادئ يجمعنا.
أتذكّر بأسى دمعتك الرجولية التي تكسّرتْ بين هدبيك، وتلّقفتها بصدري،وبسمتك التي استعصتْ على شفتيك، فلم تستطع أن ترسمها، ولو كذباً.
وكيف شحنت حروفي خلف الباب، وأنا أودّعك، بنبرةٍ صادقةٍ همست بها: لا تهتم ..سأنتظرك حتى آخر العمر..
ويح قلبي، كيف لم تصلك رسائله؟لمَ أقفلتَ كلّ النوافذ، وارتحلتَ بعيداً؟
أدرك ضيق الحال، أدرك بأنك المسؤول عن إعالة بيتٍ كبيرٍ، بعد ارتحال أبيك، مخلّفا وراءه إرثاً من همومٍ متوالدةٍ، لا تنتهي.
ولكني رسمت معك حلماً جميلاً، يجتاز كلّ الأبواب المغلقة في وجوهنا..
آاااه يا شوارع دمشق، هبيني بعضاً من أنفاسكِ لأعيش بها بعد موتٍ.
علّميني كيف تبسمين رغم كلّ المحن، والشقاء!!!
وكيف أعلنتِ الحبّ، في رسائل الحرب التي كانت تدهمك في كوابيس الظلام،نارنجاً، وأضاليا، ولبلاباً !!
ها أنا أدور مثل خزروفٍ متعب،ٍ في دوّامةٍ مفرغة، مالها قرار..
تعبت من السير، من الظنون، من مدامعي، من نزف قلبي.
هاقد لمحتك الآن على الرصيف المقابل، تشقّ الجموع من غير التفاتٍ، النحول بادٍ على وجنتيك،تحمل أكياساً، تتأبّط أوراقاً.
أما شعرتَ بي وأنا أقف مشدوهة، بينك ، وبين قلبي الذي طار من صدري كعصفورٍ جريحٍ، ليعبر أشواقه إليك ؟؟؟
حسناً سأمضي وراءك، أتبع خطوك، أفكّ أزرار سرّ ابتعادك.
يا الهي ..ها أنت قد دخلت المشفى الكبير، كنت خلفك ألهث، كتمتُ خفق قلبي ، واصلت تتبّع ظلّك.
تسمّرتُ في مكاني عندما لمحتك، تجثو على ركبتيك ، تقبّل طيفاً نحيلاً يستكين على كرسيّ متحرّك، تجرّه الممرّضة ، مجتازةً الممرً ذي البلاط اللامع،الذي زادت توهّجه، الأضواء المتناثرة كالنجوم في السقف.
استبنتُ ملامحها، إنها أمك ، أعرفها جيداً، وكم أحببتها !! حين ضمّتني إليها ، ذات مرّة، تعطيني امتداد إشعاع ضلوعها إلى قلبي، كي أحفظك فيه، كما تفعل هي دائماً ، مذ كنت في أحشائها.
تقدّمت إليك ، تقدّمتُ أكثر،حتى وقفت قبالتك، أردتَ أن تهرب من نظراتي العاتبة، من دموعي التي اخترقت تجلّدك، وثباتك،نبضك فضح أشواقك الكامنة في حناياك.
تمتمتَ بشفتيك المتشقّقتين: لم أرد أن أشقيك معي ...إنها أمي .. احتاجت إلى عملٍ جراحيٍ عاجلٍ في القلب، استنفذ كلّ ما ادّخرته من أجل عشنا الحلم..
لم أستطع يا حبيبتي أن أفي بوعودي لك ، والعمر يمضي، وأنت وردة حلوة الأكمام ، أخاف أن تذوي على حائط الانتظار البارد.
وأنا الزارع البائس، قد شقّقتْ يد الزمن أصابعي، فما استمطرتها ، غير أملٍ جريحٍ، كتمته الأيام لقلّة حيلتي..
أردتُ أن تكرهيني، تلعني حبي، تخمدي أنفاسي المعذّبة على يديك الحبيبتين..
..أغمضت عينيّ ..أضغط على رأسي بأصابعي ..أمرّر الحروف بصعوبة لشدّة قهري:
ــ اصمتْ ..لا تكملْ، طعنتني ألف مرّة بصمتك الموجع، ماجدوى الحبّ إن لم تتفتّح أزراره بين شقوق الصخر؟؟؟
كان عليك أن تصارحني، لن أسامح ما أثقلت به على صدري من حزن..
خطوت نحو الطيف الرقيق ، أمسح بيدي عبرات وجنتين غائرتين ، مكدودتين تعباً ، أحسست سيول أمطار نديّةٍ تسري في عروقي حين لامستها.
