صحيفة مواجهات / مجلة اليابان العربية / محمد زعل السلوم
الأربعاء 7 سبتمبر أيلول 2011



طوكيو (ا ف ب)
قال رئيس وزراء اليابان السابق ناوتو كان أنه خشي في وقت مبكر من الأزمة النووية في شهر مارس الماضي انها قد تصبح أسوأ مرات عديدة من كارثة تشيرنوبيل ، وكانت كارثة حقيقية تهدد بقاء الدولة.

وقال ناوتو كان انه تخيل "مشاهدة طوكيو من دون رجل واحد" ، وخشي من الحاجة لاجلاء عشرات الملايين من الناس.

وقال كان في مقابلة مع صحيفة طوكيو شيمبون نشرت يوم الثلاثاء :"لقد كان حقاً يُعدّ خطراً يكسر العمود الفقري للوجود الياباني، ومجرد التفكير بهذا التصور تقشعر له الأبدان".

وقال كان : كانت تومض تلك الصور في ذهنه خلال الأسبوع الأول من الأزمة ، عندما كانت المعلومات الواردة من تسرب الاشعاع فوكوشيما داي إيتشي واضحة ، فضلاً عما قيل له إن مشغلها ، شركة طوكيو للطاقة الكهربائية ، تدرس سحب طواقمها من الموظفين. لكن تيبكو أكدت أنها لم تخطط للانسحاب من المحطة النووية.

فهم كان خطورة الوضع ، الذي استقال من منصبه الاسبوع الماضي وسط انتقادات بسبب اسلوب ادارته للكارثة ، عندما سمع أن أنظمة التبريد قد فشلت في المحطة النووية بعد تعرضها لأضرار خلال موجة تسونامي 11 مارس .

"لقد فقدت السيطرة تماماً وليس هناك قدرة على التبريد ، وأنا أعرف ما يعني ذلك ، لذا اعتقدت بأن " هذا سيكون كارثة ".

وقال كان : إدارة الأزمات في المحطة النووية فشلت لأن خطط الطوارئ لم تتضمن أي سيناريو لمواجهة انقطاع كلي في التيار الكهربائي .

قالت السلطات في حينها أن ثلاثة من المفاعلات تم انصهارها وهو أسوأ بكثير مما أُعلِنَ في البداية ، مما أدى لإطلاق الإشعاعات لدرجة سدس المنبعثة من الحادث الذي وقع في تشرنوبيل.

وبعد سلسلة من انفجارات الهيدروجين ، قال كان أن وزير التجارة كايدا بانري أعلمه أن تيبكو تدرس سحب موظفيها من محطة للطاقة النووية.

ودون وجود موظفين لتبريد المفاعلات سيكون عملاً محفوفاً بالمخاطر، وأضاف كان انه يعرف المفاعلات والوقود النووي المستنفد في مستوعبات التخزين "سوف تذوب بسرعة إلى الأسفل ووالنتيجة هي إطلاق كميات هائلة من الاشعاع."

وقال انه استدعى رئيس تيبكو آنذاك ماساتاكا شيميزو للاستفسار ، لكنه "لم يقل لي أي شيء واضح."

وأضاف ناوتو كان رئيس الوزراء السابق : "كان الانسحاب من محطة فوكوشيما دائيئيتشي وارداً بشكل شبه مؤكد ، فلو حصل هذا ، لكانت طوكيو مهجورة إلى الآن. فقد كانت لحظة حاسمة من أجل بقاء اليابان ، وكادت أن تصبح كارثة نووية تؤدي لتسرب الإشعاعات أكثر من تشيرنوبيل عشرات المرات".

وقال كان في مقابلة منفصلة نشرت اليوم الأربعاء مع صحيفة ماينيتشي : ان "اليابان كانت تواجه احتمال حدوث انهيار" في ذلك الوقت . وقال "كنت تحت شعور هائل من ضغط الأزمة".

كما نمت لدي مشاعر أكثر تشككا اساسها مدى تعامل تيبكو مع الحادثة النووية ، فأنشأت فريق عمل مشترك مع الشركة في مقرها بعد أربعة أيام من بدء الأزمة.

وقال كان في ذلك الوقت ، والحكومة الأميركية كانت تقدم المساعدة من البداية ، وقد أصابنا الإحباط .

"لم يتم ابلاغنا بالتطورات مباشرة ، ولكن كان من الواضح أنها تساؤلات عما إذا كنا نأخذ هذا الخطر على محمل الجد فعلا". ثم ارسلت اليابان زوجا من طائرات الهليكوبتر لتصب الماء على واحد من المفاعلات في محاولة فاشلة إلى حد كبير لتبريده. وقال ان هذا الاجراء كان "رمزي" التأثير أدى لتخفيف بعض المخاوف. بسبب ارتفاع مستويات الاشعاع ، وقال ان خشية المسؤولين تركزت على النقص في العاملين في المحطات النووية حتى بعد التعرض للإشعاع الذي ارتفع للحد الأقصى من 100 ميليسيفرات إلى 250 ميليسيفرات . وقال كان اعتبر مسؤولون ارتفاع الحد المسموح به للأشعة أدى لمزيد من حدة الخلافات ولكنها خفت لأن الوضع الأولي الحرج قد تراجع .

يبعد مجمع فوكوشيما حوالي 140 ميلا (225 كيلومترا) شمال شرقي طوكيو. ومنطقة طوكيو لديها اكثر من 30 مليون نسمة.

وتم اجلاء حوالى مئة ألف شخص من جميع أنحاء المحطة. في حين أن كمية الإشعاع المتسرب من المصنع قد انخفض بشكل ملحوظ ، وتقول السلطات أن الإشعاعات المتراكمة في التربة والغطاء النباتي قد تجعل من الصعب على السكان العودة إلى منازلهم لبعض الوقت ، وربما سنوات.