ثمّ نهضت أضع يدي فوق يده على قبضة الكرسيّ المتحرّك، ندفعه معاً ..
أهمس له : أنت في عيني اليوم أكبر، ألم أقل لك ..لا تهتمّ ..سأنتظرك حتى آخر العمر ؟؟؟
يالقلبك الطيب الرقيق الذي يزداد مع الأيام اتساعا
كم أنا جميل بهذه القصة
وكم أنا سعيد حد البلاغة بتلك الحبيبة التي لم تكن بأغلب ظني إلا أنتِ
حتى و لو لم تكوني بطلة هذا العمل
الأم
الأم
الأم
وما تعني لفظة أم
الأرض
أم السحاب
أم الريح التي حملت العالم قبل أن يكون ؟
الأم
الأم
أحتاج إلي حضنها الآن .. سوف أرحل إليها علني أولد ثانية !!
محبتي
اترك تعليق:
-
-
المشاركة الأصلية بواسطة مالكة حبرشيد مشاهدة المشاركةتغريدة مرة شقت عنان الصمت
صدأ ميزان الحق تحت مظلة خرقاء
لم تستدر لتودع عيون الحسرة
لكن الندم ملأ الغرفة بالنواح
فيما ضحكة ساخرة تعد مشنقة
الماضي ...كفن الحاضر
وتنثر رماد الاحتراق
على لحد الآتي
أظنها تصلح أن تكون قصة ق جدا
و أيضا قصيدة نثر قوية
ما بين النواح و الضحكة الساخرة ربما تواريخ
و ربما جثث لسنين تنام في الصدر
رائع
اترك تعليق:
-
-
المشاركة الأصلية بواسطة آسيا رحاحليه مشاهدة المشاركةقال : أصبحت العلاقات قصة قصيرة جداً كتبها قاص محترف .
قلت : ليتها كذلك على الأقل فيها من التكثيف والمعنى ...
إنها للأسف مجرّد ومضة..تومض لحين وتمضي كأنها ما كانت .
لا تتوقفي
لا تتوقفي
ولا تفزعنك دموع قد ترينها كأوراق الخريف تتساقط بلا توقف
قولي
بعض القول آسيا طهارة
فطهريني حتى أرى كيف أكون إنسانا حقًّا !!
اترك تعليق:
-
-
المشاركة الأصلية بواسطة سليمى السرايري مشاهدة المشاركةأنا حزينة جداحين تعطي كل جهدك ومحبتك للناس ، وبعدها يضربونك في الظهر و الصدر !حزينة لأن العالم أصبح أكثر رماديّة و أكثر غدرا
ليتنا نغمض أعيننا ، ونرى الشوك عاد وردا ،
و أن الذين تسببوا في ذبحنا، عاد لهم رشدهم.
ليت النوافذ التي حبست علينا "الأكسيجين"، تفتح من جديد ؛ فقد قررنا أن لا ندخل !بيوتها لكن لا بأس للشمس أن تتسلّل إلى الداخل ؛ حتى لا يموت من ذبحنا !
فنحن نحب الجميع ، وفي يدنا وردة ، وعلى الثغر ابتسامة ، وفي القلب محبة ..
هذا شعارنا!
فيا أيها القاسي أينما كنت ، في هذا العالم،
كفـــــــــــــــى
كفى للنفاق
كفى للمداهنة
وكفى لمن يستغل الفرص ؛للاصطياد في الماء العكر
كفى لمن يلتف حول المخطئ ؛ليزيد في تأجيج النيران !
حتى المخطئ له أحيانا قلب طيّب،
لكن المشكل في الحاشية المنافقة ،والتي لا تجري إلا وراء الخراب والتخريب
سنغنّي نعم
ولو في القلب ألف آهة ، و ألف نبض فوق العادة -
نحن لا نرقص حين نغني -
فقد غنى ميرسل خليفة على نعش درويش-
غنى نزار لبلقيس شعرا
نحن لا نفرح حين نغني والعالم يموت،
بل لكي لا يموت من مازال في العالم-
نحن نعيش الشعر ، ونرتقي بكل ما نقدم للآخر بصفاء وإنسانية.
المشكل في الذين يتظاهرون ، وهم يرقصون في الكواليس -
المشكل في الذين تركوا مشاغلهم وجلسوا في الحلبةفرصة لتصفية حسابات لا نعرفها
نحن عصافيرنزّين الفضاء والهواءوالأماكن المظلمةفقط، لأجل الحياة ولحقوق الإنسان
حزننا كبير في القلب....وحده الله يعلم ما في الصدور.
لكننا نبتسم للآخر لأنّ الابتسامة ، صدقة.
المشكل في الذين يهرعون للخطوط الساخنة ويصفقون فقط لمن هو على الكرسي وغدا يذبحونه
المشكل في المرض الذي يعشش في الصدور
سنظل نسمو بقلوبنا الشفافة
وصراحتنا
وحبنا للناس
وسيصلكم حبنا حتى ولو أغلقت كل المنافذ وسدّت الطرقات
لا ننتظر منكم سوى باقة ياسمين
فهل نستحق الياسمين؟؟؟؟؟؟؟
بل رائع
ماذا لو كان تحول إلي قصيدة نثر
ببعض التعب يتم ترجمة هذه المشاعر و هذه الملامة
و لكن علينا أن نصب ملامنا أولا على أنفسنا قبل البحث في أخطاء الغير
ومنها ننطلق إلي ما نريد و ما نطمع أن نرسم على الورق
سلمت يداك
اترك تعليق:
-
-
المشاركة الأصلية بواسطة مالكة حبرشيد مشاهدة المشاركةستضيء ثمار الليل
لأنتزع الحياة
من براثن العبث
وصقيع الفجيعة
هي الوضاءة مني
تغسل دهشة الخوف
في نهر نشيد
اهتز تحت لحافي الممدود
من المهد الى اخضرار الرجفة
ليعود الصخب
الى مفردة ما فتئت
تنوء بظلها العذري
قصيدة رائعة بحروفها و هذا التصوير و المعايشة
النابضة التي اعتدناها منك دائما من خلال ما تطرحين
بل أزعم أن القصيدة عندك تأخذ منحى جديدا اطلاقا
و تعتمد انزياح و انثيال الشعور و تعطيه إذنا ضمنيا مع سبق الاصرار بالركض و الرقص و التناغم !
اترك تعليق:
-
-
المشاركة الأصلية بواسطة خديجة بن عادل مشاهدة المشاركةترملت النفس
تهجدت الفصول
بي بعض بقايا
جرح ساخن
وقيح دمُ
آخ ...!!
فخاخ ..
انفجار ..
إلزام ..
كيف أن أصل أبعد الحلم ؟
وأنا في محراب القطف أعيش !
أتنفس الإحتلال ..
أكتوي بنار الإلتياع ..
جاءنا اليوم البيان التالي
جثث تعفنت ..
وأرجل اختلطت ..
ومصائر دنست ..
الى أين أيها الطاعون الزاحف ؟
الى أين أيها المارق المار بشوارعنا ؟
هل لي اليوم أن أرفع الراية ؟
أم أضرب بإنسانيتي ..
حيث المجهول
وأمضي
ثم أمضي !!
جميل أستاذة خديجة
مدهش هذا الحزن
و هذا التفتيت للغة
لتطلق آخر ما عندها من قدرة على لملمة الجراح !
اترك تعليق:
-
-
المشاركة الأصلية بواسطة خديجة بن عادل مشاهدة المشاركةترملت النفس
تهجدت الفصول
بي بعض بقايا
جرح ساخن
وقيح دمُ
آخ ...!!
فخاخ ..
انفجار ..
إلزام ..
كيف أن أصل أبعد الحلم ؟
وأنا في محراب القطف أعيش !
أتنفس الإحتلال ..
أكتوي بنار الإلتياع ..
جاءنا اليوم البيان التالي
جثث تعفنت ..
وأرجل اختلطت ..
ومصائر دنست ..
الى أين أيها الطاعون الزاحف ؟
الى أين أيها المارق المار بشوارعنا ؟
هل لي اليوم أن أرفع الراية ؟
أم أضرب بإنسانيتي ..
حيث المجهول
وأمضي
ثم أمضي !!
حاولي الاستمتاع بما تكتبين أولا
و سوف تعطيك الصورة نفسها
تابعت ما كتبت هنا
و راقني و إن كان الحزن و الألم هو العنوان الأكبر
ليكن .. أنا لا أخاف الحزن ، و لكن أن يثقل على الكتابة ،
و يذبح التصوير ؛ فهذا هو ما يؤلم بالفعل !
لنشكل بالصورة ، و نأت بها طوعا أو كرها .. حتى نرتقي بكتاباتنا
و ننتقل إلي المباشر الأقرب إلي العادي
إلي لغة السمو و الابحار في المجاز !
خالص احترامي و تقديري لقلم جميل قادم بقوة !
اترك تعليق:
-
-
المشاركة الأصلية بواسطة ربيع عقب الباب مشاهدة المشاركةو ما المانع في أن تضعيها أنت أستاذة بتول ؟
لا أحب الاجتراء على أعمال رفاقي
و أريد لأسمك أن يزهر الصفحات .. انزليها في اى الملتقيين و انا أنقلها لق ق ج
خالص احترامي
المشكلة التي واجهتني ولا زالت هي هذه الرسالة التي تخرج لي كلما حاولت ادراج المشاركة
رسالة إدارية
يمكنك في هذا القسم كتابة 1 موضوع /مواضيع كل 48 ساعة فقط , حاول كتابة الموضوع لاحقا.
وقد وضّحت ذلك في حينه كما جاء في المشاركة
حاولت إدراج المشاركة في فنائها ، لكن الباب موصد ؛ فأدرجتها هنا .
أعتذر عن الازعاج
حيلة
ما الذي بيمينك أيها الكاتب؟
هو قلمي أهشّ به على الحروف
وأين هي ؟
خشيت عليها من الذئب ؛ فأودعتها الرفوف!
ارجو ان يكون قد وضح الامر راجية من اولي الامر معالجة المشكلة اذ لا زلت اعاني منها
شكرا للمتابعة بنقل القصة
تقديري واحترامي
اترك تعليق:
-
-
إنها أمي
تمنّيت لو أعرف مبرّراً لغيابك، أنا التي انتظرتك من عهد الغيم حين عانق الشجر، أنا التي منحتك عطر الياسمين، حتى نطقت بعينيك الحزينتين ألوان الفرح.
تمنّيت لو أخمدت هذه النار المتأجّجة كلّ يومٍ في ضلوعي بالسؤال عنك، فمن مثلك لا يخون، ولا ينكث عهداً، لأن الضياء لا يعرف لزوجة الطين.
لمَ ابتعدتَ؟ هكذا...بصمتٍ قاتلٍ، فتك بكلّ أجنحتي، ورماني على قارعة نبضي المستكين.
أعرف.. أعرف أنّ ما قيل في الليلة الأخيرة لزيارتك لنا، قد آلم كبرياءك، حين استحثّك والدي على إسراع الخطا نحو الزفاف.
شهورٌ طويلة مضتْ على خطوبتنا، ولم ننجز وعد أحلامنا، في عشّ هادئ يجمعنا.
أتذكّر بأسى دمعتك الرجولية التي تكسّرتْ بين هدبيك، وتلّقفتها بصدري،وبسمتك التي استعصتْ على شفتيك، فلم تستطع أن ترسمها، ولو كذباً.
وكيف شحنت حروفي خلف الباب، وأنا أودّعك، بنبرةٍ صادقةٍ همست بها: لا تهتم ..سأنتظرك حتى آخر العمر..
ويح قلبي، كيف لم تصلك رسائله؟لمَ أقفلتَ كلّ النوافذ، وارتحلتَ بعيداً؟
أدرك ضيق الحال، أدرك بأنك المسؤول عن إعالة بيتٍ كبيرٍ، بعد ارتحال أبيك، مخلّفا وراءه إرثاً من همومٍ متوالدةٍ، لا تنتهي.
ولكني رسمت معك حلماً جميلاً، يجتاز كلّ الأبواب المغلقة في وجوهنا..
آاااه يا شوارع دمشق، هبيني بعضاً من أنفاسكِ لأعيش بها بعد موتٍ.
علّميني كيف تبسمين رغم كلّ المحن، والشقاء!!!
وكيف أعلنتِ الحبّ، في رسائل الحرب التي كانت تدهمك في كوابيس الظلام،نارنجاً، وأضاليا، ولبلاباً !!
ها أنا أدور مثل خزروفٍ متعب،ٍ في دوّامةٍ مفرغة، مالها قرار..
تعبت من السير، من الظنون، من مدامعي، من نزف قلبي.
هاقد لمحتك الآن على الرصيف المقابل، تشقّ الجموع من غير التفاتٍ، النحول بادٍ على وجنتيك،تحمل أكياساً، تتأبّط أوراقاً.
أما شعرتَ بي وأنا أقف مشدوهة، بينك ، وبين قلبي الذي طار من صدري كعصفورٍ جريحٍ، ليعبر أشواقه إليك ؟؟؟
حسناً سأمضي وراءك، أتبع خطوك، أفكّ أزرار سرّ ابتعادك.
يا الهي ..ها أنت قد دخلت المشفى الكبير، كنت خلفك ألهث، كتمتُ خفق قلبي ، واصلت تتبّع ظلّك.
تسمّرتُ في مكاني عندما لمحتك، تجثو على ركبتيك ، تقبّل طيفاً نحيلاً يستكين على كرسيّ متحرّك، تجرّه الممرّضة ، مجتازةً الممرً ذي البلاط اللامع،الذي زادت توهّجه، الأضواء المتناثرة كالنجوم في السقف.
استبنتُ ملامحها، إنها أمك ، أعرفها جيداً، وكم أحببتها !! حين ضمّتني إليها ، ذات مرّة، تعطيني امتداد إشعاع ضلوعها إلى قلبي، كي أحفظك فيه، كما تفعل هي دائماً ، مذ كنت في أحشائها.
تقدّمت إليك ، تقدّمتُ أكثر،حتى وقفت قبالتك، أردتَ أن تهرب من نظراتي العاتبة، من دموعي التي اخترقت تجلّدك، وثباتك،نبضك فضح أشواقك الكامنة في حناياك.
تمتمتَ بشفتيك المتشقّقتين: لم أرد أن أشقيك معي ...إنها أمي .. احتاجت إلى عملٍ جراحيٍ عاجلٍ في القلب، استنفذ كلّ ما ادّخرته من أجل عشنا الحلم..
لم أستطع يا حبيبتي أن أفي بوعودي لك ، والعمر يمضي، وأنت وردة حلوة الأكمام ، أخاف أن تذوي على حائط الانتظار البارد.
وأنا الزارع البائس، قد شقّقتْ يد الزمن أصابعي، فما استمطرتها ، غير أملٍ جريحٍ، كتمته الأيام لقلّة حيلتي..
أردتُ أن تكرهيني، تلعني حبي، تخمدي أنفاسي المعذّبة على يديك الحبيبتين..
..أغمضت عينيّ ..أضغط على رأسي بأصابعي ..أمرّر الحروف بصعوبة لشدّة قهري:
ــ اصمتْ ..لا تكملْ، طعنتني ألف مرّة بصمتك الموجع، ماجدوى الحبّ إن لم تتفتّح أزراره بين شقوق الصخر؟؟؟
كان عليك أن تصارحني، لن أسامح ما أثقلت به على صدري من حزن..
خطوت نحو الطيف الرقيق ، أمسح بيدي عبرات وجنتين غائرتين ، مكدودتين تعباً ، أحسست سيول أمطار نديّةٍ تسري في عروقي حين لامستها.
ثمّ نهضت أضع يدي فوق يده على قبضة الكرسيّ المتحرّك، ندفعه معاً ..
أهمس له : أنت في عيني اليوم أكبر، ألم أقل لك ..لا تهتمّ ..سأنتظرك حتى آخر العمر ؟؟؟
اترك تعليق:
-
-
تغريدة مرة شقت عنان الصمت
صدأ ميزان الحق تحت مظلة خرقاء
لم تستدر لتودع عيون الحسرة
لكن الندم ملأ الغرفة بالنواح
فيما ضحكة ساخرة تعد مشنقة
الماضي ...كفن الحاضر
وتنثر رماد الاحتراق
على لحد الآتي
اترك تعليق:
-
-
المشاركة الأصلية بواسطة آسيا رحاحليه مشاهدة المشاركةأنا كائن تصيبه الكلمة الجميلة بالحمّى .
تصيبني بالحمى وكثير من الأرق
اترك تعليق:
-
-
قال : أصبحت العلاقات قصة قصيرة جداً كتبها قاص محترف .
قلت : ليتها كذلك على الأقل فيها من التكثيف والمعنى ...
إنها للأسف مجرّد ومضة..تومض لحين وتمضي كأنها ما كانت .
اترك تعليق:
-
-
سابقاً في زمن غير هذا الزمن
وفوق أرض كأنّها غير هاته الأرض
وسماء لم يلوّث غيماتها البيضاء
دخان المصانع والزيف
كان التواصل بسيطا وممتعاً وصادقاً...
كانت الرسائل بخط اليد و حبر القلب.
كان العشاق ينحتون قلباً على جذع شجرة
يلتقون تحت ظلال الأغصان.
صرنا نتواصل من خلف زجاج بارد
بعد أن نرتدي القفازات والأقنعة .
نرسم على الشاشة ابتساماتٍ وهمية
نتبادل ورودا مزيّفة...
بلا رائحة.
اترك تعليق:
-
ما الذي يحدث
تقليص
الأعضاء المتواجدون الآن 263613. الأعضاء 5 والزوار 263608.
أكبر تواجد بالمنتدى كان 489,513, 25-04-2025 الساعة 07:10.
اترك تعليق: